logo
نيران طهران.. فجأة أشعلت وبسرعة أخمدت

نيران طهران.. فجأة أشعلت وبسرعة أخمدت

جريدة الرؤيةمنذ يوم واحد
د. أحمد بن علي العمري
فجأة وبدون مقدمات، وفي الوقت الذي يستعد فيه الوفدان الأمريكي والإيراني لاستكمال مفاوضاتهما النووية في مسقط، حيث كل المؤشرات تدل على التقدم المستمر فيها من جولة إلى أخرى، تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة مباغتة وعنيفة ومتعددة الاتجاهات إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتعلن بعدها مباشرة بنشوة النصر أنها حققت أهدافها، ونالت مرادها، بل إلى أبعد من ذلك، فقد صرح مسؤولون إسرائيليون أن الهدف القادم بعد إيران هو باكستان، ولقد أعلنوا في نشوتهم عن اغتيال بعض القادة (ظهروا فيما بعد في تشييع جنائز رفاقهم)، وهنا تظهر النوايا أي أن إسرائيل ومعها أمريكا بعد أن قضتا على العرب وأوصلتهم إلى مرحلة ألا يتفق اثنان منهم على رأي واحد، فهي تتوجه إلى العالم الإسلامي، وربما بعد باكستان تكون تركيا هي الهدف، بحيث لا يبقى بلد في العالم ينطق الشهادتين إلا وقضت عليه بمساعدة الحليف المزدوج، وهو الولايات المتحدة الأمريكية التي لها وجهان كوجهة العملة، أحدهما من جحيم وهو الذي يتوجه إلى العالم العربي والإسلامي والآخر من نعيم وهو الذي يتوجه إلى إسرائيل الدلوعة الحبوبة.
طبعًا الضربة الإسرائيلية لإيران، كان التحضير الاستخباراتي لها منذ زمان عبر الجواسيس الذين دستهم إسرائيل وأمريكا وحتى بريطانيا في كل العالم العربي والإسلامي، وعلى وجه الخصوص في إيران، والذين بدناءتهم وصلوا إلى أدق التفاصيل وأبلغ المحضورات.
ولكن عندما كان الرد الإيراني أقوى من المتوقع وأشد من المعهود… هنا بدأت القراءات تتراجع والحسابات تتغير من جديد ولم تنفع الدفاعات الجوية ولا القبة الحديدية ولا مقلاع داود ولا حتى منظومة ثاد الأمريكية أمام غزارة الصواريخ الإيرانية التي أصابت أماكن حساسة ومهمة جدًا في إسرائيل، وكانت الإصابات بليغة ودقيقة وأحدثت دمارا في إسرائيل لم يسبق لها أن تلقته منذ نشأتها.
وهنا بدأت إسرائيل تلوذ يمنة ويسرى تبحث عن وسيط يتدخل لوقف الحرب، فهي من بدأت الحرب، ولكنها لم تعرف كيف توقفها، وعندما لم تجد حينها من يعينها على ذلك، فبان لها أنه لا بد من التدخل الأمريكي حتى تسندها وتعضدها في محنتها كما جرت العادة.
وعلى الرغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح أن أمامه أسبوعين للتفكير في التدخل بالحرب من عدمه إلا أنه وقبل أن يجف ريق تصريحه من لسانه بدأت الهجمات الأمريكية على إيران، وقد قال حينها في معرض حديثه: إن الإيرانيين يريدون مقابلته في البيت الأبيض، ولكنهم لا يستطيعون بسبب الصواريخ التي تنهال عليهم"، في لعبة أو فبركة إعلامية صدق فيما بعد كذبها.
وقد صرح وزير الخارجية الفرنسي مؤخرًا أن الهجمات الإسرائيلية الأمريكية مخالفة للقانون الدولي، فما كان من إيران إلا أن توجه ضربة لقاعدة العديد في قطر على اعتبار أن الطائرات التي ضربتها انطلقت من قاعدة العديد.
وهنا وقعت أمريكا في نفس المطب الذي وقعت فيه إسرائيل قبلها، فقد عرفت وبان لها أن إيران ليست ذلك الصيد السهل أو الجسر الذي يمكن عبوره بسهولة ويسر، فانضمت لإسرائيل للبحث عن وسيط يخلصهما مما وقعا فيه، فلم يجدا أفضل من دولة قطر الشقيقة للمهمة الصعبة، وقد قامت بالواجب ونجحت الوساطة.
طبعًا نحن في الخليج والشرق الأوسط كنا واضعين أيدينا على قلوبنا متضرعين لله عزوجل الستر… يا ربنا السلامة… اللهم ارحم وألطف…اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف به، وغيرها من العبارات الإيمانية التي يرددها من لا حول ولا قوة له إلا بالله في مثل هذه الظروف.
نعم نجحت الوساطة وأخمدت الحرب.. وبعيدًا عن الضجة الإعلامية الأمريكية والإسرائليين وعن التشويه المغرض وعن التظاهر بالنصر المشبوه، فلو نظرنا الآن وبعد توقف الحرب، وبعد 12 يومًا من الضربات المتبادلة وبمنطق العقل، ونظرنا إلى الواقع بالعين المجردة وبدون استخدام التلسكوب الأمريكي الإسرائيلي فماذا سنرى: حصل دمار وقتل في إيران وإسرائيل.
اجتمع البرلمان الإيراني، وصوّت على عدم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد صادق الرئيس على القانون وأصبح نافذا، وهذا يعني: لا مفتشين دوليين ولا كاميرات مراقبة، حيث تتهم إيران المراقبين الدوليين بأن بينهم مندسين استخباراتيين.
الأمر الذي سيؤدي في أي مفاوضات قادمة إلى وقوف إيران على أرض صلبة، فبعد أن كانت مستعدة للتنازل عن الكثير، فلن تتنازل سوى عن القليل، وسوف تستخدم ايران أسلحة لم تظهر من قبل، والدليل أنها أعلنت عن بعضها في الحرب الخاطفة الماضية.
ربما ويكاد يكون من المؤكد أن أمريكا سوف تدعو إيران لمواصلة استكمال التفاوض النووي بينهما، ولأمريكا وإسرائيل نقول: كأنك يا أبو زيد ما غزيت، لقد رجعت بخفي حنين.
كنت قبل أيام قليلة في رحلة جوية، وكان يجلس بجنبي أحد السفراء الأوربيين في أحد الدول العربية، ولمَّا عرف أنني عماني، تحدثنا قليلا في الشأن العام، وقد قال لي أمرا فاجأني وأسعدني بذات الوقت، حيث قال بكل صراحة: لو انتهجت كل الدول السياسة العمانية، لما كانت هناك حروب، ولا عداوات، ولعشنا بأمن وسلام.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وسائر الأمتين العربية والإسلامية من كل شرٍّ ومكروه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يلتقي نتنياهو اليوم بالبيت الأبيض.. وهدنة غزة على رأس المباحثات
ترامب يلتقي نتنياهو اليوم بالبيت الأبيض.. وهدنة غزة على رأس المباحثات

الشبيبة

timeمنذ 19 ساعات

  • الشبيبة

ترامب يلتقي نتنياهو اليوم بالبيت الأبيض.. وهدنة غزة على رأس المباحثات

الشبيبة - وكالات يستقبل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعد زيارته إلى البيت الأبيض الثالثة منذ عودة ترامب إلى السلطة قبل نحو ستة أشهر. وقد عبر نتنياهو عن اعتقاده بأن مناقشاته مع الرئيس الأميركي، اليوم، ستسهم في دفع محادثات تحرير المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة، فيما يتوقع ترامب أن من الممكن التوصل لاتفاق هذا الأسبوع، وفق "العربية". إلى ذلك نقلت هيئة البث الإسرائيلية أيضا عن مصادر لم تسمّها أن إدارة ترامب مستعدة لضمان عدم عودة الحرب في غزة بعد مهلة الـ60 يوما إذا كان ذلك مناسبا، وأن مسألة المساعدات وتوزيعها في غزة لن تشكل عقبة للتوصل لاتفاق. يأتي ذلك فيما نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، تعثر المفاوضات في الدوحة. وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، أكد مسؤولون في مكتب نتنياهو أن المحادثات تمضي قدما بإيجابية بالرغم من أن "رد حماس على مقترح ويتكوف كان أقل من المأمول". كما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤول إسرائيلي إن وفد التفاوض في الدوحة أبلغ نتنياهو بأن المحادثات تمضي بإيجابية. وقال نتنياهو، أمس الأحد، قبل أن يصعد طائرته متجها إلى واشنطن إن المفاوضين الإسرائيليين المشاركين في محادثات وقف إطلاق النار لديهم تعليمات واضحة بالتوصل إلى اتفاق بشروط قبلتها إسرائيل. وأضاف: "أعتقد أن النقاش مع الرئيس ترامب سيسهم بالتأكيد في تحقيق هذه النتائج"، وأكد أنه مصمم على ضمان عودة المحتجزين في غزة والقضاء على تهديد حركة حماس لإسرائيل. وعبر ترامب عن اعتقاده أن من الممكن التوصل لاتفاق لتحرير الرهائن ووقف إطلاق النار هذا الأسبوع، الأمر الذي قد يؤدي إلى إطلاق سراح "عدد لا بأس به من الرهائن"، بحسب تعبيره. وأضاف في تصريحات للصحافيين قبل العودة إلى واشنطن بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع في نيوجيرسي: "أعتقد أن ثمة فرصة جيدة لإبرام اتفاق مع حماس خلال الأسبوع". ويزداد الضغط الشعبي على نتنياهو للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، وهي خطوة يعارضها بعض الأعضاء المتشددين في الائتلاف اليميني الحاكم بينما يدعمها آخرون منهم وزير الخارجية، جدعون ساعر. وقالت حماس يوم الجمعة إن ردها على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة المدعوم من الولايات المتحدة "اتسم بالإيجابية"، وذلك بعد أيام قليلة من قول ترامب إن إسرائيل وافقت على "الشروط اللازمة لوضع اللمسات النهائية" على هدنة مدتها 60 يوما. أعتقد أن النقاش مع الرئيس ترامب سيسهم بالتأكيد في تحقيق هذه النتائج.. هو مصمم على ضمان عودة الرهائن في غزة والقضاء على تهديد حركة حماس لإسرائيل بنيامين نتنياهو وذكر نتنياهو مرارا أنه يجب نزع سلاح حماس، وهو مطلب ترفض الحركة المسلحة مناقشته. وعبر نتنياهو عن اعتقاده بأنه وترامب سيبنيان على نتائج الحرب الجوية التي استمرت 12 يوما الشهر الماضي مع إيران، وسيسعيان إلى ضمان عدم امتلاك طهران سلاحا نوويا. وأضاف أن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط أتاحت فرصة لتوسيع دائرة السلام. واندلعت الحرب عندما قادت حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واقتياد واحتجاز 251 في غزة. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على القطاع منذ ذلك الحين أدت إلى مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني، وإلى أزمة جوع، فضلا عن نزوح جميع سكان غزة وإلحاق الدمار بأنحاء القطاع. ويُعتقد أن حوالي 20 من المحتجزين المتبقين ما زالوا على قيد الحياة. وأُطلق سراح غالبية المحتجزين عبر مفاوضات دبلوماسية، وتمكن الجيش الإسرائيلي أيضا من إخراج بعضهم من غزة.

"هدنة غزة" تقترب.. ولقاء البيت الأبيض يحدد المصير
"هدنة غزة" تقترب.. ولقاء البيت الأبيض يحدد المصير

جريدة الرؤية

timeمنذ 20 ساعات

  • جريدة الرؤية

"هدنة غزة" تقترب.. ولقاء البيت الأبيض يحدد المصير

واشنطن- الوكالات قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن هناك فرصة جيدة لإبرام اتفاق بشأن تحرير الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هذا الأسبوع. وأضاف ترامب للصحفيين قبل مغادرة واشنطن إن مثل هذا الاتفاق يعني أن من الممكن تحرير "عدد لا بأس به من الأسرى". كما قال ترامب إنه يعمل على كثير من الأمور مع إسرائيل، مشيرا إلى إمكانية التوصل إلى صفقة دائمة مع إيران. ومن المنتظر أن يجتمع ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- اليوم الاثنين، في البيت الأبيض. وكان موقع والا الإسرائيلي نقل عن مسؤولين أميركيين أن ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء الحرب في غزة، وأن قضية "اليوم التالي" للحرب ستكون موضوعا مركزيا في لقائهما. وأضاف المسؤولون أن الرئيس الأميركي يرغب في الاستماع إلى موقف نتنياهو بشأن هذه القضية والتوصل إلى تفاهمات. كما نقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله "نريد التوصل إلى إطار متفق عليه بشأن ما سيكون عليه الوضع في غزة بعد الحرب". وتوجّه وفد التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة، أمس الأحد، لإجراء مفاوضات حول تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، بينما توجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال نتنياهو -في تصريحات للصحفيين- قبل صعوده إلى الطائرة إن اللقاء مع ترامب قد يساهم في التوصل إلى اتفاق. وأضاف "نريد تحقيق الصفقة وفق الشروط التي كنا وافقنا عليها، ولدى الوفد الإسرائيلي المفاوض توجيهات واضحة بذلك".

موقف الشعب المصري من الصراع بين إيران وإسرائيل
موقف الشعب المصري من الصراع بين إيران وإسرائيل

جريدة الرؤية

timeمنذ يوم واحد

  • جريدة الرؤية

موقف الشعب المصري من الصراع بين إيران وإسرائيل

د. عبدالله الأشعل الشعب المصري يكره إسرائيل جينيا، ويشجع كل من ينال منها، وفي ذات الوقت أيّد الكثير من المصريين إيران في حربها الأخيرة مع إسرائيل، وهذه ظاهرة تحتاج إلى تفسير. ويلاحظ القارئ أننا نخص بالذكر الشعب المصري الذي أثبت أنَّ له اتجاهات ويعبِّر عنها بحرية وليس بالضرورة أن ترضى الحكومة عن هذه الاتجاهات، إذ تبادل الشعب التهاني بتدمير تل أبيب، ربما لسببين، السبب الأول: إن هذه الحالة عادت به إلى سنوات الصراع مع إسرائيل، وهو يحب ذلك، وكان آخر احتكاك عسكري بين مصر وإسرائيل هو حرب التحرير في السادس من أكتوبر عام 1973. ولم يقتنع الشعب المصري بقصة السلام مع إسرائيل، وهو يدرك أن إسرائيل لا تحترم المعاهدات الدولية، ولا تحترم القانون الدولي، وإنما تحترم القوة، وكان يود الشعب أن يدخل الجيش المصري تل أبيب ويدمرها تدميرا كاملا، ولكنّ هناك قيودا للحروب النظامية بين إسرائيل والدول العربية، ولمَّا قامت إيران بتدمير تل أبيب فرح المصريون تعويضًا عن دخول جيشهم للقيام بهذه المهمة. السبب الثاني: إن الشعب المصري يكره إسرائيل جينيًا ربما متأثر بصورة اليهود في القرآن الكريم، وقليل من المصريين يدركون الفرق بين اليهودية والصهيونية، علمًا بأن ثقافة المصريين في العصر الناصري كانت تركز على هذا التمييز، فاليهودية شريعة، أما الصهيونية فهي برنامج سياسي يهدف إلى تدمير العروبة وأولها مصر. وقد لوحظ أن فرح الشعب المصري بتدمير إيران لتل أبيب يفهم منه أن هذا الشعب استشعر الخطر من إسرائيل وعادت به الأيام إلى يوسف وموسى وهما من أنبياء الله، ولكن بني إسرائيل أساؤوا كثيرا إلى المصريين وتآمروا ضدهم مع الهكسوس، ولذلك يميز المصريون بين موسى النبي وبين بني إسرائيل، وبعض المصريين يؤيدون عن غير بصيرة موقف فرعون مصر وصدقوا دعاية فرعون ضد موسى وقد فندت هذه النقطة في كتاباتي حول هذا الموضوع. من ناحية أخرى، فإن موقف الشعب المصري من إيران موزع ومشتت للأسباب الآتية: أولًا: جهل معظم الشعب بقصة الشيعة والسنة، وثانيًا: تأثر معظم الشعب المصري بالدعايات المضادة للشيعة، لدرجة أن عامته يساوون بين الشيعي والشيوعي، وذلك تأثرًا بالدعوة السلفية والجماعات الإسلامية عموما التي كان بعضها يكفر الشيعة، ولم تفطن هذه الجماعات إلى المؤامرة الكبرى على المسلمين وهي فتنة الشيعة والسنة. ثالثًا: إن معظم المصريين يربطون بين الشيعة والحسين وآل البيت عمومًا، وكرَّس هذا الاعتقاد الحكم الفاطمي الذي استمر ثلاثة قرون بمصر، وأنشأ الفاطميون الأزهر الشريف سنة 969م والمصريون عموما يجلون الأزهر الشريف. رابعًا: إن بعض المصريين الذين خدموا في الخليج يخلطون بين بعض الأفكار السلبية وبين الشيعة، وبالنسبة للمصريين بالذات فإنهم تابعوا قيام الثورة الإسلامية في إيران في فبراير 1979، وتمنوا أن تنتصر هذه الثورة بتوجهاتها السياسية المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة، أملا أن تكون إضافة للعالم الإسلامي، وفي ذات الوقت هناك بعض المصريين لا يؤيدون توجه السادات المعادب لهذه الثورة، فقبل الثورة كان شاه إيران صديقًا لإسرائيل، وكان جمال عبدالناصر عدوا للشاه، وهناك بعض الوثائق التي تظهر أن جمال عبدالناصر بدعمه لمعارضي الشاه وخاصة في العراق زمن إقامة الخوميني في العراق عام 1964 كان يناصر الثورة الإسلامية، ولذلك فإن حسن نصر لله كان ناصريا حتى النخاع، وقد بحثت في هذا الموضوع وقدمت حلقة كاملة منذ عدة سنوات في قناة الميادين حول دور عبدالناصر في مساندة الثورة ضد الشاه. خامسًا: إن الربط في الذهن المصري بين المقاومة ضد إسرائيل دفع معظم الشعب المصري إلى تأييد حزب الله ثم حماس التي قامت بعد حزب الله بخمس سنوات، وأعجب المصريون بجسارة ووطنية حزب الله الذي حرر بيروت والجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي، رغم بعض التعقيدات في الموقف العربي، ولذلك وقبل أن تقدم إسرائيل على مهاجمة إيران كانت قد رتبت الساحة اللبنانية، بحيث تتفادى ضربات حزب الله، وفهم المصريون أن الهدف من الهجوم الإسرائيلي على إيران هو قمع الدولة التي تساند المقاومة، كما أن المصريين يعلقون الأمل على انتصار إيران على إسرائيل خاصة أن سلوك إسرائيل في غزة -مع عجز المصريين عن إنقاذ غزة- أدى إلى توحش إسرائيل، واستشعر المصريون خطر هذا التوحش على بلادهم. سادسًا: إن قيام حزب الله أزعج حلفاء الولايات المتحدة وإسرائيل من العرب، وأصبحت طهران القبلة السياسية والطائفية لكل شيعة المنطقة، ولذلك فإنشاء حزب الله وقيامه بتحرير بيروت من الاحتلال الإسرائيلي أظهر الطائفة الشيعية بين الطوائف الأخرى في لبنان، ولاحظ اتفاق الطائف عام 1989 أن الطائفية هي السبب المباشر لتراجع الدولة اللبنانية. من ناحية أخرى، يجب على البعثات الإيرانية في الدول العربية أن تبدد الأوهام والخرافات حول الفكر الشيعي، وواجب المثقفين العرب أن يسهموا في حملة هدفها بيان أن الفرق بين الشيعة والسنة في الفكر. والأفكار السلبية عن الشيعة يجب التصدي لها وخير من تصدى لها هو الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، عندما أصدر بيانا أدان فيه العدوان الإسرائيلي على إيران، وحثَّ على وحدة الإسلام والمسلمين، ويبقى بعد ذلك بيان دور الأزهر في هذا المجال عبر تاريخه الطويل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store