
مخاوف جمهورية وشكوك في كفاءة وزير الدفاع الأميركي مع تصاعد صراعات البنتاجون
ويرى مسؤولون حاليون وسابقون، أن جذور المشكلة تعود إلى افتقار هيجسيث للخبرة الإدارية اللازمة للإشراف على مؤسسة بحجم وزارة الدفاع، التي توظف نحو 3.4 مليون شخص وتعمل بميزانية تقترب حالياً من تريليون دولار.
وأعرب مسؤولون في البيت الأبيض، عن استيائهم من رفض هيجسيث التخلي عن رئيس موظفيه بالإنابة، رغم شكوكهم في كفاءته، حسبما قال مسؤولون حاليون وسابقون في الإدارة لـ"وول ستريت جورنال".
وألقى بعضهم باللوم على ضعف أداء موظفي البنتاجون في عدم إبلاغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بتجميد بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، وفقاً لما ذكره عدد من هؤلاء المسؤولين. وقد دخل هيجسيث في خلافات مع جنرالات كبار وأقال ثلاثة من كبار مساعديه الذين كانوا يحظون بتقدير كبير في البيت الأبيض.
ويوم الخميس، حاول جمهوريون في مجلس الشيوخ، بقيادة السيناتور، ميتش ماكونيل، إنقاذ البنتاجون من ميزانية اعتبروها غير كافية، وألقوا باللوم جزئياً على هيجسيث. وأبدى بعض المشرعين الجمهوريين قلقهم من أن فقدان هيجسيث لكبار مساعديه جعله غير مؤهل بشكل خاص لإدارة وزارة الدفاع.
وقال السيناتور توم تيليس (جمهوري من نورث كارولاينا)، الذي أدلى بصوته الحاسم للتصديق على تعيين هيجسيث في يناير الماضي، وأعلن لاحقاً عدم ترشحه لإعادة الانتخاب: "إذا نظرنا فقط إلى حجم التغييرات ونقص الاستقرار في الإدارة التنفيذية، فإن ذلك يُعد مؤشراً مقلقاً".
ولا توجد مؤشرات على أن هيجسيث مهدد بخسارة منصبه، بحسب "وول ستريت جورنال". فترمب ونائبه، جي دي فانس، ما زالا يدعمانه بعد أن بذلا جهداً شخصياً وسياسياً كبيراً للتصديق على تعيينه. وقال مسؤولون إن الرئيس معجب بهيجسيث شخصياً، وكان مسروراً بشكل خاص من الضربات الأميركية ضد مواقع نووية إيرانية.
وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي: "الرئيس ترمب يثق تماماً في الوزير هيجسيث، الذي يؤدي عملاً رائعاً في قيادة وزارة الدفاع". من جهته، قال المتحدث الرئيسي باسم البنتاجون، شون بارنيل: "هؤلاء المصادر المجهولة لا يعرفون عما يتحدثون، وهم ببساطة مخطئون".
دائرة الوزير المقربة
وتولى هيجسيث منصبه بعد عملية تصديق شاقة، وسرعان ما أحاط نفسه بمجموعة صغيرة من المستشارين الموثوقين.
ومن بين هؤلاء ريكي بوريا، وهو عقيد متقاعد من مشاة البحرية رقاه هيجسيث إلى منصب رئيس الموظفين بالإنابة، وتيم بارلاتور، محامي هيجسيث الشخصي وجندي احتياط في البحرية، وجاستن فولشر، العضو في فريق وزارة الكفاءة الحكومية في البنتاجون، والذي رقاه هيجسيث إلى منصب مستشار أول.
وغادر فولشر منصبه في يوليو الماضي، في أحدث سلسلة من الاستقالات من الدائرة المقربة لهيجسيث.
ومنذ البداية، لم يكن هيجسيث يتبع جدول أعمال تقليدي لوزير دفاع تقليدي، إذ ألغى اللقاء اليومي المعتاد مع كبار مسؤولي البنتاجون، مفضلاً الاجتماع بشكل يومي مع دائرته المقربة وتفويض المهام لهم، وفق مسؤولين حاليين وسابقين.
