logo
بعد الحرب على إيران.. هل نرى شرق أوسطًا جديدًا؟

بعد الحرب على إيران.. هل نرى شرق أوسطًا جديدًا؟

الدستورمنذ يوم واحد
أوائل تسعينيات القرن الماضي، ألّف شمعون بيريز، الحائز على جائزة نوبل للسلام، أحد كتبه الشهيرة، The New Middle East: A Framework and Process Towards an Era of Peace (الشرق الأوسط الجديد: إطار عمل وعملية نحو عصر السلام).. في هذا الكتاب، يُحدد بيريز ـ السياسي ورجل الدولة الإسرائيلي، الذي شغل منصب رئيس وزراء إسرائيل من عام ١٩٨٤ إلى عام ١٩٨٦، ومن عام ١٩٩٥ إلى عام ١٩٩٦، ثم رئيسًا لإسرائيل من عام ٢٠٠٧ إلى عام ٢٠١٤، وكان عضوًا في اثنتي عشرة حكومة، ومثل خمسة أحزاب سياسية خلال مسيرة سياسية امتدت سبعين عامًا ـ رؤيته لشرق أوسط ينعم بالسلام، مع إمكانات ازدهار في الزراعة والتجارة والسياحة والصناعة.. ازدهار يُجنّب المنطقة حقبة من العنف.. كما يُقدّم الكتاب نظرةً من وراء الكواليس على اتفاقيات أوسلو المُبرمة في أغسطس 1993، مُفعمةً بالتفاؤل والرؤية الثاقبة.. إلا أن الشرق الأوسط يبدو اليوم بعيدًا كل البعد عن هذه الرؤية، ولكن هل يُمكن أن ينبثق أملٌ جديدٌ من الأزمة العميقة التي نجد أنفسنا فيها اليوم تحديدًا؟.
في الأشهر الأخيرة، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يُظهر الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، يمتطي حصانًا أسود أنيقًا، في حلبة رملية محاطة ببعض أشجار النخيل الكثيفة.. كان وحيدًا، يرتدي سترة جلدية أنيقة، بينما كان الحصان ذو الخطوات العالية يدور داخل الحلبة.. الموسيقى التصويرية للفيديو، هي أغنية تُمجّد الخلافة الأموية، التي حكمت الشرق الأوسط في، وقد حُذف السطر الأول من الأغنية الشهيرة، (أنا مسلم عربي، لستُ تابعًا لإيران).. ومع ذلك، تبقى الرسالة واضحة: سوريا، التي لم تعد تحت النفوذ الإيراني الشيعي، عادت إلى أيدي الأغلبية السنية في البلاد.
بالنسبة لكثير من العرب، كانت تلك السلالة هي العصر الذهبي للتاريخ الإسلامي.. ابتداءً من دمشق عام ٦٦١ ميلادي، أسس الأمويون أول مملكة إسلامية، وهزموا الفرس مع انتشارهم في آسيا الوسطى وشمال إفريقيا على مدى تسعين عامًا.. والآن، يجد البعض صدىً واضحًا في تحرر سوريا من الهيمنة الإيرانية.. إذ يُمثل انهيار النفوذ الإيراني الإقليمي، وخصوصًا طرده من سوريا، حليفها العربي الرئيسي، نقطة تحول لم يشهدها الشرق الأوسط منذ أكثر من عقدين.. وقد يكون أحد جوانب إعادة التوازن الجيوسياسي تراجعًا عن الطائفية العلنية، التي ابتليت بها المنطقة منذ أن أدى الغزو الأمريكي للعراق إلى سيطرة الشيعة على بغداد.
يقول نيل ماكفاركوهار، مراسل صحيفة (نيويورك تايمز) في دمشق، أنه مع سقوط حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، في ديسمبر الماضي، تفكك ما أسماه الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن (الهلال الشيعي)، وهي شبكة من الحلفاء المسلحين تمتد من إيران، مرورًا بالعراق وسوريا، وصولًا إلى مناطق حزب الله في لبنان.. كانت حكومة الأسد في سوريا، دولةً كاملة الصلاحيات وليست ميليشيا، بمثابة ذروة الدعم الإيراني ومحورًا لدعم القوى الأخرى في ما يُسمى (محور المقاومة) ضد إسرائيل والغرب.
