
البُعد الخامس في شخصية الأمير الحسين
تاريخ النشر : 2025-06-28 - 05:34 pm
د. عامر بني عامر
ثمّة ما هو أبعد من الدور الرسمي أو اللقب الدستوري في شخصية سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، يلوح بُعدٌ خامس، غير مرئي لكنه ملموس في حضوره، في خطابه، وفي تموضعه داخل مشهد سياسي واجتماعي معقد إقليميًا ومحليًا. بعدٌ يتجاوز الوظيفة، نحو الرمز الوطني الجامع .
في لحظة تتسارع بها الأحداث وتضعف الثقة، لا يمكن أن يُترك الفضاء العام مفتوحًا لسرديات متضاربة. وهنا، تبرز أهمية الشخصية التي تُجيد التعبير عن الدولة كفكرة، لا فقط كنظام، وتعيد ضبط العلاقة بين المواطن والدولة على أساس الحقوق والواجبات، لا الرهبة أو التبعية.
الأمير الحسين قدّم صورة متقدمة في كيفية تمثيل الدولة دون مبالغة، ودون تغوّل على الحياة العامة. ظهر حين دعت الحاجة، وغاب حين كانت الصدارة استعراضًا. وهذه القدرة على الحضور المنتقى لا تعكس فقط نضجًا سياسيًا، بل تؤشر على اتجاه جديد في مفهوم القيادة، يجعل من الاستماع أولوية، ومن الإنصاف سياسة.
الحديث عن "البُعد الخامس' لا يعني أنه فوق النقد أو أعلى من المؤسسات، بل إنه يعبر عن وعي استثنائي بالتوازن بين جذور الدولة وتطلعات المجتمع، بين احترام الإرث والانفتاح على المستقبل. وهو ما نحتاجه اليوم في مواجهة أحد أخطر تحديات اللحظة: رمادية النخب، وتناقض الخطابات، وتشظي الولاءات.
في مرحلة بناء الدولة الوطنية، لا يكفي رفع الشعار من فوق، بينما بعض المسؤولين يُغرقون الشارع بخطابات تفتقر إلى الانسجام مع المشروع الوطني. البُعد الخامس هنا هو الانحياز لهوية وطنية أردنية واضحة، عادلة، تعترف بالجميع دون تمييز أو تهميش، وتبني على الكفاءة والانتماء الحقيقي للدولة.
سمو الأمير كان قادرًا على تمثيل هذا الاتزان: لم ينجرف إلى الاستعراض، ولم يتوارَ خلف الرسميات، بل اختار الظهور حين كان للظهور ضرورة، واختار الحضور حين كان للحضور معنى، مستلهمًا في ذلك نهجًا رسخه جلالة الملك عبد الله الثاني في القيادة المتوازنة والاقتراب من الناس. وهو بذلك يشارك، بهدوء، في مسار إعادة الاعتبار لمفهوم الدولة كفضاء مشترك لكل أبنائها، على قاعدة العدالة والانتماء والحقوق المتساوية.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الأسئلة حول معنى الدولة وموقع المواطن داخلها، يظهر الأمير الحسين في خطاباته وتحركاته كبوصلة ناعمة، تُشير – دون صخب – إلى أن هناك طريقًا ممكنًا نحو تعزيز العقد الاجتماعي الأردني، بوصفه الإطار الذي يضبط العلاقة بين الدولة ومواطنيها على أسس من الانتماء، والمساواة، وسيادة القانون، واحترام التنوع تحت مظلة وطنية أردنية. ليس بوصفه شعارًا مجردًا، بل كمنظومة قيم وسلوك وسياسات تتجسد في أداء الدولة ومؤسساتها.
