logo
لماذا صيام تاسوعاء قبل يوم عاشوراء وعلاقته باليهود؟ لـ3 أمور و9 فضائل

لماذا صيام تاسوعاء قبل يوم عاشوراء وعلاقته باليهود؟ لـ3 أمور و9 فضائل

صدى البلدمنذ يوم واحد
صيام تاسوعاء وعاشوراء
لماذا نصوم تاسوعاء قبل يوم عاشوراء ؟ يوم تاسوعاء هو التاسع من شهر محرم، ويستحب صيام يوم تاسوعاء ، قبل يوم عاشوراء، وذلك لعدة أمور ذكرها الفقهاء، وثبت أن صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة ماضية، وحث النبي صلى الله عليه وسلم على صيام يوم تاسوعاء قبل يوم عاشوراء.
وروي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا»، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع». صيام يوم تاسوعاء
يستحب صيام يوم تاسوعاء وعاشوراء من شهر محرم، لما روي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا»، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع. موعد صيام تاسوعاء وعاشوراء
متى موعد صيام عاشوراء 2025؟ ويحل علينا موعد صيام يوم عاشوراء السبت 5 يوليو، ومن السُنة النبوية صيام يوم قبله أو يوم بعده، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «صوموا يومًا قبله أو يوماً بعده»، وعلى ذلك يُستحب صيام يوم تاسوعاء المُوافق الجمعة 4 يوليو أو الأحد 6 يوليو بجانب يوم عاشوراء.
وفضل صيام يوم عاشوراء قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله». ويجوز صيام عاشوراء منفردا ، ولكن الأفضل أن نصوم تاسوعاء وعاشوراء.
فضل صيام تاسوعاء
فضل صيام تاسوعاء أن صيام يوم تاسوعاء قبل يوم عاشوراء سُنة أيضًا، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا صام يوم عاشوراء قيل له: إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ»، قَالَ ابن عباس: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. أخرجه مسلم في "صحيحه". الحكمة من صيام تاسوعاء
لماذا نصوم تاسوعاء أو سبب صيام يوم تاسوعاء؟ له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها: أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
وروى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: «حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». رواه مسلم 1916
رأى الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع،وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وكلّما كثر الصّيام في محرّم كان أفضل وأطيب.
قال النووي رحمه الله: ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا: الأول: أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، والثاني: أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ، كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ، والثَّالِثَ: الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلالِ، وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ.
صيام يوم عاشوراء منفردا
أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز صيام يوم عاشوراء منفردا دون صيام يوم قبله أو بعده، منوهة بأن صيام تاسوعاء مستحب وكذلك يوم عاشوراء وليس فرضًا، منبهًا على أنه لا مانع شرعا من صيام يوم عاشوراء منفردا
صيام يوم تاسوعاء
واستشهدت عن صيام يوم تاسوعاء وعاشوراء بما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في "صحيحه".
الحكمة من صيام يوم تاسوعاء
وقالت دار الإفتاء إن تقديم صيام يوم تاسوعاء على يوم عاشوراء له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها: أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على يوم عاشوراء، ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
لماذا سمي يوم عاشوراء بهذا الاسم ؟ يوم عاشوراءهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، ويستحب صيام يوم عاشوراء ، حيث ثبت في فضل صيام يوم عاشوراء ، أنه يكفر ذنوب سنتين، واختلف العلماء قديما في تحديد يوم عاشوراء والصحيح أنه اليوم العاشر من شهر المحرم
ذهب جمهور العلماء إلى أن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم، وهو ليس اليوم التّاسع كما يقول البعض منهم، وذلك أنّ كلمة عاشوراء جاءت بمعنى اليوم العاشر، وهذا هو مقتضى الاشتقاق والتّسمية، وأنَّ اليوم التاسع يسمى تاسوعاء. تسمية عاشوراء بهذا الاسم
ذكرت المعاجم اللغوية أن سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم أن عاشوراء يشار بها إلى اليوم العاشر من الشهر، وفي يوم عاشوراء أصبح المستخدم هو يوم «عشوراء» بإزالة الألف التي تلحق حرف العين، وذلك لسبب أنه يوم مميز في الحياة الدينية الخاصة بالمسلمين وهو مختلف تمامًا عن عاشوراء الخاص باليهود.
