logo
كيف يستخدم ترمب «نظرية الرجل المجنون» في تغيير العالم؟

كيف يستخدم ترمب «نظرية الرجل المجنون» في تغيير العالم؟

الشرق الأوسطمنذ 4 ساعات
عندما سُئل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الشهر الماضي، عما إذا كان يخطط للانضمام إلى إسرائيل في حربها ضد إيران، قال: «قد أفعل ذلك. وقد لا أفعله. لا أحد يعلم ما سأفعله». وبعد أن أوحى للعالم بأنه وافق على هدنة لمدة أسبوعين للسماح لإيران باستئناف المفاوضات، قام بقصف مواقعها النووية.
ووفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فثمة نمط آخذ في الظهور: أن أكثر ما يُمكن التنبؤ به في ترمب هو عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته. فهو يغير رأيه. ويناقض نفسه دائماً.
ويقول بيتر تروبويتز، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد: «لقد بنى (ترمب) عملية صنع سياسات شديدة المركزية، ويمكن القول إنها الأكثر مركزية، على الأقل في مجال السياسة الخارجية، منذ ريتشارد نيكسون». وهذا يجعل قرارات السياسة أكثر اعتماداً على شخصية ترمب وتفضيلاته ومزاجه.
ولقد استغل ترمب هذا الأمر سياسياً؛ فقد جعل من «عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته» رصيداً استراتيجياً وسياسياً رئيسياً له. والآن، تُوجّه هذه السمة الشخصية السياسة الخارجية والأمنية للبيت الأبيض، ويمكن القول إنها «تُغيّر شكل العالم».
ووفق «بي بي سي»، يُطلق علماء السياسة على هذه النظرية اسم «نظرية الرجل المجنون»؛ حيث يسعى زعيم عالمي إلى إقناع خصمه بأنه قادر على فعل أي شيء بطبعه، لانتزاع تنازلات منه. وإذا استُخدمت بنجاح، فقد تُصبح شكلاً من أشكال الإكراه، ويعتقد ترمب أنها تُؤتي ثمارها؛ إذ تُوصل حلفاء الولايات المتحدة إلى حيث يُريدهم. ولكن هل هذا نهج يُمكن أن يُجدي نفعاً ضد الأعداء؟
بدأ ترمب رئاسته الثانية باحتضان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومهاجمة حلفاء أميركا. أغضب كندا بقوله إنها يجب أن تصبح الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة. وقال إنه مستعد للنظر في استخدام القوة العسكرية لضم غرينلاند. وأكد أن على أميركا استعادة ملكية قناة بنما والسيطرة عليها.
وبخصوص حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تُلزم المادة الخامسة من ميثاق الحلف كل عضو بالدفاع عن الأعضاء الآخرين جميعهم. وقد أثار ترمب شكوكاً حول التزام أميركا بذلك. وصرح بن والاس، وزير الدفاع البريطاني السابق، قائلاً: «أعتقد أن المادة الخامسة على وشك الانهيار».
وكُشفت سلسلة من الرسائل النصية المسربة عن «ثقافة الازدراء» السائدة في البيت الأبيض بقيادة ترمب تجاه الحلفاء الأوروبيين. وصرّح نائب ترمب، جي دي فانس، بأن الولايات المتحدة لن تكون بعد الآن الضامن لأمن أوروبا.
وبدا أن هذا القرار يطوي صفحة 80 عاماً من التضامن عبر الأطلسي. وقال تروبويتز: «ما فعله ترمب هو إثارة شكوك وتساؤلات جدية حول مصداقية التزامات أميركا الدولية، ومهما كانت علاقات تلك الدول (في أوروبا) مع الولايات المتحدة، سواءً في الأمن أو الاقتصاد أو غيرها، فإنها الآن عرضة للتفاوض في أي لحظة». وأضاف: «أشعر أن معظم من يُحيطون بترمب يعتقدون أن عدم القدرة على التنبؤ أمر جيد؛ لأنه يسمح لترمب باستغلال نفوذ أميركا لتحقيق أقصى مكاسب... وهذا أحد الدروس التي استخلصها من التفاوض في عالم العقارات».
ولقد أتى نهج ترمب بثماره. فقبل 4 أشهر فقط، أعلنت بريطانيا أنها ستزيد إنفاقها الدفاعي والأمني ​​إلى نسبة 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بدلاً من 2.3 في المائة. والشهر الماضي، خلال قمة لحلف «الناتو»، ارتفعت هذه النسبة إلى 5 في المائة، وهي زيادة هائلة، سيصل إليها جميع أعضاء الحلف الآخرين.
وتُقول جولي نورمان، أستاذة العلوم السياسية في كلية لندن، إن «من الصعب جداً معرفة ما سيحدث يوماً بعد يوم. وهذا هو نهج ترمب دائماً». ونجح ترمب في استغلال مزاجه المتقلب لتغيير العلاقة الدفاعية عبر الأطلسي. ويبدو أنه للحفاظ على دعم ترمب، عمد بعض القادة الأوروبيين إلى الإطراء والتودد له، مثلما قال الأمين العام لـ«الناتو»، مارك روته، خلال قمة للحلف الشهر الماضي في لاهاي، مخاطباً ترمب: «ستُحققون شيئاً لم يستطع أي رئيس تحقيقه منذ عقود».
ورغم قدرة «نظرية الرجل المجنون» على التأثير في الحلفاء، فإنه يبدو أنها لا تنجح مع الخصوم. فهذا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال منيعاً أمام نهج ترمب. وعقب مكالمة هاتفية بينهما، الخميس، أعرب ترمب عن «خيبة أمله» لعدم استعداد بوتين لإنهاء الحرب ضد أوكرانيا.
وفي إيران، وعد ترمب قاعدته الشعبية بإنهاء التدخل الأميركي في «حروب الشرق الأوسط الدائمة»، ولكنه قام بضرب المنشآت النووية الإيرانية في خيار هو «الأكثر تقلباً» في ولايته الثانية حتى الآن، وفق «بي بي سي». والسؤال هو: هل سيحقق هذا القرار النتيجة المرجوة؟
يرى وزير الخارجية البريطاني الأسبق، ويليام هيغ، أن هذا القرار سيؤدي إلى عكس النتيجة المرجوة منه تماماً، وسيزيد من احتمالية سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية. ويتفق معه في الرأي مايكل ديش، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نوتردام الذي قال: «أعتقد أنه من المرجح جداً الآن أن تتخذ إيران قراراً بالسعي لامتلاك سلاح نووي»، وهو ما يعني أن نهج ترمب يأتي بنتائج عكسية مع الخصوم حتى الآن.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بيسنت: صفقات تجارية كبرى قريبة.. تطبيق الرسوم أول أغسطس
بيسنت: صفقات تجارية كبرى قريبة.. تطبيق الرسوم أول أغسطس

