logo
بوتين: إيران لا تسعى لسلاح نووي وأبلغنا إسرائيل بذلك

بوتين: إيران لا تسعى لسلاح نووي وأبلغنا إسرائيل بذلك

شفق نيوز٢١-٠٦-٢٠٢٥
شفق نيوز/ أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم السبت، أن موسكو تدعم حق إيران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، مشيرا إلى استعداد روسيا لتقديم الدعم اللازم في هذا المجال.
وقال بوتين في تصريحات لـ "سكاي نيوز عربية". "نعتقد أن لإيران الحق في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، ومستعدون لتقديم الدعم اللازم"، مضيفا أن هناك بعض التفاصيل التي يمكن أو يجب التوصل إلى اتفاق بشأنها، في إشارة إلى المسار التفاوضي حول البرنامج النووي الإيراني.
وفيما يخص التوتر القائم بين طهران وتل أبيب، دعا بوتين إلى إبداء المرونة من كلا الجانبين، مشيرا إلى وجود سبل لحل هذا النزاع.
وقال: "يجب إبداء المرونة في المفاوضات من إيران ومن إسرائيل أيضا.. وهناك طرق وسبل لإيجاد حلول لهذه القضية".
وأكد بوتين أن إيران صرّحت مرارا بعدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية، لافتا إلى أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تعثر على أدلة تشير إلى أن إيران تمتلك أو تسعى لامتلاك هذه الأسلحة".
وجدد الرئيس الروسي موقف بلاده الرافض لانتشار أسلحة الدمار الشامل في أي مكان في العالم، مشيرا إلى أن إيران أصدرت قرارا يحظر استخدام الأسلحة النووية، معتبرا أن ذلك أمر بالغ الأهمية يجب أن يؤخذ بجدية.
وختم بوتين تصريحاته بالتأكيد على أن موسكو أبلغت القيادة الإسرائيلية مرارا أن إيران لا تسعى للحصول على سلاح نووي، مشددا على أهمية الحوار لتبديد المخاوف الإقليمية وضمان الأمن المشترك.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

‏من غزة إلى كوريا الشمالية قارة تغلي على "صفيح نووي"
‏من غزة إلى كوريا الشمالية قارة تغلي على "صفيح نووي"

شفق نيوز

timeمنذ 10 ساعات

  • شفق نيوز

‏من غزة إلى كوريا الشمالية قارة تغلي على "صفيح نووي"

