
مجمع "غاف يام" في بئر السبع... عقل إسرائيل التكنولوجي
ضمن مربع واحد يقع مجمع "غاف يام" للتكنولوجيا الفائقة ومستشفى سوروكا وجامعة بن غوريون إلى الشمال من مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، وكان تعرض قبل أيام لقصف صاروخي إيراني.
ويمثل المجمع الذي أسس قبل نحو 20 عاماً حاضنة للبحث والتطوير التقني وتقنيات الـ"سايبر" المدني منها والعسكري، إذ يقع في قلب "حي الابتكار الجديد" في بئر السبع ويلاصق مقر فرع "سي فور أي" الجديد التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي يتخصص في جميع مجالات المعالجة والاتصالات في الجيش الإسرائيلي.
وبحسب موقع الجيش الإسرائيلي على الإنترنت فإن فرع القيادة والتحكم والاستخبارات (سي فور أي) يتولى تحديد نهج جيش الدفاع في مجال الاتصالات.
ويعمل رئيس الفرع تحت إشراف رئيس الأركان، وتتمثل الهيئات الرئيسة للفرع في وحدة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقطاع إدارة الحرب الإلكترونية وفرع العمليات ووحدة الحرب الإلكترونية وفرع الاستعداد والتنظيم واللوجستيات وفرع اللوجستيات والموارد البشرية.
وبهدف "تعزيز التنمية" جاء قرار إقامة مجمع "التكنولوجيا الفائقة" (هايتك) في مدينة بئر السبع التي تعد ثاني أكبر مدينة في إسرائيل مساحة، والثامنة في عدد السكان.
ويعيش في مدينة بئر السبع أكثر من 220 ألف إسرائيلي، وتسعى تل أبيب إلى تشجيع اليهود على الإقامة فيها.
وبصورة ملاصقة لمستشفى سوروكا وجامعة بن غوريون، بُنيَ المجمع على أمل إقامة شراكات بين المستشفى والجامعة ليجري الجمع بين البحوث الطبية والأكاديمية وبين الصناعات التي تتولاها الشركات التكنولوجية.
ويربط قطار ذلك المجمع بالقدس وتل أبيب وحيفا بهدف تشجيع العمل في بئر السبع التي تبعد من تل أبيب 120 كيلومتراً.
ويمنح موقع المجمع الملاصق لجامعة بن غوريون ومستشفى سوروكا مكاناً "لالتقاء نخبة الجيش الإسرائيلي التكنولوجية المتقاعدة مع خريجي الجامعة وصناعة التكنولوجيا الفائقة"، وفق المجمع.
ويتيح ذلك بحسب المجمع "توحيد صناعة الـ'هايتك' من خلال الجمع بين الأوساط الأكاديمية والصناعة والوحدات العسكرية التكنولوجية في مكان واحد".
وتوجد نحو 70 شركة إسرائيلية ودولية في المجمع التكنولوجي، ويعمل بها أكثر من 2500 مهندس معظمهم من سكان بئر السبع والمناطق المجاورة.
ويدمج المجمع بين الصناعات التكنولوجية الفائقة المدنية والأمنية والعسكرية من خلال احتفاظ الجيش الإسرائيلي بوحدة للـ"سايبر" فيه.
ومن أبرز تلك الشركات العالمية "مايكروسوفت" و"آي بي أم" اللتان تحتفظان بمكاتب لها ضمنه، وأسهم بناء شركة "إنتل" الأميركية أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة في مدينة كريات غات قرب النقب خلال تسعينيات القرن الـ20 في تشجيع الحكومة الإسرائيلية على إقامة المجمع التكنولوجي في بئر السبع.
وبحسب المستشار التكنولوجي هانس شقور فإن الحكومة الإسرائيلية كانت تهدف من وراء ذلك إلى "تشجيع النمو في المساحة الأكبر لإسرائيل، وهي النقب التي تقطنها غالبية من ذوي الدخل تحت المتوسط، وهم من اليهود الشرقيين والفلسطينيين.
