
نافذة - "كارثة إنسانية صامتة".. ملايين السودانيين يواجهون المجاعة مع احتدام الحرب
السبت 28 يونيو 2025 02:50 مساءً
مع استمرار الصراع الدامي في السودان، الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تتكشف مأساة إنسانية غير مسبوقة تدفع ملايين السودانيين إلى حافة الهاوية، فبينما تتصاعد حدة القتال وتتسع رقعته، يجد المدنيون أنفسهم محاصرين في دوامة من الجوع القاتل، ويلجأ الكثيرون إلى حلول يائسة لدرء شبح المجاعة، حيث أصبحت الأعشاب والنباتات البرية، مثل نبتة "خديجة كورو"، طوق نجاة مؤقت في بلد كان يُعرف ذات يوم بسلة غذاء العالم، وهذه الكارثة، التي تعد الأكبر من نوعها عالمياً، تتفاقم بفعل ارتفاع جنوني في الأسعار، وقيود مشددة على وصول المساعدات، وتقلص حاد في الأراضي الزراعية، مما يجعل مصير 24.6 مليون شخص – ما يقرب من نصف سكان السودان – مجهولًا.
واقع قاسٍ
وفي ظل هذه الظروف القاسية، يروي "أ.ح"، وهو مدرس متقاعد يبلغ من العمر 60 عاماً، كيف أصبحت نبتة "خديجة كورو" بلسماً شافياً له ولغيره من الجوعى، ويصفها في قصيدته بأنها "بلسم انتشر عبر مساحات الخوف"، وأنها كانت السبب في بقائهم على قيد الحياة، لقد اضطر هو وغيره إلى غلي هذه النباتات في الماء مع قليل من الملح لدرء آلام الجوع، في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها السكان، وهذه الشهادات المباشرة، التي يفضل أصحابها عدم الكشف عن أسمائهم كاملة خوفاً من انتقام الأطراف المتحاربة، تسلط الضوء على الوضع المتردي الذي يواجهه الملايين، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".
وتنتشر مأساة انعدام الأمن الغذائي بشكل خاص في مناطق مثل إقليم كردفان وجبال النوبة ودارفور، وتشير ماتيلد فو، عاملة إغاثة من المجلس النرويجي للاجئين، إلى صعوبة الوصول إلى مناطق مثل الفاشر ومخيم زمزم، ويعيش السكان هناك على وجبة واحدة يومياً، غالبًا ما تكون عبارة عن عصيدة الدخن، وفي شمال دارفور، بلغ اليأس حداً جعل البعض يمتص الفحم لتخفيف الشعور بالجوع، وهذه المناطق، التي كانت تعاني بالفعل من هشاشة أمنية، أصبحت اليوم مسارح لكارثة إنسانية صامتة، مع تدهور مستمر في الأوضاع المعيشية.
دعوات إغاثية
ومع تصاعد الأزمة، تتوالى الدعوات لوقف القتال وتيسير وصول المساعدات. في محاولة لتخفيف المعاناة، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقف إطلاق نار لمدة أسبوع في الفاشر لتسهيل توصيل المساعدات، ورغم موافقة البرهان، يظل مصير هذه الهدنة غير مؤكد بانتظار موقف قوات الدعم السريع، وهذا التنسيق المتقطع للمساعدات، الذي لا يوفر سوى راحة طفيفة، لا يلبي الاحتياجات الهائلة للسكان، كما يوضح "أ.ح" الذي تعاني عائلته في الأبيض من ارتفاع الأسعار وصعوبة تأمين الغذاء.
وعلى الرغم من تصريحات وزير الزراعة السوداني أبو بكر البشاري، في أبريل الماضي، التي نفت وجود مجاعة في البلاد، مؤكداً وجود نقص في الإمدادات الغذائية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، فإن الواقع على الأرض يتحدث عن نفسه، وتشير ليني كينزلي المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان، إلى أن 17 منطقة في الجزيرة، ومعظم منطقة دارفور، والخرطوم، بما في ذلك جبل أولياء، معرضة لخطر المجاعة، ويتلقى البرنامج مساعدة لأكثر من 4 ملايين شخص شهرياً، منهم 1.7 مليون في مناطق تواجه المجاعة أو معرضة لها.
