
إيران تنفذ موجة اعتقالات وإعدامات في أعقاب الصراع مع إسرائيل
Getty Images
جدارية في ساحة انقلاب في طهران
نفذت السلطات الإيرانية موجة اعتقالات وإعدامات لأشخاص يشتبه في ارتباطهم بوكالات الاستخبارات الإسرائيلية، في أعقاب الحرب الأخيرة بين البلدين.
ويأتي ذلك بعد ما وصفه مسؤولون بأنه اختراق غير مسبوق لأجهزة الأمن الإيرانية من قبل عملاء إسرائيليين.
وتشتبه السلطات بأن المعلومات المُزوّدة لإسرائيل لعبت دوراً في سلسلة من الاغتيالات البارزة خلال النزاع، بما في ذلك استهداف قادة كبار من الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين، وتنسبها إيران إلى عملاء من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) يعملون داخل البلاد.
وبعد أن صُدمت السلطات الإيرانية من حجم ودقة عمليات القتل، دأبت على استهداف أي شخص يُشتبه في تعاونه مع مخابرات أجنبية، بقولها إن ذلك يهدف للحفاظ على الأمن القومي.
لكن كثيرين يخشون أيضاً، أن يكون ذلك وسيلة لإسكات المعارضة وتشديد الرقابة على الشعب.
وخلال الصراع الذي استمر 12 يوماً، أعدمت السلطات الإيرانية ثلاثة أشخاص اتُهموا بالتجسس لصالح إسرائيل. ويوم الأربعاء الماضي، أي بعد يوم واحد فقط من وقف إطلاق النار، أُعدم ثلاثة أشخاص آخرين بتهم مماثلة.
ومنذ ذلك الحين، أعلن مسؤولون عن اعتقال مئات المشتبه بهم في جميع أنحاء البلاد بتهمة التجسس. وبث التلفزيون الرسمي اعترافات مزعومة لعدد من المعتقلين، قيل إنهم أقروا بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.
وأعربت جماعات حقوق الإنسان وناشطون عن مخاوفهم بشأن التطورات الأخيرة، مشيرين إلى ممارسة إيران الراسخة في انتزاع الاعترافات بالإكراه وإجراء محاكمات جائرة. وهناك مخاوف من احتمال تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام.
وتزعم وزارة الاستخبارات الإيرانية أنها تخوض "معركة ضارية" ضد ما تسميه شبكات الاستخبارات الغربية والإسرائيلية - بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) والموساد البريطاني (M16) وجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6).
وبحسب وكالة أنباء فارس، التابعة للحرس الثوري الإيراني، فمنذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران، "أصبحت شبكة التجسس الإسرائيلية نشطة للغاية داخل البلاد". وأفادت الوكالة بأنه على مدار 12 يوماً، اعتقلت أجهزة المخابرات والأمن الإيرانية "أكثر من 700 فرد مرتبطين بهذه الشبكة".
وأبلغ إيرانيون بي بي سي بأنهم تلقوا رسائل نصية تحذيرية من وزارة الاستخبارات الإيرانية تُبلغهم بظهور أرقام هواتفهم على صفحات تواصل اجتماعي متعلقة بإسرائيل. وتلقوا تعليمات بمغادرة هذه الصفحات وإلا سيواجهون الملاحقة القضائية.
كما صعّدت الحكومة الإيرانية ضغوطها على صحفيين عاملين في وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في الخارج، بما في ذلك قناة بي بي سي الفارسية وقناة إيران الدولية وقناة مانوتو التلفزيونية اللتين تتخذان من لندن مقراً لهما.
ووفقاً لقناة إيران الدولية، احتجز الحرس الثوري الإيراني والدة ووالد وشقيق إحدى مذيعات القناة في طهران للضغط عليها للاستقالة بسبب تغطية القناة للصراع الإيراني الإسرائيلي. وتلقت المذيعة اتصالاً هاتفياً من والدها - بتحريض من عناصر الأمن - يحثها فيه على الاستقالة ويحذرها من عواقب أخرى.
