
«الرعاية الأسرية».. ريادة في الدعم واستدامة التعافي من الإدمان
وتجسد الهيئة رؤية شاملة في التمكين الأسري والاجتماعي، حيث لا تقتصر خدماتها على التدخل العلاجي فقط بل تمتد إلى ضمان استدامة النتائج وتعزيز مفهوم الوقاية المجتمعية وذلك في إطار حرصها على تكامل الأدوار بين الأسرة، والهيئة، والمجتمع.
الرعاية اللاحقة
حول أهم خدمات الرعاية اللاحقة التي تقدمها الهيئة قالت سلامة العميمي المديرة العامة: إن برامج التأهيل النفسي والاجتماعي تلعب دوراً جوهرياً في ترسيخ استقرار المتعافين بعد العلاج من الإدمان، حيث توفر نموذجاً متكاملاً يجمع بين الدعم العلاجي والنفسي، والاجتماعي فبعد انتهاء مرحلة إزالة السمّية، ينتقل المستفيد إلى برنامج «بيوت منتصف الطريق» حيث يعيش في بيئة علاجية شبه مستقلة تساعده على الانتقال التدريجي من مركز العلاج إلى حياته العادية.
ثم تأتي المرحلة الجديدة التي أطلقتها الهيئة وهي «خدمة الرعاية اللاحقة» التي تستمر عاماً كاملاً، وتشمل جلسات للعلاج النفسي الفردي والجماعي، وجلسات الدعم النفسي الأسري، والفحوص الدورية.
وأشارت إلى أن هذه البرامج تعزز ثقة المتعافي بنفسه، وتعمل على إعادة بناء مهارات التواصل والتعامل مع الضغوط اليومية، إلى جانب تنمية الوعي الذاتي والانضباط السلوكي، ما يقلل احتمالية الانتكاسة، ويزيد فرص الاندماج الناجح في المجتمع كما تتنوع الأنشطة ضمن البرامج لتشمل التمارين الرياضية، والعلاج بالفن، والتأمل الذهني، ما يسهم في تكامل الصحة النفسية والسلوكية.
أبرز التحديات
لفتت سلامة العميمي، إلى أن أحد أبرز التحديات التي تظهر خلال مرحلة المتابعة بعد العلاج صعوبة إعادة التأقلم في محيط الأسرة والمجتمع، خاصة في ظل وجود وصمة اجتماعية تجاه الإدمان، وقد تعاني بعض الأسر عدم تقبّل الشخص المتعافي بسبب تجارب سابقة أو خوف من الانتكاسة، ما قد يؤثر في استقرار المتعافي نفسياً ويجعله عرضة للعزلة.
وأضافت أن بعض المتعافين يفتقدون للدعم الاجتماعي لهذا جاءت خدمة الرعاية اللاحقة لدعم المتعافين داخل عائلاتهم عبر برامج التأهيل النفسي والأسري، والزيارات الميدانية، وتوفير بيئة انتقالية داعمة تتيح التدرج في العودة إلى الحياة الطبيعية.
ولفتت إلى أن حالات الانتكاسة واردة ومن أبرز أسبابها عدم توفر الدعم الأسري الكافي، أو التعرض لضغوط نفسية أو اجتماعية مفاجئة، أو العودة إلى بيئة سابقة تحفّز على التعاطي، أو غياب متابعة علاجية منتظمة بعد الخروج من مركز العلاج، لذا تعمل الهيئة على تقليل هذه الحالات عبر توفير برامج متابعة طويلة الأمد، وخدمات دعم نفسي مستمرة، وخطط لإعادة الدمج المجتمعي، إضافة لتسهيل إعادة الاندماج المجتمعي بالتعاون مع جهات العمل والتعليم لتوفير فرص مهنية وتعليمية مناسبة.