وأصبح هيجسيث وزوجته جينيفر، على علاقة وثيقة ببوريا، الذي سبق أن خدم كمساعد عسكري صغير لسلف هيجسيث، لويد أوستن.
وبدأت مشكلات هيجسيث في مارس الماضي، عندما أضاف مستشار الأمن القومي آنذاك مايك والتز، بالخطأ، الصحافي جيفري جولدبرج إلى مجموعة محادثة على تطبيق "سيجنال" كانت تضم وزير الدفاع ونائب الرئيس فانس وعدداً من كبار مستشاري الأمن القومي لمناقشة الحملة العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
وقد استخدم بوريا، هاتف هيجسيث الشخصي لمشاركة معلومات حساسة عن العملية في تلك المحادثة، وأخرى جمعت جينيفر هيجسيث وبارلاتور، بحسب ما أوردت "وول ستريت جورنال" في وقت سابق.
ويخضع هذا الحادث حالياً لتحقيق من قبل جهة رقابية في البنتاجون، ويُتوقع أن يُستكمل في الأسابيع المقبلة.
وفي أبريل، أوقف هيجسيث فجأة ثلاثة من كبار مستشاريه للاشتباه في تسريبهم معلومات، وهم دان كولدويل، مستشار السياسات، ودارين سيلنيك، مسؤول شؤون قدامى المحاربين خلال إدارة ترمب الأولى ونائب رئيس موظفي هيجسيث، وكولين كارول، رئيس موظفي نائب وزير الدفاع ستيف فينبرج. وحتى الآن، لم تُكشف أي أدلة علنية تثبت هذه الاتهامات.
وفي الفترة نفسها، حاول هيجسيث ترقية بوريا إلى منصب رئيس الموظفين بعد استقالة من كان يشغل المنصب قبله. لكن البيت الأبيض رفض تثبيت بوريا بشكل دائم في هذا الدور، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين.
وتشكك بعض دوائر البيت الأبيض في بوريا بسبب علاقته بأوستن، ولأن تقارير إعلامية ذكرت أنه أدلى بتعليقات مسيئة بحق ترمب وفانس، وفقاً لما قاله هؤلاء المسؤولون. كما يرونه "فظاً" ويفتقر إلى الخبرة، إذ تقاعد برتبة عقيد فقط هذا الربيع.
وحاول البيت الأبيض إزاحة بوريا، لكنه واجه صعوبة في العثور على بديل يرغب في تولي المنصب ويُعتبر مناسباً لهيجسيث، بحسب المسؤولين الحاليين والسابقين. وفي نهاية المطاف، تخلى منتقدو بوريا عن محاولة استبداله كرئيس لموظفي الوزير.
ولم يخصص له البيت الأبيض مقعداً لمرافقة هيجسيث على متن الطائرة الرئاسية Air Force One في رحلتين منفصلتين مع ترمب، كانت الأولى لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في فبراير الماضي، والثانية لجولة الرئيس في الشرق الأوسط في مايو، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين.
ورغم ذلك، أشادت كيلي ببوريا، ووصفته بأنه "يلعب دوراً حيوياً" في فريق هيجسيث، فيما قال بعض المسؤولين إن التوترات بشأنه خفت في الآونة الأخيرة.
توتر متزايد مع كبار القادة العسكريين
أصبح هيجسيث أكثر تشككاً في كبار قادة الجيش مع مرور الربيع، ملقياً عليهم اللوم في تسريبات إعلامية، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين.
وبعدما ظهرت تقارير تفيد بأن هيجسيث دعا إيلون ماسك لحضور اجتماع مع هيئة الأركان المشتركة في البنتاجون، نقل هيجسيث الاجتماع إلى جلسة مصغرة في مكتبه، لكنه تعمد عدم إبلاغ كبار القادة العسكريين بهذا التغيير، بحسب ما قاله مسؤولان سابقان.
وبينما كانت هيئة الأركان المشتركة، تتجه إلى قاعة اجتماعاتها المؤمنة، المعروفة بـ"الدبابة"، معتقدة أنها ستحضر إحاطة مع ماسك، كان ملياردير التكنولوجيا الأميركي، يستقل المصعد الخاص بهيجسيث متجهاً إلى مكتب الوزير. ولم يدرك القادة أن ماسك لن يحضر الاجتماع إلا في منتصف جلستهم داخل "الدبابة".
