
هل تتجه الأحداث نحو فتح «نافذة ضيقة للسلام»؟
لم يسبق قط منذ استئناف الأعمال العدائية في مارس أن بدا وقف إطلاق النار قريباً إلى هذا الحد في قطاع غزة، حيث تدور الحرب بين إسرائيل وحماس منذ الهجمات غير المسبوقة في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣. يعود هذا بالأساس إلى ضغوط دونالد ترامب. ففي الأول من يوليو، أعلن الرئيس الأمريكي أن إسرائيل قبلت "الشروط اللازمة" لإتمام هدنة مدتها ستون يومًا، تسعى خلالها الولايات المتحدة وقطر ومصر إلى "إنهاء الحرب"، وحثّ حماس على قبول هذا الاتفاق وإلا ستُخاطر بتدهور وضعها..
يبدو أن "نافذة السلام في غزة" قد بدأت تنفتح، كما كتبت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، في الوقت الذي من المقرر أن يزور فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن في غداً الإثنين. لكن الصحيفة تحذر من أن هذه النافذة "ضيقة"، لأن "العقبات لا تزال قائمة"، حسبما يوضح صحفي إسرائيلي آخر يعمل في موقع المونيتور، والذي يفضل التحدث عن "تفاؤل حذر".
شروط الاتفاق
ماذا يتضمن هذا الاتفاق الناشئ؟ بحسب صحيفة نيويورك تايمز، ينص الاتفاق على وقف إطلاق نار لمدة شهرين، يتم خلاله إطلاق سراح عشرة أسرى أحياء، وإعادة جثث ثمانية عشر أسيرًا، مقابل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، على خمس مراحل. ويعد هذا "تغييرا" عن الاقتراح السابق الذي قدمه المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي دعا إلى إعادة جميع الرهائن - الأحياء والأموات - في غضون سبعة أيام، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وفي لفتة رمزية، طلبت قطر من قادة حماس السياسيين الرئيسيين غير المقيمين في غزة، مثل كبير المفاوضين خليل الحية، "تسليم أسلحتهم الشخصية"، حسبما ذكرت صحيفة التايمز البريطانية. ويعكس هذا الشائعات المستمرة بأن إسرائيل قد تقبل بمغادرة قادة حماس في غزة القطاع.
جوهر النهاية
لكن، كما هو الحال في كل مفاوضات وقف إطلاق النار، تبقى نقطة الخلاف الرئيسية قائمة. ينص الاتفاق قيد الإعداد على إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب بشكل نهائي خلال شهرين من الهدنة. لكن هذه المرة، تسعى حماس إلى "ضمانات" بعدم استئناف الأعمال العدائية بعد فشل هذه المحادثات. ولا تزال المناقشات على هذا الصعيد جارية. ووفقًا لموقع Ynetnews، الموقع الإنجليزي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليومية، فقد تلقت حماس "ضمانات قاطعة" من واشنطن، التي تعهدت "بالحفاظ على وقف إطلاق النار" - أي ضمان عدم استئناف إسرائيل للأعمال العدائية - إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في نهاية الهدنة التي استمرت ستين يومًا "طالما ظلت المفاوضات جادة ومتواصلة". ويُقال إن حماس "رضيت" بهذه "الضمانات"، وفقًا لقناة الشرق السعودية. ومع ذلك، يبقى الحذر واجبًا. هذه طريقة لتأجيل قرار إنهاء الحرب نهائيًا، التي لطالما وضعت إسرائيل القضاء على حماس أحد أهدافها. وفي الثاني من يوليو، تعهد بنيامين نتنياهو مجددًا: "سنُطلق سراح جميع أسرانا وسنقضي على حماس. سنقضي عليها من جذورها".
فى السياق نفسه، عبّر وزير الأمن، إيتمار بن غفير، مجددًا عن معارضته لوقف إطلاق النار في غزة، داعيًا زميله وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إلى الانضمام إليه واتخاذ موقف ضد الاتفاق.
لكن كما كتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية المعارضة: "لا يحتاج نتنياهو إلى المتطرفين المتعصبين في إسرائيل لتوقيع اتفاق وإنهاء حرب غزة". وقد صرّح زعيم المعارضة يائير لابيد وقادة سياسيون آخرون لا يدعمون الحكومة بأنهم مستعدون لتوفير "شبكة أمان" لرئيس الوزراء لضمان تأييد الاتفاق. وأضافوا: "يجب ألا يكون هناك مزيد من المماطلة. يجب ألا نسمح للمتطرفين بالتسبب في مقتل المزيد من الرهائن. يجب أن نتوصل إلى اتفاق الآن".