قيود قاتلة
والوضع في السودان يتفاقم بسبب تداخل صراعات متعددة؛ فإلى جانب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، هناك صراع آخر مع الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال، وهذه التحديات مجتمعة تجعل الوصول إلى الغذاء والماء النظيف والأدوية أمراً شبه مستحيل، ولا يستطيع "أ.ح" السفر إلى الأبيض لزيارة عائلته بسبب حواجز الطرق التي تضعها قوات الدعم السريع، كما أن العنف والنهب جعلا التنقل محفوفاً بالمخاطر، مما يجبر السكان على البقاء في أحيائهم، وبالتالي يحد من وصولهم إلى الغذاء والمساعدات، وهذه القيود على الحركة تعني أن شبح المجاعة يطارد السكان في كل زاوية، بينما تتباطأ عملية حصول "أ.ح" على معاشه التقاعدي، مما يضطره للاعتماد على وظائف تدريب مؤقتة لا توفر دخلاً كافياً لعائلته.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 6 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار مصر : ثورة 30 يونيو.. أبرز الشركات التنموية بين وزارة التعاون الدولي وشركاء التنمية
السبت 28 يونيو 2025 06:40 مساءً نافذة على العالم - برزت قوة الشراكات في كافة محاور العمل بين مصر و شركاء التنمية و مؤسسات التمويل الدولي عقب ثورة 30 يونيو 2013 و تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر، و ذلك بإدارة حكيمة من وزارة التعاون الدولي، و التي اندمجت مؤخرا مع وزارة التخطيط و التنمية الاقتصادية لتصبحا وزارة واحدة تحت قيادة الدكتورة رانيا المشاط. وأظهرت الوزارة تقدما كبيرا في هذه الشراكات منذ جائحة كورونا في عام 2020 وما تلاها من أزمات وتحديات عالمية فقد عكفت وزارة التعاون الدولي، على إعلاء مفهوم التعاون متعدد الأطراف من خلال توطيد التعاون مع كافة الشركاء، وخوض مباحثات مكثفة ومشاورات مستمرة لتحديث الاستراتيجيات مع شركاء التنمية بمشاركة الأطراف ذات الصلة، استنادًا إلى ثلاثة عوامل رئيسية تتسق مع المتغيرات العالمية وهي الشمول لكافة الفئات، والتحول الأخضر، والتحول الرقمي. و يستعرض "صدى البلد" في هذا التقرير اهم الشركات التنموية بين وزارة التعاون الدولي و شركاء التنمية... الشراكة مع الأمم المتحدة تربط جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة علاقة وثيقة وطويلة الأمد يعود تاريخها إلى تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945. حيث كانت واحدة من الدول الأعضاء الـ51 المؤسسة في الأمم المتحدة، ولعبت دورًا رائدًا في المنظمة منذ ذلك الحين، وكانت الدولة أيضًا داعمًا قويًا للأهداف الإنمائية للأمم المتحدة. في عام 2016. وقد أطلقت رؤيتها لعام 2030، التي تحدد أهداف التنمية طويلة الأجل للبلاد بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وبعد نجاح تنفيذ الإطار الاستراتيجي للشراكة مع الأمم المتحدة (UNPDF) 2018-2022، قامت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، وإيلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، في 9 مايو 2023، بتوقيع الإطار الاستراتيجي للتعاون بين جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة من أجل التنمية المستدامة (UNSDCF) للفترة 2023-2027، حيث شهد مراسم التوقيع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من كبار الشخصيات، والوزراء المعنيين، وممثلي مؤسسات التمويل الدولية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، ومجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى الجهات الأخرى ذات الصلة. ولقد تضمن الإعداد لهذا الإطار، عملية واسعة من المشاورات الوطنية والتنسيق علي مستوي القطاعات على مدار قرابة العامين، بقيادة وزيرة التعاون الدولي، والمنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، كرئيسين مشاركين للجنة التوجيهية، وبدأت عملية المشاورات منذ إطلاق خارطة الطريق في شهر مايو 2021، وشهدت مشاركة العديد من الجهات، وتم عقد العديد من ورش العمل، مع كافة الأطراف ذات الصلة، تضمنت أكثر من40 شريك وطني، 28 شريك أممي، وبعثة مصر الدائمة للأمم المتحدة في