عكاظ

timeمنذ 22 دقائق

  • عكاظ

بيسنت: صفقات تجارية كبرى قريبة.. تطبيق الرسوم أول أغسطس

كشف وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، اليوم، أن الولايات المتحدة باتت قريبة من التوصل إلى عدة اتفاقيات تجارية، قبل حلول الموعد النهائي في 9 يوليو الجاري، الذي من المقرر أن تبدأ فيه رسوم جمركية أعلى على بعض الشركاء التجاريين. وأوضح بيسنت، في مقابلة مع شبكة CNN، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ستقوم أيضا بإرسال رسائل إلى نحو 100 دولة صغيرة لا تربطها بالولايات المتحدة علاقات تجارية كبيرة، لإبلاغها بأنها ستخضع لمعدلات التعرفة الجمركية المرتفعة التي تم فرضها في 2 أبريل الماضي، ثم تم تعليقها حتى 9 يوليو الجاري. وأضاف بيسنت: «الرئيس ترمب سيرسل رسائل إلى بعض شركائنا التجاريين، يخبرهم فيها أنه إذا لم يتم إحراز تقدم، فسيتم في الأول من أغسطس إعادة تطبيق الرسوم الجمركية التي كانت سارية في 2 أبريل، لذا أعتقد أننا سنشهد الكثير من الاتفاقات خلال فترة قصيرة جدا». ولفت وزير الخزانة الأمريكي إلى أن الرسوم الجمركية ستطبق في 1 أغسطس القادم. يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن في وقت سابق أنه وقّع خطابات إلى 12 دولة تحدد معدلات الرسوم الجمركية المختلفة التي ستواجهها على السلع التي تصدرها إلى الولايات المتحدة، على أن تُرسل على أساس «إما القبول أو الرفض» يوم الاثنين. ورفض ترمب تحديد الدول المعنية، قائلا إن ذلك سيُعلن عنه يوم الاثنين. وكان ترمب قد أعلن في أبريل الماضي رسوما أساسية بنسبة 10% وأخرى إضافية على معظم الدول، يصل بعضها إلى 50%، في حرب تجارية عالمية قلبت السوق المالية رأسا على عقب، ودَفعت الحكومات إلى اتخاذ إجراءات لحماية اقتصاداتها. أخبار ذات صلة

وزير الخزانة الأمريكي: على ماسك أن يظل بعيدا عن السياسة
وزير الخزانة الأمريكي: على ماسك أن يظل بعيدا عن السياسة

