
أسئلة مستعجلة حول الباكالوريا
ما فائدة قطع الانترنت عن المواطن العادي بدل التشويش تقنيا على مراكز الامتحانات وتشديد الرقابة. أنا اليوم صباحا في أحد مقاهي العاصمة احتسي القهوة ببطء، كانت بجانبي شبكة من الشباب اليافعين توزع الأجوبة على الطلاب في قاعات الامتحان بعد تسريب الأسئلة إليهم ويبدو أنهم يتقاضون مقابل ذلك العمل من خلال مجموعات واتسابية خاصة..
أخلاقيا وليس قانونيا، هل يمكن أن نلوم المراهقين على استخدام هذه الأساليب وهم يرون اختلاس المال العام يعتبر لدى المجتمع فتوة، والواسطة في الصفقات والمسابقات الدسمة تعتبر فرصة لا تُضيع، ناهيك عن كثرة ( المجاهيل ) في قضايا التهريب والتزوير وتبطرين الفجأة!
ماهو الفرق بين الغش في الامتحانات والغش في صرف ميزانيات التسيير؟
عادة تكون نسب النجاح ما بين 10% و 20 أو أكثر قليلا وهي من أقل نسب النجاح بالمقارنة مع دولة الجوار. يا ترى ماهي سياسات التشغيل والتكوين وإعادة التأهيل لهذه النسبة المعتبرة التي لا تجتاز مرحلة الباكالوريا. ناهيك عن المتسربين قبل ذلك من مقاعد الفصول...
وهل التعليم العالي لدينا قادر على استيعاب نسب نجاح أكبر؟
وماهي أيضا نسب النجاح في الباكالوريا من الثانويات العمومية الخارجة من رحم التعليم العمومي باستثناء ثانويات الامتياز والثانوية العسكرية التي تحظى بعناية خاصة ولا تعاني فصولها من الاكتظاظ ونقص الطواقم؟
وهل يعقل أن تكون ميزانية بعض الثانويات العمومية في سنة كاملة بالكاد تساوي مثلا راتب وزير لشهر وأحيانا أقل، وأقل من ميزانية تأثيث منزل موظف سامي؟
هل يمكن النهوض بالتعليم العمومي من دون مال ووسائل؟
وماهي عواقب التقري العشوائي للمدراس على ترتيب الأولويات والجودة والفاعلية؟
الناظر للبنية التحتية لمؤسسات التعليم وإداراتها والمتاح لهم من ميزانيات، سيدرك بجلاء أهم أسباب تعثر التعليم. من دون المال والوسائل لا يمكن أن تقنع المواطن بجدوائية التعليم العمومي ولا حتى كبح جماح التعليم الخاص وهو يستنزف عاما تلو الآخر ما تبقى من الطبقة الوسطى، والتي فقدت الثقة في التعليم العمومي خاصة في المدن الكبرى، وتكابد ماليا لتعليم أبنائها....
قديما كان راتب المدرس لا يبتعد كثيرا عن رواتب الموظفين الكبار، أما اليوم فأنه ابتعد عنها...
قديما كان المدرس يكتفي بدراعة من الشگة والتقدير المعنوي، أما اليوم فطغت المادة وضعف الراتب جراء التضخم وغاب التقدير المعنوي وأصبح المدرس وهذا من حقه، يبحث عن دخل بديل في التعليم الخاص حتى يجد له موطئ قدم في عقلية المجتمع التي سيطر عليها أهل الجو ونخبة بنكيلي...
ما أنا متأكد منه أن رباعية الدفع الظاهرة في الصورة ليست من سيارات وزارة التعليم، فالإدارات الجهوية للتعليم بالكاد تحظى في أحسن أحوالها؛ بشيبانية هيلكسات مبدله مكينته وتطلس....
أخيرا، لست مع الذين يقولون إن الأجيال الجديدة أقل ذكاء من الأجيال السابقة. بل أجدها ذكية ومرنة ولكنها لا تدعي المثالية في خرجاتها، بل عملية جدا وتبحث دائما عن الجدوائية في كل شيء، وهذا مهم في حد ذاته إذا ما تم استغلاله من طرف صناع القرار وواضعي الخطط التنموية بشكل إيجابي، وخلقوا لهم البدائل والقدوات الجيدة بدل الفراغ والخيبات...