وعام 1960 أنشأت فيها مستشفى سوروكا، وبعدها بـ10 سنوات أقامت جامعة بئر السبع (تحول اسمها إلى بن غوريون)، ثم أسست في العقد الأول من القرن الـ20 المجمع التكنولوجي قربهما.
وأوضح شقور أن إقامة المجمع تهدف إلى "الدمج بين التعليم الجامعي والصناعة التكنولوجية وبين برامج تأهيل الكوادر البشرية، ومحاولة استقطاب كفاءات بشرية محلية للعمل فيه".
وأضاف أن ربط المجمع بخط سكة الحديد مع المدن الإسرائيلية الأخرى "هدف إلى تشجيع العمل فيه للإسرائيليين من المناطق الأخرى، في محاولة لإقناعهم لاحقاً بالاستقرار في بئر السبع".
لكن شقور أوضح أن بعض الشركات العالمية "لم تتمكن من المحافظة على وجود قوي داخل المجمع، بخاصة في ظل جائحة كورونا، فاحتفظت بمكاتب صغيرة".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونبه إلى أن الحكومة الإسرائيلية تمكنت من "إقامة نواة في المجمع لصناعة التكنولوجيا الفائقة، لكنها لم تنجح في تأسيس مشهد متكامل من تلك الصناعة حتى الآن".
ويعود ذلك، وفق شقور، لأن "الأولوية تكون في دعم تلك الصناعة في تل أبيب ثم القدس ثم حيفا وأخيراً في بئر السبع".
وتسبب ذلك في "نجاح محدود للمجمع لأن الشركات المحلية والعالمية تركز على العمل في حيفا مثلاً حيث تمتلك شركة 'آي بي أم' مركز أبحاث ضخماً قرب جامعة حيفا"، كما تابع شقور.
ورفض اعتبار أن المجمع في بئر السبع "مخصص فقط للتكنولوجيا العسكرية والأمنية، فهناك شركات مدنية وبعضها فلسطينية مثل شركة 'سراج'".
وأشار إلى أن إقامة المجمع التكنولوجي جاء بتضافر جهود من الحكومة وبدعم رجال أعمال ومؤسسات في أميركا، لافتاً إلى أن استفادة الفلسطينيين منه تأتي "على الهامش".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
جي 42 تختتم فعاليات قمتها السنوية Supercharged في أبوظبي
اختتمت "جي 42" فعاليات قمتها السنوية Supercharged يوم الخميس الموافق 26 يونيو 2025 في أبوظبي بحضور أكثر من 2,400 موظف وشريك وقائد عالمي في يومٍ حافل بالحوار والتعاون الهادف إلى دفع حدود الابتكار. وعقدت القمة تحت شعار "بناء شبكة الذكاء: الحاضر والمستقبل لحضارات مدعومة بالذكاء الاصطناعي"، وسلطت الضوء على تحوّل جي 42 إلى مهندس عالمي للذكاء الاصطناعي، من خلال جلسات حوارية مع شخصيات بارزة مثل: براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت، وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركةOpenAI ، واللذين انضما افتراضيًّا، ما يعكس توافقًا استراتيجيًّا متناميًّا. وركز الحدث على رؤية المجموعة لشبكة "الذكاء" وهي شبكة موزعة من نماذج الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، وبُنى الحوسبة التي بدأت تتشكل من خلال مبادرات مثل "ستارغيت الإمارات"، ومجمع الذكاء الاصطناعي بين الإمارات والولايات المتحدة بقدرة 5 جيجا واط. كما شهدت القمة ابتكارات من شركة "Analog" المتخصصة ب الذكاء الاصطناعي ، وتجربة تفاعلية غامرة لشبكة الذكاء الجديدة من "جي 42". أذكى الأنظمة الصحية بالعالم