فضل يوم عاشوراء
عاشوراءُ: هو اليومُ الذي أنجى اللهُ تعالى فيه موسى وقومَه، وأغرقَ فرعونَ وقومَه؛ فصامه موسى شُكرًا، ثم صامه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: «قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فوجد اليهودَ يصومون يومَ عاشوراءَ، فسُئِلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليومُ الذي أظهر اللهُ فيه موسى وبني إسرائيلَ على فِرعونَ؛ فنحن نصومُه تعظيمًا له، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «نحن أَولى بموسى منكم، فأمَرَ بصيامِه»، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «فصامه موسى شُكرًا، فنحن نصومُه…»، وللنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في صيامِ عاشوراءَ أربعُ حالاتٍ:
الحالةُ الأولى:
أنَّه كان يصومُه بمكَّةَ، ولا يأمُرُ النَّاسَ بالصَّومِ؛ ففي الصَّحيحينِ عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: «كانت عاشوراءُ يومًا تصومُه قُرَيشٌ في الجاهليةِ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُه، فلمَّا قَدِمَ المدينةَ صامه وأمر الناسَ بصيامِه، فلمَّا نزلت فريضةُ شهرِ رمضانَ كان رمضانُ هو الذي يصومُه، فترك صومَ عاشوراءَ، فمن شاء صامه، ومن شاء أفطر». وفي روايةٍ للبخاريِّ: وقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «من شاء فليصُمْ، ومن شاء أفطر».
الحالةُ الثَّانيةُ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا قَدِمَ المدينةَ ورأى صيامَ أهلِ الكتابِ له وتعظيمَهم له -وكان يحبُّ موافقتَه فيما لم يُؤمَرْ به- صامه وأمر الناسَ بصيامِه، وأكَّد الأمرَ بصيامِه، وحثَّ النَّاسَ عليه حتى كانوا يُصَوِّمونه أطفالَهم.
الحالةُ الثَّالثةُ:
أنَّه لَمَّا فُرِض صيامُ شهر رمضانَ، ترك النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمْرَ أصحابِه بصيام يومِ عاشوراءَ؛ لِما رواه مسلمٌ في صحيحِه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إنَّ عاشوراءَ يومٌ من أيَّامِ اللهِ، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه». وفي روايةٍ لمسلمٍ أيضًا: «فمن أحَبَّ منكم أن يصومَه فلْيَصُمْه، ومن كَرِه فلْيَدَعْه».
الحالةُ الرَّابِعةُ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَزَم في آخِرِ عُمُرِه على ألَّا يصومَه مُنفَرِدًا، بل يضمُّ إليه يوم -التاسع-؛ مخالفةً لأهلِ الكتابِ في صيامِه؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّه قال: حين صام رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عاشوراءَ، وأمر بصيامِه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّه يومٌ تُعَظِّمُه اليهودُ والنَّصارى! فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «فإذا كان العامُ المُقبِلُ إن شاء الله صُمْنا التاسِعَ»، قال: فلم يأتِ العامُ المقبِلُ حتى توفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. فضل صيام عاشوراء
أمَّا فضلُ صيامِ يومِ عاشوراءَ، فقد دَلَّ عليه حديثُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الذي رواه أبو قتادةَ رَضِيَ اللهُ عنه، وقال فيه: سُئِلَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صومِ يوم عاشوراءَ؟ فقال: «أحتَسِبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنةَ التي قَبْلَه»، ولو صام المسلِمُ اليومَ العاشِرَ لحصل على هذا الأجرِ العظيمِ، حتى لو كان مُفرِدًا له، من غيرِ كراهةٍ، خلافًا لما يراه بعضُ أهلِ العِلمِ، ولو ضَمَّ إليه اليومَ التاسعَ لكان أعظمَ في الأجرِ؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «لَئِنْ بَقِيتُ أو لئِنْ عِشْتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسِعَ».
وأمَّا الأحاديثُ التي وردت وفيها صيامُ يومٍ قَبْلَه وبَعْدَه، أو صيامُ يومٍ قَبْلَه أو بَعْدَه؛ فلم يَصِحَّ رَفْعُها للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والعباداتُ -كما هو معلومٌ- توقيفيَّةٌ، لا يجوزُ فِعْلُها إلَّا بدليلٍ، وقد يُستأنَسُ بما ورد في ذلك؛ فقد صَحَّ بعضُ هذه الآثارِ موقوفًا على ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللهُ عنه؛ ولهذا لا يُثَرَّبُ على من صام عاشوراءَ ويومًا قبله ويومًا بعده، أو اكتفى بصيامِه وصام يومًا بعده فقط. صيام يوم عاشوراء فضل صيام يوم عاشوراء
خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها:
أولًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
ثانيًا: إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري (1904)، ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
ثالثًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
رابعًا: إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
خامسًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا».
سادسًا: إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22) ، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
سابعًا:إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
ثامنًا: إن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد (6589) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».
تاسعًا: يكفر ذنوب سنتينالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».
صيام يوم عاشوراء سبب صيام عاشوراء
كان السّبب الرّئيسي وراء تشريع صيام يوم عاشوراء هو أنّ الله سبحانه وتعالى قد نجّى فيه سيّدنا موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون وملئه، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى - عند مسلم شكرًا - فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه».
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يصومه، فلمّا قدم المدينة صامه، وأمر النّاس بصيامه، فلمّا فرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه» رواه البخاري ومسلم، وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول: «إنّ هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر» رواه البخاري ومسلم.
ومن المستحبّ أن يصوم المسلم اليوم التّاسع مع اليوم العاشر من محرّم، وذلك لما ثبت في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «لمّا صام رسول الله يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنّه يوم تعظمه اليهود والنّصارى، فقال: إذا كان عام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتّى توفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم» رواه مسلم.
حكم صيام يوم عاشوراء
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «أمَر النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - رجلًا من أسلَمَ: أن أذِّنْ في النّاسِ: أن مَن كان أكَل فليَصُمْ بقيةَ يومِه، ومَن لم يكُنْ أكَل فليَصُمْ، فإنّ اليومَ يومُ عاشوراءَ» رواه البخاري، وقد وردت الكثير من الأحاديث في التّخيير في أمر الصّيام، فمن شاء صام ومن شاء ترك الصّيام، وقد جاء هذا التّخيير في الأحاديث لإبطال الإيجاب، وليس لإبطال الاستحباب، وذلك لأنّ صيام يوم عاشوراء كان في بداية الإسلام أمرًا واجبًا أمر به الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - حتّى أنّه كان قد أمر من تناول الطّعام أن يمسك ويصوم، وذلك كما ورد في حديث سلمة بن الأكوع السّابق، والنّبي - صلّى الله عليه وسلّم - صامه وأمر المسلمين بصيامه.
وقد شرع لنا الله عزّ وجلّ أن نخالف أهل الكتاب من خلال صيام يوم قبله، فقد ورد في مسند أحمد، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «لئن سَلِمْتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسعَ، يعني عاشوراءَ»، فلم يأت العام التّالي إلا وقد توفّي النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد جاء الأمر بصيام يوم قبل يوم عاشوراء ويوم بعده.
ولا يعد صيام عاشوراء مشابهةً لأهل الكتاب، لأنّنا كمسلمين نأخذ بالسّبب الذي أخذوا به وهو لنا في الشّرع صحيح، وهم قد أخذوا به وهم كفّار وبالتالي فإنّه لا ينفعهم في شيء، فقد أخرج مسلم: «كان أهلُ خيبرَ يصومون يومَ عاشوراءَ، يتَّخِذونَه عيدًا، ويُلبسُون نساءَهم فيه حُلِيَّهُم وشارَتَهم، فقال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - فصوموه أنتُم».
وقال بعض الفقهاء إنّه يكره صيام عاشوراء وحده، وقال بعضهم إنّه أمر مباح، وذكر فقهاء أنّه لا يكره صيام عاشوراء وحده، ولا شكّ أنّه ينبغي أن يصوم يومًا قبله أو يومًا بعده، ولا يصومه وحده، ولكن لو أنّ إنسانًا لم يستطع صوم عاشوراء إلا وحده فحينئذٍ نقول تزول الكراهة للحاجة، أمّا لغير حاجة فلا ينبغي صيامه وحده، وهذا ابن عباس راوي بعض أحاديث صيام يوم عاشوراء يصوم يومًا قبله ويومًا بعده مع صيام عاشوراء.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المجلس الشيعي أحيا اليوم السابع من محرم
المجلس الشيعي أحيا اليوم السابع من محرم

