
هل تتنازل الولايات المتحدة عن قيادتها للكوكب الأحمر لصالح خطة الصين لإعادة عينات من المريخ؟
في الوقت الذي تعاني فيه خطة ناسا لإعادة عينات من المريخ من صعوبات سياسية ومالية متزايدة، تبدو الصين ماضية بخطى واثقة نحو تحقيق هذا الهدف الطموح عبر مهمتها تيانوين-3 المقرر إطلاقها في 2028، والتي تهدف لإعادة حوالي نصف كيلوجرام من الصخور والتربة المريخية إلى الأرض بحلول عام 2031، في المقابل، تعاني خطة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية من تعثر كبير في التمويل والجدول الزمني، حيث يتوقع أن تصل أولى العينات إلى الأرض بعد عام 2040 بتكلفة قد تتجاوز 11 مليار دولار.
الفرق في الرؤية والتنفيذ
ووفقًا لـ سبيس، الصين تعرض خطتها كعمل طموح ومفتوح للتعاون الدولي، وتركّز على استكشاف الحياة الماضية والحالية في مناطق قديمة رطبة على المريخ. الخطة تشمل استخدام مركبة إنزال مجهزة بمثقاب عميق وذراع آلية، وربما مروحية بدون طيار لجمع عينات من مناطق متباعدة، أما الولايات المتحدة، فرغم أن مركبة بيرسيفيرانس التابعة لها تجمع حاليًا عينات علمية من موقع شديد الأهمية (فوهة جيزيرو)، إلا أن إعادتها للأرض باتت محل شك بسبب الميزانية والموقف السياسي.
تغير في الأولويات الأمريكية
ميزانية إدارة الرئيس ترامب لعام 2026 تضمنت اقتراحًا بوقف برنامج إعادة عينات المريخ بسبب عدم الجدوى المالية، مع التركيز على إرسال بشر إلى القمر والمريخ مستقبلًا. هذا التحول أثار انتقادات واسعة من العلماء والمراقبين الذين يرون أن فقدان زمام المبادرة في هذا السباق العلمي قد يعني فقدان القيادة العالمية في استكشاف الفضاء العميق.
ردود أفعال ومواقف
الجيولوجي الكوكبي ستيف راف حذر من أن الصين، رغم طموحها، لن تكون قادرة على استرجاع العينات التي تجمعها بيرسيفيرانس نظرًا للقيود الهندسية في مهمة تيانوين-3. وفي المقابل، يرى باحثون صينيون مثل زينغكيان هو أن مهمة بلادهم تسعى لتعاون دولي علمي واسع يشمل اختيار مواقع الهبوط وتطوير الأدوات وتحليل العينات.
أما السيناتور تيد كروز، فقدم مشروع قانون يُخصص ما يقارب 10 مليارات دولار لضمان تفوق أمريكا في السباق إلى المريخ، بما في ذلك 700 مليون دولار لمسبار اتصالات خاص بدعم المهام المأهولة وإعادة العينات.
الجانب البيولوجي والمخاوف من التلوث
الصين تخطط لبناء منشأة عالية الأمان لعزل وتحليل العينات فور وصولها إلى الأرض للتأكد من عدم احتوائها على أي تهديد بيولوجي. وتشير جامعة هونج كونج إلى أن البحث عن مواقع محتملة للحياة على المريخ لا يزال مستمرًا، ما يجعل هذه المهمة محورية في مستقبل علم الأحياء الفلكي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 2 ساعات
- مصراوي
4 كويكبات يراقبها العلماء.. هل من الممكن أن تصطدم بالأرض؟
لا نفكر في الكويكبات إلا عندما نشاهد فيلم خيال علمي، أو عندما تشير الأخبار إلى احتمال اصطدام أحدها بالأرض. لكن عالمياً، تراقبها العديد من المنظمات والمراصد، ولأسباب عديدة. الكويكبات هي أجسام صخرية متبقية من تشكل نظامنا الشمسي، منذ حوالي 4.6 مليار سنة. ويوجد أكثر من مليون كويكب معروف، ومعظمها يقع في حزام الكويكبات الرئيسي، الذي يدور حول الشمس بين المريخ والمشتري. لكن بعضها يقترب من الأرض، وقد يساعدنا في فهم أصل الحياة، كما توضح مونيكا غرادي، الأستاذة الفخرية في علوم الكواكب والفضاء في الجامعة المفتوحة في بريطانيا. وتقول: "بعض هذه الكويكبات يحتوي على الكثير من المُركّبات العضوية، التي قد تكون اللبنات الأساسية للحياة... إحدى الفرضيات هي أن الحياة بدأت على