في أبوظبي من جهته أكد منصور المنصوري، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي في كلمته الافتتاحية للقمة أنّ التمتع بحياة طويلة وصحية حق من حقوق الإنسان، موضحًا كيف تبني أبوظبي واحدًا من أذكى الأنظمة الصحية في العالم، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي، وعلم الجينوم، وبيانات السكان الشاملة بهدف التنبؤ بالمخاطر، والوقاية منها، وتخصيص الرعاية قبل ظهور الأعراض. وأشار المنصوري إلى مبادرات مثل خفض سن الفحوصات المبكرة للكشف عن السرطان وإعادة تصميم الأحياء لتعزيز الرفاه، مؤكدًا أنّ تحسين "فترة الصحة" يتطلب تخطيطًا مدروسًا لا مجرد مصادفة. الإمارات والذكاء الاصطناعي من جانبه سلط محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني في حكومة الإمارات الضوء على إنجازات الإمارات الأخيرة في هذا المجال، ودورها الريادي المتنامي لبناء الثقة الرقمية وتعزيز المرونة الإلكترونية. فيما شارك المهندس سالم القبيسي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء في جلسة "الذكاء من الفضاء: حدود جديدة على الأرض" وأوضح خلالها كيف تسهم بيانات الفضاء في دفع عجلة التقدم في قطاعات حيوية. وتضمنت النقاشات الرئيسية موضوعات مثل "الدول الأصلية بالذكاء الاصطناعي: حياة أذكى تتحقق"، و" الذكاء الاصطناعي والطاقة: مستقبل الطاقة النظيفة". الذكاء الاصطناعي وأهميته بالحضارة الإنسانية تجدر الإشارة إلى أنّ بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "جي 42" دعا في كلمته الرئيسية الشركاء العالميين والموظفين إلى تبني الذكاء الاصطناعي باعتباره الفرصة والمسؤولية الأكثر أهمية في تاريخ البشرية وحث على النظر إلى الذكاء الاصطناعي لا كأداة تكنولوجية فقط بل بوصفه شكلًا بديلًا من الذكاء قادرًا على الارتقاء بالحضارة الإنسانية، وأشار إلى أنّ التقاء البنية التحتية والقدرات الحاسوبية والمواهب يشكل مفتاحًا لإطلاق الأثر المجتمعي الكامل لهذه التقنية. ونوه شياو إلى أنّ محور مستقبل "جي 42" يتمثل في مشروع "ستارغيت الإمارات" والمجمّع المشترك للذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة بقدرة 5 جيجاوات والذي أُعلن عنه مؤخرًا . وبمناسبة احتفال "جي 42" بمرور سبع سنوات على تأسيسها، قدّم شياو رؤية للشركة بوصفها شريكًا معماريًّا على مستوى الأنظمة لمستقبل مدعوم بالذكاء الاصطناعي، يتطلب تعاونًا عالميًا وابتكارًا مستمرًا والتزامًا راسخًا بقيم الإنسان وتقدمه. يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة x


قاسيون
منذ 6 أيام
- قاسيون
الحرب السيبرانية بين إيران وكيان الاحتلال
