
الإعلام والذكاء الاصطناعي.. .علاقة جدلية
دكتور محمد عمارة
دكتور محمد عمارة تقي الدين
"إما أن نلحق بقطار الذكاء الاصطناعي أو ستدهسنا عجلاته"، تلك حقيقة على القائمين على الإعلام المصري أن يتمعَّنوها جيداً، فمستقبل الإعلام أضحى مرتبطاً سُرِّياً ومصيرياً بتقنيات هذا الذكاء الاصطناعي، شئنا ذلك أم أبينا.
ومن ثم علينا أن نأخذ بزمام المبادرة ونطلق مركزاً متخصصاً في تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يجري ذلك من داخل الهيئة الوطنية للإعلام، وذلك في سياق عمليات التطوير التي يُراد لها أن تتم.
في يقيني أن ذلك لو تحقق ربما نصبح بمثابة المصدر المركزي للمواطن المصري أو حتى العربي للتأكد من مصداقية الأخبار الصحيحة ودحض الأخبار الزائفة والشائعات المُضلِّلة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى سيجري تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة في تطوير الإعلام والدفع به نحو مستويات وآفاق غير مسبوقة.
تقول دراسة لموقع أكسيوس الأمريكي الشهير أنه وبحلول عام 2026م من المتوقع أن يكون ما يقارب 90% من المحتوى الإعلامي، وبخاصة المطروح على شبكة المعلومات الدولية، من إنتاج الذكاء الاصطناعي مع محدودية التدخل البشري فيه.
لقد بدأت وكالات ومؤسسات إعلامية كبرى بالفعل بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل غير مسبوق لعل أبرزها: (بي بي سي)، و (أسوشيتد برس)، و(هيئة الإذاعة اليابانية)، و( وكالة شينخوا الصينية).
بل أعلنت وكالة رويترز أنها تستخدم الذكاء الاصطناعيِ في تحليل ما يقارب الثلاثين ألف موضوع متعلق بالاقتصاد العالمي والأداء المالي بشكل يومي، وهو ما يستحيل على الإعلام التقليدي فعله.
كما أكد المدير الإقليمي لشركة (ريد هات) العالمية تلك المتخصصة في البرمجيات، أن سوق الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2026م، قد يقترب من 790 مليار دولار.
ومن ثم، وفي هذه المقالة ستجري المحاولة على ثبر أغوار تقنيات الذكاء الصناعي، وتحديداً من حيث التوظيف السلبي أو الإيجابي لها في وسائل الإعلام.
ففيما يتعلق بتوظيفه السلبي في وسائل الإعلام:
فقد أضحت هناك صعوبة كبيرة في تمييز الأخبار والبيانات والمعلومات الصحيحة من المغلوطة، فعبر الذكاء الاصطناعي يجري تزييف وفبركة الصور والفيديوهات والأصوات البشرية بجودة عالية بشكل يستحيل معه التفرقة بين الحقيقي والزائف إلا عبر توظيف تكنولوجيا مضادة أكثر تطوراً، ومن ثم أضحت الصورة التي كان يقال عنها أنها (لا تكذب) أضحت الأداء الأكثر كذباً وتوظيفاً في عمليات التزييف التي تجري عبر وسائل الاعلام، اعتماداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي تلك.
كذلك ساهمت تطبيقاته في انتشار الشائعات بسرعة فائقة وعلى نطاق واسع، فها هي الروبوتات المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تستطيع نشر المعلومات الزائفة بشكل آلي في توقيت زمني مذهل.
وهي من دون شك واحدة من أدوات حروب الجيل الخامس حيث توظيف التكنولوجيا في تفتيت الدول وإغراقها في صراعات لا تنتهي، فهي حرب إذن وليست ترفاً، إذ تُستخدم قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل توجهات الجمهور وقناعاته واحتياجاته ومن ثم يسهل استهدافه والسيطرة عليه، من هنا إمكانية التلاعب بالرأي العام داخل تلك الدول.