حملات توعوية
قالت سلامة العميمي: إن الهيئة تسعى إلى معالجة التحديات عبر حملات توعوية وتثقيفية تهدف إلى تغيير الصورة النمطية عن الإدمان وتشمل خطوات إعادة الدمج، برامج التدريب المهني، ودورات المهارات الحياتية، والمتابعة المستمرة مع المستفيدين لتوجيههم نحو الفرص التعليمية أو الوظيفية التي تتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم كما يتم التنسيق مع شركاء من القطاعين الحكومي والخاص لتوفير فرص تدريب أو عمل، وضمان وجود بيئة داعمة للمتعافين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خليج تايمز
منذ 30 دقائق
- خليج تايمز
الإمارات: عروض عقارية خاصة مليئة بالعافية والعجائب
لعقود، ارتبط اسم الإمارات العربية المتحدة بالروائع المعمارية، ومتاجر التجزئة الفاخرة، والضيافة الراقية. لكن ثمة سردية جديدة تتبلور؛ سردية تضع العافية، والحركة، والمعنى في صميم السفر. من شواطئ الصحراء الهادئة في منتجع زلال الصحي، إلى الأدرينالين في مدرجات سباق الفورمولا 1 المزدحمة في أبوظبي، تُعيد الدولة تصور السياحة على أنها أكثر من مجرد ملاذ. إنها الآن تتمحور حول التحول. مع تحول أولويات المسافرين العالميين نحو الرفاهية الشخصية والتجارب الهادفة والبيئات الغامرة، تقود دولة الإمارات العربية المتحدة هذه المهمة، حيث تمزج التقاليد العلاجية القديمة مع البنية التحتية المستقبلية والأحداث الرياضية النخبوية والترفيه المخصص للعائلة. أمة مبنية على العافية قليلٌ من الأماكن يُجسّد روح التحوّل أفضل من منتجع زلال الصحي من شيفا-سوم، الواقع في الطرف الشمالي من قطر، والذي يجذب سياحة العافية من جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. يُعدّ هذا الملاذ أول وجهة عافية متكاملة في الشرق الأوسط، وهو سفير فخور للطب العربي والإسلامي التقليدي. على سبيل المثال، يجمع منتجع زلال الجديد لتجديد الجسم بين العلاج المائي القولوني، والتخسيس بالأشعة تحت الحمراء، والحجامة الجافة، والعلاج الطبيعي الحديث، كل ذلك في رحلة عافية واحدة مُصمّمة خصيصًا. من وجبات إزالة السموم إلى تقنيات نحت الجسم والتدليك التقليدي، إنه ليس مجرد عطلة، بل هو بمثابة إعادة تأهيل جسدي وروحي. تعكس هذه الخلوات توجهًا أوسع نحو السفر المُشفي، حرفيًا ومجازيًا. لم يعد الأمر يقتصر على "الابتعاد"؛ بل أصبح "العودة أفضل". صعود السفر بقيادة الرياضة لكن العافية لا تقتصر على المنتجعات الصحية والمنتجعات الصحية. ففي الإمارات العربية المتحدة، تتجلى في الجري على المضمار، والغطس في المسبح، والهدير من المدرجات. ووفقًا لاستطلاع حديث أجرته شركة حياة، فإن ما يقرب من 45% من مسافري الإمارات يخططون لقضاء عطلة كاملة حول حدث رياضي كبير. ومع وجود أماكن شهيرة مثل حلبة مرسى ياس ونادي الوصل الرياضي، وفعاليات ضخمة مثل جزيرة القتال UFC وفورمولا 1، لم يعد الأمر يقتصر على مكان الإقامة، بل على ما تختبره. يقول ستيفن أنسيل، المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في فنادق حياة: "يشهد السفر الرياضي إقبالاً متزايداً، ونشهد إقبالاً متزايداً من المسافرين الشغوفين بإقامة عطلاتهم في فنادق حياة، سواءً كانوا يستكشفون وجهة جديدة أو يعيدون زيارة وجهة مفضلة لديهم، فإن السفر لمشاهدة الأحداث الرياضية يوفر فرصة مثالية للجماهير للاستمتاع بحدث فريد، بالإضافة إلى تجارب أوسع نطاقاً تقدمها المدينة." الأرقام لا تكذب. قال ما يقرب من 30% من المشاركين في الإمارات إنهم مستعدون للسفر آلاف الأميال لحضور مباراة، وأكثر من 50% يعطون الأولوية للقرب من الملاعب الرياضية عند حجز فنادقهم. سواءً كانت الإقامة في فندق حياة بالقرب من ملعب كريكيت في دبي أو فندق يوفر ملاعب بادل ويوجا في الشارقة، فإن الضيوف لا يبحثون عن الراحة فحسب، بل يريدون أيضًا استعادة نشاطهم وحيويتهم. نوع جديد من المجتمع يُدرك المطورون أيضًا نبض الحياة. ويُعدّ "هافن" من