logo
غزة مدينة الجوع لا تعرف الخضوع

غزة مدينة الجوع لا تعرف الخضوع

جفرا نيوزمنذ 4 أيام
جفرا نيوز -
تصاعدت في الآونة الأخيرة نداءات الاستغاثة من قطاع غزة المنكوب، الذي تفوح منه رائحة الموت ويعاني من الجوع، لكنه يرفض الركوع أو الخنوع ، حتى رغم الحصار ممنوع من الصراخ، لكن المنظمات الدولية والهيئات الأممية الإغاثية لم تستطع أن تتجاهل المشهد، فأطلقت صرخاتها التي هزّت ما تبقى من ضمائر العالم إن وجدت ، هو ما دفع العديد من عواصم القرار إلى إعادة ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى طاولة النقاش والقرار الدولية .
اليوم، بات صوت غزة يعلو ليذكّر العالم بحقيقة المأساة: وضع إنساني كارثي مزرٍ وصل إلى حد المجاعة، وسط الهجمة البربرية الإسرائيلية، التي لا تفرق بين المدنيين الأبرياء من طفل أو امرأة أو شيخ أو جريح.
في ظل هذا الصمت ظهرت صورة مؤثرة للملكة رانيا العبدالله، لفتت الأنظار عالميًا، لامرأة تُمسك طفلها المحتضر جوعًا، وهي تحتضنه بانتظار الموت ليرحمه من ألم الحياة. صورة تحمل في طياتها ألف رسالة والف قصة ، تعبّر عن قسوة الحصار وأهوال الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي حولت غزة إلى ركام تنهشه المجاعة والأمراض.
هي رسالة صامتة للعالم المتخم المترف الذي لا يعرف ماذا يعني انقطاع الكهرباء عن أجهزة الأوكسجين، أو كيف تموت امرأة حبلى وقد جف حليبها ، لا تجد ما ترضعه لطفلها الذي ما زال متصل بحبلها السري ، أو لمريض جرعة غسيل كلى لا تصل.
غزة اليوم لن تموت، بل تصنع الحياة بالمقاومة، وتقدّم درسًا أخلاقيًا وإنسانيًا وسياسيًا في مواجهة مشاريع الإذلال والتجويع والخضوع.
لكن، خلف هذا المشهد المأساوي، عجلة السياسة هناك تتحرك. التصريحات الصادرة من واشنطن وتل أبيب حول «مفاوضات إنهاء الحرب» تبدو جزءًا من استراتيجية إلهاء، تهدف إلى كسب الوقت، وإعادة ترتيب المسرح وفق أجندة تستهدف الضفة الغربية، لا غزة فقط.
الاحتلال لا يستهدف الجغرافيا فقط، بل يسعى إلى محو ديمغرافيا الإنسان الفلسطيني. ويسعى من خلال سياسة التجويع والعقوبات، لفرض تسويات تفرّغ الأرض من سكانها والسيطرة على الموارد ، لهذا يفرض هندسة حدود ميدانية تخدم مخططاته في الضفة وغزة على السواء.
السيناريو الأكثر تفاؤلا ، للأسف، ليس سوى حكم محلي منزوع الدسم ، تابع، يعيش على هامش قرارات تل أبيب، مقابل تنازلات تضمن بقاء القطاع في صيغة «إدارة داخلية» تحكم المدن، مقابل تفريغ الريف والمناطق الحدودية.
وسط هذه الصورة، تبقى غزة علامة أسطورية فارقة مخالفة لقوانين الفيزياء الحيوية
في زمن الموت، غزة تختار الحياة، في زمن الركوع، رغم الجوع.
-رسالة إلى من هم في ميدان الخنادق أو على طاولة التفاوض داخل الفنادق:
