logo
#

أحدث الأخبار مع #لويو

ثقافة الساونا في هلسنكي: دفء الفنلنديين في قلب البرودة
ثقافة الساونا في هلسنكي: دفء الفنلنديين في قلب البرودة

سائح

timeمنذ 2 أيام

  • صحة
  • سائح

ثقافة الساونا في هلسنكي: دفء الفنلنديين في قلب البرودة

في أقصى شمال أوروبا، حيث تكسو الثلوج الطرق وتلامس النسائم الباردة الوجوه، ينبض قلب العاصمة الفنلندية هلسنكي بدفء فريد من نوعه، لا ينبعث من المدافئ ولا من ضوء الشمس، بل من غرف خشبية صامتة تُسمى "الساونا". هنا، لا تُعتبر الساونا مجرّد وسيلة للاسترخاء، بل هي جزء أصيل من روح الحياة الفنلندية، ومكان تتلاشى فيه الحواجز بين الناس، وتلتقي فيه العافية بالجذور الثقافية العميقة. الساونا ليست رفاهية موسمية في فنلندا، بل هي نمط حياة يمارسه السكان على مدار العام، صيفًا وشتاءً. ويقال إن عدد غرف الساونا في البلاد يتجاوز عدد السيارات، مما يعكس مدى ارتباط المجتمع بهذه العادة التي تتجاوز حدود النظافة الجسدية، لتصل إلى مستويات التأمل، والسكينة، وحتى التواصل الاجتماعي. زيارة هلسنكي تمنحك فرصة نادرة للدخول في هذه الطقوس، وتجربتها كما يعيشها الفنلنديون تمامًا. الساونا جزء من الهوية اليومية منذ قرون، استخدم الفنلنديون الساونا ليس فقط للاسترخاء، بل أيضًا للولادة، والشفاء، وحتى اللقاءات العائلية. في هلسنكي اليوم، تستمر هذه التقاليد وإن تغيرت الأشكال، حيث تجد الساونا في المنازل، والمكاتب، وحتى في بعض الفنادق الحديثة. وتُعد الساونا مكانًا حياديًا لا يعلو فيه صوت ولا يُحمل فيه هاتف، بل يستسلم فيه الجسد للحرارة والبخار، بينما يترك العقل كل مشاغله خارج الباب. أحد أشهر الأمثلة على ذلك هو "لويو" (Löyly)، وهو مركز ساونا عصري مطلّ على بحر البلطيق، صُمم من الخشب بطريقة معمارية مبهرة تدمج بين الحداثة والطبيعة. يمكنك هناك التبديل بين حرارة الساونا المنعشة وغطسة سريعة في البحر البارد، في تجربة تنشيطية تجسّد المعنى الحقيقي للتوازن بين الجسد والعقل. تجارب ساونا مفتوحة على الطبيعة من أجمل تجارب الساونا في هلسنكي تلك التي تكون على ضفاف البحيرات أو في قلب الغابات المحيطة بالمدينة، حيث يمكنك الجمع بين دفء الغرفة الخشبية وبرودة الهواء النقي. تقدم بعض المراكز جلسات ساونا تقليدية تليها سباحة في مياه جليدية أو جلسات استرخاء على الأرصفة الخشبية أمام البحر، وكلها لحظات تمنحك إحساسًا بالتحرر من التوتر والانغماس في الطبيعة. في فصل الشتاء، تكتسب هذه التجربة طابعًا سحريًا حين يتناثر البخار في الهواء البارد، وتغوص في مياه شبه متجمدة بعد جلسة التعرق. وفي الصيف، تكون الساونا بداية مثالية ليوم طويل من السباحة، أو نهاية مريحة ليوم مشمس بين الجزر القريبة من المدينة. قواعد وآداب الساونا الفنلندية للانخراط الكامل في ثقافة الساونا، من المفيد معرفة بعض القواعد غير المكتوبة التي يتبعها الفنلنديون. أولها أن الصمت مقبول ومحبّذ، فالمكان ليس للثرثرة بل للتأمل والاسترخاء. ثانيًا، لا يُرتدى عادةً ملابس داخل الساونا، وإن كان ذلك يعتمد على نوع الساونا (مختلطة أو منفصلة). ثالثًا، من الشائع رمي الماء على الحجارة الساخنة لزيادة كثافة البخار، وهي لحظة يُطلق عليها اسم "لويو"، وتعني موجة البخار الحار التي يشعر بها الجميع. هذه التفاصيل البسيطة تحمل في طياتها احترامًا للمكان والطقس والآخرين، وتعكس الطابع الهادئ والبسيط للحياة الفنلندية. فالساونا ليست مجرد تجربة جسدية، بل ثقافة متجذّرة في الإحساس بالتوازن، والانضباط، والهدوء الداخلي. زيارة هلسنكي دون خوض تجربة الساونا، تعني تفويت أحد أهم مفاتيح فهم الحياة الفنلندية. إنها ليست تجربة تُحكى فقط، بل تُعاش بكامل الحواس، من حرارة الخشب الدافئ إلى برودة الماء، ومن الصمت العميق إلى الخفة الذهنية التي تلي كل جلسة. في النهاية، الساونا في هلسنكي ليست ملاذًا من البرد فقط، بل دعوة للاتصال بالنفس، والناس، والطبيعة، بطريقة لا يشبهها شيء.

ثقافة الساونا في هلسنكي: دفء الفنلنديين في قلب البرودة
ثقافة الساونا في هلسنكي: دفء الفنلنديين في قلب البرودة

البلاد البحرينية

timeمنذ 5 أيام

  • صحة
  • البلاد البحرينية

ثقافة الساونا في هلسنكي: دفء الفنلنديين في قلب البرودة

في أقصى شمال أوروبا، حيث تكسو الثلوج الطرق وتلامس النسائم الباردة الوجوه، ينبض قلب العاصمة الفنلندية هلسنكي بدفء فريد من نوعه، لا ينبعث من المدافئ ولا من ضوء الشمس، بل من غرف خشبية صامتة تُسمى "الساونا". هنا، لا تُعتبر الساونا مجرّد وسيلة للاسترخاء، بل هي جزء أصيل من روح الحياة الفنلندية، ومكان تتلاشى فيه الحواجز بين الناس، وتلتقي فيه العافية بالجذور الثقافية العميقة. الساونا ليست رفاهية موسمية في فنلندا، بل هي نمط حياة يمارسه السكان على مدار العام، صيفًا وشتاءً. ويقال إن عدد غرف الساونا في البلاد يتجاوز عدد السيارات، مما يعكس مدى ارتباط المجتمع بهذه العادة التي تتجاوز حدود النظافة الجسدية، لتصل إلى مستويات التأمل، والسكينة، وحتى التواصل الاجتماعي. زيارة هلسنكي تمنحك فرصة نادرة للدخول في هذه الطقوس، وتجربتها كما يعيشها الفنلنديون تمامًا. الساونا جزء من الهوية اليومية منذ قرون، استخدم الفنلنديون الساونا ليس فقط للاسترخاء، بل أيضًا للولادة، والشفاء، وحتى اللقاءات العائلية. في هلسنكي اليوم، تستمر هذه التقاليد وإن تغيرت الأشكال، حيث تجد الساونا في المنازل، والمكاتب، وحتى في بعض الفنادق الحديثة. وتُعد الساونا مكانًا حياديًا لا يعلو فيه صوت ولا يُحمل فيه هاتف، بل يستسلم فيه الجسد للحرارة والبخار، بينما يترك العقل كل مشاغله خارج الباب. أحد أشهر الأمثلة على ذلك هو "لويو" (Löyly)، وهو مركز ساونا عصري مطلّ على بحر البلطيق، صُمم من الخشب بطريقة معمارية مبهرة تدمج بين الحداثة والطبيعة. يمكنك هناك التبديل بين حرارة الساونا المنعشة وغطسة سريعة في البحر البارد، في تجربة تنشيطية تجسّد المعنى الحقيقي للتوازن بين الجسد والعقل. تجارب ساونا مفتوحة على الطبيعة من أجمل تجارب الساونا في هلسنكي تلك التي تكون على ضفاف البحيرات أو في قلب الغابات المحيطة بالمدينة، حيث يمكنك الجمع بين دفء الغرفة الخشبية وبرودة الهواء النقي. تقدم بعض المراكز جلسات ساونا تقليدية تليها سباحة في مياه جليدية أو جلسات استرخاء على الأرصفة الخشبية أمام البحر، وكلها لحظات تمنحك إحساسًا بالتحرر من التوتر والانغماس في الطبيعة. في فصل الشتاء، تكتسب هذه التجربة طابعًا سحريًا حين يتناثر البخار في الهواء البارد، وتغوص في مياه شبه متجمدة بعد جلسة التعرق. وفي الصيف، تكون الساونا بداية مثالية ليوم طويل من السباحة، أو نهاية مريحة ليوم مشمس بين الجزر القريبة من المدينة. قواعد وآداب الساونا الفنلندية للانخراط الكامل في ثقافة الساونا، من المفيد معرفة بعض القواعد غير المكتوبة التي يتبعها الفنلنديون. أولها أن الصمت مقبول ومحبّذ، فالمكان ليس للثرثرة بل للتأمل والاسترخاء. ثانيًا، لا يُرتدى عادةً ملابس داخل الساونا، وإن كان ذلك يعتمد على نوع الساونا (مختلطة أو منفصلة). ثالثًا، من الشائع رمي الماء على الحجارة الساخنة لزيادة كثافة البخار، وهي لحظة يُطلق عليها اسم "لويو"، وتعني موجة البخار الحار التي يشعر بها الجميع. هذه التفاصيل البسيطة تحمل في طياتها احترامًا للمكان والطقس والآخرين، وتعكس الطابع الهادئ والبسيط للحياة الفنلندية. فالساونا ليست مجرد تجربة جسدية، بل ثقافة متجذّرة في الإحساس بالتوازن، والانضباط، والهدوء الداخلي. زيارة هلسنكي دون خوض تجربة الساونا، تعني تفويت أحد أهم مفاتيح فهم الحياة الفنلندية. إنها ليست تجربة تُحكى فقط، بل تُعاش بكامل الحواس، من حرارة الخشب الدافئ إلى برودة الماء، ومن الصمت العميق إلى الخفة الذهنية التي تلي كل جلسة. في النهاية، الساونا في هلسنكي ليست ملاذًا من البرد فقط، بل دعوة للاتصال بالنفس، والناس، والطبيعة، بطريقة لا يشبهها شيء. تم نشر هذا المقال على موقع

ما هي أول دولة زرعت الشاي؟
ما هي أول دولة زرعت الشاي؟

سائح

time٢٣-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • سائح

ما هي أول دولة زرعت الشاي؟

في كل صباح، يحتسي ملايين الناس حول العالم كوبًا من الشاي، في طقس يومي يعكس الراحة والدفء أو التأمل والتركيز. ومع هذا الانتشار الكبير، يتساءل الكثيرون: ما هي أول دولة زرعت الشاي؟ ما أصل هذا المشروب الذي أصبح رفيقًا للبشر في العمل والمنزل والمناسبات؟ يعود أصل زراعة الشاي إلى الصين، حيث كانت الأرض الخصبة والمرتفعات الضبابية في الجنوب الصيني مهدًا لنبات الكاميليا الصينية، وهو النبات الأساسي لصنع جميع أنواع الشاي. ولم تكن زراعة الشاي في بداياتها مجرد نشاط زراعي، بل ارتبطت بالفلسفة والروحانيات والطب، وأصبحت لاحقًا جزءًا من القوة الاقتصادية والثقافية التي شكّلت العلاقات بين الشرق والغرب. الصين: الموطن الأول للشاي والتقاليد العريقة تُعد الصين بلا منازع أول دولة في العالم زرعت الشاي، وقد ظهرت أولى الإشارات إلى استخدامه قبل أكثر من 5 آلاف عام. ويُروى في الأسطورة الصينية أن الإمبراطور "شن نونغ" كان يغلي الماء ذات يوم حين سقطت أوراق من شجرة في القدر، لتنبعث منها رائحة عطرة وتنتج مشروبًا أعجب الإمبراطور، فكان ذلك بداية الاكتشاف. ومع مرور القرون، تحوّلت زراعة الشاي من استخدام طبي في الطب التقليدي إلى عادة اجتماعية وروحية، خاصة خلال عهد أسرتي تانغ وسونغ. وقد كتب العالم الصيني لو يو في القرن الثامن الميلادي أول كتاب متخصص بعنوان "كلاسيكيات الشاي"، مما عزز من مكانة هذا المشروب كرمز للحكمة والبساطة والجمال الطبيعي في الثقافة الصينية. وتنوعت المناطق المنتجة للشاي، لا سيما في يوننان وفوجيان وسيتشوان، حيث ظلت هذه الأقاليم مراكز لإنتاج الشاي حتى اليوم. انتقال الشاي من الصين إلى العالم: من سلعة ثمينة إلى مشروب شعبي لم يكن الشاي حكرًا على الصين لفترة طويلة. مع توسع طرق التجارة مثل طريق الحرير، بدأ الشاي ينتقل إلى مناطق أخرى مثل التبت ومنغوليا وكوريا واليابان. وفي القرنين السادس عشر والسابع عشر، حمله التجار البرتغاليون والهولنديون إلى أوروبا، حيث أصبح رمزًا للترف في البداية، ثم تحوّل إلى مشروب شعبي. كما نقل البريطانيون زراعة الشاي إلى الهند وسريلانكا في العهد الاستعماري، مستفيدين من المعرفة التي جمعوها في الصين. ولكن على الرغم من انتشار زراعته عالميًا، بقيت الصين حافظة للريادة، ليس فقط في الكمية ولكن في النوعية وثراء التقاليد المرتبطة به، إذ لا تزال طرق إعداد الشاي مثل "قونغ فو تشا" تحتفظ بأصالتها في القرى والمدن الصينية حتى يومنا هذا. التأثير الثقافي والديني لاكتشاف الشاي في الصين منذ أن اكتُشف الشاي في الصين، لم يُستخدم فقط كمشروب للتسلية، بل ارتبط بفلسفة "الزن" وطقوس التأمل والصفاء الذهني. وقد تبنّى الرهبان البوذيون شرب الشاي لأنه يساعدهم على البقاء يقظين أثناء التأمل، ولأن تحضيره يتطلب تركيزًا وهدوءًا يعزز الانسجام مع الذات والطبيعة. هذه القيم تم نقلها لاحقًا إلى اليابان عبر راهب بوذي في القرن التاسع، لتبدأ في الظهور هناك "طقوس الشاي اليابانية" المستوحاة من النماذج الصينية. وحتى اليوم، تحتفظ الصين بعلاقتها الروحية بالشاي، فهو ليس مجرد صناعة أو تجارة، بل وسيلة لفهم الحياة وتقدير اللحظة. فكل رشفة شاي في الثقافة الصينية تعني توقفًا عن الضجيج الخارجي والتفاتًا إلى الداخل، وهذا ما جعل الشاي جزءًا من الهوية الثقافية التي تفتخر بها الصين عالميًا. من قمم جبال يوننان الملبدة بالضباب إلى موائد العائلات حول العالم، يبقى الشاي رمزًا عالميًا، لكن جذوره الأولى تعود إلى الصين. فهي أول دولة زرعت الشاي وطوّرت تقاليده وأعطته بعدًا ثقافيًا وفلسفيًا فريدًا. وقد انتقل هذا المشروب عبر الحضارات والقارات، لكنه لم يفقد صلته العميقة بأصله الصيني، الذي لا يزال ينبض بالحياة في مزارع الشاي وفي طقوس التقديم الهادئة. وفي كل مرة نمسك فيها بكوب شاي دافئ، فإننا نشارك لحظة إنسانية ممتدة عبر التاريخ، بدأت في الشرق واستمرت لتصبح عادة يومية تربطنا جميعًا ببعضنا البعض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store