الدار، وهو مجمع صحي متكامل في دبي، خير دليل على هذا التحوّل. يضم "هافن" أكثر من 2280 وحدة سكنية مُحاطة بحديقة مركزية، ولا يقتصر على مسارات خضراء ومحطات تمارين رياضية فحسب، بل يضم أيضًا جناحًا للاسترخاء، ووحدات ساونا بالأشعة تحت الحمراء، وخدمة كونسيرج للعافية، وهي وسائل راحة كانت في السابق حكرًا على المنتجعات الفاخرة، لكنها أصبحت الآن جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. ومن خلال حصوله على تصنيف "فيتويل" من فئة 3 نجوم وشهادة "ليد" الذهبية، لا يقتصر المجمع على بناء المنازل فحسب؛ بل يُعزز أيضًا الرفاهية. إنها علامة على أن الرفاهية لم تعد حكرًا على فئة معينة؛ بل أصبحت جوهرية. الترفيه يلتقي بالإندورفين لا مكان يُضفي هذا المزيج من الترفيه وأسلوب الحياة إثارةً أكبر من ديزني لاند أبوظبي، أول منتزه ديزني في الشرق الأوسط، والمُعلن عنه حديثًا، والمُقام على جزيرة ياس، عاصمة الترفيه الصاعدة في الإمارات العربية المتحدة. وبينما ساهمت منتزهات ديزني العالمية طويلًا في نمو السياحة والعقارات، فإن نسخة أبوظبي تَعِد بالمزيد: لمسة إماراتية فريدة على التجربة الكلاسيكية، مع عمارة ثقافية، ومعالم جذب داخلية وخارجية غامرة، وواجهة بحرية خلابة. لكن بعيدًا عن الخيال، يُحدث هذا المشروع الضخم نقلة نوعية في المشهد العقاري. ووفقًا لموقع بيوت، ساهم مشروع سي وورلد أبوظبي في زيادة الطلب على العقارات في جزيرة ياس بنسبة 163% بعد إطلاقه عام 2023. ويتوقع المحللون الآن ارتفاعًا في قيم العقارات بالقرب من ديزني لاند بنسبة 30-50% خلال خمس سنوات من إطلاقه. يقول خبير عقاري: "وصول ديزني لاند إلى أبوظبي ليس مجرد حدث ترفيهي، بل نقطة تحول اقتصادية. بالنسبة لسوق العقارات، يُشير إلى بداية حقبة استثمارية جديدة، يتقاطع فيها أسلوب الحياة والتراث". لا تقتصر العائلات التي تجتذبها سحر ديزني على البقاء لمدة أسبوع فحسب، بل إنها تتبنى بشكل متزايد أسلوب حياة يجمع بين العافية والمجتمع والراحة. الحركة كدواء لا تقتصر سياحة العافية على قوائم المنتجعات الصحية الفاخرة أو جداول اليوغا، بل أصبحت، وبشكل متزايد، تُعنى بحرية الحركة؛ ركوب الدراجات، والسباحة، والمشي، أو الرقص دون انقطاع. كشف استطلاع أجرته فنادق حياة أن 40% من مسافري الإمارات يُعطون الأولوية للحفاظ على لياقتهم البدنية أثناء السفر، بينما يسافر 33% منهم لتطوير انضباطهم أو تحقيق هدف شخصي. وتنتشر هذه العقلية أيضًا في رحلات العمل: حيث أفاد ما يقرب من 42% من المشاركين أن إمكانية الوصول إلى المرافق الرياضية تُسهم في نجاح رحلة العمل أو فشلها. وهذا يُفسر استثمار المزيد من الفنادق في وسائل الراحة المُحسّنة للأداء؛ مثل أجنحة الاستشفاء، وخيارات التغذية المُخصصة، وحتى التقنيات الذكية التي تُناسب عادات النوم أو التدريب. تُرسّخ الإمارات مكانتها ليس فقط كوجهة للاسترخاء، بل كوجهة للأداء. المستقبل الهجين مع استمرار الإمارات العربية المتحدة في الاستثمار في مشاريع ضخمة، من ملاذات العافية إلى المدن الرياضية فائقة الترابط، فإنها تُعيد صياغة مستقبلها ببراعة. تُظهر نتائج حياة أن الضيوف الآن يرغبون في كليهما: متعة الاستاد وهدوء المنتجع الصحي. يريدون تناول طعام صحي، ونومًا أفضل، وتدريبًا مكثفًا، والعودة إلى ديارهم وقد تغيروا جذريًا. وتستمع العلامات التجارية في قطاعات الضيافة والعقارات والسياحة. سواء من خلال علاجات زلال المستوحاة من TAIM، أو مجتمعات الدار الصديقة للبيئة، أو مشاريع إعمار التي تُركز على العافية بقيمة 15 مليار دولار، أو أول ظهور عالمي لشركة ديزني في الشرق الأوسط، فإن الرسالة واضحة: مستقبل العافية يكمن في الهدف. إنها تتعلق بالحركة والمعنى. تتعلق بكيفية تأثير المكان عليك. لمن يبحث عن أكثر من مجرد ملاذ، تقدم الإمارات العربية المتحدة شيئًا أعمق: مكان لا يشجع على التحول فحسب، بل هو جزء لا يتجزأ من المشهد الطبيعي.


