
الصحراء المغربية على درب الريادة الصحية: مستشفيات جامعية، مصحات خاصة، وتكوين طبي متقدم
يوسف بوصولة
تشهد مدينتا العيون والداخلة الواقعتان في قلب الصحراء المغربية، تحولا غير مسبوق في البنية الصحية، بفضل مشاريع استراتيجية تروم تعزيز العرض الطبي العمومي والخصوصي وتوفير تكوين أكاديمي عالي المستوى في المجال الصحي، ذلك في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015، بغلاف مالي يناهز 77 مليار درهم.
افتتحت كلية الطب والصيدلة بالعيون أبوابها سنة 2021، لتكون أول مؤسسة طبية من نوعها في الأقاليم الجنوبية وقد تم إنشاؤها بميزانية تفوق 257 مليون درهم، تستقبل اليوم أكثر من 700 طالب وطالبة من مختلف أقاليم الجنوب، ضمن رؤية ترمي إلى رفع عدد الأطباء من 6 إلى 10 لكل 10 آلاف نسمة على المستوى الوطني.
تتوفر الكلية على مركز محاكاة طبية، ومختبرات، ومدرجات حديثة، ومرافق بيداغوجية متطورة، ما يعزز من جاذبية الجهة في مجال التكوين الصحي.
بلغت نسبة تقدم الأشغال في المستشفى الجامعي الجديد بالعيون حوالي 80%، وهو مشروع استراتيجي يقع بمحاذاة كلية الطب، يمتد على مساحة 18 هكتارًا. يرتقب أن يخفف هذا الصرح الضغط على المؤسسات الصحية القائمة، يرتقي بمستوى الخدمات الصحية بالجهة، خصوصا مع النمو الديمغرافي والعمراني المتسارع الذي تشهده المدينة.
هذا المستشفى سيمثل نقطة تحول في الاستشفاء المتقدم بالأقاليم الجنوبية، خصوصا في ما يتعلق بتقليص تنقل المرضى نحو المدن الكبرى.
في خطوة نوعية دشنت مجموعة أكديطال الرائدة في القطاع الصحي الخاص بالمغرب، المصحة الدولية بالعيون التي توفر خدمات طبية متقدمة بطاقة استيعابية تصل إلى 210 سريرا.
تعد هذه المصحة الأولى من نوعها التي تعتمد الجراحة الروبوتية في جهة العيون الساقية الحمراء، تضم جناحا للإنعاش، وأقساما لطب القلب التداخلي، وعلاج الأورام، والأم والطفل، إضافة إلى خدمة المستعجلات 24/7.
بدورها أطلقت مدينة الداخلة مشروع المستشفى الجامعي محمد السادس، التابع لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة بطاقة استيعابية تصل إلى 300 سرير، منها 58 سريرا للعناية المركزة.
يتيح المستشفى تقديم حوالي 120 ألف خدمة علاجية سنويا، سيمكن من إدماج جهة الداخلة في منظومة الطب المتخصص عالي الجودة، ما يشكل لبنة أساسية في تمكين ساكنة الصحراء من الحق في الصحة والرعاية المتقدمة.
إضافة إلى هذه المشاريع هناك توجه نحو إحداث مؤسسات صحية جديدة، من بينها مستشفى جهوي جديد بالداخلة، في حين سيحتفظ بالمستشفى القديم كمركز للأمراض النفسية ومستودع للأموات، ما يعكس إعادة هيكلة شاملة للمنظومة الصحية بالأقاليم الجنوبية.
ما يجري اليوم في العيون والداخلة ليس مجرد تحسين في البنية التحتية الصحية، بل هو ترسيخ فعلي للسيادة المغربية على أقاليمها الجنوبية من خلال استراتيجيات تنموية شاملة تؤكد أن الصحراء المغربية ليست فقط قضية سياسية، بل نموذج تنموي واقعي على الأرض.
