logo
حكمت الهجري: المرجع الديني الذي تحوّل إلى خصم للشرع

حكمت الهجري: المرجع الديني الذي تحوّل إلى خصم للشرع

الوسطمنذ 2 أيام
Getty Images
الشيخ حكمت الهجري
"بيان مذل فُرض علينا"، بهذه الكلمات وصف الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، بياناً سابقاً صدر باسمه صباح الثلاثاء كان قد عبّر فيه عن ترحيبه بـ"تدخل" الحكومة السورية في السويداء.
واتهم الهجري السلطات السورية بـ "نكث العهد والوعد" عبر "استمرار القصف العشوائي للمدنيين العزّل."
وجاءت تصريحاته بعد التصعيد في محافظة السويداء، إثر اشتباكات دامية بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، خلفت نحو 100 قتيل، حيث قال الهجري إن الدروز "يتعرضون لحرب إبادة شاملة".
من فنزويلا إلى مشيخة العقل
في هذا السياق، يبرز اسم الشيخ الهجري كأحد أبرز الأصوات المعارضة للحكومة في الجنوب السوري، فمن هو هذا الشيخ وكيف تطورت مواقفه خلال السنوات الأخيرة؟ وإلى أي مدى تعكس مواقفه الراهنة المزاج العام للطائفة الدرزية في السويداء؟
وُلد الشيخ حكمت الهجري في فنزويلا عام 1965، حيث كان والده يعمل هناك، ثم عاد إلى سوريا ليكمل تعليمه في السويداء، قبل أن يلتحق بكلية الحقوق في جامعة دمشق ويتخرج منها عام 1990.
نشأ الهجري في بيئة دينية محافظة وتدرّج في سلم المرجعيات الدينية حتى خلف شقيقه أحمد في رئاسة مشيخة العقل عام 2012 بعد وفاته في حادث سير غامض.
انقلاب على دمشق
تميّز الهجري في بداياته بموقفه المتحفظ تجاه نظام الأسد، لكن مع مرور الوقت، بدأ الهجري يبتعد تدريجياً عن تأييد النظام، خاصة بعد تعرضه لما قال إنه "إهانة لفظية" من قبل ضابط أمني عام 2021 خلال اتصال هاتفي، مما فجّر موجة احتجاجات في السويداء ورسم نقطة تحوّل في علاقته بالنظام السابق.
وفي مقابلة أجرتها بي بي سي مع الزعيم الدرزي في يناير/ كانون الثاني، عبّر الشيخ حكمت الهجري عن موقف "منفتح" تجاه المرحلة الجديدة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد. قال إنه قبِل بالتغيير بهدوء، وأبدى استعدادا للتعاون مع الحكومة الجديدة لتأمين انتقال سلمي، مشدداً على أن "الإيجابيات تفوق السلبيات رغم بعض التحفظات".
كما دعا إلى تشاركية حقيقية بين السوريين وصياغة دستور جديد، وتشكيل حكومة وجيش وطني يمثل الجميع، معلنًا استعداد الدروز للاندماج في الجيش السوري على أسس وطنية، وشدد على أهمية وحدة سورية جامعة ورفض منطق الأغلبية والأقلية.
لكن منذ ذلك الحين، تغيّر موقفه تجاه الحكومة الحالية بشكل كلي، وذلك بعد المواجهات الدامية التي بدأت في ريف دمشق وتحديداً في جرمانا وأشرفية صحنايا، والتي أوقعت عشرات القتلى من المدنيين ورجال الأمن المسلحين. حمّل الهجري الحكومة مسؤولية ما جرى، ودعا إلى توفير حماية دولية لأبناء الطائفة، في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً.
تصعيد غير مسبوق ومطالب بتدويل الأزمة
وفي مارس/ آذار الماضي، وصف الشيخ حكمت الهجري مشروع الدستور السوري الجديد بأنه "غير منطقي"، داعياً إلى إعادة صياغته على أسس ديمقراطية تضمن التشاركية الحقيقية. وفي بيان رسمي، انتقد إدارة المرحلة الحالية التي "تتم بطريقة أحادية الجانب من دون مشاركة حقيقية من مختلف مكونات الشعب".
وعن الأحداث الدامية في الساحل السوري، وصفها الهجري بأنها "مجازر بحق الأبرياء تُعيد إلى الأذهان فظائع تنظيم داعش". وأضاف: "عندما سُئل عن المسؤول، قيل إنها أعمال فردية، لكننا نؤكد أن فصائلكم تُمثّلكم، وأنتم تتحملون المسؤولية كاملة".
واستمرت لهجة الشيخ حكمت الهجري في التصعيد ضد الحكومة السورية، خاصة بعد الاشتباكات التي اندلعت في منطقتي جرمانا وصحنايا ذات الغالبية الدرزية، حيث صعّد من نبرته في بيان دعا فيه المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل، قائلاً: "لسنا بحاجة لأقوال بل لأفعال"، ومؤكداً أن أبناء الطائفة الدرزية "ليسوا دعاة انفصال، بل يطالبون بمشاركة حقيقية في بناء دولة فيدرالية ديمقراطية تصون كرامة السوريين وتضمن أمنهم".