جاء في تقرير المخاطر العالمية في عام 2024م أن المعلومات المضللة والزائفة التي ينتجها الذكاء الاصطناعي تعد من أهم التهديدات التي ستواجهها البشرية في المستقبل القريب.
وها هي تقنيات التزييف العميقDeepfake، أو ما يسمى بالشبكات العصبية التوليدية (GANs) التي تعتمد على مجموعة من الخوارزميات التي تقوم بإنشاء محتوى بالغ الجودة والإتقان فيبدو للمشاهد وكأنه واقعي تماماً.
لقد جرى خداع أحد العاملين بواحدة من الشركات الدولية عبر إرسال فيديو مزيف له يظهر فيه مديره وهو يطلب منه تحويل مبلغ مالي كبير لحساب ما، وهو ما حدث بالفعل.
مثال آخر: يمكن فبركة فيديو لسياسي يدلي بتصريحات، وهو ما لم يحدث في الواقع، ويتم بناء القصة الخبرية انطلاقا من هذا التصريح الزائف ونشرها على نطاق واسع.
خطورة بعض هذه التطبيقات هو أنها تستطيع إخفاء هوية الفاعلين وتقديم بيانات كاذبة حول مواقعهم الجغرافية ومن ثم يصعب اكتشاف من يقفون خلف هذا الفعل.
كذلك تستخدم في عمليات الابتزاز الجنسي عبر فبركة الصور الخليعة والفيديوهات الإباحية للضحايا المُراد ابتزازهم.
كما أن واحدة من أبرز سلبيات الذكاء الاصطناعي هو إزاحة العمالة البشرية في مجال الإعلام، لقد أكدت جامعة جورج تاون أنه في ﻋﺎم 2030م ستنقرض أكثر من ثلث الوظائف في مجال الإعلام بفعل الذكاء الاصطناعي الذي سيحل العمالة البشرية، وأنا أعتقد أن الوظائف التقليدية منها فقط هي المرشحة للانقراض أما من يطور من نفسه ومن قدراته الإبداعية فسيجد له مكاناً دائماً.
كذلك فهناك تهديد ما يسمى بالفقاعات المعلوماتية أو العزلة المعلوماتية، أي عزل الجمهور داخل أيديولوجيات وتصورات فكرية ضيقة بما يجعله غير متقبلٍ للرأي الآخر، فتخفت لديه ملكة النقد والتحليل، إذ يتم تعزيز أفكاره وقناعاته المسبقة بمزيد من المعلومات مع تجاهل المعلومات التي تخالفها، أي ما يسمى بعملية تدوير الأفكار عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي، فيكون قد جرى عزله داخل تلك الفقاعة، وهو ما يقود، وبخاصة في الشأن السياسي، إلى حالة من الاستقطاب الفكري داخل المجتمع وكأنَّ المجتمع أصبح مجموعة من الجزر أو الفقاعات المنعزلة، وبخاصة.
وفيما يتعلق بالجانب الإيجابي للذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام:
أولاً: يمكن توظيفه في تحليل البيانات الهائلة المطروحة على شبكة المعلومات الدولية وغيرها، ومن ثم إمكانية فهم توجهات الجمهور والتنبؤ بسلوكياته، وهو ما يقود إلى إنتاج المواد الإعلامية التي تحظى اهتمامه والمناسبة له فتحقق مشاهدات عالية.
ثانياً: تأكيد مصداقية المؤسسة الإعلامية، بتمكينها، عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، من التحقق من موثوقية المصادر واستبعاد الأخبار المزيفة ومشبوهة المصدر آلياً قبل تقديمها للجمهور.
ثالثاً: تيسير التفاعل والاشتباك الفكري مع الجمهور على نطاق واسع، بل إن هناك روبوتات المحادثة التي يجري توظيفها في التفاعل مع الجمهور وتقديم إجابات فورية لهم حول تساؤلاتهم.
