logo
العبادة إخاء إنساني

العبادة إخاء إنساني

موقع كتاباتمنذ 7 ساعات
أن حركة الإنسان الحضارية مشلولة ومعاقة ومتخلفة في اخطر جوانبها وهي علاقة الانسان بأخيه الانسان…
حقاً أن هذه العلاقة متخلفة، وتخلفها يُعدُّ جانباً خطيراً معيقاً للمسيرة الإنسانية نحو التكامل ونحو الرقي والتقدم….
بل إن المآسي والمظالم والحرمان وكل شي يتفجر له القلب و تتحطم له الجماجم وتتمزق له الأشلاء نتيجة لتخلف هذه العلاقة أو انحرافها عن مسارها الصحيح…
إن هذه العلاقة تُعدُ المعيار الحقيقي لتقييم اي حضارة بل هي القوام الأساسي لتحقيق السعادة والأمن والأمان…
ونحن لو استعرضنا صورا لتخلف علاقة الانسان باخيه الانسان لوجدناها لا تعد ولا تحصى، فالحروب الأهلية والإقليمية والعالمية وكذلك التعذيب والاضطهاد والقتل والتشريد كلها علامات على انحراف هذه العلاقة وتخلفها…
قلتُ قبل قليل أن هذه العلاقة هي المقوم الأساسي للسعادة في حال تقدمها وتطورها، اي تكون مبنية على أساس الود والحب والعطاء والإيثار، لان المجتمع يتكون من مجموع هذه العلاقات، فيشترك المجتمع بمصالح عامة تتوقف عليها مسيرة حياتهم ونجاحها، وتحقيق هذه المصالح العامة يتطلب تجاوز الذات والمصلحة الشخصية واحترام الآخرين،
لا الصراع معهم ! والمنافسة أو تحقيق المصلحة الشخصية على أكتاف مصالح المجتمع…
فكيف نتخلص من ذلك دون أن تكون علاقة الانسان بأخيه الانسان متقدمة مزدهرة ؟
ويتضح من هذا الكلام الدور الخطير المهم الذي تلعبه علاقة الانسان بأخيه الانسان على مسرح الحياة وكذلك يتضح أن هذه العلاقة تحتاج إلى تربية وتنمية وتوجيه…
ولذلك قال السيد الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله بحسب المضمون ( إن علاقة الانسان بربه لها دور تربوي في توجيه علاقة الانسان بأخيه الانسان)[ اامصدر:نظرة عامة في العبادات للسيد محمد باقر الصدر]
أي أن المراد من كلام السيد رحمه الله أن توجيه وتربية علاقة الانسان بأخيه الانسان يتم عن طريق علاقة الانسان بخالقه العظيم الله تبارك وتعالى وهذا الكلام يختصر لنا المسافة لأن خير الكلام ما قلَّ ودلَّ…
على أن علاقة الانسان بأخيه الانسان أو استقرار الحياة ونجاحها التي تعتمد على هذه العلاقة مسألة أخذت باهتمام كل الفلاسفة وأهل القانون والمفكرين وغيرهم..
لكننا نجد أن هناك ثغرات في المعالجة !
لأنهم عجزوا عن توجيه هذه العلاقة وتنميتها بالشكل الذي يضمن نجاح الحياة واستقرارها….
بينما علاقة الانسان بربه التي تفرض عليه الايمان والالتزام بالشريعة التي تستمد وجودها من الخالق نفسه الحق المطلق…
لقد أخذت الشريعة علاقة الانسان بأخيه الانسان بنظر الاعتبار…
حيث فرضت عقوبات رادعة لكل من ينتهك هذه العلاقة كالخلود في جهنم وفرض الديات والحدود والقصاص والنفي….الخ
فقد تنوعت العقوبات بين ما هو اخروي ودنيوي…
إن المجتمع الذي عاصر تربية المربي الأول سيدنا محمد(ص) نجد أن هذا المجتمع وصل إلى أعلى درجات تطور وتقدم علاقة الانسان بأخيه الانسان، وقد أجمع العلماء من مختلف المذاهب بأن هذه هي الفترة الذهبية في علاقة الانسان بأخيه الانسان…
كيف حدث ذلك؟
كل ذلك حصل بسبب العبادة المخلصة لأن العبادة تمثل التجسيد العملي لعلاقة الانسان بربه والتي لها دور تربوي في توجيه علاقة الانسان بأخيه الانسان…
والعبادة هي جزء من الشريعة لكنها الجزء الأهم الذي يضمن تطبيق الشريعة كلها…
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الامام علي السجاد (ع) والثبات على المبادئ في مقارعة الطاغية والفاسد
الامام علي السجاد (ع) والثبات على المبادئ في مقارعة الطاغية والفاسد