ما قمتم به هو حق مشروع، ودفاع بطولي عن الأرض والكرامة. ولكن، وفي ظل ما نعيشه من مجازر جماعية، واختلال في موازين القوى لا بد من شجاعة سياسية توقف هذا النزيف ، حيث من الشجاعة احيانا أن لا نموت .
آن الأوان على حركة حماس أن تتحمل مسؤولياتها السياسية، وتوظف نضالها العسكري في خدمة الهدف السياسي الصحيح، خاصة ان قنوات الاتصال مفتوحة مع الولايات المتحدة ، الداعم الرئيسي لهذا العدوان ، آن الأوان لتحويل هذه القنوات إلى أدوات لوقف القتل، بدل الاكتفاء بالمواقف والبيانات.
في المقابل، غير مقبول من بعض الأطراف المشبوهة تحميل المسؤولية للأردن ، في إيقاف حرب لم يبدأها أو يكن طرفا فيها ، لكنه لم يدخر جهدًا في الإغاثة ودعم القطاع من بدايه العدوان عليه ، وآخرها قوافل الإمداد الميدانية. بعض الأصوات المشككة ذات الأجندة تسعى لتشويه وإضعاف دوره ، لأنها تدرك مدى قوة تأثيره في الحالة الجارية لأسباب عدة : موقعه الجيوسياسي وأهميته، ملف اللاجئين وحق العودة ، الوصاية الهاشمية على المقدسات .
كلها اوراق سياسية قادرة على إفشال مخططات الطرف الإسرائيلي الديني المتطرف الماثلة بتهديدات اطماع التوسعة وهواجس الهجرة القسرية لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن.
أيضا مطلوب مشروع سياسي وطني فلسطيني جامع يعيد اللحمة الوطنية، ويضع حدا للانقسام المدمر.
الاستمرار في الانقسام لن يخدم سوى إسرائيل، ويقدم رفاهية آنية لقيادات منقسمة يقابله وضع الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة في مواجهة مخاطر الموت على السواء.
ختامًا نعم، الاحتلال الصهيوني هو المسؤول الأول عن هذه المذبحة، ومعه الحليف الأمريكي.
لكن رفع هذه المأساة يتطلب قرارات استراتيجية، وخفض اسقف سياسية مؤقتة ، لدرء الخطر الأكبر: الإبادة الديمغرافية ، وهذا لا يعني بقبول املاءات الصهيوامريكي بالمطلق .
إن فشل جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية محايدة سيؤدي إلى انفجار أوسع، قد يمتد ليشعل الإقليم بأكمله.
كما حذّر الملك عبد الله الثاني مرارًا: «المنطقة على صفيح ساخن، والشعوب باتت تتململ وقد تنفجر».
من لا يقرأ عليه أن يبدأ إعادة القراءة ومن لا يفكر فليتعلم . المرحلة تتطلب وعيا وتفكيرًا استراتيجيا ديناميكيا مرنًا، يُوازن بين الثوابت والمصالح، ويؤسس لخارطة طريق تحرر الأرض وتحمي الإنسان، وتعيد للأمة دورها التاريخي.
اليوم، لا نملك رفاهية الخيارات ، لكننا نملك إرادة البقاء، والصمود في صراع الوجود وهذا كاف بالحد الأدنى في هذه المرحلة الحرجة لاستيعاب ما هو آت.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحقيقة متعددة الروايات
الحقيقة متعددة الروايات

