
كيف تقوم سماعات الأذن المفتوحة بتغيير تجربة الصوت
لقد تمحورت تطورات تكنولوجيا الصوت الشخصية تقليديًا حول غمر المستمع في الصوت. من سماعات الأذن الكبيرة التي تغطي الأذن بالكامل إلى سماعات الأذن المزودة بتقنية إلغاء الضوضاء، كان التركيز على إنشاء ملاذ صوتي خاص يعزل تمامًا عن العالم الخارجي. ومع ذلك، بدأت فئة جديدة من سماعات الأذن اللاسلكية تحظى بشعبية كبيرة من خلال تحدي هذا النموذج التقليدي. تمثل سماعات الأذن المفتوحة تحوّلاً جذريًا في منطق سماعات الأذن التقليدية، حيث تعطي الأولوية للوعي بالبيئة إلى جانب توصيل الصوت الشخصي .
لماذا ثورة الأذن المفتوحة؟
لا تنافس سماعات الأذن المفتوحة سوق سماعات الأذن اللاسلكية التقليدية استنادًا إلى معايير مثل إلغاء الضوضاء أو الغمر الصوتي. بل تنمو تصاميم الأذن المفتوحة بناءً على مزايا مختلفة. ربما تكون أبرز ميزة هي قدرة المستخدمين على البقاء متصلين بالكامل بالبيئة المحيطة. بالنسبة للجري أو ركوب الدراجات أو التنقل في المناطق الحضرية المزدحمة، يعد سماع حركة المرور أو المخاطر المحتملة أو الأصوات التحذيرية أمرًا بالغ الأهمية للسلامة. تتيح تصاميم الأذن المفتوحة للمستخدمين الاستمتاع بالموسيقى أو البودكاست مع الحفاظ على وعيهم التام بما حولهم .
نظرًا لأن قنوات الأذن ليست مغلقة، فإن سماعات الأذن المفتوحة تقلل بشكل كبير من الضغط والانزعاج المرتبط بالنماذج التقليدية لسماعات الأذن. وهذا يجعلها مثالية لجلسات الاستماع الطويلة، سواء خلال يوم عمل كامل أو أثناء التمرين الطويل. يمكن للأشخاص حضور الاجتماعات الافتراضية، إجراء المكالمات، أو الاستماع إلى الصوتيات بينما يظلون حاضرين وقادرين على التفاعل مع البيئة المحيطة بهم بشكل مباشر.
بينما لا تزال تعتبر فئة متخصصة مقارنة بسوق سماعات الأذن اللاسلكية التقليدية الضخمة، فإن هذه المزايا الفريدة قد أدت إلى جذب كبير في فئة الأذن المفتوحة. قُدرت قيمتها بحوالي 1.2 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل السوق إلى 3.5 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032. يعد هذا سوقًا قد لا يطيح عملاق سماعات الأذن المزودة بتقنية إلغاء الضوضاء، ولكنه لا يزال يخلق قاعدة مستخدمين قوية.
فهم التكنولوجيا: نقل الصوت عبر العظام مقابل نقل الصوت عبر الهواء
داخل فئة الأذن المفتوحة، هناك نهجان مميزان: نقل الصوت عبر العظام ونقل الصوت عبر الهواء. في أنظمة نقل الصوت عبر العظام، يتم وضع المحولات عادة على مناطق مثل عظام الوجنتين أو الصدغين، حيث تنقل الصوت مباشرة إلى الأذن الداخلية من خلال الاهتزازات التي تنتقل عبر العظام. هذا المبدأ يرتبط بحكايات عن الملحن بيتهوفن، الذي كان يستخدم أنبوبًا معدنيًا متصلًا بآلته البيانو ليتمكن من سماع الصوت عندما بدأ في فقدان قدرته على السمع.
على العكس، تستخدم سماعات الأذن المفتوحة الآلية الطبيعية للسمع، حيث تنتقل الموجات الصوتية عبر الهواء للوصول إلى الأذنين. تستخدم هذه السماعات مكبرات صوت صغيرة توضع بالقرب من قناة الأذن، دون أن تغلقها. مقارنة بالتوصيل العظمي، يوفر التوصيل الهوائي في سماعات الأذن المفتوحة جودة صوت أعلى مع نطاق تردد أفضل وأسطوانات صوتية أكثر تأثيرًا. كما أنه يتجنب الإحساس بالاهتزاز الذي قد يكون مزعجًا في التوصيل العظمي، مع السماح في الوقت نفسه بسماع قدر كبير من الصوت المحيط. لذا، يفضل معظم الأشخاص الذين يشترون سماعات الأذن المفتوحة نماذج التوصيل الهوائي .
