logo
#

أحدث الأخبار مع #زرع_الأعضاء

زراعة "كلى الخنازير" في البشر بنجاح أصبحت "أقرب مما نتصور"
زراعة "كلى الخنازير" في البشر بنجاح أصبحت "أقرب مما نتصور"

الشرق السعودية

time٢٩-٠٦-٢٠٢٥

  • صحة
  • الشرق السعودية

زراعة "كلى الخنازير" في البشر بنجاح أصبحت "أقرب مما نتصور"

تمكن باحثون من رسم خرائط تفصيلية لكيفية تفاعل الخلايا المناعية البشرية مع أنسجة كلى الخنازير المزروعة، وباستخدام تقنيات تصوير جزيئي مكاني متطورة، حددوا على وجه الدقة الاستجابة المناعية لعمليات زرع الكلى من الخنازير إلى البشر في خطوة من شأنها التغلب على التحدي الأكبر المتمثل في رفض الجهاز المناعي للعضو المزروع. وكشفت الدراسة عن علامات جزيئية مبكرة وحاسمة للرفض بوساطة الأجسام المضادة، والتي ظهرت في وقت مبكر من اليوم العاشر، وبلغت ذروتها في اليوم الثالث والثلاثين بعد الزرع، ولا تؤكد هذه النتائج على أن الرفض يبدأ بسرعة فقط ويتطور بمرور الوقت، بل تحدد أيضاً نافذة زمنية حاسمة للتدخل العلاجي المستهدف. وتابع الفريق هذه الاستجابات المناعية لمدة 61 يوماً بعد الزرع، ما مكّنهم من تحديد "نافذة زمنية حرجة"، يمكن التدخل خلالها علاجياً لتثبيط الرفض، وتحسين فرص بقاء العضو المزروع. رفض الكلى ويحدث رفض الكلى، أو أي عضو مزروع، عندما يتعرف الجهاز المناعي للمتلقي على العضو الجديد على أنه "غريب" أو غير ذاتي، فيشن هجوماً مناعياً ضده بهدف تدميره، وهي استجابة طبيعية تهدف لحماية الجسم من مسببات الأمراض. وتتضمن عملية الرفض آليتين رئيسيتين؛ الأولى هي الرفض بوساطة الخلايا التائية إذ تتعرف الخلايا الليمفاوية التائية للمتلقي على المستضدات الغريبة الموجودة على خلايا العضو المزروع وتتسلل إليه لتلف الأنسجة؛ والثانية هي الرفض بوساطة الأجسام المضادة، إذ تتكون أجسام مضادة ضد مستضدات المتبرع، وتلتصق ببطانة الأوعية الدموية للعضو المزروع، مما يؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي وتلف العضو. يأتي هذا التقدم في فهم عملية الرفض في وقت محوري، إذ تبدأ أولى التجارب السريرية لزرع كلى الخنازير في متلقين بشريين أحياء في الولايات المتحدة خلال العام الحالي؛ مما يمهد الطريق لجعل الكلى المعدلة وراثياً من الخنازير حلاً قابلاً للتطبيق على المدى الطويل. ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في فبراير 2025 على إجراء هذه التجارب السريرية، ومُنحت الموافقة لشركتين رائدتين في هذا المجال مما يمهد الطريق لجمع بيانات حاسمة حول مدى فعالية وسلامة هذه الأعضاء المزروعة. وتعتمد هذه التجارب على كلى خنازير تم تعديلها وراثياً بعشرة تعديلات جينية؛ وتتضمن هذه التعديلات إضافة ست جينات بشرية، وتعطيل أربع جينات من الخنزير، بما في ذلك الجينات التي قد تحد من نمو الأعضاء وتلك التي يمكن أن تسبب رفضاً مناعياً بشرياً، ويهدف هذا التعديل الجيني المعقد إلى جعل الكلى أكثر توافقاً مع الجهاز المناعي البشري وتقليل احتمالية الرفض. زرع كلية خنزير معدلة وراثياً في 16 مارس 2024، أصبح ريتشارد سلايمان، وهو رجل يبلغ من العمر 62 عاماً يعاني من الفشل الكلوي، أول شخص يتلقى زرع كلية خنزير معدلة وراثياً في مستشفى ماساتشوستس. وعملت الكلية المزروعة على الفور، وأظهرت وظيفة جيدة، ورغم وفاة المريض بعد حوالي شهرين من الزرع أكد الأطباء أن الكلية لم تكن سبب الوفاة، وأن الحالة قدمت دليلاً على أن كلية الخنزير يمكن أن تحافظ على وظيفة دائمة في الإنسان دون رفض حاد. وفي 25 نوفمبر من نفس العام، تلقت توانا لوني وهي امرأة من ألاباما تبلغ من العمر 53 عاماً، كلية خنزير معدلة وراثياً في مركز لانجون الصحي بجامعة نيويورك، وأصبحت أطول متلقية لكلية خنزير معدلة وراثياً، إذ عملت الكلية لمدة 130 يوماً قبل أن يتم إزالتها في 4 أبريل 2025 بسبب رفض حاد. التفاعل المناعي بين الإنسان والأعضاء المزروعة وتوفر الدراسة الجديدة أدق خريطة حتى الآن للتفاعل المناعي بين الإنسان وعضو مزروع من الخنزير؛ فمن خلال تحديد أنماط تعبير الجينات وسلوك الخلايا المناعية، يمكننا تطوير علاجات أكثر دقة وفعالية للحد من الرفض. واعتمد الباحثون على خوارزميات معلوماتية حيوية لتمييز خلايا المناعة البشرية عن الخلايا البنيوية للخنزير، وهو ما أتاح لهم رسم خريطة دقيقة لتسلل الجهاز المناعي إلى العضو المزروع، وكشفت النتائج أن خلايا البلعمية الكبيرة المعروفة باسم الماكروفاج والخلايا النخاعية كانت الأكثر انتشاراً في جميع الأوقات، مما يؤكد دورها الرئيسي في عمليات الرفض المناعي. الخلايا البلعمية الكبيرة نوع من خلايا الدم البيضاء، وتُعد خلايا مناعية أساسية تحيط بالكائنات الدقيقة وتقتلها، وتزيل الخلايا الميتة، وتحفز عمل خلايا الجهاز المناعي الأخرى، وأما الخلايا النخاعية فهي مجموعة أوسع من خلايا الجهاز المناعي، والتي تلعب أدواراً رئيسية في المناعة الوقائية، وتنتقل عبر الدم والجهاز اللمفاوي لتصل إلى مواقع تلف الأنسجة والعدوى. وعند إجراء تدخلات علاجية موجهة خلال الدراسة، لوحظ انخفاض ملحوظ في مؤشرات الرفض المناعي، ما يشير إلى إمكانية تعطيل التفاعل المناعي الضار إذا تم اكتشافه ومعالجته في الوقت المناسب، ويمثل هذا تقدماً كبيراً نحو تطوير بروتوكولات علاجية تستهدف بدقة المراحل الأولى من الرفض. نقص عالمي حاد في الأعضاء البشرية ومع استمرار النقص العالمي الحاد في الأعضاء البشرية المتاحة