خليج تايمز
منذ 31 دقائق
- خليج تايمز
الحارث المنصوري: من تحدي الثلاسيميا إلى نجم التخرج.. قصة صمود وإلهام في الإمارات
عندما كان الحارث حميد المنصوري يبلغ من العمر بضعة أشهر فقط، تلقت عائلته خبرًا مفجعًا شكّل مستقبلهم بعد سبعة عشر عامًا. شُخّص ابنهم الرضيع بالثلاسيميا، وهو اضطراب دم وراثي يتطلب زيارات منتظمة للمستشفى ونقل دم، ومستقبلًا غامضًا. واليوم، وعلى الرغم من كل الصعوبات، يقف الحارث فخوراً كخريج مدرسة ثانوية، دفعة 2025، من رأس الخيمة، كمنارة أمل للعائلات التي تواجه تحديات مماثلة في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة. وقال المراهق الإماراتي: "رغم التحديات الصحية التي مررت بها، إلا أنني تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز بفضل الله ودعم عائلتي ووطني". رحلة الشاب ذي السبعة عشر ربيعًا من سرير المستشفى إلى مرحلة التخرج لم تكن مجرد انتصار شخصي، بل تُجسّد قوة دعم عائلته الراسخ، وتميز نظام الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة، والأهم من ذلك، الروح القوية لشابٍ رفض أن يُحدّد مرضه مستقبله. الثلاسيميا هو اضطراب وراثي في الدم يسبب نقص في إنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي يحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم. بالنسبة للحارث، كان هذا يعني طفولة تتخللها زيارات منتظمة للمستشفى كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لنقل الدم، إلى جانب العلاج المستمر والحقن والأدوية التي أصبحت روتينية مثل الذهاب إلى المدرسة. تؤثر هذه الحالة على آلاف الأشخاص في جميع أنحاء العالم، حيث أن منطقة الشرق الأوسط لديها واحدة من أعلى معدلات الانتشار بسبب العوامل الوراثية. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، أنشأت الحكومة مراكز متخصصة لتوفير الرعاية الشاملة لمرضى الثلاسيميا، إدراكاً منها للالتزام الطويل الأمد المطلوب لإدارة هذه الحالة المزمنة. كانت فترة العلاج صعبة، لكن المرض لم يوقفني، قال الحارث. كنت أراجع دروسي من هاتفي أو حاسوبي المحمول حتى أثناء وجودي في المستشفى، وكانت والدتي دائمًا معي، تقرأ لي وتساعدني في دراستي، وتسهر معي حتى لا أضيع العام الدراسي. عملية زرع تغير الحياة بعد سنوات من إدارة حالته من خلال عمليات نقل الدم والأدوية المنتظمة، شهدت رحلة الحارث الطبية منعطفًا دراماتيكيًا عندما أصبح مؤهلاً لعملية زرع نخاع العظم. كان المتبرع شخصًا عزيزًا جدًا على قلبه: أخته، التي بادرت بمنح أخيها ما وصفه بـ"حياة جديدة". وأعرب الحارث عن امتنانه العميق لأخته: "لقد تبرعت لي بنخاع عظمها، ومنحتني حياة جديدة، جزاها الله خيرًا". بعد رحلة علاج طويلة، خضع لعملية زراعة نخاع عظم في الإمارات العربية المتحدة. تُعدّ هذه العملية من أهمّ التدخلات