هذه تفاصيل الساعات العصيبة التي سبقت الرد وتلته
حقيقة ما قاله باراك
نبّه بارّاك إلى "أنها فترة شديدة الأهمية بالنسبة للبنان والمنطقة، وأن هناك فرصة تلوح في الأفق، ولا أحد أكثر من اللبنانيين قدرةً على اغتنام الفرص المتاحة في مختلف أنحاء العالم". معتبراً أن الوقت قد حان، "فالمنطقة تتغيّر، وكل شيء يتحرّك بسرعة فائقة. والدول من حولنا تمرّ بتحولات وتغييرات. ورئيس الولايات المتحدة له سياسة خاصة تختلف عن سياسات من سبقوه، منذ عهد دوايت أيزنهاور".
وكان صريحاً للغاية حين طالب لبنان بتقديم تنازلات "لتحظوا بدعم من العالم أجمع لتحقيق ذلك. لكن لا بد أن يبدأ ذلك من الداخل. وكل هذا يحدث في فترة قصيرة جداً". وبصريح العبارة قال: "إذا أردتم التغيير، فأنتم من يجب أن يُحدثه، ونحن سنكون إلى جانبكم وندعمكم. أما إذا لم ترغبوا بالتغيير، فلا مشكلة. المنطقة بأسرها تسير بسرعة فائقة، وأنتم ستكونون متخلّفين، للأسف. وهذه فعلاً رسالة الوزير روبيو والرئيس ترامب".
والمطلوب من كل ما سبق هو الوصول إلى الهدف الأساسي، وهو السلام الذي تصبو إليه إسرائيل. "لكن التحدي يكمن في كيفية تحقيق ذلك"، مشيراً إلى ضرورة تقديم "تنازلات". أما أدق ما قاله فكان المتعلق بحزب الله، "الذي عليه أن يرى مستقبله كحزب سياسي، في نقطة تقاطع بين السلام والازدهار يمكن أن تشملَه أيضاً".
كل ما سبق وضعه بارّاك في عهدة "الحكومة اللبنانية"، ليختم بالقول: "إنها مشكلتكم، وعليكم أنتم حلّها".
نصح بارّاك لبنان بأن يضع جانباً كل ما سلف من قرارات، منذ عام 1967، أو 1974، أو 1982، أو 1993، أو حتى القرار الأممي 1701، معتبراً أن كل هذه الأمور لم تعد ذات أهمية كبرى. مُعلناً فتح زمن جديد سيعيد فيه ترامب صياغة المنطقة وقراراتها.
في قصر بعبدا، تسلّم بارّاك الرد اللبناني، ورقة عمل تتضمن مقدمة عن واقع لبنان في ظل العدوان الإسرائيلي، واتفاق وقف إطلاق النار، مروراً بالقرار 1701، الذي تنصلت إسرائيل من تطبيقه، وصولاً إلى اتفاق الطائف، الذي يشدد على الحوار والتفاهم بين اللبنانيين، ودور الجيش المستعد لبسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية، والتعهد بأن يكون قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية حصراً.
في الورقة، التي يُفترض أن يعرضها بارّاك على إسرائيل لمعرفة رأيها، يطالب لبنان بوقف الأعمال العدائية، ويتحدث عن حصرية السلاح بيد الدولة، وسحب السلاح تدريجياً، وإنهاء الوجود المسلح لكل الأفرقاء على كامل الأراضي اللبنانية. كما يؤكد أن الجيش تمكن من بسط سلطته على معظم الأراضي جنوب الليطاني، وهو بصدد استكمال انتشاره، وينتقل من هذا البند إلى طلب مساعدة للجيش لتمكينه من أداء دوره، وهو ما يحتل بنداً أساسياً في ورقة الرد.
ومن البنود أيضاً، بند يتحدث عن ضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها، وحل مسألة تحرير الأسرى بالطرق الدبلوماسية، وعودة أهالي القرى الجنوبية إلى منازلهم. وبعد تحقيق هذه المطالب، وبالتوازي، سيباشر لبنان ترسيم الحدود مع سوريا وإسرائيل تطبيقاً للقرار الدولي 1701.
