
طريقة الوقاية والحماية من تسريب الإشعاعات النووية
طريقة الوقاية والحماية
الإشعاع النووي هو طاقة تنتج عن تفاعلات في نوى الذرات مثل الانشطار النووي وتوجد أنواع متعددة من الإشعاع (ألفا، بيتا، غاما) ولكل نوع خصائصه ومخاطره حيث تعتمد وسائل الوقاية على نوع الإشعاع وكثافته لذا يجب الفهم العلمي لطبيعة الإشعاع.
الوقاية على المستوى الفردي
تتمثل الوقاية فى الابتعاد عن مصدر الإشعاع والقاعدة الذهبية في الإشعاع هى المسافة و الزمن كلما ابتعد الشخص عن المصدر قلت كمية الإشعاع التي يتعرض لها.
ويمكن تقليل زمن التعرض من خلال تقليل المدة التي يتعرض فيها الشخص للإشعاع من خلال الاحتفاظ بالحواجز الواقية واستخدام مواد عازلة للإشعاع مثل: الرصاص: فعال ضد أشعة غاما والزجاج المعالج والخرسانة المسلحة والملابس الواقية .
في حالات الطوارئ النووية يجب ارتداء ملابس واقية تغطي كامل الجسم واستخدام أقنعة تنقية الهواء وتناول أقراص اليود البوتاسي حيث يساعد على تشبع الغدة الدرقية مما يمنع امتصاص اليود المشع.
الوقاية على مستوى المنزل والمجتمع
في حال التحذير من تسرب إشعاعي ينصح بالبقاء في أماكن داخلية وإغلاق النوافذ والأبواب وإيقاف التهوية الخارجية وتخزين المؤن والطعام والمياه النظيفة تحسبًا لانقطاع الإمدادات.
والتخلص من الملابس الملوثة وإزالة الملابس الخارجية فور دخول المنزل وغسل الجسم جيدًا بالماء والصابون والذى يساعد على إزالة الجسيمات العالقة بالإضافة الى تطهير الأسطح واستخدام محاليل تطهير مناسبة لمسح الأسطح المحتملة للتلوث.
وأخيرا تتطلب الوقاية من التسرب الإشعاعي النووي وعيًا وتخطيطًا على جميع المستويات من خلال تطبيق قاعدة المسافة والزمن والحماية واستعمال وسائل الحماية الشخصية وتحضير المجتمعات للطوارئ و يمكن تقليل آثار الإشعاع على الإنسان والبيئة كما أن دور الحكومات لا يقل أهمية في الرقابة والتنسيق ولا بد من إشراك المواطن من خلال التوعية والتدريب العملي المستمر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 5 أيام
- العين الإخبارية
تهديد بيولوجي جديد.. ذباب آكل للحم يزحف نحو حدود أمريكا
أطلقت السلطات الأمريكية والمكسيكية تحذيرات عاجلة بعد اكتشاف انتشار نوع خطير من الذباب يُعرف باسم "ذباب اللولب الجديد". وهذا الذباب هو طفيلي آكل للّحم بدأ في الاقتراب من الحدود الأمريكية عبر نفس المسار الذي سلكه ملايين المهاجرين غير النظاميين من أمريكا الجنوبية. وهذا النوع من الذباب يضع مئات البيوض داخل الجروح المفتوحة لدى البشر والحيوانات، وتفقس اليرقات خلال ساعات لتبدأ باستهلاك أنسجة الضحية الحية، مسببة جروحا عميقة ومؤلمة، وفي حالات كثيرة قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم تُعالج بسرعة. وسجلت المكسيك عدة حالات إصابة في ولاياتها الجنوبية مثل تشياباس وأواكساكا وفيراكروز، وهي مناطق تُعد جزءا من "طريق القوافل" التي سلكها مهاجرون في رحلتهم إلى الولايات المتحدة خلال