المردة

timeمنذ ساعة واحدة

  • المردة

المجلس الشيعي أحيا اليوم السابع من محرم

أحيا المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ، اليوم السابع من محرم الحرام ، برعاية وحضور نائب رئيسه العلامة الشيخ علي الخطيب، في مقره – طريق المطار ، في حضور حشد من علماء دين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية واعلامية ومواطنين .وبعد تلاوة اي من الذكر الحكيم للقارئ احمد المقداد قدم الحفل الدكتور جهاد سعد مستهلا كلمته بقوله تعالى : قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أفضل الناس بعد النبيين في الدنيا والآخرة ، المحبون لله المتحابون فيه. ودلتنا آية المودة : قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى. أن المحبة سلوك وليست مجرد مشاعر، لان المودة في اللغة هي الحب في حالة الفعل وليست مجرد الشعور . وعن محبة الله في مقام السلوك يقول السيد المسيح عليه السلام: طوبى للمتراحمين ، أولئك هم المرحومون يوم القيامة . طوبى للمصلحين بين الناس أولئك هم المقربون يوم القيامة . طوبى للمطهرة قلوبهم أولئك يزورون الله يوم القيامة . طوبى للمتواضعين في الدنيا أولئك يرثون منابر الملك يوم القيامة . طوبى للمساكين لهم ملكوت السماء. طوبى للمحزونين هم الذين يسرون. طوبى للذين يجوعون ويظمؤون خشوعا ، هم الذين يسبقون. طوبى للمسبوبين من أجل الطهارة فإن لهم ملكوت السماء. طوباكم إذا حسدتم وشتمتم وقيل فيكم كل كلمة قبيحة كاذبة حينئذ فافرحوا وابتهجوا فإن أجركم قد كثر في السماء . ومن دعاء الإمام الحسين عليه السلام' الهي أمرت بالرجوع إلى الآثار ، فارجعني إليك بكسوة الأنوار ، وهداية الاستبصار ، حتى ارجع إليك منها ، مصون السر عن النظر إليها ، ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها ، انك على كل شئ قدير. ويقول الصادق عليه السلام: وهل الدين إلا الحب'. ميشال عبس والقى الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس 'كلمة قال فيها: 'هي العين تقاوم المخرز! هي تقول له النور الذي انضح به اقوى من فتكك، والجِفن لن يرِف، لان الخوف لم يتسلل الى النفس الأبية، التي تعملقت في لحظة من الزمن. تراثنا المشرقي والعربي مرصع بوقفات العز، لقادة او فلاسفة كانوا على حجم الكلمة، وبروا بما تناقلوه عن الآباء والاجداد من قيم ومثل عليا، والسيرة الحسينية هي مرحلة أساسية من وقفات العز. عندما نتغاضى عن الظلم، ونقبل باستشرائه، ونتسامح مع الفساد، ونفسح مكانا للنفاق، في يومياتنا، كما في استشرافنا لحياتنا ومستقبلنا، نكون قد سكنا في قلب جهنم، وتعايشنا مع الابالسة، ونزعنا عن الجنس البشري صفته الأساسية، صفة الانسان'. وسأل عبس :'كم هي صعبة الطرق المستقيمة، وكم هي سهلة المسارات الملتوية، لكل أمرؤ من دهره ما تعودا، ان يسلك هذا الطريق او ذاك، و'سبحان من ارضى الناس بعقولها'… وقيمها؟ وقال :' نحن اليوم في الزمن العاشورائي، في استذكار واستعادة لزمن اليم من تاريخ الامة، والذي على المه، يحمل رمزية ومعانٍ وعبر. تقام مراسم عاشوراء والأمة تحت الدمار والحديد والنار، تدافع عن نفسها رغم ضآلة الإمكانات، مقارنة بما دفعته الدولة العميقة العالمية من سموم عسكرية ونفسية وإعلامية من اجل اخضاع هذه الامة او تدميرها. نقيم هذه المراسم الرفيعة المعنى، وناسنا في غزة يعانون الامرين في حياتهم اليومية التي تحولت الى جحيم لا يوصف، في محاولة سافرة لوضعهم امام خيارين احلاهما مر، الفناء او الرحيل. هم صامدون في ارضهم، لا يبرحونها مهما علت التضحيات، وقد أعطوا للبشرية دروسا في الثبات في الأرض والحفاظ على الهوية القومية. نقيم مراسم الوفاء هذه، وشعبنا في