وأضاف أن فقدان الثقة بالحكومة بات كاملاً، قائلاً إنها "تقتل شعبها عبر ميليشيات تكفيرية تابعة لها"، وشدد على أن ما يحدث هو "قتل ممنهج وموثق"، يستدعي "تدخلاً دولياً عاجلاً" لحماية المدنيين ووقف فوري للانتهاكات.
وفي مقابلة أجرتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في شهر أيار/مايو الماضي، عبّر الشيخ حكمت الهجري، عن موقف لافت تجاه إسرائيل، مخالفًا بذلك المواقف التقليدية التي تبنتها الحكومات السورية المتعاقبة. قال الهجري: "إسرائيل ليست العدو"، مشيرا إلى أن ما عاشه السوريون لعقود من شعارات معاداة إسرائيل لم يكن يخدم مصلحة الشعب. وأضاف: "عشنا تحت هذه الشعارات لعقود. في سوريا، يجب أن نهتم فقط بالقضية السورية."
الكاتب والباحث السوري جمال الشوفي، قال في حديث مع بي بي سي، إن دعوة الشيخ حكمت الهجري للتدخل الدولي جاءت "دون تمحيص سياسي كافٍ، وافتقرت إلى قراءة دقيقة لتعقيدات المشهد السوري"، واصفاً التصريحات بأنها "غير موفقة".
Getty Images
انقسام داخلي
وأوضح الكاتب الشوفي أن تدويل القضية السورية أمر بالغ الصعوبة، بغض النظر عن الجهة المطالبة به، مشيراً إلى أن "التجربة السورية منذ عام 2012 وحتى اليوم أظهرت بوضوح أن المجتمع الدولي ليس في وارد تدويل الأزمة، نظراً لتضارب المصالح الدولية حول سوريا، والاتفاق الضمني على الإبقاء على الوضع الراهن."
وأضاف الشوفي أن موقف الطائفة الدرزية من الحكومة الحالية ليس موحداً، بل يتّسم بالتباين، إذ تميل بعض الأصوات إلى ضرورة التهدئة ووقف الخطاب التحريضي ضد أبناء السويداء، في حين تتبنى أطراف أخرى مواقف أكثر حدة، لكن القاسم المشترك بينها هو القلق من الانفلات الأمني والرغبة في تجنيب المنطقة مزيداً من التصعيد.
تصريحات القيادي الدرزي الشيخ حكمت الهجري لا تعكس بالضرورة موقف باقي القيادات الدينية في الطائفة. فقد أكد الشيخان حمود الحناوي ويوسف الجربوع، في بيان صدر عنهما مؤخراً باسم "مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، ومرجعيات ووجهاء وعموم أبناء الطائفة"، على "ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الفتنة"، وذلك في أعقاب الاشتباكات المسلحة التي وقعت جنوب دمشق. وشددا في بيانهما على أن أبناء الطائفة يشكّلون "جزءاً لا يتجزأ من الوطن السوري الموحّد"، رافضين أي دعوات للتقسيم أو الانفصال.
وفي هذا السياق، يرى الباحث السوري إسماعيل أبو عساف أن التناقضات في المشهد الديني الدرزي "ليست ناتجة عن خلافات جوهرية داخلية بقدر ما هي نتيجة تراكمات غذّاها النظام السابق بهدف فرض السيطرة وإضعاف استقلالية القرار الديني".
ويشير إلى أن التناحرات بين القيادات "ليست جديدة، بل تظهر في بيئات معينة وتختفي في أخرى بحسب الظروف، وهي لا تعكس بالضرورة موقفًا وطنيا جامعا." ويحمّل أبو عساف المسؤولية الأساسية في ما يجري للمسؤولين، موضحاً أن "الدولة التي تخلّت عن دورها في بناء مؤسساتها وتركت الحاجات الوطنية تتقاذفها المصالح الضيقة، هي السبب في تأجيج المواقف".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟"
"لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟"

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

"لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟"

Reuters عناصر من قوات الأمن السورية في السويداء في عرض الصحف اليوم نتناول عدداً من الموضوعات: أولّها يتعلق بالقصف الإسرائيلي لسوريا، ودوافع هذا القصف؛ ثم ننتقل إلى تركيا، والمسار الديمقراطي فيها وما يتعيّن على الولايات المتحدة والغرب القيام به في هذا الصدد؛ قبل أن نختتم الجولة بالحديث عن أفغانستان وتهريب الآلاف من مواطنيها سِرّاً إلى بريطانيا، في محاولة للوقوف على أسباب تلك الخطوة وتبعاتها. ونستهل جولتنا من صحيفة "ذا كونفرسيشن" البريطانية، ومقال بعنوان "لماذا تقصف إسرائيل سوريا؟"