دعونا في البداية نقدم لمحة تاريخية موجزة عن أصل ومعنى كلمة «سايبر» Cyber. إنها مشتقة من الكلمة اليونانية (كايبرنيتيس) التي تعني «ربان السفينة» أو «القيادة». وتطور المصطلح عبر التاريخ، حيث استخدمه أفلاطون مجازياً للقيادة المجتمعية، ثم أعاده العالم أمبير في القرن التاسع عشر ضمن تصنيف العلوم. في منتصف القرن العشرين، أعاد عالم الرياضيات نوربرت فينر إحياء المصطلح في كتابه عن علم التحكم الآلي والاتصالات بين الكائنات الحية والآلات. ومع ظهور الإنترنت، أصبحت «سايبر» مرتبطة بالعالَم الرقمي، حيث تُستخدم اليوم للإشارة إلى كل ما يتعلق بالحواسيب والشبكات، مثل الأمن السيبراني والفضاء الإلكتروني والجرائم الإلكترونية. الهجمات السيبرانية على «إسرائيل» زادت الهجمات السيبرانية على «إسرائيل» من حيث حجمها وطبيعتها منذ بداية المعركة الحالية، حيث سجلت شركة الأمن السيبراني رادوير (Radware) زيادة بنسبة 700% في الهجمات ما بين فترتين: 4-12 حزيران الجاري إلى 13-14 من الشهر نفسه. وواجهت «إسرائيل» 21 هجوماً من نوع DDoS (توزيع الحرمان من الخدمة، وسنأتي على شرحه أدناه) في 13 حزيران، و34 هجوماً في اليوم التالي. تمثل «إسرائيل» الآن الوُجهة لما يقرب من 40% من هجمات DDoS العالمية التي يشنها الناشطون في القرصنة (الهاكتيفيست). وشارك في الهجمات أكثر من 100 مجموعة قرصنة سيبرانية، معظمها موالية لإيران، بما في ذلك مجموعات من إيران وروسيا وجنوب آسيا. وأعلنت المجموعة الداعمة لفلسطين «هندالا» مسؤوليتها عن هجومين كبيرين في 18 حزيران 2025. وجرى تسريب 425 غيغابايت من بيانات شركة مور «الإسرائيلية» للوجستيات الشحن. كذلك أفادت تقارير باختراق لـ 4 تيرابايت من الأبحاث الحساسة من معهد وايزمان للعلوم، الذي ضربته إيران بصاروخ أيضاً، بسبب دوره في البحث العلمي الذي يدعم كيان الاحتلال. تكتيكات الهجمات السيبرانية يعدّ «توزيع الحرمان من الخدمة» DDoS من أشهر التكتيكات في الهجمات السيبرانية، ويمكن شرحه بإيجاز، بأنه يشبه محاولة إغلاق طريق بإرسال آلاف السيارات المزيَّفة لإحداث ازدحام، مما يمنع حركة المرور الحقيقية. الهدف هو تعطيل الخدمة وإحداث فوضى. ويستخدم المهاجمون في هذا التكتيك شبكة من الأجهزة للتحكم بأجهزة كمبيوتر أو أجهزة متصلة بالإنترنت (كالهواتف أو كاميرات مراقبة) عن طريق إصابتها ببرمجيات خبيثة. تُعرف هذه الأجهزة بـ«البوتات» أو «شبكة البوتات» Botnet. حيث يقومون بإرسال عدد هائل من الطلبات المزيفة إلى الموقع أو الخادم المستهدف (مثل طلب فتح صفحة ويب أو إرسال بيانات). وهذا يؤدي إلى إرهاق الخادم (أيْ الكمبيوتر الذي يدير الموقع) فيصبح عاجزاً على التعامل مع كل هذه الطلبات، فيتباطأ أو يتوقف تماماً، مما يمنع المستخدمين الحقيقيين من الوصول إلى الموقع أو الخدمة. يمكن أن يستخدم هذا التكتيك أيضاً كإلهاء بينما ينفذ المهاجمون هجمات أخرى، مثل سرقة بيانات. إضافة إلى تكتيك DDoS، هناك تكتيكات أخرى عديدة، ومنها: تسريب البيانات، نشر البرمجيات الخبيثة، وحملات لتحقيق تأثير نفسي. على سبيل المثال، استهدفت «هندالا» قناة TBN «الإسرائيلية» وقالت إنها أداة دعاية مرتبطة بالشاباك، وسربت 542 غيغابايت من البيانات. الإجراءات السيبرانية الدفاعية والهجومية لإيران قدرات إيران، رغم تحسنها (خاصة مع التعاون المحتمل مع روسيا)، تقول تقارير أنها ما زالت أقل تقدماً، وتعتمد