logo
تحوّل المشهد الحالي للذكاء الاصطناعي من النماذج إلى الوكلاء

تحوّل المشهد الحالي للذكاء الاصطناعي من النماذج إلى الوكلاء

ارابيان بيزنسمنذ 5 أيام
يُشكّل الذكاء الاصطناعي الاقتصادات، ويُعيد تعريف القطاعات، ويقف وراء كل شيء – بدءاً من أدوات الإنتاجية إلى الاستراتيجيات الرقمية الوطنية. يشهد الذكاء الاصطناعي نقلة تحويلية من عصر التنافس لبناء أكبر النماذج الأساسية إلى عصر يُركّز على توفير وكلاء ذكاء اصطناعي يتّسمون بالعملية والذكاء والقدرة على التفكير والتكيف والتصرف باستقلالية، يفتح هذا فرصاً جديدة للتخطيط والسياسات، لا سيما لاقتصادات مثل الإمارات العربية المتحدة التي استثمرت بكثافة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والأجندات الوطنية للابتكار مثل استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031.
سنكتشف معكم فيما يلي التطورات التي يشهدها الذكاء الاصطناعي، من النماذج الأساسية إلى الوكلاء الأذكياء وأكثر.
عصر النموذج الأساسي
على مدى السنوات القليلة الماضية، ركّزت مبادرات تطوير الذكاء الاصطناعي على النماذج الأساسية، وهي شبكات عصبية كبيرة مُدرّبة على مجموعات بيانات ضخمة. حالياً، هناك أكثر من مئة نموذج قيد الاستخدام قادرة جميعها على أداء مجموعات واسعة من المهام، من توليد المحتوى، ترجمة اللغات، كتابة الشفرات البرمجية، إلى تأليف الموسيقى وإنشاء الصور.
وفقاً لتقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2025 ، يستمر حجم النماذج في النمو بسرعة، حيث يتضاعف تدريب الحوسبة كل خمسة أشهر، ومجموعات البيانات كل ثمانية أشهر، بينما يتضاعف استخدام الطاقة سنوياً. يشير نظام 'إيلو' (Elo)، المستخدم لتصنيف نماذج الذكاء الاصطناعي، إلى تقلّص سريع في فجوة المهارات بين أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي. في عام واحد فقط، انخفض الفرق بين أفضل النماذج وعاشرها إلى أكثر من النصف، وتتطابق الآن مهارات أفضل نموذجين تقريباً.
يرى بعض المحللّين أن تطوير الذكاء الاصطناعي قد بلغ ذروته، وأن هناك حاجة إلى نماذج أصغر وأكثر تخصصاً. يعود ذلك إلى نقص البيانات المتاحة، وقوة الحوسبة، ومعدّل الطاقة المستهلكة. على سبيل المثال، يستهلك استعلام واحد على تشات جي بي تي حوالي عشرة أضعاف الطاقة التي يستهلكها بحث واحد على غوغل.
الأسس الراسخة تتطلّب بنية تحتية متينة
تُعتبر الشركات الرائدة والناشئة التي تقف وراء النماذج الأساسية شركات معروفة ورائدة في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لم تكن إنجازاتها لتتحقق في معزل عن الشركات التي تُنشئ وتُوفّر البنية التحتية اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.
يتطلب إرساء النماذج الأساسية استثمارات هائلة في البنية التحتية. وفقاً لبيانات شركة 'إبوك إي آي' (Epoch AI)، ارتفعت تكلفة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة مرتين إلى ثلاث مرات سنوياً على مدار السنوات الثماني الماضية، ويتوقع الباحثون أن تتجاوز تكلفة تدريب النماذج الأكبر حجماً مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027.
يتطلب تدريب النماذج الأساسية على نطاق واسع بنية تحتية متطورة للغاية وتستهلك موارد كثيفة. يبدأ ذلك بمجموعات متطورة من وحدات معالجة الرسومات ثلاثية الأبعاد (GPUs) أو وحدات المعالجة الموازية (TPUs)، مدعومة بشبكات عالية الأداء لتوصيل الخوادم والأجهزة الطرفية بسرعة 100 جيجابت في الثانية ووحدات تخزين لمحركات الأقراص الصلبة (SSD) واسعة النطاق لمعالجة مجموعات البيانات الضخمة والتأكد منها. ومن الأهمية بمكان وجود بنية تحتية متينة للبيانات تضمن جمع كميات البيانات التي تصل إلى حجم البيتابايت وتنظيفها ومعالجتها بشكل آمن. ولإدارة هذه التعقيدات، يتم استخدام أطر موزّعة لتعلم الآلة، إلى جانب أدوات التنسيق لتوزيع عمليات الحوسبة.
