
حدث داخل خيمة السيرك
جو 24 :
في لحظةٍ من الزمن الجميل، لم تكن أحلامنا معلقةً على رفوف الإنترنت، ولا محصورة في شاشات الهواتف، بل كانت تنمو ببساطة بين جدران الحارة وشاشة التلفاز الصغيرة. هناك، كنا نندهش، نتمنى، ونبني في مخيلتنا عالماً من الخيال.
وأحد تلك الأحلام كان أن نرى السيرك الحقيقي بأعيننا، لا عبر الشاشة... وذات يوم، تحقق الحلم.
كان أكثرها إبهارًا لنا برنامج "السيرك". كانت تأخرنا عظمة منظر الأسود والنمور، والفيلة والقرود، وأفعى الأناكوندا الضخمة، وغيرها من الحيوانات الأليفة والمفترسة.
كنا نحلم بأن نشاهدها على أرض الواقع، ولو حتى في رحلة سفاري داخل الخيال.
وفي منتصف الثمانينات، تحقق الحلم فعلًا، حيث وصل أول سيرك روسي إلى الأردن. وما إن عرفنا بالخبر، حتى قررنا أن نذهب لمشاهدته على أرض الواقع لأول مرة في حياتنا.
رافقني في هذه المغامرة صديقي العزيز محمدابوعنزة- ابوهاشم ، وابن عمي المرحوم حمدي ابوحجر-ابوتوفيق – رحمه الله – الذي كان يضفي على الرحلة دائمًا نكهة من الضحك والمرح لا تُنسى. كان وجوده بيننا مصدرًا للبهجة وخفة الظل.
كان موقع السيرك في حديقة المدينة الرياضية،"كان موقع خيمة السيرك مكان مطعم الرافعة حالياً." ،في ذلك اليوم، كنا نتهيّأ لزيارة السيرك وكأننا على موعدٍ مع الحلم. لم نكن نملك الكثير، لكننا كنا نملك الحماس والفرح. حملنا معنا كيلو خبز، وبربع دينار فلافل، وثلاث حبات بندورة من الحجم العائلي، ومطرة ماء مثلّجة من الليلة السابقة.
جلسنا في الحديقة، تحت شجرة كبيرة تظللنا، على بُعد خطوات من خيمة السيرك العملاقة. فرشنا الأرض ببساطة، وتناولنا طعامنا كأننا في عُرس شعبي، نضحك، ننتظر، وعيوننا معلّقة بالخيمة، وكأنها بوابة سحرية على عالم لا يشبه الواقع. وما هي إلا دقائق، حتى جاءت الصدمة الأولى: امام باب الخيمة شاهدنا سُمعة وجهًا لوجه لأول مرة!
لم نكن نتوقع أن نراه هناك، حيًّا أمام أعيننا، وليس على شاشة التلفاز كما اعتدنا.
كان الفنان "موسى حجازي" المعروف بشخصية "سُمعة"، يرتدي بدلة "بليزر" فضية لامعة، تتلألأ تحت أضواء الخيمة، مع ببيونة براقة تزيده بهجة وحيوية.
وقتها، لم يكن في الأمر تمثيل أو خدعة شاشة. كان هناك، يضحك، يتحدث، يلوّح للجمهور، ونحن نحدّق فيه بذهول طفولي لا يُنسى.
لحظة صغيرة لكنها كانت كافية لتختصر كل الانبهار والفرح والدهشة التي كنا نحلم بها منذ سنين.
وصلنا إلى مدخل باب خيمة السيرك الضخمة، وانبهرنا بحجمها وألوانها المبهجة.
دخلنا وجلسنا جميعًا في الدرجة الثالثة طبعًا. جلسنا على مقاعد خشبية طويلة ملتوية بشكل دائري، تُحيط بحلبة السيرك من كل جانب. كنا نسمع موسيقى صاخبة وأغاني حماسية.
وقدم الفنان "موسى حجازي" المطرب "مالك ماضي"وكان الآخر أيضًا يرتدي بدلة بليزر جاكيت أحمر لميع براق وببيونة.
كان يومًا ليس كباقي الأيام، نحن داخل خيمة السيرك، ونشاهد "سُمعة ومالك ماضي" بنفس اليوم، حين أصبح الحلم واقعًا... وزارنا السيرك.
بدأ العرض مع كلابٍ بأشكال عجيبة، تتنطّط هنا وهناك، تقودها مدرّبة فائقة الجمال.
