logo
لبنان... تغيير المسار وكبح الانهيار

لبنان... تغيير المسار وكبح الانهيار

الشرق الأوسطمنذ 15 ساعات
منذ 19 يونيو (حزيران)، يوم قدم الموفد الأميركي توم برّاك ورقة أميركية مكتوبة تتضمن الأسئلة - التحديات، المتعلقة بقضايا السلاح اللاشرعي («حزب الله» والفصائل الفلسطينية)، وتثبيت الحدود مع إسرائيل وانسحاب العدو، والإصلاح ومدى التطابق مع ما يطرحه صندوق النقد الدولي، والعلاقة مع سوريا... وطلب جواباً رسمياً، راح «الحزب» يروج الشائعات المتناقضة، للتملص من الضغوط الدافعة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، على قاعدة حصر السلاح بيد القوى الشرعية. وعلى الدوام كان يشترط أولوية الانسحاب من النقاط المحتلة قبل البحث بملف السلاح في حوار داخلي (...).
عشية الزيارة الثانية للموفد الأميركي برز الوجه الحقيقي لـ«حزب الله» برفضه الورقة الأميركية؛ لأن «ما تحمله مطالب إسرائيلية لم يستطع العدو أن يأخذها في الحرب» (...) ولأن «هناك اتفاقاً قائماً فلبنان ليس بحاجة إلى اتفاق جديد»، وتوج هذا الموقف بتحويل «مسيرة عاشورائية» إلى مظاهرة مسلحة جابت بعض أحياء العاصمة.
لقد شكَّل السلاح الذي رفع على مقربة من السراي الحكومي إهانة للسلطة وللعاصمة بأهلها وسكانها، وتحدياً غير مسبوق للسلطات الأمنية والقضائية. لقد ذكرت هذه المظاهرة بأحداث مايو (أيار) 2008 عندما احتلت بيروت، وتم اقتحام منازل الآمنين وقتل العشرات غدراً في يوم وصفه في حينه حسن نصرالله بـ«المجيد»، وقال إنها «معركة السلاح دفاعاً عن السلاح!».
وعاد نعيم قاسم ليكرر «التمسك بالمقاومة خياراً وحيداً أثبت فاعليته»، لكنه لم يخبر اللبنانيين متى حدث ذلك، فقد كان منهمكاً في ترويج سردية مباهاة وادعاء فقال: «منذ متى كان الدفاع عن الوطن يحتاج إلى إذن. لا أحد يطالبنا بوقف المقاومة، اذهبوا وطالبوا العدو بالرحيل».
العدو يجب أن يرحل، وهذا مطلب عليه إجماع لبناني، وبضوء اتفاق وقف إطلاق النار الذي فاوض بشأنه «الحزب» وبري، لم يعد بيد السلطة سوى المقاومة الدبلوماسية لتحرير الأرض مستندة إلى بسط سيادتها دون شريك. لكن وفق هذا التطور يكون «حزب الله» قد قفز فوق تداعيات الحرب التي زج بها لبنان عنوة ودمرته. لقد تجاوز الدولة ومؤسساتها، وعاد يمسك قرار الحرب والسلم. وبعبارة أوضح فإن «الحزب» الممتنع عن تسليم السلاح والمتمسك بشعار «المقاومة» هو في حقيقة الأمر متمسك بالاحتلال لكي يبرر هذا التسلط المانع لاستعادة الدولة، والمانع لاستعادة السيادة، ضارباً عرض الحائط بمصالح عشرات ألوف الأسر المهجرة ومصالح كل اللبنانيين ببدء تعافي البلد.
معروف أن كل المسار اللبناني معلق على جمع السلاح وبسط السيادة دون شريك بما في ذلك السيادة المالية والاقتصادية.
بروز هذا التطور شديد السلبية كشف مجدداً عن حجم الخلل السياسي على مستوى السلطة التنفيذية، التي يبدو أنها تخلت عن دورها وعن صلاحيات أناطها بها الدستور حصراً. فتم وضع الأمر بين يدي «الترويكا الرئاسية» وبات اتفاقها: عون، بري وسلام، يختصر المؤسسات الدستورية. وتبعاً لذلك وضعت «الترويكا» الأمر بين أيدي مستشارين لوضع صيغة الرد اللبناني على أن تحظى الصيغة مسبقاً بموافقة «حزب الله» (...)!
إن قضية بهذه الخطورة هي من مهام مجلس الوزراء حصراً، والمفترض أن يقود العملية ويتحمل المسؤولية؛ لأن الأمر أكثر من رد. إنه الصياغة التنفيذية لاتفاق كبير بين لبنان وإسرائيل، يضع على بيروت تحدياً من نوع مختلف يفترض العودة لاتفاق الهدنة، ويتضمن أيضاً الرؤية اللبنانية للعلاقات اللبنانية-السورية التي تفترض تطبيعاً سريعاً يفتح باب التعاون لمعالجة قضية النزوح السوري إلى لبنان وضبط الحدود وترسيمها براً وبحراً. والمفترض أن الرد سيتضمن تفاصيل المسائل الإصلاحية والمدى الزمني لإنجازها، ومعالجة اقتصاد «الكاش» وإقفال «القرض الحسن»، وهنا لُبَّ الموضوع المرتبط بالنهوض وتعافي البلد.
مصالح البلد وهموم اللبنانيين هما ما ينبغي أن يحدد أولوية الحكم والدور المطلوب عادةً من رجال الدولة، فهل يتم الإقدام لتغيير المسار وكبح الانهيار ومنع «حزب الله» من أخذ البلد إلى الحرب مجدداً؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية يفتتح المبنى الجديد للسفارة السعودية في موسكو
وزير الخارجية يفتتح المبنى الجديد للسفارة السعودية في موسكو