ومؤخراً، عرقل هيجسيث ترقية الجنرال دوجلاس سيمز، مدير هيئة الأركان المشتركة، إلى رتبة أربع نجوم، بحسب ما أفاد به مسؤولون حاليون وسابقون.
وقالت "وول ستريت جورنال"، إن سيمز رفض التعليق على الأمر. وتقاعد سيمز يوم الجمعة برتبة فريق (ثلاث نجوم)، وفقاً لمسؤول أميركي.
معارك داخلية
وامتدت معارك هيجسيث مع الجنرالات لتشمل الجنرال المتقاعد كريستوفر كافولي، القائد السابق للقيادة الأميركية في أوروبا والقائد الأعلى لقوات الناتو.
وتعود كراهية هيجسيث لكافولي إلى فبراير الماضي، حين حمله مسؤولية عدم منع احتجاجات نظمها أفراد من عائلات عسكريين في قاعدة بألمانيا كان الوزير يزورها، احتجاجاً على مبادراته المناهضة للتنوع، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين.
ثم في أبريل، أثارت تصريحات كافولي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بشأن روسيا وأوكرانيا غضب هيجسيث، إذ اعتبر أنها تتعارض مع هدف إدارة ترمب في ذلك الوقت، والمتمثل في التوصل إلى صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما قاله هؤلاء الأشخاص.
وقال أحد المصادر، إن هيجسيث أمر مساعديه، بعد وقت قصير من جلسة الاستماع، بإبلاغ كافولي بإقالته من منصبه. لكن في نهاية المطاف، تم إقناع هيجسيث بالسماح له بالبقاء في منصبه، نظراً لأنه كان من المقرر أن يتقاعد هذا الصيف. ولم يدلِ كافولي بأي تعليق.
ميزانية البنتاجون
كما تخضع إدارة هيجسيث للتدقيق، على خلفية الطلب المقدم إلى الكونجرس بشأن المصادقة على ميزانية البنتاجون، البالغة تريليون دولار. ففي مايو الماضي، أثار اقتراح إدارة ترمب لموازنة العام المالي 2026 استياء أعضاء وموظفين جمهوريين في الكونجرس، إذ أبقى على الإنفاق العسكري عند مستوياته الحالية البالغة 892.6 مليار دولار، وهو رقم اعتبره صقور الدفاع في الحزب الجمهوري غير كافٍ.
وكان هؤلاء الأعضاء يظنون أن هيجسيث قد قدم لهم تأكيدات بأن إجمالي الميزانية سيكون أكبر من ذلك.
واشتكى ماكونيل، السيناتور عن ولاية كنتاكي والزعيم الجمهوري السابق في مجلس الشيوخ، إلى جانب جمهوريين بارزين آخرين، من أن طلب الميزانية يُعد بمثابة خفض فعلي في الإنفاق.
واعتبر ماكونيل، الذي يرأس حالياً اللجنة الفرعية المكلفة بتمويل وزارة الدفاع، أن الطلب لم يأخذ في الحسبان معدلات التضخم، وضم نحو 120 مليار دولار أُقرت عبر آلية منفصلة تُعرف باسم "تسوية الميزانية"، ليزعم أن الإنفاق العسكري ارتفع بنسبة 13% ليصل إلى 1.01 تريليون دولار.
وصوتت لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ، التي يقودها الجمهوريون، الخميس الماضي، على المضي قدماً في نسختها الخاصة من مشروع قانون الإنفاق العسكري، والتي تتضمن تخصيص 21.7 مليار دولار زيادة على طلب إدارة ترمب.
انتقادات وإشادات
وبحلول يونيو الماضي، لم يكن هيجسيث قد عين بعد بديلاً للمستشارين الكبيرين كولدويل أو سيلنيك، ما جعل عبء إدارة البنتاجون الهائل يقع على عاتق بوريا وعدد قليل من الموظفين.
