
فلسطينيون يتهمون ترامب بالتواطؤ والصمت على قتل أميركيين بالضفة
وحسب بيان لعائلة سيف، حصلت عليه الجزيرة نت، فقد تعرّض الشاب، الذي يحمل أيضا الجنسية الأميركية، للضرب المبرح حتى الموت أثناء وجوده في أرض عائلته بقرية المزرعة الشرقية القريبة شمال غربي رام الله، حيث يحاول المستوطنون -وفق العائلة- الاستيلاء على هذه الأرض.
وأشار البيان إلى أن المستوطنين حاصروا سيف لأكثر من 3 ساعات واعتدوا عليه، بينما كانت طواقم الإسعاف تحاول الوصول إليه، لكن تحشيد المستوطنين حال دون ذلك، ومنع المسعفين تقديم أي مساعدة طبية. وبعد انصراف المستوطنين، حاول شقيقه الأصغر حمله إلى سيارة الإسعاف، إلا أنه فارق الحياة قبل أن يصل للمستشفى.
الشهيد الطموح
ولد سيف الله مسلط في ولاية فلوريدا الأميركية، وعُرف بأخلاقه العالية وحرصه على النجاح والاستقلال رغم حداثة سنّه، كما روى مقربون منه.
وقدِم إلى الضفة الغربية كما يفعل كثير من أبناء الجالية الفلسطينية الأميركية لقضاء عطلة الصيف مع العائلة وزيارة مسقط رأس والديه، لكنه استشهد بعد أسبوع واحد فقط من وصوله إلى قريته "المزرعة الشرقية".
وأسس سيف مشروعا تجاريا في مدينة تامبا حيث كان يقيم. وتقول عائلته إنه كان محبوبا من الجميع ومعروفا بلطفه وطموحه وارتباطه بجذوره الفلسطينية. وذكرت والدته لصحيفة "واشنطن بوست" أنه كان يأمل في العثور على شريكة حياة خلال زيارته لفلسطين.
ومنذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وثَّقت تقارير صادرة عن منظمات حقوقية بينها " هيومن رايتس ووتش" ومنظمة " بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية تصاعدا حادا في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها عمليات اقتحام مسلحة للقرى وارتكاب جرائم قتل وحرق وتهجير، غالبا بوجود جنود إسرائيليين أو بمساعدتهم المباشرة وفق إفادات شهود وتقارير مؤسسات حقوقية.
تواطؤ أميركي
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ، قد فرضت في فبراير/شباط 2024 عقوبات على مستوطنين متورطين في اعتداءات عنيفة ضد الفلسطينيين، شملت تجميد أصولهم وحظر تعامل المواطنين الأميركيين معهم.
لكن الرئيس دونالد ترامب ألغى هذه العقوبات فور عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025 ضمن قرار تنفيذي أوسع ألغى مجموعة من أوامر بايدن المتعلقة ب القضية الفلسطينية.
وأثار هذا القرار غضبا واسعا في أوساط المدافعين عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، الذين رأوا فيه "رسالة سياسية خطيرة مفادها أن المستوطنين فوق القانون" وأن الإدارة الحالية تمنحهم "ضوءا أخضر" لمواصلة الاعتداءات ضد الفلسطينيين، بمن فيهم حاملو الجنسية الأميركية.
ويعلّق زياد رمضان الناشط السياسي الأميركي من أصل فلسطيني والمرشح السابق لمجلس بلدية نيويورك على صمت الإدارة الأميركية قائلا "لا يكتفي ترامب بإثبات أنه ليس رئيسا لكل الأميركيين، بل بات كثيرون يعتقدون أنه مجرد دمية في جيب قوة أجنبية".
ويضيف للجزيرة نت أنه "من غير المعقول أن يلتزم أي رئيس أميركي الصمت، بينما تُرتكب أبشع جرائم الحرب بحق مدنيين أبرياء، بمن فيهم مواطنون أميركيون. وترامب يواصل الجلوس بصمت، كما لو أنه مقيّد بسلسلة نهايتها في يد جهة أخرى".
ويعد سيف الله مسلط رابع مواطن أميركي يُستشهد في الضفة خلال أقل من عام، وذلك وفقا لتقرير واشنطن بوست الذي أشار إلى أن 3 مراهقين فلسطينيين أميركيين قُتلوا في حوادث مشابهة بالضفة.
وأعلنت عائلة سيف مواصلة الضغط لفتح تحقيق رسمي أميركي في مقتل نجلها، بعد أن تجاهلت الخارجية الأميركية إصدار أي موقف واضح أو توجيه إدانة صريحة لمرتكبي الجريمة.
وأكدت -في بيان حصلت عليه الجزيرة نت- أن ابنها "لم يكن سوى شاب أميركي يحلم بالحياة، فقابله المستوطنون بالموت، وقابلته حكومة بلده بالصمت".
"قتل بأموالنا"
وتصاعدت ردود الفعل الغاضبة في أوساط الجالية الفلسطينية في أميركا، وعبّرت الناشطة الأميركية من أصل فلسطيني تمارا طه عن غضبها من "صمت الحكومة الأميركية تجاه الجريمة الوحشية التي قُتل فيها سيف".
وقالت "رسالة أميركا واضحة: الجنسية الأميركية لا تعني شيئا إذا كنت فلسطينيا، لو كان سيف يبدو مختلفا، أو يصلّي بشكل مختلف لثار الغضب وتصدرت عناوين الصحف وبرزت مطالب بالعدالة".