غالباً على هجمات تخريبية أقل دقة. تقييد الإنترنت: فرضت إيران قيوداً على الإنترنت لحماية فضائها السيبراني من التهديدات السيبرانية «الإسرائيلية». في 18 حزيران الجاري، أفادت خدمة مراقبة حركة الإنترنت «نيتبلوكس» NetBlocks بانخفاض كبير في الحركة في إيران، ووصفت الشرطة السيبرانية الإيرانية (FATA) هذا التباطؤ بأنّه «مؤقَّت وموجَّه ومُتحكَّم فيه» بغرض صدّ الهجمات. كما حثّت الحكومة الإيرانية المواطنين على حذف تطبيق واتساب، وقالت إنه يُستخدَم من قبل «إسرائيل» للتجسس. الدفاع السيبراني: أعلنت قيادة الأمن السيبراني الإيرانية عن صدّ هجمات «إسرائيلية» متعددة، وتم تفعيل مراكز تنظيف داخل الشبكة وتقنيات لعزل حركة المرور العدائية. الوسائل الهجومية: استهدفت مجموعات مدعومة من الدولة الإيرانية، مثل «سايبر-أفينجيرز» CyberAv3ngers المرتبطة بالحرس الثوري، البنية التحتية الحيوية للعدو. على الرغم من أن هجماتها أقل تطوراً من التي لدى «إسرائيل»، فقد استطاعت سابقاً استغلال ثغرات في أنظمة المياه والوقود في الولايات المتحدة و«إسرائيل» باستخدام برمجيات خبيثة مخصّصة مثل IOCONTROL. في 2025، ركزت المجموعة على العمليات النفسية. الهجمات السيبرانية «الإسرائيلية» تتميز الهجمات «الإسرائيلية» بتقدّمها الملحوظ، مع سوابق تاريخية مثل هجوم «ستوكسنت» على المنشآت النووية الإيرانية. وفي 2025، عطّل هجوم سيبراني مصاحب لضربات مفاعل نطنز أنظمة الرادار والاتصالات الإيرانية، مما جعل سلاح الجو «أعمى وأصم» خلال الهجوم الأولي. هجومياً، يعدّ العصفور المفترس (Predatory Sparrow) مجموعة قرصنة موالية للاحتلال، تلعب دوراً رئيسياً، ويُعتقد أنّ لها صلات بأجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية». في 17 حزيران الجاري، أعلنت مسؤوليتها عن هجوم مدمِّر على بنك «سيباه» الإيراني، ما أدى لإيقاف موقعه الإلكتروني، وأجهزة الصرّاف الآلي، ومعالجة المدفوعات. في اليوم التالي (18 حزيران)، استهدفت بورصة العملات المشفرة الإيرانية «نوبيتكس»، مما أدى إلى تدمير أصول بقيمة تزيد عن 90 مليون دولار وتهديد بتسريب شيفرتها المَصدرية. أما دفاعياً، فطوَّرت المديرية «الإسرائيلية» للأمن السيبراني «القبة السيبرانية»، وهي نظام دفاعي مدعوم بالذكاء الاصطناعي لحماية حكومة وجيش الاحتلال وبنيته التحتية الحيوية من التهديدات السيبرانية. التأثير على البنية التحتية الحيوية والعلوم على الجانب «الإسرائيلي» تعرَّضَ معهد وايزمان للعلوم لأضرار مادية وسيبرانية، من ضربات صاروخية إيرانية واختراق بيانات من مجموعة «هندالا» الداعمة لفلسطين. وفي إيران، تسبب الهجوم على بنك سيباه ونوبيتكس في اضطرابات مالية كبيرة. كما تأثرت الجالية العلمية الإيرانية، حيث مع اغتيال العلماء يتجنب الباحثون العمل الحضوري خوفاً من الضربات الموجهة للجامعات. هذا وحذرت عدة منظمات أمن سيبراني أمريكية، من أن الهجمات الإيرانية قد تستهدف البنية التحتية الحيوية الأمريكية، خاصة إذا تورّطت الولايات المتحدة