العقد الماضي. تهديد يلوح في الأفق يحذر الباحثون من أن السيطرة على هذا النوع من الذباب قد تصبح مستحيلة إذا تجاوز الحدود ووصل إلى الجنوب الأمريكي، خاصة في ظل التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة الذي يوفر بيئة مثالية لتكاثره. وتشير دراسات إلى أن ولايات مثل تكساس وفلوريدا ولويزيانا قد تواجه تفشيا للطفيلي بحلول عام 2055، ما يشكل خطرا كبيرا على الثروة الحيوانية، وخاصة الأبقار. ويُتوقع أن يؤدي انتشار الذباب إلى ارتفاع كبير في أسعار اللحوم ومنتجات الألبان، خصوصا أن ولاية تكساس وحدها تحتضن 14% من إجمالي الثروة الحيوانية في الولايات المتحدة. تاريخ مع المرض وعودة محتملة سبق أن عانت الولايات المتحدة من هذا الذباب في أوائل القرن العشرين، حيث تسبب في خسائر قُدرت بـ200 مليون دولار آنذاك (تعادل 1.8 مليار دولار اليوم)، لكن جهودامشتركة بين الحكومة الفيدرالية والولايات أدت إلى القضاء عليه نهائيا عام 1982، من خلال تعقيم الذكور باستخدام أشعة غاما. لكن الذباب عاود الظهور في أمريكا الجنوبية، واخترق حاجز الحماية عند "داريين غاب" بين كولومبيا وبنما عام 2022، وهو نفس المعبر الذي عبر منه أكثر من 1.2 مليون مهاجر بين عامي 2021 و2024، ما خلق بيئة خصبة لتفشي اليرقات نتيجة الجروح المفتوحة المنتشرة بين المهاجرين. إصابات بشرية في المكسيك في أبريل/ نيسان الماضي، تم تسجيل أول إصابة بشرية مؤكدة في ولاية تشياباس لامرأة تبلغ من العمر 77 عاما، وتم علاجها باستخدام المضادات الحيوية. وفي مايو/ أيار، أُصيب رجل يبلغ من العمر 50 عاما بنفس اليرقات بعد أن عضّه كلب، مما تسبب في جرح مفتوح تطفّلت عليه الحشرات. وعبّر خبراء أمريكيون عن قلقهم من الأثر الاقتصادي والبيئي المحتمل لوصول هذا الطفيلي إلى داخل الولايات المتحدة. وقالت الدكتورة جينيفر كوزيول، الأستاذة المساعدة بكلية الطب البيطري في جامعة تكساس: "يمكن أن يتسبب في خسائر كبيرة، ليس فقط في الماشية، بل في الحياة البرية أيضا." وفي 27 مايو 2024، أعلنت وزيرة الزراعة الأمريكية، بروك رولينز، عن اتفاقية تعاون بقيمة 21 مليون دولار مع الحكومة المكسيكية لإعادة تفعيل برنامج تعقيم الذباب، عبر تحديث منشأة في منطقة "ميتابا" بالمكسيك لتنتج ما بين 60 و100 مليون ذبابة معقمة أسبوعيا باستخدام الإشعاع. ويُنتظر أن يؤدي إطلاق هذه الذبابات إلى تقليل تكاثر الحشرة تدريجيا، ومنعها من غزو الشمال. السباق مع الزمن ورغم هذه الجهود، حذر الخبراء من أن الوقت يداهم السلطات. وقال البروفيسور فيليب كوفمان، من جامعة تكساس إيه آند إم: "النجاح يعتمد على إنتاج عدد كافٍ من الذباب المعقّم، وتوزيعه في الأماكن المناسبة وفي الوقت المناسب. وإذا ما تجاوز الذباب المضيق الجنوبي في المكسيك، فإن احتواءه سيصبح أكثر صعوبة". aXA6IDQ1LjM4LjEwNi4xNTgg جزيرة ام اند امز GB


صقر الجديان
٢٧-٠٦-٢٠٢٥
- صقر الجديان
تحذير طبي هام.. أدوية شائعة قد تهدد حياتك في الطقس الحار!