، بقلم علي معموري، الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط. لفت الباحث إلى أن الدروز هم أقلية دينية يُقدَّر تعدادها بنحو مليون نسمة أو ما يزيد قليلاً على ذلك، تتمركز في مناطق جبلية ممتدة بين لبنان وسوريا وإسرائيل والأردن. لمتابعة أهم الأخبار وأحدث التطورات في سوريا، انضم إلى قناتنا على واتساب ( وأشار معموري إلى أن تعداد الدروز في سوريا يناهز 700 ألف نسمة (من إجمالي نحو 23 مليون سوري)، يعيش معظمهم في محافظة السويداء جنوبي البلاد - والتي تعتبر بمثابة معقل تقليدي لهم. ومنذ مظاهرات 2011 ضد نظام الأسد، حافظ الدروز على درجة من الاستقلالية والحُكم الذاتي، ونجحوا في الدفاع عن أرضهم ضد مختلف التهديدات، بما في ذلك تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية وغيره من الجماعات الجهادية. ومنذ الإطاحة بنظام الأسد في العام الماضي، ينادي الدروز - ومعهم أقليات أخرى كالأكراد في الشرق السوري، والعلويين في الغرب - بنظام فيدرالي، لا مركزيّ، بما يمنحهم مزيداً من الاستقلالية. لكن الحكومة الانتقالية في دمشق تدفع صوب حُكم مركزيّ وتسعى إلى إحكام قبضتها على الإقليم السوري بالكامل، حسب معموري، الذي يضيف: "هذا الاختلاف الجوهري أدى بدورِه إلى صدامات متواترة بين قوات دُرزية من جهة وقوات موالية للحكومة في دمشق من جهة أخرى". ورغم الهدنة المؤقتة، فإن التوترات لا تزال محتدَّة، وفي ظلّ استمرار السبب الأساسي للخلاف قائماً، يتوقّع كثير من المراقبين تجدُّد الصدام في المستقبل القريب. لكنْ "لماذا تتدخّل إسرائيل؟"، يرى صاحب المقال أن سقوط نظام الأسد فتح الطريق أمام إسرائيل لتوسيع نفوذها في الجنوب السوري، على أنّ هذا التدخل الإسرائيلي يظل مدفوعاً بسببَين رئيسيين، وفقاً للباحث: أحدهما، هو تأمين حدودها الشمالية، إذ تتخوف إسرائيل من فراغ السُلطة في الجنوب السوري، وترى في ذلك تهديداً محتملاً عليها، لا سيما مِن تَكوُّن ميليشيات مناهضة لها على حدودها الشمالية. وفي سبيل ذلك، ينفّذ سلاح الجو الإسرائيلي هجمات موسّعة تستهدف بِنية تحتية للجيش السوري. السبب الثاني الرئيسيّ وراء التدخل الإسرائيلي، بحسب الباحث، هو دعم قيام نظام فيدرالي في سوريا – وهو ما يسعى إليه الأكراد والدروز. ويقول الكاتب: "إن سوريا المُقسّمَة بالطوائف والعِرقيات، هي طريق لاحتفاظ إسرائيل بالهيمنة في المنطقة، من وجهة نظر عدد من صانعي السياسة في إسرائيل". ويضيف: "السبيل المنطقي لهذا الهدف هو حصول مختلف الأقليات في سوريا على الحُكم الذاتي في نظام فيدرالي". "تركيا اليوم تبدو خالية ممّن يمكنه كبْح جِماح أردوغان" Getty Images وننتقل إلى صحيفة "النيوزويك" الأمريكية، حيث نطالع مقالاً بعنوان "ما الذي بوسع واشنطن أن تفعله لإبطاء وتيرة التحوّل الاستبدادي في تركيا؟" - بقلم الباحثين سنان سيدي، وتايلور ستابلتون. واستهل الباحثان بالقول إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمزّق الديمقراطية في بلاده، ويزداد جرأة على ذلك الطريق يوماً بعد يوم، عبْر سَجن خصومه السياسيين، فضلاً عن البدء في مسعى يستهدف منْع نحو نصف عدد نُوّاب الحزب المعارض الرئيسي من الجلوس في البرلمان. واستغرب الباحثان دعْم كل من الولايات المتحدة وأوروبا لرجُل تركيا القوي، على نحو يهدّد بقيام نظام استبدادي شامل جديد على تخوم أوروبا. ولفت الباحثان إلى أنّ بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، تنظر إلى أنقرة باعتبارها شريكاً أمنياً أساسياً في مواجهة التهديد الروسي المتنامي، بينما تعتقد واشنطن أن بإمكانها التعويل على تركيا في استقرار سوريا وتحقيق السلام في أوكرانيا، بل وفي الوساطة بين إسرائيل وإيران. ورأى الباحثان أن مثل هذا الدعم "المتحمّس" من جانب حلفاء أردوغان الغربيين كفيلٌ بإطلاق يده لمزيد من توطيد أركان نظامه في تركيا. وبحسب الباحثَين، فإن الديمقراطية في تركيا تختلف عن غيرها من الديمقراطيات؛ "نعم، هناك انتخابات تُجرى، لكن أردوغان يتلاعب بأجوائها بحيث يؤمّن لنفسه الفوز بها". ورأى الباحثان أن أردوغان فرّغ المجتمع المدني التركي من محتواه، وقيّد حرية الصحافة والتعبير؛ فلم يعُد إلا القليل ممن يجرؤون على انتقاده، وهؤلاء غالباً ما ينتهي بهم الحال في غياهب السجون. ونوّه الباحثان إلى تراجُع شعبية أردوغان، رغم كل ما يتخذه من تدابير؛ "لكنّ عدم وجود شعبية لا يُعدّ سبباً كافياً