وبعد بدء النزاع، ازدادت حدة التهديدات الموجهة لصحفيي بي بي سي الفارسية وعائلاتهم. وبحسب صحفيين تعرضوا لذلك مؤخراً، فإن مسؤولي أمن إيرانيين تواصلوا مع عائلاتهم، مدعين أنه في سياق الحرب، من المبرر استهداف أفراد عائلاتهم كرهائن. كما وصفوا الصحفيين بأنهم "يحاربون الله"، وهي تهمة قد تُؤدي، بموجب القانون الإيراني، إلى الإعدام.
وأفادت قناة مانوتو التلفزيونية بوقوع حوادث مماثلة، شملت تهديدات لعائلات الموظفين ومطالبات بقطع جميع العلاقات مع القناة. وورد أن بعض الأقارب تلقوا تهديدات بتهم مثل "محاربة الله" والتجسس، وهما جريمتان يُعاقب عليهما بالإعدام بموجب القانون الإيراني.
ويرى محللون أن هذه الأساليب تُعد جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى إسكات المعارضين، وترهيب العاملين في وسائل الإعلام في المنفى.
كما اعتقلت قوات الأمن عشرات النشطاء والكتاب والفنانين، في كثير من الحالات دون توجيه تهم رسمية إليهم. كما وردت تقارير عن اعتقالات طالت عائلات ضحايا احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" المناهضة للحكومة عام 2022.
وتشير هذه الإجراءات إلى حملة أوسع نطاقاً تستهدف ليس فقط الناشطين الحاليين، بل أيضاً المرتبطين بموجات المعارضة السابقة.
وخلال الحرب، فرضت الحكومة الإيرانية قيوداً مشددة على الوصول إلى الإنترنت. وحتى بعد وقف إطلاق النار، لم يعد الأمر كما كان عليه في السابق بشكل كامل.
وأصبح تقييد الوصول إلى الإنترنت خلال الأزمات، وخاصةً خلال الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة، نمطاً شائعاً في إيران. إضافةً إلى ذلك، فإن معظم شبكات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيليغرام وإكس ويوتيوب، بالإضافة إلى مواقع إخبارية مثل بي بي سي الفارسية، محجوبة منذ فترة طويلة في إيران، ولا يمكن الوصول إليها إلا باستخدام خدمة بروكسي للشبكة الافتراضية الخاصة (VPN).
وقارن مدافعون عن حقوق الإنسان ومراقبون سياسيون بين ما يحدث حاليا وما حدث في ثمانينيات القرن الماضي، عندما قمعت السلطات الإيرانية المعارضة السياسية بوحشية خلال الحرب العراقية الإيرانية.
ويخشى كثيرون من أنه في أعقاب ضعف مكانة إيران الدولية بعد الصراع مع إسرائيل، قد تلجأ السلطات مجدداً إلى الانغلاق على نفسها، والاعتماد على الاعتقالات الجماعية والإعدامات والقمع الشديد.