من الرياضيين إلى موظفي المكاتب
بفضل توافر الوعي بالمحيط لأغراض السلامة، التناسب الآمن، مقاومة العرق والماء، والراحة لفترات طويلة، يشكل عشاق الرياضة واللياقة البدنية السوق الرئيسي لسماعات الأذن المفتوحة. لكنهم ليسوا الوحيدين الذين يشترونها. توفر سماعات الأذن المفتوحة القدرة على سماع الزملاء والمشاركة في المحادثات والبقاء على اطلاع بإعلانات المكتب دون الحاجة إلى إزالة السماعات، مما يجعلها مناسبة تمامًا لأماكن العمل الحديثة. إن راحتها غير المسبوقة تجعلها مثالية لجلسات العمل الطويلة التي تشمل مكالمات متتالية أو استماع مستمر في الخلفية.
تصاميم الأذن المفتوحة عملية أيضًا للمهام اليومية مثل القيام بالأعمال المنزلية، أو للأمهات والآباء الذين لديهم أطفال صغار، أو لتصفح وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير رسمي. فهي تتيح للمستخدمين الاستمتاع بالصوت دون أن يكونوا معزولين تمامًا عن بيئتهم المحيطة.
التنافس يولد الابتكار
لقد أدى النمو السريع في سوق سماعات الأذن المفتوحة إلى تحفيز منافسة شديدة بشكل حتمي. دخلت العديد من العلامات التجارية الكبرى مجال سماعات الأذن المفتوحة في فترة زمنية قصيرة. واحدة من الشركات البارزة في هذا المجال هي هواوي. بعد أن كانت معروفة بالفعل في سوق سماعات الأذن اللاسلكية التقليدية، دخلت هواوي عالم الصوت المفتوح عبر منتجات مبتكرة مثل HUAWEI FreeClip، الذي يلتصق مباشرة بجزء الحلزون من الأذن الخارجية، وHUAWEI FreeArc الحديثة المصممة بشكل خطاف للأذن، التي لاقت إعجابًا بجودتها الصوتية وسعرها المعقول. كما تقدم هواوي سلسلة Eyewear التي دمجت الصوت المفتوح مباشرة في إطارات النظارات، مما يوفر وظيفة مزدوجة.
على عكس العديد من العلامات التجارية الأخرى، تركز هواوي بشكل كبير على الجماليات، حيث تمزج بين الموضة والتكنولوجيا. لقد ساعد هذا التركيز على التصاميم غير التقليدية والمبنية على الجماليات في تميز هواوي في هذا السوق المزدحم. كما أن الابتكار في هذه الفئة يتسارع أيضًا، مع التركيز على تحسين جودة الصوت للتنافس مع سماعات الرأس التقليدية. تشهد التقنيات المتقدمة في محركات الصوت ومعالجة الصوت تقليص الفجوة في جودة الصوت مع سماعات الرأس التقليدية، كما هو واضح في النماذج الحديثة مثل HUAWEI FreeArc .
