
حين تحصنت الدولة والبورصة والبنوك.. شهادة من قلب الحرب الرقمية*يوسف محمد ضمرة
في ذروة عدوان الكيان الصهيوني على غزة، كان الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في طليعة الدول التي سارعت إلى إيصال المساعدات إلى أهلنا هناك. وبينما كانت الطائرات الأردنية تنقل الدفعات الأولى من الدعم، اندلعت موجة من الهجمات السيبرانية استهدفت مؤسسات وطنية، ولا سيما، تلك التي تنتهي نطاقاتها بـ".jo"، في إطار الحرب الإلكترونية التي رافقت العدوان.
في تلك اللحظات، كان المهندس فادي سوداح - رحمه الله - في مكتبه يرصد المشهد ويتابع حماية موقع بورصة عمان (ase.jo). وقد كشفت تلك الهجمات عن التباس وقع فيه بعض المخترقين بين موقع البنك المركزي الأردني وأحد البنوك التجارية، إذ بدا أنهم غير ملمين بطبيعة المواقع المستهدفة. لكن المؤسسات كانت مستعدة، والهجمات - التي انطلقت من آسيا وشمال شرق أفريقيا- ووجهت بأنظمة حماية فعالة.
أبلغت حينها الجهة المستهدفة، وتحديدًا رئيس مجلس إدارة البنك، الذي عبر عن ارتياحه الشديد لمستوى الجاهزية، وكفاءة إدارة المخاطر، والإنفاق المدروس على البنية التحتية للأمن السيبراني. كان ذلك محل فخر، ويضاهي ما تقوم به أعرق المؤسسات الوطنية.
وفي لحظة صمت، ونحن نحتسي القهوة، سألني المهندس سوداح: "ما هو برنامجنا؟"، يقصد أين سنذهب بعد تلك الجلسة، ثم اقترح وهو ينهض: "فلنذهب ونراقب." توقعت ذلك، فرشفات عدة، من فنجان قهوة أطول بالنسبة له من استراحة المحارب.
وفي الطريق، أسرّ لي بأنه تمكن من التسلل إلى مجموعة إلكترونية كانت تخطط لاختراق مواقع رسمية، وقد وضعوا قائمة أهداف واضحة. وطمأنني أن الأنظمة الأمنية لدينا أكثر كفاءة مما يتخيلون، وأن الأمور تحت السيطرة.
سألته، بدافع الفضول الصحفي: من تقصد؟ فأجاب مشيرا إلى بنك محدد كان في عين العاصفة أنه متقدم جدا في إدارة مخاطر الأمن السيبراني "خلافًا لأولئك الحثالة"، على حد تعبيره.
تواصلت مع أحد كبار المسؤولين في ذلك البنك، فأكد لي أنهم بالفعل مستهدفون، لكنهم لا يتعاملون مع المسألة كطارئ، بل كأحد ثوابت إدارة المخاطر. وأوضح أن الإجراءات وضعت مسبقا ضمن خطة شاملة لحماية المعلومات، وأنهم مطمئنون تماما لجاهزيتهم.
لست خبيرا في الحرب الإلكترونية، لكنني ازددت ثقة بقدرة هذا الوطن على تحصين مؤسساته، ولا سيما الاقتصادية منها، أمام أي خطر رقمي.
تجربتي مع المهندس فادي سوداح تؤكد أن في هذا الوطن من لا ينام، عسكريا كان أم مدنيا، مستعدا في كل لحظة لحماية بلده، وهو يعلم أنه في خندقه ترافقه دعوات الأمهات، وتشجيع قيادته، وحفظ الله فوق كل شيء.
كان لفادي -رحمه الله - من اسمه نصيب، ونحن محظوظون أن عندنا آلاف الفوادي، بل كلنا فواد، كل على ثغر من ثغور الوطن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ ساعة واحدة
- جو 24
إلغاء حكم حبس فجر السعيد: "وداعاً للسياسة"
جو 24 : في تطور مفاجئ بقضيتها، ألغت محكمة الاستئناف اليوم حكم حبس الإعلامية فجر السعيد، وقضت بالامتناع عن النطق بالعقاب مع تعهد بكفالة 1000 دينار على خلفية اتهامها في قضية أمن دولة. وأعلنت صديقة فجر السعيد، الإعلامية مي العيدان هذا الخبر عبر صفحتها في "إنستغرام"، ونشرت صورة تجمعهما معاً وكانتا بنفس الملابس، وعبّرت من خلال التعليق عليها عن سعادتها بخروجها من السجن، حيث كتبت: "الحمد لله يا قطعة من قلبي الليلة بإذن الله تنامين في بيتك معزّزة مكرّمة يا أمي وأختي وصديقتي وأستاذتي وكل الدنيا لي". وأضافت: "شكراً لله شكراً للقضاء الكويتي شكراً للمحامي فيصل عيال العنزي والمحامي بسام العسعوسي، وباب السياسة وداعاً الى غير رجعة وهلا براحة البال والسلام والحياة الجديدة". وكانت محكمة الجنايات قد قضت بحبس فجر السعيد 3 سنوات مع الشغل والنفاذ، وذلك بتهم نشر أخبار كاذبة وبدعوتها الى التطبيع مع العدو الإسرائيلي والإضرار بمصالح البلاد. تابعو الأردن 24 على

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز في مادبا تحتفل بتخريج الفوج الثامن من طلبتها