الأرض فقط لأن الكويكبات جلبت إليها مكونات الحياة". وفي حين أن معظم الكويكبات غير ضارة وتمر دون ضجة كبيرة، إلا أن بعضها جدير بالملاحظة. تشير أغاتا روزيك، الباحثة في كلية الفيزياء والفلك بجامعة إدنبرة في بريطانيا، إلى أن "هناك نوبات من الاهتمام بالأجسام التي تقترب من الأرض. وتُراقب عن كثب، حتى تُعرف مداراتها جيداً بما يكفي لاستبعاد احتمال الاصطدام، وأحياناً للتنبؤ به. أما على بُعد أكبر من الأرض، فنبحث عن أجسام ذات تركيب غير عادي". وعندما يتعلق الأمر بالحجم، فإن الكويكبات الكبيرة لا تشكل مصدر قلق كبير. وتوضح روزيك قائلةً: "نعرف بالضبط مكانها ووجهتها. لدينا فهم جيد جداً للقوانين التي تحكم حركتها، وندرس الحالات غير العادية لفهمها بشكل أفضل". وتضيف: "الكويكبات الصغيرة غير المكتشفة هي التي يُحتمل أن تُثير القلق بشكل أكبر، حتى تُعرف مداراتها". ومع ذلك، إليكم ثلاثة من الكويكبات الرئيسية التي تُرصد حالياً، وفقاً للعلماء - بالإضافة إلى كويكب إضافي بالغ الأهمية لدرجة أن ناسا أطلقت مهمة لدراسته. 1- أبوفيس Apophis سُمي أبوفيس نسبة إلى إله الفوضى والدمار عند المصريين القدماء، وقد اكتُشف عام 2004. بدا أن احتمال اصطدامه بالأرض ضئيل، لكن ناسا أعلنت لاحقاً أنها "واثقة من عدم وجود خطر لاصطدامه بالأرض لمدة 100 عام على الأقل". تقول روزيك: "نعلم حالياً أنه سيمر بسلام بالقرب من الأرض، في 13 من أبريل/نيسان 2029". وتضيف: "كان موضع حملات رصد أرضية مكثفة منذ اكتشافه، وسيقترب جداً من الأرض، بمسافة تقارب المسافة التي تفصلنا عن الأقمار الصناعية الثابتة جغرافياً، ونعتقد أن اقترابه من الأرض قد يُمدد الكويكب ويغير شكله". ووفقاً لوكالة ناسا، ستُولّد جاذبية الأرض أيضاً قوة جذب ستُغير مدار أبوفيس حول الشمس، وقد تُسبب بعض الانهيارات الصغيرة على الكويكب. يبلغ متوسط قطره 340 متراً - أي ما يعادل طول ثلاثة ملاعب كرة قدم تقريباً - وسيمر على بُعد حوالي 32 ألف كيلومتر من سطح الأرض. وهو قريب بما يكفي لرؤيته بالعين المجردة. 2- الكويكب 2024 YR4 قدّرت ناسا حجمه بين 53 و67 متراً - أي ما يعادل تقريباً حجم مبنى من 15 طابقاً - اكتُشف 2024 YR4 في عام 2024، وتصدّر عناوين الصحف العالمية مؤخراً عندما بدا أن لديه فرصة ضئيلة للاصطدام بالأرض في عام 2032. حتى أن الباحثين قدّروا احتمال اصطدامه بالأرض بنسبة واحد من 32، لكن ناسا استبعدت ذلك لاحقاً. تقول مونيكا غرادي: "أحد التحديات التي تواجه مراقبة كويكب في مسار تصادم مع الأرض هو تحديد مدى احتمالية اصطدامه". وتضيف: "علينا مواصلة الرصد لتحسين مداره ومساره". لا يزال هناك احتمال بنسبة 3.8 في المئة لاصطدام 2024 YR4 بالقمر، لكن ناسا تُضيف أنه حتى في حال حدوث اصطدام، فلن يُغير ذلك مدار قمرنا الطبيعي. 3- ديديموس وديمورفوس ديديموس، الذي يعني التوأم باليونانية، هو كويكب، وديمورفوس قمر صغير يدور حوله. لا يُعتبر أيٌّ منهما تهديداً للأرض، لكنهما يمرّان بالقرب منها نسبياً. في عام 2022، كانا هدفاً لاختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوج (DART) الذي أجرته ناسا، والذي تضمن إرسال مسبار ليصطدم بديمورفوس، مُدمّراً نفسه في هذه العملية. كان الهدف هو اختبار إمكانية إبعاد الصخور الفضائية، التي قد تُهدد الأرض، بأمان. تم اختيار ديمورفوس وديديموس بعناية. لم يكن أيٌّ منهما على مسار يتقاطع مع الأرض قبل التجربة، ولن يزيد أي تغيير طفيف في علاقتهما المدارية من الخطر. تقول روزيك: "اصطدمت المهمة بالقمر ديمورفوس، مُغيرةً مداره حول ديديموس في أول اختبار عملي للدفاع الكوكبي". وتضيف: "تم قياس هذا التغيير بشكل أساسي باستخدام عمليات الرصد الأرضية. ونواصل رصد هذا التغيير قبل وصول مهمة Hera (هيرا) العام المقبل للتحقيق في آثار الاصطدام". 