
مفاوضات غزة ترامب والسلام المرتقب
تجري حالياً مباحثات مكثفة حول مقترح هدنة في غزة لمدة 60 يوماً ورغم التحديات الكبيرة تلوح في الأفق بعض بوادر التفاؤل الحذر.
بقلم القاضي د حسن حسين الرصابي/
تجري حالياً مباحثات مكثفة حول مقترح هدنة في غزة لمدة 60 يوماً ورغم التحديات الكبيرة تلوح في الأفق بعض بوادر التفاؤل الحذر.
يتم تداول مقترح أمريكي لهدنة توقف نزيف الدم وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية وانسحاب جزئي من القطاع مدتها 60 يوماً وقد حث الرئيس الأمريكي ترامب حركة حماس على قبوله لتجنب "الأسوأ"
موافقة إسرائيلية مبدئية حيث أشارت بعض المصادر إلى موافقة إسرائيلية على شروط هدنة اقترحتها واشنطن تجري المفاوضات غير المباشرة حالياً في الدوحة برعاية أمريكية، مصرية، قطرية، ومحادثات متقدمة أمريكية قطرية في البيت الأبيض تجاوزت الكثير من العوائق والصعاب الماثلة ما يعطي أمل بتضييق الهوة وتحقيق اختراق في نقاط الخلاف .
رحبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بموافقة حماس على عرض الوسطاء لوقف إطلاق النار لمدة 60يوماً.
التحديات والضمانات المطلوبة لا تزال هناك تحديات كبيرة حيث لم يظهر الطرفان استعداداً كافياً لتقديم تنازلات جوهرية في بعض النقاط .
تطالب المقاومة الفلسطينية بضمانات حقيقية لإنهاء الحرب بشكل دائم، وليس مجرد هدنة مؤقتة تتبعها عودة للقتال بحيث تشمل الضمانات الاساسية المطلوبة:
فتح المعابر لضمان تدفق المساعدات الإنسانية غير المشروطة .
انسحاب قوات الاحتلال إلى الخطوط المتفق عليها .
توفير إيواء للنازحين لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
ضمانة رئاسية أمريكية يرى بعض المحللين أن الضمانة الأمثل تكمن في إعلان الرئيس الأمريكي ترامب بنفسه عن توقف الحرب بشكل دائم .
ملف تبادل الاسرى الأسرى الإسرائيليون لدى حماس حتى 1 سبتمبر 2024م كان هناك 101 أسير إسرائيلي محتجز في قطاع غزة منهم 97 تم احتجازهم في 7 أكتوبر 2023م تتفاوت التقارير حول عدد الأسرى الاحياء فبينما تشير تقارير إسرائيلية (7مايو 2025م) إلى وجود 24أسيراً على قيد الحياة ، ذكر ترامب في التاريخ ذاته أن 21أسيراُ لا يزالون أحياء و3 أموات من أصل 59كما تشير تقارير أخرى (من اغسطس 2024) إلى أن 71أسيراً فقط لا يزالون على قيد الحياة و64 أسيراً قد لقوا حتفهم .
المقترح الأمريكي يتضمن الإفراج عن نصف المحتجزين الأحياء والأموات مقابل أسرى ورفات فلسطينيين، وقد أعلنت حماس سابقاً أنها ستسلم ثمانية جثامين مع الأسرى المفرج عنهم في الأسابيع المقبلة .
الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية أرتفع عدد هم إلى أكثر من 10800 أسير حتى مطلع يوليو 2025م وهذا الرقم لا يشمل كافة معتقلي غزة وخاصة المحتجزين في المعسكرات التابعة الإسرائيلي لم يتم تحديد العدد الذي ستطلقه إسرائيل في هذه المرحلة من المفاوضات بعد لكن المقترحات تشمل الإفراج عن "عدد من السجناء الفلسطينيين" مقابل الأسرى الإسرائيليين هذه الأرقام والتوقعات تتغير باستمرار مع تطور المفاوضات والأحداث على الأرض.
مستقبل الحوار الإسرائيلي مع المقاومة ممثلة بحماس ودور الوسطاء وموقف ترامب .
تتسم مفاوضات السلام بين المقاومة الفلسطينية (حماس) وإسرائيل بتعقيدات تاريخية وسياسية فريدة، يظل موقف الإدارة الأمريكية، وخاصة مع عودة شخصية مثل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض محط ترقب كبير.