للزراعة، يُنظر إلى زراعة الأعضاء من الخنازير المعدلة وراثياً كحل واعد لسد هذه الفجوة، فيما لا تزال أزمة نقص الأعضاء تمثل تحدياً صحياً وإنسانياً هائلاً، إذ يتجاوز الطلب بكثير العرض المتاح للأعضاء المنقذة للحياة، مما يترك عشرات الآلاف من المرضى في قوائم الانتظار الطويلة. ففي الولايات المتحدة وحدها، ينتظر أكثر من 100 ألف شخص عملية زرع أعضاء، ويشكل مرضى الكلى الغالبية العظمى منهم، ويحتاج 86% من هؤلاء المرضى إلى كلية جديدة. ورغم أن عام 2024 شهد زيادة في نشاط زراعة الأعضاء في الولايات المتحدة، بتجاوز إجمالي عمليات الزرع 48 ألف عملية بزيادة قدرها 3.3% عن عام 2023، إلا أن هذا التقدم لا يزال غير كافٍ لسد الفجوة؛ فمن بين هذه العمليات كانت 27 ألفاً و759 عملية زرع كلى، بزيادة طفيفة بلغت 1.6% عن العام السابق. ومع ذلك، فإن التكلفة البشرية لهذا النقص لا تزال مرتفعة، حيث يتوفى حوالي 13 شخصاً يومياً في الولايات المتحدة أثناء انتظارهم لعملية زرع أعضاء، بينما في فرنسا، توفي 852 مريضاً في عام 2024 لعدم توفر الأعضاء اللازمة، مع وجود 22 ألفاً و585مريضاً على قائمة الانتظار في 1 يناير 2025. وعلى نطاق أوسع، تشير التقديرات العالمية لعام 2023 إلى أن حوالي 172 ألفاً و409 عمليات زرع أعضاء صلبة قد أُجريت، منها 111 ألفاً و135 عملية زرع كلى، لكن هذا العدد لا يمثل سوى 10% أو أقل من الاحتياجات العالمية الفعلية، مما يؤكد الحاجة الملحة والمستمرة للحلول المبتكرة لزيادة توافر الأعضاء. تحسين العلاجات المناعية وتشير هذه الدراسة إلى أن تجاوز عقبة الرفض المناعي قد أصبح أقرب من أي وقت مضى، ما يُمهّد الطريق لجعل هذا النوع من الزراعة خياراً علاجياً مستداماً يحل أزمة النقص الحاد في الأعضاء. ويقول الباحثون إن فهم التفاعل المناعي على المستوى الجزيئي يتيح لنا تصميم تدخلات مخصصة تمنع الرفض قبل أن يتفاقم، مما يضع الأسس لتطوير زراعات أكثر أماناً وفعالية بين الإنسان والخنزير. يشير الخبراء إلى أن اعتماد هذا النوع من الزراعة بشكل روتيني سيتطلب سنوات من التجارب الناجحة، وإثباتات مستمرة على السلامة والفعالية في فئات سكانية متنوعة، بالإضافة إلى موافقات تنظيمية صارمة؛ إلا أنهم يقولون إن تلك الدراسة جعلت زراعة الكلى من الخنازير "أقرب مما نتصور". وفي المراحل المقبلة، سيُركّز الباحثون على تحسين العلاجات المناعية، وتعديل الخنازير وراثياً بشكل أدق، وتطوير بروتوكولات إنذار مبكر للكشف عن الرفض قبل أن يؤثر على العضو المزروع. ويأمل العلماء أن يؤدي هذا التقدم إلى تحويل زراعة أعضاء الخنازير إلى خيار علاجي اعتيادي في غضون عقد من الزمن، بما قد يغيّر وجه زراعة الأعضاء على مستوى العالم.