4- سايكي وصفته وكالة ناسا بأنه "أحد أكثر الأجسام إثارة للاهتمام في حزام الكويكبات الرئيسي"، وقد اكتُشف عام 1852. سُمي على اسم إلهة الروح اليونانية. سايكي بعيد جداً عنا، يدور حول الشمس بين كوكبي المشتري والمريخ، ويُعتقد أنه مكون من المعدن والصخور. يعتقد العلماء أن معظم المعدن يأتي من نواة كوكب صغير، وهو اللبنة الأساسية للكواكب، ودراسته قد تكشف كيفية تشكل نواة الأرض ونواة الكواكب الأخرى. في عام 2023، أطلقت ناسا مهمة لرسم خريطة له ودراسته. اكتشافات جديدة في وقت سابق من هذا الشهر، كشف مرصد "فيرا روبين" أن تلسكوبه الجديد رصد أكثر من ألفي كويكب جديد، وسبعة أجسام فضائية قريبة من الأرض في غضون 10 ساعات فقط. يُكتشف ما يقرب من 20 ألف كويكب سنوياً، من قِبل جميع المراصد الأخرى على الأرض وفي الفضاء مجتمعة. تقول البروفيسور غرادي: "إذا أردت رسم خريطة للسماء في الليل، فيجب أن يكون لديك مجال رؤية واسع جداً. وهذا ما يتميز به ذلك التلسكوب في مرصد (فيرا روبين)". ويقول المرصد إنه يتوقع اكتشاف ملايين الكويكبات الجديدة، خلال السنوات القليلة الأولى من عُمر المشروع، وهو ما يمنح العلماء المزيد من الكويكبات لمراقبتها ويكشف المزيد من الأدلة حول نظامنا الشمسي.


مصراوي
منذ 2 ساعات
- مصراوي
رئيس معهد وايزمان يكشف حجم الدمار: الضربات الإيرانية أصابت قلب المؤسسة
(وكالات) صرح رئيس "معهد وايزمان للعلوم"، ألون حاين، بأن الضربة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت المعهد في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب في 15 يونيو الجاري، تسببت في دمار "كبير جدًا" داخل المنشأة العلمية، مشيرًا إلى أن الصواريخ أصابت القسم العلمي من المعهد بشكل مباشر وبدقة عالية. وفي تصريحات للقناة "13" الإسرائيلية، قال حاين إن التقديرات الأولية تشير إلى أن حجم الخسائر يتراوح بين 300 و500 مليون دولار، مؤكدًا أن الهجوم استهدف القسم الأكثر حيوية في المعهد، وهو القسم العلمي، فيما لم يتعرض القسم السكني للضرر ذاته. وحول أسباب التعتيم الإعلامي وعدم نشر صور للأضرار، أشار حاين إلى أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تمنع نشر أي صور للموقع المستهدف، حتى لا تستفيد إيران من المعلومات لتكرار الهجمات على المنشآت الحساسة. وذكرت القناة "13" أن الهجوم على معهد وايزمان لم يكن الحالة الوحيدة التي أظهرت دقة الاستهداف الإيراني، إذ تشير التقييمات إلى وقوع أضرار في مواقع حساسة أخرى لم يُكشف عنها حتى الآن، ما يعكس قدرة طهران على تنفيذ ضربات دقيقة في عمق إسرائيل. ويعد معهد وايزمان أحد أبرز المؤسسات العلمية في إسرائيل، ويُعرف بلقب "العقل النووي"، نظرًا لدوره الريادي في الأبحاث المتقدمة، لا سيما في الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وعلوم الجينات. وقد بدأ التأسيس له في ثلاثينيات القرن الماضي على يد حاييم وايزمان، أول رئيس لإسرائيل، ويحظى بتمويل واسع من الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب دعم من منظمات صهيونية وجمعيات علمية حول العالم. ويضم المعهد اليوم أكثر من 30 مختبرًا علميًا ومكتبة ضخمة وقاعات للمؤتمرات، كما يشرف على برامج دراسات عليا في عدة مجالات حيوية، ويعمل فيه ما يقرب من 2500 باحث وموظف. كما يتميز بريادته في أبحاث السرطان، والهندسة الوراثية، وتطوير الأدوات الطبية الدقيقة.