يطالب لبنان كذلك بالمساعدة على إعادة الإعمار، وعقد مؤتمر تشارك فيه فرنسا والولايات المتحدة.
وإلى جانب ورقة الرد، سلّم لبنان ورقة عمل تتحدث عن الخطوات التنفيذية لانتشار الجيش اللبناني وضبط السلاح، وهي الخطة التي سبق واطلع عليها حزب الله وأبدى موافقته عليها. إلا أن الأهم، هو طلب لبنان ضمانات بتعهد إسرائيل بالانسحاب ووقف الاعتداءات، كشرط أساسي لتنفيذ ما ورد في الورقة.
عموماً، تحدثت الورقة عن حصرية السلاح، وتجنبت استخدام عبارة "سحب السلاح"، واستفاضت في الحديث عن دور الجيش وضرورة دعمه، لكنها تعهّدت بالعمل على حصر السلاح بيد الجيش، طالبة عدم تحديد جدول زمني للتنفيذ، واشترطت لتنفيذ هذا التعهد إنهاء الاحتلال ووقف العدوان كعامل مساعد.
تسلّم بارّاك الورقة، ولم يُغدق الوعود، وإن أعطى لبنان الحق بالمطالبة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب كعامل مساعد للدولة لبسط سلطتها، لكنه في المقابل لم يضمن استجابة إسرائيل لذلك، وقال إنه سيتولى نقل الجواب للرئيس ترامب لمناقشته مع الجانب الإسرائيلي.
ساعات ما قبل الرد:
ساعات عصيبة سبقت وضع اللمسات الأخيرة على ورقة الرد. حتى وقت متأخر من ليل السبت ـ الأحد، كانت الأمور معقدة. جرت اجتماعات ثنائية وثلاثية، وزيارات خاطفة للموفدين بين المقرات الثلاثة. مستشار بعبدا في عين التينة، ومستشار عين التينة في السراي. أُشرك حزب الله في الاجتماعات التي عقدت بين النائبين علي حسن خليل ومحمد رعد، بحضور الحاج حسين الخليل. رفض حزب الله الالتزام بتقديم أي تعهد. واعتبر أن الاتفاق القائم لم يردع إسرائيل، وأن موافقته على الورقة الأميركية الإسرائيلية تعني الاستسلام. كان يفضل لو يؤجَّل تقديم الرد، لإفساح المجال لمزيد من البحث. لكن الطرف الآخر في الثنائية أُحرج. كيف يمكن التأجيل بينما الموفد حضر خصيصاً لتسلُّم الرد؟
وفيما كان يُفترض الاتفاق بين الرؤساء على نصّها النهائي، طرأ تغيير اقترحه الثنائي بأن يتولى رئيس الجمهورية تقديم الورقة للموفد الأميركي، ويتبلغ الموافقة الشفهية عليها من الرئيس بري. تحولت الاجتماعات في بعبدا من ثلاثية إلى ثنائية.
طيف اتفاق وقف إطلاق النار يلاحق الثنائي. فكيف يمكنه أن يرضى أمام جمهوره وبيئته بالموافقة على اتفاق ثانٍ بينما معاناة الاتفاق الأول لا تزال قائمة؟ بدا أن بري رفض تحمّل تبعات خطوة جديدة غير مضمونة، وأن حزب الله لم يعد بوارد الدخول في اتفاقات يعتبرها استسلامية، وهو الذي يرى نفسه جاهزاً لصد أي عدوان مهما كان الثمن.
حزب الله لا يريد الحرب، وأبلغ بعبدا والسراي بذلك، لكنه بالمقابل لا يريد الاستسلام لصيغة أميركية - إسرائيلية تُقيده، ويرفض تسليم سلاحه. فهمت بعبدا الرسالة. لكن في المقابل، هناك عتب من الرئاسات على حزب الله، فالظرف لا يحتمل حرباً جديدة.