ويشير نقّاد إلى أحداث عام 1988، عندما أُعدم آلاف السجناء السياسيين - وكثيرون منهم يقضون عقوبات بالفعل -، وفقاً لمنظمات حقوق الإنسان، بعد محاكمات قصيرة وسرية أجرتها ما يُسمى بـ "لجان الموت". ودُفن معظم الضحايا في مقابر جماعية مجهولة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ 14 ساعات
- الأيام
إيران تنفذ موجة اعتقالات وإعدامات في أعقاب الصراع مع إسرائيل
Getty Images جدارية في ساحة انقلاب في طهران نفذت السلطات الإيرانية موجة اعتقالات وإعدامات لأشخاص يشتبه في ارتباطهم بوكالات الاستخبارات الإسرائيلية، في أعقاب الحرب الأخيرة بين البلدين. ويأتي ذلك بعد ما وصفه مسؤولون بأنه اختراق غير مسبوق لأجهزة الأمن الإيرانية من قبل عملاء إسرائيليين. وتشتبه السلطات بأن المعلومات المُزوّدة لإسرائيل لعبت دوراً في سلسلة من الاغتيالات البارزة خلال النزاع، بما في ذلك استهداف قادة كبار من الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين، وتنسبها إيران إلى عملاء من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) يعملون داخل البلاد. وبعد أن صُدمت السلطات الإيرانية من حجم ودقة عمليات القتل، دأبت على استهداف أي شخص يُشتبه في تعاونه مع مخابرات أجنبية، بقولها إن ذلك يهدف للحفاظ على الأمن القومي. لكن كثيرين يخشون أيضاً، أن يكون ذلك وسيلة لإسكات المعارضة وتشديد الرقابة على الشعب. وخلال الصراع الذي استمر 12 يوماً، أعدمت السلطات الإيرانية ثلاثة أشخاص اتُهموا بالتجسس لصالح إسرائيل. ويوم الأربعاء الماضي، أي بعد يوم واحد فقط من وقف إطلاق النار، أُعدم ثلاثة أشخاص آخرين بتهم مماثلة. ومنذ ذلك الحين، أعلن مسؤولون عن اعتقال مئات المشتبه بهم في جميع أنحاء البلاد بتهمة التجسس. وبث التلفزيون الرسمي اعترافات مزعومة لعدد من المعتقلين، قيل إنهم أقروا بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية. وأعربت جماعات حقوق الإنسان وناشطون عن مخاوفهم بشأن التطورات الأخيرة، مشيرين إلى ممارسة إيران الراسخة في انتزاع الاعترافات بالإكراه وإجراء محاكمات جائرة. وهناك مخاوف من احتمال تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام. وتزعم وزارة الاستخبارات الإيرانية أنها تخوض "معركة ضارية" ضد ما تسميه شبكات الاستخبارات الغربية والإسرائيلية - بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) والموساد البريطاني (M16) وجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6). وبحسب وكالة أنباء فارس، التابعة للحرس الثوري الإيراني، فمنذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران، "أصبحت شبكة التجسس الإسرائيلية نشطة للغاية داخل البلاد". وأفادت الوكالة بأنه على مدار 12 يوماً، اعتقلت أجهزة المخابرات والأمن الإيرانية "أكثر من 700 فرد مرتبطين بهذه الشبكة". وأبلغ إيرانيون بي بي سي بأنهم تلقوا رسائل نصية تحذيرية من وزارة الاستخبارات الإيرانية تُبلغهم بظهور أرقام هواتفهم على صفحات تواصل اجتماعي متعلقة بإسرائيل. وتلقوا تعليمات بمغادرة هذه الصفحات وإلا سيواجهون الملاحقة القضائية. كما صعّدت الحكومة الإيرانية ضغوطها على صحفيين عاملين في وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في الخارج، بما في ذلك قناة بي بي سي الفارسية وقناة إيران الدولية وقناة مانوتو التلفزيونية اللتين تتخذان من لندن مقراً لهما. ووفقاً لقناة إيران الدولية، احتجز الحرس الثوري الإيراني والدة ووالد وشقيق إحدى مذيعات