نيويورك، القطاع الخاص، شركاء التنمية، المنظمات غير الحكومية، والتي لها دور كبير في الوصول لكافة الفئات المجتمعية الاكثراحتياجا. والأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر. ومن المتوقع بحلول عام 2027 تحقيق أهداف التنمية الوطنية المتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة من خلال أربع أولويات استراتيجية يتضمنها الإطار الجديد. الشراكة مع مجموعة البنك الدولي تعد مصر إحدى الدول المؤسسة للبنك الدولي، وثالث أكبر مساهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويعد البنك الدولي أحد أهم شركاء التنمية لمصر، حيث بدأ في دعم برنامج التنمية في عام 1959 ومنذ ذلك الحين، مول البنك الدولي 175 مشروعًا ، بإجمالي ما يقرب من 26 مليار دولار في العديد من القطاعات الهامة من بينها البنية التحتية ورأس المال البشري وإصلاحات القطاع العام وتقديم الخدمات وتنمية القطاع الخاص، وتعمل تلك المشروعات على بناء المؤسسات وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية والتنمية المستدامة بما يضمن أن تمتلك الأجيال القادمة الأدوات اللازمة للنجاح وتحسين جودة الحياة للمصريين. ولا يقتصر التعاون بين جمهورية مصر العربية والبنك الدولي على تمويل التنمية، بل يعد إصدار التقارير التشخيصية والتحليلية من أبرز مجالات التعاون بين مصر والبنك الدولي من أجل وضع رؤى واضحة للاقتصاد وتحليل الوضع الراهن، كما تم إطلاق تقرير المناخ والتنمية CCDR، الذي يُحدد الإجراءات على مستوى السياسات وفرص الاستثمار التي يمكن إذا تم تنفيذها في غضون 5 سنوات، أن تؤدي إلى زيادة كفاءة استخدام الموارد الطبيعية وتخصيصها، والحد من آثار تغير المناخ على المواطنين والشركات ومؤسسات الأعمال، وتعزيز قدرة مصر على المنافسة في الأسواق العالمية. واتساقًا مع رؤية الدولة وجهود تمكين القطاع الخاص وتوسيع قاعدة مشاركته في تحقيق التنمية، يتم العمل مع المؤسسات التابعة لمجموعة البنك الدولي وهي مؤسسة التمويل الدولية (IFC ) والوكالة الدولية لضمان الاستثمار ( MIGA)، على تعزيز الاستثمارات للقطاع الخاص في مختلف مجالات التنمية ذات الأولوية وتعزيز التمويل الأخضر. في 21 مارس 2023 وافق مجلس المديرين التنفيذيين لمجموعة البنك الدولي على إطار شراكة استراتيجية جديد لمصر للسنوات المالية 2023-2027، يتسق مع استراتيجية الحكومة المصرية للتنمية المستدامة، و"رؤية مصر 2030"، والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، وفي 8 مايو، تم إطلاق الاستراتيجية رسميًا ليبدأ فصل جديد في شراكتنا من أجل التعاون في مختلف القضايا ومجالات التنمية لتعزيز مستقبل شامل ومستدام للخمس سنوات المقبلة. ومن خلال إطار الشراكة الاستراتيجية الجديد، فإن مصر بالتعاون مع البنك الدولي تعمل على تعزيز أولوياتها الوطنية وحشد الموارد والخبرة الفنية والمعرفة لتنفيذ المبادرات المستهدفة التي من شأنها تعزيز البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية وفرص العمل. ويعد هذا النهج متعدد الأطراف فعالا في تعزيز التنمية الشاملة والعادلة، مما يؤدي إلى تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مصر وتحسين نوعية الحياة لمواطنيها. ومن خلال التركيز على المواطنين، يعد إطار الشراكة الاستراتيجية الجديد للأعوام 2023-2027 بمثابة وثيقة استراتيجية تحدد الدعم الذي تقدمه مجموعة البنك الدولي لأولويات التنمية في مصر على مدى السنوات الخمس المقبلة. ويركز إطار الشراكة الإستراتيجية على ثلاثة مجالات رئيسية: الشراكة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) (أولاً) زيادة فرص العمل اللائقة بالقطاع الخاص من خلال خلق ودعم بيئة تمكينية للاستثمارات التي يقودها القطاع، مما ينعكس بشكل إيجابي على توافر الفرص المناسبة والمستدامة لقوى عاملة تنافسية وممكنة وقادرة على التأقلم مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة. (ثانياً) تعزيز الاستثمار في القدرات البشرية وتحسين مخرجات رأس المال البشري في جميع المحافظات من خلال دعم وتوفير خدمات مميزة دون تمييز