
مطاعم "المنشطات" في صنعاء تثير الجدل بين مؤيد ومعارض
وسط الأطعمة
يعتقد محمد العشاري (في الثلاثين من العمر) أنه أصبح مدمن على تناول الكباب في أحد المطاعم الشهيرة وسط العاصمة صنعاء، إذ يحرص على الأقل مرتين في الأسبوع على زيارة ذلك المطعم، وتناول وجبة واحدة من الكباب خلال زيارته له، وسبب الادمان هو أنه كما يقول في حديثه مع "الموقع بوست"، يشعر بالنشاط الجنسي عقب تناوله تلك الوجبة التي تحتوي على الكباب والسلطة، لكن محمد في نفس الوقت لا يعلم في الحقيقة أن كانت قد وضعت في تلك الوجبة منشطات جنسية أم لا.
ذات الاعتقاد يساور الأربعيني طلال ربيد، والذي يلفت في حديثه مع "الموقع بوست"، الى أن كثيراً من أقرانه الذين يتناولون ذات الوجبات من ذات المطعم، يشعرون أن ثمة شيء يجعلهم نشيطين جنسياً، بعد تناولهم الطعام من هناك، ويتحدثون عن هذا الأمر في أوقات لاحقة من تناولهم الطعام.
يتكرر ذات المشهد في إحدى المطاعم الشعبية لبيع السلتة والفحسة، بالقرب من منطقة الصافية بصنعاء، ولكن الأمر يختلف في السعر الباهظ الذي يدفعه الزبون نظير حصوله على نفر من الأكلتين، إذ يصل سعر النفر الفحسة لـ16 ألف ريال (ثلاثون دولار).
يقول الشاب العشريني علي زين إن هذا المطعم بات يعرف عنده وعند اصدقائه باسم قوة القوة، بمعنى أن تلك الوجبات تمنح القوة الجنسية لمن يتناولها في ذلك المطعم، وعلى الرغم من الأسعار الغالية للوجبات المباعة من السلتة والفحسة، إلا أن هذا المطعم مكتظ بالزبائن بشكل يومي خاصة من فئة الشباب.
اعتراف وانكار
لا ينكر "م. هـ" وهو عامل في أحد مطاعم السلتة بصنعاء قيام الطباخين بوضع كميات من الحبوب الزرقاء والتي تُعرف بالفياجرا أو المنشطات الجنسية في وجبات السلتة لمن يرغب، وبذلك يؤكد هذا العامل الذي رفض الكشف عن هويته خشية ملاحقته صحة مزاعم زبائن ذلك المطعم، بأن الوجبات التي تقدم لهم بالفعل تحتوي على منشطات جنسية.
يقول العامل في حديثه لـ"الموقع بوست" إن "أغلب الزبائن الذين يأتون الينا هم من يطلبون منا هذا النوع من الوجبات لأنها مفضلة لديهم، والبعض لا يدري لكنه يستحسنها"، يضيف " لم تحدث أي مرة أن اعترض أحد على ذلك فغالبية الزبائن يريدون ذلك".
أما محمد البعداني وهو مالك أحد مطاعم الكباب فيرفض هذه المزاعم ويضعها في سياق المكايدات والتنافس بين اصحاب المطاعم، من أجل استقطاب الزبائن، وبحسب حديث البعداني لـ"الموقع بوست"، فإن المواد التي تستخدم في تجهيز الكباب كالبصل والبقدونس هي بالفعل منشطة جنسياً وهي مواد طبيعية.
يقول البعداني، "من الطبيعي أن تلك المواد هي منشطات طبيعية، لكن الناس يتأثرون نفسياً حينما يسمعون اشاعات من هذا القبيل، وبعض أصحاب بعض المطاعم للأسف يشجعون انتشار هكذا اشاعات حتى يكثر زبائنهم وتزداد مبيعاتهم، وفق تعبيره.
سهولة الانتشار
تباع حبوب الفياجرا والمنشطات الجنسية في صيدليات صنعاء بسهولة، منذ سيطرة جماعة الحوثي عليها العام 2015، حيث تتوفر وتصرف دون وصفة طبية، كما يؤكد عدد من الصيادلة الذين التقاهم "الموقع بوست".
ويعمل في الوقت الراهن عدد من المصانع التابعة لشركات أدوية محلية في العاصمة صنعاء وضواحيها، منها أربع شركات تعمل على تصنيع منشطات جنسية بعدة مسميات، إضافة لبيع بعض محلات بيع العسل والبهارات أعشاب منشطة جنسياً بأسعار في متناول يد الغالبية من الناس.
