logo
روائع جديدة تثري حوار الحضارات في أروقة «اللوفر أبوظبي»

روائع جديدة تثري حوار الحضارات في أروقة «اللوفر أبوظبي»

صحيفة الخليجمنذ 3 أيام
* د. غيليم أندريه: كنوز لا تُقدّر بثمن في متاحفها الأصلية
* دور محوري لأمناء المتحف في التنسيق مع الشركاء
يواصل متحف اللوفر أبوظبي عرضه قصصاً عالمية عن الإبداع والتواصل الثقافي في صالاته المتجدّدة. ويعرض المتحف هذا العام مقتنيات رائعة وقطعاً معارة من متاحف عالمية تغطي قروناً وثقافات وحركات فنية متعددة، منها حجر كريم من حقبة الإمبراطورية الرومانية يعود إلى القرن الأول، وتابوت مسيحي يعود إلى القرن الثالث، إلى جانب مجموعة متميزة من اللوحات والأعمال المعاصرة لفنانين مثل كاندينسكي وجاكوميتي وتابيس.
تدعو هذه الأعمال الزوار إلى فهم السرد العالمي للمتحف من خلال عدسة الإبداع والتواصل والقوة الخالدة للفن.
وقال د. غيليم أندريه، مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في «اللوفر أبوظبي»: «من خلال إثراء مجموعة المتحف باستمرار عبر مقتنيات فنية مُختارة بعناية، نضمن أن يظل مساحة ديناميكية تتفاعل مع كل من عُشاق الفن والعائلات وكل من يحمل فضولاً وشغفاً فكرياً. ويسرنا أن نقدم لزوارنا أعمالاً فنية مُعارة تُعد كنوزاً لا تُقدّر بثمن في متاحفها الأصلية، ونحن ممتنون لشركائنا على كرمهم. هذا التجديد المستمر يعزز دور المتحف، ليس فقط كمنارة ثقافية في المنطقة الثقافية في السعديات، بل أيضاً كمكان تلتقي فيه القصص المتنوعة والتجارب الإنسانية المشتركة».
ولعب فريق أمناء متحف اللوفر أبوظبي، بمن فيهم آمنة الزعابي وفاخرة الكندي وعائشة الأحمدي ومريم الظاهري وروضة العبدلي، دوراً محورياً في عرض المجموعة الجديدة من خلال العمل بشكل وثيق مع المؤسسات الشريكة على جميع الجوانب، بدءاً من البحث وحتى تأكيد القطع الفنية المعارة والمقتنيات. وتعكس مساهماتهنّ التزام المتحف بتمكين المواهب المحلية وتعزيز التبادل الثقافي على نطاق عالمي.
إثراء المجموعة الدائمة
يواصل متحف اللوفر أبوظبي إثراء مجموعته عالمية المستوى من خلال إضافة أعمال فنية استثنائية تعكس السردية العالمية التي يتبناها. ومن بين المقتنيات الجديدة لوحات ومنحوتات وقطع مُهمة متاحة حالياً في صالات عرضه الدائمة.
من هذه المقتنيات تمثال كوتا تذكاري من الغابون (يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر أو بداية العشرين) يُنسب إلى «سيد نهر سيبي ذو الرأس الجمجمي»، ويتناغم هذا العمل مع التقاليد العالمية في تبجيل الأسلاف والحماية الروحية.
يُعرض حجر كريم ربّما يصور أغريبا بوستوموس (يعود إلى نحو 37-41 ميلادي) إلى جانب روائع أخرى من المجوهرات الذهبية الثمينة من مجموعة المتحف.
ويُعرض رأس شاب من الحجر الجيري (يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد) من قبرص إلى جانب تماثيل نصفية أخرى تمثل ثقافات وحضارات متنوعة.
ويُبرز صندوق من مملكة كوتا في سيلان (يعود إلى حوالي عام 1543) الطابع الجمالي الهجين ويُجسّد الامتداد العالمي للفن البلاطي في جنوب آسيا.
وتضم المقتنيات مجموعة من اللوحات الفنية المتميزة، منها «جسر ريالتو من جهة الجنوب»، نحو 1720، للفنان جوفاني أنطونيو كانال الملقّب بكاناليتو، وتعرض مشهداً هادئاً ودقيق التفاصيل لمدينة البندقية. أما «وداع تليماخوس وإفخاريس»، 1800، فهي لوحة نادرة من الطراز الكلاسيكي الجديد للفنان شارل مينييه، تستعرض موضوعات الواجب والحب والفضيلة الأخلاقية.
وتصور لوحة «صورة شخصية لكوسا بان»، (1686) للفنان أنطوان بينوا، أول سفير من مملكة سيام إلى بلاط الملك الفرنسي لويس الرابع عشر.
أما العمل الفني «البيضاوي الأبيض»، 1921، للفنان فاسيلي كاندنسكي، فهو عبارة عن تركيبة نابضة بالحياة من الألوان والأشكال، تعكس إيمان الفنان العميق بقوة اللون والشكل والتكوين في إثارة المشاعر وإبراز الإيقاع وتحقيق الوحدة.
روائع من شركاء
إلى جانب المقتنيات التي أُزيح الستار عنها حديثاً، تضيف روائع فريدة معارة من متحف اللوفر ومركز بومبيدو ومتحف الفلبين الوطني عمقاً جديداً ومنظوراً عالمياً إلى صالات «اللوفر أبوظبي». ومن أبرز هذه الأعمال
تابوت ليفيا بريميتيفا (يعود إلى نحو عام 250 ميلادي)، وهو تمثال معار من متحف اللوفر يُعتبر من أقدم الأمثلة المعروفة على الفن الجنائزي المسيحي.
أما «صورة شخصية للفنانة»، 1825، فرسمتها الفرنسية أنطوانيت سيسيل أورتانس أوديبور ليسكو، وهي معارة من متحف اللوفر. وفي هذه اللوحة، تقدم مبدعتها نفسها بحزم كفنانة محترفة وتؤكد على هويتها رسامة للأشخاص.
ويعرض المتحف «لوحة امرأة من مدينة بولاكان»، 1895، لخوان لونا، أحد أشهر الرسامين الفلبينيين، وهي معارة من المتحف الوطني للفلبين. تغادر هذه اللوحة وطنها للمرة الأولى، وصنفت كنزاً ثقافياً وطنياً في الفلبين عام 2008. ولا يُحتفى بهذه اللوحة لمجرد تفوقها الفني فحسب، بل أيضاً لما تمثله من شعور بالفخر الثقافي، إذ تجسد امرأة فلبينية أصيلة تشع قوة وكرامة.
ويجسد تمثالان برونزيان موضوع إعادة تصور الشكل البشري، وهما معاران من مركز بومبيدو.
الأول: «امرأة من البندقية 5»، 1956، لألبرتو جاكوميتي، وهو تمثال نحيف وهش يعبر عن التناقض بين الحضور والضعف. والثاني «العاصفة»، 1947-1948، لجيرمين ريشييه، وهو تمثال يصوّر رجلاً ضخماً يجسد الصمود في مواجهة قوى الطبيعة.
ومن الأعمال المعارة عمل ضخم بعنوان «أبيض أفقي شاسع»، 1962، للفنان أنطوني تابيس، مصنوع من مواد مختلطة على قماش ومعار من مركز بومبيدو. يضيف هذا العمل بعداً معاصراً إلى سردية المتحف حول تجارب المواد والتجريد.
يجري تنسيق كل عمل فني جديد يُعرض في اللوفر أبوظبي وفق رؤية سردية تهدف إلى تعزيز الحوار بين الحضارات، عبر الزمن ومن خلال قصص عالمية مشتركة. ومن خلال التراكيب الموضوعية والمقارنات العابرة للثقافات، يواصل المتحف تقديم مساحة ديناميكية وشاملة للاستكشاف الفني والثقافي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرطب عنوان للكرم والضيافة في «عام المجتمع»
الرطب عنوان للكرم والضيافة في «عام المجتمع»

