
أخبار مصر : فضل سورة الفلق.. تنجيك من 7 مصائب يومية فلا تضيعها
نافذة على العالم - لاشك أنه من الأهمية معرفة فضل سورة الفلق ، ففيها زيادة للحرص ومن ثم الاغتنام، ولأنها من سور القرآن الكريم -كلام الله تعالى - ورغم أنها سورة قصيرة من خمس آيات ، إلا أن كثرة الوصايا النبوية الشريفة والنصوص الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحرص عليها فيها دلالة على عظيم فضل سورة الفلق ، والذي لا ينبغي تفويته بأي حال من الأحوال.
فضل سورة الفلق
ورد في فضل سورة الفلق أنها سورةٌ عظيمةٌ وذلك لِما ترتّب عليها من الفضائل العديدة، ولعلّ من أبرزها حفظ العبد وتحصينه من كلّ شرٍ وحسدٍ، والاستعاذة من الشيطان وشروره أيضاً، ومن الحسد والعين والجنّ، وقد وردت في فضلها العديدُ من الأحاديث النبوية الشريفة يُذكر منها: قال النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- للصحابي عقبة بن عامر -رضي الله عنه-: (يا عقبةُ أَلا أُعَلِّمُكَ سِوَرًا ما أُنْزِلَتْ في التوراةِ ولا في الزَّبُورِ ولا في الإنْجِيلِ ولا في الفرقانِ مثلهُنَّ، لا يأْتِيَنَّ عليكَ إلَّا قرأْتَهُنَّ فيها، قُلْ هُوَاللهُ أحدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ).
ورد عن ابن عابس الجهني -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (يا ابنَ عابسٍ أَلَا أُخْبِرُكَ بأَفْضَلِ ما تَعَوَّذَ به المُتَعَوِّذُونَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ هاتَيْنِ السورَتَيْنِ). ورد عن عبد الله بن خبيب -رضي الله عنه- أنّه قال: (خرجنا في ليلةِ مَطَرٍ وظُلْمَةٍ شديدةٍ نطلبُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصليَ لنا، فأدركناه، فقال: أصليتم؟ فلم أقلْ شيئًا، فقال: قلْ. فلم أقلْ شيئًا، ثم قال: قلْ. فلم أقلْ شيئًا، ثم قال: قلْ: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما أقولُ؟ قال: قل هو الله أحد والمُعَوِّذَتين حينَ تُمسي وحينَ تُصبحُ ثلاثَ مراتٍ تُكفيك مِن كلِّ شيءٍ)، ويُراد بالمعوذتين: سورتي الفلق والناس.
ورد عن الصحابيّ الجليل أبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يتعوَّذُ منَ الجانِّ وعينِ الإنسانِ حتَّى نزَلتِ المعوِّذتانِ فلمَّا نزلَتا أخذَ بِهِما وترَكَ ما سواهما)، فقد كان النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يعلِّم الصحابة الأدعية والرُقى الحافظة لهم من الشرور والسوء بإذنه -تعالى-، ومن أعظم تلك الرُقى سورة الفلق كما ورد في الحديث الشريف.
سورة الفلق
تعد سورة الفلق من قصار السور، وعدد آياتها هو خمس آياتٍ، وقد اختلف أهل العلم في مكان نزولها، فقال الحسن وعكرمة وعطاء وجابر إنّها سورة مكيّةٌ، وقال ابن عباس وقتادة إنّها مدنيةٌ، وغالب الروايات على أنَّ نزولها كان مبكّراً؛ أي أنَّه في مكّة، كما أنّ أسلوب السورة يسوِّغ ترجيح مكيّتها وتبكير نزولها.
سورة الفلق مكتوبة
قال الله تعالى في سورة الفلق : (قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5).
مقاصد سورة الفلق
احتوت سورة الفلق على مقاصد وحكمٍ جليلةٍ؛ ففيها تربيةٌ ربانيةٌ ليستعيذ المسلم بالله -تعالى- من أسباب المخاوف والهواجس، والشرور الظاهرة والباطنة، وذلك بالاعتماد على قدرة الله -عزَّ وجلَّ- ونبذ ما سواه، فهو خالق الكون ومدبّره، يقول الله -تعالى- : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِن شَرِّ مَا خَلَقَ)، والفلق هو: الصُبح، فالله -تعالى- يُعلِّم عبادَه في سورة الفلق اللجوءَ إليه، والاستعانةَ به -عزَّ وجلَّ- من كلّ الشرورِ والمخاوف، وفيها أيضاً استعاذةٌ بالله -تعالى- من ظلمة الغاسق، أي: الليل، وورد في بعض التفاسير أنّ الغاسق إذا وقب هو: القمر إذا دخل في الكسوف، قال -تعالى-: (مِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)، وفي السورة كذلك استعاذةٌ بالله -عزَّ وجلَّ- من شر السحرة والحسدة، قال -تعالى-: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ*وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).