ويرى بعض مسؤولي الإدارة والمشرعين، أن ضعف أداء المكتب الرئيسي في البنتاجون، كان السبب في عدم إبلاغ الرئيس بالتجميد المؤقت لبعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، وفق مسؤولين حاليين وسابقين. وقد تراجع ترمب لاحقاً عن قرار التجميد.
وقال النائب دون بيكون (جمهوري من نبراسكا): "اتخاذ مثل هذا القرار من دون إبلاغ الرئيس؟ لم يكن ذلك تصرفاً ذكياً".
وأكد بيكون، العضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب والعميد المتقاعد في سلاح الجو، تمسكه بتقييمه الأولي لأداء هيجسيث بعد واقعة محادثة "سينغال" بشأن ضربات اليمن، قائلاً: "لو كنت رئيسه، لكنت أقلته".
في المقابل، دافع جمهوريون آخرون بقوة عن سجل هيجسيث حتى الآن.
وقال السيناتور ماركواين مولين (جمهوري من أوكلاهوما)، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "أعتقد أن الوزير هيجسيث يقوم بعمل رائع. الاتجاه الذي نسير فيه واضح، وهو الاتجاه الصحيح. وإذا كان بحاجة إلى شغل وظيفة في المكتب الرئيسي، فسيفعل ذلك عندما يرى أنه الوقت المناسب".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 27 دقائق
- الشرق السعودية
ترمب يتهم إدارة بايدن بتزوير بيانات الوظائف: كان الهدف خداع الناس قبل الانتخابات
اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مكتب إحصاءات العمل بـ"التلاعب السياسي" في بيانات الوظائف التي صدرت قبل انتخابات الرئاسة 2024، كما جدد انتقاده لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. وقال ترمب خلال مقابلة هاتفية مباشرة مع برنامج Squawk Box على قناة CNBC، إن الأرقام التي نُشرت أظهرت "صورة وردية زائفة للاقتصاد"، ثم جرى تعديلها بعد أسبوعين بخفض بلغ نحو 900 ألف وظيفة، في أكبر مراجعة من نوعها منذ بدء التسجيلات الحديثة. وأضاف: "كان الهدف منها خداع الناس قبل أن يصوتوا (في الانتخابات الرئاسية).. لو كنت خسرت، لقالوا إنني أتحدث بنظريات المؤامرة". وانتقد ترمب بشدة طريقة جمع البيانات، واصفاً إياها بأنها "من زمن الديناصورات"، مستنكراً: "ما زلنا نرسل استبيانات بالبريد للحصول على بيانات التوظيف، رغم أننا نعيش في عصر الإنترنت. هذا غير معقول". كما اتهم مكتب إحصاءات العمل باستخدام الأرقام للتأثير على الانتخابات، قائلاً: "لقد زيفوا الأرقام لإنقاذ (الرئيس السابق جو) بايدن سياسياً". ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها مكتب إحصاءات العمل، إذ سبق أن اتهم مفوضة المكتب إريكا ماكينتارفر بالتلاعب في أرقام الوظائف دون تقديم دليل على ذلك، ووجَّه بإقالتها من منصبها. في المقابل، أدان الديمقراطيون، قرار ترمب بإقالة مسؤولة إصدار بيانات الوظائف، وذلك بعد أن أظهر تقرير حديث أن نمو الوظائف جاء أقل من التوقعات. تجدد الهجوم على باول انتقادات ترمب لم تقتصر على مكتب إحصاءات العمل، بل امتدت إلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفاً إياه بأنه كان "بطيئاً عندما احتاجت الأسواق لتدخل سريع"، لكنه "تحرك فقط عندما أصبح ذلك مفيداً لحملة بايدن الانتخابية". وتابع: "عيّناه لأنه وعد بسياسات نقدية ميسّرة لكنه خذلنا. سيتذكره الناس بأنه جيروم المتأخر دائماً". وكشف الرئيس الأميركي أن هناك 4 مرشحين قيد الدراسة لخلافة باول، من بينهم كيفن وورش، إلا أن سكوت