24 القاهرة
منذ 11 ساعات
- 24 القاهرة
هل تتنازل الولايات المتحدة عن قيادتها للكوكب الأحمر لصالح خطة الصين لإعادة عينات من المريخ؟
في الوقت الذي تعاني فيه خطة ناسا لإعادة عينات من المريخ من صعوبات سياسية ومالية متزايدة، تبدو الصين ماضية بخطى واثقة نحو تحقيق هذا الهدف الطموح عبر مهمتها تيانوين-3 المقرر إطلاقها في 2028، والتي تهدف لإعادة حوالي نصف كيلوجرام من الصخور والتربة المريخية إلى الأرض بحلول عام 2031، في المقابل، تعاني خطة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية من تعثر كبير في التمويل والجدول الزمني، حيث يتوقع أن تصل أولى العينات إلى الأرض بعد عام 2040 بتكلفة قد تتجاوز 11 مليار دولار. الفرق في الرؤية والتنفيذ ووفقًا لـ سبيس، الصين تعرض خطتها كعمل طموح ومفتوح للتعاون الدولي، وتركّز على استكشاف الحياة الماضية والحالية في مناطق قديمة رطبة على المريخ. الخطة تشمل استخدام مركبة إنزال مجهزة بمثقاب عميق وذراع آلية، وربما مروحية بدون طيار لجمع عينات من مناطق متباعدة، أما الولايات المتحدة، فرغم أن مركبة بيرسيفيرانس التابعة لها تجمع حاليًا عينات علمية من موقع شديد الأهمية (فوهة جيزيرو)، إلا أن إعادتها للأرض باتت محل شك بسبب الميزانية والموقف السياسي. تغير في الأولويات الأمريكية ميزانية إدارة الرئيس ترامب لعام 2026 تضمنت اقتراحًا بوقف برنامج إعادة عينات المريخ بسبب عدم الجدوى المالية، مع التركيز على إرسال بشر إلى القمر والمريخ مستقبلًا. هذا التحول أثار انتقادات واسعة من العلماء والمراقبين الذين يرون أن فقدان زمام المبادرة في هذا السباق العلمي قد يعني فقدان القيادة العالمية في استكشاف الفضاء العميق. ردود أفعال ومواقف الجيولوجي الكوكبي ستيف راف حذر من أن الصين، رغم طموحها، لن تكون قادرة على استرجاع العينات التي تجمعها بيرسيفيرانس نظرًا للقيود الهندسية في مهمة تيانوين-3. وفي المقابل، يرى باحثون صينيون مثل زينغكيان هو أن مهمة بلادهم تسعى لتعاون دولي علمي واسع يشمل اختيار مواقع الهبوط وتطوير الأدوات وتحليل العينات. أما السيناتور تيد كروز، فقدم مشروع قانون يُخصص ما يقارب 10 مليارات دولار لضمان تفوق أمريكا في السباق إلى المريخ، بما في ذلك 700 مليون دولار لمسبار اتصالات خاص بدعم المهام المأهولة وإعادة العينات. الجانب البيولوجي والمخاوف من التلوث الصين تخطط لبناء منشأة عالية الأمان لعزل وتحليل العينات فور وصولها إلى الأرض للتأكد من عدم احتوائها على أي تهديد بيولوجي. وتشير جامعة هونج كونج إلى أن البحث عن مواقع محتملة للحياة على المريخ لا يزال مستمرًا، ما يجعل هذه المهمة محورية في مستقبل علم الأحياء الفلكي.