تفسير سورة الفلق
الآية الأولى
قال الله -تعالى- في الآية الأولى من سورة الفلق: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، والتفسير: أي قل ألتجأ وأحتمي برب الفلق، والاستعاذة بالله ضرباً ونوع من الدعاء، أمّا الرّب فهو المالك، أو السّيد الذي يأمر فيطاع، أو المُصلح، والفَلق فصل الأشياء عن بعضها، وفَطر وخَلق وفَلق كلّها بمعنى واحد. والخلق هو إيجاد الشيء من العدم، وفالق بمعنى خالق وفاطر، قال الله تعالى: ( فالِقُ الإِصباحِ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَنًا)، فالفلَق جميع مخلوقات الله تعالى، وجميع ما انفلق عنها ونتج منها، وربّ الفلق تعادل ربّ العالمين.
الآية الثانية
ورد في الآية الثانية من السورة قال الله تعالى: (مِن شَرِّ مَا خَلَقَ)، والمُراد الاستعاذة بالله من شرّ كلّ مخلوق فيه شرّ، ويدلّ على هذا المعنى قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (أعوذ بك من شرِّ كلِّ دابةٍ أنت آخذٌ بناصيتِها)، وليس المقصود الاستعاذة من شرّ كلّ مخلوقات الله تعالى، بل من شرّ كلّ مخلوق فيه شرّ. وبهذا المعنى تشمل الآية الاستعاذة من شرّ ظلمة الليل، وشرّ حسد الحاسدين المذكورين في الآيات التي تلي هذه الآية، ولكنّ الله أراد أن يخصّ هذين النوعين من الشرور بالذكر؛ لخفائهما، فهما يأتيان الإنسان بغتة دون أن يعلم، فعَطفُ الخاص على العام يفيد مزيد الاعتناء بالخاص المذكور.
الآية الثالثة
ورد في الآية الثالثة قال الله تعالى: (وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)، والغسق هو ظلمة الليل، ومنه قوله: (أقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ)، و قوله: وقب؛ بمعنى دخل. وقد أشار الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- مرّةً إلى القمر، ومعه السيدة عائشة فقال لها: (استعيذي باللهِ من شرِّ هذا فإنَّ هذا هو الغاسقُ إذا وقبَ)، وذلك أنّ ظهور القمر دليل على دخول الليل، وذكر الغاسق نكرة في الآية للتبعيض، فهو ليس شرّاً في كلّ أوقاته بل بعضها، وإلّا فإنّ الأصل في الليل وفي القمر أنّهما نعمة ينعمها الله -عزّ وجلّ- على عباده.
الآية الرابعة
وجاء في الآية الرابعة من السورة قال الله تعالى: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، يكون النّفث أكثر من النفخ، وأقلّ من التّفل، فالتفلُ يكون مع شيءٍ من الريق، أمّا النفث فلا يكون بريق، وقد يكون أحياناً بشيء قليل من الريق فيكون بذلك مختلفاً عن النفخ، ويكون النفث من الأنفس الخيّرة، وكذلك من الأنفس الشريرة. ومثال الأنفس الخيّرة ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها: (أنّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان إذا اشتكى نَفَثَ على نَفْسِهِ بالمُعَوِّذاتِ، ومسحَ عنهُ بيَدِهِ)، ومثال النفث من الأنفس الخبيثة أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يتعوذ من شرّ الشيطان، من همزه، ونفخه ونفثه، والخلاصة في الآية الكريمة أنّ النفاثات الواردة فيها يُراد بها نفث الأرواح الخبيثة من الجنّ والإنس وليس فقط نفث الساحرات.
الآية الخامسة
ورد في الآية الخامسة والأخيرة قال الله تعالى: (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)، والمقصود بالحسد؛ تمنّي زوال النعمة عن الآخرين، وهو طبع في الإنسان لأنّه يحبّ أن يترفّع عن جنسه، وهو حرام، وقد يُراد به الغِبطة؛ وهي تمنّي النعمة دون زوالها عن الآخرين. والغبطة حُكمها في أمور الدنيا الإباحة، وفي أمور العبادات والطاعات مستحبّة، وفيها قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا حسد إلا في اثنتيْنِ: رجلٌ آتاه اللهُ مالاً، فسلَّطَه على هَلَكَتِه في الحقِّ، وآخرُ آتاه اللهُ حكمةً، فهو يَقضي بها ويُعلِّمُها).