لكي يخسر حاكم استبداديّ الانتخابات... وبعد 23 عاماً في السُلطة، ليس غريباً أن يُقدِم أردوغان وبجرأة على طُرق غير ديمقراطية". ولفت الباحثان إلى إنكار أردوغان فُرصة منافَسَته انتخابياً على حزب الشعب الجمهوري، مشيرَين إلى إقدامه في 19 مارس/آذار الماضي على اعتقال عُمدة اسطنبول أكرم إمام أوغلو بتُهم تتعلق بالفساد. وخلُص الباحثان إلى القول إن "تركيا اليوم تبدو خالية ممّن يمكنه كبْح جِماح أردوغان، وهو ما يجعل الضغوط من حلفاء تركيا الخارجيين ضرورية، ليس من أجل إنقاذ الديمقراطية في تركيا فحسب، ولكن للحفاظ كذلك على أمن الغرب". وإلى ذلك، رأى الباحثان أنّه يتعيّن على واشنطن الإبقاء على قرار حظْر مبيعات طائرات إف-35 إلى تركيا، "ففي إمدادها بهذه الطائرات تهديدٌ بتسليحِ حليفٍ في طريقه لكي يكون خصماً، فضلاً عن إمكانية الوقوف على أسرار ما تمتاز به هذه الطائرات من قدرات عسكرية ووصول تلك الأسرار إلى أصدقاء أردوغان في كل من روسيا والصين وإيران". كما يتعيّن على واشنطن كذلك، وفقاً للباحثَين، النظر في تقييد مبيعات أنظمة السلاح المصنّعة في تركيا - كالمسيّرات - إلى جهات معتمَدة من قِبل وزارة الدفاع الأمريكية. أما الاتحاد الأوروبي، فينبغي عليه - بحسب الباحثين - تعليق المفاوضات الجارية بشأن إصلاح اتفاقية الاتحاد الجمركي مع تركيا، وأن يشترط على الأخيرة تحسين أوضاع حقوق الإنسان وتعزيز الحوكمة الديمقراطية، قبل زيادة التبادل التجاري بين الجانبين. "ماذا لو حدث مثل هذا التسريب وقت الحرب؟!" BBC ونختتم جولتنا من "الديلي ميل" البريطانية، وافتتاحية بعنوان "تهريب الأفغان لا يمكن إلا أن يكون شراً". وعلّقتْ الصحيفة على عملية اختراق بيانات تعرّضتْ لها وزارة الدفاع البريطانية في 2022، واصفةً الحادث بالـ"فضيحة التي ما كان يجب أن تحدث أبداً". ونوّهت إلى أن عسكرياً بريطانيا سرّب بالخطأ قائمة بأسماء 33 ألف أفغاني، كانوا قد تقدّموا بطلبات للجوء في المملكة المتحدة بحثاً عن ملاذ آمن. هذا التسريب ترك هؤلاء الأفغان ومعهم عائلاتهم - أي حوالي 100 ألف إنسان - أهدافاً رئيسية لهجمات حركة طالبان. وبعد عام من التسريب، دشّنت حكومة المحافظين آنذاك مهمةً سِرّيةً لإجلاء هؤلاء الأفغان إلى مكان آمن. وحتى الآن، بحسب الصحيفة، تم تهريب حوالي 18,500 أفغاني - ممن أضرّ بهم التسريب - إلى المملكة المتحدة سراً. وإجمالاً، تَقرَّر إنقاذ 23,900 أفغاني، في مهمة ستتكلّف نحو سبعة مليارات جنيه استرليني من أموال دافعي الضرائب. ورأت الديلي ميل أن وزارة الدفاع ربما كانت مُحقّة في عمَل كلّ ما بوسعها لإنقاذ حياة أشخاص هي مَن تسبّبت في أنهم أصبحوا في خطر – بعد التسريب. "ومع ذلك، فإن هذا الخطأ المدمّر قد تسبّب في إدخال آلاف الأفغان، الذين ربما لم يكونوا يستحقون الحصول على اللجوء، إلى بريطانيا"، وفقاً للصحيفة. واعتبرت الديلي ميل أنه "من دواعي القلق العميق أن تبدو وزارة الدفاع البريطانية عاجزة عن تأمين بيانات. ماذا لو وقع مثل هذا الحادث في وقت الحرب؟! لو أنّ تفاصيل سِرّية بخصوص عمليات وتحرّكات قوات وقعتْ في أيدي العدو، سيكون لذلك ولا شك تبعات كارثية". على أن الوجه الأسوء في هذه الواقعة هو تمكُّن الوزراء البريطانيين من التكتيم على الأمر وحجْب الخبر عن الرأي العام. وكان تبرير الحكومة آنذاك، لهذا التعتيم، هو أن أيّ إعلان عن الأمر قد يساعد حركة طالبان في الانتقام. "لكن، لماذا لا يكون السبب الحقيقي هو أن الوزراء كانوا حريصين على إخفاء عدد الأفغان الذين ينبغي تهريبهم إلى بريطانيا في عملية سِرّية، فضلاً عن تكلفة هذه العملية"، وفقاً للديلي ميل. ولفتت الصحيفة إلى أن قرار التعتيم تمّ رفْعُه أمس بحُكم محكمة. ورأت الديلي ميل أن مثل هذا النوع من القدرة على فرْض "سِرّية رسمية"، والذي تحظى به الحكومات البريطانية، إنما هو انتهاك لمبدأ العدالة المفتوحة، وإفساد للديمقراطية، فضلاً عمّا يتركه من أثر مخيف على حرية التعبير. وخلُصت الصحيفة البريطانية إلى القول إن سياسة الهجرة هي من الأمور شديدة الأهمية بالنسبة للجماهير؛ ومن ثمّ يجب أن تُطرَح لنقاش مفتوح – لا أنْ يتم التكتيم عليها تجنُباً للحرج.