تاريخ مرئي لزرع الأعضاء منذ عام 1900 لغاية الآن
تاريخ مرئي لزرع الأعضاء منذ عام 1900 لغاية الآن

CNN عربية

time٠٦-٠٦-٢٠٢٥

  • صحة
  • CNN عربية

تاريخ مرئي لزرع الأعضاء منذ عام 1900 لغاية الآن

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبحت عمليات زرع الأعضاء شائعة بعدما كانت تجريبية قبل نصف قرن فقط، حيث أُجريت أكثر من 48 ألف عملية زرع أعضاء في الولايات المتحدة العام الماضي فقط. حتى السنوات القليلة الماضية، كانت عمليات زرع الأعضاء تعتمد غالبا على أعضاء بشرية، بينما تتيح التجارب المبكرة في مجال نقل الأعضاء بين الكائنات الحية، أي زرع أعضاء الحيوانات في البشر مسارات محتملة لإنقاذ الأرواح. فيما يلي نظرة على المسار الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة. هل أعضاء الحيوانات هي الحل؟ يعود مفهوم نقل الأعضاء بين الكائنات الحية إلى مئات السنين. في أوائل القرن العشرين، حوّل الدكتور ماثيو جابولي هذه الفكرة إلى واقع من خلال واحدة من أولى المحاولات الموثّقة لجعل عضو حيواني يعمل في جسم إنسان. في عام 1906 بمدينة ليون في فرنسا، قام جابولي بربط كلية خنزير بمرفق امرأة تبلغ من العمر 48 عامًا، وقد اختار هذا الموضع لسهولة الوصول إليه. وتدفقت الدماء عبر الكلية، وأنتجت الكلية البول، وهو أمر لم تكن تنجح فيه حتى بعض التبرعات البشرية خلال تلك الفترة، بحسب ما أظهرت الدراسات. مع ذلك، سرعان ما فشلت الكلى المأخوذة من الخنزير وتوفيت المريضة بعد ذلك بوقت قصير بسبب العدوى. قال الدكتور جيفري ستيرن، وهو عضو بارز في فريق نقل الأعضاء بين الكائنات الحية في معهد لانغون لزراعة الأعضاء التابع لجامعة نيويورك بأمريكا: "لطالما كان نقص الوصول السهل إلى الأعضاء البشرية بمثابة المستحيل". وأضاف ستيرن: "من الواضح أن استخدام الحيوانات كمصدر، يُعد شكلاً مثالياً لتحقيق ذلك". أول عملية زرع أعضاء بشرية ناجحة في عام 1954 أجرى الدكتور جوزيف موراي في المستشفى المعروف حالياً باسم مستشفى "بريغهام والنساء" في مدينة بوسطن الأمريكية. أول عملية ناجحة لزرع عضو بشري في العالم. وقام موراي بأخذ كلية من رونالد هيريك، البالغ من العمر 22 عاماً، وزرعها في جسم شقيقه التوأم ريتشارد. عاش ريتشارد ثماني سنوات إضافية، ولم يتعرض توأمه المتبرع لأي آثار جانبية ضارة. وقال الدكتور ستيفان توليوس، وهو رئيس قسم جراحة زرع الأعضاء لدى مستشفى بريغهام والنساء: "أعتقد أن ذلك كان له تأثير كبير في هذا المجال". وأضاف توليوس: "ما أظهره ذلك بالفعل هو أنه إذا كانت هناك التوليفة والعلاقة المناسبة بين المتبرع والمتلقي، يمكن فعلاً زرع عضو، وسيعمل كما ينبغي". نظرًا لعدم توفّر الأدوية المثبطة للمناعة في ذلك الوقت، كانت تجارب الزرع تنجح فقط مع التوائم المتماثلة، حيث كان جهاز المناعة يُعتبر العضو المزروع جزءًا من الجسم. وأشار ستيرن، وهو أيضًا أستاذ مساعد في قسم الجراحة بكلية الطب بجامعة نيويورك غروسمان إلى أن هذه المشاكل "استمرت مع جهاز المناعة لمدة ثلاثين عامًا لاحقة". وأضاف: "ليس لدى الجميع توأم متماثل". في الستينيات، أثبت موراي في عدة تجارب على الكلاب أن عملية زرع الأعضاء ستكون أكثر نجاحًا إذا تلقى المتلقي أدويةً لقمع جهاز المناعة بعد العملية، لتقليل احتمالية رفض العضو المزروع. في أبريل/ نيسان عام 1962، وفي سابقة عالمية، استندت إلى ما تعلمه من تلك التجارب، قام مورفي بزرع كلية من متبرع متوفى في مريض لا تربطه به صلة قرابة، وكان يتلقى العلاج بدواء مثبط للمناعة يسمى "آزاثيوبرين". عاش المريض لأكثر من عام، وزادت مدة بقائه على قيد الحياة عندما اكتشف الأطباء أن مثبطات المناعة تُعطي نتائج أفضل عند إعطائها مع دواء الستيرويد "بريدنيزون". في