قد تصبح سماعات الأذن المفتوحة شائعة مثل النماذج التقليدية وسماعات الأذن المزودة بتقنية إلغاء الضوضاء، وذلك بفضل تنوعها، وزيادة حصتها في السوق، وتوسيع مجالات استخدامها. قد تصبح في النهاية أمرًا معتادًا في ارتداء أجهزة الصوت الشخصية في السياقات الاجتماعية أو العامة، حيث كان يُنظر إليها سابقًا على أنها غير لائقة أو غير آمنة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ 2 ساعات
- الأسبوع
الإعلام والذكاء الاصطناعي.. .علاقة جدلية
دكتور محمد عمارة دكتور محمد عمارة تقي الدين "إما أن نلحق بقطار الذكاء الاصطناعي أو ستدهسنا عجلاته"، تلك حقيقة على القائمين على الإعلام المصري أن يتمعَّنوها جيداً، فمستقبل الإعلام أضحى مرتبطاً سُرِّياً ومصيرياً بتقنيات هذا الذكاء الاصطناعي، شئنا ذلك أم أبينا. ومن ثم علينا أن نأخذ بزمام المبادرة ونطلق مركزاً متخصصاً في تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يجري ذلك من داخل الهيئة الوطنية للإعلام، وذلك في سياق عمليات التطوير التي يُراد لها أن تتم. في يقيني أن ذلك لو تحقق ربما نصبح بمثابة المصدر المركزي للمواطن المصري أو حتى العربي للتأكد من مصداقية الأخبار الصحيحة ودحض الأخبار الزائفة والشائعات المُضلِّلة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى سيجري تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة في تطوير الإعلام والدفع به نحو مستويات وآفاق غير مسبوقة. تقول دراسة لموقع أكسيوس الأمريكي الشهير أنه وبحلول عام 2026م من المتوقع أن يكون ما يقارب 90% من المحتوى الإعلامي، وبخاصة المطروح على شبكة المعلومات الدولية، من إنتاج الذكاء الاصطناعي مع محدودية التدخل البشري فيه. لقد بدأت وكالات ومؤسسات إعلامية كبرى بالفعل بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل غير مسبوق لعل أبرزها: (بي بي سي)، و (أسوشيتد برس)، و(هيئة الإذاعة اليابانية)، و( وكالة شينخوا الصينية). بل أعلنت وكالة رويترز أنها تستخدم الذكاء الاصطناعيِ في تحليل ما يقارب الثلاثين ألف موضوع متعلق بالاقتصاد العالمي والأداء المالي بشكل يومي، وهو ما يستحيل على الإعلام التقليدي فعله. كما أكد المدير الإقليمي لشركة (ريد هات) العالمية تلك المتخصصة في البرمجيات، أن سوق الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2026م، قد يقترب من 790 مليار دولار. ومن ثم، وفي هذه المقالة ستجري المحاولة على ثبر أغوار تقنيات الذكاء الصناعي، وتحديداً من حيث التوظيف السلبي أو الإيجابي لها في وسائل الإعلام. ففيما يتعلق بتوظيفه السلبي في وسائل الإعلام: فقد أضحت هناك صعوبة كبيرة في تمييز الأخبار والبيانات والمعلومات الصحيحة من المغلوطة، فعبر الذكاء الاصطناعي يجري تزييف وفبركة الصور والفيديوهات والأصوات البشرية بجودة عالية بشكل يستحيل معه التفرقة بين الحقيقي والزائف إلا عبر توظيف تكنولوجيا مضادة أكثر تطوراً، ومن ثم أضحت الصورة التي كان يقال عنها أنها (لا تكذب) أضحت الأداء الأكثر كذباً وتوظيفاً في عمليات التزييف التي تجري عبر وسائل الاعلام، اعتماداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي تلك. كذلك ساهمت تطبيقاته في انتشار الشائعات بسرعة فائقة وعلى نطاق واسع، فها هي الروبوتات المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تستطيع نشر المعلومات الزائفة بشكل آلي في توقيت زمني مذهل. وهي من دون شك واحدة من أدوات حروب الجيل الخامس حيث توظيف التكنولوجيا في تفتيت الدول وإغراقها في صراعات لا تنتهي، فهي حرب إذن وليست ترفاً، إذ تُستخدم قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل توجهات الجمهور وقناعاته واحتياجاته ومن ثم يسهل استهدافه والسيطرة عليه، من هنا إمكانية التلاعب بالرأي العام داخل تلك الدول. جاء في تقرير المخاطر العالمية في عام 