بالقطاعات المختلفة، مثل الصحة، والتعليم، والنقل، والإسكان، بالإضافة إلى إتاحة برامج حماية اجتماعية فعالة وشاملة ومنصفة. (ثالثًا) تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات من خلال تحسين إدارة الاقتصاد الكلي وتعزيز قدرات التكيف مع التغيرات المناخية، موضحة أن الإطار يشتمل على محورين مترابطين لدعم تلك الأهداف وهما تمكين المرأة والفتيات وتعزيز الحوكمة التشاركية والشفافية. في مطلع عام 2022، تم إطلاق الاستراتيجية القطرية المشتركة بين مصر والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية للفترة من 2022-2027، بهدف تحفيز الجهود المشتركة مع البنك لدعم التنمية من خلال 3 محاور: 1) دعم جهود الدولة لتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام. 2) تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر. 3) تعزيز التنافسية وزيادة معدلات النمو وتحفيز دور القطاع الخاص في التنمية. وتجاوزت محفظة استثمارات البنك في إطار الشراكة بين مصر والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية حوالي 10 مليارات يورو في 163 مشروعًا منذ أن أصبحت مصر دولة عمليات في عام 2012، واستحوذ القطاع الخاص على 78% من هذه الاستثمارات. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية على التوالي، من 2018 إلى 2022، كانت مصر أكبر دولة من حيث العمليات في منطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، مما يعكس أهمية الشراكة ودورها في دفع النمو الاقتصادي. علاوة على ذلك، ساهم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في تنويع مزيج الطاقة في مصر مع الالتزام بتمويل 1.6 جيجاوات إضافية من قدرة الطاقة المتجددة المثبتة وخفض متوقع قدره 8303 كيلوطن في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (أي ما يعادل الانبعاثات الناتجة عن استخدام الكهرباء لحوالي 1.4 مليون منزل أو العالم واستهلاك أكثر من 17 مليون برميل من النفط). بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) وفي ضوء العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، تم تطوير إطار الشراكة الجديد مع بنك الاستثمار الأوروبي للفترة 2021-2027، والتي تعزز مجالات التعاون المشترك لاسيما في قطاعات الصحة، والتعليم، والبيئة، والطاقة، ومعالجة المياه، والنقل، والزراعة، والتموين، وتحفيز العمل المشترك مع القطاع الخاص، وذلك في إطار مبادرة "فريق أوروبا" التي تستهدف من خلالها المفوضية الأوروبية و"آلية الجوار والتنمية والتعاون الدولي الخاصة بالاتحاد الأوروبي"، بهدف تحفيز التحول الأخضر وتعزيز جهود التنمية المستدامة. إن بنك الاستثمار الأوروبي هو البنك الوحيد الذي يمثل مصالح دول الاتحاد الأوروبي، ويعمل بشكل وثيق مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي الأخرى لتنفيذ السياسات؛ وتبلغ محفظة التعاون الحالية مع بنك الاستثمار الأوروبي 3.5 مليار يورو لتمويل 20 مشروعًا تنمويًا في مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاعي النقل والصرف الصحي. وتعمل وزارة التعاون الدولي، بالتنسيق مع الجهات الوطنية، على تنفيذ استراتيجية التعاون الجديدة 2021 - 2027 في المجالات ذات الأولوية، وتحظى الاستراتيجية الجديدة بأهمية كبيرة بالنسبة لمصر لتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر، خاصة في ضوء التزام بنك الاستثمار الأوروبي بتخصيص استثمارات للعمل المناخي والتعافي الأخضر، في ضوء اختياره كبنك المناخ في أوروبا. وقد بلغت التمويلات التنموية التي أتاحها البنك للقطاع الخاص المصري خلال الفترة من 2020 حتى النصف الأول من 2023 نحو 2.36 مليار يورو، في مختلف مجالات التنمية، لتمكين القطاع الخاص وزيادة دوره في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، من بينها 662 مليون يورو في النصف الأول من 2023، للبنوك وصناديق الأسهم وشركات القطاع الخاص. كما أنه من المقرر أن يتيح البنك في إطار الاستراتيجية الجديدة نحو 4 مليارات يورو لمشروعات برنامج «نُوَفِّي» والمشروعات الأخرى في مصر.


