logo
#

أحدث الأخبار مع #جيريمي_بانثام

الكاميرات... و«الأخ الأكبر»
الكاميرات... و«الأخ الأكبر»

الشرق الأوسط

time٠٨-٠٦-٢٠٢٥

  • علوم
  • الشرق الأوسط

الكاميرات... و«الأخ الأكبر»

هناك نظرية تقول إن إشعار المرء بأنّه مُراقب، هو إجراء وقائي يمنع وقوع الجريمة أو السلوك المرفوض، قبل حصول هذه الأشياء. يشابه ذلك المثل المصري الشعبي المعروف: «ناس تخاف... ما تختشيش!». في تقرير لطيف قرأته قبل أيام ذكر أنه في عام 1785 ابتكر الفيلسوف الإنجليزي جيريمي بانثام ما أطلق عليه اسم «السجن المثالي»؛ عبارة عن مجموعة من الزنازين المشيّدة بشكل دائري حول برج في المنتصف، داخله حارس مستتر يستطيع أن يراقب حركة المساجين من دون أن يروه، بحيث يفترض السجين طيلة الوقت أن الحارس ربما يراقبه، وهو ما يضطره إلى التصرف والتعامل من هذا المنطلق بشكل دائم. هذا المبدأ هو الذي اتخذته جملة من الدول في العالم، ومن أكثرها توسعاً في ذلك الصين، بحيث تقوم الكاميرات المزروعة في كل مكان، وربما في الأجهزة الشخصية، بتوفير المعلومات وتحليلها واستخدامها لاحقاً... فنحن في عصر ثورة البيانات، وانكشاف البشر الكبير. في التقرير السابق الذي نشرته «العربية»، قال كليمنت بيليتير اختصاصي علم النفس بجامعة «كليرمونت أفيرن» الفرنسية، إن «تأثير الشعور بالمراقبة يُعتبر من القضايا الرئيسية التي يهتم بها علم النفس». وقد أثبت عالم النفس نورمان تربليت عام 1898 أن الدرّاجين يبذلون جهداً أكبر في التسابق في حضور المتفرجين. وصل تأثير هذه المراقبة غير المسبوقة، كما تقول الباحثة كايلي سيمور من جامعة العلوم التكنولوجية في سيدني بأستراليا، في تصريحات لموقع «ساينتفيك أميركان»، إلى أن «العيون الإلكترونية» التي تنظر إلينا تؤثر على الصحة العقلية، كما لها تأثير أسوأ على مرضى بعض الأمراض العقلية مثل الفصام، وقد تؤدي إلى القلق الاجتماعي، بل الشعور بالتوتر. وأضافت: «الشعور بالمراقبة الدائمة في العصر الحديث يجعلنا منتبهين إلى البيئة الاجتماعية التي نعيش فيها بشكل دائم، ومتأهبين للتفاعل». في رواية «1984» للروائي جورج أورويل، قبل 7 عقود، تخيّل الروائي سلطة واحدة تراقب الكل، من خلال شخصية «الأخ الأكبر» الذي يسيطر على المجتمع من خلال أدوات، من أبرزها زرع الكاميرات، وآليات الرقابة على الجميع. هناك جانب ضروري، وحسنٌ، من سيطرة الكاميرات وآليات الرقابة ورصد البيانات، وهو منع وقوع الجريمة، وإن وقعت، فصعوبة إفلات مرتكبها. هذا رائع، لكن الجانب السيئ منها هو تدمير الخصوصية، وتسليع حياة الناس، وبيع بياناتهم أحياناً، كما تفعل شركات الديجيتال في العالم. وهذا ما جعل كثيراً من الغربيين، أهل الليبرالية وقداسة الحرية الشخصية، يجأرون بالشكوى. فهل يمكن أخذ الحسن وترك القبيح من هذا... أو سبق السيفُ العَذَل؟!