تعقيدات الحوار
تتجاوز طبيعة الحوار بين إسرائيل وحماس غالباً حدود التفاوض السياسي المباشر لتشمل صفقات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار التي تتم عادة عبر وسطاء يعود هذا التعقيد إلى غياب الاعتراف المتبادل بين الطرفين والخلافات الجذرية حول مستقبل المنطقة حيث ترفض حماس الاعتراف بإسرائيل كونها كيان احتلال بينما تعتبر إسرائيل حماس منظمة إرهابية ، وهذا الوضع يخلق بيئة من عدم الثقة تجعل أي حوار مباشر شبه مستحيل مما يبرز الدور الحاسم للوسطاء الإقليميين والدوليين، ودور الوسطاء.. فقد لعبت مصر وقطر أدواراً محورية في الوساطة بين إسرائيل وحماس مستفيدتين من قنوات الاتصال الخاصة بهما مع كلا الجانبين تهدف هذه الوساطات إلى تخفيف حدة التوترات، والتوصل إلى اتفاقيات هدنة أو تسهيل عمليات تبادل الأسرى، يعتمد نجاح الوسطاء على قدرتهم على بناء الثقة، وفهم ديناميكيات كل طرف، وتقديم حلول إبداعية تتجاوز المطالب المعلنة للوصول إلى نقاط التقاء يمثل الوسطاء في هذه الحالة صمام أمان يمنع تفاقم الأوضاع، وفي الوقت نفسه جسراً محتملاً لأي حوار مستقبلي أو سع نطاقاً موقف ترامب هل يمثل زخم حقيقي متوازن أم انه سراب ؟
شهدت فترة رئاسة ترامب الأولى مقاربة فريدة ومثيرة للجدل في السياسة الخارجية تجاه القضية الفلسطينية الإسرائيلية تميزت سياسته بالضغط الأقصى على الفلسطينيين ودعم غير مسبوق لإسرائيل تميزت سياسته بالضغط الأقصى على الفلسطينيين ودعم غير مسبوق لإسرائيل والكيل بمكيال التطفيف والانحياز وصولاً إلى "صفقة القرن " التي رفضها الفلسطينيون جملة وتفصيلاً والسؤال المطروح هنا هل يمكن لمثل هذه المقاربة بعد عودته إلى سدة الحكم أن توفر زخماً حقيقياً للحوار الإسرائيلي مع حماس والوسطاء بحيادية كوسيط محترم وضامن موثوق ؟
من ناحية قد يرى البعض أن نهج ترامب غير التقليدي وقدرته على عقد صفقات خارج الأطر الدبلوماسية التقليدية، قد يخلق ديناميكية جديدة قد يدفع إسرائيل إلى تقديم تنازلات معينة إذا شعر بأن هناك صفقة كبرى في الأفق، وقد يضغط على الأطراف المعنية للقبول بحلول قد تبدو غير مقبولة في الظروف العادية .
لكن من ناحية اخرى فإن النهج يميل إلى تفضيل طرف على أخر كما كان الحال في فترة ترامب الأولى غالباً ما يؤدي إلى فقدان الثقة من قبل الطرف الآخر يؤكد افتقار صفقة القرن للقبول الفلسطيني حين نعلم إن الحلول المفروضة لا تحقق الاستقرار ولا تدوم طويلاً، بل قد يولد موقف ترامب إذا لم يكن متوازناً ومنصفاً رفض ونفور بدلاً من توفير زخم حقيقي في الواقع قد يرى البعض أن نهج ترامب قد يؤدي إلى تفاقم الحوار ويجعل عملية الوساطة أكثر تعقيداً حيث قد ينظر لأي مبادرة أمريكية على أنها منحازة مسبقاً.