هذه المشاريع الكبرى تمثل امتدادا لرؤية ملكية بعيدة المدى تجعل من الجنوب المغربي قطبا للتميز في مجالات الصحة والتعليم والخدمات، تجعل من الإنسان الصحراوي في صلب التنمية المجالية والمجتمعية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت العدالة
منذ 16 ساعات
- صوت العدالة
الفتحاوي: ورش الحماية الاجتماعية متعثر والحكومة تفتقر للشفافية والفعالية
وجهت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، نعيمة الفتحاوي، انتقادات شديدة لرئيس الحكومة بسبب ما وصفته بـ'الغياب المتكرر' عن الجلسات الشهرية لمساءلة السياسة العامة، معتبرة ذلك 'خرقا دستوريا واضحا' و'استهتارا بالمؤسسة التشريعية'. وفي تصريح لها، أوضحت الفتحاوي أن رئيس الحكومة لم يحضر سوى 18 جلسة من أصل 32 جلسة مبرمجة في غرفتي البرلمان، رغم تنبيهات المجموعة النيابية المتكررة بضرورة احترام دورية الحضور وتفعيل التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. وفي سياق متصل، حذرت النائبة ذاتها من 'الارتباك' الذي يطبع تنزيل مشروع الحماية الاجتماعية، معتبرة أنه يعرف اختلالات بنيوية على مستوى الحكامة، وتأخرا في تنفيذ الأجندة الزمنية، وعدم تعميم التغطية على الفئات الهشة، وهو ما أكدته تقارير صادرة عن مؤسسات دستورية من بينها المجلس الأعلى للحسابات، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وبنك المغرب. وانتقدت الفتحاوي لجوء الحكومة إلى الاستدانة من مؤسسات دولية لتمويل هذا الورش الملكي دون تقديم حصيلة واضحة أو نتائج ملموسة، مشيرة إلى أن 8.5 ملايين مغربي من الفئات الهشة ما يزالون محرومين من العلاج والتغطية الصحية، وأن أبواب المستشفيات العمومية أُغلقت في وجههم. وأضافت أن الوضع الصحي يعرف اختلالات متعددة، من بينها هجرة المواطنين إلى القطاع الخاص الذي يستنزف أكثر من 9 مليارات درهم سنويا، مقابل تراجع خدمات المستشفى العمومي في ظل غياب تحفيزات لأطره، واستهدافه بسياسات حكومية 'غير منصفة'، على حد تعبيرها. كما سلطت الضوء على ما وصفته بـ'النقطة السوداء' المتعلقة بالمخزون الدوائي، معتبرة أن الحكومة لم تلتزم بتوجيهات الملك الرامية إلى تحقيق السيادة الدوائية الوطنية، متسائلة عن كيفية تنزيل مشروع الحماية الاجتماعية في غياب هذا المبدأ الاستراتيجي. وختمت الفتحاوي تصريحها بانتقاد مضامين جواب رئيس الحكومة خلال الجلسة الشهرية الأخيرة، معتبرة أنه 'فضفاض ومنمق ولا يعكس واقع الحال'، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة تجاهل عددا من الأسئلة الجوهرية التي طرحتها المجموعة النيابية، مفضلا 'الهروب إلى الأمام بدل تقديم إجابات صريحة ومسؤولة.


