
إفيه يكتبه روبير الفارس: "غراب قشطة"
اخترع المسلم فيه "الزبيبة" كعلامة جودة وختم يدلّ على مواظبته على الصلاة، ووضع القبطي في جيبه حبات البخور والحنوط كرائحة جودة وختم للمواظبة على الصلاة.
وهكذا، كلما برزت مشكلة سلوكية فردية، تناطح المزايدون للصعود إلى قمةٍ في التقوى لم يصل إليها أحد من قبل، فقط للحصول على "ماركة التديُّن الأصلية" بختم الغراب.
والغراب المقصود هنا هو الغراب "موسى" الشخصية المعروفة في رواية جورج أورويل الشهيرة "مزرعة الحيوانات،" حيث يتلاعب بالحيوانات الكادحة ويثير فيهم الأمل في حياة هنيئة بعد الموت، ذاك أفضل جدًا من واقعهم.
هؤلاء المزايدون أزعجتهم قُبلات بعض المعجبات للمطرب راغب علامة. فالمعجبات جميلات، وصوت القبلات عالٍ رنّان، ووجعها الحقيقي أنها لم تقع على خدودهم هم. كما أنها قُبلات طبيعية، لا مُشتراة، كما في أفلام بعضهم "الساقطة"...
الغرْبان خرجت تُنذر وتحذر من انتشار الفساد والانحلال الذي سيفتك بالبلاد والعباد.
لكن، لم نسمع لهم صوتًا يندد بالسماعات المدسوسة داخل الأذن لتسهيل الغش في الامتحانات.
القبلة ظاهرة... أما السماعة فمدسوسة!
حقًا، هناك قُبَل "غاشّة"، ونجاح "غاشّ"... لكن هذا غير مزعج!
لم ينزعجوا من سيدة مسنة تقول "نفسي في اللحمة"، رغم أن الجوع كافر ويجب محاربته.
لكن القُبلات علانية... وهذا ما يثيرهم!
المزايدون يُغمضون أعينهم عن انحلال منتشر على وسائل التواصل، ناتج عن جوع نساء يعرضن أنفسهن على "التيك توك" وداخل الجروبات.
هذا غير مهم... لكن قُبلات المعجبات نُقلت على القنوات في بلد "القيم والتقاليد"!
إنهم يرفعون شعار رواية مزرعة الحيوانات، فلا يتحدثون عن العدالة الاجتماعية أبدًا، لأن:
"كل الحيوانات متساوية... لكن بعضها أكثر مساواة!"
كل الغاضبين من قُبَل عابرة يكادون يصرخون:
"القبلة كافرة!"
وهذا تواكب مع رحيل المبدع الفذ، فيلسوف الموسيقى الكبير زياد الرحباني، الذي لم يكن يومًا من المزايدين.
لذلك، حين رحل، جعلنا نقول على غرار أغنيته الرائعة:
"أنا مش كافر"
بل نقول:
"القبلة مش كافرة!"