الخاتمة :
إن مستقبل الحوار الإسرائيلي مع حماس والوسطاء بغض النظر عن موقف ترامب أو أي رئيس أمريكي أخر يعتمد بشكل كبير على إرادة الأطراف الأساسية للتوصل إلى حلول لوقف اطلاق النار حتى وإن كانت حلول جزئية لمدة معينة 60يوماً وهذا يتوقف على جدية الوسطاء في تهيئة الأجواء وبناء الجسور أما بالنسبة لموقف ترامب فبينما قد يرى البعض فيه فرصة لخلق زخم غير متوقع فإن نجاح أي مقاربة أمريكية سيتوقف على قدرتها في تحقيق التوازن والانصاف واحترام حقوق ومطالب جميع الأطراف وإلا سيبقى الزخم المزعوم مجرد سراب في صحراء الصراع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
لن تصدق السبب...ترامب يهين زعيم دولة عربية ويمسح بكرامته الأرض "شاهد"
الأسلوب الذي يتبعه الرئيس ترامب مع كبار الشخصيات من شتى أرجاء العالم، يتسم بالوقاحة والاستخاف وقلة الإحترام، وترامب يفعل ذلك مع الكثير من زعماء الدول في مختلف القارات، خاصة حين يشعر أنهم ضعفاء ولا حول لهم ولا قوة، كما فعل مع الرئيس الأوكراني، وكذك مع رئيس وزراء كندا. لكن سخرية ترامب وغطرسته والتعالي على الزعماء، تتوقف تماما، ويتعامل بكل جدية واحترام، وينتقي كلماته، ويحرص بشدة على إظهار التقدير عندما يلتقي أو يتحدث مع زعماء لهم هيبتهم وقوتهم، وهو ما يظهر جليا وواضحا في تعامله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو مع الرئيس الصيني أو الزعيم الكوري الشمالي " كيم". في هذه المرة كان ضحية ترامب زعيم عربي، هو الرئيس الموريتاني، فقد أظهر له ترامب قلة احترام وتعامل معه بشكل غير لائق وصل إلى حد المهانة، جاء ذلك خلال استقباله لرؤساء 5 دول أفريقية، في البيت الأبيض، فكان أسلوبه مهينا ومتعجرفا، وأظهر لضيوفه غطرسة واستعلاء، أثارت موجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي ومنصات السوشال ميديا، والتي كشفت ان ترامب تعامل مع رؤساء تلك البلدان وكأنهم موظفين لديه، فيما أثار هذا التصرف المهين غضبا عارما من قبل ناشطون ورواد مواقع التواصل الإجتماعي في الدول التي يحكمها الرؤساء الأفارقة الذين التقاهم ترامب، وتمنوا لو انهم إنسحبوا من اللقاء حفاظا على كرامتهم وكرامة شعوبهم. فحين كان الرئيس الموريتاني "محمد ولد الغزواني" يتحدث عن أهمية الموقع الإستراتيجي لبلاده وفرص الاستثمار فيها، قاطعه ترامب بشكل فج وبطريقة غير لائقة، ولم يدعه يكمل حديثه، بل انه تصرف بوقاحة متناهية مع الرئيس الموريتاني، وأشار بيده ورأسه إلى الغزواني ليتوقف عن الكلام، قبل أن يعلق الغزواني قائلا: "لا أريد أن أضيع الكثير من الوقت في هذا"، ليقاطعه ترامب بنبرة انزعاج واضحة قائلا: "ربما يتعين علينا الإسراع قليلا في الحديث، لأن لدينا جدولا زمنيا حافلا. لكن ترامب وقع في شر أعماله ودفع ثمن غطرسته على الزعماء الأفارقة، وصار الجميع يتندر عليه ويسخرون منه، بعد ان أظهر جهل وقلة معرفة في كثير من الأمور، جعلت السحر ينقلب على الساحر، فقد أبدى ترامب اعجابه ودهشته من طلاقة الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي في اللغة الإنجليزية،وسأله: "إنجليزيتك رائعة! أين تعلمتها؟"، ليبتسم بواكاي في محاولة لكتم حرج واضح قبل أن يجيب ببساطة: "نعم سيدي.. في ليبيريا". هذا السؤال الذي وجهه ترامب للرئيس الليبيري عن تمكنه من التحدث بالإنجليزية بكل طلاقة، جعل ترامب يبدوا ساذجا وجاهلا، وهو ما أشعل موجة تعليقات ناقدة، فاللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في ليبيريا التي أسسها الأميركيون لتوطين العبيد المحررين، كما سخر مغردون على موقع اكس من جهل ترامب بمثل هذه المعلومة التي يعلمها الجميع، فدولة "ليبيريا" لغتها الأم هي الإنجليزية، بل ان البعض أكد ان ترامب لا يفقه شيء عن كثير من الدول التي يستقبل قادتها.


