١٢-٠٧-٢٠٢٥
برلين تعيّن أول مسؤول خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا
عيّنت برلين أول مسؤول خاص لمكافحة التمييز ضد المسلمين ردا على تزايد حوادث الكراهية والعنف ضد المسلمين، وفي هذه الأثناء، تعرضت سيدة مسلمة تبلغ من العمر 31 عاما، مساء الإثنين الفائت، لتهديد بالقتل في مدينة بريمن بسبب ارتدائها الحجاب، في حادثة مروّعة تجسد تصاعد مظاهر الإسلاموفوبيا في ألمانيا.
وفي خطوة جديدة لمكافحة العنصرية، عيّنت ولاية برلين لأول مرة مسؤولا خاصا لمكافحة العنصرية ضد المسلمين، الباحثة يوسيل ميهيروغلو، ردا على تزايد حوادث العنف ضدهم، بداية من الأول من جويلية الجاري. وتبلغ يوسيل ميهيروغلو 41 عاما، وتحمل دكتوراه من مركز أبحاث معاداة السامية في جامعة برلين التقنية، وعملت مؤخرا كباحثة مشاركة في مركز الإبلاغ عن معاداة السامية، وكانت تتابع تسجيل الحوادث العنصرية وتقديم المشورة والدعم للضحايا.
وفي هذه الأثناء، أوردت وسائل الإعلام الألمانية وقوع حادثة عنصرية في محطة 'هورنر مول' للترام في مدينة بريمن، حيث اقترب رجل مجهول من مرأة مسلمة كانت تحمل طفلتها الرضيعة، وصرخ في وجهها مهددا: 'اخلعي الحجاب فورا أو سأقتلك'. وعندما حاولت تصويره بهاتفها المحمول، صرخ مهددا: 'إذا لم تحذفي الصورة، سأقتل ابنتك!'. وبعدها، فرّ المعتدي على متن الترام رقم 4 المتجه إلى 'ليلينتال'. وباشرت شرطة مدينة بريمن تحقيقاتها، داعية من يملك معلومات حول الحادث إلى التقدم بها. وهذه الجريمة ليست الأولى من نوعها في المدينة، حيث سُجلت في الشهور الماضية اعتداءات متكررة، من بينها استهداف فتاة محجبة في ماي الماضي، وتهديد عائلة مسلمة بسلاح أبيض في العام الماضي.
وتزامنت هذه الظاهرة مع ذكرى مقتل مروة الشربيني في الأول من جويلية، حيث تحيي ألمانيا يوم مناهضة العنصرية ضد المسلمين، في ذكرى مقتل الصيدلانية المصرية 'مروة الشربيني' التي قُتلت عام 2009 على يد اليميني المتطرف 'أليكس دبليو' داخل قاعة محكمة في دريسدن، قبل 16 عاما، وكان الهجوم بدافع كراهية دينية وعنصرية، وأثار صدمة كبيرة في المجتمعين الألماني والعالمي، كما توفي جنين مروة الشربيني الذي كانت تحمل به أثناء الجريمة.
وفي ذات السياق، أظهر تقرير تحالف 'كليم' الألماني (رسمي) لعام 2024 تصاعدا مقلقا في الهجمات المعادية للمسلمين في ألمانيا، حيث تم تسجيل 3080 حادثة عنصرية خلال العام مقارنة بـ1926 حادثة في عام 2023، ما يعكس ارتفاعا بنسبة 60% بمتوسط يتجاوز 8 اعتداءات يوميًا. ورصد التقرير حالتي قتل و198 اعتداء جسديا، بينها محاولات قتل، في ظل مناخ متوتر يتغذى بخطابات سياسية وإعلامية متزايدة العداء تجاه المسلمين، ما يساهم في تصعيد التمييز والكراهية في المجتمع.
يشار إلى أن هذه الاعتداءات تؤكد أن الكراهية ضد المسلمين لم تعد حكرا على الخطاب، بل باتت تتجسد في عنف مباشر وخطير، ما يستدعي تحركا عاجلا من السلطات والمجتمع المدني لمواجهة هذه الظاهرة وحماية التعددية والعيش المشترك في ألمانيا.
عبد الحكيم قماز