
برلين تعيّن أول مسؤول خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا
وفي خطوة جديدة لمكافحة العنصرية، عيّنت ولاية برلين لأول مرة مسؤولا خاصا لمكافحة العنصرية ضد المسلمين، الباحثة يوسيل ميهيروغلو، ردا على تزايد حوادث العنف ضدهم، بداية من الأول من جويلية الجاري. وتبلغ يوسيل ميهيروغلو 41 عاما، وتحمل دكتوراه من مركز أبحاث معاداة السامية في جامعة برلين التقنية، وعملت مؤخرا كباحثة مشاركة في مركز الإبلاغ عن معاداة السامية، وكانت تتابع تسجيل الحوادث العنصرية وتقديم المشورة والدعم للضحايا.
وفي هذه الأثناء، أوردت وسائل الإعلام الألمانية وقوع حادثة عنصرية في محطة 'هورنر مول' للترام في مدينة بريمن، حيث اقترب رجل مجهول من مرأة مسلمة كانت تحمل طفلتها الرضيعة، وصرخ في وجهها مهددا: 'اخلعي الحجاب فورا أو سأقتلك'. وعندما حاولت تصويره بهاتفها المحمول، صرخ مهددا: 'إذا لم تحذفي الصورة، سأقتل ابنتك!'. وبعدها، فرّ المعتدي على متن الترام رقم 4 المتجه إلى 'ليلينتال'. وباشرت شرطة مدينة بريمن تحقيقاتها، داعية من يملك معلومات حول الحادث إلى التقدم بها. وهذه الجريمة ليست الأولى من نوعها في المدينة، حيث سُجلت في الشهور الماضية اعتداءات متكررة، من بينها استهداف فتاة محجبة في ماي الماضي، وتهديد عائلة مسلمة بسلاح أبيض في العام الماضي.
وتزامنت هذه الظاهرة مع ذكرى مقتل مروة الشربيني في الأول من جويلية، حيث تحيي ألمانيا يوم مناهضة العنصرية ضد المسلمين، في ذكرى مقتل الصيدلانية المصرية 'مروة الشربيني' التي قُتلت عام 2009 على يد اليميني المتطرف 'أليكس دبليو' داخل قاعة محكمة في دريسدن، قبل 16 عاما، وكان الهجوم بدافع كراهية دينية وعنصرية، وأثار صدمة كبيرة في المجتمعين الألماني والعالمي، كما توفي جنين مروة الشربيني الذي كانت تحمل به أثناء الجريمة.
وفي ذات السياق، أظهر تقرير تحالف 'كليم' الألماني (رسمي) لعام 2024 تصاعدا مقلقا في الهجمات المعادية للمسلمين في ألمانيا، حيث تم تسجيل 3080 حادثة عنصرية خلال العام مقارنة بـ1926 حادثة في عام 2023، ما يعكس ارتفاعا بنسبة 60% بمتوسط يتجاوز 8 اعتداءات يوميًا. ورصد التقرير حالتي قتل و198 اعتداء جسديا، بينها محاولات قتل، في ظل مناخ متوتر يتغذى بخطابات سياسية وإعلامية متزايدة العداء تجاه المسلمين، ما يساهم في تصعيد التمييز والكراهية في المجتمع.
يشار إلى أن هذه الاعتداءات تؤكد أن الكراهية ضد المسلمين لم تعد حكرا على الخطاب، بل باتت تتجسد في عنف مباشر وخطير، ما يستدعي تحركا عاجلا من السلطات والمجتمع المدني لمواجهة هذه الظاهرة وحماية التعددية والعيش المشترك في ألمانيا.