إلى جانب الأنظمة الحاسوبية، يعتمد الحفاظ على هذه العمليات واسعة النطاق على أدوات مراقبة متطورة لتتبع صحة النظام وأدائه، وأنظمة نسخ احتياطي موثوقة، وبنية تحتية مادية متينة، تشمل توفير الطاقة دون انقطاع وحلول تبريد متطورة. ويجب أن تُشرف على العملية برمتها فرق من الخبراء في هندسة تعلم الآلة وهندسة البيانات. تُبرز هذه المتطلبات المتعددة للبنية التحتية التكلفة الهائلة والتعقيدات المرتبطة والمواهب اللازمة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة والبدء باستخدامها.
تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة هذا الأمر، وتستجيب له بشكل استراتيجي. فمن خلال كيانات مثل مجموعة جي 42 الإماراتية ، مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة ، و جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ، تعمل الدولة على الارتقاء بالقدرات المحلية في البنية التحتية الرقمية، وابتكار الرقائق، ودعم أبحاث الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى تعزيز الابتكار، تعتبر هذه المبادرات أساسية في ضمان الاعتماد الذاتي التكنولوجي على المدى الطويل، وضمان السيادة الوطنية في اقتصاد عالمي يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي.
من المساعدين الأذكياء إلى الوكلاء الأذكياء
مع استقرار السباق في مشهد نماذج الذكاء الاصطناعي واستثمارات البنية التحتية، تتجه الخطوة التالية نحو الذكاء الاصطناعي الوكيل، وهم وكلاء افتراضيون قادرون على التفكير والتخطيط والتصرف نيابةً عن المستخدمين. يُستخدم الذكاء الاصطناعي الآن على نطاق واسع في جميع المجالات، سواءً للترفيه أو الإنتاجية. بدءً من إنشاء صور رمزية للذكاء الاصطناعي إلى رفقاء الذكاء الاصطناعي الذين يتولون تدوين الملاحظات أثناء المكالمات الجماعية، أصبح الذكاء الاصطناعي مفيداً للغاية في حياتنا اليومية.
يقود الذكاء الاصطناعي الوكيل هذا التحول نحو نهج عملي أكثر تمكيناً وقائم على المنتج يؤكد قدرة الذكاء الاصطناعي على تجاوز مجرد عمليات البحث عن البيانات وتحليلها وتوليدها إلى أداء المهام على أرض الواقع. كل هذا ممكن لأن الذكاء الاصطناعي الوكيل يتمتع بالقدرة على المزج بين الوعي بالسياق والذاكرة والمنطق وتحديد الأهداف لفهم المتطلبات والتصرف وفقاً لذلك.
يُعد هذا التحول في غاية الأهمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أصبحت الخدمات الرقمية، من البوابات الحكومية إلى خدمة العملاء، أكثر تطوراً وترابطاً. تساعد الأنظمة الوكيلة السكان على تجديد المستندات، وتخطيط السفر، وإدارة الروتين الصحي، وحتى إدارة التعليم المخصص من خلال واجهة استباقية واحدة.
استشراف آفاق الذكاء الاصطناعي
مع انتقال التركيز من تجارب الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق إلى حلول محلية قابلة للتنفيذ، سيتحقق النجاح عند دمج الذكاء الاصطناعي الأكثر ذكاءً في الحياة الواقعية. من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 100 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة بحلول عام 2030، وهو نمو كبير تعمل القيادة الرشيدة للدولة على تمكينه بالتآزر مع سكانها المتمكّنين من مشهد الرقمنة، ومنظومة تكنولوجية قوية بين القطاعين العام والخاص. من الخدمات الحكومية وإنتاجية المؤسسات إلى الرعاية الصحية والإعلام والتعليم، ستأتي القيمة الحقيقية من الذكاء الاصطناعي المدمج بسلاسة في الأنظمة اليومية والذي يتميز بالقدرة على فهم السياق والتكيف بسلاسة مع الظروف المحلية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"ويز إير"تغادر أبوظبي: استرداد كامل لمدفوعات الركاب
"ويز إير"تغادر أبوظبي: استرداد كامل لمدفوعات الركاب