بالطبع، لا يُفسر الدين ما يحدث في الشرق الأوسط إلا إلى حدٍّ ما.. لسنوات، استخدمت قوى إقليمية، مثل إيران والمملكة العربية السعودية، الدين كغطاءٍ لمخاوفها المادية.. في إعادة ترتيب موازين القوى اليوم، أصبحت القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية على المحك.. ويؤكد ذلك، أن هذا التغيير لم يكن مدفوعًا من قِبل المسلمين السنة أو الشيعة، بل من قِبل إسرائيل.. ومع ذلك، ساهمت إيران، لبسط نفوذها، في دفع أجندة طائفية لسنوات، وهو ما ردّت عليه دول الخليج العربية في كثير من الأحيان بالمثل.. ومن غير المرجح أن تتمكن إيران من تكرار ذلك قريبًا.. والسؤال هو: ما الذي سيظهر بعد أن تتوقف الخلافات السنية ـ الشيعية عن استخدامها كسلاح في صراعهما الجيوسياسي؟.
أصبحت سوريا الآن الاختبار الرئيسي لنظام مختلف.. الدول ذات الأغلبية السنية، بقيادة المملكة العربية السعودية وتركيا، مصممة على دفن الخلافات الطائفية، التي تعتبرها تهديدًا للاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية.. ربما لا توجد حالة اختبار أكثر صعوبة من سوريا.. قبل عقد من الزمان، عندما أنقذت القوات الإيرانية نظامًا شيعيًا أقلية في دمشق، العاصمة، من حركة معارضة متجذرة في أغلبية سنية، فاقمت التوترات الطائفية إلى مستويات غير مسبوقة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.. في سوريا، لم تتلاشى هذه التوترات تمامًا.. إضافةً إلى ذلك، للحكومة الجديدة في دمشق جذور في الجماعات الجهادية السنية، وهي أعداء لدودون لكل ما هو شيعي.. لكن قيادتها أدركت أن أي تفجر متواصل للقتال الطائفي، سيقضي على جهود بناء دولة مستقرة وموحدة، (عندما تُعيد دمشق إلى السنة، تُغيّر الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط برمتها.. لقد أصبح تاريخًا).
على مدى قرون، سعى حكام إيران إلى تحويل المسلمين الشيعة، الذين يقطنون خارج حدودها، إلى جماهيرهم الشعبية الطبيعية، مرغمين إياهم على اعتبار إيران راعيهم السياسي والروحي والثقافي.. وكانت الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩، هي التي أطلقت شرارة عصر جديد من التنافس السني ـ الشيعي.. أثار النظام الديني الذي سيطر على إيران قلق العالم العربي، لأن آية الله روح الله الخميني، زعيم البلاد وقتئذ، سعى إلى تصدير النموذج الإيراني من الإسلام الثوري ـ مع المرشد الأعلى كمرشد روحي وسياسي ـ إلى دول إسلامية أخرى.. لم ينجح هذا قط، لكن إيران تمكنت من استخدام أيديولوجيتها لكسب الحلفاء وتقويض خصومها.
في لبنان، استخدم حسن نصر الله النموذج الإيراني في إدارته لحزب الله لأكثر من ثلاثين عامًا، حتى قُتِل في غارة إسرائيلية في سبتمبر الماضي.. لكن إعادة بناء الدولة الإيرانية في لبنان لم يكن ممكنًا أبدًا.. أقرّ نصر الله في مقابلة معه عام 2002، بأن بلاده متعددة الثقافات، لدرجة لا تسمح بفرض تفسيرات تقليدية للإسلام الشيعي، مثل حجاب جميع النساء أو حظر الكحول.. وساور الدول العربية قلقٌ من سعي إيران لزعزعة استقرارها، خصةوصًا بعد أن أتاحت لها الثورة العربية فرصة تعزيز أذرعها في المنطقة، بما في ذلك الحوثيون في اليمن ومختلف الميليشيات العراقية.. وظلت السعودية، على وجه الخصوص، معاديةً علنًا.. إلا أن قلقها كان ينصبُّ على احتمال سعي طهران لتقويض جيرانها، أكثر من انتمائها إلى طائفة إسلامية مختلفة.. وكان المؤمنون المتحمسون في كلا الطائفتين، هم من ركّزوا على الاختلافات الطائفية.