الدستور احتفلت مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز في مادبا، اليوم الاثنين، بتخريج الفوج الثامن من طلبتها، برعاية أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية، الدكتور نواف العجارمة. وحضر الحفل، الذي أقيم في قاعة مدرسة كنغز أكاديمي، مدير إدارة التعليم في الوزارة الدكتور أحمد المساعفة، ومدير التربية والتعليم لقصبة مادبا الدكتور يوسف أبو الخيل، وعدد كبير من كوادر الأسرة التربوية وأولياء أمور الطلبة الخريجين. وألقت مديرة المدرسة حنان العطيات، كلمة هنأت فيها أولياء الأمور والمعلمين والطلبة بمناسبة تخريج كوكبة جديدة من فرسان المستقبل، مؤكدة أن هذا الإنجاز يمثل ثمرة تعاون وجهود مشتركة بين الطلبة وكوادر المدرسة. وعبّر الخريجون، من خلال كلمات ألقاها نيابة عنهم الطالب حازم الزن، والطالبات دانا الشوابكة، وجنى الباز، وحلا أبو مطحنة، وحنين الشوابكة، عن شكرهم وتقديرهم لإدارة المدرسة والمعلمين، على دعمهم المتواصل وتحفيزهم المستمر الذي مكّنهم من التميز والنجاح. وتخلل الحفل فقرات متنوعة، شملت موكب الخريجين، وعرضا لكورال مدارس التميز، وقصيدة شعرية ألقاها الدكتور علي الدهامشة، إلى جانب فيديو "ذكريات"، وفقرة تسليم الراية. --(بترا)

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
ترسيخ الهوية الوطنية والقيم الأخلاقية
الهوية الوطنية الأردنية والقيم الأخلاقية هما حجر الاساس في بناء الوطن وتنميته بصورة مميزة وحضارية وان تمسكنا بهويتنا وقيمنا الإنسانية والأخلاقية الاصلية نحافظ على اردننا الغالي قويا عزيزا آمنا، مصلحتنا الوطنية تدعو الجميع الى الالتقاء على محبة الوطن والعمل بكل الطاقات والامكانيات من اجل نهضته ورفعته والوصول به الى مصاف الدول المتقدمة ونحن نمتلك طاقات بشرية مؤهلة ومدربة ومتعلمة ومواطنا واعيا ومنتميا وقيادة هاشمية حكيمة.القيم الوطنية هي مجموعة من المبادئ التي تحدد سلوكيات ابناء المجتمع وتتمثل في الكثير من السلوكيات الايجابية التي تتمثل في محبة الوطن والاخلاص له والمحافظة عليه والسعي نحو البناء والإصلاح والاخلاق الحميدة وهذه القيم الوطنية تصقلها الاخلاق الدينية التي تدعو الى الاخلاق والقيم الحميدة، لأنها سمات المجتمعات المتطورة الحضارية فأينما وجدت الاخلاق كانت الحضارة والتقدم والتطور والسلوك الانساني المتحضر.منظومة القيم الاخلاقية والإنسانية والتي تتمثل في التربية الاخلاقية التي تعتبر الاساس المتين لاستدامة الشعوب ولها دور بارز في بناء الشخصية الوطنية للشباب المعتز بدينة وهويته العربية الاصيلة وقيمها النبيلة وارثها الحضاري المميز، ولذلك تضافرت النصوص الشرعية في الحث على حسن الاخلاق والتأكيد عليها والتمسك بها لان الاخلاق اساس بناء الامم والشعوب وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم» انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق» وقال الله سبحانه وتعالى في مدح الرسول الكريم « وإنك لعلى خلق عظيم».فإذا كان بناء المجتمع والقيم الوطنية لا تقوم إلا في بيئة وطنية مبينة على التسامح والمحبة ونبل الأخلاق والعدالة والمساواة وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة فان الجامعات والمؤسسات التربوية لها دور هام ومحوري في تجسيد هذه المبادي من خلال تطوير المناهج الدراسية وتعزيز مفهوم المواطنة الصالحة والانتماء الحقيقي للوطن، وايضا الانشطة المنهجية واللامنهجية التي تعزز قيم الاخلاق النبيلة وتجذرها لدى الطلبة، فالمعيار الحقيقي للمواطنة هو الانتماء للوطن الذي يجعله حصينا في مواجهة الإخطار والتحديات، ويكون الانتماء بالعمل الصادق الدؤوب في خدمة الوطن والتضحية في سبيله، ويتجسد ذلك الانتماء سلوكا وممارسة بالعديد من المعايير وفي مقدمتها تعزيز الهوية الوطنية والتمسك بالدستور والحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله واحترام سيادة القانون.الهوية الوطنية لن تكتمل بدون القيم الأخلاقية فهي التي تعزز الانتماء وتوجه المواطن ان يكون إيجابيا ومخلصا لوطنه وقيادته مشاركا في بناء الوطن ونهضته مقدرا ومحترما لغيره وهي مسؤولية مشتركة تبدأ بالأسرة والمدرسة وتنتهي بالدولة والمجتمع بأكمله.ولترسيخ هويتنا الوطنية ضرورة الالتفاف حول قيادتنا الهاشمية الحكيمة وجيشنا العربي الباسل واجهزتنا الأمنية الرائدة ونثمن عاليا ما قامت به مؤسسات الدولة المعنية من جهود لترسيخ الهوية الوطنية الجامعة.