ثم دخل مدرّب مفتول العضلات، يشبه شخصية "بلوتو"، يقود فيلًا ضخمًا وكأنه يقود حملًا وديعًا!
كانت فقرة الفيل تتضمن اختيار شخص عشوائي من الجمهور، ويقوم الفيل بوضع كمية كبيرة من الصابون على وجهه باستخدام فرشاة دهان، ثم "يحلق" له ذقنه بموسٍ بلاستيكي كبير، يشبه سيف "طمطم"!
فقرة الأسود... والقلوب تخفق
وفي منتصف العرض، جاءت فقرة الأسود... الفقرة المرعبة! دخل المدرّب ومعه ثلاثة آخرون، وبدأ عرضٌ أسطوري، يلاعبون فيه الأسود كما لو كانت قططًا في الحارة.
كان المدرّب قوي البنية، صلب الشخصية، يحمل صوتًا ويضرب الأرض، فتستجيب الأسود له مباشرة.
وفي الفقرة الأخيرة، جاءت فقرة الأكروبات والقفز في الهواء على الحبال.
كانت فقرة أسطورية بحق.
مجموعة من الشباب والصبايا بعمر الورود، جميعهم وكأنهم مأخوذون من كتالوج عروض الأزياء؛ الشباب مفتولو العضلات، والصبايا جميلات.
بدأوا القفز والنط بين الحبال المعلقة في سقف الخيمة، وقلوبنا تتراقص معهم من فرط الدهشة والجمال.
كنت قد أحضرت معي كاميرا وفيلمًا يحتوي على ٣٦ صورة.
وصدقوني، بدأ عرض السيرك وانتهى، ولم أتمكن من تركيب الفيلم داخل الكاميرا!
إكتشفت لاحقًا أن الكاميرا مخصصة لأفلام ٢٤ صورة فقط، وليس ٣٦.
وهكذا، غادر السيرك الأردن، ولم نتمكن من التقاط ولو صورة واحدة للذكرى...
لكن الذاكرة التقطت كل شيء، وبقيت الصورة محفورة في القلب...
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 6 ساعات
- السوسنة
أمينة ترد على الانتقادات بعد عزاء أحمد عامر
السوسنة - عبّرت الفنانة المصرية أمينة عن استيائها من الانتقادات التي طالتها، وعدد من زملائها الفنانين، على خلفية مشاركتهم في عزاء الفنان الراحل أحمد عامر، الذي توفي قبل أيام، مؤكدةً أن بعض التعليقات حملت إساءات واتهامات غير صحيحة.ونشرت أمينة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا من تعليقات وصفتها بـ"المسيئة"، معتبرة أن العناوين المثيرة التي رافقت الفيديوهات المتداولة لا تعكس الواقع، وقالت: "الناس معذورة برضه، لأن العناوين المكتوبة على الفيديوهات لا علاقة لها بالواقع".وأشارت إلى أنها حضرت لتقديم واجب العزاء في مقر نقابة المهن الموسيقية، إلا أن بعض المتابعين وجّهوا انتقادات طالت أخلاق الفنانين وسلوكهم خلال المناسبة، مضيفة: "بيكتبوا من غير ما يفهموا، ولما ما يلاقوش حاجة يتهمونا بيها، يقولوا بنشرب".وأكدت أمينة عدم تعاطيها لأي نوع من المشروبات أو الدخان، مشددة على تمسكها بأخلاقها الشخصية، وقالت: "أنا ما بقدرش أشرب ماية ساقعة حتى، ولا بدخن، لا شيشة ولا سجائر".وتطرّقت أمينة إلى تعليق اتهمها بالتقصير في عزاء شقيقها، وردّت قائلة: "علاقتي بكل قرايبي ممتازة، ما بالك بأخويا".وفي ختام رسالتها، دعت إلى التوقف عن التنمر والافتراء على الفنانين، معتبرة أنهم يدفعون أثمانًا باهظة في سبيل تقديم الفن، وقالت: "الناس شايفانا تماثيل شمع، لا بنحس ولا بنتوجع... كفاية ظلم، اتقوا الله فينا".وكانت أمينة قد عبّرت مؤخراً عن حزنها بذكرى وفاة شقيقتها، كما شاركت في نعي عدد من الفنانين، منهم المخرج سامح عبد العزيز، والمطرب الشعبي محمد عواد. اقرأ ايضاً:

السوسنة
منذ 7 ساعات
- السوسنة
لحظة روحانية تجمع شجون الهاجري وفاطمة الصفي في بيت الله