وفي غزة، استقبل إعلان وقف إطلاق النار المقترح "بمزيج من الأمل الحذر والتشكك العميق". وينتظر سكان غزة "بفارغ الصبر وقف القتال"، ويعتقد كثيرون أن ترامب "لديه رغبة حقيقية في الضغط على حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق". "لكن هذا الأمل متأثر بالتجربة المريرة" المتمثلة في فشل هذه المفاوضات مرارًا وتكرارًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشارقة 24
منذ 2 ساعات
- الشارقة 24
بعد خلاف مع ترامب.. إيلون ماسك يعلن تأسيس حزب سياسي أميركي جديد
الشارقة 24 - أ.ف.ب: أعلن الملياردير إيلون ماسك، حليف الرئيس دونالد ترامب قبل أن يختلف معه مؤخرا، السبت تأسيس حزبه السياسي الذي أطلق عليه اسم "حزب أميركا". وكتب رئيس شركتي تيسلا وسبيس إكس على شبكته الاجتماعية إكس "اليوم السبت، تم تأسيس حزب أميركا ليعيد لكم حريتكم". وكان إيلون ماسك المعارض بشدة لمشروع قانون الميزانية الذي قدمه الرئيس الأميركي خصوصاً لجهة زيادة الدين العام، قد وعد في الأيام الأخيرة بتأسيس حزب سياسي جديد إذا تم تمرير مشروع القانون. وقد أطلق رجل الأعمال استطلاعا للرأي حول فكرة تأسيس الحزب على شبكته الاجتماعية إكس الجمعة، وهو يوم العيد الوطني الأميركي ويوم الإعلان وسط ضجة كبيرة عن "القانون الكبير والجميل" الذي اقترحه ترامب. وقال قطب التكنولوجيا السبت "بنسبة 2 إلى 1، تريدون حزبا سياسيا جديدا، وستحصلون عليه"، بعدما أجاب 65% من حوالي 1,2 مليون مشارك بـ"نعم" على السؤال حول ما إذا كانوا يرغبون في تأسيس "حزب أميركا". وأضاف "عندما يتعلق الأمر بإفلاس بلدنا بسبب الهدر والفساد، فإننا نعيش في نظام الحزب الواحد، وليس في ديموقراطية". وكان ماسك حليفاً مقرباً لدونالد ترامب، وقد موّل حملته خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وكان مكلفاً خفض الإنفاق الفدرالي من خلال قيادته لجنة الكفاءة الحكومية قبل أن ينخرط المليارديران في خلاف علني في مايو. ولم يتضح بعد مدى التأثير الذي قد يحدثه الحزب الجديد على انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، أو على الانتخابات الرئاسية بعد عامين.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
شرطة أستراليا تتهم رجلاً بإضرام النار في كنيس يهودي
اتهمت الشرطة الأسترالية رجلا بالصلة بإشعال حريق متعمد في كنيس يهودي في ملبورن، أثناء وجود أشخاص في المبنى. ولم تقع إصابات بين الأشخاص العشرين الذين كانوا داخل كنيس شرق ملبورن والذين فروا من الحريق ليلة الجمعة. وأخمد رجال الإطفاء الحريق في عاصمة ولاية فيكتوريا. وقالت الشرطة: إن محققي مكافحة الإرهاب اعتقلوا في وقت متأخر من أمس السبت الرجل البالغ من العمر 34 عاما والمقيم في سيدني، عاصمة ولاية نيو ساوث ويلز المجاورة، ووجهت إليه تهما بارتكاب جرائم من بينها الإضرار الجنائي بإضرام حريق. ومن المقرر أن يمثل الرجل، الذي لم تكشف السلطات عن هويته، أمام المحكمة، الأحد. وقالت الشرطة في بيان: «الرجل متهم بسكب سائل قابل للاشتعال على الباب الأمامي للمبنى وإشعال النار فيه قبل أن يفر من مكان الحادث». وتحقق السلطات في ما إذا كان حريق الكنيس مرتبطا بشغب وقع ليلة الجمعة في مطعم إسرائيلي في ملبورن، حيث تم اعتقال شخص واحد بتهمة إعاقة الشرطة. وقال المجلس التنفيذي ليهود أستراليا، وهي مظلة لليهود في أستراليا، إن المطعم تضرر بشدة. وذكر أن الحريق في المعبد اليهودي، وهو أحد أقدم المعابد اليهودية في ملبورن، اندلع بينما كان الموجودون في الداخل يجلسون لتناول عشاء السبت. ودان رئيسا وزراء أستراليا وإسرائيل، السبت، إضرام النار بشكل متعمد في كنيس يهودي في ملبورن. وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي في بيان إن «الاعتداء على الكنيس في شرق ملبورن بحريق متعمد الليلة الماضية عمل جبان من أعمال العنف ومعاداة السامية ولا مكان له في المجتمع الأسترالي». وأضاف «نأمل أن يقدم الجاني إلى العدالة على وجه السرعة وأن يحاكم بأقصى العقوبات مع أي شخص متورط في هذا الهجوم». ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتداء على الكنيس بأنه «مشين». وقال نتنياهو في بيان «أنظر ببالغ الخطورة إلى الهجمات المعادية للسامية التي وقعت الليلة الماضية في ملبورن».