2024م أن المعلومات المضللة والزائفة التي ينتجها الذكاء الاصطناعي تعد من أهم التهديدات التي ستواجهها البشرية في المستقبل القريب. وها هي تقنيات التزييف العميقDeepfake، أو ما يسمى بالشبكات العصبية التوليدية (GANs) التي تعتمد على مجموعة من الخوارزميات التي تقوم بإنشاء محتوى بالغ الجودة والإتقان فيبدو للمشاهد وكأنه واقعي تماماً. لقد جرى خداع أحد العاملين بواحدة من الشركات الدولية عبر إرسال فيديو مزيف له يظهر فيه مديره وهو يطلب منه تحويل مبلغ مالي كبير لحساب ما، وهو ما حدث بالفعل. مثال آخر: يمكن فبركة فيديو لسياسي يدلي بتصريحات، وهو ما لم يحدث في الواقع، ويتم بناء القصة الخبرية انطلاقا من هذا التصريح الزائف ونشرها على نطاق واسع. خطورة بعض هذه التطبيقات هو أنها تستطيع إخفاء هوية الفاعلين وتقديم بيانات كاذبة حول مواقعهم الجغرافية ومن ثم يصعب اكتشاف من يقفون خلف هذا الفعل. كذلك تستخدم في عمليات الابتزاز الجنسي عبر فبركة الصور الخليعة والفيديوهات الإباحية للضحايا المُراد ابتزازهم. كما أن واحدة من أبرز سلبيات الذكاء الاصطناعي هو إزاحة العمالة البشرية في مجال الإعلام، لقد أكدت جامعة جورج تاون أنه في ﻋﺎم 2030م ستنقرض أكثر من ثلث الوظائف في مجال الإعلام بفعل الذكاء الاصطناعي الذي سيحل العمالة البشرية، وأنا أعتقد أن الوظائف التقليدية منها فقط هي المرشحة للانقراض أما من يطور من نفسه ومن قدراته الإبداعية فسيجد له مكاناً دائماً. كذلك فهناك تهديد ما يسمى بالفقاعات المعلوماتية أو العزلة المعلوماتية، أي عزل الجمهور داخل أيديولوجيات وتصورات فكرية ضيقة بما يجعله غير متقبلٍ للرأي الآخر، فتخفت لديه ملكة النقد والتحليل، إذ يتم تعزيز أفكاره وقناعاته المسبقة بمزيد من المعلومات مع تجاهل المعلومات التي تخالفها، أي ما يسمى بعملية تدوير الأفكار عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي، فيكون قد جرى عزله داخل تلك الفقاعة، وهو ما يقود، وبخاصة في الشأن السياسي، إلى حالة من الاستقطاب الفكري داخل المجتمع وكأنَّ المجتمع أصبح مجموعة من الجزر أو الفقاعات المنعزلة، وبخاصة. وفيما يتعلق بالجانب الإيجابي للذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام: أولاً: يمكن توظيفه في تحليل البيانات الهائلة المطروحة على شبكة المعلومات الدولية وغيرها، ومن ثم إمكانية فهم توجهات الجمهور والتنبؤ بسلوكياته، وهو ما يقود إلى إنتاج المواد الإعلامية التي تحظى اهتمامه والمناسبة له فتحقق مشاهدات عالية. ثانياً: تأكيد مصداقية المؤسسة الإعلامية، بتمكينها، عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، من التحقق من موثوقية المصادر واستبعاد الأخبار المزيفة ومشبوهة المصدر آلياً قبل تقديمها للجمهور. ثالثاً: تيسير التفاعل والاشتباك الفكري مع الجمهور على نطاق واسع، بل إن هناك روبوتات المحادثة التي يجري توظيفها في التفاعل مع الجمهور وتقديم إجابات فورية لهم حول تساؤلاتهم. رابعاً: توظيفه في إنتاج المحتوى بشكل آلي أو ما يسمى بتوليد المحتوى المرئي أو الصوتي تلقائيا من النص المكتوب، كذلك إنتاج تقارير إعلامية آلياً، بل إن هناك ظاهرة المذيع الآلي ومقدم البرامج الآلي بما يسمى بالمذيع الافتراضي. خامساً: المساعدة في تصنيف الجمهور المستهدف وتقسيمه لفئات مختلفة، وتصنيف المحتوى وأرشفة الأخبار والحلقات، وهو ما يوفر جهد بشري كبير. سادساً: تقليل التكاليف المادية إلى حد بعيد، وتوفير كثير من وقت العاملين بمجال الإعلام مما يجعلهم يوجهون جُلَّ وقتهم وجهدهم نحو التميز والإبداع البشري. سابعاً: تحليل نشاط الجمهور على منصات ومواقع السوشيال ميديا وفهم مشاعره وقناعاته، كذلك تحديد وحصر اللغة والمفردات الشائعة والمفضلة لديه لدمجها في المحتوى الذي يراد إنتاجه، وهو ما يقود إلى زيادة جماهيرية تلك الوسيلة الإعلامية، فالخوارزميات