
اتفاق النّفط بين بغداد وأربيل: تسوية موقتة بحسابات سياسيّة
ويُعد هذا التوافق، بحسب أوساط سياسية، ذا بُعد سياسي يتعلق بالوقائع المرتقبة في المشهد العراقي، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة.
وبحسب الاتفاق الجديد، ستُستأنف أعمال الشركات النفطية في حقول إقليم كردستان، على أن تتقاضى 16 دولاراً أميركياً كتكلفة استخراج للبرميل الواحد، وذلك لمدة شهرين مبدئياً.
وخلال هذه الفترة، ستُجري شركة "وود ماكنزي" البريطانية تقييماً فنياً لتحديد التكلفة الحقيقية لاستخراج النفط في الإقليم، وهي النقطة التي كانت موضع خلاف طويل بين حكومتي الإقليم والمركز. فالشركات كانت تطالب دائماً بتكلفة ثابتة، مع اعتراف رسمي بعقودها المبرمة، ودفع مستحقاتها المتأخرة، والتي بلغت قرابة مليار دولار.
لكن هذا التفصيل لا يزال واحداً من ثلاثة ملفات عالقة لم يتمكن الطرفان من حسمها حتى الآن. فالحكومة الاتحادية تطالب الإقليم بتسليم 400 ألف برميل يومياً إلى شركة "سومو" الوطنية لتصدير النفط، فيما تؤكد حكومة الإقليم أن 120 ألف برميل من هذه الكمية تُستهلك في السوق المحلية، وهو ما تطالب بغداد بأن يكون تحت إشراف "سومو" أيضاً.
وتُشكك بغداد كذلك في شفافية الإقليم بشأن تسليم "نصف الإيرادات المحلية غير النفطية"، كما ينص قانون الموازنة، مثل الضرائب والعوائد الجمركية من المعابر، بينما تطالب حكومة الإقليم بتشكيل لجان رقابة وتدقيق مشتركة للتأكد من دقة الأرقام.
ويعود أصل النزاع إلى أوائل عام 2023، حين أصدرت "محكمة غرفة التجارة العالمية" قراراً يمنع الإقليم من تصدير نفطه مستقلاً.
ومنذ ذلك الوقت، تتصاعد الخلافات بين الحكومتين بشأن آلية تصدير النفط وتمويل رواتب الإقليم، خصوصاً مع عدم إقرار قانون النفط والغاز الذي تعهّدت به الحكومة الحالية، والتي وعدت بتمويل الرواتب موقتاً إلى حين إقراره في البرلمان، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
ويؤكد مصدر سياسي، في حديث لـ"النهار"، ضرورة التوافق الراهن بين الطرفين، قائلاً: "تعلم الحكومة الاتحادية أنها لا تستطيع تحمّل أي اضطرابات شعبية قد تندلع في الإقليم، لأنها ستدفع أحزابه نحو مزيد من التصعيد، وهو ما لا يتناسب مع الوضع السياسي الحرج الراهن. كما أن الحكومة تسعى إلى إظهار نفسها أمام قاعدتها الشعبية كحكومة استقرار اقتصادي وشعبي، ولأول مرة منذ 2003".
ويضيف المصدر أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ومعه أحزاب "الإطار التنسيقي"، يُدركون أنهم سيحتاجون إلى توافق مع القوى الكردية خلال الشهور المقبلة لتشكيل السلطات الجديدة، بالإضافة إلى وجود ضغوط أميركية واضحة بهذا الاتجاه.
ويتحدث الباحث في شؤون النفط هيمن محمود، لـ"النهار"، عن التسلسل الطبيعي لتفكيك الخلاف، فيرى أن "حكومة السوداني مرتبطة بسلسلة مترابطة من الخطوات المنطقية لتمويل رواتب موظفي الإقليم، وهي جوهر المشكلة. فالإقليم مطالب بتسليم النفط، وهذا يحتاج إلى توافق مع الشركات الأجنبية، ولا يمكن تحقيق هذا التوافق من دون وجود قانون ينظم العلاقة، وهو ما يتطلب إجماعاً سياسياً في البرلمان".
غير أن القوى السياسية المركزية تريد هذا القانون مقابل تنازلات سياسية من الإقليم، وهو ما ترفضه أربيل حتى الآن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 12 دقائق
- النهار
سيف بن زايد: الإمارات الثالثة عالمياً في الثروات السيادية وأصول المعاشات التقاعدية
قال نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد آل نهيان "الحمد لله على ما أنعم وتفضل، سيدي القائد، بقيادتكم المباركة ورؤيتكم الحكيمة، تتجلى الثمار واقعًا نعيشه. قيادة تُثمر أمنًا، وتزرع أملاً، وتحصد تفوقًا... ترسم الطريق وتبني مستقبلًا مشرقًا". وأضاف: "في هذا الإطار من التقدّم والتفوق، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تعزيز مكانتها على الخريطة الاقتصادية العالمية، حيث جاءت ثالث أكبر مالك للثروات السيادية وأصول المعاشات التقاعدية في العالم، بحسب تقرير منتصف عام 2025 الصادر عن Global SWF 1.الولايات المتحدة – 12.12 تريليون دولار 2.الصين – 3.36 تريليون دولار 3.الإمارات العربية المتحدة – المرتبة الثالثة عالميًا". وتابع: "هذا الإنجاز يعكس الرؤية الاستثمارية الاستباقية لدولتنا، وكفاءة مؤسساتها السيادية الرائدة مثل جهاز أبوظبي للاستثمار (ADIA)، مبادلة، ADQ، ومؤسسة دبي للاستثمار، ويؤكد دور الإمارات المتنامي كقوة اقتصادية مؤثرة وموثوقة على الساحة الدولية".