عبد الحكيم قماز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الخبر
منذ 3 أيام
- الخبر
برلين تعيّن أول مسؤول خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا
عيّنت برلين أول مسؤول خاص لمكافحة التمييز ضد المسلمين ردا على تزايد حوادث الكراهية والعنف ضد المسلمين، وفي هذه الأثناء، تعرضت سيدة مسلمة تبلغ من العمر 31 عاما، مساء الإثنين الفائت، لتهديد بالقتل في مدينة بريمن بسبب ارتدائها الحجاب، في حادثة مروّعة تجسد تصاعد مظاهر الإسلاموفوبيا في ألمانيا. وفي خطوة جديدة لمكافحة العنصرية، عيّنت ولاية برلين لأول مرة مسؤولا خاصا لمكافحة العنصرية ضد المسلمين، الباحثة يوسيل ميهيروغلو، ردا على تزايد حوادث العنف ضدهم، بداية من الأول من جويلية الجاري. وتبلغ يوسيل ميهيروغلو 41 عاما، وتحمل دكتوراه من مركز أبحاث معاداة السامية في جامعة برلين التقنية، وعملت مؤخرا كباحثة مشاركة في مركز الإبلاغ عن معاداة السامية، وكانت تتابع تسجيل الحوادث العنصرية وتقديم المشورة والدعم للضحايا. وفي هذه الأثناء، أوردت وسائل الإعلام الألمانية وقوع حادثة عنصرية في محطة 'هورنر مول' للترام في مدينة بريمن، حيث اقترب رجل مجهول من مرأة مسلمة كانت تحمل طفلتها الرضيعة، وصرخ في وجهها مهددا: 'اخلعي الحجاب فورا أو سأقتلك'. وعندما حاولت تصويره بهاتفها المحمول، صرخ مهددا: 'إذا لم تحذفي الصورة، سأقتل ابنتك!'. وبعدها، فرّ المعتدي على متن الترام رقم 4 المتجه إلى 'ليلينتال'. وباشرت شرطة مدينة بريمن تحقيقاتها، داعية من يملك معلومات حول الحادث إلى التقدم بها. وهذه الجريمة ليست الأولى من نوعها في المدينة، حيث سُجلت في الشهور الماضية اعتداءات متكررة، من بينها استهداف فتاة محجبة في ماي الماضي، وتهديد عائلة مسلمة بسلاح أبيض في العام الماضي. وتزامنت هذه الظاهرة مع ذكرى مقتل مروة الشربيني في الأول من جويلية، حيث تحيي ألمانيا يوم مناهضة العنصرية ضد المسلمين، في ذكرى مقتل الصيدلانية المصرية 'مروة الشربيني' التي قُتلت عام 2009 على يد اليميني المتطرف 'أليكس دبليو' داخل قاعة محكمة في دريسدن، قبل 16 عاما، وكان الهجوم بدافع كراهية دينية وعنصرية، وأثار صدمة كبيرة في المجتمعين الألماني والعالمي، كما توفي جنين مروة الشربيني الذي كانت تحمل به أثناء الجريمة. وفي ذات السياق، أظهر تقرير تحالف 'كليم' الألماني (رسمي) لعام 2024 تصاعدا مقلقا في الهجمات المعادية للمسلمين في ألمانيا، حيث تم تسجيل 3080 حادثة عنصرية خلال العام مقارنة بـ1926 حادثة في عام 2023، ما يعكس ارتفاعا بنسبة 60% بمتوسط يتجاوز 8 اعتداءات يوميًا. ورصد التقرير حالتي قتل و198 اعتداء جسديا، بينها محاولات قتل، في ظل مناخ متوتر يتغذى بخطابات سياسية وإعلامية متزايدة العداء تجاه المسلمين، ما يساهم في تصعيد التمييز والكراهية في المجتمع. يشار إلى أن هذه الاعتداءات تؤكد أن الكراهية ضد المسلمين لم تعد حكرا على الخطاب، بل باتت تتجسد في عنف مباشر وخطير، ما يستدعي تحركا عاجلا من السلطات والمجتمع المدني لمواجهة هذه الظاهرة وحماية التعددية والعيش المشترك في ألمانيا. عبد الحكيم قماز