خليج تايمز

timeمنذ 35 دقائق

  • خليج تايمز

"ويز إير"تغادر أبوظبي: استرداد كامل لمدفوعات الركاب

قالت شركة ويز إير للطيران منخفض التكلفة يوم الاثنين إنها ستعلق عملياتها في أبوظبي اعتبارًا من الأول من سبتمبر 2025 وستخرج من المشروع المشترك بسبب الوضع الجيوسياسي والتحديات التنظيمية والمنافسة الشديدة. وقالت الشركة المدرجة في لندن إن هذا يأتي في إطار "إعادة تنظيم استراتيجيتها" للتركيز بشكل أكبر على قوتها الأساسية وتركيزها في أوروبا الوسطى والشرقية وأسواق أوروبا الغربية المختارة، حيث تجد صعوبة في توسيع نطاق العمليات في الأسواق الإقليمية الرئيسية. وأضافت أن القرار اتخذ بعد "إعادة تقييم شاملة لديناميكيات السوق والتحديات التشغيلية والتطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط". كانت شركة ويز إير أبوظبي أول شركة طيران منخفضة التكلفة تبدأ عملياتها من الإمارات العربية المتحدة، حيث واجهت منافسة شديدة من شركات الطيران الاقتصادية المحلية والإقليمية الأخرى مثل العربية للطيران، والجزيرة للطيران، وفلاي ناس وغيرها، والتي كانت تضع الشركة التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها في موقف صعب. وقالت شركة الطيران في بيان نُشر على بورصة لندن للأوراق المالية، حيث تُدرج، "نتيجة لتعليق عمليات Wizz Air أبو ظبي وكجزء من إعادة التنظيم الاستراتيجي هذه، ستعلق Wizz Air جميع عمليات الرحلات الجوية المحلية اعتبارًا من 1 سبتمبر 2025 وتعتزم الخروج من المشروع المشترك في المستقبل وستركز على أسواقها الأساسية". قال جوزيف فارادي، الرئيس التنفيذي لشركة ويز إير: "لقد حققنا مسيرةً حافلةً في الشرق الأوسط، ونحن فخورون بما أنجزناه. أتقدم بالشكر الجزيل لموظفينا المتفانين على جهودهم الدؤوبة والتزامهم بتطوير علامة ويز في أسواق جديدة وحيوية". وارتفعت أسهم شركة ويز إير بنسبة 1.84 بالمئة إلى 1051.0 جنيها إسترلينيا في بورصة لندن للأوراق المالية يوم الاثنين بعد الإعلان. استرداد الأموال للركاب وقالت شركة الطيران إن الركاب الذين لديهم حجوزات حالية بعد 31 أغسطس 2025، سيتم الاتصال بهم مباشرة عبر البريد الإلكتروني مع خيارات لاسترداد الأموال أو ترتيبات السفر البديلة. يُنصح العملاء الذين حجزوا رحلاتهم عبر جهات خارجية بالتواصل مع وكلائهم المعنيين. وأوضحت الشركة أن هذا التعليق لا يؤثر على رحلات مجموعة ويز إير الأخرى. في عام ٢٠٢٤، سجلت ويز إير أبوظبي نموًا سنويًا تجاوز ٢٠٪ في سعة المقاعد وعدد المسافرين. وشغلت الشركة أكثر من ١٩ ألف رحلة، موفرة أكثر من ٤.٤ مليون مقعد منخفض التكلفة، ونقلت أكثر من ٣.٥ مليون مسافر من نقطة إلى أخرى، مساهمةً بنسبة ٢٥٪ في حركة المسافرين من نقطة إلى أخرى في مطار زايد الدولي. كما نقلت ويز إير أكثر من ١.٢ مليون زائر دولي إلى أبوظبي في عام ٢٠٢٤. وحققت أسعار تذاكر الطيران الترويجية التي تبدأ من 79 درهماً إماراتياً شعبية كبيرة بين المسافرين في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما قامت شركة الطيران بتحسين شبكتها من خلال زيادة قدرتها بنسبة 40% على خطوطها الأكثر شعبية، مما يضمن تجربة سفر أكثر مرونة وموثوقية وبأسعار معقولة لعملائها. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الشركة أيضًا أول نماذج اشتراك الرحلات الجوية في المنطقة، Wizz MultiPass و All You Can Fly، في عام 2024، والتي بيعت مرتين خلال 48 ساعة. وقد غطت العديد من الوجهات في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وآسيا بما في ذلك الإسكندرية وألماتي وعمان وباكو وبلغراد وبيشكيك والقاهرة وكلوج والدمام وكوتايسي (جورجيا) ولارنكا ومالي والمدينة المنورة وأستانا وسمرقند وسراييفو وسوهاج وطشقند وتركستان وتيرانا، بالإضافة إلى فارنا ويريفان، وغيرها. 3 عوامل رئيسية عزت الشركة قرارها بالانسحاب من أبوظبي إلى ثلاثة عوامل رئيسية. وتشمل هذه العوامل قيود موثوقية المحركات، لا سيما في البيئات الحارة والقاسية، والتي أثرت على توافر الطائرات وكفاءتها التشغيلية؛ والتقلبات الجيوسياسية التي أدت إلى إغلاقات متكررة للمجالات الجوية واضطرابات تشغيلية في جميع أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى تراجع طلب المستهلكين؛ والعوائق التنظيمية التي حدّت من قدرة الشركة على الوصول إلى الأسواق الرئيسية وتوسيع نطاقها. لقد تغيرت بيئة التشغيل بشكل كبير. فقد زادت قيود سلسلة التوريد، وعدم الاستقرار الجيوسياسي، ومحدودية الوصول إلى الأسواق من صعوبة تحقيق طموحاتنا الأصلية. ورغم صعوبة هذا القرار، إلا أنه القرار الصائب في ظل الظروف الراهنة. ونواصل التركيز على أسواقنا الرئيسية وعلى المبادرات التي تعزز تجربة عملاء ويز إير وتعزز قيمة مساهمينا، كما قال فارادي. ونتيجة لهذه التحديات، أشارت شركة الطيران إلى أنها غير قادرة على تحقيق الأرباح بما يتماشى مع عملياتها الأوروبية الأساسية. رحلات الإمارات: سيبو تقدم تذاكر طيران بـ 5 دراهم؛ ويز إير تعلن عن تخفيضات على مليوني مقعد رحلات من الإمارات: ويز إير أبوظبي تعلن عن أسعار 29 درهمًا إماراتيًا لبعض الدول رحلات الإمارات: ويز إير أبوظبي تعلن عن رحلات بأسعار منخفضة للغاية إلى عمّان والعقبة

