
حكايتي مع المطران جورج خضر في ذكرى ميلاده
في بدايات السبعينيات، جاء بلدتنا مطران شدنا نحن الشباب، وخصوصا المثقف منه، شدنا بتصرف غير معهود. أراد أن يجتمع بكل أبناء البلدة وفي أي بيت نختاره. ذهبنا لنرى ما عند "الإمبرطور" القادم، ذهاب أهل العراق لملاقاة الحجاج بن يوسف حاملين الحصى بأيديهم . لكن "حجاجنا" القادم رفع العمامة عن وجهه ورمانا، وبخاصة نحن الشباب، بوداعة وجهه وطيبة قلبه ونور عينيه وصلابة إيمانه وبساطته وبراعة تواصله وفقر حاله المادي. قال لنا انهضوا لنسير الدرب معا لملاقاة مسيحنا الحبيب الذي أتى لجميع من في الأرض.
ونهضنا نبني كنيستنا المستقيمة الرأي: كانت الكنائس فارغة فصلّى لخمسة أشخاص وعشرة أشخاص ولم يأبه، بل ازداد تصميما وعنادا وامتلأت الكنائس. كانت جوقة المرتلين تقتصر على شخص أو شخصين، فأضحت الجوقة في بلدتنا الصغيرة خمسة وثلاثين شخصا، لا بل تحولت الكنيسة كلها إلى جوقة مرتلة. قال لنا لا إيمان من دون علم ومعرفة ولا مسيحية من دون مشاركة. شخصيته الفذة وعمق علومه وتصميمه وعناده ومحبته الجارفة للمسيح وتمثله به وفقر حاله المادي وحسن تدبيره بسطت لنا الحياة وأشعلت في الرعية نور الإيمان الطموح والثقة بالنفس. أذكر مرة كرَمنا أشخاصا في أحد الأديار التابعة لأبرشيته. كان التكريم في حضوره، وكان قد صدر له كتاب. سألته "ألا تعتقدون يا سيدي ييكون جميلا إن أهديناهم نسخا من كتابكم؟" تحمس وقال إنها فكرة جيدة . ثم رأيته مرتبكا وقال لي: "أنا ما معي مصاري، كيف ندفع ثمن الكتب؟"
بالله عليكم، هذا الإنسان الطاهر كيف لا أتبعه إلى آخر الدنيا؟ تبعته وأعطيته زهرة شبابي. وأذكر مرة أخرى، وكنت لا أزال طالبا في الجامعة الأميركية، أخذني بمعيته إلى أحد المنتديات الثقافية، والمناسبة كانت مناقشة مواضيع إيمانية بمشاركة مراجع طائفية معروفة. أجلسني بقربه. وابتدأ الخطباء والمناقشات صاخبة ومطراني مغمض العينين، حتى إنني اعتقدت أنه قد غفا، فصرت أحرك الكرسي الذي أجلس عليه وأحدث ضجيجا ليستفيق، وكم كنت ساذجا. وقف سيدي في الوقت المناسب حسب ساعته هو، وأفاض المعرفة والعقيدة على الجميع. كلهم أصغوا ليتعلموا منه. من كلماته التي قالها لي ولا أنساها: "بع كل شيء واشترِ نفسك، واحمل صليبك واتبعني". وحملتُ صليبي وما تبعته. والله لا أحد يعرفك كما عرفتك يا سيدي.
منذ مدة بعيدة زرته وتكلمنا من جملة ما تكلمنا في أمور رعوية. ما جمع الرعية والراعي الأيمان والأوجاع وحكمة الراعي المتميزة وزهده في الدنيا. ترف الحياة وحب التسلط والاحتكار كلها تنفر الرعية متى غذت قلوب القيمين على الكنيسة وعقولهم. رأيتُ فيه القلق على الكنيسة الأرثوذكسية الحديثة التي عمّرها الآباء والأبناء بالإيمان المبني على المشاركة. القلق من أن ينقطع التواصل بين الناس والقيمين عليهم في الكنيسة والمضللات كثيرة.
يا جبلاً ، يا عملاقاً متواضعاً، يا سقفاً تظلل به الكثيرون، يا بحراً نهلنا منه كلُنا، الكرسي الذي تجلس عليه عالٍ وعالٍ جداً، كل ما أطلبه من الله أن يطيل بعمرك، فأنت في كتاب حياتي صفحة ناصعة جميلةً جداً أريدها أن تبقى مفتوحةً.
