
لا إستقرار مع الإحتلال ولا عدالة دون دولة
فعبر سلسلة متواصلة من الزيارات المكوكية واللقاءات المكثفة مع قادة الدول الفاعلة والمؤسسات الدولية الكبرى، يكرس جلالة الملك جهوده لتحويل القناعات النظرية حول حل الدولتين إلى إرادة سياسية عملية. تستند هذه الجهود إلى حجج دبلوماسية رصينة تطرح في المحافل الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وفي القمم الثنائية ومتعددة الأطراف، يتم التركيز بوضوح على أن استمرار الاحتلال وانعدام الأفق السياسي للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل التصعيد المستمر في الضفة الغربية والقدس، يشكلان وقودا دائما لعدم الاستقرار الإقليمي، ويعرضان المصالح الأمنية للدول جميعا، بما فيها دول الجوار والشركاء الدوليون للخطر. ويسلط الخطاب الملكي الضوء على إحياء عملية سياسية جادة قائمة على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وبآجال زمنية واضحة، فهذه هي الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة برمتها.
بالتوازي مع الضغط السياسي من أجل إعادة إحياء حل الدولتين كسبيل أوحد للسلام، يشكل ملف العدوان الإسرائيلي على غزة وضرورة ضمان استدامة تدفق المساعدات الإنسانية اليها محورا آخر لا يقل حدة في الدبلوماسية الملكية، حيث يواجه القطاع كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء العمليات العسكرية والحصار الشامل، هنا يمثل جلالة الملك وباستمرار صوت الضمير إلإنساني عبر مطالباته الحثيثة واتصالاته المباشرة مع قادة الدول المانحة والمسؤولة عن اتخاذ القرار في المنظمات الدولية، وضمن المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر بروكسل، والتي تم التركير خلالها على عدة مطالب ملحة من أهمها فتح جميع المعابر البرية أمام تدفق المساعدات دون عوائق أو تأخير، وإزالة العراقيل البيروقراطية والعسكرية التي تعترض وصول المساعدات، وتوسيع نطاق المواد المسموح بإدخالها لتشمل الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء وماء ووقود، وتوفير الحماية للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وتتجسد هذه الجهود عمليا في التنسيق المستمر مع مختلف الأطراف الدولية الفاعلة لضمان مرور القوافل، والمبادرة الأردنية المستمرة لإجراء عمليات إسقاط جوي للمساعدات بالتعاون مع شركاء متنوعين، وتوفير الرعاية الطبية للجرحى من قطاع غزة في المستشفيات الأردنية، بما في ذلك استقبال الحالات العاجلة والطارئة ومنها مرضى السرطان في المستشفيات الأردنية.
الجهود المبذولة على الأرض واللقاءات والطروحات وتفاصيل المطالب الملكية تجد اهتماما كبيرا وتحدث تأثيرا فعالا لدى القادة والمسؤولين الدوليين، وتغطي وسائل الإعلام العالمية بتقدير عال حضور جلالة الملك الفاعل في المحافل الدولية؛ حيث يرفع الصوت عاليا بقضية فلسطين، فيما تشهد تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية على استمرار الجهود الأردنية في التنسيق وتقديم المساعدات لقطاع غزة رغم الصعوبات الجمة.