هذا هو "البُعد الخامس' في شخصية الأمير الحسين: أن يظل قريبًا من الناس دون أن يغرق في التفاصيل، وأن يعبر عن الدولة لا بوصفها سلطة، بل بوصفها مشروعًا أخلاقيًا يستحق أن يُعاد بناؤه بثقة، وتُحتضن قيمه من جديد
تابعو جهينة نيوز على
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوكيل
منذ ساعة واحدة
- الوكيل
وزير الداخلية الألماني يقوم بزيارة مفاجئة لإسرائيل
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان قالت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، مساء السبت، إن وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت قام بزيارة مفاجئة إلى إسرائيل.ومن المقرر أن يلتقي دوبرينت يوم الأحد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية جدعون ساعر.ووفقاً لما ذكرته متحدثة باسمه، فإن دوبرينت يعتزم أيضاً عقد اجتماعات مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.وقال الوزير إن:"دعم إسرائيل يعني أيضاً إجراء محادثات ميدانية والاطّلاع على الوضع عن قرب.. أريد أن أُظهر أننا ندعم إسرائيل كأقرب شريك لنا في مكافحة الإرهاب".وأشار الوزير الألماني إلى أنه يريد أيضاً الاستفادة من خبرات إسرائيل في الدفاع العسكري والدفاع المدني، موضحاً أن "كلا الجانبين مرتبطان ببعضهما البعض".وأضاف:"إسرائيل تتقدم علينا خصوصاً في مجال الدفاع السيبراني وحماية السكان.. ونحن أيضاً يجب أن نتهيأ بشكل أفضل لمواجهة التهديدات الجديدة.. وسنتعاون بشكل وثيق مع إسرائيل في هذا المجال".واختتم دوبرينت تصريحاته بالقول إن:"ألمانيا بحاجة إلى قبة سيبرانية"، موضحاً أن المقصود بذلك هو توفير درع رقمي فعّال للحماية من التجسس والتخريب، وتأمين البُنى التحتية الحيوية مثل شركات الطاقة والاتصالات.


الوكيل
منذ ساعة واحدة
- الوكيل
بعد محاولة اغتياله .. علي شمخاني يرد على إسرائيل
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان رد المستشار السیاسي للمرشد الإيراني الأعلی علي شمخاني على محاولة اغتياله من قبل إسرائيل بأنه لقن الأخيرة درسا قاسيا.وقال شمخاني "أعلم لماذا استهدفوني، لكن لا يمكنني الإفصاح عنه، وقد لقنتهم درسا قاسيا".وتابع شمخاني: "إسرائيل كانت تظن أن إيران على وشك انتفاضة داخلية، لكن الشعب أوضح لهم أنهم لا يزالون حمقى".وكان شمخاني بعد إصابته في محاولة اغتيال إسرائيلية وجه رسالة للمرشد الأعلى والشعب الإيراني، مؤكدا أنه حي يرزق. وقال في الرسالة: "أنا على قيد الحياة ومستعد للتضحية".وأصيب شمخاني بجروح خطيرة إثر الهجوم الذي شنته إسرائيل على منزله إلا أنه بات في حالة طبية مستقرة بفضل الجهود المتواصلة التي بذلها الأطباء على مدار الساعة، وفق ما أفادت به وكالة مهر الإيرانية.


الوكيل
منذ ساعة واحدة
- الوكيل
المجلس الإسلامي السوري يحل نفسه استجابة لطلب الدولة
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان أعلن المجلس الإسلامي السوري حل نفسه بعد أن حقق كثيرا من الأهداف التي قام لأجلها، وحل كل المؤسسات التابعة للمجلس والمنبثقة عنه كمجلس الإفتاء السوري ومجلس القراء السوريين.وجاء في بيان المجلس: "بعد التحرير بدأت حقبة جديدة عنوانها بناء الدولة بكل مؤسساتها، ومن جملة ذلك إعادة بناء المؤسسة الدينية الرسمية بعد أن شوهها النظام البائد وسخرها لخدمة مصالحه ففقدت كثيرا من مصداقيتها".وأضاف: "ومن القرارات التي اتخذتها الدولة الجديدة حل كل المؤسسات الثورية من أجل أن تجد موقعها في البناء الجديد، وتواكب الأوضاع الجديدة بعد التحرير"،وأشار المجلس إلى أنه استجابة لطلب الدولة السورية قرر ما يلي:أولا: حل المجلس الإسلامي السوري بعد أن حقق كثيراً من الأهداف التي قام لأجلها، وحل كافة المؤسسات التابعة له والمنبثقة عنه كمجلس الإفتاء السوري ومجلس القراء السوريين.ثانيا: يوصي المجلس كل أفراده بالمساهمة الإيجابية الفعالة في إنجاح وإثراء المرحلة الجديدة بما يمتلكونه من خبرات ومؤهلات، وتوحيد الجهود بين العاملين في حقل التربية والتوجيه والدعوةثالثا: يتوجه المجلس بالشكر لكل أعضائه ولكل من دعمه بكل أشكال الدعم، ويكل مثوبتهم لرب العالمين ويثمن هذه التجربة الفريدة في التاريخ السوري، ويوصي بالإفادة منها في تشكيل المجاميع العلمية في أرجاء الوطن.