وسلط الدكتور نيكولاس دراغوليا، مؤسس مركز My Longevity في المملكة المتحدة، الضوء على أدوية شائعة تُستخدم على نطاق واسع، قد تؤثر سلبا على قدرة الجسم على التبريد أو تسبب الجفاف أو تزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس. أدوية القلب والضغط: الخطر الصامت في الحر تشمل الأدوية الخطرة في هذا السياق حاصرات بيتا (مثل ميتوبرولول وأتينولول)، ومدرات البول (مثل فوروسيميد وهيدروكلورثيازيد)، التي تقلل من تدفق الدم إلى الجلد وتُفقد الجسم السوائل، ما يصعّب عليه التكيف مع الحرارة المرتفعة. كما تعد مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (ليسينوبريل) وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (لوسارتان) ومضادات الصفائح الدموية (كلوبيدوغريل)، من الأدوية التي قد تضاعف خطر الإصابة بمضاعفات قلبية أثناء موجات الحر. أدوية الاكتئاب والذهان: تقلّب في حرارة الجسم وسرعة الجفاف نبه دراغوليا إلى أن مضادات الاكتئاب، وخاصة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (مثل بروزاك وسيليكسا وزولوفت) ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (مثل أميتريبتيلين)، قد تؤدي إلى تعرّق مفرط أو توقف التعرّق تماما، ما يزيد من خطر الجفاف وضربة الشمس. أما مضادات الذهان (مثل ريسبيريدون وكويتيابين وهالوبيريدول)، التي تُستخدم لعلاج الفصام والاضطراب ثنائي القطب، فقد تؤثر على مركز تنظيم الحرارة في الدماغ، ما يجعل مستخدميها أكثر عرضة للإنهاك الحراري. أدوية شائعة أخرى قد تضرّ في الحر حذر التقرير أيضا من بعض أدوية الحساسية (خاصة مضادات الهيستامين القديمة من الجيل الأول) ومزيلات الاحتقان ومنشطات الجهاز العصبي المركزي المستخدمة لعلاج فرط الحركة، وكذلك مضادات الكولين الخاصة بعلاج باركنسون والمثانة المفرطة النشاط، باعتبارها تؤثر على التعرّق وقدرة الجسم على تنظيم حرارته. ويشير الأطباء أيضا إلى خطر ما يعرف بـ'التسمم الضوئي'، حيث تمتص بعض الأدوية الأشعة فوق البنفسجية وتطلقها داخل خلايا الجلد، ما يسبب حروقا أو طفحا أو حتى يرفع خطر الإصابة بسرطان الجلد. وتشمل هذه الأدوية: بعض المضادات الحيوية (مثل سيبروفلوكساسين) ومضادات الفطريات ومضادات الهيستامين (مثل كلاريتين) وأدوية الكوليسترول. وتوصي الدكتورة هيذر فيولا، من مستشفى ماونت سيناي في نيويورك، بعدم إيقاف الأدوية دون استشارة الطبيب، مضيفة: 'قد يعدل الطبيب الجرعة أو توقيت تناول الدواء أو يحولك إلى بديل أكثر أمانا'. كما تنصح باتباع إجراءات وقائية أساسية، منها: – شرب الماء باستمرار. -تجنّب الخروج خلال ذروة الحرارة. – ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون. – حماية البشرة من أشعة الشمس إن كنت تتناول أدوية تزيد الحساسية للضوء.


البوابة
١٦-٠٦-٢٠٢٥
- البوابة
قنبلة واحدة تكفى.. التأثير سيكون أقوى 20 إلى 30 مرة من القنابل التى ألقيت على هيروشيما وناجازاكى
فى أغسطس من عام ١٩٤٥، خلال نهاية الحرب العالمية الثانية، ألقت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على اليابان، وتحديدا علي مدينتي هيروشيما وناجازاكي، ما أدى إلى مقتل الآلاف، إلى جانب إحداث دمار هائل نتيجة الانفجار. شكل الهجوم على هيروشيما أول استخدام فعلى للسلاح النووى فى سياق الحروب. فى السادس من أغسطس، ألقت الولايات المتحدة أول قنبلة نووية، المعروفة باسم 'الولد الصغير'، على مدينة هيروشيما. ويقدر أن نحو ٧٠ ألف شخص لقوا حتفهم على الفور نتيجة الانفجار