
ترامب يعبر أسبوعا استثنائيا بأمل وقف تراجع التأييد الشعبي
حقق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة انتصارات منحته أنجح أسبوع له في المنصب ربما خلال الولايتين.
وعززت مجموعة من الانتصارات السرعة التي يتحرك بها ترامب وفريقه لإعادة تشكيل السياسة الأمريكية جذريًا، على الصعيدين الخارجي والداخلي، قبل فترة صيفية حاسمة.
فمن حكم تاريخي للمحكمة العليا، وقمة ناجحة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ووقف لإطلاق النار يبدو صامدا في الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل واتفاق سلام في أفريقيا، وعودة سوق الأسهم إلى تسجيل أرقام قياسية، وإنجاز تجاري مهم مع الصين، تضافرت العوامل لتحويل مسار الأمور لصالح ترامب حتى مع تراجعه في بعض استطلاعات الرأي وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وفي قرار محوري صدر يوم الجمعة الماضي، حدت المحكمة العليا الأمريكية من سلطة القضاة الأفراد في إصدار أوامر قضائية على مستوى البلاد، وهو الحكم الذي أشاد به ترامب باعتباره "نصرا هائلا" يمهد الطريق لإدارته لإعادة تطبيق سياسات مثيرة للجدل مثل إنهاء حق المواطنة بالولادة.
ويمثل قرار المحكمة، الذي صدر بأغلبية 6 أصوات مقابل 3، تحولا كبيرا في كيفية سير الطعون القانونية على السلطة التنفيذية، وهو ما يعزز انتقادات ترامب المستمرة لقضاة المقاطعات بتجاوزهم أدوارهم.
ولم يتناول القرار دستورية اقتراح ترامب إنهاء حق المواطنة بالولادة لكنه يفتح الباب أمام طعون أضيق نطاقا يمكن الآن النظر فيها على أساس كل حالة على حدة.
وعقب الحكم، استضاف ترامب قادة من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في البيت الأبيض لتوقيع إطار اتفاق سلام بين الجارتين الأفريقيتين لإنهاء صراع دموي طويل الأمد.
وفي الشرق الأوسط، صمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، الذي توسط فيه ترامب شخصيًا، وقدم مسؤولون أمريكيون تفاصيل جديدة تدعم تصريحات الرئيس بأن الضربات الأمريكية دمرت أجزاء رئيسية من البنية التحتية النووية الإيرانية.
وخلال قمة الناتو في لاهاي، قال ترامب "كان هجومًا مدمرًا، أذهلهم تمامًا"، ورفض التقارير الاستخباراتية الأولية حول التأثير المحدود للضربة.
ورغم الانتقادات التي تعرض لها ترامب خاصة من بعض المشرعين الديمقراطيين لعدم مشاورة الكونغرس قبل قصف إيران إلا أن وقف إطلاق النار منح ترامب انتصارًا دبلوماسيًا قصير المدى.
وجاءت استجابة أسواق المال إيجابية لانتصارات ترامب فأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عند مستوى قياسي جديد يوم الجمعة، مدفوعًا بتفاؤل المستثمرين بشأن مقترحات الإدارة التجارية والضريبية.
كما اكتسبت الحزمة المالية للإدارة، والتي تتضمن تخفيضات كبيرة في مزايا برنامج المساعدة الغذائية التكميلية وبرامج حكومية أخرى، زخمًا في مجلس الشيوخ بعد مراجعات ليلية، حيث تجاوزت العقبات الإجرائية، وظلت على المسار الصحيح للتصويت عليها.
في غضون ذلك، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة وضعت اللمسات الأخيرة على اتفاقية طال انتظارها مع الصين لاستئناف تصدير المعادن الأرضية النادرة الضرورية لتصنيع التكنولوجيا الأمريكية.
داخليا، منح الصعود السريع لزهران ممداني الاشتراكي الديمقراطي الذي أزعج أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية لعمدة مدينة نيويورك ترامب فرصة سياسية جديدة حيث استغلت وسائل الإعلام والجهات السياسية الموالية لترامب فوز ممداني كمؤشر على تصاعد التطرف داخل الحزب الديمقراطي.
وقال نائب الرئيس، جيه دي فانس، "سيُرشّحون أكثر المرشحين تطرفًا في البلاد في أكبر مدينة في البلاد" وأضاف "هذا التباين مثالي".
وبالفعل، بدأت الجماعات المحافظة بتوزيع مقاطع من تصريحات ممداني السابقة، وألمح ترامب إلى خطط لاستخدام آراء المرشح الشاب لتوريط الديمقراطيين على الصعيد الوطني في عام 2026.
وفي تجمع انتخابي في أوهايو، قبل أيام، قال ترامب "الديمقراطيون الآن في قبضة الاشتراكيين والمحتالين.. هذا الرجل ممداني إذا كنت تحب أعمال الشغب والمدن غير الآمنة، فستحبه".