بالعدوان العسكري على إيران بشكل مباشر. وهناك سوابق، مثل هجوم مجموعة سايبر-أفينجيرز الإيرانية عام 2023 على أنظمة المياه الأمريكية. الحرب النفسية كلا الجانبين الإيراني و«الإسرائيلي» يستخدمان الفضاء السيبراني للدعاية والتحريض. نشرت مجموعات إيرانية أخباراً مزيَّفة، مثل رسائل كاذبة بدت وكأنها صادرة عن «قيادة الجبهة الداخلية» للاحتلال، بهدف إثارة الخوف في صفوف الاحتلال ومستوطنيه. وتلعب قنوات تلغرام موالية لإيران دوراً في هذه الهجمات. من جانبها، ردّت «إسرائيل» بعمليات موجَّهة لتعطيل الرواية الإيرانية، مثل هجمات «العصفور المفترس». كيف يتم التصدي للهجمات؟ هناك أنظمة حماية وأدوات تستخدمها الشركات، مثل «جدران الحماية» أو مراكز خدمات تنظيف حركة المرور (Scrubbing Centers) لتصفية الطلبات المزيفة، وخاصة ضد تكتيك «توزيع الحرمان من الخدمة» DDoS. كذلك يتم توزيع الحِمل بنشر الخدمات عبر خوادم متعددة لتقليل التأثير السلبي الناجم عن مهاجمة خادم واحد ترتبط به كل البيانات أو الخدمة المستهدفة. كذلك تلعب المراقبة المستمرة دوراً وقائياً في الكشف المبكر عن النشاطات المشبوهة.


Independent عربية
منذ 6 أيام
- Independent عربية
مجمع "غاف يام" في بئر السبع... عقل إسرائيل التكنولوجي
ضمن مربع واحد يقع مجمع "غاف يام" للتكنولوجيا الفائقة ومستشفى سوروكا وجامعة بن غوريون إلى الشمال من مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، وكان تعرض قبل أيام لقصف صاروخي إيراني. ويمثل المجمع الذي أسس قبل نحو 20 عاماً حاضنة للبحث والتطوير التقني وتقنيات الـ"سايبر" المدني منها والعسكري، إذ يقع في قلب "حي الابتكار الجديد" في بئر السبع ويلاصق مقر فرع "سي فور أي" الجديد التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي يتخصص في جميع مجالات المعالجة والاتصالات في الجيش الإسرائيلي. وبحسب موقع الجيش الإسرائيلي على الإنترنت فإن فرع القيادة والتحكم والاستخبارات (سي فور أي) يتولى تحديد نهج جيش الدفاع في مجال الاتصالات. ويعمل رئيس الفرع تحت إشراف رئيس الأركان، وتتمثل الهيئات الرئيسة للفرع في وحدة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقطاع إدارة الحرب الإلكترونية وفرع العمليات ووحدة الحرب الإلكترونية وفرع الاستعداد والتنظيم واللوجستيات وفرع اللوجستيات والموارد البشرية. وبهدف "تعزيز التنمية" جاء قرار إقامة مجمع "التكنولوجيا الفائقة" (هايتك) في مدينة بئر السبع التي تعد ثاني أكبر مدينة في إسرائيل مساحة، والثامنة في عدد السكان. ويعيش في مدينة بئر السبع أكثر من 220 ألف إسرائيلي، وتسعى تل أبيب إلى تشجيع اليهود على الإقامة فيها. وبصورة ملاصقة لمستشفى سوروكا وجامعة بن غوريون، بُنيَ المجمع على أمل إقامة شراكات بين المستشفى والجامعة ليجري الجمع بين البحوث الطبية والأكاديمية وبين الصناعات التي تتولاها الشركات التكنولوجية. ويربط قطار ذلك المجمع بالقدس وتل أبيب وحيفا بهدف تشجيع العمل في بئر السبع التي تبعد من