من حق القارئ أن يقول إن العنوان مبالغ فيه نوعاً ما، إذ يتساءل ما علاقة حرب غزة بكوريا الشمالية؟ وعن أي صفيحٍ نووي نتحدث؟ فالصراعات في قارة آسيا مستمرة منذ عقود طويلة. ‏ولنبدأ بالشرح علينا سريعاً أن نُذكر بحقائق عسكرية تشهدها الدول الآسيوية منذ عدة أعوام. تشارك ثلاث دول نووية آسيوية في حروب أو مواجهات عسكرية، فموسكو -إذا اعتبرنا روسيا من ضمن قارة آسيا- تشن حرباً منذ أكثر من ثلاث سنوات على أوكرانيا. وخاضت الهند والباكستان مؤخراً مواجهة عسكرية هي الأعنف منذ عقود. بينما تلوح الصين بالخيار العسكري "أمام الجميع"، في النزاع مع تايوان، وفي كوريا الشمالية لا يكاد يخلو تصريح يخرج على لسان مسؤوليها إلا وتخلله تهديد نووي أو عسكري. في أقصى غرب القارة، تندلع حرب منذ عام و 9 أشهر، بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، انتشر لهيبها على شكل مواجهات وأزمات في لبنان وسوريا واليمن والعراق، هذا ناهيك عن المواجهة مع إيران. وتلك الأخيرة يهيمن عليها ملف السلاح النووي بشكل أساسي. وبعد أن قُصفت المواقع النووية الإيرانية، فعّلت باكستان أنظمة الدفاع الجوي ونشرت طائرات مقاتلة بالقرب من منشآتها النووية ومن حدود البلاد مع إيران، بعدما شنت إسرائيل هجمات على المنشآت النووية الإيرانية. وقال مسؤول استخباراتي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن "أنظمتنا على أهبة الاستعداد كإجراء احترازي..رغم أنه لا يوجد أي تهديد مباشر". ولتوضيح مدى الانتشار النووي في آسيا، عليك عزيزي القارئ أن تتابع الجزء القادم من القصة بعناية، نظراً للمعلومات المهمة والأرقام الدقيقة المتاحة لك. قارة آسيوية مُثقلة بالرؤوس النووية في قلب هذا المشهد المتفجر، تبرز خمس دول آسيوية كقوى نووية معترف بها، تملك مئات الرؤوس النووية، وتُعد أطرافاً مباشرة أو غير مباشرة في نزاعات أو مواجهات عسكرية، أو على الأقل تُلوّح باستخدام هذه الترسانة. روسيا ترسانة جاهزة للانتشار تمتلك روسيا -التي تمتد جغرافياً بين آسيا وأوروبا– أكبر ترسانة نووية في العالم، تُقدّر بنحو 4,380 رأساً نووياً في حالة انتشار عملياتي، وفق تقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI). وحذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سبتمبر/ أيلول 2024، الغرب، من أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت لضربات بصواريخ تقليدية. تواصل بكين تسليح ترسانتها النووية بوتيرة متسارعة. وبحسب تقرير المعهد ذاته، بلغ عدد الرؤوس النووية الصينية في العام 2024 نحو 500 رأس نووي، مقارنة بـ 410 فقط في العام الذي سبقه. تملك الهند نحو 172 رأساً نووياً، وهي الدولة الوحيدة التي تخوض مواجهات حدودية مباشرة مع قوتين نوويتين أخريين في آسيا: الصين وباكستان. باكستان: النووي الإسلامي تملك إسلام أباد ما يقارب 170 رأساً نووياً، وهي القوة النووية الإسلامية الوحيدة المعترف بها دولياً، كوريا الشمالية: نووي مدمج بالعقيدة السياسية أما بيونغ يانغ، التي لا تعترف بمعاهدات نزع السلاح النووي، فتمتلك ما بين 50 إلى 70 رأساً نووياً بحسب تقديرات غربية، رغم غياب بيانات رسمية. وتُعد كوريا الشمالية الدولة الأكثر "مجاهَرة" بترسانتها النووية، إذ دمجت برنامجها النووي في خطابها السياسي والعقائدي، وغالباً ما ترفق تهديداتها بتجارب صاروخية عابرة للقارات. إسرائيل: القوة التي "لا تعترف" تمتلك إسرائيل برنامجاً نووياً غير معلن رسميًا، وتُقدّر تقارير استخباراتية غربية ترسانتها بما يتراوح بين 80 إلى 90 رأساً نووياً، لكن إسرائيل تنتهج سياسة "الغموض النووي". إيران: على عتبة القنبلة رغم أن إيران لا تمتلك حتى الآن سلاحاً نووياً، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت في 12 حزيران/يونيو 2025، تقريراً اتّهم إيران "بعدم الوفاء بالتزاماتها" المتعلقة بأنشطتها النووية. وأشارت إلى أن مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران قد يقلّص الوقت اللازم لصنع سلاح نووي، رغم أنها لم تجد دليلاً على امتلاك أو تطوير أسلحة نووية حتى الآن. اعتبرت السلطات الإيرانية أن تقرير الوكالة شكّل "ذريعة" للهجمات الإسرائيلية. وعبّر عن هذا الموقف المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، الذي اتّهم في منشور المدير العام غروسي بـ"تحويل الوكالة إلى طرف في النزاع". وفي يونيو/حزيران 2025، شنّت إسرائيل والولايات المتحدة هجمات جوية استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية في أصفهان ومشهد وبندر عباس، ضمن واحدة من أوسع العمليات الجوية في تاريخ النزاع غير المعلن بين البلدين. وعلينا أن لا ننسى؛ أن اليابان الواقعة أقصى شرق قارة آسيا هي الدولة الوحيدة التي تعرضت لضربات نووية عسكرية، وهو ما لا يجعل الأمر مستبعداً بأن تتكرر الحادثة في أي دولة أخرى، في حالة تفجر أي من النزاعات التي تعصف بالقارة منذ عقود. والآن بعد هذه المعلومات، يبدو من الواضح للقارئ مدى القوة النووية التي بيد هذه الدول الآسيوية وكيف أن القارة معرضة لحرب نووية إذ ما انفلت عقال أي مواجهة من المواجهات المتعددة في القارة، لكن ننصح بمتابعة القراءة لتعرف أن القنابل النووية ليست هي السلاح الخطر الوحيد في القارة. القارة في سباق تسلح "على المكشوف" كشفت بيانات صادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) أن الهند احتلت المرتبة الثانية عالمياً في واردات السلاح بين عامي 2020 و2024، بعد أوكرانيا، إذ استحوذت على نحو 8.3 بالمئة من مجمل واردات الأسلحة