عقارات دبي تسجل 1096 مبايعة بـ 3.5 مليار درهم
عقارات دبي تسجل 1096 مبايعة بـ 3.5 مليار درهم

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

عقارات دبي تسجل 1096 مبايعة بـ 3.5 مليار درهم

سجلت التصرفات العقارية في سوق دبي، في مستهل تعاملات الأسبوع الاثنين، 4.2 مليار درهم نتجت عن 1357 تصرفاً، حسب بيانات «دبي ريست»، التطبيق الإلكتروني التابع لدائرة الأراضي والأملاك في الإمارة. حققت المبيعات 3.4 مليار درهم نتجت عن 1397 صفقة، جاءت أعلاها في منطقة وادي الصفا 3 بقيمة 535 مليون درهم من خلال 78 صفقة، ثم جميرا الثانية في المركز الثاني بنحو 430 مليون درهم، تحققت من خلال بيع فلتين سكنيتين قيد الإنشاء بمتوسط 16 ألف درهم للقدم المربعة، ليلامس أغلى سعر للقدم المربعة في الإمارة والبالغ 17 ألف درهم سجله مشروع «بولغاري»، تلتها الخليج التجاري ثالثة بـ 234 مليون درهم نتجت عن 116 صفقة. كما حققت الرهون 489 مليون درهم من خلال 223 إجراءات، جاءت الفرجان أولاً بقيمة 123 مليون درهم من خلال 4 إجراءات، ثم البرشاء جنوب الثالثة ثانية بـ 46 مليون درهم نتجت عن إجراء واحد، تلتها جبل علي الأولى في المركز الثالث بنحو 25 مليون درهم من خلال 5 إجراءات. أما الهبات فوصلت إلى 198 مليون درهم من خلال 38 معاملة، جاءت منطقة تلال الإمارات أولاً بقيمة 8038 مليون درهم من خلال معاملة واحدة، ثم برج خليفة في المركز الثاني بنحو 38 مليون درهم من خلال معاملتين، وجزر جميرا في المركز الثالث بـ 11 مليون درهم نتجت عن معاملة واحدة.