الطبية المتاحة لمرضى الثلاسيميا. تتضمن العملية استبدال نخاع العظم المصاب لدى المريض بنخاع عظم صحي من متبرع متوافق، مما قد يوفر علاجًا محتملًا لهذه الحالة. ومع ذلك، فإن العملية معقدة وتتطلب تحضيرات مكثفة، ومطابقة دقيقة، وأشهرًا من التعافي. بالنسبة للحارث، لم تكن عملية زراعة الأعضاء مجرد إجراء طبي، بل كانت بوابةً لمستقبلٍ لطالما حلم به. فجأةً، أصبح من الممكن العيش دون الحاجة المستمرة لنقل الدم، والذهاب إلى المدرسة دون انقطاعات طبية متكررة، والسعي لتحقيق طموحاته دون قيود حالته الصحية. التعليم من خلال الشدائد كان دعم إدارة مدرسته بالغ الأهمية خلال هذه الفترة العصيبة. بقيادة خديجة الشاملي، بذل طاقم المدرسة قصارى جهده لضمان استمرار الحارث في تعليمه رغم ظروفه الصحية. ولعب المعلمون، ومن بينهم هنادي النعيمي، وناعمة الشحي، وجاسم الحمادي، أدوارًا مهمة في دعم مسيرته الأكاديمية. أعرب الحارث عن امتنانه لإدارة مدرسته، وعلى رأسها خديجة الشميلي، التي حرصت على استمراره في الدراسة. كما شكر المعلمين هنادي النعيمي، وناعمة الشحي، وجاسم الحمادي، الذين كان لهم دورٌ كبيرٌ في دعمه طوال مسيرته التعليمية. شبكة من الدعم الثابت يقف وراء إنجاز الحارث الباهر شبكة من الداعمين الذين ساهم تفانيهم واهتمامهم في نجاحه. وفي قلب هذه الشبكة عائلته، التي شكّل حبها وتضحياتها أساس صموده. قال الحارث بصوتٍ مفعمٍ بالعاطفة: "كانت أمي روحي الثانية في تلك الفترة. لم تفارقني قط، سهرت معي، وقفت بجانبي لحظةً بلحظة. كان والدي سندي، وكان دائمًا يرفع معنوياتي". تجاوز تفاني والدته الرعاية الأبوية التقليدية. أصبحت شريكة دراسته، تقرأ له أثناء إقامته في المستشفى، وتساعده على مراجعة دروسه عندما كان ضعيفًا جدًا بحيث لا يستطيع التركيز على دروسه. ولم يوفر وجودها الدعم العملي فحسب، بل وفر أيضًا الاستقرار العاطفي خلال اللحظات الأكثر تحديًا في علاجه. امتد التزام العائلة إلى إخوته، الذين قدموا له الدعم المعنوي طوال رحلته. قال الحارث: "وقف إخوتي وأخواتي بجانبي عاطفيًا في كل لحظة. كان دعمهم لا يوصف". إلى جانب عائلته المباشرة، حظي الحارث بدعم شخصيات بارزة في المجتمع الإماراتي. فقد قدّم له المستشار وعضو المجلس الوطني سلطان بن يعقوب الزعابي دعمًا وتشجيعًا كبيرين طوال مسيرته. وتوجه الحارث بالشكر الخاص إلى سلطان بن يعقوب الزعابي الذي وقف بجانبه وقدم له الدعم الكبير طوال رحلته. كان الدعم الطبي الذي تلقاه الحارث شاملاً بنفس القدر. فمركز دبي للثلاسيميا، الذي رافقه منذ طفولته، لم يقدم له الرعاية الطبية فحسب، بل قدم له الدعم المعنوي والتشجيع طوال رحلة علاجه. وأعرب الحارث عن امتنانه العميق لمركز دبي للثلاسيميا الذي رافقه منذ الصغر، منذ بداية رحلة علاجه، وكان له الدور الأكبر في دعمه ومساعدته على الاستمرار. ووجه