وأضافت تمارا للجزيرة نت أن الحكومة الأميركية "متورطة بشكل مباشر بقتل مواطنيها في الضفة، فقد سبق وقُتل أميركيون من أصل فلسطيني ولم يُجرَ أي تحقيق أو مساءلة، كما أن هؤلاء المستوطنين مسلحون ومحميون من الحكومة الإسرائيلية، التي تمولها أميركا بأموال تؤخذ من رواتبنا وأموال دافعي الضرائب، وهذا يعني أن حكومتنا لا تغضّ الطرف فحسب، بل تموّل هذه الجرائم".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
عباس: حماس لن تحكم غزة والحل الوحيد تمكين الدولة الفلسطينية
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد إن "الحل الوحيد القابل للتطبيق" في غزة هو "الانسحاب الكامل لإسرائيل وتمكين الدولة الفلسطينية" من تولي مسؤولياتها في القطاع "بدعم عربي ودولي فاعل"، مؤكدا أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "لن تحكم" القطاع. جاء ذلك خلال لقائه في مقر إقامته بالعاصمة الأردنية عمان، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا). وبحث عباس مع بلير خلال اللقاء "آخر المستجدات في الأرض الفلسطينية، والتطورات السياسية والإنسانية الجارية". وأكد الرئيس الفلسطيني على "ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن (الإسرائيليين) والأسرى (الفلسطينيين)، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة دون عوائق". كما أشار إلى أن "حركة حماس لن تحكم قطاع غزة في اليوم التالي". وقال إن على حماس "تسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية ، والانخراط في العمل السياسي من خلال الالتزام ببرنامج منظمة التحرير السياسي، وبرنامجها الدولي، وبالشرعية الدولية، ومبادئ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد". وتعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا منذ عام 2007، حيث تسيطر حماس على قطاع غزة، في حين تدير الضفة الغربية حكومات تشكلها حركة فتح بزعامة الرئيس عباس. وشدد عباس على "ضرورة وقف جميع الإجراءات الأحادية، وفي مقدمتها التوسع الاستيطاني، ورفض الضم (للضفة الغربية)، ووقف الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية". كما أكد على أهمية إطلاق عملية سياسية جادة لتنفيذ حل الدولتين، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية وعبر عقد مؤتمر دولي للسلام في نيويورك. ومنذ أيام، تشهد العاصمة القطرية الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين وفدي حماس وإسرائيل، بوساطة قطرية ومصرية، وبمشاركة أميركية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وفي وقت سابق الأحد، أكدت حركتا حماس و الجهاد الإسلامي أن "أي مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل يجب أن تفضي لإنهاء حرب الإبادة على غزة وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع وفتح المعابر وإعادة الإعمار". كما يتوقع أن يعقد مؤتمر دولي عن حل الدولتين في نيويورك، برئاسة السعودية وفرنسا، في 28 يوليو/تموز الجاري وفق ما صرح به وكيل وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية عمر عوض الله، السبت لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
الإعلام الإسباني يرفض رواية إسرائيل ويكشف جرائمها بغزة
تميز الإعلام الإسباني عن باقي وسائل الإعلام الغربية الأخرى بعدم الانحياز للرواية الإسرائيلية في الحرب على الفلسطينيين في قطاع غزة. اقرأ المزيد المصدر: الجزيرة


جريدة الوطن
منذ 2 ساعات
- جريدة الوطن
تعويض المتضررين
استطاعت دفاعاتنا الجوية اعتراض الهجمة الصاروخية التي نفذها الحرس الثوري الإيراني يوم «23/6/2025» ضد قاعدة العديد الجوية، وتمكنت بفضل الله، ثم بفضل يقظة القوات المسلحة، والإجراءات الاحترازية المتخذة، من التصدي للهجوم دون أن ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات، باستثناء أضرار مادية نجمت عن اعتراض الصواريخ الإيرانية. وقد وجَّه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بعقد اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع المدني، برئاسة سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية، وقائد قوة الأمن الداخلي «لخويا»، ورئيس مجلس الدفاع المدني، بمشاركة ممثلي الجهات المختصة، وذلك بهدف تحديد وتقييم الأضرار الناجمة عن اعتراض الصواريخ الإيرانية وتعويض المتضررين من المواطنين والمقيمين. وزارة الداخلية أوضحت، في بيان أمس، أن المجلس اطلع على التدابير العاجلة التي سبق اتخاذها، واعتمد آليات محددة دخلت حيز التنفيذ مباشرة، لضمان سرعة تنفيذ تلك التوجيهات السامية والإسهام في معالجة آثار ذلك الحدث. لطالما كانت قطر بلد الأمن والأمان، ولطالما كان المواطن وكل مقيم على أرضها محل رعاية واهتمام، وهي أكدت على الدوام أن حماية المدنيين تمثل لها إحدى الأولويات القصوى، وطنيا وإقليميا ودوليا، وانتهجت لذلك استراتيجية وسياسة واضحة في هذا الإطار، وبذلت جهوداً دولية كبيرة ومتواصلة في سياق منع النزاعات، والحد منها، والتخفيف من آثارها، بالإضافة إلى جهود الوساطة وبناء السلام في المنطقة والعالم، وفقا لالتزامها الراسخ بمبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وخاصّةً اتفاقيات جنيف الأربع، والبروتوكولات الإضافية الملحقة بها، والتي تم تضمينها كجزء من القانون الوطني لدولة قطر.