منذ 6 أيام
مجمع "غاف يام" في بئر السبع... عقل إسرائيل التكنولوجي
ضمن مربع واحد يقع مجمع "غاف يام" للتكنولوجيا الفائقة ومستشفى سوروكا وجامعة بن غوريون إلى الشمال من مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، وكان تعرض قبل أيام لقصف صاروخي إيراني.
ويمثل المجمع الذي أسس قبل نحو 20 عاماً حاضنة للبحث والتطوير التقني وتقنيات الـ"سايبر" المدني منها والعسكري، إذ يقع في قلب "حي الابتكار الجديد" في بئر السبع ويلاصق مقر فرع "سي فور أي" الجديد التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي يتخصص في جميع مجالات المعالجة والاتصالات في الجيش الإسرائيلي.
وبحسب موقع الجيش الإسرائيلي على الإنترنت فإن فرع القيادة والتحكم والاستخبارات (سي فور أي) يتولى تحديد نهج جيش الدفاع في مجال الاتصالات.
ويعمل رئيس الفرع تحت إشراف رئيس الأركان، وتتمثل الهيئات الرئيسة للفرع في وحدة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقطاع إدارة الحرب الإلكترونية وفرع العمليات ووحدة الحرب الإلكترونية وفرع الاستعداد والتنظيم واللوجستيات وفرع اللوجستيات والموارد البشرية.
وبهدف "تعزيز التنمية" جاء قرار إقامة مجمع "التكنولوجيا الفائقة" (هايتك) في مدينة بئر السبع التي تعد ثاني أكبر مدينة في إسرائيل مساحة، والثامنة في عدد السكان.
ويعيش في مدينة بئر السبع أكثر من 220 ألف إسرائيلي، وتسعى تل أبيب إلى تشجيع اليهود على الإقامة فيها.
وبصورة ملاصقة لمستشفى سوروكا وجامعة بن غوريون، بُنيَ المجمع على أمل إقامة شراكات بين المستشفى والجامعة ليجري الجمع بين البحوث الطبية والأكاديمية وبين الصناعات التي تتولاها الشركات التكنولوجية.
ويربط قطار ذلك المجمع بالقدس وتل أبيب وحيفا بهدف تشجيع العمل في بئر السبع التي تبعد من تل أبيب 120 كيلومتراً.
ويمنح موقع المجمع الملاصق لجامعة بن غوريون ومستشفى سوروكا مكاناً "لالتقاء نخبة الجيش الإسرائيلي التكنولوجية المتقاعدة مع خريجي الجامعة وصناعة التكنولوجيا الفائقة"، وفق المجمع.
ويتيح ذلك بحسب المجمع "توحيد صناعة الـ'هايتك' من خلال الجمع بين الأوساط الأكاديمية والصناعة والوحدات العسكرية التكنولوجية في مكان واحد".
وتوجد نحو 70 شركة إسرائيلية ودولية في المجمع التكنولوجي، ويعمل بها أكثر من 2500 مهندس معظمهم من سكان بئر السبع والمناطق المجاورة.
ويدمج المجمع بين الصناعات التكنولوجية الفائقة المدنية والأمنية والعسكرية من خلال احتفاظ الجيش الإسرائيلي بوحدة للـ"سايبر" فيه.
ومن أبرز تلك الشركات العالمية "مايكروسوفت" و"آي بي أم" اللتان تحتفظان بمكاتب لها ضمنه، وأسهم بناء شركة "إنتل" الأميركية أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة في مدينة كريات غات قرب النقب خلال تسعينيات القرن الـ20 في تشجيع الحكومة الإسرائيلية على إقامة المجمع التكنولوجي في بئر السبع.
وبحسب المستشار التكنولوجي هانس شقور فإن الحكومة الإسرائيلية كانت تهدف من وراء ذلك إلى "تشجيع النمو في المساحة الأكبر لإسرائيل، وهي النقب التي تقطنها غالبية من ذوي الدخل تحت المتوسط، وهم من اليهود الشرقيين والفلسطينيين.
وعام 1960 أنشأت فيها مستشفى سوروكا، وبعدها بـ10 سنوات أقامت جامعة بئر السبع (تحول اسمها إلى بن غوريون)، ثم أسست في العقد الأول من القرن الـ20 المجمع التكنولوجي قربهما.
وأوضح شقور أن إقامة المجمع تهدف إلى "الدمج بين التعليم الجامعي والصناعة التكنولوجية وبين برامج تأهيل الكوادر البشرية، ومحاولة استقطاب كفاءات بشرية محلية للعمل فيه".
وأضاف أن ربط المجمع بخط سكة الحديد مع المدن الإسرائيلية الأخرى "هدف إلى تشجيع العمل فيه للإسرائيليين من المناطق الأخرى، في محاولة لإقناعهم لاحقاً بالاستقرار في بئر السبع".
لكن شقور أوضح أن بعض الشركات العالمية "لم تتمكن من المحافظة على وجود قوي داخل المجمع، بخاصة في ظل جائحة كورونا، فاحتفظت بمكاتب صغيرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونبه إلى أن الحكومة الإسرائيلية تمكنت من "إقامة نواة في المجمع لصناعة التكنولوجيا الفائقة، لكنها لم تنجح في تأسيس مشهد متكامل من تلك الصناعة حتى الآن".
ويعود ذلك، وفق شقور، لأن "الأولوية تكون في دعم تلك الصناعة في تل أبيب ثم القدس ثم حيفا وأخيراً في بئر السبع".
وتسبب ذلك في "نجاح محدود للمجمع لأن الشركات المحلية والعالمية تركز على العمل في حيفا مثلاً حيث تمتلك شركة 'آي بي أم' مركز أبحاث ضخماً قرب جامعة حيفا"، كما تابع شقور.
ورفض اعتبار أن المجمع في بئر السبع "مخصص فقط للتكنولوجيا العسكرية والأمنية، فهناك شركات مدنية وبعضها فلسطينية مثل شركة 'سراج'".
وأشار إلى أن إقامة المجمع التكنولوجي جاء بتضافر جهود من الحكومة وبدعم رجال أعمال ومؤسسات في أميركا، لافتاً إلى أن استفادة الفلسطينيين منه تأتي "على الهامش".