كانت الخطابات اللاذعة المعادية للشيعة، التي تُصوّر أبناء الطائفة على أنهم دون البشر، عنصرًا أساسيًا في القنوات الفضائية السعودية التي تُقدّم رجال دين سُنة متشددين في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.. في إعلامها الرسمي، اعتادت المملكة على تسمية الحكومة الإيرانية بـ (الصفويين)، في إشارة إلى الإمبراطورية الشيعية التوسعية الثيوقراطية التي تعود إلى القرن السادس عشر.. في عام ٢٠١٦، أعدمت الحكومة السعودية رجل دين شيعيًا بارزًا وعددًا من النشطاء، متهمةً إياهم، من بين أمور أخرى، بالسعي إلى التدخل الإيراني.. وفي مقابلةٍ مع مجلة (ذا أتلانتيك) عام ٢٠١٨، وصف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، بأنه أسوأ من هتلر.. قال، (حاول هتلر غزو أوروبا، أما المرشد الأعلى فيحاول غزو العالم).. ووصف الأيديولوجية التي تقف وراء الثورة الإيرانية بأنها (شرٌّ محض).
لكن بحلول عام ٢٠٢٣، قررت المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، تهدئة التوترات الإقليمية من خلال الانفراج والدبلوماسية تجاه طهران.. وكان الأمير محمد قد فكك بالفعل المؤسسات الدينية السعودية، التي اعتقد أنها تُغذي التطرف، بما في ذلك تلك التي تُؤجج الطائفية، خصةصًا وقد تعرضت المملكة العربية السعودية ـ كما هو الحال في معظم أنحاء العالم العربي ـ لضغوط ناجمة عن طفرة سكانية، وقد أصبحت المنطقة بحاجة ماسة إلى وظائف لشبابها.. وساهم انعدام آفاق المستقبل، في السابق، في تعزيز التجنيد في الجماعات الجهادية.. أما الآن، فتسعى حكومات المنطقة إلى تغيير هذه الديناميكية، من خلال تنمية اقتصادية طموحة، تشمل خططًا لبناء مدن مستقبلية، ومبادرات في مجال الذكاء الاصطناعي، ومشاريع تقنية أخرى.. إلا أن الفوضى الإقليمية ستُعرقل خططهم.. ولذلك، أثار الهجوم الإسرائيلي على إيران، الذي انضمت إليه الولايات المتحدة، استياءً في البداية.. لم تكن دول الخليج قلقة من استهداف إيران لها ردًا على ذلك فحسب، بل من تكرار ما حدث في العراق، عندما أدى الغزو الأمريكي إلى انهيار النظام، وتدفق اللاجئين، وسنوات من سفك الدماء الطائفي.. وفي نهاية المطاف، حطم الصراع القصير وهم القوة الإيرانية.. ورغم أن مدى تأثير الضربات على إيران في تراجع برنامجها النووي غير مؤكد، إلا أن فشلها في حماية نفسها كشف عن نقاط ضعف عميقة، ويشير إلى بزوغ نظام إقليمي جديد.. وقد أصبحت سوريا، التي دمرتها الحرب الأهلية على مدى ما يقرب من أربعة عشر عامًا، الآن أرض اختبار لما قد يأتي لاحقًا.
لم يكن لنظام الأسد قواسم مشتركة تُذكر مع الجمهورية الإسلامية، لكنه تحالف مع طهران انطلاقًا من عداء متبادل تجاه إسرائيل والزعيم العراقي الراحل صدام حسين.. لذا، يُنظر إلى عودة سوريا إلى المعسكر السني، على أنها القطعة المركزية في أحجية الصور المقطوعة التي تستقر فجأة في مكانها.. المملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة ـ وجميعها دول ذات أغلبية سنية ـ عازمة على إعادة إعمار سوريا وتحويلها إلى ملتقى اقتصادي للمنطقة، تربطها طرق وأنابيب نفط وكابلات ألياف ضوئية وإمدادات كهرباء.. مع ذلك، لا بد من دعم الحكومة المركزية الضعيفة، إذ تُقدر تكلفة إعادة الإعمار بما يقارب أربعمائة مليار دولار، وهو مبلغ لا يمكن للاقتصاد السوري المتعثر توفيره.