رابعاً: توظيفه في إنتاج المحتوى بشكل آلي أو ما يسمى بتوليد المحتوى المرئي أو الصوتي تلقائيا من النص المكتوب، كذلك إنتاج تقارير إعلامية آلياً، بل إن هناك ظاهرة المذيع الآلي ومقدم البرامج الآلي بما يسمى بالمذيع الافتراضي.
خامساً: المساعدة في تصنيف الجمهور المستهدف وتقسيمه لفئات مختلفة، وتصنيف المحتوى وأرشفة الأخبار والحلقات، وهو ما يوفر جهد بشري كبير.
سادساً: تقليل التكاليف المادية إلى حد بعيد، وتوفير كثير من وقت العاملين بمجال الإعلام مما يجعلهم يوجهون جُلَّ وقتهم وجهدهم نحو التميز والإبداع البشري.
سابعاً: تحليل نشاط الجمهور على منصات ومواقع السوشيال ميديا وفهم مشاعره وقناعاته، كذلك تحديد وحصر اللغة والمفردات الشائعة والمفضلة لديه لدمجها في المحتوى الذي يراد إنتاجه، وهو ما يقود إلى زيادة جماهيرية تلك الوسيلة الإعلامية، فالخوارزميات الذكية يمكنها بكل يسر أن تتتبع تفضيلات المشاهدين وميولهم عبر تحليل كم هائل من البيانات، وهو ما تعجز القدرات البشرية عن فعله.
ثامناً: القدرة الكبيرة على رصد التغذية العكسية أو رجع الصدى (Feedback)، أي رد فعل الجمهور على المحتوى المقدم، عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي ثم تحليل بيانات هذا الجمهور، والتنبؤ باهتماماته وتفضيلاته، وملاحظاته على العمل المقدم ومن ثم تمكين المؤسسات الإعلامية تطوير عملها وترتيب أولويات الأخبار وفقاً للأهمية لدى المشاهدين دون تحيز، وترشيح الموضوعات والأخبار الجديرة بالتقديم.
تاسعاً: يمكن توظيفه إيجابياً وعبر وسائل الإعلام في محاربة الشائعات، إذ يستطيع توفير تقنيات متطورة للكشف عن الشائعات والمعلومات الزائفة، وتتبع مصادرها، وذلك بسرعة كبيرة قبيل انتشارها على نطاق واسع، ومن ثم وأدها في مهدها.
عاشراً: الترجمة الدقيقة والسريعة للمحتوى للعديد من اللغات، مما يتيح إمكانية الوصول لعدد لا نهائي من الجماهير من ثقافات وحضارات مختلفة.
حادي عشر: سرعة إعداد التقارير وصياغة الأخبار ومن ثم تغطية الحدث في وقت قياسي وخاصة في مناطق التوتر، وكذلك الأحداث العاجلة بما يحقق السبق الإعلامي.
ثاني عشر: تغطية مناطق الحروب والصراع من العمق عبر استخدام الروبوتات وغيرها، كبديل للبشر، بما يُنقذ حياة كثير من المراسلين.
وفي التحليل الأخير، فتلك هي جولة عابرة في رحاب تقنيات الذكاء الاصطناعي وطرائق توظيفها في مجال الإعلام سلباً كانت أم إيجاباً.
وعلى الرغم من نموها المتزايد بشكل مذهل إلا أنها، وفي اعتقادنا، يستحيل أن تحل محل الابداع البشري، فإبداعك لا يزال لا يهدده أحد، إذ يبقى الإنسان هو المحرك الأساسي لهذه التقنيات وأنها ستظل دوماً بحاجة للمساته الإبداعية.
بقي أن نؤكد على حتمية تعاون المؤسسات الإعلامية مع الجهات الأكاديمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، كذلك عقد بروتوكولات تعاون مع المؤسسات العالمية ذات الخبرات الواسعة في هذا المجال.
