
ترمب يدعو لعفو عن نتنياهو: دعم سياسيّ أم صفقةً إقليميَّةً شاملةً؟
متابعة/ فلسطين أون لاين
فاجأ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الأوساط السياسية الإسرائيلية والدولية، مساء الأربعاء، بتدوينة مثيرة نشرها على منصته "تروث سوشيال"، دعا فيها صراحة إلى إلغاء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو منحه عفواً فورياً، واصفاً إياه بـ"البطل العظيم" و"المحارب" الذي قدم الكثير لإسرائيل.
ترمب، الذي ربط مصير نتنياهو بالاستقرار الإقليمي، قال إن الولايات المتحدة التي "أنقذت إسرائيل في الماضي، يجب أن تنقذ نتنياهو اليوم"، في موقف اعتبره محللون تدخلاً مباشراً في المسار القضائي الإسرائيلي، يتجاوز حدود التضامن السياسي.
ما وراء الدعوة: نتنياهو مقابل غزة؟
تأتي دعوة ترمب قبيل أيام من استئناف محاكمة نتنياهو، المتهم في ثلاث قضايا فساد، تشمل الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وسط ترجيحات بأن حديث ترمب ليس مجرد دعم شخصي، بل جزء من صفقة إقليمية محتملة تشمل وقف الحرب في غزة، وتحرير الرهائن، وتوسيع اتفاقات التطبيع العربي-الإسرائيلي.
ويرى مراقبون أن طرح ترمب يصب ضمن مساعيه لتعزيز دوره كـ"رجل صفقات" على الساحة الدولية، خصوصاً مع إعلانه عن جهود وساطة بين الكونغو ورواندا، واستعداده للعب دور مركزي في تحقيق السلام بالشرق الأوسط، في ظل طموحه المعلن لنيل جائزة نوبل للسلام.
وفي الإطار، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة بشأن إنهاء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت جزءا من تحرك واسع لإنهاء الحرب في غزة.
وقال المصدر المقرب من نتنياهو إن طلب ترامب إنهاء محاكمة رئيس الوزراء هو لإعداد الرأي العام لاحتمال منحه عفوا.
وأضاف أن تصريحات الرئيس الأميركي لم تنشر عبثا، بل كانت هذا جزءا من محاولة دبلوماسية شاملة يشارك فيها أيضا فاعلون دوليون آخرون.
وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام عبرية بينها صحيفتا "يديعوت أحرنوت" و"يسرائيل هيوم" الخاصتان، عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، قولهم إن نتنياهو وترامب اتفقا على إنهاء الحرب بغزة، في غضون أسبوعين كحد أقصى، وذلك في إطار خطة سلام إقليمية واسعة تشمل عدة مسارات سياسية وأمنية.
وأضاف المسؤول أن شخصيات داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل تفكر في استغلال تصريحات ترامب لدفع مشاريع قوانين من شأنها إلغاء محاكمة نتنياهو.
من جانبه، نفى رئيس المحكمة العليا الأسبق بإسرائيل أهارون باراك، وجود أي اتصالات حالية معه أو بواسطته بشأن "صفقة ادعاء" مع نتنياهو، موضحا أن ما جرى بهذا الشأن كان قبل عدة أشهر ولم يُثمر شيئا، وفق القناة 12 العبرية.
و"صفقة الادعاء" وفق القانون الإسرائيلي، هي "اتفاق بين المدعي والمتهم، حيث يتعهد الادعاء بالتنازل عن قسم من التهم المنسوبة للمتهم، وتحويل تهمة خطيرة إلى تهمة بسيطة أو التنازل للمتهم تنازلاً آخر يمنحه تسهيلاً بما يخص نتائج المحكمة، وذلك مقابل اعتراف المتهم بالوقائع التي يكون من شأنها إدانته".
ووفق القانون الإسرائيلي، لا يمكن منح العفو إلا بعد استنفاد المسار القضائي. ورغم ذلك، تؤكد مصادر قريبة من نتنياهو أن دعوة ترمب تمثل جزءاً من تحرك دبلوماسي منسق، يهدف إلى تهيئة الرأي العام لإمكانية إصدار عفو خاص، بدعم دولي وموافقة رئاسية.
في ردود الفعل، انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي دعا فيها إلى إلغاء محاكمة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أو منحه عفواً، واصفاً تلك الدعوة بأنها "تدخل سافر في النظام القضائي لدولة مستقلة".