الهائل الذى دمر مدينة هيروشيما، فيما توفى عشرات الآلاف لاحقا متأثرين بجروحهم أو نتيجة التعرض للإشعاع، خلال الأيام والأسابيع والشهور التالية. وبلغ عدد ضحايا الهجوم على هيروشيما نحو ١٤٠ ألف شخص. وحين لم تعلن اليابان استسلامها، وجهت الولايات المتحدة ضربتها الثانية بعد ثلاثة أيام، بقنبلة أُطلق عليها 'الرجل البدين'، لتسقط فوق ناجازاكي، المدينة الواقعة على بعد ٤٢٠ كيلومترا جنوب هيروشيما. وقتل ما لا يقل عن ٧٤ ألف شخص فى مدينة ناجازاكى نتيجة القصف النووي. وأسفر الهجوم النووى عن نهاية سريعة للحرب فى آسيا، حيث أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء فى ١٤ أغسطس ١٩٤٥. غير أن بعض المنتقدين يرون أن اليابان كانت على وشك الاستسلام بالفعل، وأن استخدام القنبلتين النوويتين أسفر عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين. ماذا لو انفجرت قنبلة نووية حديثة؟ قالت تارا دروزدينكو، مديرة برنامج الأمن العالمى لاتحاد العلماء المعنيين، وهو منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة، أن الأسلحة النووية الحديثة أقوى ٢٠ إلى ٣٠ مرة من القنابل التى ألقيت على هيروشيما وناجازاكي. وسلطت مجلة "لوبس" الفرنسية، الضوء على الآثار المدمرة لانفجار القنبلة الذرية، بما فى ذلك الإشعاع المميت والحرارة وموجة الصدمة. وذكرت المجلة أن الإشعاع المباشر المميت الناتج عن انفجار نووى بقوة ١٠ كيلو طن، أى ما يعادل نصف قوة قنبلة ناجازاكي، يمكن أن يمتد لمسافة تقارب الميل. ورغم أن هذه الإشعاعات قد تحدث عاصفة نارية، إلا أن تأثيرها يعد محدودا مقارنة بالتأثيرات الأخرى فى القنابل النووية الحديثة، حيث تعد موجة الصدمة العامل الأساسى فى التدمير المادي، ويعتمد مدى هذا الدمار على قوة القنبلة وطبيعة التضاريس المحيطة. غير أن تأثير القنبلة النووية يختلف باختلاف موقع انفجارها، إذ يكون الانفجار الجوى أكثر فاعلية عند استهداف مدينة، مقارنة بالانفجار الأرضي. ويعقب الانفجار النووى تساقط إشعاعي، وهو أحد التأثيرات الخاصة بهذا النوع من الأسلحة، وقد تستمر آثاره البيئية والصحية لسنوات أو حتى عقود، رغم أن التأثيرات القاتلة المباشرة تدوم عادة من بضعة أيام إلى أسابيع. ومن بين التأثيرات الأخرى للسلاح النووى ما يعرف بـ'النبض الكهرومغناطيسي'، الذى ينتج عن طرد الإلكترونات من الهواء بفعل أشعة غاما المنبعثة خلال الانفجار النووي. ويؤثر هذا النبض فى الأنظمة الإلكترونية، بحيث إن تفجير سلاح نووى كبير على ارتفاع نحو ٢٠٠ ميل فوق وسط الولايات المتحدة يمكن أن يولد نبضة كهرومغناطيسية قوية تكفى لتعطيل أجهزة الحاسوب، وشبكات الاتصالات، ومختلف الأجهزة الإلكترونية على مستوى البلاد بأكملها. وقد يؤثر النبض الكهرومغناطيسى أيضا فى الأقمار الصناعية المخصصة للاتصالات العسكرية، والاستطلاع، والإنذار المبكر. كما أن الانفجار النووى يخلف آثارا مروعة، إذ يمكن لانفجار واحد فقط أن يؤدى إلى إصابة آلاف الأشخاص بحروق خطيرة تتطلب علاجا طبيا متخصصا، وهو ما قد يتضاعف ليصل إلى الملايين فى حال اندلاع حرب نووية شاملة. إضافة إلى ذلك، يتسبب الانفجار فى انهيار المبانى وتعطيل سلاسل التوريد، مما قد يؤدى إلى مجاعات واسعة النطاق. كارثة نووية.. حتى لا تتكرر المأساة تدور تخوفات عدة، وسط تصاعد العمليات العسكرية بين إيران وإسرائيل، ورغبة الأخيرة فى إحباط طموحات إيران النووية، ما يجعل ضرب المنشآت النووية مثيرا للمخاوف فى بلدان المنطقة، فماذا لو حدث تسرب إشعاعي؟ ماذا لو أفلتت الأمور العسكرية وخرجت عن السيطرة؟ وهو ما يذكرنا دائما بالكوارث النووية التى وقعت قبل عقود وكان لها أثر تخريبى وتدميرى امتد حتى يومنا هذا. قبل ٨٠ عامًا وفى نهاية الحرب العالمية الثانية وقعت كارثة إلقاء قنبلتين نوويتين على بلدتى هيروشيما وناجازاكى من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وقبل ما يقرب من ٤٠ عامًا وقعت كارثة المفاعل النووى تشيرنوبل. وعلى الرغم من أن هذه القنابل وقعت منذ عقود طويلة وكان تأثيرها مرعبا وأدى لانصهار الحياة فى المدينتين، وسقوط آلاف الضحايا على الفور، فإن السؤال الذى يطرحه الذهن حاليا: ماذا لو وقعت كارثة نووية فى عصرنا الحالي، وماذا سيكون تأثير قنبلة نووية اليوم بعد التطور العلمى الهائل الذى وصلت له البشرية؟ واجتازت مرحلة هيروشيما، كيف سيكون الحدث متجاوزا لعقول وتصورات وأوهام البشرية؟ هيروشيما وناجازاكي ألقت الولايات المتحدة الأمريكية قنبلتين نوويتين على مدينتى هيروشيما وناجازاكي، دفعتا اليابان على الاستسلام فى الحرب، وهو ما وقع فعلا. ومع إلقاء قنبلة حملت اسم "الولد الصغير" على هيروشيما فى ٦ أغسطس لعام ١٩٤٥، لقى حوالى ١٤٠ ألف شخص حتفهم، وعندما ألقت قنبلة على ناجازاكى لقى حوالى ٧٤ ألفا بعد ثلاثة أيام. قتل وأصيب آلاف الأشخاص على الأرض على الفور، حيث أدى الهجوم النووى إلى نهاية مفاجئة للحرب العالمية الثانية، إذ استسلمت اليابان للحلفاء فى ١٥ أغسطس ١٩٤٥. لم تنته مأساة القنبلتين فقد راح ضحيتهما الكثير من أرواح البشر الذين ماتوا متأثرين بالإشعاع بعد أسبوع وبعد شهر وبعد سنة، خلافا للأمراض التى أصابت البشر والطبيعة من حولهم. وتعد كارثة التلوث الإشعاعى الناتج عن انفجار المفاعل النووى فى محطة تشيرنوبل واحدة من الحوادث الخطيرة التى تحذر من عواقب الإقدام على أى حرب نووية، أو التهور فى ضرب منشآت نووية فى ظل الصراعات والحروب بين روسيا وأوكرانيا مثلا، أو بين إيران وإسرائيل. مأساة المفاعل النووى تشيرنوبل فى أبريل عام ١٩٨٦، وقع انفجار المفاعل النووى تشرنوبل نتيجة خطأ فى إجراء اختبار أثر انقطاع الكهرباء، حيث وقع خطأ فى التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة فى تبريد اليورانيوم، ما أدى إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال. ووفقا للمعلومات التى نشرتها الأمم المتحدة على موقعها، فبعد ٧ ثوان أدى ارتفاع درجة الحرارة إلى وقوع موجة انفجار كيميائية أطلقت بدورها النويدات المشعة إلى الغلاف الجوي، وقد أدرك رئيس الفريق المناوب الخطر فحاول إغلاق المفاعل كى يجعل أعمدة الجرافيت تنزل فى قلب المفاعل وتبطئ من سرعة التفاعل النووى وارتفاع الحرارة. ولأن المفاعل كان غير مستقر، والدورة الحرارية مشوشة من آثار الاختبار أدى إلى اعوجاج أعمدة الجرافيت، ومنع ذلك من سقوطها فى قلب المفاعل ما جعل الحرارة ترتفع بشكل كبير وتشتعل بعض الغازات المتسربة وتسبب الكارثة. وأدى الانفجار إلى انتشار سحابة مشعة على أجزاء كبيرة من الاتحاد السوفيتي، والتى تسمى الآن (بيلاروسيا، وأوكرانيا والاتحاد الروسي). وتعرض ما يقرب من ٨.