وفي النهاية نعود ونقول أنه إذا كان الذكاء الاصطناعي هو الهاجس الذي يخشاه الجميع، فهو أيضاً أداة المستقبل الذي علينا المشاركة في صنعه وإلا سقطنا في فخ التبعية لثقافات وحضارات وافدة علينا تريد غزونا ثقافياً واستعمارنا فكرياً ضمن مشروعات الهيمنة التي تجري على قدم وساق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 5 ساعات
- 24 القاهرة
هل تتنازل الولايات المتحدة عن قيادتها للكوكب الأحمر لصالح خطة الصين لإعادة عينات من المريخ؟
في الوقت الذي تعاني فيه خطة ناسا لإعادة عينات من المريخ من صعوبات سياسية ومالية متزايدة، تبدو الصين ماضية بخطى واثقة نحو تحقيق هذا الهدف الطموح عبر مهمتها تيانوين-3 المقرر إطلاقها في 2028، والتي تهدف لإعادة حوالي نصف كيلوجرام من الصخور والتربة المريخية إلى الأرض بحلول عام 2031، في المقابل، تعاني خطة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية من تعثر كبير في التمويل والجدول الزمني، حيث يتوقع أن تصل أولى العينات إلى الأرض بعد عام 2040 بتكلفة قد تتجاوز 11 مليار دولار. الفرق في الرؤية والتنفيذ ووفقًا لـ سبيس، الصين تعرض خطتها كعمل طموح ومفتوح للتعاون الدولي، وتركّز على استكشاف الحياة الماضية والحالية في مناطق قديمة رطبة على المريخ. الخطة تشمل استخدام مركبة إنزال مجهزة بمثقاب عميق وذراع آلية، وربما مروحية بدون طيار لجمع عينات من مناطق متباعدة، أما الولايات المتحدة، فرغم أن مركبة بيرسيفيرانس التابعة لها تجمع حاليًا عينات علمية من موقع شديد الأهمية (فوهة جيزيرو)، إلا أن إعادتها للأرض باتت محل شك بسبب الميزانية والموقف السياسي. تغير في الأولويات الأمريكية ميزانية إدارة الرئيس ترامب لعام 2026 تضمنت اقتراحًا بوقف برنامج إعادة عينات المريخ بسبب عدم الجدوى المالية، مع التركيز على إرسال بشر إلى القمر والمريخ مستقبلًا. هذا التحول أثار انتقادات واسعة من العلماء والمراقبين الذين يرون أن فقدان زمام المبادرة في هذا السباق العلمي قد يعني فقدان القيادة العالمية في استكشاف الفضاء العميق. ردود أفعال ومواقف الجيولوجي الكوكبي ستيف راف حذر من أن الصين، رغم طموحها، لن تكون قادرة على استرجاع العينات التي تجمعها بيرسيفيرانس نظرًا للقيود الهندسية في مهمة تيانوين-3. وفي المقابل، يرى باحثون صينيون مثل زينغكيان هو أن مهمة بلادهم تسعى لتعاون دولي علمي واسع يشمل اختيار مواقع الهبوط وتطوير الأدوات وتحليل العينات. أما السيناتور تيد كروز، فقدم مشروع قانون يُخصص ما يقارب 10 مليارات دولار لضمان تفوق أمريكا في السباق إلى المريخ، بما في ذلك 700 مليون دولار لمسبار اتصالات خاص بدعم المهام المأهولة وإعادة العينات. الجانب البيولوجي والمخاوف من التلوث الصين تخطط لبناء منشأة عالية الأمان لعزل وتحليل العينات فور وصولها إلى الأرض للتأكد من عدم احتوائها على أي تهديد بيولوجي. وتشير جامعة هونج كونج إلى أن البحث عن مواقع محتملة للحياة على المريخ لا يزال مستمرًا، ما يجعل هذه المهمة محورية في مستقبل علم الأحياء الفلكي.