أخبرني إن كنت أعطيته لأحد غيرك، أو احتفظت به لك، وضعته في ثلاجتك، مخافة أن يرمى على قارعة الطريق وتتناتشه الثعالب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
الأشهر الحرم.. أفضل 5 أعمال فيها فرصة للتقرب إلى الله
تعد الأشهر الحرم – وهي ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب – من أعظم أوقات السنة التي عظّمها الإسلام، كما جاء في حديث النبي ﷺ الذي رواه أبو بكرة في الصحيحين، أن الزمان قد استدار على هيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وأن من بين شهور السنة اثني عشر شهرًا، أربعة منها حُرُم: ثلاث متتابعات، وهي ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب الذي يقع بين جمادى وشعبان. وقد ورد ذكر هذه الأشهر في القرآن الكريم، ونهى الله فيها عن الابتداء بالقتال، وجاء الإسلام ليؤكد على حرمتها وتعظيم شأنها، كما كان معهودًا عند العرب قبل الإسلام، بل زاد الإسلام في تكريمها وتثبيت حرمتها، وفيها موسم الحج الذي يعد من أعظم الشعائر. وقد اختلف العلماء في أي هذه الأشهر أفضل، فرجح كثيرون أن شهر الله المحرم هو الأرجى في الفضل بعد رمضان، لما ورد عن الحسن وغيره من السلف، حيث قالوا إن الله افتتح السنة بشهر حرام وختمها بشهر حرام، وليس هناك من شهر بعد رمضان أعظم عند الله من المحرم، وكان يُلقب بـ"شهر الله الأصم" لعظيم حرمته. وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه، الذي رواه النسائي، قال: سألت رسول الله ﷺ عن خير الليل وأفضل الأشهر، فقال: "خير الليل جوفه، وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم". كما أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". وقد بيّن ابن رجب أن إضافة المحرم إلى الله تعالى في النصوص دليل على شرفه وعلو منزلته، لأن الله لا يضيف إليه إلا ما عَظُمَ قدره. ويمتاز هذا الشهر أيضًا بوقوع حدث عظيم فيه، وهو نجاة نبي الله موسى عليه السلام وقومه، وهلاك فرعون وجنوده، وقد صامه النبي ﷺ وأمر بصيامه، كما في حديث ابن عباس، حيث قال اليهود: "هذا يوم نجّى الله فيه موسى وأغرق فرعون"، فقال ﷺ: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه. وفي رواية أحمد عن أبي هريرة أُضيف أن فيه أيضًا استقرت سفينة نوح على جبل الجودي، فصامه نوح شكرًا لله. أفضل 5 أعمال في الأشهر الحرم


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
كيفية تحديد أول الليل ونهايته ودليل ذلك؟ دار الإفتاء تجيب
قالت دار الإفتاء المصرية، عن كيفية تحديد أول الليل ونهايته إنه قد اتفق الفقهاء على أنَّ أول الليل يبدأ مع غروب الشمس، والراجح مِن أقوال الفقهاء في تحديد آخره: أنه ينتهي بطلوع الفجر الصادق المعترض في الأفق. كيفية تحديد أول الليل واستشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ [هود: 114]، فالمقصود بقوله تعالى: ﴿طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾ أي: صلاة المغرب وصلاة الفجر. وورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (رجلٌ يُكرِمُه اللهُ تعالى بقيام الليل والصلاة فيه، فكيف يَعرف وقتَ نصف الليل، والثلث الأول والأخير، وكذلك الأَسْدَاس الرابع والخامس والسادس منه؟ تقدير نصف الليل وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن تقدير نصف الليل لقيامه يكون بقسمة ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر على اثنين وإضافة الناتج إلى وقت الغروب. وأوضحت دار الإفتاء أن تقدير ثلث الليل يكون بالقسمة على ثلاثةٍ وإضافة الناتج إلى وقت الغروب لمعرفة حدِّ الثلث الأول، أو إضافة ضِعف الناتج لمعرفة بداية الثلث الأخير. وأما تقدير سُدُسِهِ فيكون بالقسمة على ستةٍ وإضافة ثلاثة أضعاف الناتج إلى وقت الغروب لمعرفة بداية السُّدُس الرابع، أو إضافة أربعة أضعاف الناتج لمعرفة بداية السُّدُس الخامس، أو إضافة خمسة أضعاف الناتج لمعرفة بداية السُّدُس السادس، وهكذا. فضل صلاة قيام الليل وصلاة الليل مِن أجَلِّ العباداتِ وأعظَمِهَا، وأفضلِ القرباتِ وأحسَنِها، وهي دأبُ الصالحين، وسبيل الفالحين، امتدَحَها وامتَدَح أهلَها ربُّ العالمين؛ فقال في مُحكم آياته وهو أصْدقُ القائلين: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 16-17]. واتفق الفقهاء على أنَّ أول الليل يبدأ مع غروب الشمس، واختلفوا في تحديد آخره: هل ينتهي بطلوع الفجر، أو بطلوع الشمس؟ والراجح مِن أقوال الفقهاء: أنه ينتهي بطلوع الفجر الصادق المعترض في الأفق؛ لقول الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ [هود: 114]، فالمقصود بقوله تعالى: ﴿طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾ أي: صلاة المغرب وصلاة الفجر؛ كما نقل الإمام الطبري في "جامع البيان" (12/ 603، ط. هجر) بسنده عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ثم رجَّح ذلك بقوله (12/ 605): [وأَوْلَى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصواب قولُ مَن قال: هي صلاة المغرب، كما ذكرنا عن ابن عباس رضي الله عنهما.