وردت كلمة حاسد في الآية الكريمة نكرة؛ لأنّ ليس كلّ حاسد يكون ضارّاً، فإذا لم يظهر حسده ويعمل بمقتضاه، لم يكن حسده ذلك ضاراً للإنسان، بل ينحصر حينها أثر حسده على نفسه بما يصيبه من الهمّ لعدم تمكّنه وتملّكه للنعمة التي يحسد الآخرين عليها، والضرر يكون فقد إذا أظهر حسده وعمل به، ومِن أخفى ذلك الحسد العين، فقد يكون للحاسد تأثير كبير يصيب من خلاله الآخرين بالعين، ففي حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (العينُ حقٌّ).
سبب نزول سورة الفلق
قيل في سبب نزول سورة الفلق إن لُبيد بن الأعصم سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فنزلت هذه السورة؛ ليتعوذ الرسول بالله -تعالى- من شر ذلك السحر، وقيل أيضًا إن قريشاّ قد ندبوا واختاروا من بينهم من كان مشهورًا بإصابته النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعينه، فأنزل الله -تعالى- المعوذتين ليتعوذ الرسول بهما من شر ذلك.
سبب تسمية سورة الفلق
ورد عن سبب تسمية سورة الفلق بهذا الاسم أنها سميت سورة الفلق بهذا الاسم لابتدائها بقول الله - سبحانه وتعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ»، ويُقصد بالفلق الصبح؛ وذلك لأن الليل يتفلق عنه، وتناولت سورة الفلق في ثناياها الالتجاء إلى الله - سبحانه وتعالى-، والتحصن بقدرته من شر المخلوقات، ومن شر الظلام إذا انتشر، ومن شر النساء الساحرات، ومن شر أهل الفتن، ومن شر أهل الغيبة والنميمة، ومن شر الحسود.
قصة سورة الفلق
ورد أنّ سورة الفلق نزلت بعد أن سُحِر النبيّ، ويستفاد من سورة الفلق لجوء المسلم إلى الله -تعالى- والاستعاذة به من كلِّ شيٍ من شأنه أن يضرَّ بالإنسان، بالإضافة إلى الابتعاد قدر الإمكان عمَّا يمكن أن يكون سببًا لاكتساب صفة الحسد، أو النميمة، لئلّا يدخل الإنسان ضمن فئة الناس المستعاذ منهم.
مكان نزول سورة الفلق
تعدّدت الآراء في مكان ووقت نزول سورة الفلق، فقيل إنَّها سورةٌ مدنيَّةٌ نزلت في المدينة المنوَّرة بعد هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا القول على حسب رأي ابن كثير، وفي قولٍ عن الحسن بأنَّها سورةٌ مكيَّةٌ، وقيل: الأظهر أنَّها سورةٌ مدنيَّةٌ، وذلك نظرًا لسبب النزول.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 34 دقائق
- 24 القاهرة
وفاة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي عن عمر يناهز 94 عامًا
توفي اليوم الشيخ ربيع المدخلي، عن عمر يناهز 94 عامًا. وفاة الشيخ ربيع المدخلي وأعلن ابن الشيخ ربيع المدخلي عن إقامة الصلاة على والده فجر اليوم الخميس في المسجد النبوي الشريف، وسيجرى دفن جثمانه في بقيع الغرقد، تحقيقًا لما كان يتمناه طيلة حياته، حيث دعا الله أن يُقبض في المدينة ويُدفن في مقبرة الصحابة. الشيخ ربيع المدخلي من هو الشيخ ربيع المدخلي؟ ولد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي عام 1351هـ (1932م) في قرية الجرادية، التابعة لمحافظة صامطة بمنطقة جازان جنوب السعودية، ووالده في سن مبكرة، فنشأ يتيمًا في كنف والدته. تصل إلى 20800 جنيه.. الخطوط السعودية تعلن أسعار طيران العمرة لعام 1447هـ وتلقّى تعليمه في الحلقات العلمية، ثم واصل دراسته حتى حصل على درجة الدكتوراه، وعُيِّن لاحقًا أستاذًا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، حيث ساهم في تخريج عدد كبير من طلاب العلم والدعاة. وكتب عشرات الكتب والرسائل العلمية، كما عُرف بابتعاده عن الأضواء حتى آخر أيام حياته.


الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
الالتزام بقوانين وقواعد المرور واجب ديني إنساني
الالتزام بال قوانين وال قواعد التي تضبط أحوال السير والارتفاق بالطرق من الضرورات الدينية و الإنسانية ، التي تحقق مقصد الشرع الحنيف من توفير أسباب السلامة و الأمان ، ودفع الضرر بوقوع حوادث تؤدي إلى هلاك الأنفس والأموال والإضرار بالآخرين؛ يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ». [أخرجه ابن ماجه]


فيتو
منذ 2 ساعات
- فيتو
من قصص القرآن الكريم.. تفاصيل نجاة سيدنا إبراهيم، "يا نار كوني بردا وسلاما"
في هذه السلسلة نستعرض مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة. معجزة نجاة سيدنا إبراهيم، عليه السلام، من النار بتأييد من المولى، سبحانه، نجح سيدنا إبراهيم في إقامة الحجة الدامغة على قومه، ولكن هل انتهوا عن ضلالهم وإضلالهم؟ بالطبع لا، فأنّى للظالم ومن معه من منتفعين على شكل ساسة وكهنة وأصحاب مصالح، الاعتراف بالخطأ الذي كان جليًا في وجدانهم، وإن بدا ظاهرهم أنهم مع الملك نمرود، أو مع كل ما يبقي على مصالحهم. أمعنوا الفكر طويلا، وانتهوا إلى حيلة للخروج من المأزق الذي وضعهم إبراهيم فيه، ويتمثل في أنه لا مفر من التخلص منه، لوأد فكرته ودعوته قبل أن تنتشر وتتوسع، ولإرهاب من تسول له نفسه النيل مما هم عليه من معتقدات وأفكار، وإن كانت خاطئة. كان قرار الكافرين هو إحراق إبراهيم في نار عظيمة يشترك الجميع في جمع حطبها، فبدأ الجميع تنفيذ ما قرره نمرود، ليتفاجأ هذا الجمع بمعجزة تقع أمامهم لن تتكرر تارة أخرى في عالم البشر، وقد احتشدوا لرؤية إبراهيم وهو يحترق في نارهم، لتكون حجة أخرى أخيرة عليهم، تؤكد صدق إبراهيم في دعوته. نجاة سيدنا إبراهيم أُسدل الستار، وانتهى المشهد بنجاة سيدنا إبراهيم الخليل، عليه السلام، الذي جعل الله النار عليه بردًا وسلاما، فخرج ولم تحترق إلا الحبال التي تم ربطه بها في مشهد مخالف للسنن والقوانين الطبيعية، ومع ذلك كله، لم يؤمن أولئك القوم. التفاصيل جاءت في قول عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه: أنه ذكرهم بقوله: وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين. قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون. أي في الملأ الأكبر على رءوس الأشهاد لعلهم يشهدون مقالته، ويسمعون كلامه، ويعاينون ما يحل به من الاقتصاص منه، وكان هذا أكبر مقاصد الخليل، عليه السلام، أن يجتمع الناس كلهم فيقيم على جميع عباد الأصنام الحجة على بطلان ما هم عليه، كما قال موسى عليه السلام لفرعون: موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى. فلما اجتمعوا وجاءوا به. كما ذكروا: قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ قال بل فعله كبيرهم هذا. قيل: معناه هو الحامل لي على تكسيرها، وإنما عرض لهم في القول فاسألوهم إن كانوا ينطقون. وإنما أراد بقوله هذا أن يبادروا إلى القول أن هذه لا تنطق فيعترفوا بأنها جماد كسائر الجمادات، فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون. أي فعادوا على أنفسهم بالملامة، فقالوا: إنكم أنتم الظالمون. أي في تركها لا حافظ لها، ولا حارس عندها ثم نكسوا على رءوسهم. ثم رجعوا إلى الفتنة، فعلى هذا يكون قوله: إنكم أنتم الظالمون. أي في عبادتها. وأدركت القوم حيرة سوء أي فأطرقوا، ثم قالوا: لقد علمت ما هؤلاء ينطقون. أي لقد علمت يا إبراهيم أن هذه لا تنطق، فكيف تأمرنا بسؤالها؟! فعند ذلك قال لهم الخليل، عليه السلام: أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم. أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون. فأقبلوا إليه يزفون. (يسرعون). قال أتعبدون ما تنحتون. أي كيف تعبدون أصناما أنتم تنحتونها من الخشب والحجارة، وتصورونها وتشكلونها كما تريدون والله خلقكم وما