نافذة على العالم
منذ 9 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : هل من الممكن أن تصطدم بالأرض؟ أربعة كويكبات يراقبها العلماء
الاثنين 30 يونيو 2025 12:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، SPL التعليق على الصورة، رسم توضيحي يظهر الكويكب 2024 YR، ويقدر حجمه بما يصل إلى 67 متراً Article Information Author, يميسي أديغوك Role, خدمة بي بي سي العالمية قبل 2 ساعة لا نفكر في الكويكبات إلا عندما نشاهد فيلم خيال علمي، أو عندما تشير الأخبار إلى احتمال اصطدام أحدها بالأرض. لكن عالمياً، تراقبها العديد من المنظمات والمراصد، ولأسباب عديدة. الكويكبات هي أجسام صخرية متبقية من تشكل نظامنا الشمسي، منذ حوالي 4.6 مليار سنة. ويوجد أكثر من مليون كويكب معروف، ومعظمها يقع في حزام الكويكبات الرئيسي، الذي يدور حول الشمس بين المريخ والمشتري. لكن بعضها يقترب من الأرض، وقد يساعدنا في فهم أصل الحياة، كما توضح مونيكا غرادي، الأستاذة الفخرية في علوم الكواكب والفضاء في الجامعة المفتوحة في بريطانيا. وتقول: "بعض هذه الكويكبات يحتوي على الكثير من المُركّبات العضوية، التي قد تكون اللبنات الأساسية للحياة... إحدى الفرضيات هي أن الحياة بدأت على الأرض فقط لأن الكويكبات جلبت إليها مكونات الحياة". صدر الصورة، NASA/Ben Smegelsky التعليق على الصورة، تستثمر وكالة ناسا مئات الملايين من الدولارات في مهمة لدراسة كويكب Psyche "سايكي" وفي حين أن معظم الكويكبات غير ضارة وتمر دون ضجة كبيرة، إلا أن بعضها جدير بالملاحظة. تشير أغاتا روزيك، الباحثة في كلية الفيزياء والفلك بجامعة إدنبرة في بريطانيا، إلى أن "هناك نوبات من الاهتمام بالأجسام التي تقترب من الأرض. وتُراقب عن كثب، حتى تُعرف مداراتها جيداً بما يكفي لاستبعاد احتمال الاصطدام، وأحياناً للتنبؤ به. أما على بُعد أكبر من الأرض، فنبحث عن أجسام ذات تركيب غير عادي". وعندما يتعلق الأمر بالحجم، فإن الكويكبات الكبيرة لا تشكل مصدر قلق كبير. وتوضح روزيك قائلةً: "نعرف بالضبط مكانها ووجهتها. لدينا فهم جيد جدًا للقوانين التي تحكم حركتها، وندرس الحالات غير العادية لفهمها بشكل أفضل". وتضيف: "الكويكبات الصغيرة غير المكتشفة هي التي يُحتمل أن تُثير القلق بشكل أكبر، حتى تُعرف مداراتها". ومع ذلك، إليكم ثلاثة من الكويكبات الرئيسية التي تُرصد حالياً، وفقاً للعلماء - بالإضافة إلى كويكب إضافي بالغ الأهمية لدرجة أن ناسا أطلقت مهمة لدراسته. 1- أبوفيس Apophis صدر الصورة، NASA التعليق على الصورة، قالت وكالة ناسا إن كويكب أبوفيس لم يعد يشكل تهديداً للأرض خلال القرن المقبل سُمي أبوفيس نسبة إلى إله الفوضى والدمار عند المصريين القدماء، وقد اكتُشف عام 2004. بدا أن احتمال اصطدامه بالأرض ضئيل، لكن ناسا أعلنت لاحقاً أنها "واثقة من عدم وجود خطر لاصطدامه بالأرض لمدة 100 عام على الأقل". تقول روزيك: "نعلم حالياً أنه سيمر بسلام بالقرب من الأرض، في 13 من أبريل/نيسان 2029". وتضيف: "كان موضع حملات رصد أرضية مكثفة منذ اكتشافه، وسيقترب جداً من الأرض، بمسافة تقارب المسافة التي تفصلنا عن الأقمار الصناعية الثابتة جغرافيا، ونعتقد أن اقترابه من الأرض قد يُمدد الكويكب ويغير شكله". ووفقاً لوكالة ناسا، ستُولّد جاذبية الأرض أيضاً قوة جذب ستُغير مدار أبوفيس حول الشمس، وقد تُسبب بعض الانهيارات الصغيرة على الكويكب. يبلغ متوسط قطره 340 متراً - أي ما يعادل طول ثلاثة ملاعب كرة قدم تقريباً - وسيمر على بُعد حوالي 32 ألف كيلومتر من سطح الأرض. وهو قريب بما يكفي لرؤيته بالعين المجردة. 