البتكوين إلى مستويات تاريخية.. ما الأسباب؟
البتكوين إلى مستويات تاريخية.. ما الأسباب؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

البتكوين إلى مستويات تاريخية.. ما الأسباب؟

يعكس هذا الارتفاع -في مستهل أسبوع الأصول المشفرة بالولايات المتحدة الأميركية- تحسناً في ثقة المستثمرين تجاه الأصول الرقمية ، مدعوماً بتوسع الطلب المؤسسي وتزايد التبني الرسمي للعملات الرقمية في الأسواق المالية العالمية. كما يعزز من موقع البتكوين كأصل رقمي رئيسي ضمن المحافظ الاستثمارية، ويفتح الباب أمام موجة جديدة من الرهانات على مستويات أعلى في المدى القريب، فمع تجاوز العملة حاجز 120 ألف دولار، تتجه الأنظار إلى قدرة السوق على الحفاظ على هذا المستوى، وسط تحذيرات من احتمالات التصحيح، خاصة في ظل التذبذب التاريخي الحاد لأسعار العملات المشفرة. بلغ سعر أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية في أحدث التعاملات 121,740.00 (بحلول الثانية مساءً بتوقيت دبي). يأتي ارتفاع سعر البتكوين وسط تدفقات متزايدة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في البتكوين. يوم الخميس، سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في البتكوين أكبر تدفقات يومية لها في عام 2025، بقيمة 1.18 مليار دولار. ونقل تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية عن الرئيس التنفيذي للعمليات في بورصة العملات المشفرة BTSE، جيف مي، قوله: "نعتقد بأن ارتفاع سعر البتكوين مدفوع بمشترين مؤسسيين على المدى الطويل وهذا سيدفعه إلى 125 ألف دولار في الشهر المقبل أو الشهرين المقبلين". وأضاف أن " النزاعات التجارية لترامب مع أمثال الاتحاد الأوروبي والمكسيك وشركاء تجاريين آخرين قد تتسبب في انخفاضات في الأسبوع المقبل، ولكن من المرجح أن المشترين المؤسسيين للبيتكوين يتجاهلون هذا الخطر ويحافظون على مواقفهم بأن البتكوين سيظل يرتفع على المدى الطويل". من جانبه، يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الارتفاع الذي تشهده أسعار العملات المشفرة يعود إلى عاملين أساسيين. العامل الأول مرتبط بتنامي شهية المخاطر لدى المستثمرين ، ما يعزز من الإقبال على الأصول الرقمية ويدفع الأسعار إلى الأعلى. العامل الثاني هو ما يُعرف بـ " أسبوع العملات المشفرة" في الولايات المتحدة، حيث يتم التركيز على سن تشريعات جديدة تهدف إلى تنظيم صناعة الأصول الرقمية، وهذا ما وفر دفعة قوية للسوق ويسهم في وصول العملات المشفرة إلى مستويات قياسية" ويضيف: "بعد وصول البتكوين إلى مستويات 120 ألف كمرحلة أولى، تليها 130 ألفاً وربما 150 ألف دولار بنهاية العام، بناءً على المؤشرات الحالية.، مشيراً إلى أن أحد المحركات الرئيسية للسوق حالياً التدفقات القوية من المستثمرين المؤسسيين نحو الصناديق المتداولة في البتكوين، بالإضافة إلى التوجه لإقرار قوانين تنظم العملات المستقرة، مما يعزز الثقة في السوق. وينبه إلى أن "كل هذه العوامل مجتمعة تدفع بأسعار البتكوين إلى الأعلى، كما أنها تُرسّخ دوره كأصل رقمي يُشبه الذهب. وفي ظل احتمالات حدوث أزمات اقتصادية، خاصة مع التغيرات السياسية المحتملة، نلاحظ أن المستثمرين باتوا ينظرون إلى العملات المشفرة كملاذ آمن ضد الأزمات والتقلبات المالية." أسبوع الأصول المشفرة يشار إلى أنه من المقرر أن يبدأ مجلس النواب الأميركي مناقشة سلسلة من مشاريع قوانين العملات المشفرة يوم الاثنين فيما أطلق عليه "أسبوع العملات المشفرة". وتهدف القوانين المحتملة إلى توفير