الخبر
١٥-٠٦-٢٠٢٥
- الخبر
الإسلاموفوبيا دفعت آلاف المسلمين لمغادرة فرنسا
سلّط تقرير لمجلة 'جاكوبين' الأمريكية الضوء على تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا، وما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة تطال الجالية المسلمة في البلاد. واستند التقرير إلى نتائج وردت في كتاب بعنوان 'فرنسا تحبها ولكنك تغادرها'، من تأليف 3 كُتاب هم: أوليفييه إستيف، أليس بيكار، وجوليان تالبان، والذي يسلّط الضوء على أجواء العداء المتزايدة ضد المسلمين، والتي دفعت آلاف المسلمين الفرنسيين إلى الهجرة. ويقدر المؤلفون أن نحو 200 ألف مسلم فرنسي معظمهم من ذوي المؤهلات التعليمية العالية، قد غادروا البلاد إلى دول متعددة الثقافات مثل بريطانيا وكندا. وترجع موجة الهجرة هذه إلى مزيج من التمييز المستشري، وجرائم الكراهية والإسلاموفوبيا، والانحياز المنهجي في الحياة العامة. وسجّل المؤلف الجماعي أن الربع الأول من عام 2025 وحده شهد 79 جريمة كراهية ضد المسلمين، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 70%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وفقا لوزارة الداخلية الفرنسية. وتشمل هذه الجرائم حادثة مروّعة في أفريل الماضي، قُتل فيها المهاجر المالي أبو بكر سيسيه طعنا داخل مسجد في جنوب فرنسا. كما ظهرت في ماي ملصقات منتشرة في مدينة أورليان تحمل عبارة 'منطقة محظورة على المسلمين'، وتُظهر صورا لنساء يرتدين الحجاب وأشخاص يؤدون الصلاة، وقد وضعت عليها علامة حظر، ما يعكس حجم العداء المتصاعد. وأفاد بأنه جرى ربط هذه الأفعال بشخص ينتمي لتيار نازي جديد مسجون حاليا، في مؤشر على البيئة المتزايدة الخطورة للمسلمين في فرنسا. وأشارت المجلة إلى أن خبراء يقولون إن قرار الهجرة بالنسبة لكثير من المسلمين الفرنسيين 'لا يرتبط بحوادث معزولة، بل هو نتيجة تراكم يومي للتمييز والعدوانية الصامتة'. وشارك العديد من المسلمين الذين أُجريت معهم مقابلات في الكتاب تجارب صادمة، من بينها 'المضايقات والتنمر والتمييز المؤسسي'. وحسب تقرير للمجلة، فإن استبيانا شمل المهاجرين أظهر أن ما يقارب ثلاثة أرباعهم غادروا فرنسا هربا من العنصرية والتمييز، فيما عبّر 64% منهم عن رغبتهم في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية. كما أشار كثيرون إلى أن وسائل الإعلام الفرنسية والخطاب السياسي السائد يساهمان في تأجيج الوضع، عبر برامج ومقاطع تثير الجدل حول ممارسات إسلامية مثل ارتداء الحجاب. واتهم التقرير قادة سياسيين فرنسيين بلعب دور في تفاقم الإسلاموفوبيا، وقد أقدمت حكومة إيمانويل ماكرون على حل منظمات مناهضة للإسلاموفوبيا، وسنت سياسات تستهدف المسلمين بذريعة محاربة 'الانعزالية المجتمعية'.