يونيو/ حزيران عام 1963، أجرى أحد زملاء موراي، وهو الجراح البلجيكي الدكتور جاي ألكسندر، أول عملية زرع كلى من متبرع متوفى دماغيًا، وهو إجراء اعتبر مثيرا للجدل آنذاك. كان ألكسندر يبحث عن كلية لمريض يعاني من الفشل الكلوي عندما أُحضرت امرأة تعرضت لحادث سيارة إلى مستشفى "سانت بيير" في مدينة بروكسل، وكان قلبها ينبض، لكنها لم تُظهر أي نشاط دماغي. كان ألكسندر يعلم أن الأعضاء تفقد حيويتها بمجرد توقف قلب المريض، وحصل على إذن من رئيس قسمه لزرع كلية المرأة في مريضه المصاب بالفشل الكلوي. وعاش المتلقي 87 يومًا إضافيًا. على مدار العامين التاليين، أجرى ألكسندر سرًا عمليات زرع كلى أخرى باستخدام متبرعين متوفين دماغيًا لمعرفة ما إذا كان هذا النهج سيطيل مدة بقاء المرضى على قيد الحياة مقارنةً بعمليات زرع من متبرعين توقف القلب لديهم. وكشف عن التجارب في مؤتمر طبي بعد عامين، ما أثار ردود فعل متباينة. لم تنشر لجنة كلية الطب بجامعة هارفارد توصيتها إلا في عام 1968 بأن الفقدان الدائم لوظائف الدماغ، الذي كان يُسمى سابقًا "الغيبوبة الدائمة"، سيكون معيارًا جديدًا للوفاة. بعد ذلك، ازداد شيوع عمليات زرع الأعضاء التي تشمل متبرعين متوفين دماغيًا، ما أدى إلى توسيع نطاق الأعضاء المتاحة بشكل كبير. وقال توليوس: "كان التوصّل إلى تعريف للموت الدماغي كبديل للموت القلبي، أي انقطاع الدورة الدموية، أمرًا بالغ الأهمية، لأنه سمح بالحصول على الأعضاء". بدأ أطباء زرع الأعضاء بإجراء تجارب على الكلى نظرا لأن الإنسان يمتلك كليتين ويستطيع العيش بواحدة. وأُتيحت للمرضى إمكانية إجراء غسيل الكلى في حال فشل عملية الزرع. ولكن كلما ازدادت معرفة الأطباء، ازدادت ثقتهم بقدرتهم على زرع أعضاء أخرى. بحلول أواخر الستينيات، بدأوا بإجراء تجارب على الكبد والبنكرياس. في عام 1967، أجرى الجراح الجنوب إفريقي، الدكتور كريستيان برنارد، من مستشفى "Groote Schuur" بمدينة كيب تاون، أول عملية زرع قلب، حيث قام بزرع قلب شاب يبلغ من العمر 25 عامًا لدى عامل بقالة يبلغ من العمر 53 عامً، وكان يحتضر بسبب مرض مزمن في القلب. تُوفي عامل البقالة بعد 18 يومًا بسبب التهاب رئوي، لكن قلبه استمر في النبض حتى وفاته. عاش مريض برنارد الثاني الذي خضع لعملية زرع قلب قرابة 19 شهرًا. بينما عاش مريضاه الخامس والسادس قرابة 13 و24 عامًا على التوالي. بحلول التسعينيات، أتاحت مثبطات المناعة مثل دواء "سيكلوسبورين" إمكانيات جديدة لزرع أنسجة متعددة. وفي عام 1998، أجرى الدكتور جان ميشيل دوبرنارد أول عملية جراحية لزرع اليد في مدينة ليون بفرنسا. في عام 2005، أجرى دوبرنارد مع الدكتور برنارد ديفوشيل أول عملية زرع جزئية للوجه لإيزابيل دينوار، وهي امرأة فقدت جزءًا من وجهها بحادثة هجوم كلب. في عام 2010، أجرى فريق إسباني بقيادة الدكتور خوان باريت أول عملية زرع وجه كامل. قال ستيرن: "كانت الثلاثين عامًا الأولى من زرع الأعضاء بمثابة تجربة". وتابع: "لم يكن ما نقوم به حاليًا أمرًا شائعًا، بل كان يتطلب الكثير من المحاولة والخطأ والصمود، وأعتقد أن مجال زرع الأعضاء بأكمله كان ضعيفًا جدًا في هذا الجانب. وكان التكيف وابتكار تقنيات جديدة هو ما سمح لعملية زرع الأعضاء بأن تُصبح إجراء شائعا". في عام 1984، حاول الدكتور ليونارد بيلي إنقاذ حياة ستيفاني فاي بوكلير في جامعة "Loma Linda" بولاية كاليفورنيا الأمريكية. وقد ولدت الطفلة، التي عُرفت باسم الطفلة فاي، مصابةً بمرض مميت في القلي، وحصل بيلي، الذي كان يُجري تجارب على عمليات زرع أعضاء بين الأنواع في الحيوانات، على إذن بزرع قلب قرد البابون. وعاشت ستيفاني 21 يومًا فقط، لكن هذه الحالة أثارت المزيد من الوعي حول الحاجة إلى التبرع بأعضاء الرضع وإمكانية زرع