وفي قمة الناتو في هولندا، حقق ترامب انتصارا كبيرا آخر في السياسة الخارجية، حيث اتفق أعضاء الحلف على زيادة أهداف إنفاقهم الدفاعي بشكل كبير واتفقت جميع دول الحلف تقريبًا على زيادة الاستثمار العسكري من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035 وهي الزيادة التي دعا إليها ترامب منذ أن بدأ مسيرته السياسية قبل 10 سنوات.
وقال الرئيس البولندي أندريه دودا، "لولا دعم دونالد ترامب وقيادته، لكان ذلك مستحيلا" في حين وصفت وسائل الإعلام الهولندية الاتفاق، الذي أشاد به المحللون والسياسيون بأنه "نهضة لحلف الناتو" حتى بعض المتشككين أشادوا بالنتيجة، مثل الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب الذي وصفها بأنها "انتصار كبير لترامب" ولأوروبا.
واختتمت القمة بإعلان ترامب أن حلفاء أمريكا قد بدأوا أخيرًا في تحمل "نصيبهم العادل" من العبء. وأضاف رئيس مجلس النواب مايك جونسون: "لا مزيد من الامتيازات المجانية لبقية العالم. لا مزيد من استخدام دافعي الضرائب الأمريكيين كبنوك خاصة بهم. هذا هو تأثير ترامب".
ورغم الانتصارات، واجهت إدارة ترامب أيضًا انتقادات حادة وجدلًا قانونيًا على عدة جبهات محلية ودولية.
وأفرج قاضٍ فيدرالي في نيوارك عن محمود خليل، وهو خريج جامعة كولومبيا ومقيم قانوني في الولايات المتحدة أمضى 104 أيام رهن الاحتجاز بعدما اتهمته إدارة ترامب بنشر معاداة السامية من خلال نشاطه المؤيد للفلسطينيين، وقررت ترحيله.
وفي خسارة قضائية أخرى، أمر قاض في ناشفيل بالإفراج عن كيلمار أبريغو غارسيا، وهو رجل سلفادوري تم ترحيله ظلما في مارس/آذار الماضي.
كما تناقض تقرير استخباراتي أمريكي مسرّب مع تصريحات ترامب العلنية حول تأثير الغارات الجوية الأخيرة على إيران. وخلصت وكالة استخبارات الدفاع في تقييم أولي ضعيف الثقة إلى أن الغارات لم تُسبب سوى تأخيرات محدودة للبرنامج النووي الإيراني، وفشلت في تدمير مواقع رئيسية تحت الأرض.
وكشفت استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة تابعة للإحصائي نيت سيلفر إلى تصاعد الضغوط حيث بلغت نسبة التأييد الصافي لترامب فيما يتعلق بالتضخم -22.6%، والتجارة -14.7%، والاقتصاد -13.4% كما انخفضت نسبة الهجرة، التي كانت في السابق نقطة قوة لترامب، إلى -3.7%، في أعقاب ردود الفعل العنيفة على عمليات إدارة الهجرة والجمارك.
aXA6IDEwNC4yNTIuMTYuMjQ1IA==
جزيرة ام اند امز
BR

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 36 دقائق
- سكاي نيوز عربية
غزة.. بين تصعيد إسرائيل وخطط ترامب
أبوظبي - سكاي نيوز عربية في الوقت الذي تتواصل فيه الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، مخلفة عشرات القتلى والمصابين يوميا، تواصل واشنطن ضغوطها لإنهاء الحرب، حيث عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب خططاً لإنهاء القتال والتوصل إلى صفقة


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
تراجع الدولار مع تصاعد التفاؤل بشأن اتفاقيات تجارية أمريكية
تراجع الدولار قرب أدنى مستوياته في نحو 4 سنوات مقابل اليورو اليوم الإثنين، وسط تنامي التفاؤل في الأسواق بشأن الاتفاقات التجارية الأمريكية مما عزز التوقعات بأن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة في وقت أقرب. وفقا لرويترز، واصل الدولار تراجعه أيضا أمام الجنيه الاسترليني ليقترب من أدنى مستوى له في 4 سنوات، كما سجل أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد أمام الفرنك السويسري. جاء ذلك بعدما اقتربت واشنطن وبكين من التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية، رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق بقراره المفاجئ بقطع المحادثات التجارية مع كندا. وقد فسر المستثمرون شهادة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي أمام الكونغرس الأسبوع الماضي بأنها تميل إلى التيسير النقدي، خاصة بعدما أشار إلى احتمالية خفض الفائدة إذا لم ترتفع معدلات التضخم هذا الصيف نتيجة للرسوم الجمركية. وزادت الرهانات على خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية على الأقل بحلول اجتماع سبتمبر/أيلول إلى 92.4%، وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي إم إي، مقارنة بحوالي 70% قبل أسبوع. وتعقد اللجنة المعنية بتحديد السياسة النقدية في مجلس الاحتياطي الاتحادي اجتماعها الشهر المقبل، لكنها لا تجتمع