النهار
منذ 30 دقائق
- النهار
شائعات عن علاقة عاطفية أولى لبارون ترامب
تداولت شائعات تفيد بأن بارون ترامب، نجل الرئيس الأميركي دونالد ترامب والسيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب، وجد حباً جديداً في حياته، حيث يواعد "صديقة لطيفة جداً". بارون، البالغ من العمر 19 عاماً والذي أنهى أخيراً سنته الجامعية الأولى في جامعة نيويورك، يقضي الكثير من الوقت مع حبيبته، بحسب ما كشف مصدر مقرّب منه لشبكة "NewsNation" الشهر الماضي. وعلى الرغم من انتشار الأنباء، لم تُعرف حتى الآن هوية الفتاة التي تواعده، فيما رجّحت بعض المصادر أن تكون هذه العلاقة هي الأولى في حياة بارون العاطفية. بارون ترامب (أ ف ب). ورغم كونه تحت حماية دائمة من جهاز الخدمة السرية الأميركي، أكّدت مصادر أخرى أن ذلك لم يمنعه من مواعدة الفتيات بحرية. وقال مصدر سياسي لمجلة "People": "بإمكانه أن يكون على علاقة، فعناصر الخدمة السرية مدرّبون على التعامل مع هذا النوع من الأمور". وأضاف: "من يعتقد أن الحماية الأمنية قد تعيق حياته العاطفية، فهو مخطئ تماماً". وكان دونالد ترامب قد كشف لمحة نادرة عن الحياة الخاصة لابنه خلال مقابلة أجراها في تشرين الأول/أكتوبر 2024 على بودكاست "PBD" مع الإعلامي باتريك بيت-ديفيد، حيث سأله الأخير: "هل يلقى إعجاب الفتيات في جامعة نيويورك؟ هل بدأ يواعد؟"، فأجابه ترامب: "لست متأكداً... لا أعتقد أنه ارتبط بفتاة حتى الآن"، قبل أن يتوقّف عن إكمال الجملة. وأضاف مازحاً: "إنه شاب وسيم". يُذكر أنه في الشهر الماضي، تم الكشف عن أن بارون يملك ثروة قد تصل إلى 40 مليون دولار، معظمها من شركة للعملات الرقمية مرتبطة بالعائلة وتُدعى "World Liberty Financial".


صدى البلد
منذ 40 دقائق
- صدى البلد
مشروع ترامب يُشعل معركة سياسية... والديمقراطيون يردون بالاحتجاجات
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حزمة التخفيضات الضريبية وتقليص الإنفاق التي أقرّها حلفاؤه الجمهوريون في الكونجرس، بأنها "كبيرة وجميلة"، لكن بالنسبة لعدد من القادة الديمقراطيين، فإن هذا القانون يمثل فرصة محورية لنهضة حزبهم. وحتى قبل التصويت النهائي، بدأ مسؤولو الحزب الديمقراطي في وضع اللمسات الأخيرة على خطط طموحة تشمل تنظيم مسيرات، وحملات تسجيل الناخبين، وإعلانات هجومية، وجولات حافلات، ووقفات احتجاجية تستمر لأيام. وتهدف هذه الأنشطة إلى تسليط الضوء على أكثر جوانب مشروع ترامب إثارة للجدل، مثل التخفيضات العميقة في برامج الأمان الاجتماعي، التي ستترك ما يقرب من 12 مليون شخص إضافي دون تغطية صحية، وملايين آخرين دون مساعدات غذائية، وفقًا لتقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس. وفي ولايات حاسمة مثل ألاسكا، أيوا، بنسلفانيا وكاليفورنيا، بدأ الديمقراطيون في استخدام المشروع كأداة سياسية ضد الجمهوريين، متعهدين بأن يكون هذا "الإنجاز المحلي الأكبر" لترامب هو القضية الأساسية في كل انتخابات حتى منتصف عام 2026. وقال رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، كين مارتن، لوكالة أسوشيتد برس، "أمر واحد واضح تمامًا: الجمهوريون مسؤولون عن هذه الفوضى، وستكون عبئًا ثقيلًا عليهم في الانتخابات النصفية المقبلة، هذا هو أكثر تشريع لا يحظى بالشعبية في التاريخ الحديث، وكلما عرف الناخبون عنه أكثر، ازداد كرههم له. هذه رسالة واضحة لنا كديمقراطيين – سنتأكد من أن كل ناخب يعرف من المسؤول" لكن على الرغم من أن الرأي العام المبكر يبدو في صالح الديمقراطيين، إلا أن الأمر لا يخلو من تحديات؛ فصورة الحزب لا تزال سلبية لدى شريحة كبيرة من الناخبين، كما أن الحزب يفتقر إلى