ونغني في وداعه:
أنا مش كافر بس الجوع كافر
أنا مش كافر بس المرض كافر
أنا مش كافر بس الفقر كافر والذلّ كافر
أنا مش كافر
لكن شو بعملّك إذا اجتمعوا فيّي
كل الإشيا الكافرين
إفيه قبل الوداع
"قبّلني في الظلام" — (اسم فيلم أُنتِج عام 1959)
مش مجرد اسم فيلم... ده نظام حياة!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
شخصيات التيك توك.. بين الهزل والدمار النفسي لأجيال المستقبل
في زمن أصبحت فيه الشهرة على بُعد مقطع قصير لا يتجاوز الثواني، تَحولت منصات مثل تيك توك إلى بؤر لصناعة نجوم اللحظة، ممن يصعدون سريعًا بلا أي مضمون حقيقي، ثم يختفون بعد أن يخلّفوا وراءهم جيلًا مشوشًا، مشوه القيم، ومفكك الطموحات. شخصيات التيك توك التي نراها يوميًا تسخر من العلم، تستهزئ بالاجتهاد، وتروّج لفكرة أن النجاح لا يحتاج أكثر من 'تريند سخيف' أو تقليد أعمى. هذه ليست مبالغة، بل مأساة اجتماعية ونفسية تتفاقم كل يوم، بينما يقف الأهل والمجتمع والمؤسسات التعليمية موقف المتفرج العاجز عن التدخل. غالبية هؤلاء 'المؤثرين' هم في الحقيقة ضحايا اضطرابات نفسية دفعتهم إلى السعي المحموم نحو الانتباه والإعجاب. يتسمون غالبًا بسمات نرجسية واضحة، ويميلون لسلوك تعويضي نتيجة شعور دفين بالدونية أو الفشل في علاقات الحياة الواقعية. في التحليل النفسي، نُسمي هذا 'قناع الشخصية المزيفة'، حيث يصنع الفرد لنفسه هوية رقمية مشوهة للهروب من ذاته الحقيقية. هذه الشخصيات، على الرغم من أنها تُثير الضحك والفضول، إلا أنها تُغذي لدى الأطفال والمراهقين نموذجًا فاسدًا للنجاح، قائمًا على السطحية، الكذب، والاستعراض، لا على القيم أو الإنجاز الحقيقي. وتكرار التعرض لهذا النمط من 'القدوات الزائفة' يصيب الأجيال الشابة بالتشوش النفسي وفقدان المعنى، فيتحول الطموح من الرغبة في التعلم والإنجاز إلى رغبة في التكرار الأجوف والظهور فقط. تشير دراسة أجرتها جامعة كامبريدج عام 2023 إلى أن أكثر من 70٪ من الأطفال الذين يستخدمون تيك توك يوميًا، يقلدون سلوكيات المؤثرين بشكل لا واعٍ، ويتأثرون بقيمهم، حتى وإن كانت ضارة أو شاذة. بل والأسوأ، أن كثيرًا منهم يطورون شعورًا باللاجدوى تجاه التعليم أو العمل الجاد، معتقدين أن هذه المسارات 'قديمة' وغير مجدية مقارنة بشهرة سريعة يمكن تحقيقها بهاتف محمول وكاميرا أمام المرآة. وقد وصفت مجلة '21' في تقريرها الأخير لعام 2024 شخصيات التيك توك الشهيرة بأنهم 'مُسوِّقو التدمير الناعم'، مؤكدة أن هؤلاء يقدمون 'محتوىً يُشبه الوجبات السريعة: مشبع بالمؤثرات، لكنه خاوٍ من القيمة، ويترك الجيل في حالة جوع فكري دائم'. هذا التوصيف يعكس بدقة حجم التزييف والفراغ الذي يقدمه هذا النمط من الشخصيات، التي لا تسعى للتأثير بقدر ما تسعى للاستعراض والضجيج، تحت شعار 'الترفيه'، بينما هي في الحقيقة تسهم في تفكيك وعي الأجيال وإضعاف مناعتهم النفسية والمعرفية. المحتوى الذي يُروج لهؤلاء الشخصيات يتضمن غالبًا إيحاءات جنسية، ألفاظًا نابية، عنفًا مبطنًا، أو تحديات سلوكية مَرَضيّة تؤذي النفس والجسد. دراسة من منظمة Common Sense Media عام 2022 حذّرت من أن 'التيك