العرب اليوم

timeمنذ 5 دقائق

  • العرب اليوم

الحقيقة متعددة الروايات

إذا قدر لى أن أطلق اسمًا على العصر الذى نعيشه، وأحدده هنا ببدء أحداث ما يسمى «الربيع العربى»، فسأسميه عصر «ضبابية الواقع» أو «الحقيقة متعددة الروايات» أو «تداخل الواقع والخيال والافتراض». أحداث عام ٢٠١١ وضعتنا أمام الواقع الجديد. إنه الواقع الذى يحتمل فيه الخبر رؤيتين وثلاثًا وأربعًا، والمعلومة وجهين وثلاثة وأربعة. حتى الواقع صار يحتمل أن يكون واقعين وأكثر بحسب موقعك فى الكوكب، وموقع الآخرين فى الكوكب بالنسبة لك. هل كانت أحداث «الربيع» فى عدد من الدول العربية تظاهرات عفوية ناجمة عن الظلم والفساد؟، أم كانت مدبرة موجهة مخططة؟، هل تيارات الإسلام السياسى تؤمن حقًا بأنها مندوبة الله فى الكوكب، وأنها وحدها من تملك حق الحكم والسلطة، وإن مشايخها ومرشديها ممثلون الله على الأرض، أم أنها تعلم أنها أفّاقة أفّاكة كذّابة منافقة؟، هل كانت مرحلة «العالم قرية صغيرة» و«حوار الحضارات» و«التعددية قوة» و«نحترم اختلافنا ونعيش فى سلام» مثالية مفرطة ووهمًا وخيالًا؟، أم كانت وسيلة لتمضية الوقت وإنفاق المال وتجميل الصورة؟، هل صعود اليمين المتطرف فى دول غربية هو الوجه الآخر لصعود اليمين المتطرف الإسلامى فى دول إسلامية؟، أم هو صعود يعود إلى أسباب سياسية تتعلق بعدم الرضا عن أداء القوى السياسية الأخرى، والأوضاع الاقتصادية وحقبة فتح أبواب الهجرة واللجوء على مصاريعها دون حساب لليوم التالى؟، هل حماس أقدمت على عمل أرعن غير محسوب حين قامت بعملية السابع من أكتوبر رغم أن طفلًا صغيرًا كان فى إمكانه أن يعرف أن النتائج ستكون وبالًا على أهل غزة وباقى الأراضى الفلسطينية مع تيسير إعادة رسم خريطة المنطقة طبقًا لمشروع إسرائيل الأكبر؟، أم أن ما قامت به كان عملًا جليلًا أيقظ القضية من غيبوبة وصحا العالم من غفلة؟. ويمكن القول إن حرب القطاع الدائرة على مدار ٢١ شهرًا خير نموذج لضبابية الواقع وتداخل الحقيقة مع الكذب مع الواقع مع الادعاء مع الخيال والافتراض. ولا يمكن تحميل السوشيال ميديا وتقنيات الذكاء الاصطناعى وحدها مسؤولية الضبابية القاتلة، والتى جعلت من معادلة «واحد زائد واحد تساوى اثنين» أمرًا يستدعى الجدل ويحتمل أكثر من إجابة. العالم الرقمى ساهم بقدر كبير فى إغراقنا فى واقع خيالى افتراضى فيه كذب سياسى وادعاء دينى ونصب واحتيال فى كل التفاصيل، بما فيها التاريخ والجغرافيا، ولكن المسألة أكبر من ذلك. على سبيل المثال لا الحصر، ما يلى عناوين فى وسائل إعلام «رصينة» عربيًا وغربيًا: «إسرائيل تتهم حماس بسرقة المساعدات الموجهة لغزة»، «حماس تتهم إسرائيل بوضع مواد مخدرة فى المساعدات»، «مسؤولان إسرائيليان يؤكدان ألا دليل أن حماس تسرق المساعدات»، «غزويون يتهمون حماس بالاستيلاء على المساعدات لبيعها»، «ترامب يتهم حماس بسرقة المساعدات»، «غزوين يشكون من فساد أغذية المساعدات»، «غزويون يشكرون كل من ساهم فى إرسال المساعدات»، «عصابات فلسطينية تسرق المساعدات» والعناوين كثيرة. ولحديث الحقيقة الضائعة بقية.

الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف وهمي في غلاف غزة
الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف وهمي في غلاف غزة