نافذة على العالم
منذ 6 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في غزة، و81 قتيلاً خلال 24 ساعة في غارات إسرائيلية على القطاع
السبت 28 يونيو 2025 06:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters قبل 42 دقيقة أمر الجيش الإسرائيلي بالإخلاء الفوري لعدد من أحياء وسط قطاع غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية في المنطقة. في حين استقبلت مستشفيات القطاع 81 قتيلاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ودعا أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، سكان عدد من الأحياء في منطقة بلديات النصيرات وسط قطاع غزة إلى الإخلاء الفوري، موضحاً أن الدعوة تشمل أحياء يُعتقد أنها تستخدم لإطلاق قذائف صاروخية. وأضاف أن الجيش "يعمل بقوة شديدة لتقويض قدرات الفصائل المسلحة"، داعياً السكان إلى التوجه جنوباً نحو منطقة المواصي. وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت، أن مستشفيات القطاع استقبلت 81 قتيلاً و422 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، نتيجة الغارات الإسرائيلية المستمرة على مناطق متفرقة من القطاع. وأشارت الوزارة إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى عدد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات، بسبب الوضع الميداني وتعذر الحركة في بعض المناطق المتضررة. جدل حول دور مؤسسة غزة الإنسانية في توزيع المساعدات دافع رئيس مؤسسة غزة الإنسانية، عن عمل المؤسسة بعد حوادث قتل وإصابة متكررة طالت فلسطينيين يسعون للحصول على مساعدات. وفي حديثه لبرنامج "نيوز آور" على قناة بي بي سي، لم ينفِ جوني مور وقوع وفيات قرب مواقع الإغاثة، لكنه قال "يتم نسب جميع تلك الضحايا إلى قربهم من المؤسسة وتنسب أيضاً إلى الجيش الإسرائيلي. وهذا غير صحيح". واتهم مور الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى بنشر معلومات لم تتمكن من التحقق منها. وأضاف: "يجب أن يفهم الناس أن قتل الأشخاص الذين يقصدون مواقع المؤسسة هو تضليل إعلامي، وليس لدينا أي دليل على حدوث ذلك بالقرب من مواقعنا". وعندما سُئل مور عمّا إذا كان الطعام يصل بالفعل إلى مستحقيه، أقرّ بأن العملية "غير كافية"، لكنه قال إن 50 مليون وجبة أكثر مما كان متاحاً قبل شهر. وقد أدانت وكالات الأمم المتحدة نظام المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية، ووصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الجمعة بأنه "غير آمن بطبيعته". وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "إن أي عملية تُوجّه المدنيين اليائسين إلى مناطق عسكرية هي عملية غير آمنة بطبيعتها. يجب ألا يكون البحث عن الطعام حكماً بالإعدام". بالمقابل، قال مور إنه قبل استلام المؤسسة عملية توزيع المساعدات، كانت غالبية الشاحنات التابعة للأمم المتحدة تُختطف تحت تهديد السلاح. الأمر الذي تنفيه الأمم المتحدة، وتقول إنه لا يوجد دليل على حدوث اختطاف واسع النطاق لشاحنات المساعدات التابعة لها. وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 500 فلسطيني قُتلوا وجُرح 4000 آخرين وهم في طريقهم للحصول على المساعدات منذ أن تولّت المؤسسة توزيع المساعدات. ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم الجمعة خبراً، قال فيه جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي، لم تُسمّهم، إنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار على مدنيين عُزّل بالقرب من مواقع توزيع المساعدات، لإبعادهم أو تفريقهم. وبناء عليه، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بياناً مشتركاً، قالا فيه إن "إسرائيل ترفض قطعاً الافتراءات التي نُشرت في الصحيفة. هذه أكاذيب خبيثة تهدف إلى تشويه سمعة الجيش الإسرائيلي، الذي يعد أكثر الجيوش أخلاقية في العالم". وأكدا أن "جنود الجيش الإسرائيلي يتلقون أوامر واضحة بتجنب إيذاء الأبرياء والعمل وفقاً لذلك". وأضافا في بيانهما: "يعمل الجيش الإسرائيلي في ظروف صعبة ضد عدو إرهابي ينطلق من بين المدنيين ويختبئ خلفهم، مستخدماً إياهم دروعاً بشرية، ويلجأ إلى الأكاذيب لضرب شرعية دولة إسرائيل". "مرحلة الكارثة" صدر الصورة، EPA التعليق على الصورة، ارتفاع وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية إلى 66 طفلاً في غزة قال المكتب الإعلامي التابع لحركة حماس، إن عدد وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 66 طفلاً، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والضغط لفتح المعابر. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن نحو 112 طفلاً يُنقلون يومياً إلى المستشفيات في قطاع غزة لتلقي العلاج من سوء التغذية، محذرة من أن الوضع الإنساني تجاوز "مرحلة الكارثة". وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام للمنظمة، إن 17 مستشفى فقط تعمل جزئياً من أصل 36، مشيراً إلى غياب الخدمات الصحية بالكامل في شمال القطاع ومدينة رفح، وأن 500 شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من نقاط توزيع مساعدات لا تشملها الأمم المتحدة. بدورها، قالت وكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة إن الاستجابة الصحية تواجه تحديات كبيرة، بما فيها الأضرار التي لحقت بالمرافق الطبية، والقيود المفروضة على إدخال الإمدادات الحيوية. وفي تطور ميداني، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها فجّرت عبوة ناسفة بآلية إسرائيلية متوغلة شمال مدينة خان يونس. وفيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المبعوث الأمريكي دانيال ويتكوف سيزور القاهرة قريباً وسط مؤشرات إيجابية عن إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار. وألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة "خلال الأسبوع المقبل". وارتفع إجمالي عدد القتلى في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 56,412، فيما بلغ عدد المصابين 133,054 شخصاً، بحسب إحصائية الوزارة.