الذكية يمكنها بكل يسر أن تتتبع تفضيلات المشاهدين وميولهم عبر تحليل كم هائل من البيانات، وهو ما تعجز القدرات البشرية عن فعله. ثامناً: القدرة الكبيرة على رصد التغذية العكسية أو رجع الصدى (Feedback)، أي رد فعل الجمهور على المحتوى المقدم، عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي ثم تحليل بيانات هذا الجمهور، والتنبؤ باهتماماته وتفضيلاته، وملاحظاته على العمل المقدم ومن ثم تمكين المؤسسات الإعلامية تطوير عملها وترتيب أولويات الأخبار وفقاً للأهمية لدى المشاهدين دون تحيز، وترشيح الموضوعات والأخبار الجديرة بالتقديم. تاسعاً: يمكن توظيفه إيجابياً وعبر وسائل الإعلام في محاربة الشائعات، إذ يستطيع توفير تقنيات متطورة للكشف عن الشائعات والمعلومات الزائفة، وتتبع مصادرها، وذلك بسرعة كبيرة قبيل انتشارها على نطاق واسع، ومن ثم وأدها في مهدها. عاشراً: الترجمة الدقيقة والسريعة للمحتوى للعديد من اللغات، مما يتيح إمكانية الوصول لعدد لا نهائي من الجماهير من ثقافات وحضارات مختلفة. حادي عشر: سرعة إعداد التقارير وصياغة الأخبار ومن ثم تغطية الحدث في وقت قياسي وخاصة في مناطق التوتر، وكذلك الأحداث العاجلة بما يحقق السبق الإعلامي. ثاني عشر: تغطية مناطق الحروب والصراع من العمق عبر استخدام الروبوتات وغيرها، كبديل للبشر، بما يُنقذ حياة كثير من المراسلين. وفي التحليل الأخير، فتلك هي جولة عابرة في رحاب تقنيات الذكاء الاصطناعي وطرائق توظيفها في مجال الإعلام سلباً كانت أم إيجاباً. وعلى الرغم من نموها المتزايد بشكل مذهل إلا أنها، وفي اعتقادنا، يستحيل أن تحل محل الابداع البشري، فإبداعك لا يزال لا يهدده أحد، إذ يبقى الإنسان هو المحرك الأساسي لهذه التقنيات وأنها ستظل دوماً بحاجة للمساته الإبداعية. بقي أن نؤكد على حتمية تعاون المؤسسات الإعلامية مع الجهات الأكاديمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، كذلك عقد بروتوكولات تعاون مع المؤسسات العالمية ذات الخبرات الواسعة في هذا المجال. وفي النهاية نعود ونقول أنه إذا كان الذكاء الاصطناعي هو الهاجس الذي يخشاه الجميع، فهو أيضاً أداة المستقبل الذي علينا المشاركة في صنعه وإلا سقطنا في فخ التبعية لثقافات وحضارات وافدة علينا تريد غزونا ثقافياً واستعمارنا فكرياً ضمن مشروعات الهيمنة التي تجري على قدم وساق.


الدستور
منذ 6 ساعات
- الدستور
عمرو طلعت لـ "الدستور": قطاع الاتصالات يقود التحول الرقمي والتنمية الاقتصادية في مصر
أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات شهد خلال السنوات السبع الماضية طفرة هائلة وتحولًا نوعيًا جعله أسرع القطاعات نموًا في الدولة، ليس فقط من حيث تقديم خدمات الاتصالات والإنترنت، بل كقطاع إنتاجي يساهم بشكل فعال في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة. استراتيجية متكاملة وأوضح الوزير في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن الوزارة نفذت استراتيجية متكاملة شملت تطوير البنية التحتية الرقمية، حوكمة قطاع الاتصالات، رقمنة الخدمات الحكومية، بناء القدرات الرقمية للشباب، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال، فضلًا عن تعزيز التصنيع المحلي لتكنولوجيا المعلومات، ما جعل مصر تحتل مكانة متميزة على خريطة صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العالمية. وأضاف أن معدلات نمو القطاع تراوحت بين 14% و16% على مدار السنوات السبع الماضية، لتصبح مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي نحو 6% مشيرًا إلى أن صادرات الخدمات الرقمية تضاعفت أكثر من أربعة أضعاف، حيث بلغت 6.9 مليار دولار في 2024 مقارنة بـ1.5 مليار دولار عام 2014، مع نمو صادرات التعهيد إلى 4.3 مليار دولار في 2024، محققة معدل نمو 80% خلال عامين فقط، مما رفع تصنيف مصر إلى المركز الثالث