موقع كتابات

timeمنذ 6 ساعات

  • موقع كتابات

الامام علي السجاد (ع) والثبات على المبادئ في مقارعة الطاغية والفاسد

ونحن في أيام عاشوراء أيام الحسين عليه السلام، نستذكر الثورة الحسينية بكل تفاصيلها ونحاول ان نتصور احداثها، لغايات عدة منها ان نعلم الأجيال على ان ثورة الحق لا تنتهي وان ضحى أصحابها بالأنفس، وان نربي انفسنا على ان اتباع الحق ونبذ الباطل يخلد من يعمل بنزاهة ضمير وصفاء قلب وبياض يد، كما تُعلمنا العبر والدروس حتى ننتفع بها في حياتنا، فضلا عن ثواب العَبرة التي تسكب من العيون ويضيئ اضاء الله بها دروب الحق والعدالة، ولا جديد عندي ان ذكرت دور الامام السجاد (ع) في معركة الحق ضد الباطل، ودوره في أيام المعركة وما بعدها، الا اني أحاول ان استذكر موقفه تجاه ما يؤمن به من مبادي اخلص لها وسار على طريق ابيه الحسين (ع) وجده الرسول الاكرم (ص) ومنهج امير المؤمنين الامام علي (ع) لكن ما اود ان اعرض له هو موقف الامام السجاد في أيام المعركة وهو العليل الذي خار جسده من شدة المرض، الا ان هذا لم يمنعه من أداء دوره المرسوم له من الله تعالى في المعركة خلال ايامها وما بعدها، ويتجلى موقف الامام السجاد (ع) بمحاولة النهوض ودخول المعركة عندما رأى الامام الحسين وحده في الساحة بلا ناصر الا ان عمته الحوراء زينب (ع) منعته بسبب شدة مرضه، وتقول المصادر التاريخية ان في ذلك حكمة حتى يبقى خط الامامة لأنه الامام المعصوم الذي سيتولى امر الامة من بعد استشهاد الامام الحسين (ع)، وفعلا كان له الدور الأهم في الحفاظ على المنهج المحمدي للإسلام الحنيف، كما انه مارس دوره في مقارعة المستبد والطاغية بعد انتهاء المعركة ولم يهادن ولم يضعف، على الرغم من كل الضغط الذي مارسه الطغاة ضده، وكل الاغراءات التي قدمت له، الا انه لم يرضخ ولم ينسحب من معركة الحق بل استمر، ولم يجعل من مرضه الشديد مبرراً للانسحاب، كما لم يجعل من كل الضغط الذي وجه اليه سبباً للخضوع الى رغبة المستبد والطاغية، وارى ان السبب يكمن في معرفته لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، لأنه امام المسلمين، ولابد ان يتصدى لكل ما يحفظ لهم دينهم واموالهم وارضهم وعرضهم، وفي هذه الحوادث يقدم لنا عبرة لابد وان نعتبر منها، بان المسؤولية والمنصب ليس للمنافع والمغانم، وانما المسؤولية عمل فيه مواجهة الظالم والمستبد والطاغية والديكتاتور، ومن الممكن ان تتعرض حياة الامام (ع) وامواله ومصالحه وأهله للخطر، وهذا ما جعلنا نستذكر واقعة الطف كل عام بل في كل يوم، وعلى وجه الخصوص هذه الأيام التي اشتد فيها ظلم اليهود والكفار على المسلمين في غزة وفي المنطقة، والحكام العرب واغلب الحكام المسلمين والطغاة وسواهم يقفون متفرجين على الإبادة التي حلت بأبناء غزة، بوازع انعدام الحيلة تجاه مقاومة الكيان الصهيوني والغرب الكافر، لكن لو كان هؤلاء قد اعتبروا من موقف الامام السجاد (ع) ومن منهج النبوة لتوفرت لهم أسباب القوة في التصدي والمقارعة، لكن حب الدينا اغشى ابصارهم، كما ان بعض الذين جعلهم الله في موقع المسؤولية تجاه قيادة الشعب والتحكم بمصير المواطنين، لم يعتبر من موقف الامام السجاد (ع) الذي لم تثنيه كل ما كان عليه من اعتلال في البدن من الوقوف بوجه الظالم والطاغية، ولم يترك موقع المسؤولية بسبب هذا الاعتلال البدني الشديد، ولم ينسحب من المشهد او يمنعه من ممارسة عمله بما يمليه عليه ضميره تحت وازع ضغط السلطة وإغراءاتها، ولم يفكر بان يتوقف ولو لبرهة عن أداء الواجب لان السلطة الاموية في حينه مارست عليه التهديد والوعيد، بل سار في اقدامه على قول الحق والافتاء بما يتفق ومبادئ الشريعة السمحاء تجاه حفظ حقوق العباد والبلاد، ولم يفرط بها لاي سبب كان سواء ضغط السلطة ام اعتلال البدن، كما انه (ع) أدى دوراً مهما في توجيه الرأي العام وكشف غبار التزييف عن الحقيقة التي غطتها الدعاية الاموية، حيث كشف لعامة الناس الحقيقة كما بين لهم حقيقة من مارس الضغط عليه وأساليب الاغراء، بل حتى الذين بثوا الدعاية على انه (ع) لا يقوى على أي عمل لانه معتل الجسد، وحاولاو تنحيته عن مقامه في الامامة، هكذا هم أئمة الهدى، فهل نحن اليوم نسير على هداهم، وهل ابصرنا مسعاهم في انارة الدرب لنا بتضحياتهم، وهل كنا على مستوى المسؤولية التي كلفنا بها الائمة الاطهار، وهل نصرناهم من خلال السير على منهجهم المحمدي، ام اننا تعكزنا على ما نزعم بانه اعتلال او خضعنا خنوعاً لرغبة الطاغية والجائر ولا رباب الفساد، وفي الختام السلام على الامام السجاد (ع) وعلى الائمة الاطهار والصلاة والسلام على نبينا الاكرم محمد (ص) ونسأل الله بشفاعة وجهه الكريم ان يهدي القائمين على أمور البلاد الى سبيل الحق وان يستبدل اشرارهم بأخيارنا، ولان وجه الله الكريم هم اهل بين النبوة، فان شفاعتهم امنية كل مسلم تقي عانى من جور السلطة وظلم الفاسدين سالم روضان الموسوي قاضٍ متقاعد