توك أصبح بيئة خصبة لتعزيز الاندفاعية، تقلب المزاج، وانخفاض التركيز والانضباط الذاتي بين المراهقين'، وهو ما يُهدد الصحة النفسية لجيل بأكمله، ويزيد من معدلات الاكتئاب واضطرابات الهوية والانتحار الرقمي الذي لا يُعلن. ومما يدعو للقلق أكثر أن النماذج السائدة اليوم لا تقدم أي شكل من أشكال القيمة: لا فن حقيقي، لا علم، لا وعي، بل فقط استعراض أجساد، وتمثيل مشاهد رخيصة، وترويج للسخرية من الأسرة، الدين، أو المدرسة. الكارثة ليست فقط في أن هؤلاء المؤثرين يعيشون في وهم النجومية، بل في أن الآلاف – وربما الملايين – يسيرون خلفهم بافتتان أعمى، يتركون الكتب والأنشطة الحقيقية، ويتسابقون لتقليد محتوى فارغ لا يُقدم سوى الضحالة والانهيار. جيل بأكمله يتعرض لغسيل دماغ رقمي، يُغيّب التفكير النقدي، ويجعل من 'التريند' غاية، لا وسيلة، ومن الشهرة المريضة طموحًا مشروعًا. وبمرور الوقت، يتشكل وعي جيل يرى في التفاهة إنجازًا، وفي الجهل جمالًا، وفي مخالفة القيم بطولة. وهكذا، نتحول من مجتمعات تنتج فكرًا ومعرفةً وثقافة، إلى مجتمعات تستهلك صخبًا وتُنتج فوضى وانهيارًا داخليًا. إن السكوت على هذا العبث الرقمي لم يعد خيارًا. ما يحدث الآن ليس ترفيهًا بريئًا، بل غزوًا نفسيًا ناعمًا، يُعيد تشكيل القيم من الداخل، ويدمر القدرة على التعلم والانضباط والطموح الحقيقي. نحتاج إلى تدخل تربوي ونفسي عاجل، يبدأ من توعية الأهل، ويمتد إلى إدماج التربية الإعلامية داخل المناهج الدراسية، مع دعم بدائل رقمية راقية تُقدم قدوات حقيقية للأطفال والمراهقين. فالقدوة ليست من يملك ملايين المتابعين، بل من يزرع فكرة، يُلهم طريقًا، أو يحمي عقلًا صغيرًا من الضياع. جيل يُقاد بواسطة شخصيات هزلية ومشوهة، لن يبني وطنًا، ولن يصنع مستقبلًا، بل سيكون هو نفسه مادة للفرجة… ثم يُنسى. وإذا لم ندق ناقوس الخطر الآن، فلن نجد بعد سنوات من نُحذره، لأن الجيل نفسه سيكون قد أصبح نسخة باهتة من شاشات جواله.


العين الإخبارية
منذ 6 ساعات
- العين الإخبارية
مصر.. القبض على صانعة المحتوى علياء قمرون
ألقت الأجهزة الأمنية المصرية القبض على عدد من صناع المحتوى، على خلفية اتهامات تتعلق بنشر مقاطع تحمل ألفاظًا ومشاهد خادشة للحياء. أوقفت السلطات الأمنية صانعة المحتوى المعروفة باسم "علياء قمرون"، بعد تلقي بلاغات مماثلة تتهمها بنشر فيديوهات خادشة ومنافية للأعراف المجتمعية. كما شملت الحملة توقيف البلوغر محمد خالد، الشهير باسم "مداهم"، في القاهرة، بعد تتبع حساباته التي أثارت جدلًا واسعًا خلال الفترة الأخيرة. وأعلن المحامي أشرف فرحات، مؤسس حملة "تطهير المجتمع"، أنه تقدم ببلاغ جديد للنائب العام ضد عدد من أصحاب الحسابات الإلكترونية، من بينهم شخص يدعى محمد شاكر، صاحب الحساب المسمى "shaker1pan"، وآخر يدعى محمد خالد، صاحب الحساب "modahm.777"، مشيرًا إلى أن محتواهما "يتجاوز القيم ويتعارض مع الضوابط القانونية المنظمة للنشر الإلكتروني". تفاصيل حملة "تطهير المجتمع" وأكد فرحات في تصريحاته أن حملة "تطهير المجتمع" ماضية في تقديم ما وصفه بـ"المحتوى المشبوه" إلى الجهات المختصة، داعيًا