فلسطين يعاني الامرين من تعسف قوى الاحتلال وحقد وعنف المستوطنين، شذاذ الآفاق الذي قدموا من كل حدب وصوب، من اجل استيطان ارض ليس لهم فيها حبة تراب، بل اُغدقت عليهم بوعد سياسي قائم على وهم ديني، جعلهم يعتبرونها ارض ميعاد، ويستسهلون إبادة بشرها من اجل الحصول عليها، رغم ان نخبهم الدينية والمدنية الواعية ترفض هذه الخديعة وتعارضها وتدفع ثمن موقفها هذا من كرامتها وسلامتها'. وقال: 'نلتف حول سيرة الحسين والملحمة العشورائية وشعبنا في لبنان لما يخرج من حرب ضروس دمرت أجزاء كبيرة منه، وشردت جزءا من شعبه، وهو ما زال على صموده وموقفه ورؤيته، يسمي العدو عدوا، ويقول له ان الامة لم تقل كلمتها الأخيرة بعد، وإننا على يقين انه، إذا كان للباطل جولة، فان الحق يعلو ولا يعلى عليه، لأننا شعب، كما قال السيد المسيح، قد عرف الحق، والحق حرره. نحيي ذكرى الحسين العاشورائية وبلاد الشام -العراق تمر بمرحلة تاريخية عصيبة، تهدد وحدتها وهويتها السياسية، وحتى حضارتها. كم من وجع يجتاح نفوسنا، وكم من القلق ينتابنا، وكم من الصبر نحتاج، وكم من بعد النظر يجب ان نتسلح به، من اجل عبور هذه الأزمنة الصعبة التي تمر على الأمم الحية. كم من بطولة نحتاج، مسلحة بالوعي، من اجل الخروج من النفق الذي دفعتنا اليه المكائد التي تلبس لبوس الرقي، وهي ليست الا ممارسات مشبعة قُبحا ودناءة'. أضاف :'مجرمون بلباس ملائكة يأتوننا بجميل العبارات، وخبيث البسمات، ويدسون لنا السم في الدسم. في الأزمنة الرديئة، حيث يحاول أعداء الامة الداخليين رميها في القعر، وبعد القعر قِعر، من اجل ان تكون لقمة سائغة لمشغليهم، لا بد للامة ان تستلهم تاريخها، وتغرف من معين قيمها طاقة روحية ومعنوية تساعدها على المقاومة والاستمرار. تشكل ثورة الحسين، وسيرته، وصولا الى واقعة كربلاء، وما تلاها من احداث، مخزونا قيميا ومعياريا وسلوكيا عظيم الاعتبار، ووفير الطاقة الفكرية والمعنوية، نستطيع بكل بساطة وفخر في آن، ان نستلهمها من اجل ان نعالج قضايانا الحالية التي تلقي بثقلها على حياتنا ومصيرنا'. واكد الدكتور عبس 'ان واقعة كربلاء من المحطات التاريخية الشديدة الحضور في الوجدان الإنساني، وتشكل زمنا محفورا في الذاكرة الجماعية للناس الذين يعون تماما الحضور، والزمان، والمكان. هي من الثوابت في تاريخنا العربي ولها في قلوب القوم، أيا كانت انتماءاتهم، مكانة مرموقة، مشبعة بالأحاسيس والعواطف. لقد تناقلت الأجيال حوادث ومرويات الواقعة، حتى وصلت الى زمننا الحالي، مع كافة التفاصيل المرتبطة بها، قبلها وبعدها'. وتابع :'انها سيرة الحسين، ونهضته ومواقفه منذ البدايات، مرورا بخروجه من المدينة سالكا الطريق الأعظم، رافضا أي تعايش مع ما لا تقبله القيم التي نشأ عليها، رغم فارق القدرات العسكرية، لذلك سميت 'ثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف'. انها ثورة سياسية-اجتماعية على الظلم بامتياز، دفع من قام بها دمه مقابل مواقفه، فاستحق لقب سيد الشهداء'. وقال عبس :' مرويات من شهد الواقعة موجعة، الحسين، حفيد الرسول الذي احبه حبا جما، يصاب بسهم يستقر في نحره، ويمطرون جسده بضربات السيوف والرماح، ثم يأتي من يقوم بفصل رأسه عن جسده بضربة سيف! بربكم قولوا لي ما هذا! لقد اتى من لم يكن متقيدا بمبادئ الدين والعقيدة، لا في نمط حياته ولا في طريقة حكمه، ليجهز على من اؤتمن على البيعة واراد صيانتها حتى الرمق الاخير. مفارقات القدر، من صنع البشر، ليس لها حضيض. غني عن القول ما كان هول الصدمة على المجتمع العربي-الإسلامي، فمقتل الحسين قد شكل نقطة تحول في تاريخنا ما زلنا نحمل نتائجها حتى يومنا هذا، اذ نَعتبر نحن، أبناء العروبة، على مختلف انتماءاتنا