أولًا وقبل كل شيء، سيتعين على الحكومة الجديدة كبح جماح الخلافات الطائفية العنيفة التي أجّجت ـ وغذّتها ـ الحرب الأهلية، والتي لا تزال قادرة على منع ظهور سوريا كدولة موحدة.. فقد خلّفت مذبحة دموية بحق العلويين، الطائفة الأقلية التي تنتمي إليها عائلة الأسد، ما يُقدّر بنحو ألأف وستمائة قتيل في مارس الماضي، بينما قتل انتحاري ما لا يقل عن خمسة وعشرين شخصًا في قداس للروم الأرثوذكس بدمشق في يونيو، وسقط الكثيرون في الأخداث الأخيرة مع الدروز في السويداء، جنوب سوريا.
وتُثير البدايات الجهادية للميليشيات المُبعثرة التي شكّلت نواة الحكومة الجديدة تساؤلات.. يقول البروفيسور نادر هاشمي، الخبير في شئون الشرق الأوسط والسياسات الإسلامية بجامعة جورج تاون، (ينحدر القوميون السوريون، وتحديدًا المجموعة التي تولّت السلطة في سوريا، من منظور سلفي سنّي يميني متطرف، مُتأصّل لاهوتيًا وسياسيًا في منظور معادٍ للشيعة).. ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن سيل المشاعر المعادية للشيعة بين السوريين وسيلةٌ لتوبيخ إيران.. ويقول محللون مقربون من الحكومة السورية، إنها تسعى لإنهاء الصراع الطائفي، كما يفعل رعاتها العرب والأتراك.. كان القادة العرب يتنافسون بشراسة في أماكن مثل لبنان، ممّا أدى إلى تمزيق البلاد بتمويل الميليشيات المتنافسة.. أما في سوريا، فيبدو أنهم يحاولون العمل بتناغم.
ويرى العقيد هشام مصطفى، المحلل السياسي والاستراتيجي السوري الذي انشق عن الجيش خلال الثورة، (أن توازنًا جغرافيًا جديدًا آخذٌ في الظهور بالفعل.. لم يتبلور تمامًا بعد، لكنه يتبلور بوضوح، لا سيما بعد التراجع الحتمي للنفوذ الإيراني عن سوريا، وإعادة ترتيب الشئون العربية على نطاق أوسع بعيدًا عن الشعارات الطائفية).. وأقرّ بأن البعض يلجأ إلى التاريخ والدين، لإصدار تصريحات سياسية طائفية حول دور سوريا الجديد، وأن مقارنتها بالأمويين تعني (أن القيادة السياسية السورية تستعيد هويتها العربية الأصيلة وتتحرر من الهيمنة الأجنبية)، وفي ذلك ـ في رأينا ـ محل شك كبير، في ظل الارتماء الواضح للقيادة السورية في أحضان واشنطن، والسعي نحو تطبيع واسع مع تل أبيب!.. إلا أن الدكتور مصطفى العيسى، المحلل السياسي السوري، يقول، إن القيادة الجديدة لم تستخدم رسميًا مصطلح (الأموية).. بل إن الحكومة السورية تعمل بنشاط (على تجسير الهوة بين المجتمعات السورية.. إن أبسط وأخطر أداة استخدمها النظام السابق هي التشرذم الديني، ليس فقط بين السنة والشيعة، بل حتى داخل كل طائفة أو مجتمع).
