
عمره 500 عام: فتح مبنى تاريخي بالبندقية للجمهور لأول مرة
في خطوة استثنائية تعيد إحياء أحد رموز العمارة التاريخية في إيطاليا، فُتح الطابق الثاني من مبنى "بروكوراتي فيكي" في ساحة سان ماركو الشهيرة في البندقية للجمهور لأول مرة منذ 5 قرون. هذا المعلم العريق، الذي ظل مغلقًا أمام الزوار لقرابة 500 عام، يستعيد اليوم دوره الحيوي كمركز للفنون الحديثة تحت اسم "مركز سان ماركو للفنون" (SMAC)، في مبادرة تهدف إلى ترسيخ مكانة البندقية كعاصمة ثقافية نابضة على مدار العام.
لطالما كان مبنى "بروكوراتي فيكي" رمزًا من رموز السلطة الإدارية في جمهورية البندقية القديمة، إذ كان مقرًا للمسؤولين الذين أداروا شؤون الدولة. واليوم يعاد توظيف هذا الإرث المعماري المذهل ليصبح منصة تفاعلية للفن الحديث والمعاصر، في توازن جميل بين الماضي العريق والحداثة الفنية.
وافتتاح المعرض الجديد في الطابق الثاني، وهو أحد أبرز أجنحة المبنى، يمنح الزوار فرصة نادرة للتجول داخل ممرات تاريخية غنية بالتفاصيل المعمارية، بينما يشاهدون أعمالًا فنية حديثة تعكس قضايا معاصرة وأساليب تعبيرية متنوعة. ويأتي هذا التطور كمساهمة قوية في دفع الحراك الثقافي والفني في البندقية إلى آفاق جديدة.
ويطلق برنامجه بالتزامن مع بينالي العمارة لهذا العام بمعرضين فرديين يتناولان العمارة، أحدهما استعادي للمهندس المعماري النمساوي الأسترالي هاري سيدلر الملقب بـ"كاهن الحداثة الأعظم" والآخر أول معرض دولي لمهندس المناظر الطبيعية الرائد جونغ يونغسون، وهي أول امرأة كورية تحصل على لقب مهندس تطوير الأراضي.
وتعتبر البندقية بالفعل مركزًا للفن المعاصر بفضل بيناليها الدولي، لكن SMAC يهدف لتحقيق شيء غير موجود في المشهد الفني للمدينة حيث إنه قاعة فنية، عبارة عن مساحة تُنظم معارض مؤقتة منتظمة دون أن تكون مُقيدة بمحور أو موضوع تنظيمي محدد.
مع إطلاق مركز سان ماركو للفنون، تسعى البندقية إلى توسيع نطاق الجذب السياحي الثقافي، بحيث لا تقتصر زيارة المدينة على مواسم المهرجانات الكبرى مثل "بينالي البندقية"، بل تصبح البندقية وجهة فنية دائمة على مدار العام. ومن المتوقع أن يستقطب المركز زوارًا من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك محبي الفن، الباحثين، والمبدعين، ليعيشوا تجربة تجمع بين التاريخ والفن في قلب المدينة العائمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سائح
منذ يوم واحد
- سائح
المذاق الإيطالي: دليل عشاق الطعام إلى قلب إيطاليا
لطالما اعتُبر المطبخ الإيطالي قلب الثقافة الإيطالية وروحها النابضة، فهو ليس مجرد مجموعة من الأطباق، بل هو فن حياة، تقليد عائلي، واحتفال بالمكونات الطازجة والبسيطة. إن تجربة الطعام في إيطاليا تتجاوز مجرد تذوق النكهات؛ إنها رحلة حسية تُلامس الروح، وتُعيد تعريف معنى البهجة في تناول الطعام. من المأكولات البحرية الطازجة على السواحل الجنوبية، إلى المعكرونة الغنية في روما، وبيتزا نابولي الأصيلة، وصولاً إلى الأطباق الشمالية التي تتأثر بجيرانها الأوروبيين، يُقدم كل إقليم في إيطاليا نكهته المميزة وقصته الخاصة التي ترويها أطباقه. لا يتعلق الأمر بالتعقيد، بل بالتركيز على جودة المكونات، بساطة التحضير، والشغف الذي يُضاف إلى كل طبق. هذا المقال سيكون دليلك لاستكشاف كنوز المطبخ الإيطالي، والانغماس في تجربة طعام لا تُنسى. الباستا والبيتزا: أيقونات المائدة الإيطالية لا يمكن الحديث عن المطبخ الإيطالي دون ذكر أيقوناته الأشهر: الباستا والبيتزا. تُعد الباستا قلب المطبخ الإيطالي، وتأتي في عدد لا يحصى من الأشكال والأحجام، وكل منها يُقدم مع صلصة تُكمل نكهتها. سواء كانت سباغيتي كاربونارا الغنية بالكريمة