
بين الكونغرس والكنيست
أيّ وقف لإطلاق النار في غزّة توافق عليه الحكومة الإسرائيلية هو بمثابة سلفة لترامب، ومحاولة كسب الوقت وإطلاق سراح رهائن لا أكثر
وفي إسرائيل، مشاريع قوانين في الحكومة والكنيست ترمي إلى السيطرة الكاملة على كلّ فلسطين. وقّع حزب ليكود (حزب نتنياهو) رسالةً موجّهةً إلى الكنيست تدعو إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على الفور في "يهودا والسامرة"، بالاستناد إلى "إنجازات إسرائيل ضدّ كلٍّ من إيران وحلفائها، والفرصة التي أتاحتها الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ودعم ترامب". وتزامن ذلك مع إعلان وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين أنه "حان وقت السيادة وضمّ الضفة الغربية. هذه الفترة هي الفرصة التي يجب ألا نفوّتها"، ثمّ إعلان وزيرة الاستيطان: "على العرب في غزّة الرحيل. عليهم أن يغادروا. لن نعطيهم الشراب والطعام. العالم سوف يستقبلهم. عليهم المغادرة". وتأكيداً لهذا التوجّه، قرّر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إنشاء محكمة حاخامية في مستوطنة أرئيل، في شمالي الضفة الغربية، التي تعدّ من أكبر المستوطنات، في مسعى إلى "تعزيز قبضتنا على أرض إسرائيل"، و"تعزيز السيادة في الخدمات الدينية". وأضاف، بكلّ وقاحة وصفاقة، أنه يجب على "السعودية أن تدفع ثمن السلام، ونرفض تقديم تنازلات. من غير المعقول أن يُطلَب منا تقديم تنازلات مثل التخلّي عن الأرض أو قبول دولة فلسطينية إرهابية مقابل السلام. لقد بذلنا جهداً كبيراً في مواجهة إيران وحماس، وهما تهديدان مشتركان لنا وللسعودية، لذا ينبغي أن تكون (الرياض) هي من يدفع ثمن السلام، لا العكس... إسرائيل ليست بحاجة إلى توسّل السلام... ماضون في توسيع اتفاقات السلام بدعم من الرئيس ترامب، سلام مقابل سلام، من دون شروط. ومن يختار الوقوف معنا سيكون شريكاً في ما نقدّمه من أمن واقتصاد وابتكار وقيم".
هذه المواقف هي حقيقة المشروع الإسرائيلي بكلّ أبعاده، وأيّ وقف لإطلاق النار توافق عليه الحكومة الإسرائيلية هو بمثابة سلفة لـ"ترامب"، ومحاولة كسب الوقت وإطلاق سراح رهائن لا أكثر، وليس ثمّة تراجع عن المشروع الحقيقي، ثمّة فرصة لن تتكرّر، وينبغي عدم تفويتها، كما يعلن نتنياهو وحلفاؤه: "وليس لأحد فضل علينا... نحن قاتلنا نيابةً عن الجميع... خلّصنا العرب والمنطقة من المشروع النووي الإيراني"، واحتفظت إسرائيل بالتأكيد بمشروعها النووي خارج أيّ رقابة دولية، وبمنع أيّ دولة أخرى في المنطقة من امتلاك طاقة نووية. بهذا المنطق يتمسّك المسؤولون الإسرائيليون بما طرحه سموتريتش. على العرب أن يدفعوا ما عليهم، تماماً مثلما فعل ترامب معهم، ومع حلفائه الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي (ناتو). إسرائيل تضغط على كلّ العرب، تستهدف أمنهم واستقرارهم. تعتبر سورية تحت الرقابة والسيطرة، ولبنان تحت التهديد والسيطرة والرقابة المشدّدة الدائمة، وثمّة استعداد عند الحدود الأردنية، والخطر الذي يمكن أن يأتي منها. وكذلك من مصر، وهذا يعني وضع الجميع تحت السيطرة والمراقبة لاستكمال المشروع الاستراتيجي باحتلال فلسطين كلّها، وتهجير أهلها، وتأكيد هيمنة إسرائيل الواسعة على كلّ المحيط "لتضمن أمنها ومستقبلها قوةً متفوقةً".