تصريحات ترامب حول سد النهضة تُشعل الجدل مجدداً
تصريحات ترامب حول سد النهضة تُشعل الجدل مجدداً

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

تصريحات ترامب حول سد النهضة تُشعل الجدل مجدداً

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد تصريحاته الأخيرة بشأن سد النهضة الإثيوبي، وذلك خلال لقائه مع الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، في البيت الأبيض، واصفًا إياه بأنه يعيق تدفّق مياه النيل إلى مصر، ومشيرًا إلى رغبته في "حل الأزمة بسرعة". قال ترامب أمام الصحفيين، وفي سياق حديثه عن عدد من المناطق الساخنة حول العالم التي يسعى إلى احتواء أزماتها، حسب تعبيره: "نحن وإثيوبيا أصدقاء لكنهم بنوا سدا منع وصول المياه إلى نهر النيل "، مشيرًا إلى أن النيل منبع حياة ومورد دخل مهم للغاية بقوله "إنه حياة مصر". وأضاف ترامب: "أعتقد أن الولايات المتحدة موّلت السد، لا أعلم لماذا لم تُحل المشكلة قبل البناء. لكن من الجيد أن يكون النيل مليئًا بالمياه". وبعد ساعات من هذه التصريحات، رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بما ورد على لسان ترامب، معربًا عن تقديره لما وصفه بـ "جدية الإدارة الأمريكية تحت قيادته في حل النزاعات"، ومؤكدًا أن "مصر تثق في قدرة ترامب على إنهاء هذا الملف". وقال السيسي في تدوينة عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي: "نُثمّن حرص الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد، وتأكيده على ما يمثله النيل لمصر كمصدر للحياة". وأضاف السيسي أن مصر تدعم رؤية ترامب في إرساء السلام والاستقرار في مناطق النزاع، سواء في أفريقيا أو أوكرانيا أو الأراضي الفلسطينية. تأتي تصريحات ترامب قبل أسابيع من الموعد المقرر لافتتاح السد رسميًا في سبتمبر أيلول المقبل، ما أعاد – بحسب متابعين – تسليط الضوء على أحد أكثر الملفات تعقيدًا في علاقات دول حوض النيل، في ظل فشل جميع جولات التفاوض الثلاثية السابقة في التوصل إلى اتفاق ملزم. السد ليس حياة أو موت في تعليقه على تصريحات ترامب، قال أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، عباس شراقي: "سد النهضة ليس المشكلة الكبرى أمام مصر الآن". وأضاف شراقي في مقابلة مع بي بي سي عربي: سد النهضة بالفعل كانت له أضرار في الأعوام السابقة أثناء الملء، ولكن الآن خفت الأمور كثيرًا بعد اكتمال عملية الملء. وتابع شراقي: "مصر استطاعت تجاوز الصعوبات التي واجهتها أثناء سنوات ملء السد من خلال مشروعات مائية كلفتها أموالًا ضخمة، لكنها منعت وصول الضرر للمواطن المصري خلال تلك السنوات الصعبة، أما الآن، فالسد قد امتلأ بالكامل، والمياه ستصل إلى مصر بحصتها الكاملة بدءًا من هذا العام". ورحب شراقي بتصريحات ترامب إذا كانت تمثل "إرادة قوية حقيقية نابعة من شعور بتأزم الموقف فعلًا وخطورة عدم وجود اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا"، معتبرًا أنها قد تساهم في تمهيد الطريق لتسريع التوصل إلى اتفاق قبل الافتتاح الرسمي للسد كما هو مقرر في سبتمبر/ أيلول المقبل. وأشار شراقي إلى أن "الوضع الآن، بعد اكتمال الملء والتشييد، أفضل بكثير من الفترات السابقة لإبرام اتفاق كهذا". وعن ترحيب السيسي بتصريحات ترامب، قال شراقي إن السيسي بذلك "يفتح الباب لتدخل أمريكا ويمنحها دورًا في الوصول إلى اتفاق بشأن سد النهضة". EPA نهر النيل في القاهرة من جانبه قال المحلل السياسي الإثيوبي عبد الشكور عبدالصمد في مقابلة مع بي بي سي نيوز عربي، إنه يعتقد أن تصريحات ترامب "لا يترتب عليها أي موقف." وأضاف عبد الصمد: "سد النهضة الآن في التعبئة السادسة ولم يحدث أي ضرر على مصر، وهذا باعتراف الأشقاء في مصر، والسد العالي (سد جنوبي مصر) يحتوي على قدر كبير من المياه أكثر من الحجم المتوقع." وأردف عبد الشكور أنه يعتقد كذلك أن ترامب يريد أن يحصل من مصر على تنازلات في ملفات مختلفة كما حدث في 2020 أو ما سُمي وقتها بصفقه القرن، واليوم يرى أن الأمر ربما سيكون متعلقًا بملف غزة. ويؤكد المحلل السياسي الإثيوبي أن بلاده "ليست معنية بهذا الخطاب وبهذا التصريح، وليس لديها ما تتنازل عنه، وأعتقد أن مذكرة اتفاقية المبادئ الموقعة عام 2015 ما بين إثيوبيا والسودان ومصر رسمت خريطة الطريق في مفاوضات سد النهضة." ويرى عبد الصمد أن ملف سد النهضة قد انتهى بامتلائه والاستعداد للاحتفال بافتتاحه، وأن العلاقة التي ستحكم فيما بعد بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، ستكون عبر اتفاقية "عنتيبي" التي ترتب العلاقة وتحكمها بين دول حوض النيل." وتعرف هذه الاتفاقية -التي لم توقع عليها مصر والسودان- بالإطار التعاوني لحوض نهر النيل، حيث أبرمت عام 2010، ودخلت حيز التنفيذ العام الماضي، وتفرض إطارًا قانونيًا لحل الخلافات والنزاعات بين دول حوض النيل، وإعادة تقسيم المياه، وتسمح لدول المنبع بإنشاء مشروعات مائية بدون التوافق مع دول المصب، وهو ما ترفضه مصر والسودان. ووقعت 6 دول على اتفاقية "عنتيبي" هي إثيوبيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وبوروندي وجنوب السودان، بينما لم توقع عليها كل من مصر والسودان والكونغو وإريتريا وكينيا. EPA الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دور ممتد لترامب انخراط ترامب في ملف سد النهضة ليس جديدًا، ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وخلال ولايته الأولى، أدلى بتصريحات قال فيها إن مصر قد تكون مضطرة إلى "نسف السد"، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء السودان حينها، عبد الله حمدوك. حينها، لم يرد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مباشرة، لكنه قال في بيان: "إن إثيوبيا لن ترضخ لأي عدوان من أي نوع. لم يركع الإثيوبيون يومًا أمام أعدائهم، بل احترموا أصدقاءهم. ولن نفعل ذلك اليوم ولا في المستقبل". وأضاف أن التهديدات بشأن هذه القضية تُعد "مضللة، وغير مجدية، وانتهاكًا واضحًا للقانون الدولي". وفي بيان منفصل آنذاك، قالت وزارة الخارجية الإثيوبية إن "التحريض على الحرب بين إثيوبيا ومصر من قبل رئيس أمريكي حالي لا يعكس الشراكة طويلة الأمد والتحالف الاستراتيجي بين إثيوبيا والولايات المتحدة، ولا يُقبل به في القانون الدولي الذي ينظم العلاقات بين الدول". وكانت إدارة ترامب قد قررت في عام 2020، قطع 100 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لإثيوبيا، قبل أن يعيدها الرئيس جو بايدن بعد توليه السلطة. وسبق واستضافت الولايات المتحدة في عام 2019، خلال الولاية الأولى لترامب، عدة جولات من المحادثات بين مصر والسودان وإثيوبيا بمشاركة البنك الدولي، لكنها فشلت أيضًا بعد اتهامات إثيوبية لواشنطن بالتحيز لموقف مصر. وعقب عودته للبيت الأبيض مستهل العام الجاري، كان ملف السد أيضًا محور أول اتصال هاتفي بين ترامب والسيسي في فبراير/ شباط من العام الجاري، بحسب بيان البيت الأبيض عقب الاتصال، دون توضيح بشأن ماهية ما تم نقاشه في هذا الشأن بالاتصال. كما أعرب ترامب في تدوينة خلال يونيو/ حزيران الماضي عن استهجانه لتمويل الحكومة الأمريكية لسد النهضة، وهو ما نفاه مسؤول بارز في اللجنة المعنية بالسد. في المقابل، نفت إثيوبيا على الفور مزاعم ترامب، مؤكدة أن السد تم تمويله بالكامل من موارد داخلية ومساهمات شعبية، دون أي دعم خارجي. وقال أريغاوي برهي، رئيس مكتب التنسيق العام لسد النهضة، في بيان رسمي: "السد تم بناؤه بجهود الشعب الإثيوبي وحده، وليس هناك أي تمويل أمريكي على الإطلاق". ووصف برهي تصريحات ترامب بأنها "ذات أهداف سياسية لا علاقة لها بحقيقة المشروع"، مشددًا على أن السد "رمز للسيادة والتنمية الوطنية". Reuters رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مصر ترفض الإجراءات الأحادية رغم ما ذكره أستاذ الموارد المائية المصري عباس شراقي، فإن ذلك لا يعني تراجع مصر عن موقفها الثابت من سد النهضة، الذي تعتبره "إجراءً أحاديًا" منذ إعلان إثيوبيا بدء بنائه في عام 2011. وفي اجتماع دوري للحكومة الأسبوع الماضي، أكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن مصر لا تعارض التنمية في إثيوبيا ولا مشروع السد في حد ذاته، لكنها تتمسك بمطلب جوهري يتمثل في وجود "وثيقة مكتوبة" ملزمة بشأن إدارة وتشغيل السد، وهو مطلب رفضته إثيوبيا لسنوات باعتباره يمس "السيادة الوطنية". كما أعاد وزير الموارد المائية والري، هاني سويلم، التأكيد على رفض مصر لما وصفه بـ "السياسات الإثيوبية أحادية الجانب" في ملف السد، متهمًا إثيوبيا بالسعي إلى فرض "هيمنة مائية"، ومشددًا على أن مصر لن تسمح "بفرض الأمر الواقع في قضية تمس الأمن المائي القومي"، واصفًا الترويج لاكتمال بناء السد دون التوصل إلى اتفاق ملزم مع مصر والسودان بأنه "انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي". وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قد أعلن في الثالث من يوليو/ تموز الجاري أن بلاده تستعد لافتتاح سد النهضة رسميًا في سبتمبر/ أيلول المقبل، داعيًا مصر والسودان للمشاركة في الاحتفال. ونقل الحساب الرسمي لرئاسة الوزراء الإثيوبية عن أحمد قوله في كلمة أمام البرلمان: "سد النهضة الإثيوبي الآن مكتمل، ونحن نستعد لافتتاحه رسميًا"، مضيفًا: "رسالتنا واضحة إلى جيراننا في دول المصب، مصر والسودان، السد ليس تهديدًا، بل فرصة مشتركة". وأكد أحمد أن "سد أسوان (السد العالي) في مصر لم يخسر لترًا واحدًا من المياه بسبب سد النهضة"، مشددًا على التزام بلاده بعدم الإضرار بمصر أو السودان، ورغبتها في "تعاطٍ بنّاء" معهما. وعقب تصريحات ترامب الأخيرة، ظهرت مطالبات من كتاب رأي ووسائل إعلام إثيوبية تدعو حكومة آبي أحمد إلى التصدي لتصريحات ترامب "المغلوطة" بشأن تمويل السد وتأثيره السلبي على مصر، واعتبرت أنها لا تستند إلى أساس واقعي.