والبانشيتا، أو لازانيا المخبوزة بطبقاتها المتعددة من اللحم والجبن، أو رافيولي المحشوة بمهارة، فإن كل طبق باستا يحمل في طياته قروناً من التقاليد والخبرة. السر يكمن في بساطة المكونات وجودتها، من الطماطم الناضجة إلى زيت الزيتون البكر الممتاز والجبن الطازج. أما البيتزا، فتُعد تحفة فنية من نابولي، حيث تُخبز على درجة حرارة عالية في أفران الحطب لتُخرج عجينة رقيقة ومقرمشة. تُعتبر بيتزا مارجريتا، بمكوناتها البسيطة من الطماطم والموزاريلا والريحان، خير مثال على فلسفة المطبخ الإيطالي: الجودة في البساطة. تجربة تناول شريحة بيتزا طازجة في نابولي هي تجربة لا تُنسى، حيث يذوب الجبن في فمك وتتناغم نكهات الطماطم والريحان في سيمفونية من المذاقات. هذه الأطباق ليست مجرد وجبات، بل هي جزء من النسيج الثقافي الإيطالي، وتُقدم في كل منزل ومطعم بشغف وحب. المأكولات الإقليمية: تنوع لا يُضاهى ونكهات أصيلة تُظهر إيطاليا تنوعاً مذهلاً في مطبخها الإقليمي، حيث يُقدم كل إقليم نكهاته الفريدة التي تتأثر بالمناخ، الجغرافيا، والتقاليد المحلية. في شمال إيطاليا، تُسيطر أطباق مثل الريزوتو الكريمي، والبولينتا (دقيق الذرة)، والأطباق التي تعتمد على الزبدة ومنتجات الألبان. يُعد ريزوتو الزعفران مثالاً على المأكولات الشمالية الغنية. في المقابل، تُركز مناطق وسط إيطاليا، مثل توسكانا، على اللحوم المشوية عالية الجودة، مثل ستيك فيورنتينا، بالإضافة إلى الخضروات الطازجة وزيوت الزيتون العضوية. عند التوجه جنوباً، تُصبح المأكولات أكثر بساطة وتركيزاً على المأكولات البحرية الطازجة، الخضروات، وزيت الزيتون. في صقلية، يمكنك تذوق الأرانشيني (كرات الأرز المقلية المحشوة)، أو المعكرونة مع السردين. بينما تُقدم منطقة بوليا أطباقاً تعتمد على المعكرونة المصنوعة يدوياً والخضروات المزروعة محلياً. هذا التنوع الإقليمي يجعل كل زيارة لإيطاليا مغامرة ذوقية جديدة، حيث يمكنك اكتشاف نكهات أصيلة ومختلفة في كل مدينة وقرية. من الجيلاتو إلى الإسبريسو: لمسات إيطالية لا تُنسى لا تكتمل تجربة الطعام الإيطالية دون تذوق حلوياتها ومشروباتها الأيقونية. يُعد الجيلاتو، أو الآيس كريم الإيطالي، تجربة لا غنى عنها. يتميز بقوامه الناعم والكريمي، ونكهاته الغنية التي تُصنع من مكونات طبيعية طازجة، ويحتوي على نسبة أقل من الدهون مقارنة بالآيس كريم التقليدي. يمكن العثور على محلات الجيلاتو (Gelaterias) في كل زاوية من زوايا المدن الإيطالية، وتُقدم مجموعة واسعة من النكهات لتُرضي جميع الأذواق. أما التيراميسو، فهو حلوى إيطالية كلاسيكية شهيرة، تتكون من طبقات من بسكويت "ليدي فينجر" المنقوع في القهوة، جبنة الماسكاربوني الكريمية، ومُغطاة بمسحوق الكاكاو. إنها حلوى خفيفة ومنعشة، ومثالية لإنهاء وجبة دسمة. وبالطبع، لا يمكن إغفال الإسبريسو، الذي يُعد جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الإيطالية اليومية. شرب الإسبريسو وقوفاً في أحد المقاهي الإيطالية هو طقس يومي يُعبر عن الحياة الإيطالية السريعة والمليئة بالحيوية. هذه اللمسات النهائية تُكمل تجربة الطعام، وتُقدم للزائر لمحة عن الحياة اليومية الإيطالية الأصيلة. في الختام، تُقدم إيطاليا تجربة طعام تتجاوز مجرد الوجبات؛ إنها دعوة للاحتفال بالحياة، الشغف، وكرم الضيافة. من نكهات الباستا والبيتزا الأيقونية، إلى التنوع الغني للمأكولات الإقليمية، وصولاً إلى الحلويات والمشروبات التي تُكمل التجربة، كل طبق في إيطاليا يحمل قصة وتاريخاً. إن زيارة إيطاليا هي رحلة ذوقية لا تُنسى، تُثري الروح وتُسعد الحواس، وتُبقى نكهاتها عالقة في الذاكرة لفترة طويلة بعد انتهاء الرحلة. فاستعد للانغماس في جنة المطبخ العالمي.