القناة في طهران للضغط عليها للاستقالة بسبب تغطية القناة للصراع الإيراني الإسرائيلي. وتلقت المذيعة اتصالاً هاتفياً من والدها - بتحريض من عناصر الأمن - يحثها فيه على الاستقالة ويحذرها من عواقب أخرى. وبعد بدء النزاع، ازدادت حدة التهديدات الموجهة لصحفيي بي بي سي الفارسية وعائلاتهم. وبحسب صحفيين تعرضوا لذلك مؤخراً، فإن مسؤولي أمن إيرانيين تواصلوا مع عائلاتهم، مدعين أنه في سياق الحرب، من المبرر استهداف أفراد عائلاتهم كرهائن. كما وصفوا الصحفيين بأنهم "يحاربون الله"، وهي تهمة قد تُؤدي، بموجب القانون الإيراني، إلى الإعدام. وأفادت قناة مانوتو التلفزيونية بوقوع حوادث مماثلة، شملت تهديدات لعائلات الموظفين ومطالبات بقطع جميع العلاقات مع القناة. وورد أن بعض الأقارب تلقوا تهديدات بتهم مثل "محاربة الله" والتجسس، وهما جريمتان يُعاقب عليهما بالإعدام بموجب القانون الإيراني. ويرى محللون أن هذه الأساليب تُعد جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى إسكات المعارضين، وترهيب العاملين في وسائل الإعلام في المنفى. كما اعتقلت قوات الأمن عشرات النشطاء والكتاب والفنانين، في كثير من الحالات دون توجيه تهم رسمية إليهم. كما وردت تقارير عن اعتقالات طالت عائلات ضحايا احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" المناهضة للحكومة عام 2022. وتشير هذه الإجراءات إلى حملة أوسع نطاقاً تستهدف ليس فقط الناشطين الحاليين، بل أيضاً المرتبطين بموجات المعارضة السابقة. وخلال الحرب، فرضت الحكومة الإيرانية قيوداً مشددة على الوصول إلى الإنترنت. وحتى بعد وقف إطلاق النار، لم يعد الأمر كما كان عليه في السابق بشكل كامل. وأصبح تقييد الوصول إلى الإنترنت خلال الأزمات، وخاصةً خلال الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة، نمطاً شائعاً في إيران. إضافةً إلى ذلك، فإن معظم شبكات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيليغرام وإكس ويوتيوب، بالإضافة إلى مواقع إخبارية مثل بي بي سي الفارسية، محجوبة منذ فترة طويلة في إيران، ولا يمكن الوصول إليها إلا باستخدام خدمة بروكسي للشبكة الافتراضية الخاصة (VPN). وقارن مدافعون عن حقوق الإنسان ومراقبون سياسيون بين ما يحدث حاليا وما حدث في ثمانينيات القرن الماضي، عندما قمعت السلطات الإيرانية المعارضة السياسية بوحشية خلال الحرب العراقية الإيرانية. ويخشى كثيرون من أنه في أعقاب ضعف مكانة إيران الدولية بعد الصراع مع إسرائيل، قد تلجأ السلطات مجدداً إلى الانغلاق على نفسها، والاعتماد على الاعتقالات الجماعية والإعدامات والقمع الشديد. ويشير نقّاد إلى أحداث عام 1988، عندما أُعدم آلاف السجناء السياسيين - وكثيرون منهم يقضون عقوبات بالفعل -، وفقاً لمنظمات حقوق الإنسان، بعد محاكمات قصيرة وسرية أجرتها ما يُسمى بـ "لجان الموت". ودُفن معظم الضحايا في مقابر جماعية مجهولة.


الأيام
منذ 14 ساعات
- الأيام
وفاة كلارك أولوفسون الذي ساهم في إلهام نظرية 'متلازمة ستوكهولم'