الإمارات اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • الإمارات اليوم

الرطب عنوان للكرم والضيافة في «عام المجتمع»

يحتفي الإماراتيون في مثل هذا الوقت من كل عام، بموسم الرطب وما يجلبه من خير وبركة من ثمار «الشجرة المباركة»، ولأول مرة، يتزامن هذا الموسم مع «عام المجتمع»، لتعمّ الفرحة والسعادة أرجاء الوطن. ويتماهى هذا الموسم، الذي ينتظره كل من يعيش على أرض الإمارات الطيبة، مع روح مبادرة «عام المجتمع»، لما يحمله من قيم التواصل والتلاحم والتآزر وكرم الضيافة والعطاء، حيث تتجلى هذه القيم في تبادل أطباق الرطب بين الأقارب والأصدقاء، وتقديمها هدايا للضيوف وزوّار الدولة. ويشهد «عام المجتمع» موسماً يُجسّد الهوية الوطنية والثقافة المحلية، من خلال الحضور الدائم للرطب، إلى جانب فنجان القهوة، في مشهد من الضيافة والعطاء المتواصل، يمتد أربعة أشهر. وتسلّط مبادرة «عام المجتمع» الضوء على المكانة الراسخة للرطب في تراث الإمارات، بوصفه إحدى القيم الثقافية العريقة التي شكّلت جزءاً أصيلاً من الهوية الإماراتية، فلم يكن مجرد طعام، بل ركيزة للضيافة والتواصل الاجتماعي، وعنصر حاضر في المجالس، ومشهد يومي في حياة الناس. وقال الباحث في التراث عيسى بن عبيد الكعبي، إن موسم الرطب يُمثّل مكانة خاصة في قلب كل إماراتي، فهو قصة عشق متجذّرة منذ قرون، إلا أن شجرة النخيل هذا العام جادت بخيرها تزامناً مع «عام المجتمع»، مضيفة بُعداً معنوياً جديداً لهذا الموسم. وأضاف أنه في «عام المجتمع»، يُعدّ استحضار الذاكرة الوطنية واجباً يفرضه الوفاء للمبادرة وللتاريخ، وتأكيداً على أن الرطب والتمر لم يكونا مجرد غذاء للمؤسّسين، بل رفيقان دائمان لفنجان القهوة، وعنصران أصيلان في المجالس التي شهدت الاجتماعات الكبرى ولقاءات تأسيس اتحاد الدولة. وتابع أنه لم يُنظر إلى الرطب والتمر، في أي وقت من الأوقات، على أنهما مجرد طعام أو شراب، بل اعتُبرا وسيلتين راسختين للتواصل، وبناء الألفة، وتعزيز الروابط الاجتماعية.