نافذة على العالم
منذ 10 ساعات
- نافذة على العالم
نافذة - "كارثة إنسانية صامتة".. ملايين السودانيين يواجهون المجاعة مع احتدام الحرب
السبت 28 يونيو 2025 02:50 مساءً مع استمرار الصراع الدامي في السودان، الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تتكشف مأساة إنسانية غير مسبوقة تدفع ملايين السودانيين إلى حافة الهاوية، فبينما تتصاعد حدة القتال وتتسع رقعته، يجد المدنيون أنفسهم محاصرين في دوامة من الجوع القاتل، ويلجأ الكثيرون إلى حلول يائسة لدرء شبح المجاعة، حيث أصبحت الأعشاب والنباتات البرية، مثل نبتة "خديجة كورو"، طوق نجاة مؤقت في بلد كان يُعرف ذات يوم بسلة غذاء العالم، وهذه الكارثة، التي تعد الأكبر من نوعها عالمياً، تتفاقم بفعل ارتفاع جنوني في الأسعار، وقيود مشددة على وصول المساعدات، وتقلص حاد في الأراضي الزراعية، مما يجعل مصير 24.6 مليون شخص – ما يقرب من نصف سكان السودان – مجهولًا. واقع قاسٍ وفي ظل هذه الظروف القاسية، يروي "أ.ح"، وهو مدرس متقاعد يبلغ من العمر 60 عاماً، كيف أصبحت نبتة "خديجة كورو" بلسماً شافياً له ولغيره من الجوعى، ويصفها في قصيدته بأنها "بلسم انتشر عبر مساحات الخوف"، وأنها كانت السبب في بقائهم على قيد الحياة، لقد اضطر هو وغيره إلى غلي هذه النباتات في الماء مع قليل من الملح لدرء آلام الجوع، في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها السكان، وهذه الشهادات المباشرة، التي يفضل أصحابها عدم الكشف عن أسمائهم كاملة خوفاً من انتقام الأطراف المتحاربة، تسلط الضوء على الوضع المتردي الذي يواجهه الملايين، وفقًا لـ"أسوشيتد برس". وتنتشر مأساة انعدام الأمن الغذائي بشكل خاص في مناطق مثل إقليم كردفان وجبال النوبة ودارفور، وتشير ماتيلد فو، عاملة إغاثة من المجلس النرويجي للاجئين، إلى صعوبة الوصول إلى مناطق مثل الفاشر ومخيم زمزم، ويعيش السكان هناك على وجبة واحدة يومياً، غالبًا ما تكون عبارة عن عصيدة الدخن، وفي شمال دارفور، بلغ اليأس حداً جعل البعض يمتص الفحم لتخفيف الشعور بالجوع، وهذه المناطق، التي كانت تعاني بالفعل من هشاشة أمنية، أصبحت اليوم مسارح لكارثة إنسانية صامتة، مع تدهور مستمر في الأوضاع المعيشية. دعوات إغاثية ومع تصاعد الأزمة، تتوالى الدعوات لوقف القتال وتيسير وصول المساعدات. في محاولة لتخفيف المعاناة، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقف إطلاق نار لمدة أسبوع في الفاشر لتسهيل توصيل المساعدات، ورغم موافقة البرهان، يظل مصير هذه الهدنة غير مؤكد بانتظار موقف قوات الدعم السريع، وهذا التنسيق المتقطع للمساعدات، الذي لا يوفر سوى راحة طفيفة، لا يلبي الاحتياجات الهائلة للسكان، كما يوضح "أ.ح" الذي تعاني عائلته في الأبيض من ارتفاع الأسعار وصعوبة تأمين الغذاء. وعلى الرغم من تصريحات وزير الزراعة السوداني أبو بكر البشاري، في أبريل الماضي، التي نفت وجود مجاعة في البلاد، مؤكداً وجود نقص في الإمدادات الغذائية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، فإن الواقع على الأرض يتحدث عن نفسه، وتشير ليني كينزلي المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان، إلى أن 17 منطقة في الجزيرة، ومعظم منطقة دارفور، والخرطوم، بما في ذلك جبل أولياء، معرضة لخطر المجاعة، ويتلقى البرنامج مساعدة لأكثر من 4 ملايين شخص شهرياً، منهم 1.7 مليون في مناطق تواجه المجاعة أو معرضة لها. قيود قاتلة والوضع في السودان يتفاقم بسبب تداخل صراعات متعددة؛ فإلى جانب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، هناك صراع آخر مع الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال، وهذه التحديات مجتمعة تجعل الوصول إلى الغذاء والماء النظيف والأدوية أمراً شبه مستحيل، ولا يستطيع "أ.ح" السفر إلى الأبيض لزيارة عائلته بسبب حواجز الطرق التي تضعها قوات الدعم السريع، كما أن العنف والنهب جعلا التنقل محفوفاً بالمخاطر، مما يجبر السكان على البقاء في أحيائهم، وبالتالي يحد من وصولهم إلى الغذاء والمساعدات، وهذه القيود على الحركة تعني أن شبح المجاعة يطارد السكان في كل زاوية، بينما تتباطأ عملية حصول "أ.ح" على معاشه التقاعدي، مما يضطره للاعتماد على وظائف تدريب مؤقتة لا توفر دخلاً كافياً لعائلته.