سائح
منذ يوم واحد
- سائح
دليلك لرحلة فنية وثقافية في شمال إيطاليا
يُعتبر شمال إيطاليا من أكثر المناطق غنى بالتراث الفني والثقافي في أوروبا، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة مع العمارة التاريخية، وتلتقي الحضارة الرومانية مع الإبداع المعاصر. من ميلان، عاصمة التصميم، إلى فيرونا، مدينة الحب، ومن تورينو الأرستقراطية إلى البندقية الحالمة، تقدم مدن الشمال الإيطالي مزيجًا آسرًا من المتاحف، والمسارح، والمعارض، والمواقع الأثرية التي تحكي حكايات قرون من الفن والتاريخ. إذا كنت من عشاق الثقافة، فهذه الرحلة ستأخذك في جولة عميقة بين لوحات دافنشي، وأوبرا فيردي، وجدران المدن التي ما زالت تنبض بروح الماضي. ميلان وتورينو: وجهتان للفن والتصميم تبدأ الرحلة غالبًا من مدينة ميلان، حيث يقف التاريخ جنبًا إلى جنب مع الحداثة. تُعد زيارة كاتدرائية الدومو بداية مثالية لاكتشاف عظمة العمارة القوطية، قبل التوجه إلى دير سانتا ماريا ديلي غراتسيه لرؤية لوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دافنشي. أما متحف بريرا فهو كنز حقيقي لعشاق اللوحات الكلاسيكية. إلى الشمال الغربي من ميلان تقع تورينو، المدينة الراقية التي كانت أول عاصمة لإيطاليا الموحدة. تضم تورينو متحف السينما الرائع داخل مبنى مولي أنطونيليانا، إلى جانب متحف مصر الشهير، ثاني أكبر متحف مصري في العالم. كما تحتضن المدينة مهرجانات فنية ومعارض ثقافية على مدار العام، وتُعرف بأجوائها الأنيقة وشوارعها الواسعة المزينة بالقصور والكنائس. فيرونا والبندقية: المسرح والحب والماء في فيرونا، مدينة روميو وجولييت، تجد مزيجًا ساحرًا من الرومانسية والفن. يمكن زيارة المدرج الروماني الذي يعود للقرن الأول الميلادي، ويُستخدم اليوم كمسرح لأشهر عروض الأوبرا في العالم. كما تحتفظ المدينة بآثارها الرومانية وقصورها القوطية التي تروي حكايات من العصور الوسطى. على بعد ساعات قليلة، تُطل مدينة البندقية بأسلوبها الفريد، المبنية على الماء. متاحفها مثل بيغي غوغنهايم، ومعارضها في قصر الدوق، والكنائس المزخرفة بالفسيفساء الذهبية تجعل من كل زاوية فيها عملًا فنيًا قائمًا بحد ذاته. التنقل عبر القنوات المائية في الجندول يُضفي على التجربة لمسة من الحلم. ترينتو وبارما: جواهر مخفية لعشاق الثقافة بعيدًا عن المسارات السياحية التقليدية، توجد مدن مثل ترينتو وبارما التي تقدم تجارب ثقافية هادئة ومميزة. ترينتو، الواقعة في قلب جبال الدولوميت، تتميز بتراثها الكنسي وعراقتها التاريخية، وتُعرف باستضافتها لمجلس ترينتو الشهير في القرن السادس عشر. أما بارما، فهي وجهة لمحبي الموسيقى الكلاسيكية والمطبخ الإيطالي الفاخر، حيث تُعد مسقط رأس المؤلف الموسيقي الشهير جوزيبي فيردي، وتضم دار أوبرا ومسرحًا من أقدم المسارح في إيطاليا. رحلتك الفنية والثقافية في شمال إيطاليا ليست مجرد زيارة لمدن ومعالم، بل هي غوص في أعماق تاريخ يمتد لآلاف السنين، وفن يتجدد مع كل جيل. من ميلان العصرية إلى البندقية الأسطورية، ومن القصور الملكية في تورينو إلى مدرجات الأوبرا في فيرونا، ستجد نفسك محاطًا بالجمال أينما ذهبت. إنها تجربة تُثري العقل وتُغني الروح، وتترك بصمة لا تُنسى في قلب كل من يعشق الفن والثقافة.