مَن يراقبنا حين نظنُّ أننا وحدنا؟
مَن يراقبنا حين نظنُّ أننا وحدنا؟

الشرق الأوسط

time٢٩-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الشرق الأوسط

مَن يراقبنا حين نظنُّ أننا وحدنا؟

عام 1785، ابتكر الفيلسوف الإنجليزي جيريمي بانثام مفهوم «السجن المثالي» أو «البانوبتيكون»، حيث تُبنى الزنازين في دائرة حول برج مراقبة مركزي يُخفي الحارس عن الأنظار، مما يدفع السجناء للتصرُّف باستقامة خشية أن يكونوا تحت المراقبة. اليوم، يبدو أنَّ العالم بأسره بات يعيش في نسخة معاصرة من هذا السجن، حيث تُحاصرنا الكاميرات والخوارزميات الذكية في كل مكان، من الطرقات إلى الفضاء الرقمي. ووفق «وكالة الأنباء الألمانية»، يرى اختصاصي علم النفس، كليمنت بيليتير، أنَّ «الشعور بالمراقبة من أهم القضايا النفسية المعاصرة، وهو شعور راسخ في وعينا منذ الطفولة. وقد أظهرت الدراسات منذ القرن الـ19 أنَّ وجود المراقبين يرفع أداء الأفراد في الرياضة والعمل، ويحضُّهم على الالتزام بالمعايير الاجتماعية. ولكن في المقابل، يشير باحثون إلى أنَّ لهذا الشعور آثاراً سلبية على القدرات المعرفية، مثل التركيز والذاكرة؛ وقد يُضعف الأداء في المَهمّات التي تتطلَّب جهداً ذهنياً عندما يشعر الإنسان أنه مراقَب. الشعور بالمراقبة من أهم القضايا النفسية المعاصرة (غيتي) من جهتها، توضح الباحثة كايلي سيمور أنَّ المراقبة الدائمة تُفعِّل آلية «الكرّ أو الفرّ» في الدماغ، مما يُجهِد نظام المعالجة المعرفية، ويزيد من التوتر والقلق خصوصاً لدى المصابين بأمراض نفسية، مثل الفصام. أما الباحثة كلارا كولومباتو، فتشير إلى أنَّ هذا الشعور تطوَّر لرصد الأخطار، وهو ما يفسِّر الانزعاج الفوري عند الإحساس بأنَّ أحداً ينظر إلينا، حتى في الزحام. ويعود الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو لإحياء نظرية بانثام، مشيراً إلى أنَّ المراقبة لم تعد خارجية فقط، وإنما أصبحت داخلية ومتجذّرة في النفس البشرية المعاصرة. فالفرد الحديث يتصرَّف دائماً كأنه خاضع لرقابة كاميرات غير مرئية وخوارزميات ذكاء اصطناعي. وأظهرت دراسات حديثة أنَّ الموظفين الذين يشعرون بالمراقبة يحقّقون إنتاجية أقل، والطلاب الذين يخضعون لاختبارات تحت أعين الكاميرات يُحرزون درجات أدنى. في النهاية، تُحذّر كولومباتو من أننا نعيش في واقع اجتماعي جديد لم نعتد عليه، مما يستدعي التفكير بأثره العميق في وعينا وصحتنا النفسية.

في عصر كاميرات المراقبة وبرامج التتبع.. مخاوف على الصحة النفسية والقدرات العقلية
في عصر كاميرات المراقبة وبرامج التتبع.. مخاوف على الصحة النفسية والقدرات العقلية