العين الإخبارية
منذ 3 ساعات
- العين الإخبارية
اتفاق غزة.. ضغوط الداخل والخارج ترسم «حدود الصفقة»
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن ضغوطا داخلية وأخرى إقليمية تدفع تل أبيب وحماس نحو اتفاق قد يعيد ترتيب المشهد في غزة والشرق الأوسط. وأشارت إلى أنه رغم اختلاف الدوافع، يجد الطرفان نفسيهما أمام لحظة سياسية فارقة، تفرض عليهما التعامل مع المبادرات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر. يتضمن الاتفاق المرتقب هدنة مؤقتة لمدة 60 يومًا، تُفرَج خلالها حماس عن عشرة من الرهائن الإسرائيليين الأحياء، مقابل إطلاق سراح عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، مع فتح الباب أمام تدفق أوسع للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يعاني من تفاقم حدة المجاعة. وبحسب الصحيفة، فقد كانت الحرب الأخيرة مع إيران بمثابة نقطة تحوّل سياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ أتاحت له هامشًا سياسيًا أوسع للالتفاف على معارضيه من اليمين المتطرف داخل ائتلافه، والذين هددوا بإسقاط الحكومة في حال توقيع اتفاق ينهي الحرب في غزة. وقد عزز نجاح إسرائيل في استهداف المنشآت النووية الإيرانية، وتوجيه ضربات لحلفاء طهران في لبنان وسوريا، من موقف نتنياهو وفتح له نافذة لاستكشاف إمكانية وقف مؤقت للعمليات في غزة، من دون أن يظهر بمظهر الضعيف أمام قاعدته الشعبية. في المقابل، تواجه حماس وضعًا متأزمًا في القطاع، حيث تتصاعد أصوات الغضب الشعبي وسط الحصار، وتراجع الإمدادات الغذائية والطبية، وانهيار البنية التحتية بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل منذ نحو عامين. كما جعل اغتيال عدد من كبار قادة الحركة، ونقص الموارد المالية، من الصعب على الحركة الحفاظ على تنظيمها الداخلي وسداد رواتب مقاتليها. ويبدو أن قبول حماس بالإطار العام للمقترح – بحسب ما أعلنته الجمعة – يعكس إدراكها لحجم الضغط المتزايد. فقد أعلنت استعدادها للدخول في "مفاوضات جدّية" لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما قد يخفف عن كاهل سكان القطاع، ولو مؤقتًا. وفيما تتواصل المشاورات في القاهرة والدوحة، يتعين على المفاوضين الاتفاق على تفاصيل معقدة، مثل آلية إعادة انتشار القوات الإسرائيلية داخل القطاع، وكيفية دخول وتوزيع المساعدات، في ظل فشل منظومة الأمم المتحدة، واعتماد إسرائيل على قنوات خاصة لحماية مخازن الإغاثة، بالتعاون مع شركات أمنية أمريكية خاصة. ويتوقع أن يشكل الدعم الأمريكي عاملًا حاسمًا في تمرير الاتفاق داخل الحكومة الإسرائيلية في اللقاء المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، الإثنين، . ويرى محللون أن نتنياهو يسعى لاستخدام انتصاره في الحرب على إيران كغطاء سياسي للمضي في الهدنة، وربما حتى التلويح بانتخابات مبكرة، في محاولة لاستعادة شعبيته التي تضررت بشدة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتعليقًا على موقف نتنياهو، قال دانيال ليفي، المفاوض الإسرائيلي السابق: "قد لا تكون الهدنة خياره المفضل، لكنه يمتلك الآن رواية نصر جديدة بعد ضرب إيران، ويمكنه اختبار ما إذا كانت ستمنحه دفعة سياسية كافية لخوض الهدنة المؤقتة." لكن الطريق نحو تهدئة دائمة يبقى مليئًا بالعقبات. فإسرائيل ترفض الالتزام سلفًا بإنهاء الحرب نهائيًا، في حين تصر حماس على ضمانات واضحة لذلك، ما يجعل الإطار الحالي مجرد مرحلة اختبارية. aXA6IDIxNy4xNTYuOTEuMjEyIA== جزيرة ام اند امز RO