العبادة إخاء إنساني
العبادة إخاء إنساني

موقع كتابات

timeمنذ 7 ساعات

  • موقع كتابات

العبادة إخاء إنساني

أن حركة الإنسان الحضارية مشلولة ومعاقة ومتخلفة في اخطر جوانبها وهي علاقة الانسان بأخيه الانسان… حقاً أن هذه العلاقة متخلفة، وتخلفها يُعدُّ جانباً خطيراً معيقاً للمسيرة الإنسانية نحو التكامل ونحو الرقي والتقدم…. بل إن المآسي والمظالم والحرمان وكل شي يتفجر له القلب و تتحطم له الجماجم وتتمزق له الأشلاء نتيجة لتخلف هذه العلاقة أو انحرافها عن مسارها الصحيح… إن هذه العلاقة تُعدُ المعيار الحقيقي لتقييم اي حضارة بل هي القوام الأساسي لتحقيق السعادة والأمن والأمان… ونحن لو استعرضنا صورا لتخلف علاقة الانسان باخيه الانسان لوجدناها لا تعد ولا تحصى، فالحروب الأهلية والإقليمية والعالمية وكذلك التعذيب والاضطهاد والقتل والتشريد كلها علامات على انحراف هذه العلاقة وتخلفها… قلتُ قبل قليل أن هذه العلاقة هي المقوم الأساسي للسعادة في حال تقدمها وتطورها، اي تكون مبنية على أساس الود والحب والعطاء والإيثار، لان المجتمع يتكون من مجموع هذه العلاقات، فيشترك المجتمع بمصالح عامة تتوقف عليها مسيرة حياتهم ونجاحها، وتحقيق هذه المصالح العامة يتطلب تجاوز الذات والمصلحة الشخصية واحترام الآخرين، لا الصراع معهم ! والمنافسة أو تحقيق المصلحة الشخصية على أكتاف مصالح المجتمع… فكيف نتخلص من ذلك دون أن تكون علاقة الانسان بأخيه الانسان متقدمة مزدهرة ؟ ويتضح من هذا الكلام الدور الخطير المهم الذي تلعبه علاقة الانسان بأخيه الانسان على مسرح الحياة وكذلك يتضح أن هذه العلاقة تحتاج إلى تربية وتنمية وتوجيه… ولذلك قال السيد الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله بحسب المضمون ( إن علاقة الانسان بربه لها دور تربوي في توجيه علاقة الانسان بأخيه الانسان)[ اامصدر:نظرة عامة في العبادات للسيد محمد باقر الصدر] أي أن المراد من كلام السيد رحمه الله أن توجيه وتربية علاقة الانسان بأخيه الانسان يتم عن طريق علاقة الانسان بخالقه العظيم الله تبارك وتعالى وهذا الكلام يختصر لنا المسافة لأن خير الكلام ما قلَّ ودلَّ… على أن علاقة الانسان بأخيه الانسان أو استقرار الحياة ونجاحها التي تعتمد على هذه العلاقة مسألة أخذت باهتمام كل الفلاسفة وأهل القانون والمفكرين وغيرهم.. لكننا نجد أن هناك ثغرات في المعالجة ! لأنهم عجزوا عن توجيه هذه العلاقة وتنميتها بالشكل الذي يضمن نجاح الحياة واستقرارها…. بينما علاقة الانسان بربه التي تفرض عليه الايمان والالتزام بالشريعة التي تستمد وجودها من الخالق نفسه الحق المطلق… لقد أخذت الشريعة علاقة الانسان بأخيه الانسان بنظر الاعتبار… حيث فرضت عقوبات رادعة لكل من ينتهك هذه العلاقة كالخلود في جهنم وفرض الديات والحدود والقصاص والنفي….