تل أبيب 120 كيلومتراً. ويمنح موقع المجمع الملاصق لجامعة بن غوريون ومستشفى سوروكا مكاناً "لالتقاء نخبة الجيش الإسرائيلي التكنولوجية المتقاعدة مع خريجي الجامعة وصناعة التكنولوجيا الفائقة"، وفق المجمع. ويتيح ذلك بحسب المجمع "توحيد صناعة الـ'هايتك' من خلال الجمع بين الأوساط الأكاديمية والصناعة والوحدات العسكرية التكنولوجية في مكان واحد". وتوجد نحو 70 شركة إسرائيلية ودولية في المجمع التكنولوجي، ويعمل بها أكثر من 2500 مهندس معظمهم من سكان بئر السبع والمناطق المجاورة. ويدمج المجمع بين الصناعات التكنولوجية الفائقة المدنية والأمنية والعسكرية من خلال احتفاظ الجيش الإسرائيلي بوحدة للـ"سايبر" فيه. ومن أبرز تلك الشركات العالمية "مايكروسوفت" و"آي بي أم" اللتان تحتفظان بمكاتب لها ضمنه، وأسهم بناء شركة "إنتل" الأميركية أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة في مدينة كريات غات قرب النقب خلال تسعينيات القرن الـ20 في تشجيع الحكومة الإسرائيلية على إقامة المجمع التكنولوجي في بئر السبع. وبحسب المستشار التكنولوجي هانس شقور فإن الحكومة الإسرائيلية كانت تهدف من وراء ذلك إلى "تشجيع النمو في المساحة الأكبر لإسرائيل، وهي النقب التي تقطنها غالبية من ذوي الدخل تحت المتوسط، وهم من اليهود الشرقيين والفلسطينيين. وعام 1960 أنشأت فيها مستشفى سوروكا، وبعدها بـ10 سنوات أقامت جامعة بئر السبع (تحول اسمها إلى بن غوريون)، ثم أسست في العقد الأول من القرن الـ20 المجمع التكنولوجي قربهما. وأوضح شقور أن إقامة المجمع تهدف إلى "الدمج بين التعليم الجامعي والصناعة التكنولوجية وبين برامج تأهيل الكوادر البشرية، ومحاولة استقطاب كفاءات بشرية محلية للعمل فيه". وأضاف أن ربط المجمع بخط سكة الحديد مع المدن الإسرائيلية الأخرى "هدف إلى تشجيع العمل فيه للإسرائيليين من المناطق الأخرى، في محاولة لإقناعهم لاحقاً بالاستقرار في بئر السبع". لكن شقور أوضح أن بعض الشركات العالمية "لم تتمكن من المحافظة على وجود قوي داخل المجمع، بخاصة في ظل جائحة كورونا، فاحتفظت بمكاتب صغيرة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ونبه إلى أن الحكومة الإسرائيلية تمكنت من "إقامة نواة في المجمع لصناعة التكنولوجيا الفائقة، لكنها لم تنجح في تأسيس مشهد متكامل من تلك الصناعة حتى الآن". ويعود ذلك، وفق شقور، لأن "الأولوية تكون في دعم تلك الصناعة في تل أبيب ثم القدس ثم حيفا وأخيراً في بئر السبع". وتسبب ذلك في "نجاح محدود للمجمع لأن الشركات المحلية والعالمية تركز على العمل في حيفا مثلاً حيث تمتلك شركة 'آي بي أم' مركز أبحاث ضخماً قرب جامعة حيفا"، كما تابع شقور. ورفض اعتبار أن المجمع في بئر السبع "مخصص فقط للتكنولوجيا العسكرية والأمنية، فهناك شركات مدنية وبعضها فلسطينية مثل شركة 'سراج'". وأشار إلى أن إقامة المجمع التكنولوجي جاء بتضافر جهود من الحكومة وبدعم رجال أعمال ومؤسسات في أميركا، لافتاً إلى أن استفادة الفلسطينيين منه تأتي "على الهامش".