الأعضاء بين الأنواع. في النهاية، قرر العلماء أن الرئيسيات، رغم كونها الأقرب للإنسان من الناحية التطورية، ليست المتبرعة الأفضل بالأعضاء. أدرك العلماء أن الخنازير قد تكون خيارًا أفضل، إذ تشبه البشر تشريحيًا، وتتكاثر بسرعة، كما أن خطر إصابتها بالأمراض حيوانية المنشأ أقل. توقفت أبحاث زرع الأعضاء بين الكائنات الحية حتى تطوير أداة تعديل الجينات "كريسبر" في أوائل القرن الحادي والعشرين. أتاحت هذه التقنية، الحائزة على جائزة نوبل، للعلماء تعديل جينوم الخنزير لجعله أكثر توافقًا مع جينوم البشر، بما في ذلك إزالة تسلسلات رئيسية في الحمض النووي للخنزير، التي من شأنها أن تؤدي إلى رفض الأعضاء بشكل شبه تلقائي لدى البشر. وقد أتاح الجمع بين هذه التقنيات وتقنيات الاستنساخ للعلماء فرصة الحفاظ على جينات متسقة وإنتاج متبرعين من الخنازير. وقد جرت عمليات زرع أعضاء خنزير لدى رئيسيات غير بشرية من قبل، لكن الاختبار الحقيقي جاء في سبتمبر/ أيلول عام 2021، عندما زُرعت كلية خنزير معدّلة وراثيًا لمريض متوفى دماغيًا بمركز لانغون الطبي بجامعة نيويورك. تم توصيل الكلية بالأوعية الدموية في الجزء العلوي من فخذ المتلقي، خارج البطن، لمدة 54 ساعة، بينما كان الأطباء يدرسون مدى فعاليتها. وبدا أن العضو يعمل بكفاءة كلية بشرية مزروعة، ولم يلحظ الأطباء أي علامات رفض. أوضح الدكتور روبرت مونتغمري، وهو أحد الجراحين الذين أجروا العملية، لكبير المراسلين الطبيين لدى CNN، الدكتور سانجاي غوبتا: "لقد تعلمنا من هذه التجربة أكثر من أي شيء آخر قمنا به. وقد كانت أساسًا لاكتشافنا كيفية علاج رفض الأعضاء لدى مرضانا الأحياء". وقد وافقت عائلة المريض على التبرع بجثته لإجراء هذه العملية، ما مهد الطريق لهذه الخطوة الكبيرة نحو توفير مصدر مستدام للأعضاء المنقذة للحياة، حسبما ذكره مونتغمري في بيان صحفي آنذاك. في 7 يناير/ كانون الثاني عام 2022، أجرى الجراحون في كلية الطب بجامعة ماريلاند أول عملية زرع عضو كائن حي لإنسان حي. لم يكن ديفيد بينيت، البالغ من العمر 57 عامًا، قادرًا على المشي، واعتمد على جهاز المجازة القلبية الرئوية للبقاء على قيد الحياة. وكانت حالته مزمنة بحيث لا يتأهل لزرع قلب بشري، لكنه تمكن من الخضوع للإجراء التجريبي بموجب مسار الاستخدام الرحيم لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والذي يسمح للمرضى الذين ليس لديهم بدائل أخرى بتجربة العلاجات التجريبية. عاش بينيت شهرين إضافيين، وأتيحت له فرصة قضاء المزيد من الوقت مع عائلته. صرح الجراح الذي أجرى العملية، الدكتور بارتلي جريفيث، قائلا: "كما هو الحال مع أي عملية زرع أولى في العالم، أدت هذه العملية إلى رؤى قيّمة نأمل أن تُفيد جراحي زراعة الأعضاء لتحسين النتائج وتوفير فوائد منقذة للحياة للمرضى في المستقبل". هذا الصيف، ستشرع شركة "United Therapeutics" في أول تجربة سريرية لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية لزرع الأعضاء من الكائنات الحية. وصرح ديفيد أياريس، وهو الرئيس والمدير العلمي لشركة "Revivicor"، التابعة لشركة "United Therapeutics"، لـCNN: "بدلاً من عمليات زرع الأعضاء الرحيمة لمرة واحدة، والتي كانت قيّمة للغاية في تعلم كيفية تحسين بقاء هؤلاء المرضى على قيد الحياة وإطالة أمدها، يمكننا الآن الدخول في تجربة متعددة المراكز". مع ذلك، لن يكون هذا كافياً لحل مشكلة نقص الأعضاء تماماً، لذا تواصل شركة "United Therapeutics"، وكذلك الجهات الأخرى في مجتمع زرع الأعضاء التفكير في المستقبل. قد يعني هذا استخدام عضو خنزير كسقالة حيث يمكن للعلماء زرع خلايا جذعية بشرية، أو حتى طباعة أعضاء ثلاثية الأبعاد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store