الخ فقد تنوعت العقوبات بين ما هو اخروي ودنيوي… إن المجتمع الذي عاصر تربية المربي الأول سيدنا محمد(ص) نجد أن هذا المجتمع وصل إلى أعلى درجات تطور وتقدم علاقة الانسان بأخيه الانسان، وقد أجمع العلماء من مختلف المذاهب بأن هذه هي الفترة الذهبية في علاقة الانسان بأخيه الانسان… كيف حدث ذلك؟ كل ذلك حصل بسبب العبادة المخلصة لأن العبادة تمثل التجسيد العملي لعلاقة الانسان بربه والتي لها دور تربوي في توجيه علاقة الانسان بأخيه الانسان… والعبادة هي جزء من الشريعة لكنها الجزء الأهم الذي يضمن تطبيق الشريعة كلها…

الحوثي يكشف تفاصيل الهجوم ضد إسرائيل والأخيرة تتوعدهم بمصير طهران
الحوثي يكشف تفاصيل الهجوم ضد إسرائيل والأخيرة تتوعدهم بمصير طهران

شفق نيوز

timeمنذ 7 ساعات

  • شفق نيوز

الحوثي يكشف تفاصيل الهجوم ضد إسرائيل والأخيرة تتوعدهم بمصير طهران

شفق نيوز – الشرق الأوسط أعلنت جماعة "أنصار الله" في اليمن (الحوثيون)، مساء اليوم الثلاثاء، تنفيذ أربع عمليات عسكرية ضد إسرائيل، فيما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بـ"التعامل مع اليمن كطهران". وبحسب المتحدث العسكري باسم "أنصار الله" فقد ذكر أن إحدى العمليات استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ بالستي، و3 عمليات استهدفت مواقع حساسة في يافا وعسقلان وإيلات بطائرات مسيرة. هذا وظهر ضوء قوي في أجواء العراق وسوريا ولبنان، فيما أوضح مصدر أمني عراقي لوكالة شفق نيوز، مساء الثلاثاء، أن ما شوهد في السماء كان نتيجة اعتراض صاروخ يمني من قبل صاروخ اعتراضي إسرائيلي. وبعد هذا الهجوم، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الثلاثاء، بضرب الحوثيين بالقول: "سيتم التعامل مع اليمن كطهران. بعد ضرب رأس الأفعى في طهران، سنضرب الحوثيين في اليمن أيضاً. كل من يرفع يده ضد إسرائيل، ستُقطع تلك اليد". وفي السياق نفسه، حذّر السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، الحوثيين، وقال: "اعتقدنا أننا انتهينا من الصواريخ القادمة إلى إسرائيل، لكن الحوثيين أطلقوا صاروخاً علينا في إسرائيل، ربما تحتاج قاذفات بي-2 إلى زيارة اليمن". في إشارة على ما يبدو إلى الطائرات الأمريكية التي ألقت أكثر من اثنتي عشرة قنبلة خارقة للتحصينات على منشأتي فوردو ونطنز النوويتين الإيرانيتين. ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بدأ الحوثيون تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل، ويقولون إنها إسناداً لغزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store