العالمية، مقابل 8.8 بالمئة لأوكرانيا. ورغم هذا الترتيب المتقدم، سجّلت واردات الهند انخفاضاً طفيفاً مقارنة بالفترة السابقة (2015–2019) بنسبة بلغت نحو 9.3 بالمئة، في ظل سياسة حكومية تهدف إلى تعزيز التصنيع العسكري المحلي وتقليل الاعتماد على الخارج، لا سيما على روسيا. ولا تزال موسكو تُعدّ المورد الرئيسي للسلاح إلى الهند، لكنها شهدت تراجعاً لافتاً في حصتها، التي انخفضت إلى ما بين 36 و38 بالمئة من إجمالي واردات نيودلهي، بعدما كانت 55 بالمئة في الفترة السابقة، و72 بالمئة بين عامي 2010 و2014. في المقابل، حققت فرنسا صعوداً بارزاً، لتصبح الهند أكبر زبون للسلاح الفرنسي، مستحوذة على 28 بالمئة من صادرات باريس إلى الخارج. كما حافظت إسرائيل على موقعها كمورد رئيسي للهند، بحصة تقدّر بنحو 34 بالمئة من واردات البلاد العسكرية. أما باكستان، فقد سجلت نمواً لافتاً في واردات الأسلحة خلال الفترة ذاتها، بزيادة قدرها نحو 61 بالمئة مقارنة بالفترة ما بين 2015 و2019. وبهذه القفزة، أصبحت خامس أكبر مستورد للسلاح في العالم، بنسبة 4.6 بالمئة من إجمالي واردات الأسلحة العالمية. وتبدو بكين اللاعب الأبرز في تسليح باكستان، إذ وفرت لها نحو 81 بالمئة من وارداتها خلال 2020–2024، مقارنة بـ74 بالمئة في الفترة السابقة. وحلّت دول مثل هولندا وتركيا في مراتب تالية. وفي الفترة 2016–2020، كانت باكستان في المرتبة العاشرة عالمياً، مع نسبة 2.7 بالمئة من إجمالي الواردات، اعتمدت خلالها بشكل أساسي أيضاً على الصين. وفيما يتعلق بإسرائيل، فقد احتلت المرتبة 15 عالمياً على قائمة مستوردي الأسلحة في الفترة من 2020 حتى 2024، بحصة بلغت حوالي 1.9 بالمئة من السوق العالمي. وتصدّرت الولايات المتحدة قائمة المورّدين لإسرائيل، بنحو 66 إلى 69 بالمئة من إجمالي وارداتها، تلتها ألمانيا بنسبة تقارب 30 إلى 33 بالمئة، في صفقات شملت غواصات وقطعاً بحرية وذخائر ومكونات دفاعية. وسجّلت إيران أدنى مستويات استيراد للسلاح في الشرق الأوسط خلال الفترة ذاتها، بفعل العقوبات المفروضة عليها، ما دفعها إلى التركيز على تطوير قدراتها الذاتية، خاصة في المجال الصاروخي، وهو ما برز خلال المواجهات الأخيرة مع إسرائيل. وقبل الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران باسبوع واحد فقط، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، عن أن طهران طلبت مؤخراً "آلاف الأطنان من مكونات الصواريخ الباليستية من الصين" وبيّنت الصحيفة أن "الكمية المطلوبة تكفي لإنتاج نحو 800 صاروخ باليستي". ورغم أن هذا الاستعراض يركّز على بعض الدول فقط، إلا أنه يعكس بوضوح حجم سباق التسلح في قارة آسيا، القارة الأكبر جغرافياً وسكانياً، حيث تلقي هذه التوجهات العسكرية بظلالها على أمن المنطقة وتوازناتها المستقبلية. الجميع منتصر دون حسم في قارة تشهد توترات جيوسياسية متصاعدة، تبدو المواجهات العسكرية الأخيرة في آسيا محكومة بقاعدة واحدة: لا غالب ولا مغلوب. فبين صراعات طويلة ومواجهات قصيرة لكن مكثفة، تظهر النتائج النهائية غامضة، وكأن الجميع يخرج بانتصار ما، أو هزيمة غير واضحة المعالم. الهند وباكستان: 4 أيام من التصعيد شهدت منطقة كشمير، البؤرة المتفجرة بين الهند وباكستان، مواجهة عسكرية استمرت 4 أيام في مايو/أيار 2025، بدأت بتبادل للقصف عبر خط الهدنة، ثم تصاعدت إلى اشتباكات جوية وبريّة محدودة. ورغم سقوط عشرات الضحايا من الجانبين، لم تحقق أي من الدولتين نصراً حاسماً. وانتهت المواجهة بوساطة دولية، لكن جذور الصراع بقيت كما هي، مؤكدة أن كشمير ستظل ساحة للتوتر المتجدد. إيران وإسرائيل: 12 يوماً من الضربات المتبادلة لم تكن المواجهة بين إسرائيل وإيران في 2025 مفاجئة، لكنها كانت الأكثر مباشرة منذ سنوات. هاجمت إسرائيل بغارات على منشآت نووية وعسكرية إيرانية.وردت طهران بصواريخ ثقيلة، واستمر القتال 12 يوماً، وشمل ضربات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، لكنه انتهى دون حسم. كل طرف ادّعى تحقيق أهدافه وأعلن النصر. إسرائيل وحماس: عام و9 أشهر من الحرب غير المحسومة منذ 7 أكتوبر 2023، تدور المواجهة الأطول في المنطقة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. بعد عام و9 أشهر (حتى يوليو 2025)، لم تحقق إسرائيل "القضاء التام" على حماس، كما لم تتمكن الأخيرة من كسر الحصار أو تحقيق نصر سياسي واضح. ورغم انتهاج إسرائيل سياسة "الغموض النووي" إلا أن وزير التراث، عميحاي إلياهو، أبدى انفتاحه على خيار "القصف النووي كأحد خيارات إسرائيل خلال الحرب في غزة". غزة دُمرت، والقتلى تجاوزوا عشرات الآلاف وفق حكومة حماس، لكن المعادلة الأمنية والسياسية لم تتغير جذرياً. وكما في كل الحروب الآسيوية الأخيرة، يبدو أن الجميع يدفع الثمن، لكن لا أحد يخرج فائزاً. وحتى لو تعاملنا مع روسيا أنها جزء من قارة آسيا فأن الحرب التي تخضوها، أو العملية العسكرية كما يسميها الكرملين، ضد أوكرانيا لم تُحسم عسكرياً بعد، ولا يبدو ذلك ممكناً في المدى القريب. فبين كشمير وغزة والضربات الإيرانية-الإسرائيلية، يبدو أن "السلام الهش" هو النتيجة الوحيدة المتكررة حتى تندلع الجولة التالية، والحالات تنطبق على الصراع في شبه الجزيرة الكورية، وعلى الصين وتايوان وكذلك على الصين والهند. فمن القادر على إطفاء نار هذه الحروب والمواجهات؟ لا بد أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، له الدور الأكبر في إنهاء هذه المواجهات وإن كان بشكل مؤقت، وهو الأمر الذي يستدعي المزيد من الشرح المستفيض.