ولا تمانع الدول العربية في إجبار إيران على التراجع خلف حدودها وتراجع تهديدها النووي، لكنها منزعجة من أن ذلك نتيجة الهجوم العسكري الإسرائيلي على المنطقة بدعم من الولايات المتحدة.. كانت العلاقات الودية التي كانت دول الخليج ترعاها مع إسرائيل إشكالية أصلًا، في ظل غضب الرأي العام في الشرق الأوسط من حرب غزة وخسائرها الفادحة.. تُشكّل هذه الحرب، خارج الإطار الطائفي أيضًا، عقبةً كأداءً أمام تصوّر عالم عربي أقل تقلبًا وأكثر ترابطًا في أعقاب تراجع إيران.. ما دامت القضية الفلسطينية دون حل، فستظلّ مصدرًا لعدم الاستقرار، (نحن هنا بين نارين.. دول الخليج لا ترغب بالتأكيد في أن تكون جزءًا من نظام إقليمي تقوده إسرائيل)، يقول قال بدر السيف، أستاذ التاريخ بجامعة الكويت.، وليس من الواضح، ما الذي سيظهر مع انحسار الصراع الطائفي.. تُثير السياسة الخارجية الإيرانية تساؤلات، وكذلك مدى سعي القوى التابعة لها في المنطقة، والتي سلّحتها، إلى إعادة بناء نفسها.
أحدث سابقة طرأت كانت في تسعينيات القرن الماضي، عندما انشغلت إيران، بعد أن تخلصت من الدمار الذي خلفته حربها مع العراق التي استمرت ثماني سنوات، بالداخل لإعادة الإعمار.. وفي مسعىً نحو المصالحة الإقليمية، تخلى المعتدلون الذين وصلوا إلى السلطة إلى حد كبير، عن جهود تصدير الفكر الثوري للجمهورية الإسلامية.. كما انصرف الكثير من المسلمين الشيعة في المنطقة عن هذه الجهود.. ويعتقد المحللون أن شيئًا مشابهًا قد يحدث الآن.. فمع تراجع النفوذ الإيراني، يمكن للدول العربية أن تقاوم، وقد تسعى المجتمعات الشيعية، من سوريا إلى السعودية إلى البحرين، إلى التكامل الداخلي بدلًا من الانفصال.. قال لورانس لوير، المتخصص في شئون الشرق الأوسط، بمركز الدراسات الدولية في معهد الدراسات السياسية بباريس، (ما سيكون مثيرًا للاهتمام في الأشهر والسنوات المقبلة، هو كيف ستأخذ مراكز القوة الشيعية في لبنان والعراق، وحتى في البحرين وباكستان، في الاعتبار، ضعف إيران وقدرتها على فرض شبكات المحسوبية هذه بين المجتمعات الشيعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط). ويرى أن (ما نراه هو تفوق الديناميكيات الشيعية الوطنية والمحلية، على المحاولات الإيرانية الرامية إلى تشكيل الشيعة في دائرة انتخابية موالية لإيران).
●●●
■■ وبعد..
أثار هجوم حماس، الذي وقع في السابع من أكتوبر2023، سلسلة من الأحداث واسعة النطاق لا تزال جارية، (ولن تنتهي بالتأكيد إلا بعد إعادة جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا، إلى إسرائيل من غزة).. ويعتمد الكثير على حسم النظام الإيراني ورغبته في الحفاظ على نفوذه الإقليمي، وعزم الإدارة الأمريكية الجديدة على إرساء نظام إقليمي جديد، وبالطبع، على قدرة إسرائيل، في ظل حكومتها اليمينية المتطرفة، على اتخاذ قرارات مستدامة.. ومن المفارقات، أن كتاب شمعون بيريز، الذي يبدو الآن ضربًا من الخيال، قد يصبح رؤية بالغة الأهمية، إذا تحركت الولايات المتحدة والدول الإسلامية المعتدلة وإسرائيل بحزم.. ويُعد اتخاذ موقف سياسي ضد إيران، ومنعها من أن تصبح قوة نووية، وكبح جماح أنشطتها المزعزعة للاستقرار، عوامل أساسية لتحقيق ذلك.. وسيُظهر الزمن وحده، ما إذا كان هذا الظلام الدامس سيُنبثق منه طريق نحو التجديد والازدهار.. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض: ترامب أبدى رد فعل «غير إيجابي» خلال اتصال مع نتنياهو بشأن قصف كنيسة بغزة
البيت الأبيض: ترامب أبدى رد فعل «غير إيجابي» خلال اتصال مع نتنياهو بشأن قصف كنيسة بغزة