وفي مقابلة مع موقع "واي نت" الإسرائيلي المعارض، قال لابيد: "مع كل الاحترام لترامب، لكن لا ينبغي له أن يتدخل في مسار قانوني يجري في دولة ذات سيادة"، مضيفاً أن ما قاله ترامب "يتنافى مع أسس احترام القانون والمؤسسات القضائية".
ورأى لابيد أن هذا التدخل لا يخلو من خلفيات سياسية، مشيراً إلى أن "ترامب يحاول تقديم تعويض مسبق لنتنياهو، لأنه يعتزم لاحقاً ممارسة ضغوط عليه لإنهاء الحرب في غزة"، مضيفاً أن هذا "يتماشى تماماً مع أسلوب ترامب المعروف في إدارة الملفات".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 41 دقائق
- معا الاخبارية
ديرمر يتوجه إلى واشنطن الإثنين لمحادثات بشأن إيران وغزة
بيت لحم -معا- أورد موقع "واللا" الإلكتروني عن مصدر مطلع، قوله إن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، سيتوجه إلى واشنطن يوم الإثنين المقبل، لإجراء محادثات بشأن إيران والحرب على غزة، بالإضافة إلى تنسيق زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وذكر مسؤول أميركي، أن زيارة نتنياهو من المرجح أن تكون في النصف الثاني من شهر تموز/ يوليو المقبل. وكانت هيئة البث الرسمية قد قالت نقلا عن مصادر "إسرائيلية" ان "إسرائيل" مستعدة لإجراء محادثات بناء على مقترح ويتكوف


معا الاخبارية
منذ ساعة واحدة
- معا الاخبارية
نتنياهو وكاتس يهاجمان صحيفة "هآرتس": تقريرها كاذب ويشوه سمعة الجيش
بيت لحم -معا- قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يسرائيل كاتس، في بيان مشترك اليوم الجمعة، إنهما يرفضان ما وصفاه بـ"الكذبة" التي نشرتها صحيفة هآرتس حول إطلاق جنود الجيش الإسرائيلي النار على سكان في مراكز المساعدات بقطاع غزة. ووصف البيان التقارير الواردة في هآرتس بأنها "كاذبة وبشعة"، وقال إن هدفها تشويه سمعة الجيش الإسرائيلي، الذي اعتبره من "أكثر الجيوش أخلاقية في العالم". وكانت هآرتس نقلت عن جنود إسرائيليين أنهم أطلقوا النار عمدا وبناء على تعليمات من قادتهم على فلسطينيين عزل قرب مراكز تقديم المساعدات التابعة لما تُعرَف باسم "منظمة غزة الإنسانية".


فلسطين أون لاين
منذ 4 ساعات
- فلسطين أون لاين
استطلاع أميركي: تراجع التأييد الشعبي لإسرائيل وارتفاع الدعم لحماس
وكالات/ فلسطين أون لاين قالت صحيفة معاريف إن نتائج استطلاع حديث أجراه معهد "هاريس-هارفارد" الأميركي أظهرت تراجعاً ملحوظاً في نظرة الأميركيين الإيجابية تجاه إسرائيل، حيث انخفضت من 53% إلى 41% منذ بدء الحرب على غزة، بينما ارتفعت نسبة المعارضين لإسرائيل من 21% إلى 30%. وأشار الاستطلاع إلى أن قرابة نصف الشباب الأميركيين أعربوا عن تأييدهم لحركة حماس، وهو ما اعتبرته الصحيفة "مقلقاً للغاية". الاستطلاع طُلب بطلب من لجنة فرعية بالكنيست الإسرائيلي، وعُرضت نتائجه في جلسة برلمانية خاصة. وفي أوائل يونيو/حزيران الجاري، نشر مركز بيو الأميركي للأبحاث استطلاعا عالميا واسع النطاق، أظهر تزايدًا ملحوظًا في المشاعر السلبية تجاه إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة. وأظهرت النتائج أن النظرة العامة تجاه إسرائيل كانت سلبية في 20 من أصل 24 دولة شملها الاستطلاع. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة في قطاع غزة، وقد استُشهد حتى الآن أكثر من 56 ألف شخص، وأُصيب أكثر من 132 ألفا، وشُرد كل سكان القطاع تقريبا وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. ا المصدر / وكالات