الرئيس بزشكيان: الأمريكان ألقوا القنابل على طاولة المفاوضات
الرئيس بزشكيان: الأمريكان ألقوا القنابل على طاولة المفاوضات

اذاعة طهران العربية

timeمنذ يوم واحد

  • اذاعة طهران العربية

الرئيس بزشكيان: الأمريكان ألقوا القنابل على طاولة المفاوضات

وفي مقابلة مع المذيع الأمريكي"تاكر كارلسون" وجه الرئيس بزشكيان خطابه لكارلسون وقال: سيد كارلسون! كنا على طاولة المفاوضات. كنا نتحدث، وكان الرئيس الأمريكي قد دعانا إلى السلام. في ذلك الاجتماع، أخبرونا أن "إسرائيل" لن تهاجم إلا إذا سمحنا لها بذلك. وأضاف: ولكن عشية الاجتماع السادس، وبينما كنا لا نزال نتحدث، ألقوا القنابل على طاولة المفاوضات ودمروا الدبلوماسية. وفيما يتعلق بعمليات التفتيش واختبار الصدقية قال الرئيس الايراني: نحن بلا شك مستعدون للعودة إلى الحوار و عمليات التحقق، لم نتجنب التحقق قط، ونحن مستعدون لإجراء تفتيش آخر. لكن للأسف، بعد الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية، دُمرت العديد من المعدات والمواقع، ولم يعد الوصول إليها سهلا، وعلينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان الوصول إليها ممكنا مرة أخرى. الرئيس بزشكيان: لم نكن نحن من بدأ الحرب، ولا نريد أن تستمر أي حرب. منذ توليت المسؤولية، كان شعاري هو تحقيق الوحدة داخلياً وإقامة السلام والهدوء مع الجيران والعالم. أنتم تتحدثون عن السلام، سيادة الرئيس. ومن ناحية أخرى، يؤكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب، أن الهجوم الأخير الذي شنته الحكومة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية جاء نتيجة اعتقاد بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية غير مستعدة للتخلي عن برنامجها النووي. وبحسب رأي السيد ترامب، لن يكون تحقيق السلام ممكنًا إلا إذا تخلّت إيران عن هذا البرنامج. هل ترحبون بالتخلي عن البرنامج النووي الإيراني كخطوة لتحقيق السلام؟ الرئيس بزشكيان: الحقيقة أن نتنياهو منذ عام 1992 روج هذا الادعاء بأن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي، وكل رئيس أمريكي تولى المنصب عزز هذا التصور لديه. لقد حاول أن يضلل رؤساء الولايات المتحدة بأن إيران تسعى للسلاح النووي. نحن لم نكن أبدًا نسعى إلى السلاح النووي، ولسنا كذلك الآن، ولن نكون في المستقبل. هذا أمر وفتوى صادرة عن قائد الثورة الإسلامية، وقد تم التحقق من ذلك من خلال تعاوننا الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن للأسف، بسبب تصرفاتهم تم تعطيل هذا المسار. هل يعني هذا أنكم تؤكدون صحة التقارير التي تفيد بقطع التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ في مثل هذه الظروف، لا يوجد سبيل لمعرفة كمية اليورانيوم الموجودة، أو نسبة ومستوى التخصيب، ولا يعلم المجتمع الدولي ما الذي تقوم به إيران في إطار برنامجها النووي. برأيكم، كيف يمكن من الآن فصاعدًا إجراء عملية التحقق بشأن البرنامج النووي الإيراني؟ وهل من الممكن أن تشارك دول أخرى في هذا المسار؟ الرئيس برشكيان: السيد كارلسون! كنا على طاولة المفاوضات، كنا في خضم الحوار، ودعانا ترامب لإقامة السلام. في ذلك الاجتماع، قيل لنا إنه ما دام نحن لا نسمح، فلن يهاجم إسرائيل. ولكن في الاجتماع السادس، بينما كنا لا نزال نفاوض، أُلقيت قنبلة على طاولة المفاوضات بالفعل ودُمرت الدبلوماسية. مع ذلك، بخصوص الرقابة وعملية التحقق، نحن بلا شك مستعدون للدخول مجددًا في الحوار وإجراء التحقق. لم نهرب أبدًا من عملية التحقق، ونحن مستعدون لمزيد من الفحوص، ولكن للأسف، بعد الهجوم الاميركي على منشآتنا النووية، تدمرت الكثير من المعدات والمرافق، وأصبح الوصول إليها غير ممكن بسهولة. علينا أن ننتظر لنرى إن كان بالإمكان استعادة الوصول مجددًا أم لا. تُشير تقارير إلى أن ادارتكم تعتقد بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قامت بالتجسس على المنشآت النووية الإيرانية وسلّمت معلومات سرية إلى اسرائيل. هل تؤيدون هذا الرأي؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل لديكم أدلة ترغبون في عرضها على العالم؟ الرئيس بزشكيان: فيما يخص الثقة بالوكالة، فإن تصرفات الكيان الصهيوني التي استغلّت معلومات التفتيش أثارت شكوكا كبيرة. ومع ذلك، كنا دائماً مستعدين للتعاون وسمحنا للوكالة بزيارة جميع المواقع التي تخضع لإشرافها. ازدادت حالة عدم الثقة عندما قدّم تقرير الوكالة الأخير ذريعة للكيان الصهيوني لشن هجمات على منشآتنا النووية دون أي تصريح. للأسف، لم تُدين الوكالة حتى الهجوم على مراكز كانت تحت إشرافها، والتي قبلناها وفق معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT). هذا الأمر غير مقبول من الناحية القانونية الدولية وأدى إلى تراجع ثقة شعبنا ومشرعينا بالوكالة. سيادة الرئيس، لقد أشرت إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت دائمًا حريصة على تجنب الحرب وسعت لحل الخلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر الدبلوماسية، لكن فجأة تعرّض هذا المسار لتعطيل جراء حادثة ما. الآن أود أن أسألكم، هل أنتم مستعدون لبدء جديد في مسار الدبلوماسية؟ بمعنى آخر، هل هناك إمكانية لإستئناف المفاوضات؟ وإذا كان الأمر كذلك، من وجهة نظركم، كيف ينبغي أن يتم التوصل إلى اتفاق مرضٍ مع الولايات المتحدة وعلى أي أسس؟ الرئيس بزشكيان: أعتقد أننا كان بإمكاننا حل مشاكلنا بسهولة عبر الحوار. يمكن أن تستند أطر الحوار إلى القوانين الدولية وحقوق الدول. لا نطلب سوى احترام القوانين الدولية، ولا نزال متمسّكين بذلك. نتنياهو هو من أشعل الفوضى في المنطقة وحاول تعطيل حوارنا. نحن نطمح للسلام. إيماني أن البشر في عالمنا الصغير يجب أن يعيشوا بسلام وطمأنينة جنبًا إلى جنب، لكننا تعرّضنا للهجوم. شعبنا قادر على الدفاع عن نفسه. وأعتقد أن ترامب بإمكانه أن يقود المنطقة نحو السلام والأمن، أو نحو حرب لا تنتهي. الرئيس بزشكيان: لا نمانع المفاوضات، لكن الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في منطقتنا وبلدنا، بما في ذلك اغتيال وقتل قادتنا في منازلهم — وهو جريمة حرب — واستهداف علمائنا مع عائلاتهم وأطفالهم، وقتل الأبرياء وقصف النساء الحوامل، قد أدت إلى تفاقم الوضع. هذا الكيان يدمر المباني فوق رؤوس الناس فقط ليقتل شخصًا واحدًا! نأمل بعد تجاوز هذه الأزمة أن نتمكن من العودة إلى طاولة المفاوضات، لكن هذا يحتاج إلى شرط أساسي: الثقة في مسار الحوار. لا ينبغي السماح مجددًا للكيان الصهيوني بالهجوم خلال المفاوضات وإشعال فتيل الحرب. الرئيس بزشكيان: حاولوا وأقدموا على ذلك ، لكن إيماننا أن الإنسان يبقى على قيد الحياة بإرادة الله، وإن لم يشأ، قد يموت حتى في المشي. نحن مستعدون للدفاع عن شعبنا واستقلالنا وحرية أرضنا حتى اخر قطرة الدم، ولا نخشى الموت. لكن في عالمنا الذي نعيش فيه، أن تقوم جهة أو جهات بجعل المنطقة غير آمنة بالدماء والقتل والنهب والرغبات الشيطانية أمرٌ مؤسف وقبيح جدًا. إذا تسمحون، أود العودة إلى هذا الموضوع مرة أخرى. حتى الآن، لا توجد تقارير رسمية تشير إلى أن الولايات المتحدة حاولت اغتيالكم أو أن هذا الأمر تم تأكيده من قبل جهات رسمية، هل يمكنكم توضيح ذلك أكثر؟ الرئيس بزشكيان: هذا العمل كان من جانب الكيان الصهيوني، وليس الولايات المتحدة. كنا في اجتماع داخلي نراجع البرامج، وعندها قصفوا المنطقة التي كنا فيها بناءً على معلومات من جواسيسهم. لكن إذا شاء الله، فلا يحدث شيء. ونحن لم نخشَ الموت أو الشهادة في سبيل استقلال وكرامة بلدنا. شعبنا وأرضنا زادوا في الوحدة والتماسك في مواجهة حرب الكيان الصهيوني العدوانية. إيران حضارة، وشعبها قد يختلف في بعض القضايا، لكن كل إيراني أينما كان، يدرك ويحترم وحدة أراضي بلاده ويدافع عنها. نصيحتي للحكومة الأمريكية هي ألا تدخل حربًا بدأتها أهداف غير إنسانية لنتنياهو وإبادته الجماعية؛ فهي حرب لا نهاية لها لا تجلب سوى الرعب وانعدام الأمن للمنطقة. هناك كثير من الأمريكيين لا يزالون يخشون إيران، ويخشون أن تستخدم إيران قنبلة نووية ضد الولايات المتحدة. وهم يشاهدون فيديوهات يظهر فيها بعض الإيرانيين يرددون شعارات مثل "الموت لأمريكا" ويصفون الولايات المتحدة بـ"الشيطان الأكبر". برأيكم، هل هذه المخاوف واقعية؟ وهل يجب على الشعب الأمريكي أن يخاف من إيران؟ الرئيس برشكيان: لا أظن أن هذه الصورة تعكس الحقيقة عن إيران. خلال مئتي عام مضت، لم تهاجم إيران دولة واحدة. وشعار "الموت لأمريكا" لا يعني الموت للشعب الأمريكي أو المسؤولين هناك. هذا الشعار يعني "الموت للجريمة"، "الموت للقتل"، "الموت لدعم المجازر"، و"الموت للسياسات التي تزرع انعدام الأمن في المنطقة". هل سبق ورأيتم إيرانياً يرتكب عملية اغتيال في أمريكا؟ أنا لم أسمع بذلك. بحسب معلوماتنا، لا يوجد إيراني سعى للاغتيال أو إثارة الفوضى، بينما هناك آخرون في المنطقة، قال رئيس أمريكا نفسه إن بلاده دربتهم؛ وهم نفس داعش الذين تسببوا في عدم الاستقرار والجريمة في المنطقة وحتى في أمريكا، وأساءوا صورة ديننا ومعتقداتنا. شعارنا "الموت لـ..." هو ضد الجريمة وعدم الأمن، وليس ضد البشر. وكل من يدعم هذا المسار يلقى اللعن من شعبنا، وليس الأفراد ككائنات بشرية. هناك اثنان من المراجع العظام والعلماء البارزين في إيران أصدروا فتاوى ضد دونالد ترامب، ما هو رأيكم بشان مضمون هذه الفتاوى؟ الرئيس برشكيان: حسب علمي، لم يصدروا فتاوى ضد أي فرد بعينه. الفتوى التي تم نشرها — والتي ليست لها علاقة بالحكومة أو القيادة — تبيّن فقط أن الإساءة إلى الدين أو الشخصيات الدينية محرمة وغير مقبولة من الناحية العقائدية. هذا الأمر ليس موجهاً ضد رئيس أمريكا أو أي شخص آخر بشكل خاص. علماء الدين أعربوا عن آرائهم العلمية، ولكن هذه الفتوى لا تعني أبداً القتل أو التهديد. في ضوء وجود عدد كبير من الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة، يعتقد بعض الناس أن هؤلاء الأشخاص يشكلون ما يُعرف بـ«الخلايا النائمة» التي تنتظر أوامركم لتنفيذ أعمال عنف أو إرهاب داخل الأراضي الأمريكية. هل تود أن توجه لهم رسالة من هنا تطلب فيها منهم الامتناع عن أي أعمال عنف داخل الولايات المتحدة؟ الرئيس برشكيان: بصراحة، كثير من الأمور التي تطرحها أنت أسمعها للمرة الأولى كمواطن إيراني. هل رأيتم في سلوك الإيرانيين في أمريكا غير العلم، والأدب، والتعاون، والمعرفة؟ هذه الصور هي دعاية يروج لها الصهاينة وبعض الذين يريدون استمرار الحرب والاضطراب. يحاولون تخويف الرأي العام وصناع القرار في أمريكا ليجرّوها إلى حرب لا فائدة منها. في بداية الثورة، كان يبدو أن إيران كانت لديها علاقات اقتصادية مع إسرائيل، ويقال إن بعض الأسلحة نُقلت من إسرائيل إلى إيران آنذاك. ما الذي أدى إلى هذا التحول الجذري في العلاقات بين إيران وإسرائيل؟ ومن المسؤول عن هذا التحول؟ الرئيس برشكيان: ما حدث أمام أعين العالم من قبل الكيان الصهيوني واضح تمامًا. في غزة، يقوم نتنياهو بقصف الأطفال والنساء والمدارس والجامعات بسهولة و يمنع وصول الماء والطعام والدواء. هذه أفعال ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. هذا السلوك غير مقبول لدى شعوب المنطقة. بحسب معلوماتي، إيران لم تتلقَ أي سلاح من الكيان الصهيوني ولم تكن تسعى للحرب. هذه الحروب فُرضت علينا. حتى الحرب مع العراق لم نبدأها نحن. واليوم، الكيان الصهيوني يهاجمنا ايضا. لم نكن نريد الحرب، حتي انهم يحاولون للأسف جر أمريكا إلى هذه المواجهة. الرئيس برشكيان: منذ تولي المسؤولية، سعيت لتعزيز الوحدة الداخلية ثم إقامة علاقات صحية وإيجابية مع الجيران. في حوارنا مع قائد الثورة، كان يؤمن أن المستثمرين الأمريكيين يمكن أن يأتوا إلى إيران ولا مانع من عملهم. هذه عقيدة قيادتنا العظيمة. لكن للأسف، الكيان الصهيوني لا يسمح بالهدوء في المنطقة. أعتقد أن الرئيس الأمريكي يمكنه إما أن يقود الأمور نحو السلام والأمن، ويكبح جماح الكيان الصهيوني، أو يقع في فخ نتنياهو وحروبه التي لا تنتهي. القرار بيده. نحن مستعدون لكل تعاون اقتصادي وصناعي وتجاري مع الأمريكيين ولا زلنا، لكن العقوبات هي التي تمنعهم من العمل في بلدنا. سيادة الرئيس، كسؤال أخير، في حال نشوب حرب أوسع ضد الجمهورية الإسلامية، إلى أي مدى تتوقعون أن تدعم حلفاء إيران مثل الصين وروسيا إيران اقتصاديًا وعسكريًا؟ وهل تتوقعون مثل هذا الدعم؟ الرئيس برشكيان: ما يهمنا هو إيماننا بالله وعقيدتنا. لدينا قدرة على الدفاع عن أنفسنا، وإذا لزم الأمر سنقف حتى النفس الأخير لحماية وطننا وسلامة أراضينا. نحن لا نسعى للحرب. قلنا مرارًا إننا لا نريد سلاحًا نوويًا. لكن هناك تصور خاطئ لدى بعض الساسة الأمريكيين، وهو تصور يعززه نتنياهو بحماسه للحرب. أي حرب في هذه المنطقة ستشعل نارًا وعدم أمان في كل الشرق الأوسط. إذا كان الرئيس الأمريكي يريد هذا المستقبل، فليواصل طريقه، أما إذا كان يريد السلام – وأنا أؤمن بضرورة السير نحو السلام والاستقرار – فلا ينبغي أن يسمح للكيان الصهيوني بإشعال المنطقة. الرئيس الأمريكي قادر على إيقاف نتنياهو ووضع حد للحرب والدمار. وهذا القرار يعتمد على السياسة التي يتخذها الرئيس الاميركي. الرئيس بزشكيان: أشكركم على توفير هذه الفرصة للتعبير عمّا نؤمن به ونحمله في قلوبنا. آمل أن يسعى شعب وحكومة الولايات المتحدة لتحقيق السلام والاستقرار لبلدهم والمنطقة. شكراً جزيلاً على هذه الفرصة.

