
ذكرى يوم الغزو الغاشم
وقد خطط لغزو الكويت مسبقاً، وقام بالإعلان عن تشكيل اتحاد عربي الهدف منه الأمن والدفاع المشترك مع كل من اليمن، الأردن ومصر، في فبراير 1989.
فجر يوم الغدر
شنت قوات الطاغية هجومها المباغت على دولة الكويت في فجر يوم 2 أغسطس 1990 واستمر الغزاة بالزحف والاستيلاء على كامل الأراضي الكويتية، وقام الطاغية بإدارة مسرحية هزلية بالإعلان عن تشكيل حكومة صورية برئاسة أحد الخونة، ثم الإعلان عن ضم دولة الكويت للعراق وإلغاء دولة مستقلة وعضوة في جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية في سابقة غريبة.
ومنذ الساعات الأولى للاحتلال الغاشم، سطّر الكويتيون أروع معاني الوفاء والتضحية، حين أدركوا نوايا المحتل بطمس سيادة البلاد وهويتها، معلنين رفضهم التام لهذا العدوان السافر، ووقوفهم إلى جانب قيادتهم الشرعية صفاً واحداً للدفاع عن سيادة وطنهم وحريته، معلنين عصيانهم المدني ورفضهم لجميع الأوامر الصادرة عن سلطات الاحتلال، متحملين بذلك الرفض كل صنوف التعذيب والاضطهاد، معلنين الموقف الثابت والحازم بالمبايعة التاريخية للنظام الشرعي، ممثلاً بأميرنا المرحوم / الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الأمين المرحوم / الشيخ سعد العبدالله الصباح، طيّب الله ثراهما.
ومع هذا الصمود الكبير من الكويتيين، عمد النظام العراقي إلى استخدام كل وسائل التخويف والتعذيب والسجن والاعتقال، كما لجأ إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة إذ أحرق 752 بئراً نفطية، وقام بحفر الخنادق التي ملأها بالنفط والألغام، لتكون في وقت لاحق حداً فاصلاً بين قواته وقوات التحالف، ناهيك عن تدمير الموانئ البحرية وإغراق القطع البحرية والسفن في أحواض الميناء مع وضع المتفجرات والألغام فيها بحيث إن تمت عملية التعويم والتطهير يتم تفجيرها.
وتبقى ذكرى الغزو الصدامي محفورة في وجداننا لا تمحوها السنون ولا تخفف من وطأتها الأيام، فقد كانت جراحها عميقة، أدمت القلوب وأزهقت أرواح شبابنا وشرّدت أهلنا وروّعت النفوس البريئة.
نستعيد هذه الذكرى الأليمة في عامها الخامس والثلاثين، لا لنعيد الحزن بل لنُبقي الحقيقة حيّة في ذاكرة الأجيال.
جيلٌ كامل غابت عنه تفاصيل تلك الأحداث المروعة ومن واجبنا أن نرويها بصدق كي يدرك حجم التضحيات، ويعي قيمة الأمن والأمان ويستلهم من صمودنا دروساً في الثبات والكرامة.
سطر الشعب الكويتي ملحمة تاريخيّة برفض الاحتلال، فقد أظهر مقاومة وصموداً في وجه الاحتلال ، وأبدى تكاتفاً وتضامناً في مواجهة الظروف الصعبة، وتجسّدت هذه الملحمة في العديد من المواقف والأحداث التي شهدتها فترة الغزو، مثل المسيرات الاحتجاجية والمقاومة المسلحة والعصيان المدني والعمل على إدارة شؤون الوطن بسواعد أبنائها.
فبعد أن غادرت العمالة الوافدة الوطن أثناء الاحتلال قام الشباب الكويتي بإدارة كل الأعمال صغيرة كانت أو كبيرة مخاطرين بأرواحهم في ظل حكم الطاغية المجرم.
نذكر منها:
إدارة الجمعيات التعاونية - المخابز - نقل القمامة من المناطق إلى مواقع المحرقة-دفن الشهداء بعد تصوريهم -إدارة وتفعيل دور الطوارئ الطبية ( الإسعاف )- إدارة المستشفيات والمستوصفات...
الدمار شمل الحجر والمدر
وقام الغزاة بتدمير كل شيء فلم يسلم منهم الإنسان ولا الحجر ولا المدر، قتلوا، نكّّلوا، دمّروا، أحرقوا، قاموا بجريمة العصر، حرق وتفجير آبار النفط حيث حجب الدخان الكثيف ضوء الشمس فكانت سماء الكويت تغطيها الغيوم السوداء ليلاً ونهاراً.