شكره الخاص للدكتور نجم على رعايته واهتمامه، وكذلك الإدارة وجميع الطاقم الطبي الذين لم يقصروا معه وكانوا دائماً مصدر أمان وتشجيع. أحلام شفاء الآخرين لقد شكّلت تجربة الحارث كمريض رؤيته للمستقبل بشكل كبير. فبدلاً من أن تثنيه سنوات العلاج الطبي، ألهمته مسيرته المهنية في مجال الرعاية الصحية، وتحديداً كأخصائي أشعة. قال الحارث بثقة: "حلمي أن أصبح أخصائي أشعة. أريد دخول المجال الطبي لأنني عشت المعاناة وأعرف معنى أن يكون المريض متألمًا. أريد مساعدة المرضى، وأن أكون سببًا في تخفيف آلامهم، كما رزقني الله بمن خفف عني هذا العبء". يُعد اختياره لتخصص الأشعة ذا أهمية بالغة. إذ يلعب دوراً محورياً في تشخيص ومراقبة حالات مثل الثلاسيميا، وتمنحه خبرة الحارث الشخصية في هذا المجال رؤيةً فريدةً حول منظور المريض. ولعل الجانب الأكثر قوة في قصة الحارث ليس انتصاره الشخصي فحسب، بل التزامه بالدفاع عن الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة. بعد أن عاش مع مرض الثلاسيميا لمدة 17 عامًا، اكتسب فهمًا عميقًا للصعوبات الفريدة التي يواجهها المرضى الذين يعانون من هذه الحالة، وخاصة المفاهيم الخاطئة والتمييز الذي يواجهونه في كثير من الأحيان. وقال الحارث: "لقد عشت تجربة الثلاسيميا بكل تفاصيلها، وأعرف تماماً كيف يعاني المرضى في صمت، والمشكلة أن مرضى الثلاسيميا لا يظهرون التعب ظاهرياً، مما يجعل البعض يظنون أنهم بصحة جيدة، لكن الواقع مختلف تماماً". الإعاقة غير المرئية تُشكّل هذه الطبيعة الخفية للثلاسيميا تحديات فريدة للمرضى. فعلى عكس الإعاقات أو الحالات الأكثر وضوحًا، يكون تأثير الثلاسيميا داخليًا في معظمه، مما يُصعّب على الآخرين فهم المعاناة اليومية التي يواجهها المرضى. إن التعب المنتظم، والحاجة إلى مواعيد طبية متكررة، والآثار الصحية طويلة الأمد ليست واضحة على الفور للمراقبين العاديين. مع الأسف، لا تنظر العديد من المؤسسات إلى مرضى الثلاسيميا بنفس الطريقة التي تنظر بها إلى أصحاب الهمم، كما أوضح الحارث. وأضاف: "عندما يتقدمون للوظائف، يُستبعدون بمجرد معرفة حالتهم الصحية، رغم قدرتهم على الإنجاز والتفوق إذا أتيحت لهم الفرصة". يتجاوز نشاطه الدعائي تجربته الشخصية ليشمل دعوةً أوسع نطاقًا للتغيير الشامل. قال: "رسالتي للمسؤولين هي أن ينظروا إلى هذه الفئة بإنصاف، وأن يمنحوها حقها في العمل والعيش بكرامة. لقد مرّوا بتجارب صعبة، وما زالوا صامدين. أنا واحد منهم، وآمل أن أكون صوتًا ينقل معاناتهم، وأن يكون لي دور في إحداث التغيير". من متلازمة تكيس المبايض إلى الألم المزمن، هل يُمكن للشفاء العاطفي أن يُحسّن صحة المرأة؟ الإمارات العربية المتحدة: مشروع وقفي بقيمة 70 مليون درهم لدعم أصحاب الهمم والمرضى المزمنين. هل تعانين من ألم مزمن؟ قد تكون مشاعركِ مفتاح التحسن.