خلاصة القول، إن الدبلوماسية الملكية الحثيثة تمارس ضغطا متواصلا ومتعدد المسارات على مراكز القرار الدولي، خاصة وأنها لا تفصل بين المسارين السياسي والإنساني، بل تقدمهما كوجهين لحقيقة واحدة؛ لا استقرار دون إنهاء الاحتلال وتحقيق العدل للشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ولا إغاثة حقيقية دون فك الحصار ووصول المساعدات بشكل كاف ومستدام. هذا الدور، القائم على المصداقية والشرعية التاريخية والحرص على الأمن الإقليمي، يجعل من الأردن، بقيادته الهاشمية، ركيزة لا غنى عنها في أي جهد جاد لإحلال السلام في المنطقة المضطربة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ 23 دقائق
- رؤيا
إعلام عبري: تل أبيب تقدم مقترحا جديدا للوسطاء بشأن صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في غزة
هيئة البث العبرية: حماس غير مستعدة حاليا للعودة إلى طاولة المفاوضات ما دام الجوع قائما في غزة ذكرت هيئة البث العبرية أن تل أبيب قدمت مقترحًا جديدًا للوسطاء بهدف دفع مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وهي بانتظار رد حركة حماس على هذا المقترح. ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة قولها إن حماس غير مستعدة حاليا للعودة إلى طاولة المفاوضات "ما دام الجوع قائمًا في غزة". وفي تقرير آخر، نقلت القناة العبرية 12 عن مصادر، أن تل أبيب تصر على عدم الإفراج عن أي من مقاتلي النخبة في كتائب القسام الذين نفذوا هجوم السابع من أكتوبر. كما أوضح التقرير أن تل أبيب تتمسك أيضًا بالإبقاء على نقاط التوزيع الأمريكية في غزة وترفض إزالتها، مشيرة إلى أن تل أبيب تسعى لإدخال 500 شاحنة مساعدات يوميا عبر هذه النقاط. من جانب آخر، أفادت القناة العبرية بأن "فرص التوصل إلى صفقة تتضاءل"، مشيرة إلى أن المفاوضات لا تزال عالقة في العديد من النقاط منذ عودة الوفد "الإسرائيلي" من الدوحة. وفي وقت لاحق، قالت القناة إن المبعوث الرئاسي الأمريكي، ستيف ويتكوف، يزور تل أبيب لبحث مسار المفاوضات المتعثرة والتحديات الإنسانية في غزة، وأضافت أن "حرية تحركه محدودة بالنظر إلى المطالب التي ترفض تل أبيب التنازل عنها". فيما أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن تل أبيب حددت مهلة زمنية لحركة حماس لتقديم رد إيجابي على صفقة التبادل خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، ستبدأ تل أبيب تنفيذ خطة ضم "محيط" قطاع غزة. ويُقصد بـ"المحيط" أو "الغلاف الداخلي" المنطقة الحدودية العازلة التي سيطر عليها الاحتلال داخل قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والتي تمتد لأكثر من كيلومتر على طول الحدود، وتُسعى تل أبيب إلى فرضها كمنطقة أمنية مغلقة. كما أكد مسؤول عبري لوسائل الإعلام أن هناك تفاهمًا بين تل أبيب والولايات المتحدة على ضرورة الانتقال من خطة لإطلاق سراح بعض المحتجزين إلى خطة لإطلاق سراح جميع المحتجزين، ونزع سلاح حماس والقطاع بشكل عام، مع استمرار الجهود لزيادة المساعدات الإنسانية.


رؤيا
منذ 23 دقائق
- رؤيا
ترمب: لم ترق لي نية كندا الاعتراف بدولة فلسطينية وما يحصل في غزة كارثي
ترمب: قدمنا 60 مليون دولار قبل أسبوعين للمساعدات في غزة قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن نية كندا الاعتراف بدولة فلسطينية لم ترق له، مشيرًا إلى أن ما يحدث في غزة "مفجع ومؤسف وعار وكارثي". وفي تصريحات له، أضاف ترمب: "لقد قدمنا 60 مليون دولار قبل أسبوعين كمساعدات إنسانية لغزة، وأردت فقط أن يحصل الناس على الطعام في هذه الأوقات الصعبة، لكنني لا أرى نتائج لهذه المساعدات". ترمب شدد على أن الولايات المتحدة تواصل دعم المساعدات المالية في غزة، لكنه أشار إلى أن الوضع لا يتحسن بالرغم من هذه الجهود. وفي سياق آخر، أكد ترمب أن الولايات المتحدة دمرت المواقع النووية الإيرانية، مشددًا على أن إيران ظلت تتصرف بشكل سيء. كما انتقد ما تقوم به روسيا في أوكرانيا، واصفًا الوضع بأنه "مقزز ومؤسف"، داعيًا إلى وقف الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدًا أنها "حرب بايدن وليست حربي".

سرايا الإخبارية
منذ 23 دقائق
- سرايا الإخبارية
ترامب: ما يجري في قطاع غزة مفجع ومؤسف وعار وكارثي
سرايا - قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ما يجري في قطاع غزة "مفجع ومؤسف وعار وكارثي". جاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض رد خلاله على سؤال حول ما اذا كان يرى أن ما يجري في قطاع غزة إبادة جماعية لا. وأكد ترامب أنه لا يعرف إلى أين ستؤول الأمور في قطاع غزة.