إطار تنظيمي أكثر وضوحاً لصناعة الأصول الرقمية. كانت هذه السياسة سعت الصناعة إلى تطبيقها منذ فترة طويلة، ويدعمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصف نفسه بأنه رئيس مؤيد للعملات المشفرة ويشارك في العديد من مشاريع التشفير. ويوضح تقرير الشبكة الأميركية أن أحد أهم مشاريع القوانين قيد الدراسة هو قانون Genius Act ، والذي يمكن أن ينشئ حواجز فيدرالية للعملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأميركي ويخلق مسارًا للشركات الخاصة لإصدار الدولارات الرقمية. وقال رئيس الاستراتيجية العالمية في شركة مانتل للخدمات المالية، تيم تشين، إن "الأمر الأكثر جاذبية هو وجود قدر من الوضوح"، وفق فايننشال تايمز. وقال فرينش هيل، رئيس لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب، في وقت سابق من هذا الشهر: "نحن نعمل على تطوير تشريع تاريخي لإنشاء إطار تنظيمي واضح للأصول الرقمية". ووافق مجلس الشيوخ الأمريكي بالفعل على قانون Genius Act، وهو مشروع قانون يسمح للشركات الخاصة بإصدار عملات مستقرة، ومن المتوقع أن يؤدي إقراره إلى دفع الطلب على ديون الحكومة الأميركية قصيرة الأجل في وقت تتزايد فيه الضغوط على الديون طويلة الأجل في أسواق السندات العالمية. وإلى ذلك، يوضح خبير أسواق المال، محمد سعيد، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن عملة البتكوين سجلت قفزة تاريخية بتجاوزها حاجز 120 ألف دولار لأول مرة، مدفوعة بتداخل معقد بين عوامل سياسية واقتصادية وتقنية، خلقت موجة من التفاؤل غير المسبوق في السوق. السبب الأبرز في هذه الطفرة هو النهج الداعم الذي تتبناه الإدارة الأميركية الحالية بقيادة الرئيس ترامب تجاه قطاع العملات الرقمية. يشهد الكونغرس مناقشات متقدمة حول تشريعات تنظيمية جديدة توفّر وضوحاً ومرونة أكبر للسوق، وهو ما كان مطلباً رئيسياً للمستثمرين والمؤسسات الكبرى منذ سنوات. هذا المناخ الإيجابي يسهم في تدفقات مالية ضخمة نحو صناديق الاستثمار المتداولة في بتكوين (ETF)، والتي تجاوزت استثماراتها حاجز الـ50 مليار دولار في فترة زمنية وجيزة، وهو ما يعكس ثقة مؤسسية غير مسبوقة. ويستطرد: من الناحية الفنية، شهدت السوق انفجاراً في أحجام التداول تزامناً مع اختراق مستويات مقاومة تاريخية.. قوة الدفع ما زالت مستمرة بدعم من مؤسسات عملاقة.. كما بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى في تعزيز حيازاتها من بتكوين ضمن احتياطاتها النقدية كوسيلة تحوط من التضخم والمخاطر الجيوسياسية. ويتوقع سعيد مواصلة البتكوين صعودها نحو مستويات تتراوح بين 125 و130 ألف دولار خلال الربع الثالث من 2025، مع إمكانية الوصول إلى 135-150 ألف دولار بنهاية العام في حال استمرت التدفقات المؤسسية والزخم السياسي الداعم دون عراقيل. في حين تصل بعض التقديرات الأكثر تفاؤلاً إلى 200 ألف دولار على المدى المتوسط، بينما يُعد السيناريو الأكثر واقعية حالياً هو التحرك ضمن نطاق 120-140 ألفاً مع احتمالية بعض التصحيحات الطبيعية. ويضيف: رغم حالة النشوة السائدة في السوق، ينبغي الحذر، فبتكوين تظل بطبيعتها شديدة التقلب. وأي تغيير مفاجئ في السياسة النقدية الأمريكية أو صدور تشريعات غير متوقعة قد يغيّر ملامح السوق بسرعة. لكن الصورة العامة تشير إلى أن بتكوين دخلت بالفعل في مرحلة جديدة من النضج المؤسسي والسياسي، وأصبحت الأرقام التي كانت في الأمس القريب ضرباً من الخيال واقعاً ملموساً اليوم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store