منذ 4 أيام
أوساط أكاديمية وفكرية تنعى الدكتور نجيب الحصادي
نعت الجمعية الفلسفية الليبية المفكر الليبي الكبير الذي رحل صباح اليوم الخميس عن 72 عاما، في الأردن بعد تشخيص إصابته بسرطان الرئة في شهر مايو الماضي.
وكتبت الجمعية في منشور على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، يتقدّم أعضاء مجلس إدارة الجمعية الفلسفية الليبية وكافة منتسبيها، بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى ذوي ومحبي الأستاذ الدكتور نجيب الحصادي، أحد أعلام الفكر الفلسفي في ليبيا، الذي وافاه الأجل بعد مسيرة حافلة بالعطاء العلمي والمعرفي. نسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون».
ونعى الأكاديميون الليبيون المفكر الكبير بالقول: «إنا لله وإنا إليه راجعون بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، تلقّينا خبر وفاة قامة فكرية وأكاديمية نادرة، وعلم من أعلام الفلسفة والمنطق والبحث العلمي في ليبيا والعالم العربي، الأستاذ الدكتور نجيب الحصادي العالم الجليل، والمفكر العميق، والمعلّم النبيل، في ذمة الله. رحل اليوم من كان علامة فارقة في المشهد الثقافي الليبي، ومثالا للخلق الرفيع والالتزام العلمي، ومنارة أضاءت طريق أجيال من الباحثين والمفكرين. رحل من كان رمزا للفكر المستنير، وموسوعة تمشي على الأرض تواضعا وجمالا».
نعى مجمع اللغة العربية - ليبيا «هذه القامة العلمية العالمية، والفكرية السامقة.. ليدعو الله عز وجل أن يتغمده بواسع الرحمة والغفران وأن يدخله فسيح جنات النعيم، وينزل الصبر والرضا والتسليم على أهله وأصدقائه وكل محبيه».
-
-
-
وبكلمات مؤثرة كتب رئيس تحرير بوابة وجريدة «الوسط» بشير زعبيه: «وداعا أيها المفكر الفيلسوف.. يصدمنا خبر رحيلك في وقت لا يحتمل فيه الوطن مزيد الفقد الكبير.. خسرتك ليبيا جسدا، لكن سيظل إرثك الفكري مكسبا ومنهلا ثمينا لحاملي مصابيح الفكر والتنوير والأمل، والانحياز للإنسانية بكل تجلياتها النبيلة التي كانت همك الشاغل في رحلة عطائك الأكاديمي، والفكري، والإبداعي.. ألف رحمة على روحك».
وقال الكاتب الصحفي محمود البوسيفي «لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون. المواطن الليبي النبيل الدكتور نجيب الحصادي في ذمة فاطر السموات والأرض. نتضرع مع الخيرين للحق تبارك وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته كما يليق بامثاله من عباد الله الصالحين وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان وأن يعظم لهم الأجر والثواب».
أما الكاتب المصري محمد سلامة فنعى الفقيد قائلا: « بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، تلقّينا خبر وفاة قامة فكرية وأكاديمية نادرة، وعلم من أعلام الفلسفة والمنطق والبحث العلمي في ليبيا والعالم العربي: الأستاذ الدكتور نجيب المحجوب عبدالرحمن الحصادي أستاذ فلسفة العلوم والمنطق بقسم الفلسفة كلية الآداب جامعة بنغازي. العالم الجليل، والمفكر العميق، والمعلّم النبيل».
وتابع سلامة: «رحل اليوم من كان علامة فارقة في المشهد الثقافي الليبي، ومثالًا للخلق الرفيع والالتزام العلمي، ومنارة أضاءت طريق أجيال من الباحثين والمفكرين. رحل من كان رمزًا للفكر المستنير، وموسوعةً تمشي على الأرض تواضعًا وجمالا. تغمده الله بالرحمات واسكنه فسبح الجنات».
إرث الفكري
ولد نجيب الحصادي في الخامس والعشرين من شهر أغسطس العام 1952 بمدينة درنة، وتعلم في المدارس الليبية من ابتدائي وإعدادي وثانوي، وفي سنة 1977 سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية، للدراسة بجامعة جورج تاون، وتحصل على درجة الماجستير من جامعة وسكانسن، ماديسون، سنة 1979، أما الدكتوراة فقد اجتازها بنجاح بجامعة ويسكونسن-ماديسون سنة 1982 وذلك في موضوع بعنوان «نقد تصور تومس كون في العقلانية العلمية».
وعقب عودته لأرض الوطن تولى نجيب الحصادي رئيس قسم الفلسفة، كلية الآداب، جامعة بنغازي في الثلث الثاني من عقد التسعينيات، ثم سافر للعمل بجامعة الإمارات العربية المتحدة، وفيها تولى رئاسة قسم الفلسفة، كلية العلوم الإنسانية خلال الفترة 2001 وحتى 2002، ثم تولى منصب العميد المشارك لوحدة التراث والثقافة بجامعة الإمارات أيضا من 2003 وحتى 2004، ثم رئيس لجنة الدراسات العليا بكلية العلوم الإنسانية، جامعة الإمارات أيضا من 2004 وحتى 2005.
الأكاديمي نجيب الحصادي، لديه 18 كتابا من تأليفه، و27 كتابا مترجما، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: «أوهام الخلط»، و«تقريظ المنطق»، و«تقريظ العلم»، و«نهج المنهج»، و«ليس بالعقل وحده»، و«معيار المعيار» و«أسس المنطق الرمزي المعاصر»، و«آفاق المحتمل جدلية الأنا-الآخر»، و«الريبة في قدسية العلم»، و«قضايا فلسفية»، و«الأغاليط»، و«في الوعي الأخلاقي والعلمي».
كما ترجم الحصادي كتب عدة منها: «التفكير الناقد وطرح الأسئلة المناسبة»، و«دفاع عن العلم ضمن حدود العقل: بين العَلموية والتهكمية»، و«خريطة الثقافة: فك شفرة الكيفية التي تؤثر بها الثقافة في التفكير والقيادة وإنجاز المهام»، و«دليل أكسفورد في الفلسفة»، وبالتعاون مع الدكتور زاهي المغيربي ترجم كتب «ضلع الإنسانية الأعوج»، و«التنوير متنازعا فيه».
كما نشر الحصادي أبحاثه الكثيرة في أغلب الدوريات ومنها: «ماهية الفلسفة»، و«العولمة: الخيار الجيني»، و«قتل المرحمة»، و«الوعي الفلسفي ومستقبل الفلسفة في الجامعات الليبية والخليجية»، و«الوعي الزائف والنسبانية الأخلاقية»، و«قيمية العلم»، و«في التعليم العام - مشروع ليبيا 2025»، و«دفاع عن الارتيابية»، و«سجايا ليبية»، و«ظاهرة الاندياح ومسألة الهوية»، و«في الجزاء الأعظم»، و«توقيت تنفيذ عقوبة الإعدام بين سوانح التراخي وعذابات الانتظار»، و«احترازات فلسفية»، و«تعايش الليبي مع الآخر الأجنبي والجندري والديني»، و«في العيش المشترك في ليبيا».