بيسينت، وزير الخزانة الحالي "رفض المنصب بشكل قاطع". ورغم إعلان الحكومة الأميركية عن أن معدل البطالة بلغ 4.2%، قلل ترمب من مصداقية هذا الرقم، قائلاً إن الأرقام "مصممة لتعطي صورة محسّنة". ومضى يقول: "كل شيء تم تزييفه قبل الانتخابات.. النظام بأكمله مخترق سياسياً، ولا أحد يثق به سوى البسطاء". وشدد ترمب على أن الأسعار انخفضت خلال ولايته، معتبراً أن وسائل الإعلام "تصنع صورة سوداوية للاقتصاد رغم تحسنه"، مستشهداً بانخفاض أسعار البنزين إلى 2.20 دولار للجالون، وارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية. مكاسب تجارية "قياسية" وتحدَّث ترمب عما وصفه بـ"مكافآت توقيع ضخمة" حصلت عليها الولايات المتحدة خلال فترة رئاسته، مؤكداً أن بلاده تلقَّت مبالغ مباشرة من شركاء تجاريين رئيسيين على رأسهم اليابان والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى عائدات صادرات الطاقة. وبيَّن أن هذه العوائد شملت 550 مليار دولار من اليابان، و650 مليار دولار من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب 750 مليار دولار من صادرات الطاقة إلى أوروبا، مؤكداً أن هذه الأموال "ليست ديوناً أو مساعدات"، بل دخل حقيقي يمكن للحكومة الأميركية استثماره بحرية في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية. واستدرك قائلاً: "لقد سرقونا لسنوات، وحان الوقت أن يدفعوا الثمن. ما حققناه لم يحدث من قبل في تاريخ العلاقات التجارية الأميركية". واستعرض ترمب تفاصيل لقائه مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، حيث واجهها بعدم استيراد ألمانيا سيارات أميركية، في وقت تُصدّر فيه مئات الآلاف من سياراتها إلى أميركا. وقال: "اليوم اليابان تستورد شاحنات فورد F-150، وكوريا الجنوبية فتحت أبوابها، وحتى فيتنام تستورد منتجاتنا". ولفت ترمب إلى أنه يدرس إطلاق برنامج يعيد جزءاً من عائدات الرسوم الجمركية إلى العائلات ذات الدخل المحدود والمتوسط، عبر تحويل الأموال مباشرة إلى الأسر المتضررة من التضخم. وأوضح: "هذه أموال حقيقية، ولم يفعلها أحد من قبل.. يمكننا استخدامها لتقليص الدين، ولدعم الناس معاً". كما أعلن ترمب نيته فرض رسوم جمركية تدريجية على واردات الأدوية، تبدأ بنسبة بسيطة وقد تصل إلى 250%، في خطوة تهدف إلى إعادة سلاسل تصنيع الدواء إلى الولايات المتحدة، خصوصاً من الصين وإيرلندا. وفي تحول لافت، وجّه ترمب انتقادات للهند؛ بسبب استمرارها في شراء النفط من روسيا رغم العقوبات الغربية، مهدداً بفرض رسوم عالية على الواردات الهندية في غضون 24 ساعة، واصفاً الهند بأنها "أعلى دولة في العالم من حيث التعرفة الجمركية". وطمأن ترمب الأسواق بأنه غير قلق من ارتفاع الأسعار رغم تشديد العقوبات على روسيا والهند، منبهاً إلى أن الإنتاج الأميركي "في ذروته"، وأن "بايدن هو من أوقف التنقيب، ما تسبب في أزمة الأسعار". ترمب يهاجم البنوك الكبرى واتهم ترمب بنوكاً كبرى بطرده لأسباب سياسية، قائلاً إن JPMorgan Chase وBank of America طلبا منه سحب أمواله خلال 20 يوماً "رغم سجله النظيف". وألمح إلى أنه يُعد أمراً تنفيذياً لمنع البنوك من التمييز ضد المحافظين، قائلاً: "الديمقراطيون يستخدمون المنظمين البنكيين كسلاح سياسي". الهجرة والعمال الأجانب ورفض ترمب الربط بين انخفاض أعداد العمال الأجانب