«حياتنا في الإمارات» بمكتبة محمد بن راشد
«حياتنا في الإمارات» بمكتبة محمد بن راشد

الإمارات اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • الإمارات اليوم

«حياتنا في الإمارات» بمكتبة محمد بن راشد

ضمن مسابقة «حياتنا في الإمارات» التي أطلقها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، احتفاءً بـ«عام المجتمع 2025»، نظمت مكتبة محمد بن راشد، ورشة كتابة إبداعية بعنوان «حياتنا في الإمارات»، قدمتها الإعلامية والأديبة رنيم الباشا، وذلك بمشاركة مجموعة من محبي الكتابة الإبداعية والراغبين في تطوير مهاراتهم الأدبية. وهدفت الورشة إلى إلهام المشاركين أساليب التعبير الإنساني عن تجاربهم في دولة الإمارات، مع تزويدهم بالأدوات التي تمكنهم من كتابة نصوص شخصية ذات طابع توثيقي إبداعي، تنطلق من الواقع وتحتفي بتفاصيل الحياة اليومية، وتُسهم في إبراز قيم التنوع والتسامح والانتماء. وركز اليوم الأول من الورشة على الجانب النظري، حيث تناول مفهوم الكتابة السردية الذاتية، وأهمية تحويل التجارب الشخصية إلى نصوص أدبية ذات بعد إنساني، بالإضافة إلى استعراض عناصر النص الإبداعي، وبنية الفكرة، وأسلوب المعالجة، وأبرز التحديات التي تواجه الكتّاب في التعبير عن تجاربهم بلغة أدبية. أما اليوم الثاني فكان مخصصاً للتطبيق العملي، حيث طلبت المدربة من المشاركين كتابة نصوص قصيرة مستوحاة من تجاربهم في دولة الإمارات، ومناقشتها ضمن بيئة تفاعلية، وحرصت على تقديم ملاحظات فردية لكل مشارك، مع التركيز على أسلوب السرد، واختيار اللغة، وتوظيف البناء الزمني، وإبراز الفكرة الرئيسة للنص، مع تشجيعهم على إعادة الكتابة وتطوير النصوص للوصول إلى مستوى أدبي يعكس أصواتهم الخاصة بوضوح وصدق. وتعد مسابقة «حياتنا في الإمارات» دعوة مفتوحة لكل من يعيشون على أرض الدولة - مواطنين ومقيمين من مختلف الخلفيات والأعمار - للتعبير عن تجاربهم في قالب أدبي، سواء كان قصة قصيرة، أو خاطرة، أو مقالاً، أو شعراً، باللغتين العربية والإنجليزية. وتهدف المبادرة إلى توثيق القصص الإنسانية، وتجميعها في كتب منشورة، واستثمارها في أعمال ثقافية وفنية مستقبلية تعبّر عن روح دولة الإمارات وقيمها المجتمعية. وفي ختام الورشة، عبّر المشاركون عن تقديرهم للفرصة التي أتاحتها مكتبة محمد بن راشد لاكتشاف ذواتهم عبر الكتابة، مؤكدين أهمية استمرار مثل هذه المبادرات التي تدمج بين الإبداع والتوثيق المجتمعي، وتعزز من حضور التجربة الفردية في السرد الوطني العام. وتأتي هذه الورشة ضمن سلسلة ورش برنامج الكتابة الإبداعية في المكتبة، التي تهدف إلى بناء مجتمع من الكُتّاب الجدد، وإحياء تقاليد السرد الذاتي، وتقديم منصات أدبية تعبّر عن غنى التجربة الإماراتية وتنوّعها، بكل ما تحمله من قصص وأصوات تستحق أن تُروى. . مسابقة (حياتنا في الإمارات) دعوة مفتوحة لكل من يعيشون على أرض الدولة للتعبير عن تجاربهم في قالب أدبي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store