الرياض

timeمنذ 24 دقائق

  • الرياض

وزير الخزانة الأمريكي: على ماسك أن يظل بعيدا عن السياسة

قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن الملياردير إيلون ماسك يجب أن يركز على إدارة شركاته، وذلك بعد يوم من تصعيد ماسك خلافاته مع الرئيس دونالد ترامب وإعلانه تشكيل حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة. وذكرت شركة أزوريا بارتنرز، التي كانت تعتزم إطلاق صندوق مرتبط بشركة صناعة السيارات (تسلا) المملوكة لماسك، إنها قررت تأجيل إطلاق المشروع وذلك لأن إنشاء الحزب "يتعارض مع مسؤوليات (ماسك) بالعمل رئيسا تنفيذيا بدوام كامل". وقال ماسك أمس السبت إنه سيؤسس "حزب أمريكا" ردا على مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب والإنفاق، والذي يؤكد ماسك أنه سيؤدي إلى إفلاس الولايات المتحدة. وذكر بيسنت في حديث مع شبكة (سي.إن.إن) اليوم الأحد أن مجلسي إدارة شركتي تسلا وسبيس إكس المملوكتين لماسك من المرجح أن يفضلا بقاءه بعيدا عن السياسة. وقال بيسنت "أعتقد أن مجلسي الإدارة في الشركتين لم يعجبهما إعلان أمس وسيشجعانه على التركيز على أنشطته التجارية وليس السياسية". وقال ماسك، الذي عمل مستشارا كبيرا للبيت الأبيض خلال الأشهر القليلة الأولى من رئاسة ترامب، إن حزبه الجديد سيسعى في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل إلى إزاحة الجمهوريين في الكونجرس الذين دعموا "مشروع القانون الكبير والجميل". ولم يتطرق البيت الأبيض مباشرة إلى التهديد الذي أطلقه ماسك لكنه قال إن إقرار مشروع القانون يُظهر قوة الحزب الجمهوري. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض هاريسون فيلدز "بصفته زعيم الحزب الجمهوري، وحد الرئيس ترامب الحزب وساهم في نموه بطريقة لم نشهدها من قبل". وأنفق ماسك ملايين الدولارات لدعم جهود ترامب للفوز بولاية جديدة عام 2024، ولفترة من الوقت كان يظهر بانتظام إلى جانب الرئيس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض وفي مناسبات أخرى.

شركاته أجّلت إطلاق مشاريعها.. وزير الخزانة الأمريكي: على ماسك البقاء خارج السياسة
شركاته أجّلت إطلاق مشاريعها.. وزير الخزانة الأمريكي: على ماسك البقاء خارج السياسة

عكاظ

timeمنذ 34 دقائق

  • عكاظ

شركاته أجّلت إطلاق مشاريعها.. وزير الخزانة الأمريكي: على ماسك البقاء خارج السياسة

بعد يوم من إعلانه إنشاء حزب سياسي جديد، طالب وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت اليوم (الأحد)، الملياردير إيلول ماسك بالبقاء خارج السياسة والإلتزام بإدارة شركاته. وقال بيسنت: «يجب على الملياردير إيلون ماسك البقاء خارج السياسة والالتزام بإدارة شركاته»، مضيفاً في تصريحات لـ«شبكة سي إن إن» أن مجالس إدارة شركات ماسك، «تسلا» و«سبيس إكس»، تفضل على الأرجح أن يبقى خارج السياسة. وأشار إلى أن مجالس الإدارة لهذه الشركات ربما لم تعجبها هذه التصريحات بالأمس وستشجعه على التركيز على أنشطته التجارية، وليس أنشطته السياسية. وكان ماسك قد أعلن أمس (السبت) أنه يؤسس «حزب أمريكا» رداً على مشروع قانون الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للضرائب والإنفاق، الذي اعتبره الملياردير خطوة نحو إفلاس الولايات المتحدة. وذكرت شركة «أزوريا بارتنرز»، التي كانت تعتزم إطلاق صندوق مرتبط بشركة صناعة السيارات تسلا المملوكة لماسك، أنها قررت تأجيل إطلاق المشروع، معتبرة إنشاء الحزب يتعارض مع مسؤوليات ماسك بوصفه رئيساً تنفيذياً بدوام كامل. وقال ماسك، الذي عمل مستشاراً كبيراً للبيت الأبيض في الأشهر الماضية، إن حزبه الجديد سيسعى في انتخابات التجديد النصفي العام القادم إلى إزاحة الجمهوريين في الكونغرس الذين دعموا «مشروع القانون الكبير والجميل». ورد «البيت الأبيض» بالقول: إقرار مشروع القانون يُظهر قوة الحزب الجمهوري، مبيناً على لسان المتحدث باسمه هاريسون فيلدز: «بصفته زعيم الحزب الجمهوري، وحّد الرئيس ترمب الحزب وساهم في نموه بطريقة لم نشهدها من قبل». أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store