أخبارنا

timeمنذ 8 دقائق

  • أخبارنا

الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف وهمي في غلاف غزة

أخبارنا : أعلن الجيش الإسرائيلي أنه في أعقاب الإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة غلاف غزة تم إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف وهمي. وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تفعيل صفارات الإنذار في منطقة غلاف غزة مشيرا إلى أنه جار التحقق من التفاصيل، بينما أفاد مراسلنا بدوي الإنذارات في سديروت بغلاف غزة. وجاء في بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "تم تفعيل الإنذارات في غلاف غزة، ويتم فحص التفاصيل". وعلى صعيد متصل، تظاهر نحو 150 مسؤولا أمنيا إسرائيليا كبيرا سابقا، أمس الخميس، أمام مبنى وزارة الداخلية في تل أبيب مطالبين بإنهاء الحرب الدائرة منذ قرابة عامين والتوصل إلى اتفاق بشأن المختطفين. وعلى التوازي، أكدت حركة "حماس" في بيان مساء الخميس، جاهزيتها للانخراط فورا في المفاوضات مجددا حال وصول المساعدات إلى مستحقيها وإنهاء الأزمة الإنسانية والمجاعة في غزة. بينما اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أسرع طريقة لإنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة هي أن تستسلم حركة "حماس" وتطلق سراح الرهائن لديها. المصدر: RT

اتفاق سري بين واشنطن وتل أبيب..ما مصير غزة؟
اتفاق سري بين واشنطن وتل أبيب..ما مصير غزة؟

البوابة

timeمنذ 33 دقائق

  • البوابة

اتفاق سري بين واشنطن وتل أبيب..ما مصير غزة؟

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إن إدارته تسعى لضمان حصول سكان قطاع غزة على الغذاء، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية. ويأتي ذلك بالتزامن مع تقارير إعلامية تحدثت عن اتفاق بين واشنطن وتل أبيب على ما يسمى "مبادئ الحل" في غزة. وأكد ترامب أن الولايات المتحدة قدمت 60 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في غزة قبل أسبوعين، لكنه لا يرى أثرًا ملموسًا لتلك المساعدات، مضيفًا أن "من الضروري أن يحصل الناس في القطاع على الطعام". ونقلت شبكة "ABC" الأميركية عن مسؤول في حكومة الاحتلال أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يزور الاحتلال الإسرائيلي حاليًا، توصل إلى تفاهم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن مبادئ تتضمن وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، ونزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بالإضافة إلى زيادة المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر. وفي السياق نفسه، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترامب يُتوقع أن يوافق اليوم على "خطة جديدة للمساعدات الإنسانية" إلى غزة، بالتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين. من جانبه، وصل وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى تل أبيب قادمًا من القدس لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن ما وصفه بـ"تخفيف معاناة سكان غزة"، وسط ضغوط أوروبية متزايدة لإنهاء الحرب. وعلى الأرض، تتصاعد مظاهر الغضب داخل الكيان الإسرائيلي، حيث تظاهر عشرات من ضباط الجيش والأمن السابقين أمام وزارة الدفاع مطالبين بوقف الحرب، فيما دعا ذوو الأسرى الإسرائيليين الولايات المتحدة إلى الضغط على نتنياهو لإبرام صفقة تبادل شاملة. كما فرقت الشرطة الإسرائيلية مظاهرة في تل أبيب نظّمها ناشطون يطالبون بوقف سياسة التجويع في غزة، وسط تصاعد الغضب الشعبي من إدارة الحرب. وفي ظل استمرار تدهور الأوضاع، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن موجة الجوع في القطاع لا يمكن كبحها دون "زيادة هائلة في حجم المساعدات"، في وقت لا تدخل فيه إلى غزة إلا أعداد ضئيلة من الشاحنات مقارنة بالاحتياج الفعلي. وقال المكتب الحكومي في غزة إن 104 شاحنات مساعدات دخلت أمس، لكن غالبيتها تعرضت للنهب نتيجة فوضى أمنية ممنهجة، متهما الاحتلال بممارسة سياسة "هندسة الفوضى والتجويع" لتفكيك البنية المجتمعية، في ظل حاجة القطاع لأكثر من 600 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من المتطلبات المعيشية. وأكد المكتب أن "جريمة الفوضى والتجويع" التي تطال أكثر من 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، هي جزء من الإبادة الجماعية المتواصلة بدعم أميركي مباشر، محمّلاً الاحتلال والدول الداعمة له المسؤولية الكاملة عن استمرار الكارثة. وبحسب أرقام رسمية ، أسفرت الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن أكثر من 207 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن عشرات الآلاف من المفقودين والنازحين، في ظل دمار شامل ومجاعة تُعد الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store