وخلال استقباله الموفد الأميركي، نقل بري له هواجس حزب الله، والإلحاح على ضرورة الحصول على ضمانات. عين التينة، كما حزب الله، رأت في تصريحات بارّاك وكأنه يتحدث بلسانه اللبناني. عمت الإيجابية المقرات الثلاثة، لكن مهلاً، فالورقة خالية من أي تعهد من حزب الله. والطرف المعني بها رفض منح وعود حتى لرئيس الجمهورية، رغم المدائح التي أُغدقت على الرئاسة الأولى. هذه المرة، قد لا يمرّ عدم الاقتناع الأميركي على خير. بارّاك حمل الرد ولسان حاله يقول: "ما على الرسول إلا البلاغ". واليوم، سيستكمل زيارته للبنان ومواعيده.
غادر المقرات الرئاسية، وبدأ التداول والتقييم لما قاله. محاضر الاجتماعات تحيطها أجواء من الاطمئنان المشوب بالقلق. كلامه لم يُوحِ بأن الحرب آتية، وقد سحب فتيل الخوف، لكنه لم يسحب القلق، بانتظار ما سيقرره نتنياهو الموجود في واشنطن.
غادة حلاوي - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
الوكالة الوطنية: الطيران المسير الاسرائيلي يحلق في أجواء مدينة صور
التالي النائب ميشال الدويهي للـLBCI: هناك طبقة سياسية داخل البرلمان متواطئة مع حاكم مصرف لبنان السابق وتمتلك نفوذًا داخل الحكومة وهي التي تعرقل الإصلاحات


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
لبنان والمنطقة بين ماكرون وأمير الكويت... صبرٌ فرنسي في ملف سلاح حزب الله واستعجال أميركي
حولت فرنسا المؤتمر المشترك مع السعودية لإعلان الدولتين الفلسطينية إلى جانب إسرائيل، إلى مؤتمر بمستوى وزاري يعقد في نيويورك في 28 تموز/ يوليو، على أن يكون مؤتمر قمة آخر على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، يشارك فيه الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي لم يؤكد بعد حضوره. مشاركة وزيري خارجية فرنسا جان نويل بارو ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في نهاية هذا الشهر، هدفها تقديم وثيقة نهائية تؤكد ضرورة الحل السياسي للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، على أمل أن يكون وقف النار قد سرى في غزة بحلول هذا التاريخ، وإلا فستؤكد الوثيقة ضرورة حصول ذلك. أما المرحلة الثانية، أي مؤتمر قمة على صعيد قيادتي فرنسا والسعودية على هامش الجمعية العمومية في نيويورك في أيلول / سبتمبر، فهدفها تمكين تأثير الإجراءات المطروحة في المؤتمر الوزاري، لأن وقف النار وحده لن يعالج الوضع. لكن حضور ولي العهد السعودي على هامش الجمعية العمومية في نيويورك لم يتأكد بعد، علما أن باريس تتوقع مشاركته. في المؤتمر الوزاري سيؤكد بارو أن ماكرون ينوي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ إنه ذكر أن ذلك واجب معنوي وضرورة سياسية، على أن يتم هذا الاعتراف في المؤتمر على المستوى الرئاسي في أيلول، ويكون تأثيره أقوى على صعيد القيادات . إلى ذلك، علمت "النهار" أن مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الفرنسية المستشرق روماريك روانيان زار لبنان الأسبوع الماضي وتفقد "اليونيفيل" والتقى رئيس الحكومة نواف سلام ووزيري الدفاع والخارجية ومستشاري رئيس الجمهورية جوزف عون. والحال أن باريس على اتصال بالموفد الأميركي توم براك الذي كان التقى الوزير بارو بعد زيارته الأولى للبنان، وهو على