سائح
منذ 2 أيام
- سائح
ميلان: جوهرة الشمال الإيطالي وعاصمة الأناقة والفن
ميلان، المدينة التي تُعد رمزًا للفخامة والموضة، تقع في شمال إيطاليا وتُعتبر واحدة من أهم المراكز الاقتصادية والثقافية في أوروبا. ورغم أن الكثيرين يعرفونها كعاصمة للموضة والتصميم، إلا أن ميلان تحمل في طياتها تاريخًا غنيًا، وفنًا عالميًا، وهندسة معمارية آسرة. إنها مدينة تجمع بين العراقة والحداثة، وتُقدِّم لزوارها تجربة سياحية لا تُنسى تجمع بين التسوق الراقي، والاستمتاع بالموسيقى، واستكشاف المعالم التاريخية التي تعود إلى قرون مضت. كاتدرائية دومو: قلب ميلان النابض عندما تخطو أولى خطواتك في ساحة دومو، ستأسر نظرك كاتدرائية ميلانو، إحدى أكبر الكاتدرائيات القوطية في العالم. هذه التحفة المعمارية التي استغرق بناؤها أكثر من خمسة قرون تُعد من أبرز معالم المدينة، وتُعطي الزائر إحساسًا بالعظمة والإتقان. يمكن صعود السلالم أو استخدام المصعد للوصول إلى سطح الكاتدرائية، حيث تُقدَّم لك ميلان بانوراميًا تحت قدميك. يُمكنك من هناك رؤية الأبراج الدقيقة والتماثيل الحجرية التي تُزين السطح، وفي يوم صافٍ، يمكن رؤية جبال الألب من بعيد. بالقرب من الكاتدرائية، يوجد مركز التسوق التاريخي غاليريا فيتوريو إيمانويل الثاني، الذي يضم أفخم المتاجر والمقاهي تحت قبة زجاجية ساحرة. الفن والثقافة في قلب المدينة إلى جانب الموضة، تفتخر ميلان بتراث فني غني. من أبرز معالمها في هذا الجانب هو دير سانتا ماريا ديلي غراتسيه، حيث تُعرض لوحة "العشاء الأخير" الشهيرة للفنان ليوناردو دا فينشي، والتي تُعد واحدة من أعظم الأعمال الفنية في التاريخ. كما تحتضن المدينة العديد من المتاحف مثل متحف بريرا للفنون، الذي يحتوي على مجموعة متميزة من اللوحات الإيطالية الكلاسيكية. ولا يمكن تجاهل دار الأوبرا الشهيرة لا سكالا، التي تُعد مركزًا عالميًا لعشاق الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا، ويجذب برنامجها السنوي الزوار من جميع أنحاء العالم. التسوق والطعام والحياة العصرية ميلان تُعتبر الجنة لعشاق الموضة، حيث تنتشر أشهر دور الأزياء العالمية في منطقة "المربع الذهبي" أو "Quadrilatero della Moda"، والتي تشمل شوارع مونتينابوليوني وسانتو سبيريتو وفيا ديلا سبيغا. إلى جانب ذلك، توفر المدينة تجارب طهي رائعة، من الأطباق الإيطالية التقليدية مثل الريزوتو ميلانيزي، إلى تجارب الطهي المعاصر في المطاعم العالمية. كما أن الحياة الليلية في ميلان تنبض بالحيوية، حيث تنتشر البارات والمقاهي في مناطق مثل نافيجلي، التي تتميز بقنواتها المائية وأجوائها الرومانسية. السياحة في ميلان تفتح أمام الزائر أبوابًا متعددة من المتعة والمعرفة، فهي ليست فقط وجهة للموضة والتسوق، بل أيضًا مدينة للفن، والتاريخ، والثقافة. سواء كنتِ من عشاق المعمار التاريخي أو من المهتمين بالتصميم الحديث، أو من محبي التجول بين المتاحف والمقاهي الأنيقة، فإن ميلان تقدم مزيجًا متكاملاً من كل ما يجعل الرحلة تجربة لا تُنسى. إنها مدينة تناسب المسافرين من جميع الأذواق، وتبقى في الذاكرة كواحدة من أجمل مدن أوروبا.