مستقبل وطن

timeمنذ 2 ساعات

  • مستقبل وطن

البيت الأبيض: ترامب أبدى رد فعل «غير إيجابي» خلال اتصال مع نتنياهو بشأن قصف كنيسة بغزة

البيت الأبيض: ترامب أبدى رد فعل «غير إيجابي» خلال اتصال مع نتنياهو بشأن قصف كنيسة بغزة أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي أبدى رد فعل "غير إيجابي"، خلال اتصال هاتفي، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن قصف كنيسة في غزة. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت- بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية- إن الرئيس دونالد ترامب أجرى اتصالا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم /الخميس/، بعد أن أدت غارة إسرائيلية على كنيسة كاثوليكية في غزة إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص. وأضافت أن رد فعل ترامب على الغارة كان "غير إيجابي". وبعد اتصال ترامب بشأن قصف كنيسة غزة، وفي بيان رسمي.. أعرب نتنياهو عن "أسف إسرائيل"، وقال إن السبب قذيفة طائشة أصابت المبنى، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. وأكد نتنياهو، أن إسرائيل تحقق في الحادث وتظل ملتزمة بحماية المدنيين والمواقع الدينية.

خبير علاقات دولية: تقسيم سوريا والعراق جزء من خريطة "إسرائيل الكبرى"
خبير علاقات دولية: تقسيم سوريا والعراق جزء من خريطة "إسرائيل الكبرى"

الدستور

timeمنذ 3 ساعات

  • الدستور

خبير علاقات دولية: تقسيم سوريا والعراق جزء من خريطة "إسرائيل الكبرى"

أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن الضربات الإسرائيلية في سوريا ولبنان وغزة ليست مجرد عمليات منفصلة، بل تأتي ضمن تنسيق استخباراتي وعسكري ممنهج يخدم رؤية إسرائيلية أشمل لإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، بما يتماشى مع ما يُعرف بمشروع "ممر داوود". وأضاف العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذا المشروع يرتكز على نبوءات توراتية قديمة، تهدف إلى إقامة "إسرائيل الكبرى" الممتدة من النيل إلى الفرات، وهو ما يفسر تحركات إسرائيل المكثفة عبر أكثر من جبهة. وأوضح أن الفرات وهو نهر يمر بثلاث دول هي سوريا والعراق وتركيا يعد محورًا استراتيجيًا لهذا المخطط، حيث تسعى تل أبيب لتقسيم هذه الدول على أسس عرقية وطائفية. وأكد أن العراق يمثل محورًا رئيسيًا في هذا السيناريو، مع وجود ميليشيات مدعومة من إيران مثل الحشد الشعبي، التي تستخدم كأداة لإعادة هندسة المشهد السياسي والجغرافي داخل البلاد، تمهيدًا لتقسيمه إلى كيانات طائفية. وتابع: إسقاط نظام بشار الأسد جزئيًا، واستبداله بمحمد الجولاني في بعض المناطق، يأتي في إطار خطة ممنهجة لتقسيم البلاد، تبدأ بفصل مناطق مثل السويداء ودرعا وجبل الشيخ، لتشكيل دولة درزية، ثم يتبعها عودة الأسد لكن لحكم دولة "علوية" مصغرة على الساحل السوري فقط، مع إعلان كيانات سنية وكردية منفصلة. وبخصوص لبنان وحزب الله، أشار إلى أن إسرائيل تفضل خوض "حرب بين الحروب"، تعتمد على الضربات الجوية والتكتيكية، والحرب السيبرانية، والاغتيالات، دون الدخول في حرب شاملة قد تجرّ عليها خسائر كبيرة، خاصة في ظل امتلاك حزب الله لما يزيد عن 150 ألف صاروخ قادر على استهداف العمق الإسرائيلي.

ترامب أبدى رد فعل "غير إيجابي" خلال اتصال مع نتنياهو بشأن قصف كنيسة بغزة
ترامب أبدى رد فعل "غير إيجابي" خلال اتصال مع نتنياهو بشأن قصف كنيسة بغزة

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 3 ساعات

  • بوابة ماسبيرو

ترامب أبدى رد فعل "غير إيجابي" خلال اتصال مع نتنياهو بشأن قصف كنيسة بغزة

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي أبدى رد فعل "غير إيجابي"، خلال اتصال هاتفي، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن قصف كنيسة في غزة. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت- بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية- إن الرئيس دونالد ترامب أجرى اتصالا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، بعد أن أدت غارة إسرائيلية على كنيسة كاثوليكية في غزة إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص. وأضافت أن رد فعل ترامب على الغارة كان "غير إيجابي". وبعد اتصال ترامب بشأن قصف كنيسة غزة، وفي بيان رسمي.. أعرب نتنياهو عن "أسف إسرائيل"، وقال إن السبب قذيفة طائشة أصابت المبنى، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. وأكد نتنياهو، أن إسرائيل تحقق في الحادث وتظل ملتزمة بحماية المدنيين والمواقع الدينية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store