اليمن الآن
منذ 5 ساعات
- اليمن الآن
مقامرة البحر الاحمر:حسابات طهران ، وخيارات واشنطن
في مارس 2025، وبمجرد أن لوّح الحوثيون باستئناف التصعيد في البحر الأحمر؛ تفاجأ العالم كله بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب شنّ حملة جوية موجعة ضد الجماعة في اليمن. حينها، لم يكن البيت الأبيض لديه هواجس حول حرية الملاحة، ولا كان معنيًّا بتوازنات الساحة اليمنية، بل اعتبر ترمب أن استعراض القوة الخشنة في اليمن هو أنسب طريقة لتليين موقف إيران وتكريس سياسات الضغط الأقصى. وقد كان لترمب ما أراد؛ ففي إبريل الماضي، جلس الإيرانيون على طاولة التفاوض، وفي مايو منحت طهران الرئيس الأمريكي علامة نصر مهمّة أمام الإعلام، حينما أبرمت تفاهماً بموجبه يتوقف الحوثيون عن استهداف الملاحة مقابل وقف الضربات الجوية. بعبارة أخرى، استخدم ترمب اليمن كورقة ترهيب، في حين وظّفت طهران البحر الأحمر كورقة ترغيب، وقد استمر هذا الوضع على حاله حتى يوليو الجاري، عندما استهدف الحوثيون بشكل أكثر إيذاءً السفن التجارية، مما أدى إلى غرقها. ومن خلال هذا التصعيد البحري، تعيد طهران توظيف الحوثيين لتحقيق ثلاثة أهداف؛ أولاً، تأكيد قدرتها على حظر الوصول إلى مضائق المنطقة متى ما تجدّد الهجوم عليها، والمستهدف بهذه الرسالة ليس واشنطن وتل أبيب فحسب، بل الأوروبيين والصينيين والعرب الأكثر تضررًا من تعطيل الملاحة. ثانيًا، حرمان ترمب من نصره الرمزي بخصوص تأمين الملاحة وهزيمة الحوثي، ويبدو ذلك ردًّا على الإهانة التي وجّهها ترمب مؤخّرًا للمرشد الإيراني علي خامنئي، والتي دفعت بوزير خارجية إيران، عباس عراقجي، إلى التحفّظ عليها والتشديد على عدم تكرارها كشرط للتفاوض. أما ثالثًا والأهم، فهو أن طهران قررت تحويل ورقة البحر الأحمر من عربون صداقة لاكتساب ودّ ترمب، إلى ورقة مقايضة للضغط على المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف على طاولة التفاوض النووي. وبقدر ما تبدو حسابات إيران دقيقة وذكية، فإن اندفاعها من الساحة اليمنية قد ينطوي على تداعيات عكسية؛ على سبيل المثال، تقامر طهران برفع حرارة الإقليم بما يصب أصلًا في خدمة بنيامين نتنياهو الساعي لمواصلة التصعيد، كما أنها ترفع من احتمالات تعرّض وكيلها في اليمن إلى عملية عسكرية موجعة. لكن صانع القرار الإيراني بات اليوم أكثر تهوّرًا وغموضًا في سياسته الخارجية؛ فباليد اليمنى يتمسّك وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بسياسة الصبر الاستراتيجي ويبقي الباب مواربًا أمام التفاوض، وباليد اليسرى ينتهج الحرس الثوري سياسة حافة الهاوية ذات المخاطر العالية لتحقيق "ريمونتادا جيوسياسية"[1] تنفي عن إيران صورة الهزيمة وتسمح بترميم معادلة الردع. ومن الملاحظ أن مقاربة طهران تجاه اليمن قد شهدت نوعًا من التغيير؛ فقبل يونيو الماضي، كان سيناريو العملية العسكرية ضد الحوثي يمثل تهديدًا حقيقيًا لاستثمارها الجيوسياسي، لذا لم تمانع التهدئة. ولكن عقب حرب الـ 12 يومًا مع إسرائيل، فإن خيار الحرب في اليمن بات يمثّل فرصة لاستنزاف واشنطن – وحتى تل أبيب – لأكبر وقت ممكن، إلى حين أن تتمكّن طهران من ترميم