العربية

time٢٩-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • العربية

في عصر كاميرات المراقبة وبرامج التتبع.. مخاوف على الصحة النفسية والقدرات العقلية

في عام 1785، ابتكر الفيلسوف الإنجليزي جيريمي بانثام ما أطلق عليه اسم "السجن المثالي"، وهو عبارة عن مجموعة من الزنازين المشيدة بشكل دائري حول برج في المنتصف داخله حارس مستتر يستطيع أن يراقب حركة المساجين من دون أن يروه، بحيث يفترض السجين طيلة الوقت أن الحارس ربما يراقبه، وهو ما يضطره إلى التصرف والتعامل من هذا المنطلق بشكل دائم. وبالمثل يشعر الكثيرون في العصر الحالي أن طرفا ثالثا مجهولا يراقبهم باستمرار، فملايين الكاميرات التي تعمل بأنظمة الدوائر التلفزيونية المغلقة تتابعك بشكل دائم بينما تسير وتقود سيارتك وتشتري احتياجاتك، بل إن معادلات خوارزمية تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي تتابع نشاطك على الإنترنت ومواقع التواصل وتتعرف على اهتماماتك على مدار الساعة، لاسيما أن بعض التطبيقات الحديثة تستطيع تحديد هويتك بمجرد الاطلاع على ملامح وجهك. ويقول كليمنت بيليتير اختصاصي علم النفس بجامعة كليرمونت أفيرن في فرنسا إن "تأثير الشعور بالمراقبة يعتبر من القضايا الرئيسية التي يهتم بها علم النفس". وقد أثبت عالم النفس نورمان تربليت عام 1898 أن الدراجين يبذلون جهدا أكبر في التسابق في حضور المتفرجين. وفي سبعينيات القرن الماضي، أكدت الدراسات أن الإنسان يغير من سلوكياته عندما يشعر أنه مٌراقب، حفاظا على وضعه وشكله الاجتماعي. وكشفت أبحاث أجريت على مدار عشرات السنين أن الشعور بالمراقبة لا يغير السلوكيات فحسب، بل يتسلل إلى داخل العقل ويغير طريقة التفكير أيضا، ويؤكد باحثون أن هذه النتائج تثير مخاوف بشأن الصحة النفسية للبشر بشكل عام. وأثبتت التجارب أن الإنسان يستشعر بشكل فوري أن شخصا ما ينظر إليه ويراقبه، حتى في الأماكن المزدحمة، وأن هذه الخاصية تظهر في مرحلة مبكرة من العمر. وتقول كلارا كولومباتو المتخصصة في الإدراك المعرفي الاجتماعي بجامعة ووترلو في كندا إن هذه الخاصية تطورت على الأرجح لدى الإنسان الأول حتى يستطيع رصد الضواري التي تريد افتراسه، وهو ما يفسر الشعور بعدم الارتياح الذي ينتاب الشخص عندما يشعر أنه مُراقب، وينعكس هذا الشعور الداخلي في بعض المؤشرات الخارجية مثل التعرق على سبيل المثال. وأضافت كولومباتو، في تصريحات للموقع الإلكتروني "ساينتفيك أميركان" المتخصص في الأبحاث العلمية، أنه على مستوى الوعي، يتصرف الإنسان بشكل مختلف عندما يكون تحت المراقبة، حيث تصبح سلوكياته متماشية بشكل أفضل مع أعراف المجتمع، حيث تتراجع احتمالات أن يقوم الإنسان بالغش أو إلقاء النفايات في الشارع مثلا عندما يكون مُراقبا. وتعزز مثل هذه النظريات فكرة أن المراقبة تعود بالفائدة على المجتمع، لمنع بعض السلوكيات الضارة مثل الجريمة، وهو ما يتفق مع رؤية الفيلسوف جيرمي بانثام بشأن "السجن المثالي". المراقبة تؤثر سلبا على التركيز ولكن في السنوات الأخيرة، وجد بعض الباحثين في علم النفس أن الشعور بالمراقبة يؤثر على الوظائف المعرفية للإنسان مثل الذاكرة والقدرة على التركيز. فقد وجدت تجربة أن المتطوعين الذين يؤدون عملا يتطلب مهارة معرفية أو استدعاء معلومات من الذاكرة يكون أداؤهم أسوأ عندما توضع أمامهم صور فوتوغرافية لأشخاص ينظرون إليهم. واستخلص الباحثون من هذه التجربة أن النظر بشكل مباشر إلى شخص ما يؤدي إلى تشتيت تركيزه ويضعف قدرته على الأداء. وخلصت تجارب أخرى إلى أن وظائف عقلية أخرى مثل الإدراك المكاني أو قدرات المعالجة اللغوية تتأثر سلبا أيضا عندما يشعر الشخص أنه تحت المراقبة. وتقول الباحثة كايلي سيمور من جامعة العلوم التكنولوجية في سيدني بأستراليا إن الشعور بالمراقبة يؤدي إلى تسريع آليات معالجة المعطيات الاجتماعية لدى الإنسان لأقصى درجة، وتنشيط غريزة حب البقاء التي تعرف باسم "قاتل أو اهرب"، وهذه الآلية لها تأثير على القدرات العقلية. وأوضحت سيمور في تصريحات للموقع الإلكتروني "ساينتفيك أميركان" أن "العيون الإلكترونية" التي تنظر إلينا تؤثر على الصحة العقلية، ولها تأثير أسوأ على مرضى بعض الأمراض العقلية مثل الفصام، وقد تؤدي إلى القلق الاجتماعي بل الشعور بالتوتر. وأضافت: "الشعور بالمراقبة الدائمة في العصر الحديث يجعلنا منتبهين إلى البيئة الاجتماعية التي نعيش فيها بشكل دائم، ومتأهبين للتفاعل". ويسلط الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكا الضوء مجددا على نظرية "السجن المثالي" التي طرحها جيريمي بانثام، قائلا إن شعور المرء أنه تحت المراقبة أصبح متجذرا داخل الإنسان نفسه، بمعنى أنه على غرار السجين داخل الزنزانة، أصبح الرجل العصري يشعر باستمرار أنه يخضع لمراقبة خوارزميات الذكاء الاصطناعي وبرمجيات التواصل الاجتماعي وتطبيقات فك الشفرات، دون أن يعرف من الذي يراقبه على وجه التحديد. ويرى عالم النفس كليمنت بيليتير أن الشعور الدائم بالمراقبة يؤثر على الإدراك المعرفي بطريقة لا نفهمها تماما حتى الآن، ويوضح أن "القدرات العقلية التي تتأثر سلبا بالمراقبة هي نفس القدرات التي تجعلنا نركز وننتبه ونسترجع الذكريات"، وبالتالي عندما تجهد هذه القدرات تحت تأثير المراقبة، تتراجع قدرة الانسان على التركيز مثلا. وأثبتت مجموعة من الدراسات أن شعور الموظف أنه يخضع للمراقبة في بيئة العمل تقلل الإنتاجية، وأن الطلاب الذين يخضعون لاختبارات أمام كاميرات المراقبة يحققون درجات أقل. وتختتم الباحثة كلارا كولومباتو حديثها: "قبل 50 عاما، لم يكن لدينا مثل هذا القدر من المراقبة والوصلات الاجتماعية، فنحن نعيش في سياق اجتماعي جديد لم نألفه حتى الآن، وبالتالي من المهم أن نفكر في تأثير ذلك على قدراتنا المعرفية بما في ذلك في إطار اللاوعي لدى الإنسان".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store