2- الكويكب 2024 YR4 صدر الصورة، ATLAS التعليق على الصورة، تظهر هذه الصور اكتشاف الكويكب 2024 YR4 قدّرت ناسا حجمه بين 53 و67 متراً - أي ما يعادل تقريباً حجم مبنى من 15 طابقاً - اكتُشف 2024 YR4 في عام 2024، وتصدّر عناوين الصحف العالمية مؤخراً عندما بدا أن لديه فرصة ضئيلة للاصطدام بالأرض في عام 2032. حتى أن الباحثين قدّروا احتمال اصطدامه بالأرض بنسبة واحد من 32، لكن ناسا استبعدت ذلك لاحقاً. تقول مونيكا غرادي: "أحد التحديات التي تواجه مراقبة كويكب في مسار تصادم مع الأرض هو تحديد مدى احتمالية اصطدامه". وتضيف: "علينا مواصلة الرصد لتحسين مداره ومساره". لا يزال هناك احتمال بنسبة 3.8 في المئة لاصطدام 2024 YR4 بالقمر، لكن ناسا تُضيف أنه حتى في حال حدوث اصطدام، فلن يُغير ذلك مدار قمرنا الطبيعي. 3- ديديموس وديمورفوس صدر الصورة، NASA/Johns Hopkins APL/Steve Gribben التعليق على الصورة، رسم توضيحي يُظهر مركبة ناسا الفضائية، وهي تقترب من ديمورفوس قبل الاصطدام المخطط له ديديموس، الذي يعني التوأم باليونانية، هو كويكب، وديمورفوس قمر صغير يدور حوله. لا يُعتبر أيٌّ منهما تهديداً للأرض، لكنهما يمرّان بالقرب منها نسبياً. في عام 2022، كانا هدفاً لاختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوج (DART) الذي أجرته ناسا، والذي تضمن إرسال مسبار ليصطدم بديمورفوس، مُدمّراً نفسه في هذه العملية. كان الهدف هو اختبار إمكانية إبعاد الصخور الفضائية، التي قد تُهدد الأرض، بأمان. تم اختيار ديمورفوس وديديموس بعناية. لم يكن أيٌّ منهما على مسار يتقاطع مع الأرض قبل التجربة، ولن يزيد أي تغيير طفيف في علاقتهما المدارية من الخطر. تقول روزيك: "اصطدمت المهمة بالقمر ديمورفوس، مُغيرةً مداره حول ديديموس في أول اختبار عملي للدفاع الكوكبي". وتضيف: "تم قياس هذا التغيير بشكل أساسي باستخدام عمليات الرصد الأرضية. ونواصل رصد هذا التغيير قبل وصول مهمة Hera (هيرا) العام المقبل للتحقيق في آثار الاصطدام". 4- سايكي صدر الصورة، NASA التعليق على الصورة، سايكي (الذي يظهر في هذا الرسم التوضيحي) بعيد عنا، لكن تركيبه لفت انتباه العلماء وصفته وكالة ناسا بأنه "أحد أكثر الأجسام إثارة للاهتمام في حزام الكويكبات الرئيسي"، وقد اكتُشف عام 1852. سُمي على اسم إلهة الروح اليونانية. سايكي بعيد جداً عنا، يدور حول الشمس بين كوكبي المشتري والمريخ، ويُعتقد أنه مكون من المعدن والصخور. يعتقد العلماء أن معظم المعدن يأتي من نواة كوكب صغير، وهو اللبنة الأساسية للكواكب، ودراسته قد تكشف كيفية تشكل نواة الأرض ونواة الكواكب الأخرى. في عام 2023، أطلقت ناسا مهمة لرسم خريطة له ودراسته. اكتشافات جديدة صدر الصورة، NSF-DOE Vera C. Rubin Observatory التعليق على الصورة، تُظهر الصورة الأولى التي كشف عنها تلسكوب "فيرا روبين" كويكبات جديدة بتفاصيل مذهلة في وقت سابق من هذا الشهر، كشف مرصد "فيرا روبين" أن تلسكوبه الجديد رصد أكثر من ألفي كويكب جديد، وسبعة أجسام فضائية قريبة من الأرض في غضون 10 ساعات فقط. يُكتشف ما يقرب من 20 ألف كويكب سنوياً، من قِبل جميع المراصد الأخرى على الأرض وفي الفضاء مجتمعة. تقول البروفيسور غرادي: "إذا أردت رسم خريطة للسماء في الليل، فيجب أن يكون لديك مجال رؤية واسع جداً. وهذا ما يتميز به ذلك التلسكوب في مرصد (فيرا روبين)".