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
النار عدو لكم.. أمينة الإفتاء تحذر من ترك وسائل التدفئة مشتعلة أثناء النوم
حذرت وسام الخولي، أمينة الفتوى في دار الإفتاء المصرية، من ترك النار مشتعلة أثناء النوم، مؤكدة أن ذلك قد يؤدي إلى حرائق خطيرة قد تلحق الضرر بالناس وأرواحهم. وقالت أمينة الفتوى في دار الإفتاء المصرية "في ناس كتير بتولع نار تدفي بيها بالليل من البرد وتسيبها وتنام من غير ما تتأكد إنها طفتها، فتسبب حرائق لا قدر الله أو أضرار لنا أو لغيرنا". وأوضحت أمينة الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حريص على حياتنا، وبيّن في حديث شريف أن "هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فاطفئوها عنكم". وأضافت أمينة الفتوى في دار الإفتاء: "يبقى ما ينفعش تسيب البوتاجاز أو الدفاية أو أي آلة ممكن تسبب ضررا وتنام أو تروح مكان وتسيبها شغالة". وشددت أمينة الفتوى في دار الإفتاء على أهمية اتخاذ الحيطة والحذر، وعدم ترك وسائل التدفئة أو أي أدوات نار مشتعلة دون مراقبة حفاظًا على الأرواح والممتلكات. لماذا أمرنا الرسول بإطفاء الأنوار ليلا ؟ أمَرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإطفاءِ المصابيحِ ليلا مع ذِكرِ اللهِ عند إطفائِها، لثلاثة أسباب هي: 1- لأنَّ المصابيحَ كانت تُضاءُ بالنَّارِ، وكانت الفأرةُ تَنزِعُ الفتيلَ وتجُرُّه فتَتسبَّبُ في إضرامِ النِّيرانِ. 2- أن ذِكر اسمِ اللهِ تعالى عند إطفاء الأنوار ، المقصود منه أن يصاحب ذكر الله تعالى كُلّ فِعلٍ؛ فذكر الله هو الحصن الحصين من الشياطين، فالشَّيطان إنَّما يَتسلَّطُ على المُفرِّطِ لا على المُتحرِّزِ. 3- صيانة عن الشَّيطانِ والوَباءِ والحَشَراتِ والهوامِّ، ففي الحديث أخْذُ الحَيطةِ والحذَرُ مِن كلِّ ما يضُرُّ. حديث عن إطفاء الأنوار في الليل حديث عن إطفاء الأنوار في الليل والحث على غلق الأبواب والنوافذ وقت المغرب وخاصة عند النوم، فعند أحمد (14747) : « خَمِّرُوا الْآنِيَةَ وَأَوْكِئُوا الْأَسْقِيَةَ وَأَجِيفُوا الْبَابَ وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ الْبَيْتَ ، وَأَكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْمَسَاءِ فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً »، وعنده أيضا (14597) ورد حديث عن إطفاء الأنوار في الليل وغلق الابواب وقت المغرب أو الحث على غلق الأبواب والنوافذ في الليل وخاصة عند النوم: « أَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بِاللَّيْلِ وَأَطْفِئُوا السُّرُجَ وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهِ بِعُودٍ».