في أغسطس/آب. وكتب كريس ويستون رئيس قسم الأبحاث في شركة بيبرستون في مذكرة للعملاء "يشير تسعير السوق إلى أن الخفض في سبتمبر أمر شبه محسوم". وأضاف أن التقرير الشهري للوظائف الأمريكية المقرر صدوره يوم الجمعة هو "أبرز حدث محفوف بالمخاطر" هذا الأسبوع وأن المخاطر التي تواجه الدولار "تبدو غير متكافئة من ناحيتي الصعود والهبوط لأن موقف الاحتياطي الاتحادي يميل إلى توقيت خفض الفائدة القادم. ومما يزيد الضغط أيضا على الدولار استمرار هجوم ترامب على باول حيث قال يوم الجمعة إنه سيكون "سعيدا" إذا استقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي قبل انتهاء ولايته في مايو/ أيار. وأبدى ترامب رغبته أيضا في خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى 1% من المستوى الحالي البالغ 4.25%، وأعاد التأكيد على نيته تعيين بديل لباول يكون أكثر ميلا للتيسير النقدي. من جهة أخرى، يترقب المستثمرون مصير مشروع ترامب الضخم لخفض الضرائب وزيادة الإنفاق والذي يناقشه مجلس الشيوخ حاليا، وتشير تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس إلى أن المشروع قد يضيف 3.3 تريليون دولار إلى الدين القومي خلال عقد من الزمن. وسجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل 6 عملات رئيسية منها اليورو والاسترليني والفرنك، ارتفاعا طفيفا بنسبة 0.1% ليصل إلى 97.276 نقطة لكنه لا يزال قريبا من أدنى مستوى له منذ أكثر من 3 سنوات عند 96.933 نقطة والذي بلغه في نهاية الأسبوع الماضي. وسجل اليورو انخفاضا طفيفا عند 1.1716 دولار، متراجعا من أعلى مستوى له منذ سبتمبر/ أيلول 2021 والذي بلغه يوم الجمعة عند 1.1754 دولار. وحافظ الجنيه الاسترليني على استقراره عند 1.3709 دولار، بالقرب من أعلى مستوى بلغه يوم الخميس عند 1.37701 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021. واستقر الدولار عند 0.7988 فرنك سويسري، بعد أن تراجع يوم الجمعة إلى 0.7955 فرنك، وهو أدنى مستوى له منذ يناير/كانون الثاني 2015، عندما ألغى البنك الوطني السويسري بشكل مفاجئ الحد الأقصى لقيمة العملة مقابل اليورو. واستقر الدولار أيضا عند 144.58 ين ياباني. وكتب محللو بنك الكومنولث الأسترالي في تقريرهم الأسبوعي لاستراتيجيات العملات "نتوقع أن تتأثر حركة الدولار هذا الأسبوع بتطورات الاتفاقات التجارية الأمريكية". وأكدوا أن "الأنباء حول التوصل لبعض الاتفاقات ستدعم الدولار مقابل العملات الكبرى مثل اليورو والين والاسترليني، بينما قد ينخفض الدولار أمام عملات أخرى مثل الدولار الأسترالي. وارتفع الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر قليلا إلى 0.6537 دولار، ليقترب من أعلى مستوى له في سبعة أشهر ونصف الذي سجله يوم الخميس عند 0.6563. aXA6IDM4LjYyLjIzNy4xOTcg جزيرة ام اند امز US


الاتحاد
منذ 2 ساعات
- الاتحاد
كندا تعلن استئناف المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة
أعلنت كندا أنها ستستأنف المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة أملا في التوصل إلى اتفاق، بعد أن كان ترامب قد ألغى هذه المفاوضات احتجاجا على فرض أوتاوا ضريبة على شركات التكنولوجيا الأميركية. وقال وزير المالية الكندي فرانسوا فيليب شامبان في بيان إن ترامب ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني "اتفقا على استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى صفقة بحلول 21 يوليو 2025". واضاف شامبان أن "كندا ستلغي ضريبة الخدمات الرقمية تحسبا لاتفاق تجاري شامل مع الولايات المتحدة يعود بالنفع المتبادل". ولم يصدر أي تعليق فوري من البيت الأبيض أو ترامب. وأعلن الرئيس الجمهوري الجمعة أنه سينهي المفاوضات التجارية بين البلدين الجارين في أميركا الشمالية على خلفية الضريبة الكندية، مضيفا أن أوتاوا ستتبلغ فرض رسوم جمركية جديدة على سلعها في غضون أسبوع. وفرضت كندا ضريبة الخدمات الرقمية العام الماضي، ومن المتوقع أن تُدر 5,9 مليار دولار كندي على مدى خمس سنوات. وأعفيت كندا من بعض الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب على دول أخرى، لكنها تواجه نظام رسوم منفصل. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، فرض ترامب أيضا رسوما جمركية باهظة على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات. وتعد كندا من أكبر مصدري الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة.