logo
#

أحدث الأخبار مع #فهد_اليوسف_الصباح

لن يسرقوا الكويت
لن يسرقوا الكويت

العربية

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • العربية

لن يسرقوا الكويت

هكذا يقول النائب الأول الشيخ فهد اليوسف الصباح، النائب الأول وزير الداخلية، في لقاء نشرته جريدة الراي الكويتية، يوم 4 يوليو 2025، وقدّم في ذلك اللقاء تفاصيل دقيقة عن الممرات المتعرجة، التي يوظفها المزوِّرون المتشوقون للحصول على الجنسية الكويتية، جرياً وراء اللمعان الحامل للامتيازات، التي تتوافر للمواطن، والتي تثير الأطماع، وتشجع على ممارسة الغش بحثاً عن الاستمتاع بالارتياح والأمن في حضن المجتمع، الذي يتولد من الجنسية الكويتية. في تلك المقابلة، يشير معالي النائب الأول إلى شبكة تزوير تمتعت بممارسة التزوير عبر ثلاثة أجيال، وظفت جنسيات مختلفة، وجمعت أباً وابنه في غرفة واحدة، لكنهما لم يتعرّفا على بعضهما، لأن الوضع جاء من تزوير وظف أسماء تتشوق لنيل الجنسية، ولا تتحرّج من الآليات، التي يخترعها المزوِّرون مهما كانت أثقالها. ومن تلك المقابلة نتعرّف على وقائع سينمائية، فالأب يلتقي ابنه المزوَّر الذي أحضره المزوِّرون، وضموه إلى عشيرة الأب. ثلاثة أشقاء من سوريا يحملون أسماء ثلاث عائلات مختلفة، ومزوِّر كاد يصل إلى مرشح لتولي منصب كبير، وتم الاكتشاف قبيل الترقية، وغير ذلك يشير الوزير إلى مزوِّر أُسقطت عنه الجنسية، ثم تعود إليه الجنسية بواسطة نائب نجح في إقناع الوزير بإعادتها. والحقيقة أن تلك المقابلة، التي عرضها النائب الأول، قدّمت للمواطنين رواية ليس فيها ما يبهج، وتأثيرها مزعج، لأن الشعور العام بأن الكثير من فنون التزوير ما زال فاعلاً ومثابراً، على أمل أن تجاوز إجراءات الحاضر بالمزيد من الإبداعات في مسار التزوير الملاحق لتطورات التكنولوجيا، والقادر على ترويض آخر الإبداعات لتخدم عالم التزوير، وتبهج المحترفين الموجودين في كل بيئة، وفي كل مسارات الحياة. وضع معالي النائب الأول الشعب الكويتي في وضع المتسائل والمتألم من تلك الحقائق، التي لم تشغل الرأي العام الكويتي، الذي كانت لديه ثقة عميقة بقدرة آليات الدولة على القضاء على الوضع المهدد للأمن الوطني، والمدمّر للوحدة الوطنية الصلبة، والمخرّب للطينة الأصيلة للشعب الكويتي. ومن المؤلم أن نتعرف على وقائع، يسعى فيها البعض من نواب المجلس إلى الضغط على أصحاب الاختصاص، لتحرير معاملات مؤذية وغريبة ومرفوضة من أبناء الكويت الذين يدركون أن جوهر الصلابة الوطنية هو تحصين الجدار الكويتي الداخلي من احتمالات التسرُّب، عبر تمكّن الدخلاء من عبور آليات التحصين، فالشعب الكويتي على علم بواقع الكويت، فأهم آليات الصلابة الكويتية الانسجام الشعبي مع التحولات الإقليمية والدولية، والانفتاح في العلاقات مع جميع الزوايا في الأسرة العالمية، ومن هذا التوجّه نؤمّن للكويت المساندة الإقليمية والدولية، تأكيداً لإنسانية سلوكها، وتعبيراً عن التقدير لإسهاماتها في مسار التنمية، إقليمياً وعالمياً، وتؤكد في هذا النهج بحثها الدائم عن أصدقاء، واعتزازها بشبكة الترابط مع الأسرة العالمية، فهي وطن محب للجميع، من جاورها، ومن تعرف عليها، ومن تعامل معها. تصريحات النائب الأول تنقل حقائق الكويت كهدف مرغوب الوصول إليه عبر الآليات المقبولة، وأن تعذّر ذلك، فلا بد من الاحتيالات مهما تصاعدت الكلفة، فالتزوير أحد المسارات، التي يتقنها المحترفون من المزوِّرين. ومن الواضح أن وزارة الداخلية وجهازها يعتمدان على التطورات في تكنولوجيا الاكتشاف، الذي أمّن للكويت إفشال مساعي المزوِّرين، الذين نجحوا في الوصول الى مواقع لا يدخلها غير الكويتيين، مثل القوات المسلحة، التي تسلل إليها بعض المزوِّرين السوريين، ونجح بعضهم في الهروب، فيعلق النائب الأول بالقول إنهم هربوا سنة النحشة. هناك كويتيون تعاونوا مع هؤلاء المتشوقين للجنسية الكويتية، وتقبلوا انتماءهم الكاذب نظير مبالغ تكشف حجم الخيانة والحماقة وانعدام الحس الوطني، ونالوا العقاب المستحق، وسيظلون طول حياتهم عنواناً للعار. ويتحدث معالي النائب الأول عن سنة النحشة، التي نجح فيها كثير من المزوِّرين في الهروب من الكويت. والواضح أن هناك أعداداً من المزوِّرين استمتعوا بخيرات الكويت بالخداع والتآمر لسنوات طويلة، وانكشفت أحوالهم مع تطورات التكنولوجيا، التي مكّنهم غيابها من العبث بالهوية، التي نحرص على نزاهتها وحصانتها. لا يغيب عن بالنا أن الكويت بلد يثير الأطماع، ويحرك الغيرة، وانه يتمتع بحصانة إستراتيجية طاردة، فالشهية نحو الكويت توظف كل الطرق، ومنها دروب المزوِّرين، الذين يختلفون عن تجمعات المزوِّرين المستقلين، الذين مارسوا هذا الطريق في الماضي، فسيواجه النائب الأول مزوِّرين مدربين ومحصنين بخبرة تكنولوجية، ربما تعطّل ما لدى الوزير من تحصينات، وهذا واقع نشهده الآن، فهناك محطات جغرافية توجد في جميع القارات تغري المزوِّرين نحو أوروبا وأمريكا وأستراليا، وربما الخليج. كان اللقاء، الذي جاء في الراي، مفيداً لأهل الكويت، نقل لهم الواقع الذي يتعامل معه النائب الأول في تثبيت أمن الكويت وسلامتها، وما يواجهه من تنوّع في ابتكار الحيل وخداع من المغامرين الباحثين عن دوام الاطمئنان، ليس في بلدانهم، وإنما في وداعة الكويت، التي يستسهلون فيها توظيف المراوغة، مطمئنين إلى أن ضريبة الفشل تتجسد في إقامة في سجن موجود في بلد عنوانه الأمن والسلامة الإنسانية. لديّ تمنيات في شكل رجاء للنائب الأول، بمواصلة التحاور العلني مع المجتمع حول هذا الواقع المرتبط بحصانة الأمن والاستقرار في الكويت، والذي سيظل شاغلاً أهل الكويت طوال حياتهم، وأضيف إلى لائحة التمنيات الاستعانة بأهل الخبرة، من الذين عملوا في هذا الممر، وتشبعوا بمعرفة فك الغموض، الذي دائماً يرافق عمليات التزوير، وتذوقوا طعم الحيل والمراوغة خلال عملهم، وفوق ذلك تأكيد الضرورة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في دول مجلس التعاون، فالجميع سيبقى هدفاً شبه دائم لجيوش التزوير الموجودة في المنطقة، وفي خارجها من أراضي الدول المصدرة للعمالة، التي تتعاظم فيها كتائب المزوِّرين وأعوانهم، وستظل الكويت ألمع مواقع الإغراء، وأخف آليات العقاب، ونذكّر معالي النائب الأول بصرخة اليقين، التي أطلقها «لن يسرقوا الكويت»، على أمل أن يظل مهتدياً بهذه الصرخة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store