فجر التحرير
كما تم غزو الكويت والناس نيام، بزغ نور التحرير في فجر يوم 26 /2 /1991 لتكون نهاية الاحتلال لدولة الكويت بعد فترة دامت سبعة أشهر.
وهذا النصر كان بإذن المولى عز وجل، وبصمود وتكاتف الشعب الكويتي معاً حكاماً ومحكومين، وكذلك بالدور الرسمي الكبير الذي قامت وما زالت تقوم به الكويت بالإضافة إلى العمل الخيري الشعبي والمبرات الخيرية التي غطت معظم دول العالم.
بالتأكيد لن ننسى الغدر من جارٍِ لم نقصر معه.
لن ننسى من غزا الكويت فجراً والناس نيام.
لن ننسى من حاول مسح الكويت من الخارطة.
لن ننسى من نكل بشعبنا الصامد بالقتل والتعذيب واختطاف أبنائها والذين إلى الآن لم يعرف عنهم شيئاً.
ختاماً
ستظل وتبقى الكويت عزيزة على قلوبنا رغم هذا الحدث الجلل المفجع، ونجدد الذكرى لتبقى خالدة إلى ما لا نهاية.
واليوم نمر بأحداث لا تقل أهميةً عما سبق، فبدأت في الكويت عملية إصلاحات شاملة، والكويتيون مع هذه الإصلاحات التي تشمل: محاسبة سراق المال العام، محاربة الفساد، وكشف المزوّرين... وبإذن المولى عز وجل، تتكلل تلك الجهود بالنجاح.
رحم الله أبطال التحرير ورموز الوطن، عملوا بتفان وإخلاص وعمل دؤوب حتى تحرّرت الكويت...
الشيخ جابر الأحمد الصباح
الشيخ سعدالعبدالله الصباح
الشيخ صباح الأحمد الصباح
الشيخ الشهيد فهد الأحمد الصباح
الشيخ سعود الناصر الصباح
الشيخ جابر الخالد الصباح (ربنا يشفيه)
ولن ننسى شهداءنا الأبرار، من رجال وشباب، ونساء وفتيات، وما قدموه من تضحيات جليلة للوطن العزيز، سائلين الله عز وجل، بأن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، وينزلهم منازل الشهداء.
اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 19 دقائق
- الرأي
البابا: يبقى لبنان الحبيب والمتألم في قلب صلواتي
وجّه البابا ليو الرابع عشر، رسالة إلى المؤمنين المشاركين في السهرة الصلاة على نية ضحايا انفجار 4 أغسطس، دعاهم فيها إلى «ان تطلعوا كأرز لبنان، رمز وطنكم، نحو السماء، حيث الله أبونا». وإذ تمنى بحرارة «أن يشعر كلٌّ منكم بمحبتي، وبمحبة الكنيسة» أعرب عن تعاطفه «مع كل من تحطمت قلوبهم والذين يعانون من فقدان أحبائهم، وكذلك مع أولئك الذين أصيبوا أو فقدوا كل شيء نتيجة لهذه الكارثة». وقال «يبقى لبنان الحبيب والمتألم في قلب صلواتي».