توسع 'البريكس'.. خطوات نحو تعزيز نفوذ المجموعة الدولي
توسع 'البريكس'.. خطوات نحو تعزيز نفوذ المجموعة الدولي

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ يوم واحد

  • وكالة الصحافة المستقلة

توسع 'البريكس'.. خطوات نحو تعزيز نفوذ المجموعة الدولي

المستقلة/-تشهد مجموعة البريكس، التي تضم دولاً ذات اقتصادات ناشئة متنوعة، خطوات توسعية مهمة تهدف إلى تعزيز حضورها الدولي بشكل لافت. وبتضمين أعضاء جدد في تشكيلتها، تسعى المجموعة ليس فقط إلى توسيع التعاون الاقتصادي بين أعضائها، بل إلى لعب دور سياسي فاعل يسعى إلى إعادة رسم التوازنات العالمية. وتبرز مجموعة 'بريكس' كأحد أبرز التكتلات الطامحة إلى إعادة صياغة قواعد النظام الدولي؛ فقد شكّلت هذه المجموعة، منذ نشأتها، منصة لتقارب مصالح دول تمثل طيفاً واسعاً من الاقتصادات الناشئة، وتسعى إلى تعزيز حضورها في مؤسسات الحوكمة العالمية. ومع توسع عضويتها مؤخراً، تزايد الزخم حول أدوار جديدة قد تلعبها 'بريكس' على الساحة الدولية، ليس فقط كتحالف اقتصادي، بل كقوة سياسية تسعى إلى تحقيق توازن أكبر في العلاقات الدولية. هذا التكتل، الذي يجمع بين تنوع جغرافي وثقافي واقتصادي، يبدو اليوم -رغم العديد من التحديات- أكثر طموحاً في رسم ملامح عالم متعدد الأقطاب، يعبّر عن مصالح الجنوب العالمي ويطالب بإصلاحات في المنظومة العالمية. وفي ظل هذا السياق الدولي المتغير، تتجه الأنظار إلى 'بريكس' باعتبارها تجربة تختمر بين الطموح والواقع، وبين فرص التوسع وتحديات التماسك، في مسار يبدو مفتوحاً على احتمالات متعددة. صوت الأسواق الناشئة وفي ظل تصاعد التوترات العالمية وإعادة تشكيل موازين القوى، يبرز التكتل -الذي كان يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا حتى العام 2023، قبل أن يتضاعف حجمه بأكثر من الضعف، مع انضمام الإمارات ومصر وإيران ودول أخرى- كأحد الفاعلين الطامحين إلى إعادة هيكلة النظام الدولي على أسس أكثر توازناً وتعددية. ومع تنامي القوة الاقتصادية لبعض هذه الدول، واتساع رقعة التعاون بينها، تعزز هدفها ليشمل السعي لامتلاك صوت أعلى في مؤسسات الحوكمة العالمية. في هذا السياق، تقول المحللة الجيواقتصادية لأميركا اللاتينية، جيمينا زونيجا، في تصريحات سابقة نقلتها 'بلومبرغ': ما يوحد المجموعة في المقام الأول هو شعور مشترك بضرورة أن يكون للأسواق الناشئة صوتٌ أعلى في النظام العالمي، ورغبة في بناء عالم متعدد الأقطاب. من المرجح أن تستمر الجاذبية الجيوسياسية للمجموعة في التزايد تدريجياً، بما يتماشى مع ثقلها الاقتصادي، أو ربما مع توسعها المتزايد. كما نقل تقرير لـ 'رويترز' عن دبلوماسي برازيلي، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: 'الفراغ الذي تركه الآخرون تملؤه بريكس على الفور تقريباً'. 'على الرغم من أن مجموعة السبع لا تزال تتمتع بنفوذ واسع فإنها 'لم تعد تتمتع بالهيمنة التي كانت تحظى بها في السابق'. إعادة تشكيل موازين القوى من جانبه، يقول خبير أسواق المال، محمد سعيد، لموقع 'اقتصاد سكاي نيوز عربية':منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتبنيه نهج 'أميركا أولًا'، بدأت معالم النظام الدولي تشهد تغيراً جذرياً تمثل في انحسار الدور القيادي الأميركي وتراجع انخراط واشنطن في المؤسسات متعددة الأطراف، ما يفضى إلى فراغ نسبي في منظومة القيادة العالمية. هذا الفراغ أتاح المجال أمام قوى صاعدة، وفي مقدمتها مجموعة 'بريكس'؛ لمحاولة إعادة تشكيل موازين القوى الدولية. المجموعة التي شهدت توسعاً مؤخراً بضم دول من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، باتت