ألتبريس
منذ 17 ساعات
- ألتبريس
قافلة طبية خاصة بالطب الإشعاعي تواصل تقديم خدماتها بالحسيمة
تواصل القافلة الطبية الخاصة بجميع الفحوصات المتعلقة بالطب الإشعاعي منذ 07 يوليوز الجاري، تقديم خدماتها بالمركز الاستشفائي الإقليمي محمد السادس بالحسيمة. وتشمل خدمات القافلة المنظمة بتنسيق بين المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالحسيمة وعمالة إقليم الحسيمة والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بطنجة والمركز الاستشفائي الإقليمي محمد السادس بالحسيمة، كل ما يتعلق بمصلحة الأشعة من الفحص بالصدى وفحص السكانير والأشعة السينية والرنين المغناطسي IRM. وعبأت هذه المبادرة الصحية المنظمة كذلك بشراكة مع جمعية الطب الإشعاعي والتداخلي بطنجة والجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا بجهة طنجةـ تطوان ـ الحسيمة عددا من الأطر الطبية والتمريضية لنجاح هذه القافلة الممتدة لغاية الـ 13 من الشهر الجاري. في هذا السياق، أبرز المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالحسيمة، محمد اليزناسني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه القافلة التي تخص الطب الإشعاعي، جاءت للتخفيف من طول فترة انتظار المواعيد المرتبطة بهذا التخصص. من جانبه، اعتبر أمين الزياني، الممرض الرئيسي بقسم التصوير الطبي بالمركز الاستشفائي الإقليمي محمد السادس بالحسيمة، أن هذه القافلة هي مبادرة اجتماعية صحية لها مجموعة من الأهداف لا سيما الاستجابة للخصاص على المستوى الإقليمي في الطب الإشعاعي. وكشف أنه يتوقع أن يستفيد حوالي 400 مستفيد من هذه القافلة التي تروم تمكين المرضى من فحوصات لم تكن من قبل متاحة على مستوى إقليم الحسيمة، مبرزا أن المركز الاستشفائي الإقليمي محمد السادس يتوفر على مجموعة من المعدات والتكنولوجيات من أحدث الأجيال. في الإطار نفسه، أبرز محمد تسمارت، رئيس مصلحة الشؤون الإدارية والاقتصادية بذات المركز الاستشفائي الأهمية التي تكتسيها هذه القافلة الطبية بالنسبة لساكنة الحسيمة وكذلك للمناطق المجاورة من إقليمي الدريوش وشفشاون. وم ع


24 طنجة
منذ يوم واحد
- 24 طنجة
قافلة طبية خاصة بالطب الإشعاعي تواصل تقديم خدماتها بالحسيمة
تواصل القافلة الطبية الخاصة بجميع الفحوصات المتعلقة بالطب الإشعاعي منذ 07 يوليوز الجاري تقديم خدماتها بالمركز الاستشفائي الإقليمي محمد السادس بالحسيمة. وتشمل خدمات القافلة المنظمة بتنسيق بين المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالحسيمة وعمالة إقليم الحسيمة والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بطنجة والمركز الاستشفائي الإقليمي محمد السادس بالحسيمة، كل ما يتعلق بمصلحة الأشعة من الفحص بالصدى وفحص السكانير والأشعة السينية والرنين المغناطسي IRM. وعبأت هذه المبادرة الصحية المنظمة كذلك بشراكة مع جمعية الطب الإشعاعي والتداخلي بطنجة والجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا بجهة طنجةـ تطوان ـ الحسيمة عددا من الأطر الطبية والتمريضية لنجاح هذه القافلة الممتدة لغاية الـ 13 من الشهر الجاري. في هذا السياق، أبرز المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالحسيمة، محمد اليزناسني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه القافلة التي تخص الطب الإشعاعي، جاءت للتخفيف من طول فترة انتظار المواعيد المرتبطة بهذا التخصص. من جانبه، اعتبر أمين الزياني، الممرض الرئيسي بقسم التصوير الطبي بالمركز الاستشفائي الإقليمي محمد السادس بالحسيمة، أن هذه القافلة هي مبادرة اجتماعية صحية لها مجموعة من الأهداف لا سيما الاستجابة للخصاص على المستوى الإقليمي في الطب الإشعاعي. وكشف أنه يتوقع أن يستفيد حوالي 400 مستفيد من هذه القافلة التي تروم تمكين المرضى من فحوصات لم تكن من قبل متاحة على مستوى إقليم الحسيمة، مبرزا أن المركز الاستشفائي الإقليمي محمد السادس يتوفر على مجموعة من المعدات والتكنولوجيات من أحدث الأجيال. في الإطار نفسه، أبرز محمد تسمارت، رئيس مصلحة الشؤون الإدارية والاقتصادية بذات المركز الاستشفائي الأهمية التي تكتسيها هذه القافلة الطبية بالنسبة لساكنة الحسيمة وكذلك للمناطق المجاورة من إقليمي الدريوش وشفشاون.