لا تنقص العرب الكفاءات، ولا الإمكانات المالية، لكنّهم يفتقدون الرؤية والإرادة والإدارة
للأسف نجحت اسرائيل في تحقيق كثير من الأهداف، بالعقل والعلم والإعلام والدبلوماسية والذاكرة والتكنولوجيا، وبالدراسات والأبحاث وتراكم الخبرات والمؤسّسات الراصدة للطاقات وتوجيهها والاستفادة منها، ولكلّ موقف أو مصطلح أو حركة تظهر هنا أو هناك، تمسّ من وجهة نظرها الثوابت والمبادئ الإيمانية والسياسية والأمنية المصيرية التي تقوم عليها دولة الاحتلال، التي نجحت أيضاً في الاستخبارات والاختراقات التي شهدناها من لبنان إلى سورية وقلب إيران، وغيرها من الدول، وبالصناعات والابتكارات النوعية في المجالات العسكرية والأمنية والتقنية والزراعية وغيرها. لا تنقص العرب الكفاءات، ولا الطاقات، ولا الإمكانات المالية الهائلة، لكنّهم يفتقدون الرؤية والإرادة والإدارة، ولن ينجو أحد من خطر المشروع الإسرائيلي وأهدافه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
واشنطن ألغت اجتماعاً مع تايوان قبيل محادثات التجارة مع الصين
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز في تقرير اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة ألغت اجتماعا مع وزير الدفاع التايواني في يونيو/ حزيران، مما يسلط الضوء على أن الرئيس دونالد ترامب يخشى دعم الجزيرة بطرق ربما تضر بالعلاقات الأميركية مع الصين . ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن ولنغتون كو وزير الدفاع التايواني كان يخطط لزيارة واشنطن لإجراء محادثات دفاعية مع إلبريدج كولبي وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسات، لكن الولايات المتحدة ألغت الاجتماع في اللحظة الأخيرة. ولم يرد البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وسفارة تايوان في واشنطن بعد على طلبات للحصول على تعليق. واختتمت الولايات المتحدة والصين، الثلاثاء، جولة جديدة من المحادثات التجارية في العاصمة السويدية استوكهولم، وسط أجواء وصفتها واشنطن بأنها "بناءة"، لكنها لم تفض إلى اتفاق نهائي بشأن تمديد هدنة الرسوم الجمركية، التي تنتهي في 12 أغسطس/آب. ونفت تايوان الثلاثاء أن يكون رئيسها لاي تشينغ-تي قد مُنع من زيارة الولايات المتّحدة، مؤكّدة أنّه لا يعتزم القيام بأيّ رحلة إلى الخارج "في المستقبل القريب". وأتى هذا النفي عقب تقارير إعلامية أميركية مفادها أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب رفضت السماح للرئيس لاي بالتوقّف في نيويورك في إطار رحلة رسمية إلى أميركا اللاتينية الشهر المقبل. ولم يؤكّد مكتب لاي رحلته تلك، لكنّ الباراغواي، الحليف الدبلوماسي الوحيد لتايوان في أميركا الجنوبية، أعلنت في منتصف يوليو/ تموز أنّها ستستضيف الرئيس التايواني في غضون 30 يوما. وكان مرجّحا أن تشمل هذه الزيارة توقفا في الولايات المتّحدة. لكنّ المتحدّث باسم وزارة الخارجية التايوانية هسياو كوانغ-وي قال للصحافيين في تايبيه "لم يكن هناك من الجانب الأميركي تأجيل أو إلغاء أو رفض للسماح بالتوقّف". اقتصاد دولي التحديثات الحية توافق أميركي صيني بشأن التهدئة التجارية... القرار النهائي بيد ترامب بدورها، أكّدت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس للصحافيين في واشنطن أنّه "لم يتمّ إلغاء أيّ شيء". وأضافت أنّه "في الوقت الحالي، لا توجد خطط سفر للرئيس. لذلك، لم يُلغَ أيّ شيء". غير أنّ بروس جدّدت في الوقت نفسه التأكيد على سياسة واشنطن القائمة على أنّ "مرور كبار المسؤولين التايوانيين، بمن فيهم الرؤساء، يتوافق تماما مع سياستنا وممارساتنا الراسخة. هذا لم يتغيّر". وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلت الثلاثاء عن مصادر لم تُسمّها، أنّ إدارة ترامب رفضت السماح للرئيس التايواني بالتوقّف في نيويورك بعد اعتراض بكين على زيارته. وأضافت الصحيفة أنّ لاي قرّر إلغاء رحلته بعد تبلّغه بأنّه لن يتمكن من التوقف في نيويورك. وتعليقا على ما أوردته "فاينانشال تايمز"، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إنّ "هذا القرار يُرسل إشارة خطرة". وكتبت الزعيمة الديمقراطية على فيسبوك "مرة أخرى، حقّق الرئيس (الصيني) شي جين بينغ انتصارا على القيم الأميركية والأمن والاقتصاد من خلال منع إدارة ترامب رئيس تايوان المنتخب ديمقراطيا من القيام برحلة دبلوماسية عبر نيويورك". وأضافت "فلنأمل أن لا يكون رفض الرئيس ترامب لهذه المحطة في نيويورك مؤشرا إلى تحوّل خطر في السياسة الأميركية