زاوية
منذ 4 ساعات
- زاوية
برجيل القابضة وريسبونس بلس القابضة تطلقان جائزة الصحة والعافية للطاقة البشرية في قطاع الطاقة
سيجري الكشف عن الجهة المؤسسة خلال معرض أديبك 2025 أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة: أعلنت ريسبونس بلس القابضة، الشركة الرائدة في تقديم الخدمات الطبية الإسعافية والرعاية الصحية قبل الدخول للمستشفى في الشرق الأوسط والمدرجة في سوق ابوظبي المالي تحت الرمز: RPM؛ وبرجيل القابضة، الشركة الرائدة في تقديم الرعاية الصحية فائقة التخصص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المدرجة في بورصة أبوظبي تحت الرمز:Burjeel، عن إطلاق جائزة الصحة والعافية للطاقة البشرية، التي تكرّم التميّز في مجال الصحة البدنية والنفسية للشركات العاملة في قطاع الطاقة العالمي. وتبلغ قيمة جائزة الصحة والعافية للطاقة البشرية مليون دولار أمريكي، وستفوز بها إحدى المؤسسات العاملة في قطاع الطاقة والتي تقدم الحل الأكثر ابتكاراً وتأثيراً وقابلية للقياس لتعزيز الصحة البدنية والنفسية ورفاهية العاملين في القطاع حول العالم. ومن المقرر أن يتم الإعلان عن المؤسسة الفائزة بجائزة الصحة والعافية للطاقة البشرية في الدورة المرتقبة من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) 2025، حيث تعتبر الجائزة أول منصة تكريم عالمية متخصصة بصحة ورفاهية القوى العاملة في قطاع الطاقة، وتستقطب الشركات من جميع الأحجام، ولا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة في سلسلة توريد الطاقة، حيث يمكن للحافز المالي أن يسهم في تحقيق أثر تشغيلي وثقافي كبير. وتهدف المبادرة إلى رفع مستوى الوعي المتزايد بضرورة الاهتمام بالصحة النفسية والمرونة والعافية الشاملة بصفتها عناصر أساسية لتعزيز الأداء التشغيلي ومشاركة الموظفين. وستتولى تقييم طلبات المشاركة لجنة تحكيم دولية مرموقة ومستقلة تضم أبرز الخبرات في مجال الصحة والعافية والريادة العالمية، برئاسة الدكتور ريتشارد هيرون، نائب الرئيس لشؤون السابق والرئيس التنفيذي للشؤون الطبية لدى شركة بي بي، والذي يمتلك خبرة واسعة تتجاوز 15 عاماً في إدارة استراتيجيات الصحة العالمية والمشاركة في العديد من المجالس الاستشارية الدولية، ويتمتع برؤية عميقة في مجال الصحة والرفاهية المهنية. وتضم اللجنة فيناي مينون، مدرب العافية الشهير بعمله مع نخبة من الرياضيين بما في ذلك نادي تشيلسي والمنتخب البلجيكي الوطني في بطولة العالم لكرة القدم FIFA 2022، إلى جانب جون دفتيريوس، وهو محلل اقتصادي وصحفي حائز على جوائز يمتلك خبرة تزيد على ثلاثة عقود من العمل في قطاع الطاقة العالمي والأسواق الناشئة. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الدكتور روهيل راجفان، الرئيس التنفيذي لشركة ريسبونس بلس القابضة: "تعكس جائزة الصحة والعافية للطاقة البشرية التزامنا بالتركيز على الإنسان في جوهر عملية التنمية، حيث تهدف هذه المبادرة إلى إرساء معيار جديد لتقدير ودعم القوى العاملة في القطاع". ومن جانبه، قال ستيفن واينز، الرئيس التنفيذي لشركة بروميثيوس ميديكال إنترناشيونال، الشركة التابعة لريسبونس بلس القابضة، والذي يترأس اللجنة التوجيهية للجائزة: "تسعى هذه الجائزة إلى تقدير وإلهام الشركات التي تثمّن صحة ورفاهية العاملين. إذ نعمل على تشجيع الحلول المبتكرة التي تسهم في إحداث تأثير ملموس على حياة الفرق العاملة في سلسلة قيمة الطاقة". بدوره، قال جون سونيل، الرئيس التنفيذي لشركة برجيل القابضة: "تعكس شراكتنا رسالتنا المشتركة الرامية إلى التركيز على صحة العاملين في قطاع الطاقة. وتسلط هذه الجائزة الضوء على الدور الهام للرعاية الوقائية ورفاهية الموظفين في بناء قوة عاملة تتسم بالمرونة". وتتماشى جائزة الصحة والعافية للطاقة البشرية مع رؤية نحن الإمارات 2031 والاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 في دولة الإمارات، وتؤكد على التزام دولة الإمارات بالمعايير العالمية الرائدة في مجال الصحة الصحة والابتكار ورفاهية القوى العاملة. لمزيدٍ من المعلومات حول مواعيد التقديم وتفاصيل المشاركة، يرجى زيارة Human Energy Health and Wellbeing Award. -انتهى-