تعملون؟! قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين. عدلوا عن الجدال والمناظرة لما انقطعوا وغلبوا، ولم تبق لهم حجة ولا شبهة، إلى استعمال قوتهم وسلطانهم، لينصروا ما هم عليه من سفههم وطغيانهم، فكادهم الرب جل جلاله، وأعلى كلمته ودينه وبرهانه، كما قال تعالى: قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين. وذلك أنهم شرعوا يجمعون حطبا من جميع ما يمكنهم من الأماكن، فمكثوا مدة يجمعون له حتى إن المرأة منهم كانت إذا مرضت تنذر لئن عوفيت لتحملن حطبا لحريق إبراهيم، ثم عمدوا إلى جوبة عظيمة فوضعوا فيها ذلك الحطب، وأطلقوا فيه النار فاضطرمت وتأججت والتهبت، وعلاها شرر لم ير مثله قط، ثم وضعوا إبراهيم عليه السلام في كفة منجنيق صنعه لهم رجل من الأكراد يقال له هيزن، وكان أول من صنع المجانيق فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، ثم أخذوا يقيدونه ويكتفونه، وهو يقول: لا إله إلا أنت سبحانك، لك الحمد ولك الملك لا شريك لك. فلما وضع الخليل عليه السلام في كفة المنجنيق مقيدا مكتوفا، ثم ألقوه منه إلى النار قال: حسبنا الله، ونعم الوكيل. روى البخاري، عن ابن عباس، أنه قال: حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، حين قيل له: "إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء". (آل عمران: 173 - 174). وعن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: لما ألقي إبراهيم في النار قال: اللهم إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك. وروى بعض السلف أن جبريل عرض له في الهواء فقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا. وروي عن ابن عباس، وسعيد بن جبير أنه قال: جعل ملك المطر يقول: متى أومر فأرسل المطر؟ فكان أمر الله أسرع قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم. ومن أقوال علي بن أبي طالب أي لا تضريه، وقال ابن عباس وأبو العالية: لولا أن الله قال: وسلاما على إبراهيم لأذى إبراهيم بردها. وقال كعب الأحبار: لم ينتفع أهل الأرض يومئذ بنار، ولم يحرق منه سوى وثاقه. وقال الضحاك: يروى أن جبريل عليه السلام كان معه يمسح العرق عن وجهه لم يصبه منها شيء غيره. وقال السدي: كان معه أيضا ملك الظل. وصار إبراهيم عليه السلام في مثل الجونة حوله النار، وهو في روضة خضراء، والناس ينظرون إليه لا يقدرون على الوصول إليه، ولا هو يخرج إليهم فعن أبي هريرة أنه قال: أحسن كلمة قالها أبو إبراهيم إذ قال لما رأى ولده على تلك الحال: نعم الرب ربك يا إبراهيم. وروى ابن عساكر، عن عكرمة: أن أم إبراهيم نظرت إلى ابنها عليه السلام فنادته: يا بني إني أريد أن أجيء إليك، فادع الله أن ينجيني من حر النار حولك. فقال: نعم. فأقبلت إليه لا يمسها شيء من حر النار، فلما وصلت إليه اعتنقته، وقبلته، ثم عادت. وروى مفسرون: أن إبراهيم مكث هناك إما أربعين، وإما خمسين يوما، وأنه قال: ما كنت أياما وليالي أطيب عيشا إذ كنت فيها، ووددت أن عيشي وحياتي كلها مثل إذ كنت فيها. قتل الوزغ (البرص) روى البخاري: عن سعيد بن المسيب، عن أم شريك أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أمر بقتل الوزغ. وقال كان ينفخ على إبراهيم. ورواه مسلم والنسائي، وابن ماجه. وقال أحمد: حدثنا محمد بن بكر، أن نافعا مولى ابن عمر أخبره أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اقتلوا الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم النار. قال: فكانت عائشة تقتلهن. وقال أحمد: عن نافع أن امرأة دخلت على عائشة، فإذا رمح منصوب فقالت: ما هذا الرمح؟ فقالت: نقتل به الأوزاغ، ثم حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن إبراهيم لما ألقي في النار جعلت الدواب كلها تطفئ عنه إلا الوزغ فإنه جعل ينفخها عليه. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.