تجاه تايوان". وعلى الرّغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الولايات المتّحدة وتايوان فإنّ واشنطن تسمح للقادة التايوانيين بالقيام بتوقّفات خاصة على الأراضي الأميركية. وجميع الرؤساء التايوانيين الذين انتُخبوا منذ أول انتخابات جرت بالاقتراع العام في 1996 توقّفوا في الولايات المتحدة. وفي نهاية العام الماضي أجرى لاي تشينغ تي زيارة إلى هاواي وغوام، الإقليمين التابعين للولايات المتحدة. وفي بكين، رفض متحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية تأكيد صحّة التقارير التي تحدّثت عن تدخّل صيني في هذه المسألة أو نفيها. وقال المتحدث باسم الوزارة غيو جياكون إنّ موقف الصين لا يزال "معارضا بشدّة" لمثل هكذا زيارة "بغضّ النظر عن الذريعة أو المبرّرات". وتوكّد الصين أنّ تايوان جزء من أراضيها وهي تمارس على الجزيرة ضغوطا عسكرية واقتصادية ودبلوماسية متزايدة. (فرانس برس، العربي الجديد)


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
صور مجاعة غزة تهز ترامب وزوجته ميلانيا: من لم يتأثر قاسي القلب.. أو أسوأ
ترامب وميلانيا ترامب في افتتاح مسرحية البؤساء في مركز كينيدي في واشنطن. 11 يونيو 2025. ا ف ب لندن- 'القدس العربي': قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الصور الواردة من قطاع غزة، والتي تُظهر المجاعة ومعاناة الأطفال تركت أثرًا بالغًا عليه وعلى زوجته، السيدة الأولى ميلانيا ترامب. وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، أثناء عودته من إسكتلندا إلى واشنطن، أوضح ترامب أن ميلانيا 'ترى نفس الصور التي نراها جميعاً'، وأضاف: 'أعتقد أن كل من يشاهد هذه المشاهد، ما لم يكن قاسي القلب أو أسوأ، لا يمكنه إلا أن يشعر بالأسى، فالأمر مروّع عندما ترى الأطفال'. وتابع قائلاً: 'هؤلاء أطفال، سواء تحدثنا عن مجاعة أم لا، إنهم يتضورون جوعًا'. وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من إعلان ترامب خططًا أمريكية لإنشاء 'مراكز غذائية' في غزة، في خطوة بدت متعارضة مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أنكر وجود مجاعة في القطاع. وقال ترامب أيضًا: 'هؤلاء الأطفال يبدون وكأنهم جائعون للغاية'. (وكالات)


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
المغرب يطلب السماح بإنزال مساعدات إلى غزة في مطار بن غوريون
أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الأربعاء، بأنّ العاهل المغربي، الملك محمد السادس ، توجّه إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ، بطلب للسماح بإرسال مساعدات إنسانية من المغرب إلى غزة عبر مطار اللد، أو ما يُعرف إسرائيلياً باسم " بن غوريون " قرب تل أبيب. ويطلب المغرب إنزال طائرات تحمل مساعدات إنسانية (في الأساس مواد غذائية) في مطار بن غوريون، ونقلها من هناك بواسطة شاحنات إلى معبر كرم أبو سالم ومنه إلى قطاع غزة. وناقش مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الموضوع، بينما تفحص الوزارات المعنية في هذه المرحلة، إمكانية تنفيذ العملية، والتي من المتوقّع أن تشمل استخدام ثماني طائرات شحن من نوع "هيركوليس". اقتصاد الناس التحديثات الحية أسوأ سيناريو للمجاعة في غزة... مساعدات محدودة براً وجواً ولفتت الصحيفة، إلى أن المملكة المغربية، قدّمت قبل أكثر من عام مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة بالطريقة نفسها. وقال ممثل المغرب في تل أبيب، إبراهيم بيود، في مقابلة مع الصحيفة نفسها في حينه، إن المساعدات التي أرسلتها حكومته "تهدف إلى تحقيق السلام في المنطقة"، وإنّ "الحمولة كانت تتكون بشكل أساسي من مواد غذائية، خاصة للأطفال، وبلغ وزنها الإجمالي حوالي 41 طناً. وتم نقل المساعدات بواسطة أربع طائرات وصلت في رحلة مباشرة من المغرب إلى مطار بن غوريون، ومن هناك نُقلت بواسطة شاحنات إلى معبر كرم أبو سالم، ومن ثم أُدخلت إلى القطاع". ومذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة قبل نحو عامين، سادت في إسرائيل مخاوف كبيرة من تصاعد ما تسميه "الخطاب المعادي للسامية" في المغرب. وذكرت الصحيفة العبرية، أنه منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يهاجم سياسيون وصحافيون مغاربة إسرائيل بشدة، كما زعمت وجود مضايقات بحق الجالية اليهودية في المغرب. وادّعت بأن الشخصية البارزة في هذا السياق هي رئيس وزراء المغرب السابق، عبد الإله بن كيران، الذي ترأس حزب العدالة والتنمية.