ترامب لبي بي سي: "أشعر بخيبة أمل من بوتين... لكنني لم أنتهِ من الحديث معه بعد"
ترامب لبي بي سي: "أشعر بخيبة أمل من بوتين... لكنني لم أنتهِ من الحديث معه بعد"

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

ترامب لبي بي سي: "أشعر بخيبة أمل من بوتين... لكنني لم أنتهِ من الحديث معه بعد"

Getty Images في مكالمة حصرية لبي بي سي: ترامب يُقر بخيبة أمله من بوتين... لكنه لم يُنهِ العلاقة قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مكالمة هاتفية حصرية مع بي بي سي، إنه "يشعر بخيبة أمل من فلاديمير بوتين، لكنه لم ينتهِ منه بعد". وعندما سُئل عمّا إذا كان يثق بالرئيس الروسي، أجاب ترامب: "أنا لا أثق تقريباً بأحد". جاءت تصريحات الرئيس الأميركي بعد ساعات من إعلانه عن خطط لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وتحذيره من فرض تعريفات جمركية قاسية على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال خمسين يوماً. وفي مقابلة من المكتب البيضاوي، عبّر ترامب عن دعمه لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعدما كان قد وصفه في السابق بأن "الأحداث تجاوزته"، وأكد التزامه بمبدأ الدفاع المشترك للحلف. وجاء الاتصال الهاتفي، الذي استمر لمدة 20 دقيقة، بعد محادثات بين البيت الأبيض وبي بي سي حول إمكانية إجراء مقابلة بمناسبة مرور عام على محاولة اغتيال ترامب في تجمّع انتخابي في بتلر، بولاية بنسلفانيا. وعندما سُئل عمّا إذا كانت تجربة محاولة الاغتيال قد غيّرته، قال ترامب إنه يفضل عدم التفكير في الأمر كثيراً. وأضاف: "لا أحب التفكير في ما إذا كانت قد غيّرتني أم لا. التفكير المفرط فيها يمكن أن يغيّر حياتي". Getty Images "ترامب عن بوتين: اعتقدتُ أننا اقتربنا من السلام... ثم قصف مبنى في كييف وبعد لقائه بأمين عام حلف الناتو مارك روته في البيت الأبيض، خصّص ترامب جزءاً كبيراً من المقابلة للتعبير عن خيبة أمله من الرئيس الروسي. وقال ترامب إنه ظنّ أربع مرات أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وعندما سألته بي بي سي عمّا إذا كان قد "انتهى من بوتين"، أجاب: "أنا أشعر بخيبة أمل منه، لكن لم أنتهِ منه. أنا محبط، لكن لم أُغلق الباب". ولدى الضغط عليه بشأن كيفية إقناع بوتين بوقف "إراقة الدماء"، قال الرئيس الأميركي: "نحن نعمل على ذلك، غاري". وأضاف: "سنجري محادثة جيدة. سأقول: "يبدو أننا قريبون من إنجاز الاتفاق، ثم في اليوم التالي يقصف مبنى في كييف". وكانت روسيا قد كثّفت هجماتها بالطائرات المسيّرة والصواريخ على المدن الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، مما تسبب في عدد قياسي من الضحايا المدنيين. وكانت موسكو قد أطلقت غزواً شاملاً لأوكرانيا في عام 2022. وصرّح بوتين بأنه يسعى أيضاً إلى السلام، لكنه أكد أن "الأسباب الجذرية" للنزاع يجب أن تُحلّ أولاً. ويرى أن الحرب ناتجة عن تهديدات خارجية لأمن روسيا، من قبل كييف والناتو و"الغرب الجماعي". Getty Images الرئيس الأميركي يجدد دعمه للناتو ويؤكد التزامه بالدفاع المشترك" وانتقل الحديث إلى ملف الناتو، الذي كان ترامب قد وصفه سابقاً بأنه "عفى عليه الزمن". وقال الآن إنه لم يعد يرى ذلك، لأن الحلف "أصبح العكس تماماً" بعد أن بدأت الدول الأعضاء "تدفع مستحقاتها بنفسها". وأضاف أن اتفاق قادة الناتو على رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5 بالمئة من الناتج المحلي "أمر مذهل"، وقال: "لم يكن أحد يظن أن ذلك ممكن". وأشار إلى أنه لا يزال يؤمن بمبدأ الدفاع الجماعي، لأنه يمنح الدول الصغيرة القدرة على الدفاع عن نفسها من الدول الأكبر. وأوضح أن قادة دول مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا باتوا يحترمونه وقراراته، جزئياً لأنهم يرون أن انتخابه مرتين دليل على وجود "موهبة سياسية كبيرة". ولدى سؤاله عمّا إذا كان يرى أن بعض قادة العالم يتملّقونه، أجاب بأنهم "يحاولون فقط أن يكونوا لطفاء". وسُئل الرئيس الأميركي عن رأيه بمكانة المملكة المتحدة عالمياً، فأجاب: "أعتقد أنها بلد رائع – كما تعلم، أنا أملك عقارات هناك". وعندما سُئل عمّا إذا كانت بريطانيا استفادت من البريكست، قال: "لا. أعتقد أن العملية كانت فوضوية بعض الشيء، لكنها بدأت تتجه نحو الاستقرار". وتحدث ترامب بإيجابية عن رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، قائلاً: "أعجبني كثيراً، رغم أنه ليبرالي"، وأشاد باتفاق التجارة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، قائلاً إنه يشعر بـ"رابطة خاصة" مع بريطانيا، ولهذا السبب أبرم معها اتفاقاً – وأضاف: "أما مع منافسيكم، ومع الاتحاد الأوروبي، فلم أبرم أي اتفاق". وتحدّث عن زيارته المرتقبة الثانية إلى المملكة المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل، وهي زيارة دولة غير مسبوقة لرئيس أميركي. وعن أهدافه من الزيارة، قال: "أريد أن أمضي وقتاً جيداً وأُظهر الاحترام للملك تشارلز، لأنه رجل نبيل رائع". كما أشار إلى أنه لا يريد أن يُستدعى البرلمان البريطاني للانعقاد خلال زيارته، كي يلقي خطاباً فيه، مضيفاً: "دعوا النواب يستمتعوا بعطلتهم. لا حاجة لاستدعائهم من أجل خطاب". وفيما يتعلق بخطاب الملك تشارلز في افتتاح البرلمان الكندي – والذي شدد فيه على سيادة كندا بعد تصريح سابق لترامب بأن الولايات المتحدة يمكن أن تضم كندا – قال ترامب: "الملك مرتبط بكندا، فماذا عساه يفعل؟ ليس أمامه خيار. أظن أنه كان جيداً جداً ومحترماً في حديثه". وأضاف أن الولايات المتحدة "تتفاوض مع كندا حالياً"، متوقعاً أن "تسير الأمور بشكل جيد". Getty Images "أريد أن أمضي وقتاً جيداً وأُظهر الاحترام للملك تشارلز، لأنه رجل نبيل رائع" وعن أجندته الداخلية، قال الرئيس الأميركي إنه نفّذ وعده الانتخابي المتعلق بوقف الهجرة غير النظامية من المكسيك، حيث انخفضت عمليات العبور إلى مستويات قياسية خلال الأشهر الأولى من ولايته الثانية. وأضاف: "لقد فعلت أكثر مما وعدت به". وتجدر الإشارة إلى أن إدارة ترامب باتت تركز الآن على تحديد المهاجرين المقيمين بشكل غير قانوني، واحتجازهم وترحيلهم. ولدى سؤاله عن الرقم الذي يراه ناجحاً في عمليات الترحيل، رفض ترامب تحديد رقم، قائلاً: "أريد إخراج المجرمين بسرعة، ونحن نقوم بذلك". وأضاف: "نُعيدهم إلى السلفادور وغيرها من الأماكن"، مشيراً إلى الاتفاق المثير للجدل الذي نص على ترحيل من تصفهم واشنطن بأنهم أعضاء عصابات إلى سجن في دولة أميركية وسطى. وعن اعتراض بعض المحاكم على سياسات الترحيل التي يتبناها، قال ترامب: "ربحنا كل هذه القضايا في الاستئناف. لدينا قضاة من اليسار المتطرف، لكن كل الأحكام تم إلغاؤها". وقد حققت إدارة ترامب بعض النجاحات في هذا الإطار، من بينها قرار صادر عن المحكمة العليا يسمح بترحيل المهاجرين إلى دول ثالثة. كما أشاد الرئيس الأميركي بمشروعه البارز في مجال الضرائب والإنفاق، والذي وصفه بـ"مشروع القانون الكبير والجميل"، ويشمل تمديد تخفيضات الضرائب التي أقرت عام 2017، إلى جانب حوافز جديدة للإكراميات وتخفيضات كبيرة في برنامج "ميديك ايد" للرعاية الصحية. وقال: "لدينا أكبر تخفيضات ضريبية في التاريخ". وعندما سُئل عمّا يرى أنه سيُخلد إرثه كرئيس، أجاب: "إنقاذ أمريكا. أعتقد أن أميركا اليوم بلد عظيم، بينما كانت ميتة قبل عام".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store