خبر صح
منذ 12 ساعات
- خبر صح
2000 كتاب مجاني في تطبيق خاص بالاتصالات والثقافة لهاتفك من كنوز الثقافة
أعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاون مع وزارة الثقافة، عن إطلاق تطبيق 'كتاب' الذي يُعتبر مكتبة رقمية مجانية، حيث يضم أكثر من 2000 كتاب يمكن الاطلاع على محتواها المعرفي والثقافي المتنوع بسهولة في أي وقت ومن أي مكان. 2000 كتاب مجاني في تطبيق خاص بالاتصالات والثقافة لهاتفك من كنوز الثقافة من نفس التصنيف: استقرار سعر الفضة عالميًا عند 36.75 دولار وجرام 800 يصل إلى 50.50 جنيهًا تطبيق كتاب وأوضحت الوزارة عبر صفحتها الرسمية، أنه في إطار جهود الدولة لتعظيم الاستفادة من التكنولوجيا في نشر المعرفة والثقافة، تم توفير أكثر من 2000 كتاب من إصدارات وزارة الثقافة عبر تطبيق 'كتاب'، وذلك من خلال تعاون مثمر بين وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والثقافة لتمكين المواطنين من الاطلاع على محتوى معرفي وثقافي متنوع بسهولة ويسر في أي وقت ومن أي مكان. يوفر تطبيق 'كتاب' مكتبة ضخمة تضم إصدارات رقمية من الكتب الثقافية والتراثية لأكثر من 1000 مؤلف، تغطي 21 مجالًا من مختلف مجالات المعرفة، بما في ذلك الأدب، التاريخ، السير الذاتية، وغيرها من فروع العلوم التي تلبي اهتمامات مختلف فئات المجتمع مع الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية. كما يتيح التطبيق تجربة قراءة رقمية مرنة، حيث يمكن للقراء تصفح الكتب الإلكترونية وقراءتها مباشرة عبر الإنترنت، أو تحميلها للاطلاع عليها دون الحاجة إلى الاتصال بالشبكة. مقال مقترح: 'المجتمعات العمرانية تبدأ حجز شقق صبا في 6 أكتوبر' يوفر التطبيق للمستخدمين خصائص تفاعلية متنوعة، مثل إنشاء مكتبة خاصة وفقًا لتفضيلاتهم، تدوين الملاحظات، تمييز الكلمات، وضع العلامات المرجعية، بالإضافة إلى إمكانية البحث عن الكلمات في محرك بحث جوجل أو موسوعة ويكيبيديا. الجدير بالذكر أنه تم إطلاق تطبيق 'كتاب' في يناير الماضي، حيث يُعتبر أحد المبادرات التي تُنفذ بالتعاون بين وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والثقافة بهدف توظيف التكنولوجيا لتيسير الوصول إلى المعرفة، في خطوة استراتيجية نحو رقمنة المحتوى الثقافي، مما يعزز جهود الدولة في التحول الرقمي، ويمنح الكتاب والمؤلفين فرصة للوصول إلى قاعدة أوسع وأكثر تنوعًا من الجمهور.