قوتها الدفاعية. وفي حالات التهديد الوجودي، فإنه لا مانع من التضحية بالجنين كي تعيش الأم. في ضوء هذه الحسابات الإيرانية الجديدة في اليمن، والتي بددت تمامًا أسطورة أن تصعيد الحوثيين مرتبط بغزة، سيكون السؤال: ما هو شكل الاستجابة الدولية المحتملة تجاه التهديدات في البحر الأحمر؟. وبالعودة إلى سجل الأحداث خلال الربع الأخير من العام 2023؛ سوف يتضح أن نمط الاستجابة الدولية تجاه التهديدات الحوثية يبدأ بمراكمة الإدانة السياسية والقانونية خلال الشهر الأول، ثم تتبلور التحركات الدبلوماسية والأمنية في الشهر الثاني والثالث. - (بدأ استهداف الحوثيين للملاحة في نوفمبر 2023، وتجلّت ردود الأفعال في ديسمبر 2023 ويناير 2024). لذا، ليس من المجازفة التوقّع أن يكون يوليو الجاري فترة اختبار لسقف التصعيد الحوثي، وإذا ما كان مناورة إيرانية محسوبة ومؤقتة كما تفعل قوات الحرس الثوري من وقت إلى آخر في مياه الخليج، أم أنّ هذه الهجمات سوف تصبح نمطًا عدائيًا راسخًا يمسّ المصالح الدولية بشكل جسيم، كما حدث مع الحوثي في العامين السابقين. علاوةً على ذلك، وخلال هذا الشهر، سوف تتأثر الاستجابة الدولية بثلاثة متغيّرات إقليمية: أولاً، مستقبل وقف الحرب في غزة التي يتّخذها الحوثيون كذريعة؛ ثانيًا، جدية ترمب في خوض مفاوضات مع إيران؛ وثالثًا، مدى قدرة نتنياهو على تعطيل التفاهمات واستئناف التصعيد ضد إيران. والأرجح هو أن ترمب سوف يقارب اليمن بمنطق الصفقات، لذا فإنه لن يسارع إلى ردع الحوثيين طالما تسنّى له استثمار "سلوكهم المارق"، والعكس صحيح أيضًا. فمن جهة، قد يكون مفيدًا لترمب إهمال القرصنة الحوثية والسكوت على تضخّمها لابتزاز الجانبين العربي والأوروبي، والجميع يتذكّر تسريبات محادثات "السِغنال" الشهيرة التي قال فيها رجال ترمب إنّ على مصر وأوروبا أن تدفعا ثمن تأمين الملاحة. أما في حال تجاوز التصعيد الإيراني خطوط واشنطن الحمراء، من خلال استهداف أصولها المباشرة أو مصالحها الحيوية – التي يتجنّبها الحوثيون حتى الآن – فإن ذلك قد يُسهم في إقناع ترمب بضرب رأس الأخطبوط، وشنّ حملة عسكرية ثانية ضد طهران. ويجدر التذكير هنا بأن إمعان الحوثيين في استهداف مطار بن غوريون طيلة شهر مايو الماضي، لم يؤدِّ إلى إضعاف إسرائيل، بقدر ما ساعدها على مراكمة الذرائع التي مهّدت نحو حرب الـ 12 يومًا. أخيرًا، فإن ثمّة سيناريو ثالثًا لشكل الاستجابة الدولية، هو الأكثر مثالية نظريًا، لكنه الأكثر صعوبة عمليًا، وذلك بأن يتبنّى ترمب سياسة قطع الأذرع انطلاقًا من اليمن، مع ممارسة مزيد من الضغوط القصوى في العراق ولبنان. هذا الخيار قد يحقق للرئيس الأمريكي جملة من الأهداف: معاقبة إيران دون التورط في حرب مباشرة معها، وتعزيز أمن حلفاء أمريكا في الخليج، واستعادة الأمن الدائم للملاحة الدولية، وأخيرًا، صناعة السلام في اليمن من خلال القوة. وفي حال نجح ترمب في وقف حرب غزة، فإنه سوف يجد موقفًا عربيًا مغايرًا تجاه الحسم العسكري في اليمن، لا سيما بعد أن وصلت منظومة "ثاد" إلى السعودية. وفي حال تحرّرت القاهرة من هاجس التهجير إلى سيناء، فإنها ستكون أقل تحفظًا على تحرير الحديدة، أما الإمارات فإنها جاهزة للحسم في جميع الأحوال