Getty Images توفي أحد المجرمين المتورطين في عملية الاختطاف التي جلبت للعالم مصطلح "متلازمة ستوكهولم" عن عمر ناهز 78 عاماً، حسبما أعلنت عائلته. توفي كلارك أولوفسون - الذي اكتسب شهرة عالمية في عام 1973 إثر عملية اختطاف وسرقة بنك في العاصمة السويدية - بعد صراع طويل مع المرض، حسبما قالت عائلته لموقع داجينس إي تي سي الإخباري الإلكتروني. خلال حصار دام ستة أيام، بدأ رهائن أولوفسون بالتعاطف معه ومع شريكه، مدافعين عن أفعالهم، بينما ازدادت عداوتهم للشرطة في الخارج. تعود هذه الحادثة إلى حالة نفسية مُفترضة، حيث يُكوّن لدى ضحايا الاختطاف عاطفة تجاه خاطفيهم. "كان يتمتع بكاريزما" كان يان إريك أولسون هو من بدأ حصار البنك الشهير. بعد احتجازه ثلاث نساء ورجل كرهائن. كانت لأولسن أكثر من مطالب: ثلاثة ملايين كرون (حوالى 700 ألف دولار في ذلك الوقت) وإطلاق سراح كلارك أولوفسن، أحد أشهر سارقي البنوك والذي كان مسجوناً في ذلك الوقت، وإحضاره إلى المصرف. وفي مسعى لتهدئة الوضع، وافقت الحكومة السويدية على مطالبه. كانت البلاد بأسرها مذهولة بهذا الحدث الاستثنائي الذي نُقل في بث مباشر على الهواء. ويروي برتيل إريكسن (73 عاماً) المصور الذي غطى الحدث لوكالة فرانس برس، "عندما وصل كلارك أولوفسن، تولى زمام الأمور وأجرى مفاوضات مع الشرطة بطريقته الخاصة". ويضيف "كان يتمتع بكاريزما. كان متحدثاً جيداً". AFP قناصة الشرطة مقابل البنك الذي احتجز بداخله رهائن لمدة ستة أيام "قررت تصديقه" بعد سنوات، وفي مقابلة مع صحيفة أفتونبلاديت، ادعى أنه طُلب منه العمل كضابط من داخل البنك للحفاظ على سلامة الرهائن مقابل تخفيف عقوبتهم، لكنه اتهم المسؤولين بعدم الالتزام بالاتفاق. أقنع أولوفسون الرهينة كريستين إنمارك، بالتحدث إلى رئيس الوزراء السويدي هاتفياً نيابةً عن اللصوص. توسلت إليه للسماح لها بمغادرة البنك في سيارة مع الخاطفين، قائلةً له: "أثق تماماً بكلارك واللص...لم يفعلوا بنا شيئاً". وأضافت: "على العكس، كانوا لطفاء للغاية ..صدق أو لا تصدق، قضينا وقتاً ممتعاً للغاية هنا". خلال مكالمات هاتفية عدة، قالت إنمارك إنها كانت تخشى أن يتعرض خاطفوها للأذى على يد الشرطة، ودافعت مراراً عن أفعالهم. وفي مذكراتها، قالت عن أولوفسون: "وعدني بأنه سيضمن عدم تعرضي لأي مكروه، فقررت تصديقه. كنت في الثالثة والعشرين من عمري، وكنت أخشى على حياتي". انتهى احتجاز الرهائن بعد ستة أيام عندما اقتحم رجال الشرطة سقف المبنى واستخدموا الغاز المسيل للدموع للسيطرة على الرجلين. قال قائد فرقة الشرطة التي أرسلت إلى المصرف آنذاك إريك رونيغارد، بعد سنوات في كتاب "لقد مثلنا تهديداً حقيقياً للرهائن". وأضاف: "مع محاصرة هذا العدد الكبير من الشرطة للبنك، كان هناك خطر إطلاق النار على الرهائن". Getty Images محيط البنك بعد تحرير الرهائن في البداية، رفض الرهائن ترك خاطفيهم خوفاً من إطلاق النار عليهم من قبل الشرطة. كما رفض الرهائن لاحقاً الإدلاء بشهاداتهم ضد أولوفسون وأولسون. منذ ذلك الحين، ناقش خبراء ما إذا كانت متلازمة ستوكهولم حالة نفسية فعلية. يرى بعض الخبراء أنها آلية دفاعية للتعامل مع المواقف الصادمة. صاغ هذا المصطلح في أعقاب الحصار عالم الجريمة والطبيب النفسي السويدي نيلز بيجيروت لتفسير العاطفة غير المنطقية التي شعر بها بعض الرهائن تجاه خاطفيهم. انتشر هذا المصطلح على نطاق أوسع في العام التالي عندما اختطف مسلحون ثوريون وريثة إحدى الصحف في كاليفورنيا باتي هيرست. في 2021 انتقدت إنمارك عبر بي بي سي، بشدة مفهوم متلازمة ستوكهولم. وقالت إنمارك إنها "طريقة لإلقاء اللوم على الضحية. لقد فعلت ما بوسعي للبقاء على قيد الحياة". Getty Images الرهينة كريستين إنمارك خلال نقلها للمستشفى كان أولوفسون مجرماً مُداناً بشكل متكرر، وقضى معظم حياته في السجن. أُطلق سراحه للمرة الأخيرة عام 2018 بعد قضاء عقوبة في بلجيكا بتهمة المخدرات. في عام 2022، جسد الممثل بيل سكارسجارد شخصيته في مسلسل "كلارك" الدرامي عبر منصة نتفليكس.