عالميًا في مؤشر الثقة بمواقع خدمات التعهيد العابرة للحدود لعام 2023. وأكد الوزير أن مصر حصلت على أعلى تصنيف (الفئة الأولى A) في مؤشر جاهزية الحكومة الرقمية لعام 2022 الصادر عن البنك الدولي، كما حصلت على جائزة أسرع إنترنت ثابت في أفريقيا من شركة Ookla العالمية، حيث ارتفع متوسط سرعة الإنترنت إلى 85.64 ميجابت في الثانية، بزيادة بلغت 16 ضعفًا. مؤشر الأمن السيبراني وأشار إلى تصنيف مصر ضمن أفضل 12 دولة عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني (GCI) للعامين 2023-2024، واحتفاظها بدرجة 100 كاملة في جميع معايير الاتحاد الدولي للاتصالات، مما يعكس تطور منظومة الأمن السيبراني في مصر. وتحدث الوزير عن منصة «مصر الرقمية» التي أطلقت في يوليو 2022 بعدد 70 خدمة، لتضم حاليًا نحو 200 خدمة رقمية ضمن 16 حزمة، مع إطلاق 15 تطبيقًا رقميًا على نظامي iOS وأندرويد، حيث وصل عدد مستخدمي المنصة إلى أكثر من 9 ملايين مواطن. كما أشار إلى إنجازات ربط أكثر من 100 قاعدة بيانات حكومية لتعزيز التكامل الحكومي وتقليل التكرار، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع رقمية كبرى مثل منظومة كارت الخدمات الحكومية الموحد في بورسعيد، والرقم القومي الموحد للعقارات الذي ساعد في توثيق الملكيات، وإصدار نحو 19 مليون رقم عقاري، وميكنة 387 منشأة صحية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، وإصدار 5 ملايين كارت ذكي للفلاحين ضمن منظومة الدعم الزراعي. وأوضح د. طلعت أن الوزارة قامت بتطبيق منظومة الامتحانات الرقمية في 27 جامعة حكومية للقطاع الطبي، وتطوير منظومة تجديد الحبس الاحتياطي عن بُعد في 796 موقعًا، وتنفيذ منظومة التقاضي عن بُعد وربط المحاكم بالسجون، وميكنة أكثر من 754 مكتب توثيق تقدم 59 ألف معاملة يوميًا، مع توفير خدمات إصدار التوكيلات إلكترونيًا، إضافة إلى مشروع حصر وإدارة أصول الدولة بإلكترونيًا، وتركيب 300 وحدة تشخيص عن بعد في المناطق الفقيرة والنائية وربطها بالمستشفيات الجامعية، بالإضافة إلى إطلاق منصة تأسيس الشركات إلكترونيًا وتطبيق «كتاب» الذي يوفر مكتبة رقمية ضخمة بالتعاون مع وزارة الثقافة. وأكد الوزير التزام الوزارة بتدريب 500 ألف متدرب خلال العام المالي 2024/2025 في مختلف المجالات الرقمية، مشيرًا إلى إنشاء 24 مركزًا من مراكز «إبداع مصر الرقمية» في المحافظات لدعم الابتكار وريادة الأعمال. وأوضح أن الوزارة أسست جامعة مصر للمعلوماتية، أول جامعة متخصصة في أفريقيا في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأنشأت 19 مدرسة للتكنولوجيا التطبيقية تحت مظلة شركة WE. كما بدأت في إنشاء «مدينة المعرفة» في العاصمة الإدارية الجديدة بهدف بناء مجتمع معلوماتي متكامل لجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل. وأشار إلى نجاح مصر في جذب 9 شركات عالمية لتصنيع الهواتف المحمولة محليًا بنسبة تصنيع محلي تجاوزت 40%، وارتفاع عدد أبراج المحمول إلى 37 ألف برج، مع تنفيذ برامج تطوير شاملة للبريد المصري الذي وصل عدد منافذه إلى أكثر من 4700 منفذ تم تطوير 4055 منها، ما يعكس التزام الوزارة بتحسين جودة الخدمات الحكومية. وعن الأمن السيبراني، أكد الوزير أن مصر أصبحت من الدول الرائدة عالميًا، مع تصنيفها ضمن أفضل 12 دولة في المؤشر العالمي، مشيرًا إلى إطلاق برامج تدريب وتأهيل الكوادر السيبرانية وأكاديمية الأمن السيبراني التي تهدف لبناء كفاءات وطنية في هذا المجال الحيوي. واختتم الوزير تصريحاته قائلًا: الوزارة تسير بخطى ثابتة نحو بناء مصر الرقمية، مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة عبر توفير بيئة رقمية متكاملة تعزز الشمول الرقمي وتحفز الابتكار، وترسخ مكانة مصر على خارطة تكنولوجيا المعلومات العالمية، بما يخدم الاقتصاد والمجتمع ويؤمن مستقبل أجيال الوطن.


