منذ 4 أيام
اختيار التخصص الجامعي
انتهى ماراثون الثانوية، وظهرت النتائج، وتلقى أبناؤنا الطلبة التهاني والتبريكات، بعد 12 عاماً من الجهد والتعب، وبات أكثر ما يشغل بالهم هو الانتقال إلى المرحلة الجامعية، واختيار التخصّص الأكاديمي، الذي سيتحدد عليه مستقبلهم العملي.
يواجه كثير من أبنائنا صعوبة في تحديد هدفه الأكاديمي، نتيجة افتقاره الخبرة، مع غياب الإرشاد الأكاديمي المنظّم في المدارس، ومحاولة الأسرة توجيه ابنها نحو تخصص بعينه، دون إتاحة الفرصة للطالب للتعبير عن نفسه وميوله ومهاراته.
من الأهمية الموازنة بين الرغبات والطموحات واكتشاف الميول والإمكانات والقدرات، ووضع أهداف واقعية، دون المبالغة في الطموحات والقدرات، والتشاور مع الأسرة والمتخصصين في الإرشاد الأكاديمي، سواء في المدارس أو الجامعات، وذلك من منطلق الحرص على مستقبل أولادنا جيداً.
وحسناً فعل مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، بوضعه معايير إلزامية لدراسة طلبة التعليم العالي الإماراتيين خارج الدولة، لرفع كفاءة وجاهزية الطلبة للدخول في سوق العمل، وتنظيم خيارات الابتعاث الخارجي بما ينسجم مع تطلعات الدولة وخططها الوطنية، لتمكين الطلبة من اتخاذ قرارات تعليمية مدروسة ومبنية على أسس واضحة تضمن جودة البرامج والمؤسسات التعليمية المُختارة، وتعزز فرص الاستفادة من المؤهلات التي يحصلون عليها في مساراتهم المهنية المستقبلية داخل الدولة وخارجها، خصوصاً بعد أن أظهرت الإحصاءات أن 46% من الطلبة المواطنين الدارسين في الخارج على نفقتهم، يدرسون في جامعتين فقط، وللأسف استغلت الجامعتان هؤلاء الطلبة للحصول على المؤهلات العلمية بشكل تجاري، ما تطلب حمايتهم من مثل هذه المؤسسات.
إن ما يبعث على الاطمئنان لأبنائنا الطلبة في الإمارات، ما تتمتع به جامعات الدولة على مختلف تخصصاتها من تطور علمي ملحوظ، عكسه تقدمها سنوياً في التصنيفات العالمية لمؤسسات التعليم العالي، نتيجة ما تقدمه من برامج أكاديمية نوعية، وبحوث علمية متطورة، وأساتذة مرموقين من مختلف دول العالم، إضافة إلى سمعتها في سوق العمل، ونسب توظيف خريجيها المرتفعة، وهو الأمر الذي انعكس على التصنيفات الدولية لتلك الجامعات، وحصولها على اعتمادات أكاديمية عالمية من جهات وهيئات علمية وأكاديمية عالمية متميّزة.
*محامٍ ورائد أعمال اجتماعية
لقراءة
مقالات
سابقة
للكاتب،
يرجى
النقر
على
اسمه