٤ مليون شخص فى البلدان الثلاثة إلى الإشعاع. وأدت قوة الانفجار إلى انتشار التلوث على أجزاء كبيرة من الاتحاد السوفيتي، ووفقا لتقارير رسيمة، لقى ٣١ شخصا حتفهم على الفور، وتعرض ٦٠٠ ألف من المشاركين فى مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف، لجرعات عالية من الإشعاع. ووفقا لتقارير رسمية، تعرض ما يقرب من ٨،٤ مليون شخص فى بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا للإشعاع، وهو عدد يزيد على إجمالى سكان النمسا. وتعرضت ١٥٥ ألف كيلومتر مربع من الأراضى فى التابعة للبلدان الثلاثة للتلوث، وهى مساحة تماثل نصف إجمالى مساحة إيطاليا. وتعرضت مناطق زراعية تغطى ما يقرب من ٥٢ ألف كيلومتر مربع، وهى مساحة أكبر من مساحة دولة الدنمارك، للتلوث بالعنصرين المشعين سيزيوم – ١٣٧، وعنصر سترونتيوم – ٩٠، وأعيد توطين ما يقرب من ٤٠٤ آلاف شخص، إلا أن الملايين ظلوا يعيشون فى بيئة تسبب فيها استمرار بقايا التعرض الإشعاعى إلى ظهور مجموعة من الآثار الضارة. وكانت الكاتبة البلاروسية سفيتلانا الكسييفيتش، الحائزة على جائزة نوبل، قد وثقت حجم المعاناة الإنسانية الهائلة جراء وقوع الانفجار المروع فى كتابها المثير "صلاة تشيرنوبل". فبعد حدوث الانفجار فى ليلة ٢٦ أبريل من العام ١٩٨٦، كان رجال الإطفاء أول الذين وصلوا للعمل على إخماد الحرائق فى المحطة النووية وهم لا يعرفون أنهم يعملون على إخماد كتل ومواد إشعاعية قاتلة، الأمر الذى جعلهم يشعرون بالقيء والإغماءات ونقلوا إلى المستشفيات فورا، كانت جلودهم تتساقط وماتوا بعد أسبوعين من أداء مهامهم. تقول إحدى زوجات عمال الإطفاء، وكانت تمرض زوجها: "لا توجد أية ثياب إنه عارٍ؟ يوجد فقط شرشف خفيف يغطيه من الأعلى كنت أبدل هذا الشرشف كل يوم عندما يحين المساء يكون قد امتلأ بالدم وحين أرفعه تبقى على يدى قطع من الجلد وتلتصق"؛ وقد نقلت تفاصيل قصتها بالكامل فى كتاب "صلاة تشيرنوبل". ماتت الطيور والحيوانات غدرا فى البداية، تعاملت سلطات الاتحاد السوفيتى على إخفاء الخبر، ومن المدهش ما نقلته سفيتلانا فى كتابها من حديث لأحد مربى النحل فى القرى القريبة من المحطة، تقول: "خرج فى الصباح إلى الحديقة، شيء ما ناقص، صوت معروف، ليس من نحلة واحدة، لا يسمع طنين أية نحلة، أبدا ماذا إذا؟ ما الذى حصل؟ وفى التالى لم يطرن. وفى الثالث أيضا. أخبرونا فيما بعد أن حادثا قد حصل فى المحطة الذرية وهى قريبة منا، لم نعرف شيئا لفترة طويلة والنحل قد عرف، أما نحن فلا". من القصص المؤلمة التى ترويها الكاتبة هى عملية إبادة الحيوانات فى القرى المجاورة للمحطة والتى تلوثت بالإشعاع، خوفا من هجرتها للمنطقة ونقل سموم الإشعاع إلى مناطق أبعد، تقول الكاتبة: "دخلت القرى بعد النزوح مجموعة من الجنود أو الصيادين وأطلقوا النار على الحيوانات فقتلوها. الكلاب كانت تركض نحو الصوت الإنساني، والقطط والخيول، لم تستطع هذه المخلوقات فهم ما يحدث لها، وهى غير مذنبة فى شيء، لا الوحوش ولا الطيور، لقد ماتت بصمت، هل هناك ما هو أكثر رعبًا؟" وعن حصيلة الخسائر التى تعرضت لها بيلاروسيا وحدها، نقلت الكاتبة أنه نحو٧٠٪ من النويدات المشعة سقطت فى بيلاروسيا فأصبح نحو ٢٣٪ من مساحتها ملوثا بالنويدات المشعة بكثافة.. ومن المساحة الزراعية الملوثة نحو ١.٨ مليون هكتار، ونحو ٢٦٪ من الغابات وأكثر من نصف الهضاب التى تقع فى مجارى أنهار بريبيات وسوج تدخل ضمن منطقة التلوث الإشعاعي. وكنتيجة لتأثير الدائم للجرعات الصغيرة من الإشعاعات يزداد كل عام عدد المصابين بالأمراض السرطانية والتخلف العقلى والاضطرابات النفسية العصبية والتغيرات الجينية المفاجئة. شاركت دول العالم فى مساعدة أوكرانيا فى بناء قبة ضخمة لدفن المفاعل النووى بما يحتويه من مواد مشعة سامة وخطرة، هذه القبة والبناء الضخم يعمل على منع أى تسرب إشعاعى من المفاعل، بينما أصبحت المناطق والقرى المحيطة به ملوثة تماما وغير صالحة للحياة.