السوسنة - شاركت الفنانة الكويتية شجون الهاجري جمهورها لحظة أدائها مناسك العمرة في الديار المقدسة، برفقة الفنانة فاطمة الصفي، بعد فترة من التحديات الصحية والشخصية التي عاشتها مؤخراً.ونشرت الهاجري صورة من بيت الله الحرام عبر خاصية "ستوري" في حسابها على منصة "إنستغرام"، وكتبت تعليقاً روحياً جاء فيه: "زرنا بيتك يا الله بقلوب مقبلة، فلك الحمد على التمام، ولك الشكر على هذا الفضل العظيم. تقبل سعينا، واغسل ذنوبنا، واجعلنا من عبادك الذين لا خوف عليهم، ولا هم يحزنون". كما أرفقت صورة أخرى جمعتها بالصفي وكتبت: "الحمد لله".وتأتي هذه الزيارة في وقت تمر فيه الفنانة بظروف خاصة، أبرزها الوعكة الصحية التي ألمّت بوالدها مطلع الشهر الجاري، إلى جانب أزمة شخصية تمثلت في ضبطها في واقعة تعاطي مواد مخدرة، حيث أُخلي سبيلها لاحقاً وأُخضعت للإشراف الطبي.وحظيت الهاجري خلال هذه الفترة بدعم واسع من زملائها في الوسط الفني ومحبيها، الذين عبّروا عن تمنياتهم لها بالصحة والتوفيق وتجاوز المحنة. اقرأ ايضاً:

الدستور
منذ 7 ساعات
- الدستور
«حرير»... تصنع الفرح لأطفال غزة في يوم ترفيهي استثنائي
عمانفي مبادرة إنسانية تهدف إلى إدخال الفرح على قلوب الأطفال، نظّمت مؤسسة حرير للتنمية المجتمعية، يوم السبت الموافق 21 حزيران 2025، يوماً ترفيهياً مميزاً لأطفال غزة الذين يتلقون العلاج في الأردن، وذلك ضمن جهود المؤسسة المستمرة لتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال في ظروف صحية وإنسانية صعبة.وشارك في الفعالية أكثر من 60 طفلاً من غزة إلى جانب ذويهم، حيث تضمّن اليوم مجموعة من الأنشطة الترفيهية والعروض المرحة وتوزيع الهدايا، وسط أجواء دافئة ومليئة بالحب والضحك، هدفت إلى التخفيف من الأعباء النفسية وإعادة شعور الأمان لهؤلاء الأطفال الذين مروا بتجارب صعبة.وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة حرير، السيد نهاد دباس، على أهمية هذه المبادرة تجاه أطفال غزة تحديداً، موضحاً أن هذه الفئة تعيش تحت وطأة أوجاع مضاعفة تجمع بين المرض، وظروف الحرب، والتهجير، والضغوط النفسية الكبيرة.كما أضاف: «نحن في حرير نؤمن أن لحظة فرح قد تكون نقطة تحوّل في حياة طفل مريض. كما أن جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم – حفظه الله ورعاه –، لطالما شدد على ضرورة دعم أهلنا في غزة، لا سيما الأطفال الذين يمثلون المستقبل والأمل.» ووجّه دباس شكره العميق لكل من ساهم في إنجاح هذا اليوم، قائلاً: «نتقدّم بخالص الامتنان إلى شركة دلتا للتأمين على دعمها السخي، وإلى فريق FUN TEAM ومحل مشوار للحلويات والتواصي، لما قدموه من جهود مميزة. كما لا يفوتنا أن نتوجّه بالشكر الكبير إلى السادة محمد القيمري وإخوانه على استضافتهم الكريمة في مزرعتهم، والتي كان لها بالغ الأثر في توفير بيئة آمنة ومليئة بالحب للأطفال وعائلاتهم.» كما تقدّم دباس بالشكر إلى فريق «نحن» التطوعي التابع لمؤسسة ولي العهد، الذي كان له دور فاعل في دعم وتنظيم الفعالية، مؤكداً أن العمل التطوعي هو ركيزة أساسية في نجاح المبادرات المجتمعية ذات الأثر الإنساني.ومن جانبه اختتم دباس حديثه قائلاً: «سنبقى في حرير أوفياء لرسالتنا، وسنواصل عطاءنا تجاه كل طفل بحاجة إلى أمل، لأننا نؤمن أن الإنسانية فعل مستمر، وأن الفرح حق لكل طفل، مهما كانت ظروفه.»