اتصال بالفرنسيين. وفي قضية سلاح "حزب الله"، توافق باريس على أن لا مفر من سحبه، لكنها أكثر صبرا بالنسبة إلى هذا الموضوع، ومدركة أنه يستلزم وقتاً وحواراً بين القيادات والحزب، في حين أن الأميركيين مستعجلون. وهناك شعور لدى الأوساط المتابعة للوضع اللبناني في باريس بأن هنالك نية لدى المسؤولين للتقدم نحو حل مسألة نزع سلاح الحزب، ولكن مع التساؤل عن كيفية إيجاد التوازن بين التجاوب مع المطالب الأميركية وتجنب المواجهة الداخلية. وترى الأوساط أن باريس تعودت الصبر في ما يخص الأمور الملحة التي ينبغي أن تنفذ في لبنان، لكن الجانب الأميركي أقل صبرا في مسألة السلاح. وقد فوجئت الأوساط الفرنسية المتابعة للأوضاع في لبنان بمدى القلق لدى المسوؤلين اللبنانيين من العلاقات مع سوريا . وترى باريس أن عمل "اليونيفيل" أصبح أكثر فاعلية ولا بد أن يتم التجديد لها، وما يجري من تعرض للقوة من الذين يدعون أنهم سكان المنطقة غير مقبول . توازيا، يُتوقع أن يناقش ماكرون أوضاع المنطقة ولبنان وغزة وسوريا مع ضيفه أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح الذي يحضر استعراض العيد الوطني الفرنسي يوم الإثنين ١٤ تموز/يوليو، ثم يقيم له مأدبة غداء في الإليزيه ظهرا، علماً أن والكويت ترأس حاليا مجلس التعاون الخليجي.


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
"اللي حبلها يولدها"... تصريح لمسؤول أردني يفجر ردود فعل واسعة (فيديو)
أثار تصريح للأمين العام في وزارة التربية والتعليم الأردنية نواف العجارمة، ردود فعل واسعة منذ مساء يوم أمس الجمعة عندما كان العجارمة يتحدث عبر شاشة التلفزيون الأردني. التصريح الذي أثار عاصفة الردود هو قول العجارمة في سياق رده على سؤال بشأن مصير نقابة المعلمين: "اللي حبلها يولدها"، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات التي وصلت إلى حد المطالبة بإقالته أو اتخاذ إجراءات عقابية بحقه. وملف نقابة المعلمين في الأردن، يعد واحداً من أبرز الملفات الساخنة التي من المرتقب أن تتخذ السلطات بشأنها قراراً حاسماً خلال الفترات المقبلة، علماً أن النقابة ومنذ أن رأت النور في العام 2011 واجهت سلسلة أزمات مع السلطات الرسمية تخللها تنظيم إضرابات عن العمل واحتجاجات واسعة، في حين أصدر القضاء في نهاية العام 2020 قراراً بحل النقابة، وذلك إثر عدد من القضايا المرفوعة من قبل الحق العام ضد مجلس النقابة. وظلت السلطات تنظر إلى نقابة المعلمين بأنها كيان "يمارس استقواءً على الدولة وسط تيار كبير ينتمي إلى تيار الإخوان المسلمين أو يؤيده"، وذلك تحت غطاء الاحتجاجات الواسعة المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية للمعلمين. ومما عزز الاعتقاد بأن ثمة ما هو قادم بشأن مصير النقابة، ما كان أعلنه رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان مطلع الشهر الماضي من "حزمة متكاملة لدعم المعلمين"، إذ أعلن عن تخصيص أراض لإنشاء إسكانات للمعلمين في المحافظات من خلال المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري، والتوجه لوضع آلية أوسع وبشروط محسنة لتقديم تمويل ميسر وطويل الأمد وبنسب فائدة مخفضة من خلال صندوق الضمان الاجتماعي في وزارة التربية والتعليم. كما أكد رئيس