موريتانيا دولة شابة وهناك طاقات كامنة وشعبها مرن، لكن غياب البدائل هو الذي جعلنا نتوهم تفوقنا الأخلاقي والمعرفي على هذه الأجيال الجديدة، والتي قفز بعضها من حائط المكسيك والبعض الآخر بدأ يجني المال من التكنولوجيا والتسويق والأعمال الحرة في سن مبكرة، وبعضها الآخر انحرف للأسف وشغلته عنا حبوب الهلوسة ومراهنات القمار. بينما بعضها الآخر استعجل الأبوة وبدأ في إنجاب أحفاد للمؤسسين والانقلابيين، و الديمقراطيين، سواء كانوا مثمنين أو مغاضبين..
أتمنى لجميع الطلاب النجاح في باكالوريا 2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحراء
منذ 5 ساعات
- الصحراء
أسئلة مستعجلة حول الباكالوريا
ماهو الفرق بين السنغال وموريتانيا؛ فنتائج الباك لدى السنغال خرجت اليوم، بينما عندنا، اليوم الأول من امتحاناتها كان اليوم؛ 7 يوليو! وشاهدنا سيارة مدير مركز باسكنو وهي تغطس داخل مياه الأمطار والحمد لله أن الأوراق نجت من البلل، مما كان يمكنه أن يكون سببا في عرقلة إدارية تقوض معنويات طلاب المقاطعة بعد تسعة أشهر من الانتظار.... ما فائدة قطع الانترنت عن المواطن العادي بدل التشويش تقنيا على مراكز الامتحانات وتشديد الرقابة. أنا اليوم صباحا في أحد مقاهي العاصمة احتسي القهوة ببطء، كانت بجانبي شبكة من الشباب اليافعين توزع الأجوبة على الطلاب في قاعات الامتحان بعد تسريب الأسئلة إليهم ويبدو أنهم يتقاضون مقابل ذلك العمل من خلال مجموعات واتسابية خاصة.. أخلاقيا وليس قانونيا، هل يمكن أن نلوم المراهقين على استخدام هذه الأساليب وهم يرون اختلاس المال العام يعتبر لدى المجتمع فتوة، والواسطة في الصفقات والمسابقات الدسمة تعتبر فرصة لا تُضيع، ناهيك عن كثرة ( المجاهيل ) في قضايا التهريب والتزوير وتبطرين الفجأة! ماهو الفرق بين الغش في الامتحانات والغش في صرف ميزانيات التسيير؟ عادة تكون نسب النجاح ما بين 10% و 20 أو أكثر قليلا وهي من أقل نسب النجاح بالمقارنة مع دولة الجوار. يا ترى ماهي سياسات التشغيل والتكوين وإعادة التأهيل لهذه النسبة المعتبرة التي لا تجتاز مرحلة الباكالوريا. ناهيك عن المتسربين قبل ذلك من مقاعد الفصول... وهل التعليم العالي لدينا قادر على استيعاب نسب نجاح أكبر؟ وماهي أيضا نسب النجاح في الباكالوريا من الثانويات العمومية الخارجة من رحم التعليم العمومي باستثناء ثانويات الامتياز والثانوية العسكرية التي تحظى بعناية خاصة ولا تعاني فصولها من الاكتظاظ ونقص الطواقم؟ وهل يعقل أن تكون ميزانية بعض الثانويات العمومية في سنة كاملة بالكاد تساوي مثلا راتب وزير لشهر وأحيانا أقل، وأقل من ميزانية تأثيث منزل موظف سامي؟ هل يمكن النهوض بالتعليم العمومي من دون مال ووسائل؟ وماهي عواقب التقري العشوائي للمدراس على ترتيب الأولويات والجودة والفاعلية؟ الناظر للبنية التحتية لمؤسسات التعليم وإداراتها والمتاح لهم من ميزانيات، سيدرك بجلاء أهم أسباب تعثر التعليم. من دون المال والوسائل لا يمكن أن تقنع المواطن بجدوائية التعليم العمومي ولا حتى كبح جماح التعليم الخاص وهو يستنزف عاما تلو الآخر ما تبقى من الطبقة الوسطى، والتي فقدت الثقة في التعليم العمومي خاصة في المدن الكبرى، وتكابد ماليا لتعليم أبنائها.... قديما كان راتب المدرس لا يبتعد كثيرا عن رواتب الموظفين الكبار، أما اليوم فأنه ابتعد عنها... قديما كان المدرس يكتفي بدراعة من الشگة والتقدير المعنوي، أما اليوم