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

وزير الخارجية يفتتح المبنى الجديد للسفارة السعودية في موسكو

افتتح وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، مبنى سفارة المملكة العربية السعودية الجديد لدى روسيا الاتحادية، في العاصمة موسكو، بحضور مساعد وزير الخارجية عبدالهادي المنصوري، ووكيل الوزارة للشؤون السياسية الدكتور سعود الساطي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا الاتحادية عبدالرحمن الأحمد، ووكيل وزارة الخارجية للمشاريع والأصول المهندس خالد الرميح وعدد من مسؤولي الوزارة. ولدى وصوله إلى مقر السفارة، أزاح الستار عن لوحة الافتتاح التذكارية، واطلع على ما يشتمل عليه المقر الجديد من مرافق وأقسام بعد الانتهاء من مشروع تجهيزه وتأثيثه. ويأتي افتتاح المبنى انطلاقًا من مساعي وزارة الخارجية في توفير أصول عقارية مميزة وحديثة تعكس الاهتمام العالي بتقديم خدمات عالية الجودة للمواطنين والمراجعين في الخارج، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تطوير الأداء الدبلوماسي وتعزيز كفاءة عمل بعثات المملكة حول العالم. أخبار ذات صلة

نائب أمير نجران يلتقي قائد قوة المنطقة
نائب أمير نجران يلتقي قائد قوة المنطقة

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

نائب أمير نجران يلتقي قائد قوة المنطقة

التقى نائب أمير منطقة نجران الأمير تركي بن هذلول بن عبدالعزيز، بمكتبه اليوم، قائد قوة المنطقة اللواء ركن ثابت بن محمد الشهراني. ونوّه الأمير تركي بن هذلول بالدعم والعناية الذي تلقاه القوات العسكرية كافة، من القيادة الرشيدة -أيدها الله، معربًا عن فخر واعتزاز الجميع بالبطولات التي حققها الجنود البواسل على الحد الجنوبي، دفاعًا عن حدود هذه البلاد المباركة. أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد القوة البحرية لـ«حماس» بشمال غزة
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد القوة البحرية لـ«حماس» بشمال غزة

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد القوة البحرية لـ«حماس» بشمال غزة

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، إنه اغتال ما وصفه بقائد القوة البحرية لحركة «حماس» رمزي رمضان علي صالح، في شمال قطاع غزة، خلال قصف على مدينة غزة، الأسبوع الماضي. وأضاف الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن صالح «يُعد مصدراً مركزياً للمعرفة والخبرة داخل (حماس)، وكان، على مدار الأسابيع الأخيرة، يخطط وينسق عمليات مسلّحة من خلال المجال البحري ضد قوات جيش الدفاع العاملة في القطاع»، مشيراً إلى أنه جرى استهدافه داخل مبنى برفقة مسلّحين آخرين. #عاجل جيش الدفاع وجهاز الشاباك قضيا على قائد القوة البحرية التابعة لحماس شمال قطاع غزة وعدد من المخربين الآخرين في غارة نُفذت الاثنين الماضي في مدينة غزةشنت طائرة حربية تابعة لسلاح الجو، بتوجيه من سلاح البحرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، غارة يوم الاثنين والتي أسفرت عن... — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 6, 2025 وأشار الجيش إلى أن مِن بين المسلّحين الآخرين، الذي اغتالهم في القصف، «هشام أيمن عطية منصور، نائب قائد خلية في وحدة قذائف الهاون، التابعة لـ(حماس)، ونسيم محمد سليمان أبو صبحة وهو عنصر في وحدة قذائف الهاون بـ(حماس)». يأتي هذا في الوقت الذي يتوقَّع أن تُجرى في الدوحة، الأحد، جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين إسرائيل و«حماس»؛ للتوصل إلى هدنة في غزة، واتفاق للإفراج عن الرهائن، عشية زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store