الخبر
١١-٠٦-٢٠٢٥
- الخبر
ميغيل أنخيل موراتينوس: 'نطوّر خطة لمكافحة الإسلاموفوبيا'
قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بمكافحة الإسلاموفوبيا، ميغيل أنخيل موراتينوس، إن من أبرز أولوياته في منصبه الجديد 'وضع خطة للأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا' بهدف 'كبح جماح تصاعد الكراهية ضد الإسلام والمسلمين'، مؤكدا أن الخطة ترتكز على 'التعليم لتبديد سوء الفهم حول الإسلام'، ومشيرا إلى أن 'الإسلام لم يُفهم حق الفهم في العالم الغربي'. وأكد موراتينوس، في حوار مع 'أخبار الأمم المتحدة'، أن 'الأمم المتحدة هي أفضل منصة لمواجهة التمييز ضد المسلمين'، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي أدرك الحاجة المُلحة لـ«استئصال هذا الشعور بعدم التسامح وعدم القبول' تجاه الجالية المسلمة التي قال إنها تُعدّ من أكبر التجمعات السكانية على الكوكب. وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مارس 2024 قرارا بعنوان 'تدابير مكافحة كراهية الإسلام'، وإلى 'تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة الإسلاموفوبيا'، خلال اجتماع بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام أو 'الإسلاموفوبيا'. وبناء على قرار الجمعية العامة، عيَّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في ماي الماضي، ميغيل أنخيل موراتينوس، في هذا المنصب. وقال موراتينوس الذي يجمع بين هذا الدور ومنصب الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، إن تعيينه الأخير يُعدّ 'لحظة بالغة الأهمية' في التزام الأمم المتحدة بمكافحة الإسلاموفوبيا، مؤكدا 'يتعيّن علينا وضع برامج مخصصة لتوضيح ماهية الإسلام وجوهر القرآن الكريم'، وأضاف: 'كثيرون يتحدثون عن الإسلام والقرآن، ويزعمون الخبرة فيهما، دون أن يكونوا قد قرأوا القرآن مطلقا، ومن ثم يجهلون محتواه'. وأفاد الدبلوماسي الإسباني أن قرار تعيينه مبعوثا خاصا للأمم المتحدة معنيا بمكافحة كراهية الإسلام، جاء في لحظة أعلن فيها المجتمع الدولي بأكمله تضامنه من أجل مكافحة الإسلاموفوبيا، وهذا يعني، يضيف، مكافحة التمييز، ومكافحة العداء، ومكافحة العنف ضد المسلمين الذين يرغبون في العيش بسلام وكرامة، وهم بحاجة إلى الاحترام، مؤكدا أن 'الجميع أدرك أنه يجب فعل شيء من أجل استئصال هذا الشعور بعدم التسامح وعدم القبول'، ومشددا على أن المسلمين 'لديهم إيمان ودين ورسالة، ولذا يجب احترامهم كبشر'. وكشف موراتينوس عن أبرز المشاريع والشراكات التي يعمل عليها حاليا، مشيرا إلى أنها 'مشاريع عاجلة تتطلب التنفيذ الفوري'، مؤكدا في ذات السياق أن 'الإسلام لم يُفهَم حق الفهم في العالم الغربي، وبشكل خاص في أوروبا، بينما في الولايات المتحدة الوضع أفضل قليلا، إلا أنه لا يزال ضئيلا'، مشددا على 'وضع برامج مخصصة لتوضيح ماهية الإسلام وجوهر القرآن الكريم'، مشيرا إلى أن 'الكثيرون يتحدثون عن الإسلام والقرآن، ويزعمون الخبرة فيهما، دون أن يكونوا قد قرأوا القرآن مطلقا، ومن ثم يجهلون محتواه'. ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بمكافحة الإسلاموفوبيا إلى 'شرح (الإسلام) والتعليم وإزالة سوء الفهم، مما سيُمهد الطريق لعلاقة أفضل'، مشددا على ضرورة الوقوف 'حازمين وقويين للغاية في إدانة أي عمل عدائي، أو انتهاك، أو هجوم ضد المسلمين أو ممتلكاتهم الإسلامية، أو مواقعهم المقدسة، أو كتبهم المقدسة، وما إلى ذلك'، إلى جانب 'تعزيز الاحترام'، من خلال 'تقديم عناصر معيّنة ضمن الأنظمة القانونية للعالم الغربي' بغية 'إجراء إصلاحات محددة في أنظمتها القانونية'، في إشارة لما حدث العام الماضي في السويد والدانمارك في حادثتي الإساءة للإسلام والمسلمين وحرق المصحف الشريف. وأوضح موراتينوس أن 'المشاريع التعليمية والأطر القانونية هما البعدان اللذان سأركز عليهما بشكل أكبر'، مؤكدا تعاونه مع منظمة التعاون الإسلامي، ومع الدول العربية والإسلامية ممّن يمتلكون بالفعل خبرة واسعة في مكافحة الإسلاموفوبيا.