فطغت المادة وضعف الراتب جراء التضخم وغاب التقدير المعنوي وأصبح المدرس وهذا من حقه، يبحث عن دخل بديل في التعليم الخاص حتى يجد له موطئ قدم في عقلية المجتمع التي سيطر عليها أهل الجو ونخبة بنكيلي... ما أنا متأكد منه أن رباعية الدفع الظاهرة في الصورة ليست من سيارات وزارة التعليم، فالإدارات الجهوية للتعليم بالكاد تحظى في أحسن أحوالها؛ بشيبانية هيلكسات مبدله مكينته وتطلس.... أخيرا، لست مع الذين يقولون إن الأجيال الجديدة أقل ذكاء من الأجيال السابقة. بل أجدها ذكية ومرنة ولكنها لا تدعي المثالية في خرجاتها، بل عملية جدا وتبحث دائما عن الجدوائية في كل شيء، وهذا مهم في حد ذاته إذا ما تم استغلاله من طرف صناع القرار وواضعي الخطط التنموية بشكل إيجابي، وخلقوا لهم البدائل والقدوات الجيدة بدل الفراغ والخيبات... موريتانيا دولة شابة وهناك طاقات كامنة وشعبها مرن، لكن غياب البدائل هو الذي جعلنا نتوهم تفوقنا الأخلاقي والمعرفي على هذه الأجيال الجديدة، والتي قفز بعضها من حائط المكسيك والبعض الآخر بدأ يجني المال من التكنولوجيا والتسويق والأعمال الحرة في سن مبكرة، وبعضها الآخر انحرف للأسف وشغلته عنا حبوب الهلوسة ومراهنات القمار. بينما بعضها الآخر استعجل الأبوة وبدأ في إنجاب أحفاد للمؤسسين والانقلابيين، و الديمقراطيين، سواء كانوا مثمنين أو مغاضبين.. أتمنى لجميع الطلاب النجاح في باكالوريا 2025


Tunisie Focus
منذ 2 أيام
- Tunisie Focus
المجلس المحلي بالمرناقية ينشر بيانا يجلب العار لمحرريه
يستحقون الإقامة في « المرناقْية » من أجل هذا البيان بتهمة الاعتداء بالعنف الشديد على اللغة العربية ومعاشرتها على غير الصيغ القانونية محمد صالح مجيد ********** زمن العلوالشاهق ، تونس بخير والحمد لله لقد آن الأوان لتسليم الدولة للرعاع


تونس تليغراف
منذ 4 أيام
- تونس تليغراف
Tunisie Telegraph الطاهر بن حسين ينفي مجددًا علاقته بقائمة "زوار إسرائيل"
نفى الناشط السياسي الطاهر بن حسين، وللمرة الثالثة، ما نُسب إليه من مزاعم بشأن نشره قائمة اسمية لتونسيين زاروا إسرائيل، مؤكّدًا أن لا علاقة له بمثل هذه النشريات. وكتب بن حسين: 'هذه المرة الثالثة التي يُنسب إلي فيها نشر قائمة التونسيين الذين زاروا إسرائيل. وللمرة الثالثة أنفي نفيا مطلقا إصدار مثل هذه النشريات.' وأضاف متهكمًا: 'مع تأكيدي على أن القائمة الوحيدة التي يمكن أن أنشرها يوما لأسماء من زاروا إسرائيل هي قائمة الذين زاروها عام 1948، والتي كان والدي رحمه الله حسن بن عثمان بن حسن من بينهم، مع صديقه يلقاسم الشرياق من أولاد الماسخ من معتمدية ملولش.' وفي تعليق له كتب الباحث التونسي محمد النجار : 'المؤسف يا سيدتي العزيزة هو أن الذي نشر هذه القائمة هي صفحة على الفايسبوك مجهولة لا يُعرف حتى اسم صاحبها، والجميع نقل عنها دون تثبت، هذا هو المؤسف أكثر من تشويه الناس، فالذي يشوّه بالباطل هو إنسان قذر، أمّا الذي ينشر الخبر دون تثبّت فهو إنسان غبيّ، والغباء أخطر من القذارة.' من جهته علقت الكاتبة نزيهة رجيبة على الموضوع بالقول ' الحمد لله تبرأ السيد الطاهر بن حسين أخيرا من فرية نشر قائمة اسمية لما زعم أنهم وتونسيين زاروا الكيان المجرم … أخشى ما أخشاه شخصيا على القضية هو تشويهها بمثل هذه الاكاذيب تهم التطبيع التي توزع كما اتفق هي توظيف للقضية المقدسة للانتقام الخسيس من خصوم داخليين وتشويه خبيث للناس'