خبر صح
منذ 16 ساعات
- خبر صح
الجيل الخامس يعزز مدن مصر وإنجازات قطاع الاتصالات في تطوير الإنترنت
يواصل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر تحقيق إنجازات نوعية في تحسين جودة خدمات الإنترنت المحمول والثابت، وذلك ضمن رؤية الدولة لمواكبة التطورات التكنولوجية العالمية وتحقيق تحول رقمي شامل يدعم مختلف القطاعات. الجيل الخامس يعزز مدن مصر وإنجازات قطاع الاتصالات في تطوير الإنترنت شوف كمان: 'الكهرباء تسلم شهادات لأربع شركات لإنتاج الكهرباء باستثمارات 388 مليون دولار' إنجازات قطاع الاتصالات في تطوير الإنترنت وبفضل هذه الجهود، حافظ القطاع على مكانته كأعلى القطاعات نمواً في الدولة، بمعدل نمو سنوي بلغ 16%، وفق مؤشرات رسمية. نقلة نوعية في خدمات المحمول: من الجيل الرابع إلى الخامس في مقدمة هذه الإنجازات، جاء إطلاق خدمات الجيل الخامس، بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وشركات الاتصالات الأربع العاملة في السوق المصري وقد حصلت الشركات على تراخيص تشغيل الجيل الخامس مقابل 675 مليون دولار، ما ساهم في توسيع نطاق التغطية لتشمل المدن والقرى على مستوى الجمهورية، استكمالًا لما بدأ مع إطلاق الجيل الرابع في 2016. اقرأ كمان: مصر تعيد رسم خريطة الطاقة المتجددة في حوار مع هشام الجمل كما تم تخصيص نطاقات ترددية جديدة لشركات المحمول خلال السنوات الماضية، بعائدات تجاوزت 2 مليار دولار، إلى جانب التوسع الكبير في البنية التحتية، حيث ارتفع عدد أبراج المحمول من 7 آلاف برج في عام 2014 إلى نحو 37 ألف برج بنهاية أبريل 2025. تحديثات تقنية لتعزيز تجربة المستخدم حقق القطاع خطوات متقدمة على مستوى خدمات الاتصال، منها إطلاق خدمة الشرائح المدمجة (eSIM)، التي تتيح للمستخدمين التنقل بين الشركات دون الحاجة إلى شريحة فعلية، إلى جانب تفعيل خدمة WiFi Calling، التي تحسن جودة المكالمات الصوتية داخل المباني باستخدام الإنترنت الهوائي. استثمارات ضخمة لتطوير الإنترنت الثابت وعلى صعيد الإنترنت الثابت، نفذت الشركة المصرية للاتصالات خطة تطوير شاملة للبنية التحتية منذ عام 2018، باستثمارات بلغت 3 مليارات دولار، تم خلالها الاعتماد على تكنولوجيا الألياف الضوئية (الفايبر)، ما ساهم في تحسين متوسط سرعة الإنترنت الثابت لأكثر من 16 ضعفًا خلال سبع سنوات، ليصل إلى 85.64 ميجابت/ثانية في أبريل 2025، مقارنة بـ 5.3 ميجابت/ثانية في ديسمبر 2017. ربط حكومي شامل ومدارس ذكية ضمن خطط التحول الرقمي، تم تنفيذ مشروع ربط المباني الحكومية بشبكة موحدة من الألياف الضوئية، تشمل نحو 31.5 ألف مبنى حكومي على مستوى الجمهورية. وقد تم حتى الآن ربط نحو 20 ألف مبنى فعليًا، مع استمرار العمل لاستكمال ربط المتبقي، بما يضمن استمرارية الخدمة حتى في حال انقطاع الإنترنت. كما تم تجهيز البنية التحتية لتقديم خدمات الإنترنت فائق السرعة عبر الألياف الضوئية لنحو 2563 مدرسة ثانوية عامة في مختلف المحافظات، ما يمثل خطوة مهمة نحو دعم التعليم الذكي في مصر.