تمثل كتلة مؤثرة على الصعيدين الديموغرافي والاقتصادي، وتسعى لطرح نفسها كقوة موازية -وربما بديلة- للنظام الغربي التقليدي، لا سيما في قضايا الاقتصاد والسياسة العالمية. هذا الطموح يأتي في ظل واقع معقد، فرغم الزخم الذي تحققه 'بريكس' من حيث جذب اهتمام دول الجنوب العالمي وتقديم مبادرات لإصلاح النظام المالي الدولي، تواجه المجموعة تحديات بنيوية (لا سيما أنها في فترة انتقالية مهمة بعد التوسع الأخيرة). ويشير إلى أن التوسع الأخير للمجموعة عزز ثقل 'بريكس' السياسي والاقتصادي وأضفى عليها شرعية أكبر في تمثيل مصالح الدول النامية (..). ويكمن التحدي في قدرة المجموعة على التوافق في القضايا الجوهرية مع توسعها، والتعامل مع الفجوات بين الدول الأعضاء. ويشدد على أن:'بريكس' تمتلك مقومات تؤهلها لملء جزء من الفراغ الذي خلفه تراجع الحضور الأميركي، لا سيما في ملفات الجنوب العالمي وإصلاح بنية النظام المالي الدولي. المجموعة بحاجة إلى رؤية استراتيجية موحدة وآليات تنفيذية قادرة على تحويلها إلى قطب عالمي متماسك. التوسع يمنح 'بريكس' نفوذاً متنامياً، لكنه في الوقت ذاته يضع تماسكها الداخلي أمام الاختبار. المجموعة لا تزال في مرحلة انتقالية بين طموحات القيادة العالمية وواقع التباينات، والسنوات المقبلة ستكون حاسمه في تحديد ما إذا كانت بريكس ستتمكن من تجاوز التحديات البنيوية. التمثيل الجغرافي العادل ويُبرز تقرير لـ 'فايننشال تايمز' البريطانية، تركيز زعماء مجموعة البريكس، الأحد، على المطالب القديمة بإصلاح الحوكمة العالمية، بما في ذلك التمثيل الجغرافي الأكثر عدالة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بما يعكس الثقل المتزايد للأسواق الناشئة في الاقتصاد العالمي. وفي إعلان مكون من 31 صفحة يغطي كل شيء من الفضاء الخارجي إلى الذكاء الاصطناعي وإعادة القطع الأثرية الثقافية إلى بلدانها الأصلية، أعربت مجموعة البريكس عن قلقها البالغ إزاء التعريفات التجارية الأحادية الجانب وأدانت الهجمات العسكرية على إيران، دون ذكر الولايات المتحدة بالاسم. وفي افتتاح القمة الـ 17، أبدى الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أسفه لما سماه 'الانهيار غير المسبوق للتعددية'. وقال لولا في كلمته الافتتاحية 'إذا لم تعكس الحوكمة الدولية الواقع الجديد متعدد الأقطاب في القرن الحادي والعشرين فإن الأمر متروك لمجموعة بريكس للمساعدة في تحديثها'. الموقف الأميركي بدوره، يوضح رئيس قسم الأسواق العالمية في Cedra Markets، جو يرق، في تصريحات لموقع 'اقتصاد سكاي نيوز عربية'، إلى أنه:منذ تأسيس مجموعة 'بريكس'، تنخرط في محاولات جادة لتطوير هيكل اقتصادي بديل قادر على منافسة السيطرة الاقتصادية الأميركية. الواقع يظهر أن المجموعة تواجه تحديات جوهرية (..). ويشير في هذا السياق إلى تصاعد التهديدات من قبل الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي أشار سابقاً إلى أن أي محاولة لإنشاء عملة موحدة ضمن 'بريكس' ستواجه بردٍ أميركي قوي، بما في ذلك فرض رسوم جمركية بنسبة 100 بالمئة على تلك الدول، إلى جانب منعها من استعمال الدولار الأميركي، ما شكّل رسالة ردع فعّالة. وتمثل المجموعة ثقلاً اقتصادياً عالمياً لا يمكن تجاهله، بالنظر إلى حجم الدول مجتمعة بالاقتصاد العالمي، إذ باتت 'بريكس' الجديدة تمثل نحو 40 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وما يقارب نصف سكان العالم. بالإضافة إلى ذلك، تنتج دول البريكس حوالي 40 بالمئة من إنتاج النفط الخام العالمي. المصدر: سكاي نيوز عربية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store