الدينية او المذهبية، استشهاد الحسين حدثًا مأسويًا غيّر مسار التاريخ العربي. ولهذه المأساة تأثير ليس فقط على اهل الشيعة، بل ان اهل السنة والجماعة، كما المسيحيين وغيرهم، يشعرون بالحزن والأسى، وهذا واضح في كتابات وتصريحات فقهائهم وقياداتهم ومثقفيهم. لقد شكلت واقعة كربلاء منطلق تحول الانقسام الى اتجاه جديد، اذ اخذ شيعة علي هوية مختلفة، وتحول اجتهادهم مذهباً فقهياً مكتمل المقومات، اخذ في التبلور مع الزمن، وفي الامر توجه ابداعي مرتبط بالواقع، يحاكي متطلباته، ويجترح حلولا لمشاكل الحياة اليومية والاستشرافية. انه أقرب الى ما يسمى اليوم، في اللاهوت المسيحي، باللاهوت السياقي. تشكل شهادة الحسين ازكى الشهادات، لأنها شهادة الدم، شهادة بذل الحياة، وهذا ارفع عطاء يمكن لإنسان ان يعطيه، منعاً لفساد الإسلام وحماية عقيدته وقيمه ممن اؤتمنوا عليها'. وأضاف:' لم يكن الحسين ليجهل انه قد تكون لتمرده نتائج مأساوية، عليه وعلى من ناصروه، ولكنه عمل بوحي من ضميره وبالهام – او قل بتكليف – إلهي، لذلك استحق تسمية سيد الشهداء. لقد مشى واثق الخطى الى ذروة العطاء، عطاء الحياة، متحملا كل متطلبات ونتائج مواقف الشرف. ان لإحياء مراسم عاشوراء بعدا تعليميا، قياديا، اذ ان هذه المراسم تعلم الناس قدوة من انتفض على الظلم والفساد. هي دروس في المواقف ومعايير السلوك واخلاقيات القيادة. لقد اجترح أحد البحاثة الغربيين تعبير 'نموذج كربلاء' الذي يزود الشيعة بمعايير بطولية وروح استشهادية، ويمثل تجسيدًا للمعركة بين الخير، والشر، والعدالة، والظلم. لقد أصبحت شهادة الحسين نموذجا للنضال ضد الطغيان والاستغلال، فأصبحت منطلقا لنشاط سياسي يهدف الى التغيير الاجتماعي انطلاقا من قدوة الحسين. الحبر الكثير سال في وصف هذه الواقعة والثورة والنهضة، انطلاقا من سيرة صاحبها، فكُتبت الدراسات والملاحم وشتى أنواع الادبيات لتخلّد هذه المرحلة الهامة جدا من تاريخنا، وقد نتج عن ذلك اعداد وفيرة من الكتابات يصعب حصرها لغزارتها. ما زالت هذه الواقعة، وكل ما رافقها من احداث، تلهم الكتاب والشعراء، وتحث الباحثين والمؤرخين على الإنتاج الادبي والفكري'. واستطرد عبس :' لقد آثر الحسين ان يستشهد عزيزا، على ان يسير بركاب الفساد والرذيلة، فكان خيار الكرامة ووقفات العز، في احدى أحلك مراحل تاريخنا العربي. ولكنه، مثل الكثيرين من ذوي خيار الشرف، قد خُذل من البعض، فخانوه، مقابل شرفاء ناصروه وافتدوه. لقد اختار الخيار الاصعب الذي لا يختاره الا كبار النفوس الذين تخلد ذكراهم البشرية. لذلك، من البديهي ان يكون لعاشوراء مراسم، وان يكون هناك مجالس عزاء وحزن وبكاء، لان في الكون الكثير من الخلص الاوفياء، ولو بعد أجيال. ما اشبه الليلة بالبارحة، ابطال شرفاء انتفضوا ضد أوضاع مزرية قائمة واختاروا التغيير ولو على حساب أغلى ما عندهم، لأنهم رفضوا ان يضعهم التاريخ في سجل الابالسة الخرس، الساكتين عن الحق، ولأنهم نهضوا لنصرة المظلوم وإقامة العدل. ما اشبه الليلة بالبارحة، قوم يتنصرون لقادة شرفاء، فيلقون مصيرهم، وجماعات تقدم على الخيانة، وتتعايش مع الشر والباطل، حفاظا على مصالح، او تطلعا الى مكاسب، او تزلفا او تزلما. انها مأساة تتكرر كل يوم، بشكل او بآخر، في شتى انحاء المعمورة، وبظروف مختلفة حسب المكان والزمان والشركاء في المأساة'. وختم بالقول:ان كربلاء هي دعوة لمبارزة الظلم والاستكبار بشكل مستدام، وتسجيل انتصارات عليهم من اجل انتصار الحق وتعميم العدل. كربلاء هي دعوة لرفض الامر الواقع وتحرير المجتمع والسير به في ركاب الحرية والتقدم. ستبقى كربلاء، ونهضة الحسن وسيرته، مصدر الهام للمظلومين في العالم، الذين يتوقون الى حياة أفضل'.

بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر
بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر

نشرت الفضائية المصرية، بث مباشر لنقل شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف بمحافظة القاهرة. وتواصل وزارة الأوقاف جهودها لإعمار بيوت الله -عز وجل- بافتتاح (٧) مساجد اليوم الجمعة، الموافق ٤ من يوليو ٢٠٢٥ م، حيث تم إنشاء وبناء مسجد جديد، وإحلال وتجديد (٦) مساجد. وأعلنت وزارة الأوقاف، أن إجمالي ما تم إحلاله وتجديده وصيانته وفرشه منذ يوليو ٢٠١٤م بلغ (١٣٤٩٦) مسجدًا، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو ٢٣ مليارًا و ١١١ مليون جنيه. وشهدت قائمة المساجد المقرر افتتاحها تنوعًا جغرافيًا، بيانها كالتالي: ففي محافظة الفيوم: تم إحلال وتجديد مسجد عزبة المديرية بقرية الغرق – مركز إطسا؛ ومسجد النور بقرية أبوكساه – مركز أبشواي؛ ومسجد الرحمن بقرية سنرو – مركز أبشواي. وفي محافظة أسيوط: تم إحلال وتجديد مسجد راتب عبد الله بقرية المندرة بحري – مركز ديروط؛ ومسجد النصر بعزبة سرور – مركز البداري. وفي محافظة الجيزة: تم إحلال وتجديد مسجد الرحمن بعزبة موسى جورين بقرية السعودية – مركز العياط. وفي محافظة الأقصر: تم إنشاء وبناء مسجد أبو عبيدة بن الجراح بنجع الجسر بقرية الأقالتة – مركز ومدينة القرنة. وأكدت وزارة الأوقاف، أن هذه الجهود التزام وزارة الأوقاف بتطوير بيوت الله -عز وجل- وتحديثها؛ لتوفير بيئة إيمانية مناسبة للمصلين في مختلف أنحاء الجمهورية في إطار اهتمام الوزارة بإعمار بيوت الله -عز وجل- ماديًّا وروحيًّا وفكريًّا.

عضو بالأزهر: عاشوراء يعلمنا اليقين بنصر الله.. والدعاء فيه مستجاب
عضو بالأزهر: عاشوراء يعلمنا اليقين بنصر الله.. والدعاء فيه مستجاب

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

عضو بالأزهر: عاشوراء يعلمنا اليقين بنصر الله.. والدعاء فيه مستجاب

قال الشيخ السيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن يوم عاشوراء يُرسّخ في وجدان المسلم معنى اليقين في نصر الله، مؤكدًا أن قصص الأنبياء التي ارتبطت بهذا اليوم تعلّمنا الثقة في وعد الله للمؤمنين. وأوضح عرفة، خلال حواره ببرنامج «صباح البلد»، المذاع على قناة صدى البلد، أن قصة نبي الله موسى عليه السلام حين حوصر بين البحر وجنود فرعون، وقال: *«كلا إن معي ربي سيهدين»*، وكذلك موقف النبي محمد ﷺ في غار ثور، تؤكد أن النصر يأتي بعد الصبر، وأن الله مع عباده الصالحين في أشدّ لحظات المحنة. ودعا المسلمين إلى اغتنام فضل هذا اليوم بالإكثار من الذكر، والدعاء، والتوسل إلى الله لقضاء الحوائج. وأكد على أن القلوب لا تطمئن إلا بذكر الله، وأن الصلاة على النبي ﷺ من مفاتيح الفرج، مستشهدًا بقوله تعالى: *﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾*.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store