المدى
منذ 5 ساعات
- المدى
البابا لاوون الرابع عشر في ذكرى 4 آب: لبنان المتألم في قلب صلواتي وأوكلكم بشفاعة القديس شربل
وجه البابا لاوون الرابع عشر رسالة الى المؤمنين المشاركين في السهرة الصلاة على نية ضحايا انفجار4 أب2020 جاء فيها: 'يؤكد قداسة البابا لاوون الرابع عشر ولمناسبة الذكرى الخامسة للانفجار المأسوي في مرفأ بيروت، لكم ولجميع اللبنانيين قربه الروحي ومشاركته لكم في الصلاة. وفي هذا الوقت المخصص للخشوع. انه يدعوكم للتأمل في موقف المسيح وكلماته أمام موت صديقه لعازر. فلقد أظهر يسوع ببراعة سرّ موتنا. ففي وجه الموت، بكى يسوع (يوحنا ١١: ٣٥) وان دموعه تتلاقى مع دموعنا امام فقدان والام احبائنا. وهكذا فالمسيح قريبً من كل واحد منكم. لقد صلى يسوع إلى الآب، مصدر الحياة، ولإعطائنا علامة، أمر لعازر بالخروج من القبر، وهذا ما حدث. وهنا يؤكد الرجاء المسيحي بأن المسيح هو إله الحياة وأن الموت ليس له ولن يكون له الكلمة الأخيرة، فيسوع هو مخلصنا'. أضاف: 'وتمامًا كما مارثا التي كانت تندب موت أخيها لعازر، يقول لك الرب: 'أنا القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا، ومن أمن بي فلن يموت أبدًا. أتؤمن بهذا؟ (يوحنا ١١: ٢٥-٢٦). واذا كنا غارقين في الظلام أمام سرّ الموت والمعاناة، فإن الربّ يمنحنا نور الإيمان! إنه رجاؤنا في وجه الموت. ومنذ معموديتنا، فُتح بابٌ للمؤمنين إلى بيت الآب، حيث ينتظرنا الله نفسه. ويدعوكم الأب الأقدس ان تطلعوا كأرز لبنان، رمز وطنكم، نحو السماء، حيث الله أبونا! يتمنى البابا بحرارة أن يشعر كلٌّ منكم بمحبته، وبمحبة الكنيسة. إنه يدعو الآب الرحيم أن يستقبل، بقربه، في دار راحته ونوره وسلامه، جميع من فقدوا حياتهم في هذا الانفجار. ويود أن يعرب عن تعاطفه مرة أخرى مع كل من تحطمت قلوبهم والذين يعانون من فقدان أحبائهم، وكذلك مع أولئك الذين أصيبوا أو فقدوا كل شيء نتيجة لهذه الكارثة. ويبقى لبنان الحبيب والمتألم في قلب صلواته. كما يود أن يشكر الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات القريبين من الشعب والذين يدعمونه بمساعدته على إبقاء نظره متجها نحو السماء والحفاظ على الامل والرجاء في المحن. وإذ يوكلكم الى حماية وشفاعة العذراء مريم، وكذلك القديس شربل وسائر القديسين اللبنانيين، فإن الأب الأقدس يمنحكم من كل قلبه بركته الرسولية، كعلامة على التعزية.


الرأي
منذ يوم واحد
- الرأي
ذكرى يوم الغزو الغاشم
في بداية عام 1990 بدأ نظام طاغية العراق المقبور بانتهاج حملة إعلامية مضللة كاذبة ضد دولة الكويت بهدف إثارة السخط الشعبي ضدها. وقد خطط لغزو الكويت مسبقاً، وقام بالإعلان عن تشكيل اتحاد عربي الهدف منه الأمن والدفاع المشترك مع كل من اليمن، الأردن ومصر، في فبراير 1989. فجر يوم الغدر شنت قوات الطاغية هجومها المباغت على دولة الكويت في فجر يوم 2 أغسطس 1990 واستمر الغزاة بالزحف والاستيلاء على كامل الأراضي الكويتية، وقام الطاغية بإدارة مسرحية هزلية بالإعلان عن تشكيل حكومة صورية برئاسة أحد الخونة، ثم الإعلان عن ضم دولة الكويت للعراق وإلغاء دولة مستقلة وعضوة في جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية في سابقة غريبة. ومنذ الساعات الأولى للاحتلال الغاشم، سطّر الكويتيون أروع معاني الوفاء والتضحية، حين أدركوا نوايا المحتل بطمس سيادة البلاد وهويتها، معلنين رفضهم التام لهذا العدوان السافر، ووقوفهم إلى جانب قيادتهم الشرعية صفاً واحداً للدفاع عن سيادة وطنهم وحريته، معلنين عصيانهم المدني ورفضهم لجميع الأوامر الصادرة عن سلطات الاحتلال، متحملين بذلك الرفض كل صنوف التعذيب والاضطهاد، معلنين الموقف الثابت والحازم بالمبايعة التاريخية للنظام الشرعي، ممثلاً بأميرنا المرحوم / الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الأمين المرحوم / الشيخ سعد العبدالله الصباح، طيّب الله ثراهما. ومع هذا الصمود الكبير من الكويتيين، عمد النظام العراقي إلى استخدام كل وسائل التخويف والتعذيب والسجن والاعتقال، كما لجأ إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة إذ أحرق 752 بئراً نفطية، وقام بحفر الخنادق التي ملأها بالنفط والألغام، لتكون في وقت لاحق حداً فاصلاً بين قواته وقوات التحالف، ناهيك عن تدمير الموانئ البحرية وإغراق القطع البحرية والسفن في أحواض الميناء مع وضع المتفجرات والألغام فيها بحيث إن تمت عملية التعويم والتطهير يتم تفجيرها. وتبقى ذكرى الغزو الصدامي محفورة في وجداننا لا تمحوها السنون ولا تخفف من وطأتها الأيام، فقد كانت جراحها عميقة، أدمت القلوب وأزهقت أرواح شبابنا وشرّدت أهلنا وروّعت النفوس البريئة. نستعيد هذه الذكرى الأليمة في عامها الخامس والثلاثين، لا لنعيد الحزن بل لنُبقي الحقيقة حيّة في ذاكرة الأجيال. جيلٌ كامل غابت عنه تفاصيل تلك الأحداث المروعة ومن واجبنا أن نرويها بصدق كي يدرك حجم التضحيات، ويعي قيمة الأمن والأمان ويستلهم من صمودنا دروساً في الثبات والكرامة. سطر الشعب الكويتي ملحمة تاريخيّة برفض الاحتلال، فقد أظهر مقاومة وصموداً في وجه الاحتلال ، وأبدى تكاتفاً وتضامناً في مواجهة الظروف الصعبة، وتجسّدت هذه الملحمة في العديد من المواقف والأحداث التي شهدتها فترة الغزو، مثل المسيرات الاحتجاجية والمقاومة المسلحة والعصيان المدني والعمل على إدارة شؤون الوطن بسواعد أبنائها. فبعد أن غادرت العمالة الوافدة الوطن أثناء الاحتلال قام الشباب الكويتي بإدارة كل الأعمال صغيرة كانت أو كبيرة مخاطرين بأرواحهم في ظل حكم الطاغية المجرم. نذكر منها: إدارة الجمعيات التعاونية - المخابز - نقل القمامة من المناطق إلى مواقع المحرقة-دفن الشهداء بعد تصوريهم -إدارة وتفعيل دور الطوارئ الطبية ( الإسعاف )- إدارة المستشفيات والمستوصفات... الدمار شمل الحجر والمدر وقام الغزاة بتدمير كل شيء فلم يسلم منهم الإنسان ولا الحجر ولا المدر، قتلوا، نكّّلوا، دمّروا، أحرقوا، قاموا بجريمة العصر، حرق وتفجير آبار النفط حيث حجب الدخان الكثيف ضوء الشمس فكانت سماء الكويت تغطيها الغيوم السوداء ليلاً ونهاراً. فجر التحرير كما تم غزو الكويت والناس نيام، بزغ نور التحرير في فجر يوم 26 /2 /1991 لتكون نهاية الاحتلال لدولة الكويت بعد فترة دامت سبعة أشهر. وهذا النصر كان بإذن المولى عز وجل، وبصمود وتكاتف الشعب الكويتي معاً حكاماً ومحكومين، وكذلك بالدور الرسمي الكبير الذي قامت وما زالت تقوم به الكويت بالإضافة إلى العمل الخيري الشعبي والمبرات الخيرية التي غطت معظم دول العالم. بالتأكيد لن ننسى الغدر من جارٍِ لم نقصر معه. لن ننسى من غزا الكويت فجراً والناس نيام. لن ننسى من حاول مسح الكويت من الخارطة. لن ننسى من نكل بشعبنا الصامد بالقتل والتعذيب واختطاف أبنائها والذين إلى الآن لم يعرف عنهم شيئاً. ختاماً ستظل وتبقى الكويت عزيزة على قلوبنا رغم هذا الحدث الجلل المفجع، ونجدد الذكرى لتبقى خالدة إلى ما لا نهاية. واليوم نمر بأحداث لا تقل أهميةً عما سبق، فبدأت في الكويت عملية إصلاحات شاملة، والكويتيون مع هذه الإصلاحات التي تشمل: محاسبة سراق المال العام، محاربة الفساد، وكشف المزوّرين... وبإذن المولى عز وجل، تتكلل تلك الجهود بالنجاح. رحم الله أبطال التحرير ورموز الوطن، عملوا بتفان وإخلاص وعمل دؤوب حتى تحرّرت الكويت... الشيخ جابر الأحمد الصباح الشيخ سعدالعبدالله الصباح الشيخ صباح الأحمد الصباح الشيخ الشهيد فهد الأحمد الصباح الشيخ سعود الناصر الصباح الشيخ جابر الخالد الصباح (ربنا يشفيه) ولن ننسى شهداءنا الأبرار، من رجال وشباب، ونساء وفتيات، وما قدموه من تضحيات جليلة للوطن العزيز، سائلين الله عز وجل، بأن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، وينزلهم منازل الشهداء. اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.