ومن فترة لأخرى تصدر الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية، تحذيرات للسكان من استخدام منتجات من المنشطات الجنسية المعروضة في الأسواق، بسبب احتواء بعض هذه المنشطات تحتوي على مادة فيردنافيل، والتي تسبب في انخفاض حاد في ضغط الدم قد يصل إلى مستوى يشكل خطراً على الناس، وتزداد خطورته على المرضى المصابين بأمراض القلب والسكر.
وفي هذا الصدد يرى الدكتور محمد فارع استشاري امراض المساك البولية أن "وضع المنشطات الجنسية في الطعام دون استشارة طبية بلا شك يؤدي الى مشاكل صحية للشخص الذي يدمن على استخدامها، وقد تؤدي الى جلطة أو ذبحة صدرية تودي بحياته".
ويشير فارع في حديثه لـ"الموقع بوست"،" بأن على وزارة الصحة وهيئة الأدوية مراقبة الصيدليات التي تصرف هذه الأدوية دون وصفة طبية، كما يجب على السلطات المحلية مراقبة المطاعم التي توضع هذه المنشطات في الوجبات التي تقدمها للناس، وإحالة المتورطين للجهات الأمنية لردعهم ".
يرجع الاخصائي النفسي فاروق جهلان استغلال بعض ملاك المطاعم ووضع منشطات جنسية في أطعمتهم المباعة للزبائن الى رغبة بعض الناس الاقبال على المنشطات الجنسية، خاصة خلال فترة الحرب التي يعانيها اليمنيون حتى وقتنا الراهن.
يقول جهلان لـ"الموقع بوست"، "بشكل عام أصبحت ظاهرة تعاطي المنشطات الجنسية في اليمن مقلقة، مع سهولة انتشارها وسهولة الحصول عليها، وايهام بعض العاملين في بيع العقاقير والأدوية لبعض الرجال وخاصة الشباب بأنهم ضعيفين جنسياً، دفع الكثير إلى استخدام هذه المنشطات بشكل متكرر.
ويضيف: "ما زاد الطين بله دخول المطاعم ضمن الجهات التي تتورط في وضع هذه المنشطات، والتي تعد جريمة غير تستلزم من الجهات الرقابية التحقيق أكثر في هذه المشكلة ".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة 2 ديسمبر
منذ 4 ساعات
- وكالة 2 ديسمبر
برنامج الأغذية العالمي يعلق أنشطة وقائية ضد سوء التغذية في مناطق سيطرة الحوثيين
برنامج الأغذية العالمي يعلق أنشطة وقائية ضد سوء التغذية في مناطق سيطرة الحوثيين أعلن برنامج الأغذية العالمي (WFP) تعليق جميع أنشطة الوقاية من سوء التغذية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، بسبب تراجع التمويل المخصص لعملياته الإنسانية. وقال البرنامج، في تقرير حديث؛ إن التعليق سيؤثر على عشرات الآلاف من النساء الحوامل والمرضعات والأطفال، مشيراً إلى أن أنشطة الوقاية لا تزال مستمرة في مناطق سيطرة الحكومة، لكن بمستويات منخفضة، حيث طالت 654 ألف مستفيد حتى الآن. وأضاف أن برنامج معالجة سوء التغذية الحاد المعتدل (MAM) مستمر في عموم البلاد، لكنه مهدد بالتوقف في مناطق سيطرة الحوثيين بنهاية يوليو، نتيجة نقص الإمدادات، وهو ما دفع بمنظمة اليونيسف لتولي إدارة الحالات عالية الخطورة في بعض المديريات. وأوضح التقرير أن البرنامج قدم مساعدات تغذوية لأكثر من 426 ألف شخص في يونيو، رغم محدودية التمويل، محذراً من فجوة تمويلية تبلغ 85%، حيث لم يتلقَّ سوى 83 مليون دولار من أصل 553 مليوناً يحتاجها للفترة الممتدة حتى يناير 2026.