وركود سوق العمل، منوهاً إلى أن "الأميركيين عادوا للعمل"، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه يُقدّر دور العمال الزراعيين المهاجرين، ووعد بوضع آليات قانونية تسمح بترحيل مؤقت وإعادة منظمة لهم. وصعّد ترمب خطابه ضد الحزب الديمقراطي، متهماً قياداته بـ"فقدان الاتجاه والانغماس في كراهية شخصية"، في إشارة إلى ما سمّاه بـ"متلازمة كراهية ترمب". كما وجَّه انتقادات مباشرة لعدد من الشخصيات البارزة في الحزب، من بينهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر والنائبة الديمقراطية كروكيت، واصفاً إياهما بأنهما بمثابة "رموز لانحدار مستوى القيادة السياسية لدى الديمقراطيين". وأردف بالقول: "الولايات المتحدة انتقلت من كونها دولة خاملة إلى الأكثر حيوية على الساحة الدولية... وهذا ما سمعته من قادة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)". وفيما يتعلق بمستقبله السياسي، ورغم قوله إنه يحظى بـ"أعلى نسب تأييد في تاريخ الحزب الجمهوري"، إلا أن ترمب أبقى الباب مفتوحاً أمام احتمالية عدم ترشحه في الانتخابات المقبلة، قائلاً: أحب أن أعود، لكن ربما لا. حققنا أرقاماً قياسية في تكساس، وربما لا تتكرر، لكننا سنرى".


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
ترمب يعلن مرشحه لمقعد في مجلس الاحتياطي الاتحادي بحلول نهاية الأسبوع
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، أنه سيتخذ قراره بشأن مرشحه للمنصب الذي سيصبح شاغراً في مجلس محافظي نظام الاحتياطي الاتحادي بحلول نهاية الأسبوع، وإنه قلص بشكل منفصل البدلاء المحتملين لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) جيروم باول إلى 4. وقال ترمب عن خططه لتسمية بديل لأدريانا كوجلر، التي أعلنت الأسبوع الماضي بشكل مفاجئ أنها ستغادر مقعدها بالمجلس اعتباراً من الجمعة لتعود إلى منصبها الأكاديمي في جامعة جورج تاون، "سأتخذ هذا القرار قبل نهاية الأسبوع". وذكر أن عملية اختيار بديل لباول انحصرت بين المستشار الاقتصادي كيفن هاسيت، والعضو السابق بمجلس محافظي الاحتياطي الاتحادي كيفن وارش، وشخصين آخرين. وأوضح ترمب في وقت سابق خلال مقابلة أجرتها معه شبكة CNBC، أنه استبعد وزير الخزانة سكوت بيسنت من قائمة المرشحين لشغل المنصب الشاغر في المجلس، لأن بيسنت يريد البقاء في منصبه. ووصف ترمب في المقابلة قرار كوجلر ترك مقعدها مبكراً بأنه "مفاجأة سارة" تمنحه فرصة فورية لشغل المنصب بشخص يمكن ترقيته أيضاً ليحل محل باول عندما تنتهي ولايته في مايو. وسيقضي الشخص الذي سيقع عليه الاختيار الأشهر القليلة المتبقية من ولاية كوجلر كحد أدنى. لكن ترمب قد يكون صريحاً حيال خططه لترشيح هذا الشخص لولاية كاملة مدتها 14 عاماً بعد ذلك، وأن يكون أيضاً خياره ليحل محل باول، ما يمنح مرشحه عدة أشهر يحضر خلالها اجتماعات متعددة تتعلق بالسياسة النقدية للبدء في التأثير على صنع السياسات. وقال ترمب: "يقول كثيرون، عندما تفعلون ذلك، لماذا لا تختارون ببساطة من سيرأس الاحتياطي الاتحادي؟ هذا احتمال وارد أيضاً". ويوجه ترمب انتقادات لباول بسبب عدم خفض أسعار الفائدة منذ عودة ترمب إلى السلطة في يناير الماضي، حتى في وقت يوازن فيه صانعو السياسات في مجلس الاحتياطي الاتحادي بين الأدلة على تباطؤ الاقتصاد وضعف سوق العمل وبين حقيقة أن التضخم لا يزال أعلى بكثير من المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي عند 2% وأن من المتوقع ارتفاعه. ومجلس الاحتياطي الاتحادي مكلف من الكونجرس بالحفاظ على استقرار الأسعار وبقاء مستويات التوظيف مرتفعة، وربما يواجه مواقف يتعارض فيها الهدفان، ما يدفعه لتنازلات لها عواقب سلبية وخيمة. وسيحتاج المرشح لشغل مقعد كوجلر إلى تصديق مجلس الشيوخ على تعيينه وسيحتاج إلى تصويت آخر في مجلس الشيوخ لولاية كاملة مدتها 14 عاماً في أوائل العام المقبل. وسيتطلب الترشيح لمنصب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي عملية تصديق منفصلة في مجلس الشيوخ. وأُعلن عن رحيل كوجلر في اليوم ذاته الذي أقال فيه ترمب مفوضة مكتب إحصاءات العمل إريكا ماكينتارفر بسبب غضبه من بيانات أظهرت تباطؤ نمو الوظائف في الأشهر الأولى من إدارته، مدعياً دون دليل، أن المكتب يتلاعب ببيانات الوظائف لتشويه سمعته. وحذر اقتصاديون منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، من أن الرسوم الجمركية على الواردات وسياساته التجارية المتقلبة ستؤدي على الأرجح إلى تباطؤ سوق العمل وارتفاع التضخم، وهي توقعات شائعة على نطاق واسع وكانت من بين العوامل التي تمنع مجلس الاحتياطي الاتحادي من خفض أسعار الفائدة لحين اتضاح تأثير التضخم.


الشرق السعودية
منذ 3 ساعات
- الشرق السعودية
"محاولة أخيرة".. رئيسة سويسرا تتوجه إلى أميركا للحصول على إعفاء من رسوم ترمب
قالت الحكومة السويسرية إن الرئيسة كارين كيلر سوتر ووزير الأعمال جاي بارميلين توجها إلى واشنطن الثلاثاء، في محاولة أخيرة لتجنب رسوم جمركية 39% أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على صادرات سويسرا إلى الولايات المتحدة. وأثارت هذه الرسوم حالة من القلق في سويسرا بعد الإعلان عنها الجمعة، خاصة وأنها تزيد عن معدل أولي 31% أُعلن عنه في أبريل الماضي. ومن المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية الأعلى حيز التنفيذ، الخميس. وذكرت الحكومة أن كيلر سوتر وبارميلين سيعملان خلال الزيارة على "تسهيل عقد اجتماعات وجيزة مع السلطات الأميركية وإجراء محادثات تمهيداً لمعالجة مسألة الرسوم الجمركية المفروضة على سويسرا". ولم توضح الحكومة أي الجهات الحكومية الأميركية التي سيجري الاجتماع معها في واشنطن أو ما إذا كان من المقرر عقد اجتماع مع ترمب. وقال شخص مقرب من إدارة ترمب إنها واثقة من إمكان التوصل إلى اتفاق مع سويسرا إذا تقدمت سريعاً بعرض أفضل. وأضاف المصدر في إشارة إلى مكالمة هاتفية بين ترمب وكيلر سوتر مساء الخميس: "كان هناك نوع من التفاعل السيئ، لكن ذلك يمكن أن يتلاشى، حال تقدمت سويسرا بعرض معقول". وتابع: "إنه عجز تجاري كبير، خاصة من حيث نصيب الفرد". وأشار ترمب إلى المكالمة مع كيلر سوتر في مقابلة مع شبكة CNBC، الثلاثاء، وأضاف أنه يشعر بالقلق إزاء العجز التجاري الأميركي مع سويسرا. وقال في إشارة إلى المكالمة: "انظروا، لقد أجريت اتصالاً مع سويسرا في الآونة الأخيرة. كانت السيدة (الرئيسة) لطيفة، لكنها لم ترد الاستماع، ولم يدفعوا أي رسوم تقريباً". وزاد: "قلت، لدينا عجز 41 مليار دولار لصالح بلادك، سيدتي... وتريدين دفع رسوم جمركية واحدا بالمئة. قلت، لن تدفعي واحداً بالمئة، وإلا سنخسر، لأنني أعتبر العجز خسارة".