اليمن الآن
منذ 10 ساعات
- اليمن الآن
ترامب يهين زعيم دولة عربية ويمسح بكرامته الأرض
الأسلوب الذي يتبعه الرئيس ترامب مع كبار الشخصيات من شتى أرجاء العالم، يتسم بالوقاحة والاستخاف وقلة الإحترام، وترامب يفعل ذلك مع الكثير من زعماء الدول في مختلف القارات، خاصة حين يشعر أنهم ضعفاء ولا حول لهم ولا قوة، كما فعل مع الرئيس الأوكراني، وكذك مع رئيس وزراء كندا. لكن سخرية ترامب وغطرسته والتعالي على الزعماء، تتوقف تماما، ويتعامل بكل جدية واحترام، وينتقي كلماته، ويحرص بشدة على إظهار التقدير عندما يلتقي أو يتحدث مع زعماء لهم هيبتهم وقوتهم، وهو ما يظهر جليا وواضحا في تعامله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو مع الرئيس الصيني أو الزعيم الكوري الشمالي " كيم". في هذه المرة كان ضحية ترامب زعيم عربي، هو الرئيس الموريتاني، فقد أظهر له ترامب قلة احترام وتعامل معه بشكل غير لائق وصل إلى حد المهانة، جاء ذلك خلال استقباله لرؤساء 5 دول أفريقية، في البيت الأبيض، فكان أسلوبه مهينا ومتعجرفا، وأظهر لضيوفه غطرسة واستعلاء، أثارت موجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي ومنصات السوشال ميديا، والتي كشفت ان ترامب تعامل مع رؤساء تلك البلدان وكأنهم موظفين لديه، فيما أثار هذا التصرف المهين غضبا عارما من قبل ناشطون ورواد مواقع التواصل الإجتماعي في الدول التي يحكمها الرؤساء الأفارقة الذين التقاهم ترامب، وتمنوا لو انهم إنسحبوا من اللقاء حفاظا على كرامتهم وكرامة شعوبهم. فحين كان الرئيس الموريتاني "محمد ولد الغزواني" يتحدث عن أهمية الموقع الإستراتيجي لبلاده وفرص الاستثمار فيها، قاطعه ترامب بشكل فج وبطريقة غير لائقة، ولم يدعه يكمل حديثه، بل انه تصرف بوقاحة متناهية مع الرئيس الموريتاني، وأشار بيده ورأسه إلى الغزواني ليتوقف عن الكلام، قبل أن يعلق الغزواني قائلا: "لا أريد أن أضيع الكثير من الوقت في هذا"، ليقاطعه ترامب بنبرة انزعاج واضحة قائلا: "ربما يتعين علينا الإسراع قليلا في الحديث، لأن لدينا جدولا زمنيا حافلا. لكن ترامب وقع في شر أعماله ودفع ثمن غطرسته على الزعماء الأفارقة، وصار الجميع يتندر عليه ويسخرون منه، بعد ان أظهر جهل وقلة معرفة في كثير من الأمور، جعلت السحر ينقلب على الساحر، فقد أبدى ترامب اعجابه ودهشته من طلاقة الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي في اللغة الإنجليزية،وسأله: "إنجليزيتك رائعة! أين تعلمتها؟"، ليبتسم بواكاي في محاولة لكتم حرج واضح قبل أن يجيب ببساطة: "نعم سيدي.. في ليبيريا". هذا السؤال الذي وجهه ترامب للرئيس الليبيري عن تمكنه من التحدث بالإنجليزية بكل طلاقة، جعل ترامب يبدوا ساذجا وجاهلا، وهو ما أشعل موجة تعليقات ناقدة، فاللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في ليبيريا التي أسسها الأميركيون لتوطين العبيد المحررين، كما سخر مغردون على موقع اكس من جهل ترامب بمثل هذه المعلومة التي يعلمها الجميع، فدولة "ليبيريا" لغتها الأم هي الإنجليزية، بل ان البعض أكد ان ترامب لا يفقه شيء عن كثير من الدول التي يستقبل قادتها.