اليمن الآن
منذ 6 ساعات
- اليمن الآن
كارثة تلوح في الأفق: الغذاء العالمي يعلّق أنشطته في مناطق الحوثي ويُحذّر من انهيار شامل للمساعدات
اخبار وتقارير كارثة تلوح في الأفق: الغذاء العالمي يعلّق أنشطته في مناطق الحوثي ويُحذّر من انهيار شامل للمساعدات السبت - 26 يوليو 2025 - 01:16 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص في تطور خطير ينذر بكارثة صحية واسعة النطاق، أعلن برنامج الغذاء العالمي (WFP) عن تعليق شامل لكافة أنشطة الوقاية من سوء التغذية في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي شمال اليمن، بسبب النقص الحاد في التمويل، مما سيعرّض عشرات الآلاف من الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات للخطر المباشر. وكشف البرنامج في تقريره الإنساني الأخير أن نقص التمويلات أجبره على وقف كامل لبرامج الوقاية في مناطق الحوثيين، مؤكداً أن هذا القرار سيؤثر بشكل مباشر على الفئات الأكثر ضعفاً، ويضاعف من معدلات سوء التغذية في بلد يقف أصلًا على حافة المجاعة. وفي الوقت الذي لا تزال فيه البرامج مستمرة بشكل محدود في المناطق المحررة الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليًا، فإن التقارير تشير إلى تضرر نحو 654 ألف من النساء والأطفال جراء تراجع مستوى التدخلات الغذائية، أي ما يعادل 80% من إجمالي المستهدفين في خطة 2025. وتطرق التقرير إلى احتمال توقف برنامج إدارة سوء التغذية المتوسط (MAM) بشكل كامل في مناطق سيطرة الحوثيين بحلول نهاية يوليو الجاري، نتيجة تعذر وصول الإمدادات، وهو ما سيُجبر منظمة "اليونيسف" على تسلُّم إدارة الحالات عالية الخطورة في بعض المديريات، وسط تحذيرات من تدهور متسارع في المؤشرات الصحية. ورغم شح التمويل، أكد "الغذاء العالمي" أنه تمكّن خلال يونيو الماضي من تقديم مساعدات تغذوية لنحو 426,132 حالة، بينهم 266,556 ضمن برنامج العلاج، و159,576 في إطار الوقاية، لكن البرنامج أكد أن استمراريته مهددة. الصدمة الأكبر جاءت في حجم الفجوة التمويلية: البرنامج لم يحصل إلا على 83 مليون دولار فقط من أصل 553 مليون دولار يحتاجها لتغطية عملياته بين أغسطس 2025 ويناير 2026، أي ما يمثل 15% فقط من التمويل المطلوب، ما يعني أن عملياته الإغاثية مهددة بالشلل الكامل في بلد يصنّف كواحد من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم. الاكثر زيارة اخبار وتقارير زلزال سياسي مرتقب.. تغييرات كبرى تطال الرئاسي والحكومة والبرلمان.. وهذا إسم. اخبار وتقارير الإعلان فقط أحدث زلزالًا اقتصاديًا.. خطوة واحدة من الشرعية تهز سوق الصرف وت. اخبار وتقارير فضيحة معاشات الدولار: الحنشي يتهم باجنيد بتوزيع 30 مليون شهريًا خارج القانو. اخبار وتقارير تفكيك شفرة 12 صاروخ كانوا في طريقهم إلى الحوثي.


اليمن الآن
منذ 8 ساعات
- اليمن الآن
برنامج الغذاء العالمي يعلّق نشاطا جديدا في مناطق سيطرة الحوثيين
أعلن برنامج الغذاء العالمي (WFP) تعليق جميع أنشطة الوقاية من سوء التغذية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين شمالي اليمن، نتيجة النقص الحاد في التمويل، مما يهدد بتفاقم الوضع الإنساني لمئات الآلاف من الفئات الأشد ضعفًا. وقال البرنامج، في أحدث تقاريره بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن، إن تعليق البرنامج سيؤثر بشكل مباشر على عشرات الآلاف من الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، مشيرًا إلى أن الأزمة التمويلية أجبرت البرنامج على تقليص عملياته أيضًا في مناطق الحكومة المعترف بها دوليًا، جنوب البلاد. وأضاف التقرير أن نحو 654 ألف شخص من الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات تأثروا سلبًا نتيجة خفض مستوى الدعم، أي ما يعادل 80% من إجمالي المستهدفين ضمن خطة العام 2025. وأشار البرنامج إلى أن برنامج إدارة سوء التغذية الحاد المعتدل (MAM) لا يزال مستمرًا في عموم البلاد، لكنه يعمل بوتيرة منخفضة في مناطق الحوثيين، بسبب غياب الإمدادات الغذائية الأساسية. ولفت إلى أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى انقطاع كلي في شمال البلاد بنهاية يوليو الجاري، ما دفع منظمة اليونيسف إلى الاستعداد لتولي المهام في المديريات ذات الأولوية. وبحسب التقرير، قدّم برنامج الغذاء العالمي مساعدات تغذوية خلال يونيو الماضي لـ426,132 مستفيدًا، منهم 266,556 في برنامج علاج سوء التغذية الحاد المعتدل، و159,576 آخرين ضمن برنامج الوقاية. وأكد البرنامج أنه تلقى حتى الآن 83 مليون دولار فقط من إجمالي متطلباته المالية البالغة 553 مليون دولار لتغطية عملياته بين أغسطس 2025 ويناير 2026، ما يعكس فجوة تمويلية ضخمة بنسبة 85%، تنذر بتأثيرات كارثية على استمرار تقديم المساعدات لملايين المحتاجين في اليمن.