قيادة واضحة، ورسالته تبدو مشتتة، وقواعده الأساسية محبطة ومتراجعة. علاوة على ذلك، فإن بعض بنود القانون لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد انتخابات 2026، مما يعني أن أثرها الحقيقي قد لا يكون ملموسًا عند موعد التصويت. ونبهت اللجنة التقدمية السياسية الكبرى "برايوريتز يو إس إيه" هذا الأسبوع إلى أن الديمقراطيين بحاجة إلى بذل جهد أكبر لإيصال رسائلهم بوضوح. وقالت المديرة التنفيذية دانيل باترفيلد 'لا يمكننا أن نفترض أن غضبنا يُترجم تلقائيًا إلى غضب لدى الناخبين الذين نحتاجهم. الجميع يجب أن يدرك حجم التحدي أمامنا. نحن بعيدون عن نقطة الانطلاق الجيدة.' وتتضمن الحزمة تمديدًا لتخفيضات ضريبية بقيمة 4.5 تريليون دولار تم اعتمادها خلال ولاية ترامب الأولى، إلى جانب إعفاءات جديدة تسمح للعاملين بخصم الإكراميات وأجور العمل الإضافي. وفي المقابل، يشمل القانون تخفيضات بقيمة 1.2 تريليون دولار في برنامجي "ميديكيد" و"طوابع الطعام"، بالإضافة إلى تقليص كبير في استثمارات الطاقة النظيفة. ويقدّر مكتب الميزانية في الكونغرس أن هذه الحزمة ستضيف نحو 3.3 تريليون دولار إلى عجز الميزانية خلال العقد المقبل. وفي ولاية أيوا، ورغم التوقعات بحشد واسع، لم تشهد إحدى الفعاليات الديمقراطية إلا حضور حوالي 100 شخص فقط، على بعد أميال من موقع تجمع جماهيري ضخم نظمه ترامب في معرض الولاية. وقال أحد الحاضرين، مايكل ريك (69 عامًا)، إنه لم يرَ أي دعاية للحدث على الإنترنت، معبرًا عن خيبة أمله من ضعف التنسيق والإعلان. وفي المقابل، جابت حافلة خضراء تابعة لحركة "فير شير أمريكا" ولايات عدة ضمن حملة "أوقفوا هدايا المليارديرات"، مستهدفة المناطق التي توقف فيها النواب الجمهوريون عن عقد جلسات استماع عامة مع ناخبيهم. وقالت المديرة التنفيذية للحركة، كريستين كرويل "نعلم أننا نخوض معركة صعبة، لكن حين يعرف الناس ما يحتويه القانون فعليًا، يعارضونه بشدة." وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت في يونيو إلى أن القانون لا يحظى بشعبية عامة، رغم أن بعض بنوده – مثل رفع الائتمان الضريبي السنوي للأطفال وإلغاء الضرائب على الإكراميات – تحظى بتأييد الأغلبية، لكن أغلب المستطلَعين رفضوا خفض التمويل الفيدرالي للمساعدات الغذائية، أو إنفاق 45 مليار دولار على مراكز احتجاز المهاجرين. كما أن 6 من كل 10 بالغين في الولايات المتحدة اعتبروا أنه "من غير المقبول" أن يضيف القانون 3 تريليونات دولار إلى الدين القومي، الذي بلغ 36 تريليون دولار. ومع ذلك، فإن معظم الأمريكيين لا يتابعون تفاصيل النقاش الدائر، إذ أظهر استطلاع لصحيفة "واشنطن بوست" ومركز "إيبسوس" أن ثلث البالغين فقط سمعوا "قدرًا كبيرًا أو معقولًا" عن القانون. ويخطط الحزب الديمقراطي لصيف حافل بالتنظيم الشعبي، يشمل ندوات ومبادرات لتسجيل الناخبين في أكثر من 35 دائرة انتخابية حاسمة، مع تركيز مكثف على مشروع قانون ترامب. وأكدت حاكمة ولاية كنساس، لورا كيلي، التي ترأس جمعية حكام الولايات الديمقراطيين، ضرورة إبقاء محتوى القانون في صدارة اهتمام الناس لضمان بقائه قضية انتخابية حتى عام 2028. كما تعتزم الحركات التقدمية تنظيم يوم احتجاجي وطني بعنوان "العائلات أولًا" في 26 يوليو، يشمل وقفات احتجاجية في جميع الولايات، وتسليط الضوء على المتضررين من خفض برنامج "ميديكيد"، إضافة إلى وقفة احتجاجية لمدة 60 ساعة أمام مبنى الكابيتول الأمريكي. واختتمت آي جين بو، رئيسة التحالف الوطني للعاملات المنزليات، بقولها "لقد وعدنا بعضنا البعض والأجيال القادمة بوجود شبكة أمان عندما نحتاجها. وهذا ما يتم انتزاعه الآن. ولن يصمت الناس على ذلك."