الأيام
منذ 21 ساعات
- الأيام
هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف حرب غزة؟
Getty Images يعيش أهل غزة أوضاعا إنسانية صعبة للغاية. بعد اثني عشر يوما من القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران انتهى بهجوم جوي أمريكي لمواقع نووية إيرانية الأحد الماضي، لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة صامدا رغم هشاشته . وبعد وقت قصير من تدخل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشكل صارم لفرض وقف للأعمال القتالية بين إسرائيل وإيران، تفاعل العالم مع الهدنة بأمل وحذر وارتفعت الدعوات داخل إسرائيل وخارجها لتجديد جهود هدنة جديدة في القطاع والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس. ورفع ترامب يوم الأربعاء من سقف توقعات وضع حد لحرب غزة، في تصريحات أدلى بها في ختام قمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت في لاهاي مطلع الأسبوع، معربا عن اعتقاده بأن التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس "بات وشيكا جدا"، مذكرا في الوقت ذاته بأن الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية "قد تُسهم بتحقيق تقدم في مسار الحرب بقطاع غزة". وتزايدت الدعوات الدولية المنادية بضرورة إيجاد حل عاجل للحرب في غزة على لسان عدد من القادة الأوروبيين الذين حضروا قمة الحلف، بينهم المستشار الألماني، فريدريش ميرز، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي أبلغ ترامب بأنه ينتظر منه جهودا لوقف حرب غزة، كتلك التي بذلها لوقف القتال بين إيران وإسرائيل. ويدور الحديث الآن عما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل سيشكل نقطة تحول في حرب غزة، وما إذا كان دأب الرئيس الأمريكي سيمتد ليشمل الحرب المشتعلة في غزة منذ عشرين شهرا. ويتساءل كثيرون عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيستغل الفرصة التي أعقبت إعلانه ما وصفه بـ "الانتصار على إيران" ويعقد اتفاقا مع حركة حماس، أم أن اليمين المتطرف الممثل في وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وتهديدهما له بالانسحاب من الحكومة سيقف سدا أمام أي اتفاق. ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء نتنياهو ربما يضع حسابات الربح والخسارة قبل الموافقة على أي اتفاق، جزئيا كان أو شاملا بشأن غزة، وتحديد مدى استثماره سياسيا داخليا وخارجيا واعتباره "إنجازا كبيرا" يضاف إلى ما وصفه بـ "الانتصار الكبير" الذي حققه، بدعم أمريكي، في الحرب مع إيران. وفي انتظار موافقة نتنياهو أو رفضه ثمة ضغوط كبيرة عليه أن يواجهها. فداخل إسرائيل تسود قناعات متزايدة بين الرأي العام والمؤسسات السياسية بأن الخيارات العسكرية في القطاع استنفدت دون أن يتمكن الجيش من استعادة المحتجزين الإسرائيليين والقضاء تماما على حماس. وخارج إسرائيل ثمة ضغوط دولية متصاعدة وسط اتهامات دولية لنتنياهو بارتكاب جرائم حرب. كما أن الحليف الأمريكي بدأ يعي الخطر الذي يمثله استمرار حرب غزة على مصالحه وصورته الأخلاقية بين دول العالم. ويتعارض استمرار الحرب في غزة مع رغبة الرئيس ترامب الذي يسوق نفسه كرجل سلام ينهي الحروب المشتعلة في العالم ولا يشعل أخرى. برأيكم، هل يثير إنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران زخما لوقف حرب غزة؟ هل يفرض الرئيس الأمريكي اتفاقا مماثلا على إسرائيل وحماس في غزة؟ هل للرئيس ترامب رغبة حقيقة في إنهاء الحرب في غزة؟ هل يوافق نتنياهو على إنهاء الحرب في غزة؟ نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 27 يونيو/حزيران. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب