
11 ألف مصنع قائم والصادرات غير النفطية 217 مليار ريالالصناعة السعودية تقود التحول الهيكلي في الاقتصاد الوطني
المملكة مضت بخطة حازمة لتحويل القاعدة الصناعية من الاعتماد على المواد الخام إلى التصنيع المتقدم، فشهدنا في السنوات الأخيرة قفزات نوعية في صناعات جديدة مثل السيارات الكهربائية، والمستحضرات الحيوية، والصناعات العسكرية، وهو ما لم يكن ليحدث لولا تأسيس بنية تحتية تشريعية ومالية متكاملة، فقد أطلقت وزارة الصناعة والثروة المعدنية برنامج 'صنع في السعودية'، ليكون مظلةً وطنية تعزز الثقة بالمنتج المحلي، وتمنح المصنعين السعوديين نافذة أوسع على الأسواق الإقليمية والعالمية، إذ بلغ عدد المنتجات التي تحمل الشعار أكثر من 7,600 منتج، وشهدت طلبات التصدير من المصانع الحاصلة على الشهادة نموًا سنويًا بمعدل 18%، وبلغ عدد الدول التي تستورد المنتجات التي تحمل صنع في السعودية 180 دولة، في الوقت ذاته، عزز صندوق التنمية الصناعية السعودي دعمه للمنشآت الصناعية، متيحًا تمويلات تجاوزت 30 مليار ريال خلال عام واحد، وهو رقم غير مسبوق يعكس حجم الرغبة في تمكين الصناعة بوصفها محركًا أساسيًا للنمو، ولأن كل صناعة تبدأ من المورد وتنتهي عند المستهلك، كان لا بد من تطوير البنية اللوجستية، فشهدت المملكة طفرة في المناطق الصناعية والمدن الاقتصادية والموانئ والمطارات المرتبطة بالمراكز الصناعية، اليوم تضم المملكة أكثر من 36 مدينة صناعية تحت مظلة 'مدن'، تغطي مساحة تزيد عن 200 مليون متر مربع، وتحتضن آلاف المصانع والمشاريع الاستثمارية، وفي موازاة ذلك عززت المملكة بنيتها الرقمية المرتبطة بسلاسل الإمداد والتصدير، لتقلص مدة إصدار التراخيص الصناعية من أسابيع إلى دقائق، وتربط الأنظمة الجمركية بخطوط الإنتاج والتوزيع، مما ساهم في تقليص مدة التصدير بنسبة 40% خلال خمس سنوات فقط، ورفع ترتيب المملكة في مؤشر الأداء اللوجستي الصادر عن البنك الدولي إلى المرتبة 38 عالميًا في 2023 بعد أن كانت في المرتبة 55 في 2018 أما على صعيد الصادرات غير النفطية، فقد شهدنا تحوّلات جوهرية في نوعية المنتجات واتجاهات الأسواق، فعلى سبيل المثال ارتفعت صادرات المنتجات الكيماوية واللدائن، لتصل إلى أكثر من 148 مليار ريال، مدفوعة بطلب عالمي متزايد على البوليمرات ومشتقات البتروكيماويات السعودية، التي باتت تصدر إلى أكثر من 120 دولة، أبرزها الصين والهند وتركيا ودول الاتحاد الأوروبي، كما نمت صادرات الأغذية المصنعة بنسبة 12% لتصل إلى 25 مليار ريال، وهو ما يعكس التقدم الملحوظ في جودة الإنتاج الغذائي المحلي، وقدرته على المنافسة في أسواق دول مجلس التعاون والدول الإسلامية. وفي مشهدٍ آخر من مشاهد التطور، قفزت صادرات الصناعات المعدنية لتصل الى أكثر من 840 مليار ريال في عام 2024، مدفوعة بتوجه المملكة لتوطين صناعة الحديد والألمنيوم والنحاس والذهب، مما أعطى دفعة قوية للصناعات الثقيلة بوصفها روافد أساسية للاقتصاد المحلي، وما يبعث على التأمل أن هذا التطور الصناعي لم يأت على حساب البيئة أو الاستدامة، بل على العكس، فقد تبنت المملكة مفهوماً جديداً للصناعة النظيفة والاقتصاد الدائري، إذ يشترط على المصانع الجديدة الالتزام بمعايير كفاءة الطاقة وتقليل الانبعاثات، إلى جانب استخدام مصادر الطاقة المتجددة في عمليات التصنيع، كما دشنت المملكة مشروعات كبرى لإعادة التدوير، ساهمت في تحويل ملايين الأطنان من النفايات الصناعية إلى مواد أولية تدخل في سلاسل الإنتاج مرة أخرى، مما عزز من الكفاءة الاقتصادية وقلّص الفاقد، في هذا السياق لا تبدو الأرقام مجرّد مؤشرات على ورق، بل هي شواهد حية على صعود تدريجي ومدروس، يثبت أن الصناعة السعودية لم تعد تابعة بل باتت فاعلة، ولم تعد مجرد قطاع دعم بل أصبحت قاطرة للنمو، فحين تنظر إلى المستقبل وتقرأ الخطة الوطنية للصناعة، التي تستهدف مضاعفة الناتج الصناعي إلى تريليون ريال، وتوفير مئات الآلاف من الوظائف النوعية، وزيادة الصادرات غير النفطية إلى أكثر من 50% من إجمالي الصادرات، تدرك أن ما بدأته المملكة ليس مشروعًا اقتصادياً فحسب، بل تحوّلاً بنيويًا نحو اقتصاد إنتاجي مستدام، يتحدث بلغة الأرقام، ويصنع المستقبل بيد أبنائه، من قلب الصحراء إلى أسواق العالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
مطار البحر الأحمر يُوسّع شبكة رحلاته إلى جدة بثالث وجهة أسبوعية بالتعاون مع الخطوط السعودية
أعلنت شركة البحر الأحمر، بالتعاون مع الخطوط الجوية السعودية، عن إطلاق وجهة جديدة تربط مطار البحر الأحمر الدولي بمدينة جدة، وذلك ابتداءً من هذا الأسبوع، في خطوة جديدة تعكس التوسع الاستراتيجي للمطار وتقدمه نحو تعزيز خيارات السفر المستدامة داخل المملكة. وابتداءً من يوم الإثنين، تنطلق رحلة أسبوعية جديدة من وإلى جدة، لتنضم إلى الرحلتين القائمتين حاليًا، ليصل بذلك إجمالي عدد الرحلات الأسبوعية بين المطار وجدة إلى ثلاث رحلات، تُسهم في تسهيل حركة السفر من وإلى منطقة البحر الأحمر، التي تُعد من أبرز الوجهات السياحية الناشئة في المملكة. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتوسيع شبكة الربط الجوي للمطار، وتوفير خيارات سفر أكثر مرونة وراحة للمواطنين والمقيمين، إلى جانب دعم أهداف رؤية المملكة 2030 في تطوير السياحة المستدامة وتعزيز البنية التحتية للنقل. يُذكر أن مطار البحر الأحمر يُعد من المطارات الصديقة للبيئة والأولى من نوعها في المنطقة، وقد صُمم ليكون بوابة رئيسية لمشروع البحر الأحمر، أحد أكثر المشاريع السياحية طموحًا في العالم، والذي يهدف إلى تقديم تجارب استثنائية للزوار وسط الطبيعة البكر والثروات البيئية الفريدة.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
"البلديات والإسكان" تعتمد رسميًا منع بيع التبغ في الأكشاك والبقالات.. وتنظم آلية العرض والعمر النظامي
أصدرت وزارة البلديات والإسكان تنظيمات مشددة تتعلق ببيع منتجات التبغ، وذلك في إطار جهودها لحماية الصحة العامة وتنظيم عمليات البيع بما يتوافق مع أنظمة مكافحة التدخين. وأوضحت الوزارة أنه يُمنع بيع منتجات التبغ في الأكشاك والمقاصف، ويجب أن تكون المنتجات مطابقة للمواصفات القياسية المعتمدة. كما شددت على ضرورة أن تكون منتجات التبغ غير مرئية للمستهلك بنسبة 100%، وأن توضع داخل أدراج مغلقة. كما تضمنت الضوابط منع بيع التبغ لمن تقل أعمارهم عن 18 سنة أو ما يحدده نظام مكافحة التدخين، ويحق للبائع طلب ما يثبت عمر المشتري لتأكيد الأهلية القانونية للشراء. وأكدت التعليمات أهمية أن تكون لوحة التحذير في نقطة البيع واضحة الرؤية وتتضمن عبارة تحذيرية موحدة، إضافة إلى صور عن أضرار التدخين، مثل تلك التي توضح تأثيره على القلب والرئتين والشرابين. وشملت التحذيرات أيضًا عبارة تنص على منع بيع منتجات التبغ لمن تقل أعمارهم عن العمر المحدد في نظام مكافحة التدخين. وأشارت الوزارة إلى منع الإعلان أو الترويج لمنتجات التبغ، وكذلك منع التدخين داخل المنشآت سواء من العاملين أو المرتادين، مع ضرورة وضع لافتات توجيهية مكتوب عليها "ممنوع التدخين"، بما يعزز من التوعية ويلتزم بالأنظمة المعتمدة.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
هيئة تطوير منطقة عسير تعلن انطلاق هاكاثون "عسير تبتكر"
أطلقت هيئة تطوير منطقة عسير، هاكاثون "عسير تبتكر"، بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية، وذلك ضمن جهود الهيئة في تحقيق مستهدفات إستراتيجية منطقة عسير، وتعزيز مكانة المنطقة مركزًا للابتكار والإبداع في مختلف المجالات. ويهدف هاكاثون "عسير تبتكر" إلى استثمار طاقات الشباب والمواهب الوطنية في تقديم حلول رقمية مبتكرة متوائمة مع ركائز إستراتيجية "قمم وشيم" الثلاثة: الإنسان، والأرض، والاقتصاد، من خلال استقطاب فرق عمل من جميع مدن المملكة تتنافس لتطوير مشاريع تقنية تسهم في مواجهة التحديات وصناعة مستقبل أفضل للمنطقة. من جانبه، أكد مدير عام التقنية والتحول الرقمي بهيئة تطوير منطقة عسير، المهندس علي الراقدي، أن الهاكاثون يأتي ضمن سلسلة من المبادرات التقنية التي تهدف إلى بناء قدرات رقمية مستدامة لدى شباب وشابات المنطقة، من خلال تهيئة البيئة الداعمة للابتكار، وتعزيز ثقافة العمل الجماعي، وتحويل الأفكار المتميزة إلى مشاريع مستدامة قابلة للتطبيق على أرض الواقع. ودعا الراقدي الشغوفين من مناطق المملكة كافة للمشاركة في هاكاثون "عسير تبتكر" والمنافسة بحلول تقنية نوعية تثري المنطقة وتسهم في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة، والتسجيل من خلال الرابط يُذكر أن الهاكاثون سيتكون من مرحلتين رئيسيتين، مرحلة افتراضية (31 يوليو، 1-2 أغسطس 2025م)، ومرحلة حضورية (14-15-16 أغسطس 2025م) في جامعة الملك خالد، فيما سيختتم هذا الهاكاثون بحفل تكريم للفرق الفائزة التي قدمت أفضل الحلول والمشاريع الابتكارية بجوائز تصل إلى 450 ألف ريال سعودي، وسط تطلعات بأن تسهم نتائج الهاكاثون في إحداث أثر ملموس على مستوى التنمية المستدامة في عسير، وإبرازها وجهة رائدة للابتكار على مستوى المملكة والمنطقة.