إلى تشديد الرقابة القانونية على منصات التواصل وملاحقة من يتجاوزون الحدود الأخلاقية تحت غطاء الشهرة أو الحرية الشخصية. وتأتي هذه التحركات في وقت تتصاعد فيه الدعوات لتقنين المحتوى الرقمي ومحاسبة من يستخدمون المنصات الإلكترونية لنشر ما يُعدّ تحريضًا على الانحلال الأخلاقي أو إثارة الفتن المجتمعية، خصوصًا مع تزايد تأثير هذه المحتويات على النشء والمراهقين. الحملة الأمنية ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن شنت الأجهزة المختصة عدة حملات ضد بعض مشاهير "التيك توك" و"الإنستغرام"، في إطار ما تصفه الدولة بـ"حماية المجتمع من الفوضى الرقمية، وترسيخ القيم العامة في الفضاء الإلكتروني". سوزي الأردنية بداية الحملة كانت مع القبض على فتاة "التيك توك" المعروفة باسم "سوزي الأردنية"، صباح السبت، من مسكنها بالقاهرة الجديدة، وذلك بعد تقدم عدد من المحامين ببلاغات رسمية ضدها، يتهمونها بتقديم محتوى "مخل" على حساباتها الشخصية، تضمن بحسب وصفهم "ألفاظًا متدنية تسيء إلى الذوق العام". وبعد إلقاء القبض عليها، أُحيلت سوزي إلى نيابة الطفل بمجمع محاكم الأميرية، حيث باشرت التحقيقات معها، وسط إجراءات قانونية مشددة، وتحرير محضر رسمي بالواقعة، في ضوء ما وصف بأنه "تجاوز صريح" لقوانين حماية النشء والمجتمع. aXA6IDgyLjI1LjIxMS4yMTEg جزيرة ام اند امز FR


العين الإخبارية
منذ 10 ساعات
- العين الإخبارية
تكريم زياد الرحباني في «أيام قرطاج»: متمرّد خَلَق موسيقاه الخاصة
يكرم مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" زياد الرحباني في دورته المقبلة، احتفاءً بإرثه الموسيقي والمسرحي ومشروعه الثقافي الجريء. أعلن مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" في دورته الـ36، التي ستُقام من 13 إلى 20 ديسمبر/ كانون الأول 2025 في تونس، عن تكريم خاص لاسم الموسيقار والمسرحي اللبناني الراحل زياد الرحباني، تقديرًا لإسهاماته العميقة في المشهد الثقافي العربي. ويأتي هذا التكريم كتقدير لمسيرة فنية استثنائية تجاوزت الأطر التقليدية، مزج فيها زياد بين النقد الاجتماعي والموسيقى والمسرح، مقدّمًا مشروعًا ثقافيًا لا يشبه سواه. وأكدت إدارة المهرجان أن هذا الحضور ليس مجرد عرض لأعماله على الشاشة، بل استحضار لتأثيره العابر للزمن، في إشارة رمزية من البيان الرسمي: "لن يكون حضوره من خلال فيلم أمريكي طويل"، في اقتباس ذكي من عنوان أحد أعماله الشهيرة. وسيتضمن التكريم عروضًا لأفلام وضع زياد موسيقاها، إلى جانب ندوات تحليلية تستعرض مشروعه الفني والفكري الذي امتد لأكثر من 50 عامًا، تأرجح فيها بين المسرح والموسيقى والعمل الإعلامي، وترك فيها بصمة سينمائية أيضا من خلال تعاونه مع مخرجين كبار. زياد الذي نشأ في بيت الرحابنة بين والدته فيروز ووالده عاصي، تمرد مبكرًا على الكلاسيكية وابتكر أسلوبه الخاص، الذي حمل كثيرًا من السخرية السوداء، والوجع اللبناني، والتمرد الفكري. كتب أغنية "سألوني الناس" لفيروز وهو في سن المراهقة، لتبدأ شراكة فنية ممتدة، لم تخلُ من توتر وانقطاع. aXA6IDQ1LjQzLjE3Ni4xNiA= جزيرة ام اند امز ES