الوزراء أنه سيتم بحث زيادة المكرمة الملكية للمعلمين في الجامعات، بالإضافة إلى زيادة المستفيدين من المنح والقروض لأبناء المعلمين اعتباراً من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، وكذلك النظر في زيادة نسبة المعلمين في بعثات الحج الأردنية وشمول الزوج أو الزوجة فيها، وغيرها من القرارات والإجراءات. ويتزامن ظهور ملف نقابة المعلمين إلى الواجهة، مع مضي الأردن في حسم ملف جماعة الإخوان المسلمين التي تم مؤخراً حظرها واتخاذ إجراءات عدة لإنهاء ملفها بالكامل، وسط تلويح بإجراءات قد تطال الذراع السياسي للجماعة وهو حزب جبهة العمل الإسلامي. وبالعودة إلى التصريح المثير للجدل للعجارمة، أكد العديد من الأردنيين عبر منصات التواصل أن المسؤول لم يكن موفقاً في تعبيره وغلب عليه الطابع الاستفزازي، خصوصاً بالنظر إلى حساسية ملف نقابة المعلمين، وبالنظر أيضاً إلى أن أي مسؤول يجب أن تختار مصطلحاته بدقة. النقابي المعروف أحمد زياد أبو غنيمة، طالب "الحق العام بإقامة شكوى عاجلة ضد المسؤول الذي تلفّظ بألفاظ لا تليق على شاشة التلفزيون الرسمي"، مضيفاً في منشور له عبر فيسبوك: "كما أتمنى على معالي الصديق الأستاذ الدكتور عزمي محافظة بالتنسيب لمجلس الوزراء لإقالته فورا من موقعه وتحويله للجنة تحقيق. ما حدث أمر لا يجب ان يمر دون محاسبة". في المقابل، ثمة من قلل من حجم التصريح وبينهم الدكتورة فينان الزهيري التي رأت في مقال لها عبر موقع "القلعة نيوز" المحلي أن "هذا المثل الشعبي، الذي قيل في سياق محدد، أثار موجة انتقادات وهجوم حاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد تم اقتطاع الجملة من سياقها الكامل، دون التوقف عند مجمل ما ورد في اللقاء من معلومات وتوضيحات تربوية مهمة". وأضافت: "تُعتبر الأمثال الشعبية جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الأردنية، وهي أدوات تعبيرية تُستخدم للتقريب والتبسيط، وتستهدف إيصال الفكرة بشكل مفهوم لجميع فئات المجتمع، سواء المتعلمين أو غير المتعلمين. وتأتي هنا أهمية فهم السياق الثقافي والاجتماعي عند استخدام هذه التعابير، دون القفز إلى استنتاجات تفسد أصل الحوار". وتابعت الزهيري: "إن الاعتراف بأن كل شخص يمتلك وجهة نظر مختلفة أمر في غاية الأهمية، لا سيما في مجتمع متنوع كالذي نعيشه. ولكن ما يدعو للتوقف، هو أن يتم الانقضاض على مسؤول تربوي قضى سنوات طويلة في خدمة التعليم العام، بسبب مثل شعبي، وتناسي تاريخ من العمل والإنجاز ومحاولات الإصلاح والتواصل مع الميدان. لنضع مصلحة التعليم فوق كل اعتبار، ولنحترم من خدموه، وندعو لمحاسبة من قصروا، لا من اجتهدوا، ونُبقي الكلمة الطيبة أساسًا لحوارنا جميعاً". كما جاء في منشور للناشط علاء الذيب: "فعلا الي حبلها يولدها.. مثل شعبي متعارف عليه، كنت من متابعين قضية نقابة المعلمين منذ اليوم الأول، وكنت مع مطالبهم في مرحلة التأسيس، إلى مرحلة النضوج، لكنها انحرفت وأصبحت توجه بطريقة سياسية كورقة ضغط لا اكثر، وبشهادة المعلمين أنفسهم". وأضاف: "فعلا الي حبلها يولدها، إشارة إلى أن العمل النقابي يجب أن يكون بعيدا كل البعد عن اوراق الخلط واللعب في عالم السياسة، وأن لا تكون النقابات بيد أحد، ولا وسيلة للضغط على القرار أو أصحابه".